قرأت هذا المقال في جريدة المدينة السعودية أتراها هذه الفرصة ستأتي ثانية؟ أجل.. ثانية، وثالثة، ورابعة... وكل رمضان يحمل للمدخنين فرصًا أخرى للفكاك من هذه العادة الخبيثة، وعادات أخرى كالبطنة، وزيادة الشحوم وغيرها ممّا ليس هو موضع نقاشنا الآن.. إنما الذي سنحصر اهتمامنا به فقط هو تلك اللفافة الصغيرة في حجمها، الخطيرة في مفعولها، والتي لا تتردد في كل عام، بل في كل لحظة من حصد الأرواح بلا هوادة، ولا ارتياح. ما أروعك يا رمضان، وأنت تصد جبروتها عند المدخنين، وتوقف زحفها نحو صدور المدمنين، وما أروعك أيّها المسلم، وأنت تختار مناسبة كريمة كهذه لتطلّق ثلاثًا لفافة تبغ كهذه اللعينة. دعك من الصور الطبية التي تريك أحشاءك، وقد صبغها النكوتين والقطران بالسواد، وقطع أوصالها، ودعك من الإحصائيات التي تواجهك بأرقام عن الذي تغص بهم المشافي، وتختنق بهم القبور، ولا تأبه بكل الأبحاث العلمية والدراسات الاجتماعية، وما قيل وما يُقال عن أضرار التدخين، دع كل هذا جانبًا وأنت تشعر بالهواء النقيّ يتسلل إلى رئتيك بعد ساعات طوال بلا سيجارة، وحاسة الذوق التي تتناول بها أطباقك، أتناولت طعامًا مثل هذا من قبل؟ أتراك تلذذت بشراب كما يحصل الآن، هل أخبرك المقرّبون بأن رائحة ثيابك لم تعد تلك الكريهة، وهواء سيارتك أتراه أصبح أطيب وأشهى عبيرًا.. و... و... كل شيء قد تغيّر.. أليس كذلك؟ إذًا ماذا تنتظر؟!! قدوم الطبيب ليخبرك بأن حياتك قد باتت كلها على المحك، وأنك في أية لحظة قد تودّع أولادك وإخوتك، وكل مَن أحببتهم وسعدت بلقائهم، أتراها هذه السيجارة تستحق أكثر ممّا يستحقون؟ أتترك كل هذا من أجل لفافة قذرة حقيرة؟ ليكن هذا عزيزي المسلم أول رمضان بلا دخان. ارمها خارجًا ولا تتردد.. وكل رمضان وأنت بعيد عن الدخان. |