| وتعود الأيام ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
رأي الوراق :
وتعود أيام الوراق كما في السابق إن شاء الله , وهاهم فرسان الوراق الكُتاب الكبار يستعيدون مواقعهم القتالية ناثرين إبداعاتهم لمريدي هذا الموقع الذي سكننا , , , أما قبلاتك أستاذ أحمد فقد وصلت للأستاذ زهير , وأما لقاءنا ( المختصر ) فقد ندمت لأنه لم يتكرر فقد كنتُ ( ملبوشاً ) و ( مكركباً ) , فاعذرني واعذرني واعذرني يا أخي . وأما الكبة يا دكتور يحيى فقد ذكرتني بمطعم كان قرب البريد , وكُنا أيام الدراسة بجامعة حلب نأكل فيه الكبة الصاجية التي أحبها كثيراً , وكان معظم زبائنه من الطلاب , وأذكر مرةً أنني ذهبت إلى هذا المطعم وحيداً , وبعد أن فرغت من وجبته الشهية وجدتُ نفسي قد نسيتُ أن أحمل معي مالاً , وتلفت يمينا وشمالا , فلم أجد أحداً أعرفه , وكنتُ في ذلك الوقت خجولاً جداً , فتقدمتُ من صاحب المطعم , وكان رجلاً وقوراً بالعقد السادس من العمر , وقلتُ له وأنا أتعرق من الخجل : لقد نسيتُ النقود في البيت هذه بطاقتي الجامعية وهذه هويتي احتفظ بهما بينما أذهب لبيتي وأحضر النقود ! وأجابني بسرعة : لا يابني أنت اليوم ضيفي ولا تحضر شيئاً , وازداد خجلي عندما أحضرتُ له النقود فأصر على عدم أخذها لأنني كنتُ ضيفه . قرأتُ ذكرياتك أستاذنا عبد الرؤوف , وقد أعدتني بالذاكرة أيضاً لأيام الجامعة , ففي أحد الأيام مررتُ قرب بيتي ببائع وضع البطيخ على الأرض ( في شارع النيل بمدينة حلب ) وكان ينادي : ( عالمكسر يابطيخ ) , فكان يفتح طرف البطيخة بسكينه الحادة قبل بيعها , فوقفت لأتفرج عليه , وتعجبتُ لأن بطيخه كله كان أحمراً , فقلتُ له اعطني بطيخة دون أن تفتحها , لكنه أصر على فتح البطيخة , واختار البطيخة بنفسه ولكن حين فتحها كانت بيضاء , فرماها واختار أخرى وفتحها فكانت بيضاء أيضاً فرماها أيضاً , فقلتُ له لم أعد أريد بطيخاً , لكنه أصر غاضباً على اختيار بطيخة ثالثة , وخفتُ أن يشتد غضبه ومعه سكيناً قاطعةً , فاختار بطيخةً أخرى وكل المشترين وقفوا ليروا النتيجة ففتح البطيخة الثالثة وكانت بيضاء أيضاً , وهنا انسحبت مسرعاً محتفظاً بحياتي , وزاهداً بالبطيخ . | *محمد هشام | 30 - يوليو - 2009 |
| بطيخ أبيض أبيض ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
(أبو محمود) واحدٌ من أصحاب الدكاكين الصغيرة والقليلة، الواقعة على كتف نهر العاصي المبارك في حيِّنا. وهو رجلٌ طريفٌ في كلّ شيء: * في كلامهِ المميز بلثغته، التي يُحوّل الراء فيها ياءً، وبألفاظه التي لا يتحرّج أن يُفحش فيها أبداً، * وفي (قنبازِه) القديم، بفتحته الجانبية، المتشبع برائحة السمن والزيوت و(المازوط)، لدرجة أنك لا تعرف لونه الأساس، و(بزنّاره) الجلدي العريض، ذي (الطسّة) الفضية، و(نِقابهِ) المنقوش بالخيط الأسود.. * وفي روحه المرحة، وحبّ جيرانه لممازحته، دون أن يزعل منه أحد، أو يزعل هو من أحد.. * وفي دكانه الفارغة من كل شيء، إلاّ من لونها الأسود لظلمتها.. في أيام البطيخ (الجبسي) كان يفرغ سيارة على باب دكانه، منتظراً زبائنه المعدودين أن يأتوا لشراء حصصهم من هذا الجبسي، ومن (مزحة) طريفة يبدؤها الزبون عادة، ويختمها (أبو محمود) بشيء من كلامه الفاحش. جاءه (أبو مرعي) مرة لشراء البطيخ، فاشترطَ عليه شرطاً غريباً؛ مفادُه أن يشقّ البطيخة، فيضع الحمراء في الميزان، ويرمي البيضاء في نهر العاصي المجاور.. وكان أبو مرعي خبيراً في الانتقاء بطريقة عجيبة، لكثرة ما عمل في مشاتل البطيخ وحقوله، فكانَ يعرفُ البطيخة بالنظر!! وقفَ أبو مرعي ينظر إلى كوم البطيح، ثم يُشيرُ إلى واحدة منه بأصبعه: ـ هاتِ هذه البطيخة يا أبا محمود شقّ أبو محمود البطيخة، فإذا هي بيضاء ووفقاً للشرط الأول؛ رماها في النهر. ـ أعطني تلك البطيخة يا أبا محمود شقّ أبو محمود البطيخة، فكانت بيضاء.. فرماها في النهر.. ـ شُقّ لي هذه البطيخة يا أبا محمود.. وكانت الثالثة بيضاء.. انتبه (أبو محمود) إلى أن (أبا مرعي) كان ينتقي البطيخة البيضاء قصداً.. فما كان منه إلاّ أن صاح: ـ أتنتقي البطيخ الأبيض يا.... وأشبعه بكلامه المقذع، وأبو مرعي يضحك بملء فيه، تحت نظر الجيران الذين اجتمعوا لمشاهدة الاثنين.. متعجبين من قدرة أبي مرعي الفائقة على انتقاء البطيخ، وضاحكين لموقف أبي محمود وكلامه.. [يرجى من المشرفين حذف مداخلتي الناقصة السابقة، وإحلال هذه المداخلة محلها] مع خالص الشكر والمحبة | *عمر خلوف | 30 - يوليو - 2009 |
| ثلوج دمشق ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
رأي الوراق :
عندما ينزل الثلج في شتاء دمشق يبدأ عيد ولا كل الأعياد، ربما لا أبالغ في وصفه بالعيد من كثرة فرح الناس به، وأهم ما كان يميز يوم الثلج هو (ساحات القتال الثلجية) على أسطح المنازل وفي الطرقات وغيرها.
في الحارة التي أسكن فيها أربعة بيوت متجاورة لأقربائنا ومنها بيتنا، كانت البيوت على مستوى واحد تقريباً من الارتفاع، وذلك قبل أن يتطاول البعض في البنيان قليلاً بوصفه حلاً لأزمة السكن، وعندما يأتي يوم الثلج تفتح المعركة أبوابها على هذه الأسطح وما يجاورها.
مدينة الرياض وغيرها من المدن الصحراوية تفتقد هذه النعمة وهذا الجمال، وأحياناً يسألني بعض الزملاء عن الثلج كونهم لم يروه في حياتهم، فتمر في مخيلتي ساحات القتال التي انتهت ليس بسفري فقط بل بعوامل عديدة.
مرة أصيب ابن عمتي بقذيفة ثلجية أصابته إصابة مباشرة في وجهه، واستقر جزء من الثلج ما بين عينيه ونظارته، كان منظراً طريفاً جداً، لكن الأجمل من كل ذلك أن هذه الأمور تمر بمحبة وسرور حتى ممن ينال نصيبه من الضرب. | *أحمد عزو | 31 - يوليو - 2009 |