صفحة البداية  تواصل معنا  زوروا صفحتنا على فيسبوك .
المكتبة التراثية
المكتبة المحققة
مجالس الوراق
مكتبة القرآن
أدلة الإستخدام
رحلات سندباد
البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أهدى سبيل في صناعة الشعر الحر    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
15 - نوفمبر - 2009
 
أهدى سبيل إلى صناعة الشعر الحر
كثير من شُداة الشعر وعشاقه يمتلكون عناصر مختلفة من وسائل إبداعه، من عاطفة، ولفظ، وتعبير، وتصوير، لكن يجدون صعوبة كبرى في صبِّ تجاربهم في القالب الشعر التراثي العتيق المنبني على الوزن المتسق، والتفعيلة الموحدة، وتكرارهما في كل أبيات النص... وتلك عقبات أمامهم تحول بينهم وبين الإبداع، ومن ثم يخسر الشعر عددًا لا بأس به من المبدعين والمبدعات، ويفقد كمًّا من النَّتاج الشعري، ويكون ذلك في صالح الأجناس الأدبية الأخرى، لا سيما القصة القصيرة، والخاطرة. ولذا تتراجع مكانة فن الشعر، وينتقل العرب المعاصرون إلى ديوان جديد غير الشعر!
والحل الناجع في تلك المعضلة أن يلجأ هؤلاء الشداة إلى نسق الشعر الحر، يتعلمون عروضه، ويعيشون مع روائعه عند نازك الملائكة، والبياتي، والسياب، وصلاح عبدالصبور، ومحمود درويش، وأحمد مطر، ونزار قباني، والحسن الأمراني وصابر عبدالدايم...إلخ
ذلك لأن الحرية الموجودة في ذلك النسق تُيَسِّر عملية الإبداع، وتُوسِّع مساحة فن الشعر في دنيا الثقافة العربية المعاصرة والمستقبلية، وتُمَهِّد لأن يخوض هؤلاء فيما بعد الإبداع على النسق الشعري التراثي العتيق...
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه الآن:
كيف أصنع الشعر الحر؟ كيف أصبُّ تجربتي في ذلك القالب؟
أجاب عن ذلك كثير من الباحثين على رأسهم نازك الملائكة التي تعد بكتابها(قضايا الشعر المعاصر) الخليل الثاني، والدكتور محمود علي السمان في كتابه(العروض الجديد)، والدكتور عزالدين إسماعيل في كتابه(الشعر العربي المعاصر..)...وآخرين.
    وإني في هذا الملف أحاول أن آخذ بيد هؤلاء الشداة إلى تلك الصناعة، لعله يخرج منهم شعراء يضيفون جديدًا، ويتمتعون ويُمتعون، دونما نظرٍ إلى تلك الهجمة الشرسة على ذلك النسق الشعري الحر، من قبل من يتعصبون، ويجادلون في قضايا نسبية، ليس فيها ضرر أو ضرار، وينطلقون في رؤاهم من نظرية المؤامرة التي يعيش أصحابها ليلَ نهارَ في الهدم والتربص والاتهام والتحريم... وما إلى ذلك من وسائل سادية استعلائية عنصرية!!!
د/صبري أبوحسين
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مراحل تعلُّم صناعة الشعر الحر:    كن أول من يقيّم
 
مراحل تعلُّم صناعة الشعر الحر:
لكي نتعلم سويًّا صناعة الشعر الحر يُستَحسن –في نظري- المرور بالمراحل الآتية:
*تتبع مسيرة الشكل الإيقاعي للشعر العربي، منذ أوليته الجاهلية إلى حالته الحداثية الآنية.
*تصنيف شعرنا العربي من حيث الشكل الإيقاعي.
*تعريف الشعر الحر وبيان قيمته.
*بيان الأسس العروضية التي يقوم عليها الشعر الحر.
*تخيل المراحل التي يمر بها مبدع القصيدة الحرة.
*تطبيق ذلك على رائعة من روائع الشعر الحر.
*صبري أبوحسين
15 - نوفمبر - 2009
مسيرة الشكل الإيقاعي للشعر العربي    كن أول من يقيّم
 
مسيرة الشكل الإيقاعي للشعر العربي
توطئة:
من ثوابت النقد الأدبي أن كل عمل أدبي مكون من شكل ومضمون، وأن الشكل هو العنصر المادي المحسوس من العمل الأدبي، وأنه وسيلة الأديب في الوصول بمشاعره ورؤاه إلى الجمهور المتلقي، ومن ثم يهتم اهتمامًا بينًا به؛ لأنه إذا ضعف أو اختل فقد الصلة بهذا الجمهور، وإذا فقدت تلك الصلة السامية فقد الأدب قيمته.
وللشكل في الشعر العربي أدوات عدة، منها اللغة، والأسلوب، والصور الفنية، والإيقاع من وزن وقافية وتكرارهما أو التنويع فيهما تجديدًا أو تحررًا أو انفلاتًا...   
وللشكل الإيقاعي في شعرنا العربي منذ جاهليته الأولى إلى الآن رحلة متطورة طويلة، ومسيرة سامية نامية مر بها، يمكن لنا أن نتخيلها معًا في الآتي:
مرحلة الطفولة:
يمكن لنا أن نتخيل أن طفولة الشعر في الجاهلية الأولى تمثل في الأشكال الإيقاعية البدائية الآتية:
*نص نثري فيها شاعرية من خيال وعاطفة وصور، لكن لا يجمع بين جمله إيقاع متناغم من وزن أو قافية.
*نص نثري تجمع بين جمله نهايات(قوافٍ) إيقاعية متناغمة، وهو ما يسمى بالسجع.
*نص يجمع بين أجزائه وزن يسير وقافية واحدة، ويقترب في موسيقاه من النثر، وهو ما يسمى بالرجز.
*نص يجمع بين أجزائه وزن قصير وقافية واحدة، ويبتعد قليلاً عن النثر، وهو ما يسمى بالبحور العروضية المجزوءة.
وكل هذه الأشكال كان ينظر إليها في الجاهلية على أنها في مرتبة دنيا، لا يُقدم عليها فحول الشعراء، وإنما هي صادرة عن الشويعرين المجهولين أو  النساء المنشدات  في المجالات الحياتية العادية.     
*صبري أبوحسين
24 - نوفمبر - 2009
مرحلتا الشباب والتأنق    كن أول من يقيّم
 
مرحلة الشباب:
انتقل الشعر في هذه المرحلة إلى الشكل الإيقاعي التام حيث البحور الجزلة الفخمة من الطويل والبسيط، والكامل والوافر، والخفيف... وهي بحور لا يَقْدِر على معظمها، ولا يُقَدِّرها إلا فحول الشعراء، وأعلى نموذج لها المعلقات السبع.
وقد هيمن هذا الشكل الإيقاعي على الذائقة العربية - المبدعة والناقدة - منذ الجاهلية إلى أخريات العصر الأموي وبدايات العصر العباسي، وظل له شعراء ممثلون له في كل عصر ومصر...وسيبقى ما بقيت الفصحى...
مرحلة التأنق:
وصل الشاعر العربي في العصر العباسي(مشرقًا ومغربًا، بغداديًّا وأندلسيًّا) في هذه المرحلة إلى خضرمة إبداعية وتشبُّع من الشكل الإيقاعي التقليدي الموروث، دفع به إلى محاولة التغيير والتطوير في ذلك الشكل، فكان أن انتقل الشعر من مرحلة البحور التامة الجزلة إلى مرحلة التأنق في الشكل الإيقاعي حيث اللزوميات عند المعري وتابعيه، أو التنوع في أوزان النص وقوافيه عند غيره، فكان  الموشح والدوبيت والمربع والمخمس والمسدس والمسبع والمثمن والمتسع والمعشر...
وفي أخريات العصر العباسي وبديات ما بعده من فترات أضيف إلى هذه الأشكال الإيقاعية الإكثار من المحسنات اللفظية في النص الشعري؛ مما أحدث موسيقى داخلية خفية هامسة إلى تلك الخارجية الظاهرية الصاخبة...
*صبري أبوحسين
24 - نوفمبر - 2009
مرحلتا:التحرر والتحلل    كن أول من يقيّم
 
مرحلة التحرر:
ثم جاء العصر الحديث بتياراته الشعرية المتوالية فحدثت ثورة عميقة في دنيا الشعر، بفعل الثقافة الوافدة، والمؤثرات الجديدة، فكانت الدعوة إلى التحرر من تلك الأشكال الإيقاعية السابقة، لاسيما الثالوث المرعب:الوزن الواحد، والقافية الواحدة، والتزام تكرارهما في كل النص. وتمثل هذا التحرر في:
-اختراع أوزان جديدة.
-الجمع في القصيدة الواحدة بين أكثر من بحر فيما عُرف بـ"مجمع البحور".
-الشعر المرسل، وهو المطلق من القافية.
-الشعر الحر، وهو المتحرر تحررًا منتظمًا في بناء الوزن والقافية، والمعتمد على السطر والتفعيلة الواحدة المتحررة، والقافية المتنوعة المتناغمة المتحررة بديلاً للبيت ذي الشطرين، والتفعيلة أو التفعيلتين المحددتين من حيث صورتها وكمها،  والقافية الواحدة... على ما سنعرف في قادم التعليقات.
مرحلة التحلل:
ثم تطور هذا التحرر الشكلي -بطريقة عبثية- عند مدعي الشعر وأصفاره إلى شكل غير مقبول عند جلة النقاد وجهابذتهم، سُمِّي –زورًا وبهتانًا- قصيدة النثر، وهو نثر -يكون أحيانًا فنيًّا- لا أثر فيه للوزن  ولا للقافية، ومع ذلك يضيفون إليه ذلك المصطلح التراثي النفيس(قصيدة)!
*صبري أبوحسين
24 - نوفمبر - 2009
أنماط الشعر العربي من حيث الشكل الإيقاعي:    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أنماط الشعر العربي من حيث الشكل الإيقاعي:
بعد تدبر تلك الأشكال الإيقاعية الكثيرة التي مر بها شعرنا العربي في رحلته الطويلة، يمكننا أن نصنف أشهرها وأهمها في الآتي:
الشعر البيتي:
هو ذلك الشعر القائم على أن البيت ذا الشطرين والقافية الموحدة هو أساس بناء القصيدة إيقاعيًّا، منذ مطلعها إلى ختامها، وهو يسمى- خطأ- عند المثقفين بالشعر العمودي، ومصطلح الشعر العمودي له مفهوم آخر في تراثنا النقدي لا سيما عند أبي علي المرزوقي في مقدمة شرحه لديوان الحماسة....  وتطلق عليه تسميات أخرى لدى الدارسين والباحثين، منها: (الشعر الأصيل، الشعر التقليدي، الشعر الخليلي، الشعر العمودي أو العامودي، شعر الشطرين). وكلها إطلاقات عليها مآخذ كثيرة!
والمرجعية الإيقاعية لهذا الشكل ترجع إلى علمي العروض والقافية عند الخليل بن أحمد وتابعيه:مقلدين ومجددين...
الشعر المقطعي:
هو ذلك الشعر القائم على أن المقطع هو بنية النص ووحدته الأولى، أي أن النص يتكون من عدة مقاطع، كل مقطع يتكون من عدة أشطر أو أبيات، ويجعل له الشاعر نظامًا خاصًّا في الوزن والقافية، وتعد بدايته الحقيقية في العصر العباسي، وتطوره الزاهي والزاهر في الأندلس، وأبرز نماذجه في الموشحات...
والمرجعية الإيقاعية لهذا الشكل ترجع إلى كتاب دار الطراز في عمل الموشحات لابن سناء الملك(ت608هـ)، وكتاب (العاطل الحال والمرخص الغالي) للأديب المملوكي/ صفي الدين الحلي.
الشعر السطري:
هو ذلك الشعر المبني على أن السطر -لا الشطر ولا البيت – هو بنية النص ووحدته الأولى، وفيه تحرر من التقيد الصارم بعدد التفاعيل أو شكلها أو حالة نهاية السطر(الضرب)، وتحرر - كذلك – من نظام واحد للقوافي. وله إطلاقات كثيرة عند الدارسين، أهمها الشعر الحر، وشعر التفعيلة، والشعر الصافي، والشعر الطلق...
والمرجعية الإيقاعية لهذا الشكل ترجع إلى الخليل الثاني، الشاعرة العراقية القديرة: نازك الملائكة في كتابها قضايا الشعر العربي المعاصر، والدكتور محمود علي السمان في كتابه(العروض الجديد)... وعند غيرهما ممن درس الشعر الحر دراسة شكلية إيقاعية...
*صبري أبوحسين
24 - نوفمبر - 2009
موضوع قيم    كن أول من يقيّم
 
شاكرا أخانا وأستاذنا، دكتور صبري أبو حسين، على هذا الموضوع القيم ؛ أنتظر ما سيكتبه إكمالا لما بدأه ؛ حتى أتمكن من المشاركة بإذن الله تعالى .
*ياسين الشيخ سليمان
2 - ديسمبر - 2009
تعريف الشعر الحر وبيان قيمته    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تعريف الشعر الحر وبيان قيمته:
تمثل التجديد الشكلي العروضي في الشعر الحديث في شكل الشعر المرسل من القافية، وفي نظام المقطوعات، وقد خفت هذان الشكلان خفوتًا بارزًا، حين ظهرت محاولة جديدة وجادة في ميدان التجديد الموسيقى للشعر العربي تسمى:"الشعر الحر" ، أو "الشعر الجديد"، أو"شعر التفعيلة". ... وأحبِّذ تسميتها بـ"الشعر السطري"... إنها ثورة شكلية حطمت كل القيود المفروضة على القصيدة العربية، وانتقلت بها من حالة الجمود والرتابة إلى حال أكثر حيوية وأرحب انطلاقًا([1])، لكن ينبغي – كما تقول المنظِّرة الأولى نازك الملائكة-: " ألا ننسى أن هذا الأسلوب الجديد ليس –خروجا-على طريقة الخليل، وإنما هو تعديل لها، يتطلبه تطور المعاني والأساليب خلال العصور التي تفصلنا عن الخليل. ومزية هذه الطريقة أنها تحرر الشاعر من عبودية الشطرين: فالبيت ذو التفاعيل الست الثابتة يضطر الشاعر إلى أن يختم الكلام عند التفعيلة السادسة، وإن كان المعنى الذي يريده قد انتهى عند التفعلية الرابعة، بينما يمكنه الأسلوب الجديد من الوقوف حيث يشاء"([2]).
     ويُعرَّف هذا الشكل بأنه:"شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر، ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه. وقصد إلى ذلك الشكل؛ لكي يتآلف الإيقاع والنغم مع المشاعر الذاتية في وحدة موسيقية عضوية واحدة([3]).


([1]) من أبرز المُنظرين لهذا الشكل العروضي الشاعرة العراقية نازك الملائكة في كتابها"قضايا الشعر المعاصر"، والدكتور إبراهيم أنيس في كتابه"موسيقى الشعر"، والدكتور محمد النويهي في كتابه"قضية الشعر الجديد"، والدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه"الشعر العربي المعاصر:قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية"، والدكتور محمود علي السمان في كتابه"العروض الجديد"  والدكتورشعبان صلاح في كتابه القيم: "موسيقى الشعر بين الاتباع والابتداع"،  والدكتور السعيد عبد الله في كتابه: "التجديد في موسيقى الشعر العربي المعاصر"، دار الفنون العلمية بالإسكندرية، والدكتور أمين عبدالله سالم في كتابه"عروض الشعر العربي بين التقليد والتجديد . وراجع بحث بحث  تجدُّدُ موسيقى الشِّعْرِ العربيِّ الحديث بين التفعيلة والإيقاع، بقلم: د. مصطفى عراقي، منشور في الرابط الإنترنتي:
     http://www.kuwaitculture.org/qurain12/prt-rs-iraqi.htm..إلخ
([2]) راجع قضايا الشعر المعاصر ص58، وراجع مقدمتها لديوانها شظايا ورماد ، طبع بيروت سنة 1959م.
([3]) يقدم المنظرون للشعر الحر دوافع عدة تفسر سبب إقدام المحدثين والمعاصرين على الإبداع على نسقه، منها:
     -   تتيح الأوزان الحرة للشاعر المعاصر أن يهرب من الأجواء الخيالية(الرومانسية) إلى جو الحقيقة           الواقعية التي تتخذ العمل والجد غايتها العليا.
     -   إثبات شخصية الشاعر المعاصر باتخاذ سبيل شعري جديد,يتميز به عن شخصية الشاعر القديم.
     -   الابتعاد عن الشكل التقليدي للقصيدة, وابتداع شكل آخر, يقابل الفكر الذي يجب أن يستوعبه الشكل         الجديد.
     -   تميزت قصيدة الشعر الحر بخصائص أسلوبية متعددة فقد اعتمدت على الوحدة العضوية، فلم يعد           البيت هو الوحدة وإنما صارت القصيدة تشكل كلاًّ متماسكاً، فالبحر والقافية والتفعيلة والصياغة          وضعت كلها في خدمة الموضوع وصار الشاعر يعتمد على " التفعيلة " وعلى الموسيقى الداخلية           المناسبة بين الألفاظ  .
*صبري أبوحسين
8 - ديسمبر - 2009
أساسيات في دراسة الشعر السطري:    كن أول من يقيّم
 
      أساسيات في دراسة الشعر السطري:
     عرض المُنَظِّرون للشعر الحر جملة أساسيات عروضية عند دراستهم نصوصه، تتمثل في الآتي:
الشعر الحر نظام شعري جديد كسر نظام الشطرين المتناظرين والقافية الموحدة.
الشعر الحر يعتمد "التفعيلة" أساسًا له؛ ولذلك سمي عند بعضهم شعر التفعيلة.ولا يُلتزم فيه بعدد محدود من التفعيلات في السطر الواحد، والمعتمد في ذلك هو ما يبرز المعنى ويتمم الجملة، ويجاري موجات النفس الموسيقي، أي القدرة على الإنشاد والإلقاء.
نحا شعراء التفعيلة إلى تجاوز الزحاف والعلة التي قررها علماء العروض إلى صور جديدة للتفاعيل.
التحرر من القافية الملتزمة في الصورة التقليدية أو المقطعية أو الموشحية، بأن تهمل كلية أو تتوالى فتتغير بعد عدد غير محدود من الأسطر، أو تتقاطع بالاتفاق مع ما بعد التالي.
التحرر من الالتزام النمطي لأي نسق واحد من صور الوزن، وهو ما يسمى عند عروضيي الشعر الحر بـ"الاختلاف في الأضرب"، وهذه الظاهرة كثيرة في القصيدة الحرة.
- ترخصت القصيدة الحرة في ارتكاب كثير من محاذير العروض التقليدي وضرائره.
المزج بين الأبحر، قد نجد في القصيدة الواحدة أكثر من أربعة أبحر تزيد أو تنقص([1]).
           وما سبق من أساسيات يوضح أن عروض الشعر الحر اعتمد عروض  الخليل وأفاد من طاقاته وإمكاناته، وجدد فيه، فليس الشعر الحر تمردًا وتحطيمًا لعروض الخليل أو ردة عليه كما يزعم المتشددون الرافضون لهذا النسق المنتقصون   منه، رغم مساحته الإبداعية والجماهيرية الواسعة الشاسعة!


([1]) راجع بيان ذلك ونصوصه في كتاب "عروض الشعر العربي بين التقليد والتجديد" للدكتور أمين سالم ص313 وما بعدها.
*صبري أبوحسين
8 - ديسمبر - 2009
مصطلحات عروضية خاصة    كن أول من يقيّم
 
مصطلحات عروضية خاصة:
     يعتمد الشعر الحر على بعض المفاهيم المركزية التي ينبغي استحضارها عند دراسة القصيدة الحرة، منها:
     السطر الشعري:
     إذا كانت القصيدة التقليدية تعتمد نظام البيت ذي الشطرين فإن الشعر الحر يعتمد مفهوم السطر الشعري، وهو مفهوم يتبع الكتابة الخطية. وبالتالي تُلغى العروض منه، ويبقى الضرب الذي يأتي به الشاعر حسب عاطفته ومراده، ولا يلتزم في بنائه بتكرار نسق واحد في كل سطور النص.
 
     الجملة الشعرية:
     هي وحدة نظمية ودلالية وإيقاعية كاملة، أكبر من السطر، وإن ظلت محتفظة بكل خصائصه، فالجملة الشعرية تشغل أكثر من سطر، وقد تمتد أحيانًا إلى خمسة أسطر، وينبغي فيها أن تكون تامة من حيث الدلالة والإيقاع، مكتفية بذاتها، وإن مثلت في الوقت نفسه جزئية من عضوية القصيدة.
*صبري أبوحسين
8 - ديسمبر - 2009
التدوير    كن أول من يقيّم
 
التدوير:
     أسلوب إيقاعي يوظف بشكل كبير في القصيدة الحرة، يقصد به: اشتراك السطرين-لا الشطرين كما عند الخليل- في كلمة واحدة. وبعضهم يسميه الشعر الجاري أو الجريان في الشعر. ومثاله قول أمل دنقل من قصيدته (ضد من):
كان نقاب الأطباء أبيضَ

لون المعاطف أبيضُ

تاج الحكيمات أبيضُ

أردية الراهباتِ

الملاءاتُ

لون الأسرةِ

أربطة الشاش والقطنِ

قرص المنومِ

أنبوبة المصلِ

كوب اللبنْ

كل هذا أشاع بقلبي الوهنْ

 
     فهي على نسق تفعيلة المتدارك التي جاءت في أشكال عديدة منها(فعْ/فاعلُ/فاعلن/ فاعلْ/فعِلن...)، وقد لجأ الشاعر إلى أسلوب التدوير، فجاءت هذه الأسطر مترابطة متصلة ببعضها عن طريق توزع التفعلية على الأسطر، وهذا حقق وحدة إيقاعية ولغوية بارزة، حتى أننا نقرؤها متتابعةً متلاحقةً حتى نقف على القافية؛ إذ لا يُستطاع الوقوف في القراءة إلا عند السطر الأخير...
*صبري أبوحسين
8 - ديسمبر - 2009
 1  2  3