البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : طريق لمطبات     كن أول من يقيّم
 الدكتورعلي طوالبه 
5 - نوفمبر - 2009
 في مساء يوم السبت الموافق 07/09/2008، ورغم أني لم أوافق على الرحيل الا انني حزمت امتعتي وانطلقت كرصاصة صدئة نحو المجهول، قدت سيارتي كسابق العهد _ أول _ ثاني _ ثالث_ ( مطب) ملاحظة عابرة:
" سيارتي غيار عادي" وعدت من جديد للبدء في المسير _ أول _ ثاني _ ثالث_ ( مطب) آه ...صار لازم اشتري سيارة جير اتوماتيك.... وبقيت على هذا المنوال_ أول _ ثاني _ ثالث_ ( مطب) ،  _ أول _ ثاني ( مطب) الى أن وصلت جسر النعيمة، لياتي الفرج مع قلة المطبات وامكانية السير على غيار واحد، او غيارين الرابع أو الخامس
 ( عندي غيار خامس للعلم) هل تصدق نظرية الابله داروين (نظرية الاستعمال والاهمال) ؟؟ !!
وصلت جسر النعيمة وقررت الانطلاق باقصى ما أمتلكه من سرعة لكي اعوض الوقت المستنزف من سحم الكفارات ومرورا بسمر الكفارات ومن ثم كفرسوم فحبراص الى سما الروسان فعزريت لبيت رأس ومرورا بالمدينة الصناعية التي تتصدر القائمة بالمطبات والحفر، أما عن المسامير نمرة عشرة ونمرة خمسة فحدث ولا حرج" مرورا يؤكد مدى أهمية المدينة الصناعية في حياتنا اليومية" ومرورا بالحصن  الى نعيمة، ها أنا انطلق بسرعة البرق_ أول _ ثاني _ ثالث_ رابع ، سرعتي في تزايد مستمر 50 _ 60 _ 70 _ 80 _ 90  سعادتي لا توصف ومن دون تردد مددت يدي اليمنى الى شريطي المضل للمطرب العربي الكبير متعب الصقار، وما أن بدأ الكبير باحدى المواييل الشهيرة التي لا اذكرها ولا حتى احفظ منها كلمة وإذ بكل السيارات التي سبقتني تجاوزا من الجهة اليمنى مع عدد من الزوامير وعدد لا بأس به من الومضات الضوئية المصاحبة لربما لمسبات  أفضل أن لا أسمعها، ولا انظر الى ما يتزامن معها من اشارات وبالاخص للاصبع الوسطاني....وهكذا بدأ الجميع بالفرملة فجأة، أما أنا فهذا وقتي وزماني والذي يتطلب مني زيادة في السرعة حتى اتجاوزهم جميعا بكل ازدراء ومن دون حتى النظر اليهم، تجاوزتهم جميعا كفارس للتو تعلم جواده الهرولة أو أن جواده للتو تعرف على هويته....وبالفعل تجاوزتهم وخلفتهم خلفي مع ما تبقى من دخاني.... حتى ظهر أمامي مباشرة وفي منتصف الطريق لا على جنباته شخص يلوح لي بيده تارة وتارة اخرى بلوحة عاكسة دائرية، فقلت في نفسي : آه يمكن امبنشر ....أو يمكن عاملوه حادث ....وما أن اقتربت منه حتى بدت لي سعة مخيلتي وقوة ذكائي ....نعم فقد كان شرطي مرور،  خفضت سرعتي  الى أقل ما يمكن الا انني تجاوزته بمئة متر على الاقل، وأخذ يشير بالرجوع اليه ( ها ها ... مخالفة من الدرجة الاولى ، الرجوع الى الخلف) لا   هذا لن يكون، تجاهلته مؤكدا مدى حرصي على عدم اختراق القواعد والقوانين وهو بلا أدنى شك يريد امتحاني....رفع يده عشرات المرات وأخذ يقفز مشيرا بيده اليمنى واحيانا باليسرى وغالبا بقدمه....لكنني تجاهلته مجددا، وهو أخيرا وبعد كل ذلك وصل الي، فتحت نافذة سيارتي، كنت قد جهزت رخصي مسبقا ، فقال: رخصتك يا افندي، ناولته رخصتي بابتسامة حذقة بل وماكرة، وما أن حاول النطق ثانية حتى ناولته رخصة السيارة، الا انه اضاف مؤكدا حتمية النطق: هويتك؟! تناولت محفظتي الجلدية لبنية وبدأت اسحب هويتي من الجيب الضيق الخاص بها، وإذ به بصوت عال يقول: هيــه ابعد محفظتك عني.....وخلص اعطيني هويتك.... وبالفعل ابعدت محفظتي عنه، واخرجت لهع هويتي( هويتي لا يوجد عليها صورة....او الاصح لم يتبق من صورتي الا اطارها ....هذه قصة طويلة نوعا ما بعدين بحكيلكوا اياها) واخرجت بطاقتي الوظيفية التي تحتوي على صورة كاملة لي...أخذ هذا الشرطي وثائقي واتجه نحو سيرة الجيب الكبيرة، وانا انتظرته جالسا خلف مقود السيارة مر من الوقت ما يكفي لاحراق سيجارتين من التبغ الرخيص غالي الثمن،  واذ به يدق على صندوق  سيارتي....ترجلت متوجها اليه حيث يقف متأكا على صندوق سيارتي ووجهه غارق في ابتسامة وعيناه جزافا تحاولا التجديف هروبا من الغرق.... وهنا لا بد من نبوغ فطنتي في التكهن عن سبب هذا الانبساط ( آه لربما ومن خلال هويتي عرف اني عضو هيئة تدريسية في جامعة حكومية مرموقة أو انه لربما يعرف احدى اقاربي العرفاء او الجنود الاغرار من ابناء عشيرتي وكنت وبلا شك سأدعي انه بن عمي او ابن خالتي او جاري العزيز) وما ان وجب لنبوغي التوقف بسبب منوالته الوثائق لي ( رخصتي، رخصة السيارة، هويتي المدنية، هوية العمل) وقال مبتسما: امسك هاي كمان إلك، شكرته والحقت الشكر بالدعاء له ولكل جنود الوطن الساهر على خدمتنا وخدمة الوطن الذي نحب....وأنا جلست خلف مقودي واشعلت الضوء لأعيد كل واحدة من الوثائق الى مكانها....وورقة وردية اللون لا مكان لها في محفظتي لأصنف لها مكانا هناك ...قرأت الورقة تلك وإذ بها مخالفة سير وأما مبلغ المخالفة فهو 36 دينارا .....دورت محرك سيارتي وأشعلت سيجارة وتـمــتـمــت ....لا داعي بأن اخبركم بما تمتمت به. ....إلا أنني سأخبرك بما توصلت اليه من استنتاجات مهمة مفادها  أن اليابانيين والصينيين والكوريين ومن سبقهم من المان وامريكان... جميعهم ينتمون الى( مجموعة التصنيع الغبي) فقد كان الأجدر بهؤلاء أن يدرسوا الاسواق بداية قبل اغراقها بمنتجاتهم ليعرفوا حقيقة الاسواق وحقيقة المجتمع المستهلك ...حاجاته، أذواقه، رغباته، اقتصاده، قانونه ...الخ، ومن ثم يقوموا بتصنيع منتجات تتناسب مع ما ذكر، وعليه كانوا سيدركون ومن دون أدنى شك أن الغيار الرباع والخامس لا فائدة منهما بتاتا، فلو كانت سيارتنا من دونهما (الرابع والخامس) لكانت اسعار السيارات أرخص من دون هذه الاضافات التي لا تزيد ولا تقلل من فاعلية السيارات لدينا، وأنه بسبب عدم استخدام الرابع والخامس تصدأ المسننات الخاصة بهما والتي تؤدي الى خراب الغيار بالكامل وتؤدي الى استنزاف في ميزانياتنا من دون سبب مقنع او حاجة تذكر.
والبقية تأتي
 
 
د. علي خالد طوالبة
الاردن   
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة