مسيرة الشكل الإيقاعي للشعر العربي كن أول من يقيّم
مسيرة الشكل الإيقاعي للشعر العربي توطئة: من ثوابت النقد الأدبي أن كل عمل أدبي مكون من شكل ومضمون، وأن الشكل هو العنصر المادي المحسوس من العمل الأدبي، وأنه وسيلة الأديب في الوصول بمشاعره ورؤاه إلى الجمهور المتلقي، ومن ثم يهتم اهتمامًا بينًا به؛ لأنه إذا ضعف أو اختل فقد الصلة بهذا الجمهور، وإذا فقدت تلك الصلة السامية فقد الأدب قيمته. وللشكل في الشعر العربي أدوات عدة، منها اللغة، والأسلوب، والصور الفنية، والإيقاع من وزن وقافية وتكرارهما أو التنويع فيهما تجديدًا أو تحررًا أو انفلاتًا... وللشكل الإيقاعي في شعرنا العربي منذ جاهليته الأولى إلى الآن رحلة متطورة طويلة، ومسيرة سامية نامية مر بها، يمكن لنا أن نتخيلها معًا في الآتي: مرحلة الطفولة: يمكن لنا أن نتخيل أن طفولة الشعر في الجاهلية الأولى تمثل في الأشكال الإيقاعية البدائية الآتية: *نص نثري فيها شاعرية من خيال وعاطفة وصور، لكن لا يجمع بين جمله إيقاع متناغم من وزن أو قافية. *نص نثري تجمع بين جمله نهايات(قوافٍ) إيقاعية متناغمة، وهو ما يسمى بالسجع. *نص يجمع بين أجزائه وزن يسير وقافية واحدة، ويقترب في موسيقاه من النثر، وهو ما يسمى بالرجز. *نص يجمع بين أجزائه وزن قصير وقافية واحدة، ويبتعد قليلاً عن النثر، وهو ما يسمى بالبحور العروضية المجزوءة. وكل هذه الأشكال كان ينظر إليها في الجاهلية على أنها في مرتبة دنيا، لا يُقدم عليها فحول الشعراء، وإنما هي صادرة عن الشويعرين المجهولين أو النساء المنشدات في المجالات الحياتية العادية. |