| العلم والإيمان ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
((ولايسع العقل العلمي اليوم الا أن يومن بأن الاسراء والمعراج يمكن أن يكون بدنا وروحا ...) تحية طيبة وبعد : تناول حادثة الإسراء بقراءة علمية تنبثق من مفاهيم العلم الطبيعي ربما تؤدي إلى إنكار أن الإسراء بالروح والجسم أمر ممكن . فجسم النبي (ص) جسم مادي بطبيعة الحال ، ويلزمه ؛ وفقا لقوانين نظرية النسبية مثلا ، أن يصبح حجمه مساويا للاشيء ، وكتلته لانهائية إذا انطلق بسرعة مساوية لسرعة الضوء ، وهذا ما تنكره نظرية النسبية ذاتها ، فهي تقول بأنه لا يمكن لجسم مادي أن يسير بسرعة مساوية لسرعة الضوء . فأين محل التصديق بان الإسراء بالروح والجسم أمر ممكن في نظر العلم الطبيعي إذن؟! وأبعد من ذلك : العلم الطبيعي لا يسلم بوجود الله تعالى دون براهين علمية ، في الوقت الذي لا يمكنه إنكار وجوده بالبراهين التي من نفس النوع . أما الحقائق العلمية (وليست النظريات)التي عايشها الإنسان منذ أن خلقه الله على هذه الأرض ‘ فهي ما يمكن اعتبارها من دعائم الإيمان بالله سبحانه وبرسله وباليوم الآخر ؛ وعليه ، يمكننا القول بأن الإيمان بالله ينتهي بنا إلى الإيمان بما أنزل من كتاب ذكر فيه أنه أسرى بعبده ليلا ، ولا يشترط في صدق الإيمان معرفة الكيفية التي تمت بها حادثة الإسراء . فالإيمان حالة وجدانية نورانية تتم بعون من الله وهداية ، ويبقى الإذعان والخضوع لما يطلبه الله ورسوله منا دون جدال ومماحكة ، بل برضى وقبول واستحسان ، هو المحك الذي يميز الإيمان الحقيقي من الإيمان الذي تشوبه شوائب الشك والاعتراض . وييقى ، كذلك ، الجانب السلوكي الذي غايته التقرب إلى الله جل وتعالى بالعبودية مع نبذ الإخلاد إلى الأرض والتعلق بالدنيا دون ضابط ، هو ما يبتغيه المؤمن الحق ، سواء عرف كيفية حدوث المعجزات أو لم يعرف . وهذا ما فهمته من خاتمة مشاركة الأستاذ المراكشي ، جزاه الله خيرا . واخيرا : من المحتمل ان العديد من العلوم التي تنضوي تحت عنوان ( الباراسيكولوجي ) تصدق بالخوارق ، ولكنها لا تعزوها إلى أسباب مادية على حد معرفتي ، هذا ، والله اعلم . | *ياسين الشيخ سليمان | 1 - أغسطس - 2009 |
| رأيي في الحادثة.. ( من قبل 6 أعضاء ) قيّم
الذين صعِدوا إلى القمر رأيناهم يدخلون كبسولة صممت من عقل بشري قاصر ! فأين الغرابة ؟ ولمَ النقاش مع حادثة الإسراء والمعراج مع أعظم مخلوق صنعه الخالق، صلى الله عليه وسلم، ثم أليست الحادثة معجزة تعجز العلم ، وتحير العقول البشرية العلمية! إن الذي صنع الظلمات الثلاث ومنها الرحم....لقادر، سبحانه، أن يهيىء ملكه لهذه الحادثة. وكيف صلى في الأنبياء إماماً؟ فإنه وإخوانه ، عليهم صلوات الله وسلامه، أحياء قد حرّم على الأرض أن تأكل أجسادهم.... آن أن نسأل الأستاذ ياسين: نريد رأيك في الحادثة : روح فقط؟ أم روح وجسد؟ وشكراً. تحياتي إلى شيخي ، د.يحيى ، لا يستغرب ( بمعنى لا ينكر ، وليس بمعنى لا يتعجب ) مؤمن بالله ورسوله أن يكون الله جل وعلا قد أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم ليلا من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى ؛ سواء تأكدت لديه معرفة كيفية الإسراء أو لم تتأكد . ويشبه هذا من يؤمن بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام وجد النار بردا وسلاما عليه لما ألقاه الكفار فيها ، وأن ذلك البرد وذلك السلام قد تما بأمر من الله سبحانه وتعالى . ولن يفيدنا البحث في الكيفية التي جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم في أن نتخذ تلك الكيفية دليلا على صدق آيات كتاب الله جل وعلا، ولا يشترط علينا معرفة الكيفية حتى نوصف بالمؤمنين ؛ ولكننا ، بصفتنا من المؤمنين بالله وبعظيم قدرته التي لا تحدها حدود ، نعلم تمام العلم بأن الله إذا شاء أن يغير طبيعة ما اعتدنا عليه من قوانين ، فلن يعجزه شيء أبدا . وكذلك إحياء سيدنا عيسى عليه السلام الموتى بإذن الله ، وقبل ذلك استحالة عصا سيدنا موسى عليه السلام إلى ثعبان مبين ، إلى غير تلك من الآيات الباهرة والمعجزات الخارقة . أما العلم الطبيعي ، ووفقا للنظريات العلمية التي صاغها علماء الفيزياء ، فليست لديه دلائل علمية يعتمدها ليتفق مع ما يؤمن به المؤمنون بالله ورسوله مما يتعلق بحادثة الإسراء ، لذا ، فإن من يطيب له الاستناد إلى النظريات العلمية معتبرا إياها دليلا على صدق النبي يقع في تناقض يمليه عليه العلم الطبيعي نفسه . ولم يكن أبو بكر الصديق (ر) ومئات الآلاف من المؤمنين بصدق النبي وأنه رسول الله ، من علماء الطبيعيات بحال ؛ وإنما كانوا من العلماء بالله يخشونه حق خشيته ، ويؤمنون إيمانا لا يتزعزع بصدق ما جاء به الرسول الأكرم عن ربه . حاصل القول إذن يعني أن الإيمان بالله تعالى لا يستند إلى النظريات العلمية ؛ ولكنه يمكن أن يستند إلى الحقائق العلمية ، وأن معرفة الكيفيات ليست هي الدليل على الإيمان بوقوع الخوارق والمعجزات . ولكي أكون منصفا في نظر نفسي تماما أقول : إن معرفة الكيفية ، إن كانت هناك سبيل إلى معرفتها ، يمكن أن تؤدي إلى درجة من الإيمان ( على اعتبار أن للإيمان درجات) عند بعض الناس من الذين آمنوا عظيمة . قال شيخي ، د. يحيى ، حفظه الله : " ولم النقاش مع حادثة الإسراء والمعراج ..." ، وعليه ، بعون الله ، أجيب : إن كنتُ قد أحسنتُ فهم ما قلته يا شيخي في مشاركاتك القيمة ، فقد جعلني ما طالعته في بعضها أهتم بالرد عليه ، وهو ما يتعلق بموضوع : إن من لا يؤمن بأن الإسراء تم بالروح والجسم يكون مكذبا بالقرءان ... وهذا ما دعاني للدخول في مناقشة هذا القول لأبين أن فيه من المغالاة مافيه . بقي علي إجابة سؤال شيخي : " نريد رأيك في الحادثة..." ، فأقول : أجيبك إن أجبتني عن الروح ما هي ، وعن كلمة النفس ماذا تعني ، وهل يجوز لنا أن نسأل من الأصل : هل كان الإسراء بالروح أم بالروح والجسد ، وهل لهذا السؤال من مسوغ؟! وهل الخلاف فيه واجب شرعي نحتاجه؟! وهل ما روي عن أمنا عائشة رضي الله عنها مؤكد ، ويعني أن جسم النبي صلى الله عليه وسلم لبث في الفراش لم يغادر؟ ، وهل هناك من دليل قاطع يدل على كيفية واقعة الإسراء كيف كانت؟ وهل جهلنا بكيفية حادثة الإسراء يغمز في صدق إيماننا بحدوثها ؟ وهل.... فإذا أجبتني إجابات قاطعة لا تحتمل التأويل ، أجبتك بإجابة قاطعة مثلها لا تحتمل التأويل أيضا ، وشكرا . | *ياسين الشيخ سليمان | 2 - أغسطس - 2009 |
| النفس والروح ، والجسد والجسم ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
النفس = روح + جسم ( متولي الشعراوي ). إذا كانت النفس = الروح + الجسم بهذه الطريقة الرياضية السهلة من الدرجة الأولى في السهولة، فليجبنا ؛ متفضلا علينا ، أحد من المهتمين بهذا الموضوع : من الذي يأمر بالسوء : الروح أم الجسم؟! على اعتبار أن النفس كثيرا ما تأمر بالسوء . وهل وردت في القرءان الكريم آية واحدة تبين أن الروح( في استعمالاتها المتعددة المعاني ) لها علاقة بالسوء ولو من بعيد؟! وهل الجسم هو الفاعل دون أن تكون من ورائه أهواء ورغبات وعواطف وعقل وقلب..؟! فإذا كانت العواطف والعقول والأهواء هي الروح في عرف واحد منا، فإنه يكون قد عرف الروح ما هي ، وهذا محال ، ويتعارض مع الإيمان بأن الروح من أمر الله وحده جل وعلا . أما المرحوم فضيلة الشيخ الشعراوي ، إن كان قال إن النفس تتكون من الروح ومن الجسم ، فما أظنه إلا وقد قصد إلى أن الروح سبب حياة الأبدان كما هو سائر بين الناس . وبما أننا نعلم أن الروح من أمر الله تعالى وحده ، فإننا لا يمكننا الحديث عنها وكأننا نعلمها أو نعلم شيئا من متعلقاتها . فالذي اخترع السؤال : هل كان الإسراء بالروح أم بالروح والجسد؟ لم يكن مصيبا في اختراعه إن ابتغينا الدقة في المعنى . وكذلك كلمة الجسد . فالمطالع آيات الكتاب المبين يتبين له أن هناك فرقا واضحا في المعنى بين الجسد والجسم ، ويجد أن الجسد ما لا حياة فيه ، وان الجسم ما كانت فيه أسباب الحياة . فكلمة الجسد في السؤال : هل كان الإسراء بالروح أم بالروح والجسد ، ليست في المكان الصائب أيضا من جهة المعنى . وإذا كان الذي ابتدع السؤال قد خطر له أن من متعلقات الروح الحياة نفسها ، فليس بيننا من يظن أن الإسراء تم والنبي (ص) ميت . وعلى أية حال ، فإن التساؤلات التي طرحتها في خاتمة مشاركتي السابقة قصدت من ورائها إلى أن القطع بجواب مؤكد الصحة بما يتعلق بموضوعنا وان غيره من الأجوبة مؤكد الخطأ ، أمر ليس بمقدور أحد إلا أن يكون الله تعالى قد وهبه من العلم ما لم يهب سواه. فإذا كان هذا الموهوب موجودا ، فليتكرم علينا ويرحنا من عناء الاختلاف في موضوع الكيفية التي كانت عليها واقعة الإسراء ، وليرحنا من الاختلاف في كل القضايا المشابهة ، والتي يصعب حصرها . أما أن نصم من يخالف ما نحن عليه من فهم لقضية تحتمل التأويل بوصمة التكذيب بالدين ، فهذا غير جائز على الإطلاق . وإن التحمس لرأي معين لا يجوز أن يفضي بنا إلى ما يقف سدا مانعا دون حرية التفكير أبدا.. ولن نكون مثل أولئك الذين قيل عن أحدهم أنه قال : " كل آية أو حديث تخالف ما قرره علماء مذهبنا فهي إما مؤولة أو منسوخة" ، أو الذي قال : من حلف على أن جميع ما في موطا مالك من الأحاديث صحيح لا يحنث ، أما من حلف على ان جميع ما في البخاري ومسلم من الأحاديث صحيح فإنه يحنث في يمينه( انظر كتاب : مالا يجوز فيه الخلاف بين المسلمين للشيخ عبد الجليل عيسى أبو النصر.، ص : 70 ، 71) ولنفترض ، جدلا ، أن من يذهب إلى أن إسراء الله سبحانه بعبده محمد (ص) كان بروح النبي وحدها يكون كافرا ، فمالنا وماله؟! هل نحمل أوزاره يوم القيامة ، أم إن كل نفس بما كسبت رهينة؟! اللهم تلطف بنا بعفوك عنا وغفرانك لنا | *ياسين الشيخ سليمان | 4 - أغسطس - 2009 |
| روح فقط ( من قبل 4 أعضاء ) قيّم
الأستاذ ياسين ... د يحيى : كم هي رائعة مداخلاتكما التي تدخل يستمتع بها العقل .. العقل والقلب , , , كتب الفلاسفة الكثير حول موضوع الروح والجسد , وتناولت الأديان هذا الموضوع , وكتب الكثيرون حوله هل هما الجسد والروح معاً , أم أنه جسدٌ بلا إضافاتٍ غير مرئيةٍ , أم أنها روحٌ فقط ! كتب الفيلسوف البريطاني ( بلفور ) نافياً وجود الروح فقال : إن كان للروح طبيعة لاتشبه المادة في شيء , فلايمكنها عندئذٍ أن تسكن الجسد المختلف عنها كلياً , وإن كانت للروح صفات مادية فهي جزءٌ من المادة ... والخلاصة عنده أن الجسد وحده هو الموجود , , , وقد رد على هذا الفيلسوف الكاتب الكبير عباس محمود العقاد , وكان ملخص رده الآتي : إن مايُمثل الروح علمياً هو : ( الطاقة ) , وما يمثل الجسد علمياً هو : ( الكثافة ) , فلنتصور جداراً خيالياً طوله عشرين كيلومتراً وعرضه عشرة كيلومترات , وسماكته مئة متر , ومصنوع من الفولاذ ... هذا الجدار يمثل الكثافة تمثيلاً حقيقياً ولنفرض بالمقابل أن رياحاً سرعتها مئة ألف كيلومترٍ بالساعة ( وهذا تمثيلٌ للطاقة ) , فإن هبت هذه الرياح على هذا الجدار فإنه سيطير كالريشة في مهب الريح , فإذاً الطاقة ( الروح ) هي الموجودة فعلاً , , , ولأن الفولاذ هو الممثل الحقيقي للكثافة فلننظر له بمجهرٍ له نرى الفراغات تملؤ هذه الكثافة , فإن نظرنا بمجهرٍ أقوى تتلاشى الكثافة كلياً , وإن نظرنا بمجهرٍ أقوى عندها لا نرى سوى الإلكترونات تدور حول الذرات , فلا وجود سوى للحركة , للطاقة , للروح ... فإن كان الموجود هو أحدهما فقط الروح أو الجسد , فلا شك أن الروح هي الموجودة , وصدق من قال : لو ألغينا الفراغات جميعها لوضعنا العالم كله بجباله ووديانه وبحاره ومخلوقاته بربع كأسٍ صغير !! | *محمد هشام | 4 - أغسطس - 2009 |
| تعليق لطيف كن أول من يقيّم
حياك الله أستاذ محمد ، وحيا روحك الظريفة الشفيفة ، ولك الشكر على تعليقاتك اللطيفة ، ذكرتني ؛ مشكورا ، بمطالعاتي مؤلفات الأستاذ الأديب والمفكر الكبير عباس العقاد ، وأنا في سني العشرينات ، حيث كانت كتابه : " الله جل جلاله " أول ما طالعته عيناي من كتبه ، وأذكر أنني يومها أعجبت بالعقاد إعجابا يفوق الوصف ، وأخذت أبث إعجابي به بين أقراني . والسبب في إعجابي به أنني كنت أظن حينها أن المفكرين الأجانب أطول باعا في مسائل الفكر المتعددة من المفكرين العرب والمسلمين ، مع عدم اطمئناني إلى صفاء نياتهم تجاه أمة العرب والإسلام، فإذا بي أجد نفسي بعيدا عن الصواب في ظني بطول الباع الأجنبي لما قرأت بعض مؤلفات العقاد العربي المسلم ، وقرأت بعدها لغيره من مفكري العرب والمسلمين ، وبعد برهة غير طويلة طالعت أن سيد قطب نفسه كان للعقاد دور كبير في توجهه الفكري الإسلامي . أما بلفور ، فليس غريبا أن تكون روحه مادية كما هو جسمه ، وهو الذي فعل ما فعل بأهل فلسطين من أفاعيل ! وليتك أستاذ محمد ذكرت المرجع الذي رجعت إليه لتعلمنا ما قاله العقاد ردا على بلفور ، فنحن لم نطالع كل ما ألفه العقاد من كتب وما كتبه من مقالات ، ولعل في الاطلاع علي ذلك المرجع فائدة كبيرة لمن يطلع عليه. إن تمثيل الروح بالطاقة ، والجسم بالكثافة ، من أجل تقريب مفهوم الفرق بين الروح والمادة تقريبا علميا ، وأن الروح لا شك في وجودها ، بل إنها هي أساس الوجود ، لهو تمثيل معقول ، خاصة في الزمن الذي عاش فيه العقاد . واليوم ، واعتمادا على ما أحرزته علوم الفيزياء من تقدم خلال القرن العشرين الماضي ، فإن النظريات العلمية التي بحثت في حالة كل من المادة والطاقة ، أنبأت بأن هناك من وراء تصرفات الجسيمات التي دون الذرة في حجمها ما يؤكد أن لمادة الكون ارتباطا وثيقا مع عالم الروح (على اعتبار أن كل ما هو غير مادي يكون روحانيا في عرف الكثير من الناس) . وتبقى الآية الكريمة من سورة الإسراء : " ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " آية بينة الدلالة على أن الروح لا يعلم ماهيتها إلا الله تعالى ، وأن ماهية الطاقة كما يعرفها العلم الطبيعي، ربما ليست ذات علاقة ، ولو من بعيد ، بماهية الروح على الإطلاق . لمن يرغب في مطالعة نظريات الفيزياء الحديثة وتسلسلها وتطورها يمكنه تحقيق رغبته أو بعضا منها بالاطلاع على ما في الرابط التالي : | *ياسين الشيخ سليمان | 6 - أغسطس - 2009 |