البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : قراءة القرآن الكريم بين الترتيل والغناء.    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 علاء 
13 - نوفمبر - 2009
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الموضوع الذي أود أن أسمع رأيكم فيه اليوم هو قراءة القرآن الكريم بالترجيع والتغني، فقد أصبح مجودوا القرآن الكريم مجبرون على الالمام بالمقامات الموسيقية وحسن استعمالها في تجويدهم للقرآن الكريم، إذ يعتبرون التغني بالقرآن الكريم واجب، ويستندون في ذلك للحديث الذي رواره البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
وهذا ما يجعلنا نتسائل عن مفهوم التغني الذي قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل هو التغني بالمفهوم المعاصر، أم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعني سوى الترتيل الذي أمر به الله عزّوجل في كتاب العزيز "ورتل القرآن ترتيلا"، وكما هو ملاحظ من خلال الحديث الشريف أن عدم التغني بالقرآن الكريم يخرج المسلم عن الملّة، أي أن الذي لا يتغنى بالقرآن الكريم فهو كافر، مع العلم بأن التغني سواء كان بالقرآن الكريم أم بالأشعار ليس في متناول الجميع، فهو مرتبط بالموهبة والتدريب. 
إذا كان الحديث صحيحا فهل المقصود به هو الترتيل أم التغني بمفهومه العصري؛ أي باستخدام المقامات الموسيقية المعروفة.
ألن يؤدي هذا إلى التباس القرآن الكريم بغيره من الكلام البشري عند العوام.
ما رأيكم في هذه المسألة؟  
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
القراءة بالألحان...والمقامات الصوتية...     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
   نشكر الأخ علاء على إثارته لهذا الموضوع، وأقول:
·      الحديث الذي تفضلت بذكره عن أبي هريره رضي الله عنه إنما أخرجه الإمام البخاري وغيره بهذا اللفظ وله ألفاظ مقاربة عند غيره، أما مسلم رحمه الله فلم يخرجه في صحيحه، وإنما أخرج حديث التغني بلفظ آخر، وهو ما أخرجه: في بَاب اسْتِحْبَابِ تَحْسِينِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ  من طريق أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ.
 وفي لفظ له عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ.
  والحديث يبين معنى التغني المقصود في اللفظ الذي ذُكر، وهو إحسان الصوت بالقرآن والجهر به وتحزينه، وهو ما عليه أكثر السلف كما ذكر ابن كثير رحمه الله والحافظ ابن حجر.
  وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى فقال فيه: (لقد أوتي مزمارا من مزامير داود).
·      قد يكون قصدك قراءة القرآن بالألحان، وهو أمر نوافق عليه، وليس هو التغني الوارد في الحديث والفرق بينهما واضح.
قال الحافظ في "الفتح" بعد أن ذكر الخلاف في تفسير التغني لغة (9/ 63) :
·        "ظواهر الأخبار ترجح أن المراد: تحسين الصوت، ويؤيده قوله: "يجهر به"؛ فإنها إن كانت مرفوعة قامت الحجة به، وإن كانت غير مرفوعة؛ فالراوي أعرف بمعنى الخبر من غيره؛ لا سيما إذا كان فقيهاً. ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم ؛ لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب، وإجراء الدمع، وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان، أما تحسين لصوت، وتقديم حسن الصوت على غيره؛ فلا نزاع في ذلك...ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه، فلو تغير؛ قال النووي في "التبيان": أجمعوا على تحريمه. ولفظه: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن؛ ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن خرج حتى زاد حرفاً أو أخفاه؛ حرم"
·         قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه على صحيح الإمام البخاري: فأما تغني المؤمن فإنما ينبغي أن يكون بالقرآن، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) والمراد: أنه يجعله عوضا عن الغناء فيطرب به ويلتذ، ويجد فيه راحة قلبه وغذاء روحه، كما يجد غيره ذلك في الغناء بالشعر.
·        فأما قولك يا أخي الكريم: "وكما هو ملاحظ من خلال الحديث الشريف أن عدم التغني بالقرآن الكريم يخرج المسلم عن الملّة، أي أن الذي لا يتغنى بالقرآن الكريم فهو كافر" فليس بصحيح، قال الشيخ العلامة بدر الدين العيني في عمدة القاري: "قوله ليس منا أي ليس من أهل سنتنا وليس المراد أنه ليس من أهل ديننا"
  وبنحوه حديث: « من لم يوتر فليس منا » قال الإمام ابن بطال المالكي: "وقوله: « من لم يوتر فليس منا »، يقتضى الترغيب فيه، ومعناه: ليس بآخذ سُنتنا ولا مُقْتَدٍ بنا، كما قال:  « ليس منا من لم يتغن بالقرآن »، ولم يرد إخراجه من الإسلام"
 
*سعيد
14 - نوفمبر - 2009
يا أهل شنقيط لله دركم !    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
 لماذا الشناقطة يحفظون ؟
                        محمود بن محمد المختار الشنقيطي
 كثيرون أولئك الذين يَبْتدرونني بهذا السؤال حين يَضُمني وإياهم مجلسٌ، فيدور الحديث حول مسألة الحفظ باعتبارها من أهم قضايا طلب العلم الشرعي، فيسألونني عن أسباب ظاهرة قوة الحفظ عند قومي، ولماذا كانت أهمّ سمةٍ في علماء الشناقطة ـ الذين رحلوا إلى المشرق واتصلوا بالأوساط العلمية ـ القوة الفذة والقدرة الفائقة على استحضار النصوص؟ ويسألونني عن أعجب ما بلغني من أخبار عن نوادر الحفاظ في الشناقطة.
وكنت أجيب بما يناسب مقام كل مجلس ويفيد منه الحاضرون، دون تقص أو تعمد بحثٍ عن الإجابة على هذه القضية، وحين كتب الله لي أول زيارةٍ ـ العام المنصرم ـ لبلاد الآباء والأجداد (شنقيط)، ووقفت على بعض المحاظر الحية القائمة على أطلال ورسوم المحاظر(1) العتيقة، وحظيت بلقاء أجلة فضلاء من علماء الشناقطة(2)، أدركوا أواخر نهضة علمية، كان من أبرز سماتها اعتمادها على حفظ الصدور لما وجد في السطور، وأن العلم هو ما حصل في الصدر ووعته الذاكرة متناً ومعنى، حتى غدا من أمثالهم التي تعبر عن هذا المعنى: (القراية في الرّاسْ ماهُ في فاس ولا مكناس) أي العلم المعتبر هو ما في حفظك، وليس في كثرة الذهاب إلى المدن الحضارية ومؤسسات التعليم فيها. حين كتب الله لي تلك الزيارة كان مما يدور في خلدي الجواب عن السؤال المتقدم من واقع تجربة طلاب العلم في تلك المحاظر، فتجمعت عندي طرق كانت وراء تيسير الله للشناقطة ملكة حفظ نادرة، وطاقة ذهنية عالية جعلتهم يفخرون في ثقة واعتزاز بقدراتهم على استذكار عشرات الكتب، وجعلت العلامة سيدي محمد ابن العلاّمة سيدي عبد الله ابن الحاج إبراهيم العلوي ـ رحمه الله ـ (ت 1250هـ) يقول: (إن علوم المذاهب الأربعة لو رمي بجميع مراجعها في البحر لتمكنت أنا وتلميذي ألْفَغّ الديماني من إعادتها دون زيدٍ أو نقصان، هو يحمل المتن وأنا أمسك الشروح)(3).
وجعلت العلاّمة محمد محمود التّرْكُزي ـ رحمه الله ـ ت عام (1322هـ) يزهو بحافظته متحدياً الأزهريين بأنه أحق بإمامة اللغة والاجتهاد فيها منهم؛ لأنه يحفظ القاموس كحفظه الفاتحة، فاستبعدوا ذلك وعقدوا له مجلساً بالأزهر، فكان كما قال، فأقرّوا له وصاروا يصححون نسخهم من نسخة التركزي ـ رحمه الله ـ المحفوظة في صدره(4).
وقبل أن أتحفك ـ أخي القارئ ـ بشيء من طرقهم وأساليبهم في الحفظ تتضمن الإجابة عن السؤال المتقدم، أتحفك بأخبار القوم ونوادرهم في الحفظ، مما وجدته مسطوراً في كتب التراجم، أو محكياً على ألسنة الرواة، وسيتملكك العجب، وتعتريك الدهشة لسماعه، وتجزم معي بأن ما حباهم الله به من ذاكرة فذة، وقدرة على استحضار النصوص ربما لا توجد إلا في ذاكرة الحاسب الآلي، حتى صارت حكاياتهم في الحفظ غريبة تشبه الأساطير وما يجري مجرى خوارق العادات.
فمن ذلك ما ذُكر في ترجمة العلاّمة عبد الله بن عتيق اليعقوبي ـ رحمه الله ـ، (ت عام 1339هـ)، أنه كان يحفظ لسان العرب لابن منظور(5).
وكان الغلام في قبيلة مُدْلِشْ يحفظ (المدوّنة) في فقه الإمام مالك قبل بلوغه، وكانت توجد في قبيلة (جكانت) ثلاثمائة جارية تحفظ الموطأ فضلاً عن غيره من المتون، وفضلاً عن الرجال، ولهذا قيل: العلم جكني(6).
وروي عن الشيخ سيد المختار ابن الشيخ سيدي محمد ابن الشيخ أحمد بن سليمان (ت 1397م) حِفظ كثير من كتب المراجع مثل: فتح الباري، والإتقان للسيوطي، غير المتون والكتب التي تُدرّس في المحظرة(7).
ومن العجيب ما تجده من محفوظات فقهائهم غير متون الفقه والأصول وما يتعلق بالتخصص، فهذا قاضي (ولاته) وإمامها سيدي أحمد الولي بن أبي بكر المحجوب كان يحفظ مقامات الحريري، وليست من فنون القضاء ولا الفقه، وسمعتها عن الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب الأضواء ـ رحمة الله عليه(8).
وأما المتخصص في الأدب والشعر فلا يحفظ أقلّ من ألف بيت في كل بحر من بحور الشعر العملية؛ حتى تتهيأ له ملكة أدبية لينظم أو ينثر ما يريد.
فهذا العلامة الأديب محمد محمود بن أحمذيه(9) الحسني ـ رحمه الله ـ، كان يحفظ في الأدب وحده مقامات الحريري، والمستطرف، وكامل المبرد، والوسيط في أدباء شنقيط، وديوان المتنبي، وديوان أبي تمام، وديوان البحتري؛ هذا في الأدب وحده دون غيره من فنون ومتون المنهاج الدراسي المحظري(10).
ومن نوادر نساء الشناقطة في قوة الحفظ ما حدّث به العلاّمة محمد سالم بن عبد الودود أن أمه مريم بنت اللاّعمة كانت تحفظ القاموس، وقد استوعبته بطريقة غريبة، حيث كان والدها يرسلها من حين لآخر إلى خيمة أحد علماء الحي تنظر له معنى كلمة في القاموس ـ وكان هذا العالم ضاناً بنسخته لا يعيرها ـ فكانت البنت تحفظ معنى الكلمة وتعود بها إلى والدها وهكذا حتى حفظت مادة القاموس كلها. وإن تعجب أخي القارئ من المتقدمين فلعل ممن أدركنا من المعاصرين الأحياء من يماثلهم في الحفظ؛ فمن ذلك ما حدثني به والدي ـ حفظه الله ـ قال لي يا بني: لقد كنا أيام طلبنا للفقه عند شيخنا الفقيه عبد الرحمن ولد الداهي، نتسابق في ختم المختصر ليالي الجمع فيستفتح من (يقول الفقير المضطر) بداية الكتاب فلا يطلع الفجر إلا وقد ختمناه لا نشكك إلا في مواطن قليلة في أقفاف(11) السفر نكرر ذكر ذلك مرات، وممن أدركناه من الأحياء العلامة الشيخ أحمدّو بن العلامة الشيخ محمد حامد بن آلاّ الحسني نزيل المدينة النبوية ـ متع الله ببقائه.
ولا أبالغ إن قلت: إن ما في صدره من العلم لو جلس يمليه عاماً كاملاً لما كرر ولا أعاد منه شيئاً؛ فمن محفوظاته في النحو والصرف طرة(12)، ابن بونة على الاحمرار(13) يحفظها بنصها، وطرة الحسن بن زين على احمراره للامية الأفعال لابن مالك أيضاً، والمقصور والممدود لابن مالك مع شواهده وهي تقرب من ألفي بيت، وضوابط وشواهد على مسائل ألفية ابن مالك بعضها له وبعضها لوالده ولبعض العلماء الشناقطة تبلغ نحواً من ثلاثة آلاف بيت، إضافة إلى بعضٍ من ألفية السيوطي في النحو.
وفي غريب اللغة نظم ابن المرَحّلْ، ونظم أبو بكر الشنقيطي كثيراً من مواد القاموس، وجل شواهد الغريب من تفسير القرطبي، ومثلث ابن مالك وهو يبلغ ثلاثة آلاف بيت مع شواهده. إلخ من العلوم والفنون...
ومن المعاصرين الحفاظ أيضاً صاحب المحضرة العامرة العلامة محمد الحسن بن الخديم وقد حدثني بعض تلامذته أنه يحفظ النص من مرتين فقط، وأنه لا يكاد يوجد فن إلا ويحفظ فيه ألفيةً؛ حتى في الطب والعقيدة والقواعد الفقهية والقضاء، وأنه يحفظ كثيراً من كتاب سيبويه وتمنى لو جاءه في الصغر(14).
ومن النساء المعاصرات: العالمة المفتية الفقيهة مريم بنت حين الجكنية والدة الشيخ عبد الله بن الإمام، حدثني بعض تلامذة ابنها أنها كانت تشرح له في ألفية ابن مالك إذا لم يكن ابنها في البيت، ورويت عن قريبات لي أنها تحفظ كثيراً من المتون الفقهية وتفتي النساء في الحج والحيض، ولها ألفية في السيرة ولها منظومات فقهية لبعض المسائل والنوازل. وهذه نتف مما وقفت عليه لعل فيها ما يذكي الحماس لدى طلاب العلم المعاصرين.
 
طرق الحفظ لدى الشناقطة:
ولهم في الحفظ وسائل وطرق أجملها فيما يلي:
أولاً: التعليم الزّمَرِيّ أو ما يسمى بلغة المحاظر (الدولة) وهو دراسة جماعية يشترك فيها مجموعة من الطلبة متقاربي المستويات يقع اختيارهم على متن واحد يدرسونه معاً، حصةً حصةً، يتعاونون على تكراره واستظهار معانيه(15)، يتحاجون فيه، ويُنَشّط بعضهم بعضاً على المواصلة والاستمرار ومدافعة السآمة والملل. أذكر وأنا في المرحلة (المتوسطة الإعدادية) أنني أدركت مجموعة من طلاب العلم الشناقطة (دولة) في المسجد النبوي في شعر المعلقات.
ثانياً: تقسيم المتن إلى أجزاء وهو ما يعرف بلغة المحاظر (الأقفاف) مفردها: قُفّ. والمشهور في المحاظر أن متوسط درس أو قف المتن المنظوم خمسة أبيات لا يزيد عليها إلا المبرزون الأذكياء. وأما المتون المنثورة فيتعارف أهل المحاظر على تقسيم شائع بينهم، فمثلاً مختصر العلامة الشيخ خليل عندهم ثلاثمائة وستون(16) قفاً، ولا تخفى فائدة هذا التقسيم للمتن المراد حفظه، فيعرف الطالب مواضع الصعوبة من السهولة فيحتاط في المراجعة والتكرار، كما أن تخزين المادة في الذاكرة مرتبة منتظمة أيسر في استظهارها واسترجاعها.
ويرى الشناقطة ـ وهم مضرب المثل في قوة الحافظة والذكاء ـ أن (القف) الكثير لا يستطيع استيعابه مع الاحتفاظ به في الذاكرة إلا قلة من الحفاظ ولذلك عمدوا إلى تجزئة كل متن.
وسارت عندهم هذه العبارات مسار المثل: (قفْ أف) أي أنه بمثابة الريح (أف اسم صوت) يمر عابراً فلا يستقر منه شيء في الذاكرة.
(نص لا بُدّ الُ يْخصّ) أي أن النصف لا يمكن الاحتفاظ به جملة فلا بد أن ينسى قارئه بعضه أو يعجز عن استيعابه أصلاً.
(الثلث يوترث) أي أن ثلث القف يعلق بالذاكرة فلا ينساه قارئه حتى يموت كأنه يورث من بعده(17).
ثالثاً: وحدة المتن واستيفاؤه: فينصحون الطالب أن يشتغل بدراسة متن واحد يفرغ قلبه له، ويستجمع قوته لحفظه ولا يجمع إليه غيره، ولا ينتقل عنه حتى يستوفي دراسته كله، بل يرون أن جمع متنين معاً يحد من قدرة الطالب على الاستيعاب فيظل جهده الذهني موزعاً بين عدة متون لا يكاد يتقن أياً منها، كما أن بتر المتن دون حفظه كله يضيع جهد الدارس هباءً، وينم عن كسل وقصور في همة الطالب، ويمثلون لمن يروم حفظ نصين في وقت واحد بالتوأمين؛ فلا سبيل إلى خروجهما معاً في آن واحد، بل لا بد أن يسبق أحدهما الآخر، ونظموا هذا المبدأ بقولهم:
وإن تُرد تحصيلَ فَنّ تَمّمهْ ... وعن سواهُ قبل الانتهاءِ مَه
وفي ترادف الفنون المنعُ جا ... إذ توأمان اجتمعا لن يخرجا(18)
رابعاً: صياغة المتن المنثور نظماً:
لقد وظف الشناقطة ملكَة الشعر كثيراً في تيسير العلوم للحفظ، وضمان حظ أوفر من القبول والبقاء له، ولذا غلبت الصبغة النظمية في نظام الدرس المحظري. وكما هو معلوم فإن النظم أسهل حفظاً واستحضاراً من النثر، قال ابن معط ـ رحمه الله ـ في خطبة ألفيّة في النحو:
لعلمهم بأن حفظ النظم ... وفق الذكي والبعيد الفهم
لا سيما مشطور بحر الرّجز ... إذا بُني على ازدواج موجز
وفي المحضرة قلّ أن تجد متناً يُدرس في فن إلا وجدت من نظمه حتى يسهل حفظه على الطلاب، فمن ذلك(19) أن أبا بكر بن الطفيل التشيتي ـ رحمه الله ـ (ت 1116هـ) نظم كتاب (قطر الندى) لابن هشام ـ رحمه الله ـ.
والعلامة محمد المامي الشمشوي ـ رحمه الله ـ (ت 1282هـ) عقد كتاب الأحكام السلطانية للماوردي بنظم سماه (زهرالرياض الورقية في عقد الأحكام الماوردية).
والعلامة الأديب عبد الله بن أحمد أُبّه الحسني نظم كتاب (مجمع الأمثال) للميداني.
 
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2009
يا أهل شنقيط لله دركم ! (2)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
 لماذا الشناقطة يحفظون ؟
                        محمود بن محمد المختار الشنقيطي
 
خامساً: تركيزهم على بداية الحفظ والمراجعة المستمرة للمحفوظ، فعدد تكرار الطالب المتوسط للقدر المراد حفظه من مائة مرة إلى ألف مرة، ويسمونه بلغة المحاضر (أَقَبّاد) فيجلس طالب العلم يكرر لوحة بصوت مرتفع في الصباح(20) ثم يعود إليه بعد الظهر ثم بعد المغرب ثم من الغد يبدأ بمراجعته وتسميعه قبل أن يبدأ في درس جديد، وهكذا يفعل مع الدرس الجديد وفي نهاية الأسبوع تكون مراجعة لما حفظ من بداية الأسبوع مع ما قبله من المتن حتى ينتهي من المتن بهذه الطريقة، ثم يأخذ متناً آخر وتصبح لهذا المتن الأول ختمة أسبوعية يمر عليه كله، وبعد تثبيته في الذاكرة ومزاحمة غيره له، لا يصل الإهمال والانشغال أن يترك ختمة شهرية للمتن، وأعرف من المشايخ في المدينة النبوية من عنده ختمة أسبوعية للألفية ولمختصر خليل وختمة شهرية للمتون القصيرة كـ (لامية الأفعال) في الصرف لابن مالك والبيقونية والرحبية وبلوغ المرام وغيرها.
سادساً: حفظ النص قبل الحضور إلى الشيخ ليشرحه، وهذه من أهم الطرق التي تعين الطالب على متابعة الحفظ دون انقطاع أو تأخر، وكان شيخنا الشيخ سيد أحمد بن المعلوم البصادي ـ رحمه الله ـ لا يشرح لأي طالب نصاً حتى يسمعه منه غيباً، فيبدأ الشيخ في شرحه وتفكيك ما استغلق على الطالب فهمه.
سابعاً: لا يحفظ الطالب إلا ما يحتاجه ويمارسه في حياته من العلوم والأبواب في الفن. فالطالب إذا كان يقرأ مختصراً فقهياً مثلاً، وبلغ في المتن كتاب الحج، ولم يكن من أهل الوجوب والاستطاعة فإنه يتعداه إلى غيره وهكذا في أبواب الفرائض والقضاء والجهاد وقِس على ذلك بقية الأبواب في الفنون المختلفة.
ثامناً: تأثر البيئة بالحركة العلمية: فقد خالط حفظ العلم في بلاد شنقيط حياة الناس هناك؛ ففي بلاد الزوايا(21)، يعتبرون من تقصير الأب في حق ابنه إذا بلغ وهو لا يحفظ القرآن حفظاً متقناً ولا يعرف من الأحكام ما يقيم به عباداته، ولا من العربية ما يصلح به لسانه، بل ينظرون إليه نظرة ازدراء واحتقار وأنه قد عق ابنه وقصّر في تربيته. وكان من عادة أهل الشيخ القاضي (اجيجبه) أن لا يتسرول(22) الشاب منهم حتى يتم دراسة مختصر خليل، فحفظ المختصر عندهم شرط معتبر للرجولة وسمة للنضج.
وتجد أمثال العامة ومخاطباتهم خارج حلقات الدرس قد صبغت بلون المتون السائدة؛ فمن أمثالهم إذا أرادوا وصف الشيء بأنه بلغ إلى منتهاه يقولون: (لا حِق فلا إشكال) أي وصل في كذا إلى ذروته وعبارة (لاحق فلا إشكال) هي آخر جملة في مختصر الشيخ خليل.
ومن أمثالهم قولهم: (وحَذْفُ ما يُعلم جائز) وهو جزء من بيت من خلاصة ابن مالك في الألفية.
 تاسعاً: عقد مجالس للمذاكرة والإنشاد والألغاز في العطلة المحضرية. وهي عطلة نهاية الأسبوع العمرية (الخميس وجناحاه مساء الأربعاء وصباح الجمعة).
فيعقد طلاب (الدولة) أو المنتهون مجالس السمر وغالباً تكون ليلة الخميس أو الجمعة يتذاكرون فيها ما درس خلال الأسبوع ويتبارون في تجويد حفظه وإتقانه، أو يحددون باباً أو فصلاً من كتاب يتحاجون فيه، وأعرف عدة مجالس في المدينة المنورة عقدت لهذا الغرض منها مجالس لبعض النساء عَقَدْنَهُ لمذاكرة حفظ القرآن والفقه والسيرة النبوية، ومن ذلك ما يُروى أن محمد بن العباس الحسني ـ وهو راوية شعر ـ ادعى ليلة في مجلس سمر أنه لا يسمع بيتاً من الشعر إلاّ روى القطعة التي هو منها، وذكر الكتاب الذي توجد فيه، فتصدى له حبيب ابن أمين أحد تلامذة العلامة حُرْمة بن عبد الجليل ـ رحمة الله على الجميع ـ فسأله من القائل:
لو كنت أبكي على شيء لأبكاني ***عصر تصرّم لي في دير غسّانِ
فقال ابن العباس: نسيت قائل هذا البيت، وهو من قطعة أعرفها في حماسة أبي تمام، فدعي بالكتاب، وقلب ورقة ورقة، فلم توجد فيه فقال لهم حبيب: ها هي بقية الأبيات وذكرها:
دير حوى من (ثمار) الشام أودها *** وساكنوه لعمري خير سكان
دهراً يدير علينا الراح كل رشا *** خمصان غض بزنديه سُواران
وقال: إن القطعة من إنشائه، نظمها تعجيزاً لزميله، وساق دليلاً على صحة قوله أن دير غسان لا وجود له في أديرة العرب.
كان شيخ المحضرة الفقيه اللغوي الشاعر حرمة بن عبد الجليل (ت 1234هـ) ـ رحمه الله ـ حاضراً فالتفت إلى تلميذه حبيب وأنشأ على البديهة:
لله درك يا غليّم من فتى *** سن الغليم في ذكاء الأشيب
لستَ الصغير إذا تَنِدّ شريدةٌ *** وإذا تذاكر فتيةٌ في موكب
إن الكواكب في العيون صغيرة *** والأرض تصغر عن بساط الكوكب(23)
عاشراً: اغتنام لحظات السحر في تثبيت الحفظ، فلا تكاد تجد طالباً من طلاب المحضرة في وقت السحر نائماً بل يزجرون عن النوم في هذا الوقت.
 حدثني الوالد ـ حفظه الله ـ قال: كان إذا صعب علينا حفظ شيء انتظرنا به السحر فيسهله الله علينا، ولا ريب أنها لحظات مباركة؛ لأنها وقت النزول الإلهي، ووقت الهبات والأعطيات(24). وساعات السحر هي لحظات الإدلاج التي أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسير إلى الله فيها كما في صحيح البخاري ـ رحمه الله ـ (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدّلجة) وهي سير آخر الليل(25).
وذكر أهل العلم بالتفسير آثاراً عن بعض الصحابة والتابعين ـ رضي الله عن الجميع ـ في انتظار يعقوب ـ عليه السلام ـ لزمان الإجابة حين قال له أبناؤه: ((يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ)) [يوسف: 97] فقال: ((قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [يوسف: 98] أنه أخّرهم إلى وقت السحروضابط وَقت السحر على الصحيح أنه قبل طلوع الفجر بساعة تقريباً على ما حققه الحافظ ـ رحمه الله ـ في الفتح.
وبعدُ.. أخي القارئ الكريم:
بهذه العوامل والأسباب خطف علماء الشناقطة المتجولون الأضواء، وبهذه الطرق والأساليب في الحفظ بزّوا غيرهم في العلوم التي شاركوهم فيها، فهل تجد في هذه الإجابة المقتضبة ما يشحذ همتك ويحرك إرادتك ويكون مثالاً لك تحتذيه، ويستحثك لجعل الحفظ أهم طرق العلم الشرعي؟! ذلك ما كنا نبغي، وفضل الله واسع، وكم ترك الأول للآخر ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ)) [المطففين: 26].
وصلى الله وسلم وبارك على النبي وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
جزاكم الله خير الجزاء يا سيّدي.
*د يحيى
31 - ديسمبر - 2009
نعتذر إليكم ، ولا تؤاخذونا بغَيرتنا .    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
إن الموضوع الذي أود أن أسمع رأيكم فيه اليوم هو قراءة القرآن الكريم بالترجيع والتغني، فقد أصبح مجودوا القرآن الكريم مجبرون على الالمام بالمقامات الموسيقية وحسن استعمالها في تجويدهم للقرآن الكريم، إذ يعتبرون التغني بالقرآن الكريم واجب، ويستندون في ذلك للحديث الذي رواره البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
وهذا ما يجعلنا نتسائل عن مفهوم التغني.....
*د يحيى
31 - ديسمبر - 2009
" ... ولكنكم قوم تستعجلون".    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
                     صلة القريب غير المسلم
 
سألت أسماء بنت أبي بكر النبي ، صلى الله عليه وسلم، هل تصل أمها وهي مشركة؟ قال نعم .
وأخرج البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه، أهدى حُلّة إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم.
لقد ترجم البخاري لهذا الخبر بقوله: ( باب صلة الأخ المشرك) . يُنظر: ( فتح الباري10/266).
إنه يجب على الأبناء أن ينفقوا على آبائهم وأمهاتهم ولو كانوا كفاراً [ لاتنس أن هؤلاء الأبناء  كانوا قد أسلموا] ؛ لأنه لا يشترط اتفاق الدين في وجوب النفقة ، بل ينفق المسلم على الكافر، والكافر على المسلم ، كما قال ابن جزي المالكي.
( قوانين الأحكام الشرعية لابن جزي ، ص8247). وجاء في ( مغني المحتاج في فقه الشافعية 3/446) : " ويلزمه نفقة الوالد وإن علا ، والولد وإن سفل، وإن اختلف دينهما".
وقوله تعالى : " ... وصاحبهما في الدنيا معروفاً" الآية نزلت في الأبوين الكافرين . وليس من المعروف أن يعيش الولد آلاءَ الله المنعم المتفضل ، ويترك أبويه يموتان جوعاً...
إذن ، صاحبهما في الدنيا معروفاً: بالإحسان إليهما رغم كفرهما، وسعيهما في تكفيره. ولا تنس أن الآية الكريمة نزلت في حق سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه،....
 
                                  الجار
 
الجار يشمل المسلم والكافر.
 ( القرطبي5/183، وفتح الباري10/441) .
 وإكرام الجار : أن تُقرضه ، وتُعينه ، وتعوده ، وتُعطيه ، وتهنّئه ، وتُهديه ، وتعزّيه ، وتتبع جنازته.
( المفصّل للعلامة عبد الكريم زيدان، 4/42و44).
*د يحيى
7 - يناير - 2010
تفسير ثلاث آيات كريمات.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
 
كل شيء مسجَّل:
" مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" {50/18}
" رُوي: " أنَّ اللهَ تَعَالَى وَكَّلَ بالإنْسَانِ مَلَكَيْنِ باللَّيلِ، وَمَلَكَيْنِ بالنَّهَار يَحْفَظَانِ عَمَلَهُ، أحَدُهُمَا يَكْتُبُ الْحَسَنَاتِ، وَالثَّانِي يَكْتُبُ السَّيِّئَاتِ، فَإذا تَكَلَّمَ الْعَبْدُ بحَسَنَةٍ كَتَبَهَا الَّذِي عَلَى الْيَمِينِ عَشْراً، وَإذا تَكَلَّمَ بسَيِّئَةٍ قَالَ صَاحِبُ الْيَمِينِ لِلآخَرِ: أنْظِرْهُ، فَنَظَرَهُ سِتَّ سَاعَاتٍ أوْ سَبْعَ سَاعَاتٍ، فَإنْ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ لَمْ يَكْتُبْهَا، وَإنْ لَمْ يَتُبْ كَتَبَ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " هكذا قال صلى الله عليه وسلم.
وعن أنسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
" وَكَّلَ بعَبْدِهِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَلَيْهِ، فَإذا مَاتَ الْعَبْدُ قَالاَ: يَا رَب قَدْ قَبَضْتَ عَبْدَكَ؛ أفَتَأْذنُ لَنَا أنْ نَصْعَدَ إلَى السَّمَاءِ؟ فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلاَئِكَتِي يُسَبحُونَ، فَيَقُولاَنِ: أنُقِيمُ فِي أرْضِكَ؟ فَيَقُولُ: إنَّ أرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يَعْبُدُونَنِي، فَيَقُولاَنِ: أيْنَ نَذْهَبُ؟ فَيَقُولُ: قُومَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي وَهَلِّلاَنِي وَكَبرَانِي وَاكْتُبَا ذلِكَ لِعَبْدِي إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". (الطبراني).
الحديث: " إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كتب واحدة " (سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/210).
إنْ كلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ" {الطارق86/4}
" والمعنى: إنْ كلُّ نفسٍ لعَلَيها حافظٌ من الملائكةِ يحفَظُها ويحفظُ عليها عملَها وأجَلَها، حتى إذا انتهَى إلى المقاديرِ كُفَّ عن الحفظِ.
وقرأ الحسنُ وابنِ عامرٍ وعاصم وحمزةُ بالتَّشديد، يعنُون( ما كلُّ نفسٍ إلاَّ عليها حافظٌ)، وهي لغةُ هُذيل، يقولون نَشدتُكَ اللهَ لَمَّا قُلتَ، يعنون إلاَّ قُلتَ، قال ابنُ عبَّاس: ((هُمُ الْحَفَظَةُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ)). قال الكلبيُّ: ((مَعْنَاهُ حَافِظٌ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ قَولَهَا وَفِعْلَهَا)). وعن أبي أُمامة قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
" وُكِّلَ بالْمُؤْمِنِ مِائَةٌ وَسُتُّونَ مَلَكاً يَذُبُّونَ عَنْهُ مَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، مِنْ ذلِكَ الْبَصَرُ سَبْعَةُ أمْلاَكٍ يَذُبُّونَ عَنْهُ كَمَا يَذُبُّ الرَّجُلُ الذُّبَابَ عَنْ قَصْعَةِ الْعَسَلِ، وَلَوْ وُكِّلَ الْعَبْدُ إلَى نَفْسِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ لاخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِينُ ".( الطبراني).
 
غيب مطلق
" تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ" {المسد111/1}
" مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ {111/2}
" في هذه الآية سؤالان هما:
أولاً: لقد كان صلى الله عليه وسلم مع قومه في مكة ملاطفاً حليماً، فكيف جاء به عمه بهذا الدعاء: { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ }؟ والجواب: أنه كان يلاطفهم ما دام يطمع في إسلامهم، فلما يئس من ذلك، كان هذا الدعاء في محله، كما وقع من إبراهيم عليه السلام، كان يلاطف أباه
يٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَانَ }[مريم: 44]،يٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَٱتَّبِعْنِيۤ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً }[مريم: 43]، فلما يئس منه تبرأ منه كما قال تعالى:فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ }[التوبة: 114].
والسؤال الثاني: وهو مجيء قوله تعالى: { وَتَبَّ } ، بعد قوله: { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } ، مع أنها كافية سواء كانت إنشاء للدعاء عليه أو إخباراً بوقوع ذلك منه.
والجواب، والله تعالى أعلم، أن الأول لما كان محتملاً الخبر، وقد يمحو الله ما يشاء ويثبت، أو إنشاء وقد لا ينفذ كقوله:
قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ }[عبس: 17]، أو يحمل على الذم فقط، والتقبيح فجاء " وتب " لبيان أنه واقع به لا محالة، وأنه ممن حقت عليهم كلمات ربك لييأس صلى الله عليه وسلم، والمسلمون من إسلامه. وتنقطع الملاطفة معه، والله تعالى أعلم.
وقد وقع ما أخبر الله به، فهو إعجاز القرآن أن وقع ما أخبر به، كما أخبر ولم يتخلف.
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً }[الأنعام: 115]، وقوله:كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }[يونس: 33]. نسأل الله العافية، إنه سميع
مجيب." ( الشنقيطي).
" سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ" {111/3}
" أي سيدخلُ أبو لَهب ناراً لا يسكنُ لَهبُها ولا يطفأُ جَمرُها، قرأ أبو رجاء (سَيُصَلَّى) بالتشديد وضمِّ الياء" .( الطبراني).
قلت أنا يحيى: ماذا لو قال أبو لهب: يا قوم ! إنّ محمداً يزعُم بأنني سأصلى ناراً.... وأنا أشهدكم وأقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله... أليس هذا يكذّب ما نزل ؟ ولكنّ الله علام الغيوب... سبحانه وتعالى.
 
*د يحيى
28 - يناير - 2010
لولا ، لوما ، لو أنّ    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
                              
                            ( لولا)
* معناها العام : حرف امتناع لوجود
** إذا وقع بعد " لولا" الماضي كان معناها التوبيخ واللوم على ترك الفعل ...
** وإذا وقع بعدها المضارع فمعناها الحض على الفعل والطلب فهي بمعنى الأمر ... .
* " لولا'' التحضيضية نظيرها في هذا المعنى" لوما" .  
* جاءت " لوما" التحضيضية في القرآن الكريم في آية واحدة :
" وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ،لَّوْمَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " الحجر ـ6،7 .
                          (أنّ) بعـــــــــد ( لـــــــــو )
سيبويه يرى أن المصدر المؤول مبتدأ محذوف الخبر .قال في كتابه 1/470 :
و"لو" بمنزلة " لولا" ولا تُبتدأ بعدها الأسماء سوى " أنّ" ، نحو : لوأنك ذاهبٌ " .
ومذهب أبي العباس المبرد والكوفيين أن المصدر المؤول بعد " لو " فاعل لفعل محذوف ؛ لأن " لو" الشرطية تختص بالفعل . وهذان شاهدان من كتاب الله:
1ـ " وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ".
( البقرة ـ 103 ).
"  أنهم آمنوا" هذا المصدر المؤول في موضع رفع  بفعل مضمر تقديره : ولو وقع إيمانهم ، لأنّ " لو" حقها أن يليها الفعل ،إما مضمراً وإما مظهراً ؛ لأن فيها معنى الشرط ، والشرط بالفعل أولى ..." .
** " أنّ" بعد " لو" في موضع رفع بالابتداء أبداً عند  سيبويه . ولم يجز سيبويه وقوع الابتداء بعد  " لو" إلا مع " أنّ" خاصة ، لوجود لفظ الفعل بعد "أنّ'' ، فإن كان بعد" لو" اسمٌ ارتفع بإضمار فعل عنده .
 
*د يحيى
29 - يناير - 2010
أوجه الإعراب.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
 
               (ما )  تحتمل الاستفهام  والتعجب
* " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ " الانفطارـ 6 .
في المشكل 2/ 461 :  " ما " استفهام ابتداء ، و" غرك" الخبر " .
في دراسات 3/ 105 : " روي عن سعيد بن جبير: " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ " ممدودة على التعجب . قال أبو الفتح : هذا  كقول الله سبحانه : " فما أصبرهم  على النار " أي على أفعال أهل النار ، ففيه حذف مضافين شيئاً على شيء ".
في البحر 8/ 436 : " وقرأ ابن جبير والأعمش " ما أغرك" بهمزة ، فاحتمل أن يكون تعجباً ، واحتمل أن تكون " ما" استفهامية ..." .
                        ( ما) حرفية ، أو اسمية
* " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ " البقرة ـ 26 .
في المشكل 1/ 31 ،32 : " ما" زائدة، و"بعوضة" بدل من "مثل" . ويجوز أن تكون  "ما" في موضع نصب نكرة ، بدل من "مثل" ، وبعوضة نعت لـ " ما" .
في البحر 1/122 : " ... و" ما"- إذا نصبت بعوضة- " زائدةٌ" للتأكيد أو صفة للمثل تزيد النكرة شياعاً كما تقول: ائتني برجل ما ؛ أي : أي رجل كان. وأجاز الفراء وثعلب والزجاج أن تكون"ما" نكرة وينتصب بدلاً من قوله " مثلاً" .." .
في دراسات 3/ 107 : " جوز أبو حيان وغيره أن تكون " ما" صفة ..." .
في المغني ص 413 : " ... في نحو : " مثلاً ما بعوضة " قال الزجاج : " ما" حرف زائد للتوكيد عند جميع البصريين . ويؤيده سقوطها في قراءة ابن مسعود ، "بعوضة" بدل ، وقيل : " ما" اسم نكرة صفة لـ " مثلاً" أو بدل منه ، و"بعوضة " عطف بيان على " ما"، وقرأ رؤبة برفع بعوضة ، والأكثرون على أن "ما"  موصولة؛ أي الذي هو بعوضة ، وذلك عند البصريين والكوفيين على حذف العائد مع عدم طول الصلة ، وهو شاذ عند  البصريين قياس عند الكوفيين ، واختار الزمخشري كون " ما" استفهامية مبتدأ و " بعوضة " خبرها ، والمعنى: أي شيء البعوضة فما فوقها " .
في فتح التقدير 1/56، 57 : " ما" في قوله : " ما بعوضة" ... هي في موضع نصب على البدل من قوله: " مثلاً" و" بعوضة" نعت لها لإبهامها ، قاله الفراء والزجاج وثعلب . وقيل : إنها زائدة وبعوضة بدل من "مثل"، ونصب " بعوضة" في هذين الوجهين ظاهر ، وقيل : إنها منصوبة بنزع الخافض، والتقدير: أن يضرب مثلاً مابين بعوضة ،فحذف لفظ بين . وقد روي هذا عن الكسائي ... وقرأ الضحاك وإبراهيم بن أبي عبلة ورؤبة بن العجاج " بعوضة" بالرفع وهي  لغة تميم قال أبو الفتح : وجه ذلك أن " ما" اسم بمنزلة الذي ، و" بعوضة " رفع على إضمار المبتدأ ، ويحتمل أن تكون " ما" استفهامية ..." .
* " الحاقة ما الحاقة *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ " الحاقة ـ 2و3 . 
" ما" الأولى ابتداء ، و"ما" الثانية ابتداء ثان ، و " الحاقة " خبر الثاني ، والجملة في موضع نصب  بـ " أدراك" ، و " أدراك" وما اتصل به خبر عن " ما" الأولى . وفي  " أدراك " ضمير فاعل يعود على "ما" الأولى ، و" ما" الأولى والثانية استفهام ، فلذلك لم يعمل " أدراك" في  "ما" الثانية وعمل في الجملة ، وهما استفهام فيهما معنى التعظيم والتعجب . و " أدراك" فعل يتعدى إلى مفعولين : الكاف في " أدراك" المفعول الأول ، والجملة في موضع الثاني . ومثله : "وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين" الانفطار ـ 17 و "ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ" الانفطار-18و"وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ" المطففين ـ 19  " وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ" الهمزة ـ5 و" وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ" البلد ـ 12 و " وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ" القارعة ـ3 ،كل ذلك يجري على قياس واحد ، يقاس بعضه على بعض " .
 ***" وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا " الكهف ـ 39 .
"ما" اسم ناقص بمعنى " الذي"  في موضع رفع على إضمار مبتدأ تقديره : قلت : الأمر ماشاء الله ، أي ماشاءه الله،ثم حذفت الهاء من الصلة .
وقيل : "ما" شرط،"اسم تام" ، و" شاء" في موضع " يشاء "، والجواب محذوف تقديره: قلت ماشاء الله كان، ولا هاء مقدرة في هذا الوجه ، لأن  "ما" إذا كانت للشرط والاستفهام فهي اسم تام لايحتاج إلى صلة ، ولا إلى عائد من صلة " .
في دراسات 3/88 : " ما" شرطية منصوبة الموضع أو موصولة مبتدأ خبره محذوف أي كائن ، أوخبر لمحذوف أي : الأمرما شاءه الله " .
في البحر 6/129 : " يحتمل أن تكون " أي ما" شرطية منصوبة بـ " شاء " والجواب محذوف ، أي : أي شيء شاء الله كان ، ويحتمل أن تكون موصولة بمعنى " الذي" مرفوعة على الابتداء ، أي : الذي شاءه الله كائن أو على الخبر ، أي : الأمر ماشاء الله ..." .
 
 
 
 
*د يحيى
31 - يناير - 2010
دخل في دين الله بعد صحة هذا الخبر العلمي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 

الإشعاع في الغالب يصدر من المواد المشعة أو من أجهزة إشعاع مثل الأشعة السينية في المستشفيات، والأشعة الصادرة عن أبراج الراديو والتلفاز، والأشعة الصادرة عن الأجهزة الكهربائية الموجودة في المنازل، والأشعة الصادرة عن خطوط الضغط العالي والمحولات الكهربائية. إضافة إلى أشعة المايكروويف التي تستخدم في أفران المايكروويف في المنازل، أو تلك التي تستخدم في عملية التراسل وتبادل المعلومات بين أبراج المايكروويف، والأشعة فوق البنفسجية.
أجسامنا تتعرض لمصادر الإشعاع في معظم الأوقات، فهي تستقبل قدراً كبيراً من الأشعة الكهرومغناطيسية يوميا المُهداة قسراً إلينا من الأجهزة الكهربائية والآلات التي نستخدمها، والإضاءة الكهربائية التي لا نستغني عنها....
وهكذا أصبحت أجسادنا أجهزة استقبال لكميات كبيرة من الأشعة الكهرومغناطيسية، أي بطاريات مشحونة بالكهرباء. فقد تسبب آلاماً مختلفة للشخص مثل : الصداع، والكسل، والخمول، والشعور بالضيق.
كيف نخلّص أجسادنا من الشحنات الضارة؟
نعلم جميعاً أن عملية مدّ سلك كهربائي إلى الأرض - فيما يعرف بـ Earth line في المباني لسحب شحنات الكهرباء الزائدة والتي تحدث نتيجة لتعرض خطوط الضغط العالي للصواعق أو في حالة حدوث اتصال - غير مرغوب فيه - Short Circuit بين أسلاك الكهرباء إلى الأرض لأنها سالبة، فهي تسحب الشحنات الموجبة الزائدة.
إذن فأفضل طريقة لتخليص أجسامنا من الشحنات الكهربائية أن تكون لدينا وسيلة اتصال إلى الأرض مباشرة (وخصوصاً التراب)؛ أي إنه يجب علينا أن نعمل توصيلة من الجسم مباشرة إلى الأرض وبالطريقة المتبعة في منازلنا نفسها. هذا ليس حلاً، ولا يحتاج الأمر إلى ذلك، ولكن مجرد مداعبة خفيفة،تخترق عبارات هذا المقال الناشف والمخيف.
الحل بسيط!
ضع جبينك على الأرض مباشرة وفي أوقات متفرقة لتفريغ الشحنات الكهربائية الضارة. كيف يمكن أن يحدث ذلك؟
الكون مليء بالإشعاعات الضارة ومنها على سبيل المثال الأشعة فوق البنفسجية التي توجد بنسبة عالية في مرتفعات جبال السراة في المنطقة الجنوبية، والتي تحول البشرة البيضاء – أحياناً – إلى بشرة مائلة إلى السُّمرة، وخصوصاً عندما يتعرض الجسم للأشعة لفترات طويلة.
إذن السجود هو الحل لتفريغ تلك الشحنات الضارة ،وإعادة الجسم إلى وضعه الطبيعي.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقك يارب ورضا نفسك
وزنة عرشك ومداد كلماتك.... اللهم اِهدِ ضال المسلمين ولاسيما الذين لا يصلّون ،.... ولنعلم أنّ الدين المعاملة يعني معاملتك ربك بأداء فروضه، ومعاملتك الناس ، أمّا أن تحارب الله ورسوله بعدم طاعتهما مكتفياً بتعاملك الحسن مع الناس فقط فذلك وهمٌ وربّ الكعبة.
*د يحيى
31 - يناير - 2010
ابن سيرين وتفسيره الرؤيا    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
في تأويل سور القرآن الكريم
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب الرازي أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال أنبأنا مسلم ابن إبراهيم قال حدثنا هشام عن قتادة عن الحسن أنّ رجلأ مات فرآه أخوه في المنام فقال يا أخي أي الأعمال تجدون أفضل قال القرآن قال أي آي القرآن أفضل قال آية الكرسي قال يرجو الناس قال نعم إنكم تعملون ولا تعلمون ونحن لا نعلم ولا نعمل.
ومن رأى كأنّه يقرأ فاتحة الكتاب فتحت له أبواب الخير وأغلقت عنه أبواب الشر.
ومن رأى كأنّه يقرأ سورة البقرة طال عمره وحسن دينه. ومن رأى أنّه يقرأ سورة آل عمران صفا ذهنه وزكت نفسه وكان مجادلاً لأهل الباطل.
ومن يقرأ سورة النساء فإنّه يكون قساماً للمواريث صاحب حرائر من النساء وجوار يرث ومن قرأ سورة المائدة علا شأنه وقوي يقينه وحسن ورعه.
ومن قرأ سورة الأنعانم كثرت أنعامه ودوابه ومواشيه ورزق الجهود.
ومن قرأ سورة الأعراف لم يخرج من الدنيا حتى يطأ قدمه طور سيناء.
ومن قرأ سورة الأنفال رزقه الله الظفر بأعدائه ورزق الغنائم.
ومن قرأ سورة التوبة عاش في الناس محموداً ومات على توبة.
ومن قرأ سورة يونس حسنت عبادته ولم يضره كيد ولا سحر.
ومن قرأ سورة هود كان مرزوقاً من الحرث والنسل.
ومن قرأ سورة يوسف ظلم أولاً ثم يملك أخيراً ويلاقي سفراً يقيم فيه.
ومن قرأ سورة الرعد كان حافظاً للدعوات ويسرع إليه الشيب.
ومن قرأ سورة إبراهيم حسن أمره ودينه عند اللهّ.
ومن قرأ سورة الحجر كان عند الله وعند الناس محموداً ومن قرأ سورة النحل رزق علمأ وإن كان مريضاً شفي.
ومن قرأ سورة بني إسرائيل كان وجيهاً عند الله ونصر على أعدائه.
ومن قرأ سورة الكهف نال الأماني وطال عمره حتى يمل الحياة ويشتاق إلى الموت.
( تفسير الأحلام لابن سيرين).
 
*د يحيى
5 - فبراير - 2010
 1  2