البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : التربية الخاصة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 رودينا 
8 - نوفمبر - 2009
لماذا لا نفتح باب المناشة والبحث حول فئة هم منا نلمسهم نراهم ولكن لا نحسهم تلك الفئة هم ذوى الاحتياجات الخاصة بإختلاف انواعهم تلك الفئة بدأت تتجه لهم الاعين قريب العهد هم افراد قريبون منا وبعيدون كذلك لماذا لانفتح الدائرة اهتمام بهم هنا لتكتمل تلك الموسوعة المعرفية وننهض لإكتشاف ومعرفة علم جديد يهتم بالقضايا الاقرب لنا نحن لأنهم هم نحن ومنا فلا يوجد انسان كامل وكذا قد تحكمنا الظروف بين ليله وضحاها لننضم لهم سواء مع تقدم العمر او قضاء  الله لذا لابد ان نقترب لهم اكثر ونوسع ادراكنا بهم لان منهم من حباهم الله عوضا بعوض مثلا بدل النظر قدرةالحفظ العاليه وكذا قوة السمع وكذا التوحديين فئة مهمه فالنبدأ الان ونتبحر فى هذا العلم
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لمسة لطيفة    كن أول من يقيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في كل إنسان يحمل في نفسه  هموم الآخرين ومشاكلهم وعوائقهم، فهذا الموضوع المطروح يعد من أهم المواضيع التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، خاصة في عصر التكنولوجيا وتقنية المعلومات...
وموضوع التعليم لهذه الفئة يحتاج من المتخصصين وقفات طويلة ومكثفة لتنمية الوعي الاجتماعي أولاً، ومن ثم إفادة أناس ليسوا بقلة.......
أسأل الله أن ينشط هذا الموضوع حتى يتسنى للنقاش أن يثمر أفضل الثمار ويعطي أفضل العطاء ويفتح الآفاقأمام هذه الفئة.
الفقيرة
17 - مارس - 2010
هذه المقالة ليست لي ، واللهِ.....    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
استشارة الزوجة والاستبصار برأيها 
اقتضت حكمة الله البالغة أن يكون المجتمع الإنساني مؤلفا من عنصرين هامّين ـ لا غنى لأحدهما عن الآخر ـ هما جنس الرجال وجنس النساء .
وركّب في كل منهما ميلا ورغبة في الآخر ليكمل بهم النظام الاجتماعي . وشرع لتحقيق هذا الميل وهذه الرغبة رابطا مقدسا يحقق هدفا نبيلا ، ويجعل العلاقة بين الرجل والمرأة محفوفة بالطهر والعفة ، والرحمة والمودة ، والعناية والرعاية ، والتعاون والمسؤولية .... وهذا الرابط هو الزواج .
هذا الرابط المتين هو الذي ينشئ الأسرة الفاضلة .
وأنت تعلمين ـ أيتها الأخت الفاضلة الكريمة ـ أن المجتمع مؤلف في كليّته من مجموع أُسَرٍ فبقدْر تماسكها وترابطها ؛ تكون قُوّتُه ومتانَتُهُ ، وبقَدْر ضعفها وتفككها ؛ يكون تفلُّتُه وانحلاله .
وكلنا يعلم أن نظم الإسلام الاقتصادية والسياسية ... معطلة في أرض الإسلام من قبل خصومه ، مع تمالؤ الكثيرين من أبناء المسلمين ، حتى أن الروابط الاجتماعية كذلك أصبحت مهلهلة ضعيفة ، ورغم هذا التكالب على إلغاء أحكام الإسلام أو تهميشها ـ { والله غالب على أمره } ـ حفظ الله لنا نظام الأسرة التي هي المعقل الأخير الذي يروم الحاقدون تفتيته وتوهينه وتمزيقه ، رغبة منهم في حَلِّ عُرَى المجتمع الإسلامي وتعطيل قيمه ومبادئه .
فنراهم تارةً يرفعون شعار " تحرير المرأة " ، وطوراً " العنف ضد المرأة " وتارة أخرى " العنف في العائلة "، وهم يتناسون ـ جهلا منهم ، أو تجاهلا ـ التكريم الرائع ، والتوقير البالغ ، والحفاوة الشديدة ، والعناية الفائقة ، التي حظيت بها المرأة في ظل الإسلام أُمًّا وأُخْتًا وبنتا وزوجة ...
وأَجِدُك أختي الفاضلة توافقينني الرأي أن تكريم الإسلام للمرأة واضح وضوح الشمس للعيان ، فلا يحتاج منا سعيا في إظهاره ، ولا نصبا لمزيد البيان .
وحيث كانت تعاليم الإسلام تحظى بالعناية ، وأحكامه تحظى بالرعاية ، وكانت مبادئه محظية ، وحدوده مرعية ؛ كان تكريم المرأة أظهر ، وتقديرها أكبر .
وإذا ما كانت الحِظْوة للموروث من العادات الجامدة ، أو التقاليد المنحرفة الآثمة ، أو كان الافتتان ببريق المدنيّة الزائفة ؛ كانت المرأة بين تفريط وإفراط . تفريط يُضِيع حقوقها، ويُذِيب شخصيتها .
أو إفراط يؤدي إلى إهدار كرامتها ، وإرخاص قيمتها ، حتى أنهم لا يتورعون في جعلها آلة لإشباع نَزَواتهم الحيوانية الثائرة ، وغرائزهم البهيمية المُسْتعِرة ، أو اتخاذها أداة لتسويق سلعٍ  كاسدة ، أو التوصل بها إلى تحقيق مطامِعَ وأغراضٍ فاسدة .
وأرى من المفيد ـ في هذه العُجالة ـ أن أُتْبِعَ ما أسْلفتُ بيانا لحقٍ واحد من حقوق المرأة الوافرة الكاثرة ، والتي حاطها الإسلام بالصِّيانة والحماية ، وكللها بالرعاية والعِناية . هذا الحق هو حقُّ الرجوع إليها بالتشاور المفيد والاستبصار برأيها السديد . هذا الحق الذي إذا كان في رمال التفريط ضاع ، وإذا كان في أَوْحَال الإفراط إنْمَاع ، وإذا كان في الماء العذب الزلال أضاء واستنار كالشعاع .
لقد كانت المرأة تستشارُ ويُرْجعُ إلى رأيها في أكرم العصور وأفضلها وخيرها وأجلها ، وهو عصر النبي صلى الله عليه وسلّم . ففي كتاب " عُيون الأخبار " لابن قتيبة 1/82 بإسناده إلى الحسن رحمه الله تعالى : قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير حتى المرأة فتشير عليه بالشيء ؛ فيأخذ به . وقد ثبت من هديه صلى الله عليه وسلّم أنّه استشار أم سلمة رضي الله تعالى عنها ، وقد كانت راجحة العقل نافذة البصر ففي الجامع الصحيح للإمام البخاري برقم (1566) من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه في قصة الحديبية وفيها: قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :" قوموا فانحروا ثم احلقوا "، قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحَرَ بُدْنَك وتدعو حالِقَك فيحلِقَك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً" .
وقد أوضح الحسن البصري ما يؤخذ من هذه الواقعة‏،‏ من شرعية استشارة النساء‏،‏ فقال‏:‏ إنْ كان رسول الله لفي غنى عن مشورة أم سلمة‏،‏ ولكنه أحب أن يقتدي الناس في ذلك‏،‏ وأن لا يشعر الرجل بأي معرّة في مشاورة النساء‏.‏
قال د. البوطي :" وقد كان الخلفاء الراشدون يستشيرون النساء‏،‏ وكان في مقدمتهم عمر رضي الله عنه‏،‏ وكان أبو بكر وعثمان وعلي يستشيرون النساء ، ولم نجد في شيء من بطون السيرة والتاريخ أن أحداً من الخلفاء الراشدين حجب عن المرأة حق استشارتها والنظر في رأيها ‏".‏
ومما يدل على ثبوت حقّها في الاستشارة ما روى عبدُالله بنُ عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الثيب أحق بنفسها من وليها ، والبكر تُستأمر وإذنها سكوتها " مسلم (1421). وعن أمِّ المؤمنين عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أبي زوجني ابن أخيه يرفع بي خسيسته ، فجعل الأمر إليها ، قالت : فإني قد أجزت ما صنع أبي ، ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء " أخرجه الإمام أحمد في المسند (24522) . وأخرج الإمام البخاري في صحيحه : في الأدب : باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين برقم (5972)  عن عبد الله بن عمرو قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أجاهد ؟ قال : لك أبوان ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد ". وهذا فيه لزوم استشارة الأمّ قبل الخروج ، إذ كيف يحصل على موافقتها ـ إن لم ترض ابتداءً ـ من غير الرجوع إليها واستشارتها . واستشار عمر رضي الله عنه حفصة في المدة التي تحدد لابتعاد الزوج عن زوجته وأمضى كلامها وأصدر مرسوماً بذلك . وذكر ابن حجر في الإصابة عن أبي بردة عن أبيه قال: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة رضي الله عنها، إلا وجدنا عندها فيه علماً . وقال عطاء: كانت عائشة أفقه الناس وأحسن رأياً في العامة .
إن المرأة مخلوق كريم ، ولها شخصيتها ، لذا كان من حقها أن يُرْجَعَ إليها في الاستشارة وإسداء الرأي والنصح ، فيما تطيقه ، وفي حدود خبرتها واختصاصها ، من غير إفراط أهل المجون والجهالة الذين يخرجونها عن أنوثتها وحُنُوِّها ورِقَّتِها ، حتى يجعلونها تزاحم الرجال في أمور الإمامة العظمى ، ولربما تسيير الجحافل والجيوش . ومن غير تفريط ذوي الجهل والجمود ؛ الذين ينظرون إلى المرأة كمخلوق مهين ، لا شخصية لها ولا اعتبار ، فيمنعونها حقها في الاستشارة ـ وغيرها من الحقوق . ولعلك أختي الكريمة الفاضلة لا تعجبين ـ لعموم البلوى ـ من أقوالهم الجائرة ودعاويهم الكاذبة والتي تنهى عن مشاورة النساء وتحذر منها، كقولهم :" شورة المرأة إن نفعت بخراب سنة، وإن ما نفعت بخراب العمر "، وكقولهم " شاوروهن وخالفوهن " وينسبونه إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم . وليس هو بحديث ، وإنما هو كلام مختلق ، ولعله تسرّب إلى العامة من الرافضة المبتدعة ، فقد قرأت في بعض كتبهم في أحد مواقعهم (رافد) على شبكة الإنترنت:" باب كراهية مشاورة النساء إلا بقصد المخالفة " وساق صاحبُه خبرا فيه مجاهيل ، وفيه " يا علي إن كان الشؤم في شيء ففي لسان المرأة ".
فالحمد لله الذي جعل الدين قواما ، وجعل حفظ الحقوق ، وإقامة الحدود أمراً لِزاما .
 
 
 
 
 
نشر في : مجلة إشراقة ؛ ( مجلة أسرية اجتماعية ثقافية ، ودعوية ) – أم الفحم .
العدد العاشر ، صفر 1423 هـ = أيار 2002 م
*د يحيى
2 - أبريل - 2010
إذا كنت مهموماً مكروباً مديناً فخذ هذه الوصفة الناجعة.    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
" وقل اعملوا" ...اسعَ ، ثم اسعَ ، ثم اسع....... ثم عجل بالتوبة إن كنت لا تصلي ، فصلِّ......ثم استغفر الله الغفور التواب الرحيم... ثم توجّه إلى الله ، وادعُه.......
أجاب الله دعاءك ، وفرّج عنك وعنا أجمعين.... آمين:


أدعية لتفريج الكرب، ونسأل الله جل وعلا، أن ينفعكم بها:

 
قوله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب عبداُ همٌ و لا حزن فقال:" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً". رواه أحمد وصححه الألباني.(الكلم الطيب ص74).

• 
قوله صلى الله عليه وسلم: " لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب الأرض و رب العرش الكريم". (البخاري ومسلم).

 • قوله صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتَك أرجو فلا تكِلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً" ( صحيح سنن ابن ماجه،959/3).

• 
قوله صلى الله عليه وسلم :(" دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له).

• 
وصيته صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه، وفيها :"ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دَيناً لأداه الله عنك ؟ قل يا معاذ : اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ، وتَنْزِع الملك ممن تشاء ، وتُعِزّ من تشاء ، وتُذِلّ من تشاء ، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير . رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطيهما من تشاء ، وتمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك "..( رواه الطبراني ، وإسناده حسن).
 
*د يحيى
3 - أبريل - 2010
ما الدواء المعين على الشفاء ؟ الجواب: عيادة المريض، وستجد الله عنده !!!    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
http://www.taiba.org/ta/main/main.php?&mid=614&topicsview=5
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
وراءَ كلِّ محنةٍ منحةٌ    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم
 
الحمدُ لله ربِّ العالمين, والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى أفضَل الأنبياءِ إمامِ المرسلينَ نبيِّنا مُحمَّد وعلى آله وصحابتِهِ أجمعينَ وبعدُ :
معَ كُلّ عُسْرٍ "يسران" ، فلِمَ يقفُ فكرُكَ ويتكدَّرُ خاطرُك عندَ العُسْر وتغفُلُ عن اليُسرَينِ معَه؟! كيفَ يستحوِذْ علَيكَ الْهَمُّ ويسيطرُ عليكَ الحزنُ والغمُّ ومعكَ يُسْرانِ من ربِّك؟ ولن يغلِبَ عُسر يُسْرَينِ ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)) ..ولَو كان اليُسْرُ بعدَ العُسر لَشَقَّ العُسْرُ وصَعُبَ علَى النَّفس ، ولكنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ بلُطْفِهِ قَرَن معهُ اليُسْرَ ليغلبَهُ ويُسَهِّلَهُ ويُخَفِّفَ منه أوَّلاً, ولِمَا يتحقَّقُ به من مِنَحٍ ثَانياً! .
الكثيرُ يكرَهُ الأقدارَ والْمَصائبَ الْمُؤلِمةَ, ويتوجَّعُ منها ويتَحَسَّرُ ويَضيقُ بِها ذَرْعاً ، وقَد يَشْغَلُ بالَهُ وعقلَهُ بردِّها والوقوفِ في وجهِهَا، أو يَتحسَّرُ على أسبابٍ وموانِعَ في ظنِّهِ أن لو اتَّخذَها لنَجا منها! .
ويَفتحُ علَى نفسِهِ بَابَ (لو) الجالبةِ للحسَرات والأحزانِ والفِكَر الضَّارَّةِ وقد سَبَقَ السَّيفُ العَذْلَ .
لقد رَبَّى اللهُ تعَالى أهلَ الإيمانِ علَى الرِّضَا بأقدارِ اللهِ والتَّطلُّع إلى خيراتٍ عظيمة
وكبيرةٍ في طَيَّاتِ الأحداث والْمَصائبِ.
 قال تعالى : (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) .
و قال جلَّ وعلا :    (( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)) فَمَن يَتصوَّرُ تلكَ الخيراتِ وراءَ الْمصائبِ والشَّدائدِ والفِتَنِ والْمكائِدِ؛ فالإنسانُ - نظراً لقِصَرِ نظرِهِ ومَا جُبِلَ عليهِ منَ العَجَلَةِ وتَغليبِ التَّشَاؤُمِ علَى التَّفاؤُل-لاَ ينظُرُ إلى الغاياتِ وما وراءَ الأحداثِ ، ومَا تُخَبِّيهِ الْمصائبُ والأقدارُ مِن فضائلَ ومِنَحٍ يَعجَزُ عن وصفِها ، معَ أنَّ الْخَيرَ فيما اختارَهُ اللهُ.
قالَ ابنُ القَيِّمِ-رحِمهُ الله- : "في هذه الآيةِ عدَّةُ حِكَمٍ وأسرارٍ ومَصَالِحَ للعبدِ؛ فإنَّ العبدَ إذَا علِمَ أنَّ المكرُوهَ قد يأتِي بالْمَحبوبِ وأنَّ الْمَحبوبَ قد يأتي بالْمَكروهِ لَم يأمَن أن تُوافِيَهُ الْمَضرَّةُ مِن جَانِبِ الْمَسرَّةِ ، ولَم ييْئسْ أن تأتيَهُ الْمَسرَّةُ مِن جانِبِ الْمَضرَّةِ لِعَدَمِ عِلمِهِ بالعَواقِبِ؛ فإنَّ اللهَ يعلَمُ منها ما لا يعلمُهُ، وأوجَبَ له ذلك أُمُوراً : منها أنَّهُ لا أنفَعَ له مِن امتثالِ الأمرِ وإن  شَقَّ عليه في الابتداء؛ لأنَّ عَواقبَهُ كُلَّها خَيراتٌ ومَسَرَّاتٌ ولَذَّاتٌ وأفراحٌ وإن كَرِهَتْهُ نفسُهُ فهُو خيرٌ لَها وأنفَعُ .
وكذلكَ لا شَيءَ أضَرُّ عليهِ مِن ارتكابِ النَّهْي وإن هَوِيَتْهُ نفسُهُ ومالتْ إليه؛ فإنَّ عواقبَهُ كُلَّها آلامٌ وأحزانٌ وشُرُورٌ ومَصَائبُ .
وخاصَّةُ العقلِ تَحَمُّلُ الألَمِ اليسيرِ لِما يَعقُبُهُ مِن اللَّذَّةِ العظيمةِ والخير الكثير ، واجتنابُ اللَّذَّةِ اليسيرة لِما يعقُبُها مِن الألَم العظيمِ والشَّرِّ الطَّويل ، فنَظَرُ الجاهلِ لا يُجاوِزُ الْمبادِئَ إلى غايتِها, والعاقلُ الكَيِّسُ دائِماً ينظُرُ إلى الغاياتِ مِن وراءِ سُتُورِ مبادئِها فيرى ما وراءَ تلك السُّتُورِ مِن الغاياتِ المحمودة والمذمُومة ، فيرى الْمَناهيَ كطعامٍ لذيذٍ قد خُلِط فيهِ سَمٌّ قاتِلٌ ، فَكُلَّما دعتْهُ لَذَّتُهُ إلى تَناوُلِهِ نَهاهُ ما فيه مِن السَّمّ ، ويَرى الأوامرَ كدَواءٍ كريهِ الْمَذاقِ مُفْضٍ إلى العافية والشِّفاء وكُلَّمَا نَهاهُ كراهةُ مَذاقهِ عن تَناوُلِهِ أمَرَهُ نَفعُه بالتَّناوُل ."
      وقد فسَّرُوا اللُّطْفَ في قَوْلِهِ تَعَالى((اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ )) بأنَّهُ إخفاءُ الأُمُور في صُوَر أضدادِهَا:
اللطفُ إخفاءُ الأُمُورِ جاءَ في

 
صُوَرِ الاَضدادِ كمَا لِيُوسُفِ

صَيَّرَهُ رِقّاً لكَيْ يَنَالا

 
مُلْكاً وعِزّاً ربُّهُ تَعَالى

 
   ولا شكَّ في أنَّ مِمّا يُعينُ الْمُسلمَ على الرِّضا بالأقدارِ اتِّخاذَهُ الوسائلَ الصَّحيحةَ الْمُوصلةَ إلى طُمأنينةِ القَلْبِ ورضاهُ عن ربِّهِ ومِن ذلك : العِلمُ الَّذي يُدرك به الغاياتِ عندَ البداياتِ بِمعنى أنَّهُ لا ينظُرُ إلى أوْجُهِ الأحداثِ وبداياتِها, بل يُطلِقُ خَيَالَهُ ونَظَرَهُ إلى الغاياتِ والنِّهايات الَّتي ستنتهِي إليها هذه الْمَصائبُ .
   والصَّبرُ الَّذي به يُوطِّن نفسَهُ على تَحمُّلِ مَشَقَّةِ الطَّريقِ لِمَا يُؤمِّلُ عندَ الغايةِ، وهَذَا  كلُّه يتطلَّبُ مِن العبد التَّفويضَ لِمَن يَعلَمُ عواقبَ الأُمُور, والرِّضَا بِما يَختارُهُ اللهُ لَهُ ويقضيهِ لِما يَرجُو فيه من حُسْن العاقبة ، وأن لا يَقترحَ على ربِّه ولا يَختارَ علَيه ، ولاَ يَسألُهُ ما ليس له به علْمٌ ، فلعلَّ مَضَرَّتَهُ وهلاكَهُ فيه وهو لا يعلمُ, بل يَسألُ ربَّهُ حُسْنَ الاختيار .
وإذا التَزَمَ العبدُ بالأدَبِ معَ ربِّهِ وفَوَّضَ لَهُ أمْرَ الاختيار وانطَرَحَ بين يدَيْهِ ورَضِيَ بما يختارُ له أمَدَّهُ اللهُ بالقُوَّةِ علَى ما اختارَهُ له, والعزيمةِ والصَّبر، وصرَفَ عنه الآفاتِ الَّتي تَقضِي عليه لَو اختارَ لنفسِهِ، وأَرَاهُ عواقِبَ اختيارِهِ لَه, وأراحَهُ مِن الأفكار الْمُتعِبَةِ في تَعَدُّدِ الاختيارات الّتي تَجُولُ في خاطرِهِ وفكرِه، وفَرَّغَ قلبَهُ مِن التَّقديراتِ والتَّدبِيراتِ الَّتي يَصعَدُ منها في عَقَبةٍ ويَنزِل إلى أُخرَى .
فإذَا رَضِي باختيار الله أصابَهُ القَدَرُ وهُو محمودٌ مشكورٌ مَلطُوفٌ بِهِ فِيهِ ، فاكتنَفَهُ في الْمَقدُورِ العَطْفُ علَيهِ واللُّطْفُ بِهِ, فيَصيرُ بينَ عطْفِ الله ولطفه، فعَطفُهُ يقِيهِ ما يَحْذَرُهُ ، ولُطفُهُ يُهَوِّنُ عليه ما قدَّرَهُ ، وإلاَّ جرَى عليه القدَرُ وهُو مذمومٌ غيرَُ مَلطُوفٍ به فيه؛ لأنَّهُ اختارَ لنفسِهِ .
لقد رسَمَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم طريقَ النَّجاحِ والنَّصر والتَّغلُّبِ علَى جميعِ العَقَباتِ بِخُطُواتٍ محدودةٍ تَبدأُ بأَخْذِ القُوَّةِ في كُلِّ أمْرٍ, والحرصِ على أجْودِ الأُمُورِ وأفضلِها وأقواهَا، مع الاستِعانَة التَّامةِ بالله تَعَالى وعَدَمِ الاتِّكالِ علَى القُدْرة والطَّاقة والعَدَد والعُدَّة، ومواصلة العَمَل والْجِدّ وعدم الانسحابِ في وسَطِ الطَّريق مَهْما بَدَا صعْباً وشَائِكاً فلاَ نُظهِرُ الضَّعف والعجزَ فيه مَهْمَا كَان الأَمْرُ بعدَ علمِنا أنَّهُ هو السَّبيلُ السَّليمُ الصَّحيحُ، وإن بدَتْ زَلَّةٌ أو هفوةٌ أو سَقطةٌ أو التِوَاءٌ في طَريق النَّجاح لَم نترُكِ الفُرصَةَ للشَّيطان يستثمِرُها، وإنَّما نتخطَّى تلك العقبةَ ولا نلتفتُ إليها ونُواصلُ العملَ في الطَّريق الصَّحيحِ بعيداً عن العَقَباتِ والكَبواتِ والْهفواتِ، بعيدِينَ عن لو الْمُثبِّطَةِ المعوِّقة جالبةِ الحسراتِ واللَّوم للنَّفس أو للآخَرينَ، مُستمسِكينَ بالإيمان بالقَدَر الَّذي يَفتحُ أمامَنا الأملَ في مُواصلَةِ العَمَل.
تلك خُطُواتٌ سِتٌّ في النَّجاحِ والانتصارِ اجْتَمَعَتْ في قَولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " الْمُؤمنُ القَوِيُّ خيرٌ وأحَبُّ إلى الله مِن المؤمِن الضَّعيفِ وفي كُلِّ خَيرٌ، احرِص علَى ما يَنفعُكَ، واستَعِن بالله، ولا تَعْجَز، وإن أصابَكَ شَيء فَلاَ تَقُل لو كَان لكَانَ كَذا وكَذَا ، ولكنْ قُل قَدَّرَ اللهُ وما شَاءَ فَعَل، فإنَّ لو تفتَحُ عمَلَ الشَّيطان".
 
مُنعَطَفات :
بعضُ النَّاسِ إذا أُصيبَ بِمصيبةٍ أو وَقَعَ في مُشكِلَةٍ أو تَكَاثَرتْ عليهِ الأعمالُ أو وقعَ في أَزَماتٍ ماليَّةٍ أو أُسريَّة أصِيبَ بإحباطٍ وانكسارٍ في النَّفس وشُغِلَ بِما لا يُمكِنُ تَدارُكُه وأدخَلَ الشَّيطانُ عليهِ " لو" الْمُغلقةَ لنوافِذِ وأبوابِ الْحُلُول .
ولَو أنَّهُ نَظَر إلى ما أُصيبَ به مِن مصائبَ أو مُشكلاتٍ وأزَمَاتٍ نَظرةً شرعيَّةً وعقليَّةً لوجَدَ فيها مِنَحاً وفَوائدَ كثيرةً يَعْجَزُ عن حصْرِها فضلاً عَن شُكرِها ، فمَا من مِحنةٍ إلاَّ وفي طَيّاتِها مِنَحٌ لِمَن أحسَنَ التَّصَرُّفَ معَها وأعمَل ذهنَهُ فيهَا وفَتَحَ تفكيرَهُ وأطلَقَ بصيرَتَهُ في تدبُّرِها .
إنَّ التَّجارِبَ والخِبراتِ في الحياةِ لا تُكْتَسَبُ مِن حياةِ الدَّعَةِ والتَّرَفِ والرَّاحة والرُّكُود فهذهِ تُورِث بَلادةَ الحسِّ وتَقتُلُ التَّجديدَ والإبداعَ, وتُغلِقُ منافذَ التَّفْكِيرِ والتَّبَصُّر، وتَقطعُ عن التَّفكُّر؛ إذ لا يُعرَفُ الأبطالُ والرِّجَالُ ولا تُكتَسَبُ الخبراتُ والتَّجارِبُ ولاَ تُصقَل النُّفوسُ وتَطِيبُ الأخلاقُ ويَصفُو الفِكْرُ وتُعالَجُ أمراضُ النَّفس إلاَّ مِن خِلاَل الْمَصائب والكَوارثِ والأَزَمَات، والَّذِي يُخالِطُ النَّاسَ ويَصبِرُ علَى أذَاهُم خَيرٌ مِن الَّذي لا يُخَالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ علَى أذَاهُم!..
كثيراً ما نَسمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ : فُلانٌ عَصَرَتْهُ الحياةُ بالْمَصائبِ والأَحداثِ والأَزَمَاتِ والْمشاكِلِ الَّتي مَرَّت علَيه...
فهَل تَرغَبُ-أخِي-أن تَكُونَ مِمَّن صَنعَتْهُ الأَحْدَاثُ والأَزَماتُ ففَتَحَتْ لَكَ  أبوابَ الْخيرِ مِن البُعدِ العَقلِيِّ وسَعَةِ الأُفُقِ ورَحَابَةِ الصَّدْرِ ودِقَّةِ الْمُلاحظَةِ وبُعْدِ النَّظَرِ وقُوَّةِ البصيرةِ، فتترُكَ رَصيداً حافلاً بالتَّجارِب والْخِبرات .
إنَّ أَمْرَ الْمُؤمنِ كُلَّهُ خَيرٌ في السَّرَّاءِ والضَّراءِ والرَّاحةِ والتَّعَب والفَقر والغِنى إذا تعاملَ معَها التَّعامُلَ الصَّحيح ( عَجَباً لأمْرِ الْمُؤمنِ إنَّ أمرَهُ كلَّهُ له خَيرٌ إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شَكَر فكانَ خَيراً لَهُ وإن أصابتْهُ ضَرَّاُء صَبَر فكان خيراً له )
نَحنُ بحاجةٍ إلى قوَّةِ النَّفسِ ورَحَابةِ الصَّدر وقوَّةِ التَّحمُّل،، بحاجةٍ إلى نفسيَّاتِ الأبطالِ وقُلُوب القادةِ الشُّجعان، في زمانٍ استَبْدلَ كثيرٌ مِن الرِّجال بقُلُوبِهم ونفسيَّاتِهم قُلُوبَ ونفسيَّاتِ الأطفال فيتأثَّرونَ من كُلِّ حركةٍ ، وتتغيَّرُ أحوالُهُم بكلِّ نَسْمةٍ ، تحتاجُ معهم إلى أن تكونَ على أُهْبةِ الملاحظة والاستعداد في تفكيركَ وحرَكاتك وكلماتكَ ونَظَراتك  حتى تسلَمَ نُفُوسُهم من الانكسار وقلوبُهُم من الانشطار!! .
إنَّني أرحَمُ أناساً أصبحَتْ نفوسُهُم أرقَّ من الماءِ كُلُّ نسْمَةٍ وهَبَّةٍ من الرِّياح تحرِّكُه, فإذا جلسْتَ معهم يَلزمُكَ أن تُعْمِلَ جميعَ حواسِّكَ في التَّعامُل معهم فتكديرُ خاطِرِه أسرعُ إليه من شهيقِهِ, والغضَبُ أقربُ إليه من زَفيرِهِ، وسُوءُ الظَّنِّ أسرعُ إليه من انحدارِ الماء من صَبَبٍ!، تراقِبُ نفسَكَ معهم كالحافي في أرض شائكَةٍ، أو كجالسٍ أمامَ ريشةٍ صغيرةٍ تتحرَّكُ في كُلِّ نَسمَةٍ تُخرجُها وكُلِّ التفاتةٍ تلتفتُها  .
إنَّ موقفَ المسلم من الفتن والأحداث يتلخَّصُ في النقاط التالية:
- الفزعُ إلى العبادة
- حُسن الظَّنّ بالله
- الثِّقة التَّامة بالله تعالى
- تَبيُّن الأمور على حقيقتها
- البعدُ عن الجانب العاطفيِّ في النَّظر إلى الواقع
- النظرةُ الشَّاملة لحالة المسلمين
- التفاؤل والبعد عن الشُّؤم.
- الحذر من الأمانيّ
- البعد عن اليأس والقنوط.
- الانشغال بما تستطيعُهُ من العمل.
- وَعْيُ قاعدة: "غير القادر قادر على أن يُقيمَ القادر".
- لا تَحمِلْ هَمَّ ما لم يقع قبلَ أن يقع فقد لا يقع.
- الهموم والأحزان لا تُغَيِّرُ ولا تُقدِّمُ شيئاً.
- الاهتمام بتكامُلِ الأمة
وكتبه د/ يحيى بن إبراهيم اليحيى،جزاه الله خير الجزاء.
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
غيرى جنى وأنا المعذب فيكمُ** فكأنني سبّابة المتندم    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
الإسلام غير مسؤول عن نتف البومة لريشها
فايز الفايز
الكاتب فايز الفايزقالت العرب أعيب العيب عيب إثر شيب ، ولأن حديث المتصابي يسهل تفسيره على تعويل أن النفس أمارة بالسوء ولا ضير من تسويق الأفكار لإعادة شحن الأعمار ، فإن حديث العجائز مهما حاولوا تجميله بالمساحيق اللغوية ، والكريمات الفكرية ، لا يخفي أبدا التجاعيد التي ساطها الزمن في وجوههم التي صبئت عن نقاء السريرة ، ونبل الغاية ، والخطاب العاقل لإصلاح كون ٍ أفسدته الإباحية الفكرية والنشوز السلوكي ، لحريم العرب ، وأشباههن من الذكور، اللواتي لم يعدن يفرقن ما بين تربية الأجيال ، وتربية أظافر أقدامهن المطلية ، وكل هذا لن ينفعهن في رجاء حسن الخاتمة ، فالعاقبة للمتقين كما نص الدستور الإلهي المقروء بين يدي البشر الضعفاء أمام زقزقة الشيطان الرجيم .

ولأن الإسلام ومنذ تبشير الرسول الأمي الأمين به ، أصبح هدفا للمتخلفين فكريا ، فلم تمت جذوة النار المستعرة في قلوب الحاقدين على الفضيلة ، وعلى سمو الأخلاق ، و على إعمال العقل في تفسير ظواهر الطبيعة وجواهر النص القرآني ، وحتى اليوم لا نستغرب أن يظهر أشخاص يعترفون أن ليس لهم منبت واضح يرجعون قيمهم المكانية له ، لا نستغرب أن يخرج هؤلاء من أصلاب آباء أتقياء ، وأمهات وجدات أنقياء ، وهنا يكمن الخطر بين من يعلم ويحارب بما يعلم ، ومن لا يعلم وتتم محاربته لأنه لا يعلم .

في الأمس مثلا ، خرجت علينا آخر فقاعات جاءت متأخرة لا يتورع سائق عربة رئاستها أن يدس السم في الدسم بين الفينة والفينة ، دون إدراك من صاحبها لما ستئول له حال مؤسسته ، لتنشر رمادا ثلاثائيا مكملا للدور الذي تتبناه غير المذكورة في النيل من كل ما قد يشتبه عليها أنه تقليد وطني أو تعطر بطيب الدين الإسلامي ، ذلك الدين الذي لجأ أهله أول ما لجئوا الى الملك النجاشي النصراني في الحبشة ، لأنهم يعلمون أن الفضيلة في الأديان لا تتجزأ ومصدرها واحد وإن اختلفت الأفكار .

إن " الرائية " التي لم تنفعها نظّارة النظر ، ولا نظـَارة الشباب الذي ولى واندحرّ ، ترى أن سبب هزيمة الأخلاق والتفكير الحرّ والمبدع ، والانتكاسات السياسية ، والهزائم العسكرية ، والانهيار الاقتصادي ، سببه من يطلقون لحاهم ، ومن يتنقبن ويتحجبن ، وهم المسئولون عن انهيار منظومة التعليم ولا يحق لهم الاحتكام الى الديمقراطية التي بات ينتعلها أشباه بشر منتشرون في عالمنا العربي ، تراهم يكتبون ما يعجبهم هم ، ويطالبون بما يدغدغ شهواتهم هم ، و يؤولون القرآن والتاريخ وتفاسير العلماء حسب معاييرهم " الليبرالية والعلمانية والقدرية والسادية " التي تفسر إباحة الخمر مثلا لأنه معصور من العنب الطيب ، ونسوا أو تناسوا أن القيمة في كل شيء يجب أن تبنى على أساس تاريخي للأشياء ، ولأنهم مبهورون بتعاليم أبالسة الغرب والعرب والعجم فهم يعيبون على هؤلاء " الرعاع " لباسهم ، وعلى المتدينين دعائهم للرب الواحد الأحد الرازق الصمد .

هؤلاء يريدون أن يرفع أبناء العرب ممن لا حيلة لهم ولا احتيال ، أيديهم بالدعاء لعواصم الإبهار الفكري لدى الكتبة الصابئة ، وأن يسجدوا " لتثمال الحرية " المنتصب على شاطىء المحيط الذي أحاط بأفكارهم ونوازعهم وأخلاقهم وتخلقهم ، وزرع في برك عقولهم الضحلة طحالب عفنة مؤذية ، تتزحلق عليها فتوحات جيوش فكر " بلاي بوي " ، عل وعسى يوما أن يروا موضة لباس جديدة تظهر فيها الفتاة المسلمة وهي تعتمر الحجاب او النقاب الشفاف ، وترتدي الملابس الداخلية فقط ، ولا بأس من أن ترتقي منبرا في مسجد لتلقي خطبة الثلاثاء في التقويم الإباحي للتحدث عن الفن الشرعي تدريس الرقص الشرعي لطلاب المرحلة الابتدائية ، والتوصية لوزارات التربية والتعليم بالاستغناء عن الكتب المطبوعة و تضمين المناهج في أغنيات و " فيديو كليب " توزع على المدارس والطلبة لدراستها عبر "هز الوسط " .

الإسلام لم يكن دعوى تخلف ، ولم يكن يوما ضد العلم ولا التفكير ، بل هو قد جاء بناء على العلم وحض على التفكير ، فالإيمان يختلف عن التسليم ، وكان أول كلام الله الذي نزل على سيدنا ومعلمنا "محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي " ، كان { اقرأ } ، وبنى العرب التابعين بعد ان تعلموا القراءة والكتابة والترجمة وأمعنوا في التفكير والاستنباط و التفسير والتأويل الصحيح ، بنوا القاعدة المتينة لجميع العلوم التي طورها العالم الغربي وأصبحوا عالما متقدما متطورا تهوى إليه نفوس المفتونين ، في وقت كانت العرب تموت تحت نير اندثار تعاليم الإسلام الحق الذي كان منهجه القرآن الكريم و ديوان تفسيره السنة النبوية المشرفة و فتح باب التجديد على يد علماء يعرفون كيف يخاطبون الأمة بالتي هي أحسن ، و يتعلمون العلم ويتقنون حرفتهم ، ويستنبطون أفكارهم المستمدة من بيئتهم لتخدم مجتمعاتهم ، وما ظهر التردي إلا حينما أصبحت الغربان تنافس الصقور في اعتلاء القمم ، و البوم تنتف "ريشها " في مساكن الخراب والظلام .

ولمجرد المقارنة ليس إلا ، فإن ثلاثة من أخوتي مثلا يدرس أبناؤهم في مدارس الروم الأرثوذكس في مادبا وعمان ، مقابل واحد يدرس أبناؤه في مدرسة "القرية الحكومية البدوية الليبرالية " ، و شقيقة تدرس ابنتها في مدرسة إدارتها حركة إسلامية ،، ومع ذلك لم أجد يوما أي فرق بين نمطهم الفكري والدراسي والسلوكي ، ولم تفرض على كل من عرفنا أي سلوكيات أو تعاليم فكرية في مدارسنا حسبما يشيع أهل التغريب والتحريض على السفور والإباحية الفكرية والسلوكية ، ولم تخرّج المدارس المحترمة طلاب مسحولي السراويل أو عاقين لوطنهم ، بل ما يشجع على الخلاعة في النمط المعيشي والسلوكي هي المدارس الفكرية التي تقرأ في دواوين الأحضان الساخنة المصنوعة خصيصا لشرقنا الملتزم في مدن الشفاه الملتهبة ، و الصلبان المعقوفة التي لا تحترم حرمة الكنيسة ولا حرية المسجد ، وتدعو الى حزب الشيطان ، وتبث تعاليمه عبر قنوات فضائية تدرس الجيل على التحرش الجنسي بين أبناء الأسرة الواحدة من خلال غزو فكري يدعو الى التحرر من كل القيود ، ثم يجادل في حرية لبس الحجاب ، دون النظر الى ما في الفكر الذي تحمله الرؤوس المعتمرة للحجاب .

يجب على الدولة ان تحدد مفاهيمنا مرة أخرى ، فإن كنا دولة ينص الدستور على أن دينها الإسلام ، وأن قيادتنا الحكيمة سلالة هاشمية مصطفوية ، فلماذا تترك المنابر الإعلامية والأقلام المشحوذة في الأقبية الباردة المظلمة تزلخ سهامها ضد الثوابت الدينية والوطنية والمجتمعية في أي مناسبة ترى العصابة الخارجة أنها فرصة لضرب أي ثابت وطني يشبع جوعها للفوضى العارمة ، وإلا فلنعلنا " المدينة الإباحية " ولنخلع سراويلنا قبل أن نحضر خطب الجمعة وعظات الأحد ، ولنجهز سيوفنا للمجالدة حماية للوطن والثوابت ،، وقبل أن أغادر لا بد أن أورد قولا ليس لأحد الأئمة المشايخ الذين لا يحبهم من لا يحب أن يقرأ قصة معروفة ويأخذ العبر منها ، بل هو للعالم المبجلّ "إلبرت إينشتاين " الذي قال { العلم دون دين أعرج ، والدين دون علم أعمى } .

لست عالم دين ولا حارس على صومعة الفضيلة ، وهذا شرف لا أدعيه ، ولكنني أعلم من أسرار هؤلاء ما يجعلني أعلم الى أين تريد هذه الشرذمة أن تجر البلد وأهله ، ولا بد من أحد ان يضع حدا لرعونة وحمق هؤلاء الذين سيدمرون الصحافة والكتابة والورق بسيوف من " مسكارة " ولواقط حواجب وكؤوس من عرق يرقص على قرعها شياطين لا تنام ولا يضيرها الأرق ، لا يعرفون فقر المعلمين ولا جوع المتعلمين ، إلا بقدر ما يكتبونه للشماتة من هذه الفئات و النيل من هذا الوطن الواحد.
*د يحيى
5 - مايو - 2010