البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........    قيّم
التقييم :
( من قبل 17 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
20 - يوليو - 2009
الإسراء والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً
عبدُه ورسولُه من بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الامانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى كلِّ رسولٍ أرْسَلَه.
أما بعدُ، عبادَ اللهِ فأوصيكم ونفسيَ بتقوى الله العليّ العظيم. يقولُ اللهُ تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (سورة الإسراء/1).
الإسراء والمعراج
إخوةَ الإيمان، إن الإسراء والمعراج من معجزاتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
أما الإسراء فثبَتَ بنصِّ القرآنِ والحديثِ الصحيحِ، فيجبُ الإيمانُ بأنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَسرى الله بهِ ليلاً من مكَّةَ إلى المسجدِ الأقصى.
وقد جاء في تفسيرِ الآيةِ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} السَّبْحُ في اللُّغَةِ التَّباعُدُ ومعنى سَبِّح اللهَ تعالى؛ أي بَعِّدْهُ ونزِّهْهُ عمّا لا ينبغي.
وقوله {بِعَبْدِهِ} أي بمحمَّد
ونِسبةُ النبيِّ الى ربِّه بوصفِ العبوديّة غايةُ الشَرفِ للرسولِ لأنَّ عِبَادَ اللهِ كثير، فَلِمَ خَصَّهُ في هذهِ الآيةِ بالذكّرِ؟ ذلك لتخصيصهِ بالشَّرفِ الأعظم.
وقولُهُ تعالى {لَيْلاً} إنَما قال {لَيْلاً} مع أنَّ الإسراء لا يكونُ إلا في الليل؛ لأنه أراد به تأكيد تقليلِ مدةِ الإسراءِ فإنَّهُ أُسريَ بهِ في بعضِ الليلِ من مكةَ إلى الشام.
وقولُهُ تعالى {مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} إنّما سُمّيَ المسجدَ الحرامَ لحُرمَتِهِ؛ أي لشَرَفِهِ على سائرِ المساجدِ؛ لأنَّه خُصَّ بأحكامٍ ليسَتْ لغيره.
والمسجدُ الأقصى إنما سُمِّيَ بذلكَ لبُعْدِ المسافةِ بينَهُ وبينَ المسجدِ الحرامِ.
وقولُهُ تعالى {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} قيلَ: لأنّه مَقَرُّ الأنبياءِ ومَهبِطُ الملائكةِ، لذلكَ قالَ إبراهيمُ عليهِ السلام {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}؛ أي إلى حيثُ وجَّهنِي ربِّي أي إلى بَرِّ الشامِ لأنهُ عَرَفَ بتعريفِ اللهِ إياه أنَّ الشامَ مَهْبِطُ الرَّحماتِ وأنَّ أكثرَ الوحْيِ يكونُ بالشامِ وأنَّ أكثرَ الأنبياءِ كانُوا بها.
قال تعالى {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}؛ أي ما رأى تلكَ الليلةَ من العجائبِ والآياتِ التي تَدُلُّ على قدرةِ الله.
الإسراء والمعراج
إخوة الإيمان، لقد أجمعَ أهلُ الحقِّ على أنَّ الإسراء كان بالروحِ والجَسَدِ وفي اليقظةِ ومن أنكرهُ فقد كذّبَ القرآن.
وقد كانت تلكَ المعجزةُ العظيمةُ في السنةِ الخامِسَةِ قبلَ الهجرةِ فقد جاءَهُ جبريلُ ليلاً إلى مكَّةَ وهو نائمٌ ففتَحَ سَقْفَ بيتِهِ ولم يهبِطْ عليهِم لا ترابٌ ولا حجرٌ ولا شيءٌ وكان النبيُّ حينَها في بيتِ بنتِ عمّه أمّ هانىءٍ بنتِ أبي طالبٍ أختِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ في حيّ اسمه أجياد، كان هو وعَمّه حمزةُ وجعفرُ بنُ أبي طالب نائمين والرسولُ كانَ نائماً بينهما فأيقظَهُ جبريلُ ثم أركبَهُ على البُراقِ خلفَهُ وانطلقَ بهِ والبُراق دابةٌ من دوابِّ الجنّةِ وهو أبيض طويلٌ يضَعُ حافِرَهُ حيثُ يَصِلُ نظرُهُ ولما يأتي على ارتفاعٍ تطولُ رجلاهُ ولما يأتي على انخفاضٍ تقصُرُ رجلاه، وانطلقَ بهِ البُراقُ حتى وصلا عندَ الكعبةِ حيثُ شُقَّ صدرُه من غيرِ أن يُحِسَّ بألم ثم أُعيد كما كان وذلك بعد أن غُسِلَ قَلبه وملىء إيماناً وحكمة وكل هذا؛ إعداداً للأمر العظيم الذي يسقبله ثم انطلقا حتى وصلا إلى أرضِ المدينةِ فقالَ له جبريلُ " انزِل " فنزل فقالَ له "صلِّ ركعتينِ" فَصَلّى ركعتين، ثم انطلَقَ فوصَلَ بهِ الى بَلَدٍ اسمُها مَدْيَن وهي بلدُ نبيِ اللهِ شُعَيب فقال له انزِل فَصَلِّ ركعتينِ ففعَلَ ثم مثل ذلِكَ فَعَلَ في بيتِ لحمٍ حيث وُلِدَ عيسَى ابنُ مريمَ عليهِ السلام.
ثم أتى بيتَ المقدِسِ فربَطَ البُراقَ بالحَلَقَةِ التي يَرْبِطُ بها الأنبياءُ ثم دخلَ المسجدَ الأقصى فصلَّى فيهِ ركعتين.
وصلّى بالأنبياء إماماً، الله جمَعَهم له هُناك كلّهم؛ تشريفاً له، ولما خرج جاءهُ جبريلُ عليه السلام بإناءٍ من خمرِ الجنةِ لا يُسكِرُ وإناءٍ من لبَنٍ فاختَارَ النبيُ اللبنَ فقال لهُ جبريل "اخترتَ الفِطرةَ "؛ أي تمسَّكْتَ بالدين.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
القديم والجديد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
أشكر أخي وأستاذي العزيز عبد الحفيظ شكرا جزيلا على ما أفيده من مشاركاته الذكية العظيمة الفائدة ، وشكرا جزيلا له أيضا على صورتي المحاطة بالنجوم الخفاقة المتلألئة بالحب ؛ راجيا أن أستحق أصغر نجمة من تلك النجوم الجميلة . هذه الصورة ، يمكن أن يتوهم الذي يشاهدها أول مرة ، ولم يسبق له أن طالع أسلوبي المتواضع في الكتابة  ، أنني أنا الذي كتبت المقالة العميقة الغور في أهدافها ومعانيها ، والتي تلي الصورة مباشرة ، قبل ان يطالع نهاية المقالة ، الدالة على مصدرها. والمقالة جاءت بما يفيد فائدة ملموسة في موضوع تأويل النصوص ، وفي الخلاف الفكري الأبدي حولها ، فلكاتبها ولناقلها جزيل الشكر والعرفان بالجميل ، هذا ، وإني لأرجو أن تكون هذه المقالة التي تفضلتم بإطلاعنا عليها يا أستاذنا عبد الحفيظ ، مدعاة إلى النقاش الحر ، والبعيد عن التعصب المذهبي أو الفقهي ، بل والتعصب العقائدي أيضا .
وما دمنا جميعنا ذوي نوايا حسنة إن شاء الله ( لا أظن أن من بيننا حنفي متعصب من الذين شككوا ، في ماضي الزمان ، في إيمان من يقول : أنا مؤمن إن شاء الله) فلن نتبع التأويل المغرض الرامي إلى زرع الفتنة ، فإنما هو زيغ وليس خطأ ، كما ورد في المقالة .
وعلى ذكر الاختلاف في الرأي أقول : من منا لم يختلف حتى مع نفسه في آرائه السابقة ، وربما يظل يختلف معها في آرائه اللاحقة حتى يتوفاه الله ويريحه! ويذكرني هذا بما طالعته في مجالس الوراق  من مشاركة لأستاذنا زهير ظاظا قال فيها بالنص :
"... ثم إن جودت سعيد في إحدى زوايا شخصيته ظاهرة خطيرة يجب أن لا ندعها تمر هكذا، وهي موضوع (جودت سعيد القديم وجودت سعيد الجديد) و(سعيد النورسي القديم وسعيد النورسي الجديد) و(رشيد رضا القديم ورشيد رضا الجديد) وهكذا فإن معظم النابغين يمرون في مراحل تتفاوت في الانسلاخ والتجدد. وأذكر هنا أنني في أول مرة التقيت فيها جودت شكوت له ما أعاني من رسالة ابن عربي إلى الفخر الرازي، فقلت له أسالك يا أستاذ عما يؤرقني من هذه الرسالة، وهو قول ابن عربي مخاطبا الفخر الرازي: (بلغني أنك كنت في مجلس مع أصحابك فبكيت، فسئلت عن سبب بكائك فقلت مسألة كنت اعتقدتها من سنين والآن تبين لي بطلانها. فقيل لك: فمكانك مكان الشاكر على ما أظهر الله لك من الحق وليس الشاكي، فقلت: ما على هذا أبكي، وإنما أبكي على هذا الذي تبين لي أنه حق أن يصير باطلا بعد سنين) فقال لي: (هذا دليل الحياة وإذا كان ابن عربي يلوم الفخر الرازي على كلمته فابن عربي ميت والرازي هو الحي.)... وصراحة لم ترق لي كلمة جودت هذه، وكتمتها غصة في قلبي، ولكنني الآن أقول كما قال، بعد مضي (21) سنة على صدمتي بها. " أ.هـ
أمر الاختلاف إذن ، حتى اختلاف الواحد منا مع نفسه ، أمر ليس بعجيب او غريب ، بل إنه دليل على الحياة ، وعلى التجدد المستمر فيها ، لا على الركود المقيت الرهيب الذي لا طائل تحته سوى الجمود والتقليد . وهو دليل على نعمة الله تعالى علينا بأن وهبنا هذه الإمكانية الفكرية المتجددة ، التي لا بد أن توصلنا إلى معرفة شيء من حكمة الله سبحانه في خلقه ، وما طبعهم عليه من الشوق إلى البحث كل يوم عن علم جديد ، كل ذلك يضاف إلى ما هو اهم لمصلحة الإنسان واخطر ، ألا وهو التاكيد على قصور قدرة الإنسان مهما بلغ من العلم حيال بعض من قدرة خالقه التي لا تحد بحدود . وبهذا يكون الإنسان أكثر خبرة بخالقه واوسع علما .
يتبع...
*ياسين الشيخ سليمان
24 - يوليو - 2009
نادرة من نوادر النصوص    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
نادرة من نوادر النصوص
ومن نوادر النصوص التي يعدها أستاذنا زهير ظاظا فوائد فكرية جليلة أقتطف منها نادرة بعنوان : شكوى أبي حيان من رجال الدين في عصره ، ومما جاء فيها : قال أبو حيان التوحيدي في كتابه (البصائر والذخائر: نشرة الوراق ص 77):...  لا جرم اتسع الخرق على الراقع، واشتبه الأمر على المستبصر، وخاست بضائع العلماء، وعاد الأمر إلى الهزل المقوى بجد، والباطل المزين بحق، وذهب التقى، وسقط الورع، وهجر التورع والتحرج، وصار الجواب في كل مسألة دقت أو جلت، أو اتضحت أو أشكلت، لا أو نعم.
 كأنهم لا يعلمون أنهم لا يعلمون كل شيء، ولا يحيطون بكل شيء، وأن الدين مشروع على التسليم والتعظيم والعمل الصالح، واعتقاد ما عري من الرأي المنقوض والعقل المنقوص، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُجب في كل شيء، ولا أثار ما لم يكن مأموراً بإثارته، وأنه أمر بالكف والسكوت إلا فيما عم نفعه، وشملت عائدته، وأمنت عاقبته، بذلك بُعث، وعليه حُثَّ وحَث.
إلى الله عز وجل أشكو عصرنا وعلماءنا، وطالبي العلم منا، فإنه قد دب فيهم داء الحمية، واستولى عليهم فساد العصبية، حتى صار الغي متبوعاً، والرشد مقموعاً، والهوى معبوداً، والحق منبوذاً، كل يزخرف بالحيلة ولا ينُِصف، ويموه عليه بالخداع ولا يَعرف....إلخ " .أ.هـ
ولن اعلق على هذه النادرة التي اقتطفتها من نوادر النصوص في الوراق ؛ فهي تعبر عن نفسها بنفسها ، وعما لها من علاقة بموضوعنا .
يتبع...
*ياسين الشيخ سليمان
24 - يوليو - 2009
النزاع والشقاق ينتجان من التعصب والجهل    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
إنني ، ولعدة أيام ، أحاول كتابة موضوع يتعلق بالتكفير وأضراره البليغة ، التي أصابت أمة المسلمين بنكبات الفرقة والتفرق عبر تاريخها الطويل ، ووجدت خلال مطالعاتي أن للتكفير بسبب الاختلاف في الأفهام والآراء بين المؤمنين بالدين نصيب كبير . ولو نظر المختلفون إلى هذا الاختلاف على انه أمر طبيعي ، لما آلت أحوالهم إلى ما آلت إليه من الفرقة والشحناء . وأما الخلاف بمعنى النزاع والشقاق فلن يكون اختلاف الأفهام سببا لصنعه على الإطلاق ؛ وإنما السبب في النزاع والشقاق الجهل أو التعصب أو هما معا . كل ما قلته لتوي وجدت معناه في المقالة التي قدمها الأستاذ عبد الحفيظ واضحا .
والجهل دواؤه متيسر ، فبالعلم والتعلم شفاء ، وبالتفكر والتدبر دواء وأي دواء ، أما التعصب ، أعاذنا الله منه ، فيمكن أن يؤدي إلى حياة مريرة ، فيها من الكراهية والتباغض بين الناس ما فيها ، بل ويمكن أن يؤدي التعصب إلى الكفر والجحود . فالجاحد يكذب بالحق وهو يعلم انه الحق ، ولا يكذب به نتيجة عدم اقتناع به . وفي القرءان الكريم نقرأ من سورة الأنعام : " ...فإنهم لا يكذبونك ؛ ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون" ، وفيه أيضا من سورة الحجر : " ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ، لقالوا إنما سُكرت أبصارنا ، بل نحن قوم مسحورون " .
أتدري أيها الكريم القارئ مقالتي هذه أن الإمام الغزالي لم يقل بكفر أغلب النصارى في زمنه ، وانه عذر أبناء غير المسلمين الذين رباهم أهلوهم  على الاعتقاد منذ صباهم بأن محمدا كان كذابا ، فلم يحكم بكفرهم ! والغزالي رحمه الله وصفوه بحجة الإسلام ، ومنهم من عده مجددا للمائة الخامسة من الإسلام ، وكان من الإيمان المتين بالله ورسوله بمنزلة عظيمة ، بحيث لو قالوا له إن الجمل يطير ، لقال : إن الله على كل شيء قدير . ومع ذلك لم يجد إليه التعصب مسلكا يسلكه . وربما كان من أسباب انغلاق سبيل التعصب لدى الغزالي أنه هو  نفسه عانى من تكفير بعض الأشاعرة إياه دون وجه حق ، وانه هو نفسه ربما رأى في نفسه تسرعا في إطلاق  بعض الأحكام على غيره من مخالفيه في سابق أيامه ، خاصة من الفلاسفة المسلمين . ولمن يريد التفصيل ، عليه بكتاب الغزالي : " الفيصل في التفرقة بين الإسلام والزندقة " ، أو يمكنه الاطلاع على كتاب بعنوان : " ما لا يجوز الخلاف فيه بين المسلمين " للمرحوم الشيخ عبد الجليل عيسى ، ليجد في نهايته خلاصة كلام الإمام الغزالي في كتابه " الفيصل..الخ" .
يتبع...
*ياسين الشيخ سليمان
24 - يوليو - 2009
ليس في تبادل التهم إلا الضرر    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 ومما يؤسف له أشد الأسف أن تحفل الشبكة العنكبوتية بالنزاع والشقاق بين الفرق والجماعات المتعددة من المسلمين ، خاصة بين الشيعة والسنة ، وكأن ماضينا المؤلم لم نتعظ من مجرياته بأية موعظة ، ولم نستخلص من أحداثه العبرة تلو العبرة ، وكأن جماعات المسلمين جاءت كل جماعة من كوكب آخر . وحتى في الجماعة الواحدة يبيض النزاع ويفرخ ، وينمو ويتكاثر ، لنكون دائما في واد ، وتكون الأمم من غيرنا في واد آخر ؛ واد كان غير ذي زرع ، فإذا به ، باستعمار الأرض واجتناء ما أودع الله تعالى فيها من رزق لا ينضب  ، يموج بالزرع والضرع ، وإذا به يعج بالقوة والمنعة ، وإذا بصاحبه يختال علينا بالسيادة والجبروت ، وإذا به إن يمنعنا رغيف العيش نمت جوعا! أما وادينا نحن ، فما أجف عيونه ! وما أيبس أغصانه! أزهاره بعد إيناعها صوحت! ، وجنباته بعد اخضرارها أقفرت !، وبقاعه غدت موئلا للسراب من دون بقاع عباد الله أو عبيده! ثم ، ومع كل ذلك بغض وكره متبادلان! ، وشماتة متبادلة ما بعدها شماتة !، ونزاع وشقاق ليس بعدهما نزاع وشقاق!!  فهل ديننا سبب كوارثنا ! حاشا وكلا ، وهل اختلافاتنا الفكرية هي السبب! كلا بالطبع ، بل إن العاقل المؤمن بالله إيمانا صادقا يجب أن لا يضيره حتى كفر الكافرين ، ولا يوهن من عزيمته كيد الكائدين ما دام إيمانه مترعا بالثقة بالله ، فكيف له أن يعيب أخاه لاختلاف فكري متأصل في طبيعة الإنسان ، وهو وإياه على أساس من الاعتقاد بالله ورسله واليوم الآخر متين!! إنه التعصب المقيت دون شك ، الذي يولد ما يولد من نفور وتباغض ينتج عنه العناد من طرف أو أكثر من طرف .
ويخطر لي الآن تساؤل أراه مشروعا : من الذي أجاز للمكفر تكفير غيره ، أو تضليله في مسائل تحتمل اختلاف الرأي ، ولا تمس أصل المعتقدات من بعيد أو من قريب؟! هل جبله الله من طينة غير طينة بني آدم؟! هل لديه عقل صنعه الله على عينه ، بينما عقول غيره تركها الله تصنع نفسها بنفسها؟! أم هو نبي أنبأه الله علم الأولين والآخرين؟!
الإسراء والمعراج مرة أخرى :
لست أدري والله المنفعة التي تعود علينا من التهم  بتكذيب القرءان ، بما يخص الإسراء بالروح ، او بالروح والجسم ، وهل كان ذلك في اليقظة او في المنام ، أو حدث مرتين أو مرة واحدة ؟! إذا كان هناك من منفعة ، فلن تكون التهم جالبة لها أبدا ، فالمنفعة يمكن أن تجنى من الحوار الخالي من التهم بأنواعها ، والهادف إلى استجلاء هذه الحادثة العظيمة وآثارها على نبي الإسلام ، وعلى المسلمين في كل عصر ، وأخص المسلمين المعاصرين ، والأقصى ، مسرى النبي الأكرم ، يعاني ما يعاني من احتلال وعدوان . بل إن الاختلاف في كون الإسراء بالجسم والروح ، أو بالروح وحدها ، فيه حث  وتشجيع على التفكر في قدرة الله تعالى وعظمته . والذي يتيقن لديه أن الإسراء بالجسم والروح فيه دلالة على عظمة الله أكثر ، فليدل بدلوه  حتى نرتوي من مائه العذب ، ونعب من يقينه عبا بعد عب   ، وليبين لنا الحكمة التي يراها فيه ساطعة مشرقة . والذي يعتبر الإسراء كان بالروح وحدها ، فليتفضل ويبين لنا ما ضللنا عن معرفته من أن الإسراء بالروح أكبر وأعظم أثرا وأشد وقعا على نفوسنا في تبيان عظمة الله جل وعلا وقدرته .
وأخيرا : لنا الحق في الاختلاف ، وليس لنا الحق في النزاع والشقاق . فالإنسان نفسه له الحرية في أن يؤمن او  يكفر ، ولا يتولى أمره إلا خالقه. والمسلم من باب أولى له الحرية في النقاش والحوار بالتي هي أحسن ، والله يتولى سريرة كل منا وإعلانه .
بارك الله فيكم .
 
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
24 - يوليو - 2009
شرح حديث شريف    ( من قبل 13 أعضاء )    قيّم
 
ما معنى قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ“؟
معنى الحديث: أن الإسلام بدأ غريباً حينما دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس إليه فلم يستجب له إلا الواحد بعد الواحد، فكان حينذاك غريباً بغربة أهله؛ لقلتهم وضعفهم مع كثرة خصومهم وقوتهم وطغيانهم وتسلطهم على المسلمين، حتى هاجر من هاجر إلى الحبشة فراراً بدينه من الفتن وبنفسه من الأذى والاضطهاد والظلم والاستبداد، وحتى هاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأمر الله تعالى إلى المدينة بعد ما ناله من شدة الأذى ما ناله رجاء أن يهيئ الله له من يؤازره في دعوته، ويقوم معه بنصر الإسلام، وقد حقق الله رجاءه فأعز جنده ونصر عبده، وقامت دولة الإسلام وانتشر بحول الله في أرجاء الأرض، وجعل سبحانه كلمة الكفر هي السفلى وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، واستمر الأمر على ذلك ردحاً من الزمن، ثم بدأ التفرق والوهن، ودب بين المسلمين دبيب الضعف والفشل شيئاً فشيئاً حتى عاد الإسلام غريباً كما بدأ، لكن ليس ذلك لقلتهم فإنهم يومئذٍ كثير، وإنما ذلك لعدم تمسكهم بدينهم واعتصامهم بكتاب ربهم وتنكبهم هدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا من شاء الله فشغلهم الله بأنفسهم وبالإقبال على الدنيا فتنافسوا فيها كما تنافس من كان قبلهم، وتناحروا فيما بينهم على إماراتها وتراثها، فوجد أعداء الإسلام المداخل عليهم وتمكنوا من ديارهم ورقابهم فاستعمروها وأذلوا أهلها وساموهم سوء العذاب، هذه هي غربة الإسلام التي عاد إليها كما بدأ بها.
وقد رأى جماعة – منهم الشيخ محمد رشيد رضا – أن في الحديث بشارة ًبنصرة الإسلام بعد غربته الثانية آخذين ذلك من التشبيه في قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”وسيعود غريباً كما بدأ“، فكما كان بعد الغربة الأولى عزّ للمسلمين وانتشار للإسلام فكذا سيكون له بعد الغربة الثانية نصر وانتشار.
وزيادة في الفائدة نرفق لكم تفسير الشاطبي للحديث في كتابه [الاعتصام] ومعه تعليق للشيخ محمد رشيد رضا يتبين منه الرأي الثاني، وهذا هو الأظهر، ويؤيده ما ثبت في أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه السلام آخر الزمان من انتشار الإسلام وعزة المسلمين وقوتهم ودحض الكفر والكفرة [الحديث رواه الإمام أحمد (1/398)، والإمام مسلم برقم
(145)، وابن ماجه برقم (3988)، والدارمي في [السنن] برقم (2758)].
*د يحيى
26 - يوليو - 2009
فهم الكفر     ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
 روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: « ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة:44] قال: من جحد ما أنزل الله، فقد كفر، ومن أقرّبه، لم يحكم به فهو ظالم فاسق ».
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (6/166) بإسناد حسن. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني(6/114)
 
وقال طاووس عن ابن عباس – أيضاً – في قوله: « ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ؛ قال: ليس بالكفر الذي يذهبون إليه ». أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/574) بإسناد صحيح. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114).
 
وفي لفظ: « كفر لا ينقل عن الملة ».
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/575) «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني (6/114).
 
وفي لفظ آخر: « كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ».
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/575) «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114).
 
ولفظ ثالث: « هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله ».
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/521/570) وإسناده صحيح.
 
وقد أجاب ورد ابن عباس -رضي الله عنه- على الخوارج بهذا القول الصحيح في وصف الصحابة:
« عَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقرآن؛ وَهُمْ أعلمُ بالوحي منكم ». وفي لفظ: « نزل الوحيُ؛ وهم أعلم بتأويله ».
رواه أبو داود في "سننه" (4037)، والنسائي في "الخصائص" (185)، وعبد الرزاق في "المصنف" (10/157-158)، والطبرانيُّ في "المعجم الكبير" (10598)، والحاكم في "المستدرك" (2/150)
 
منقول
 
 
*د يحيى
26 - يوليو - 2009
التوثيق لمعنى الكفر    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
العلماء الأعلام الذين صرحوا بصحة تفسير
 ابن عباس واحتجوا به
 
الحاكم في المستدرك (2/393)، ووافقه الذهبي، الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/64) قال: صحيح على شرط الشيخين، الإمام القدوة محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/520)، الإمام أبو المظفر السمعاني في تفسيره (2/42)، الإمام البغوي في معالم التنزيل (3/61)، الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن (2/624)، الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (6/190)، الإمام البقاعي في نظم الدرر (2/460)، الإمام الواحدي في الوسيط (2/191)، العلامة صديق حسن خان في نيل المرام (2/472)، العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (2/101)، العلامة أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 45)، العلامة أبو حيان في البحر لمحيط (3/492)، الإمام ابن بطة في الإبانة (2/723)، الإمام ابن عبد البر في التمهيد (4/237)، العلامة الخازن في تفسيره (1/310)، العلامة السعدي في تفسيره (2/296)، شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/312)، العلامة ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين (1/335)، محدث العصر العلامة الألباني في "الصحيحة" (6/109).
3قال ابن عثيمين في "التحذير من فتنة (الغلو في) التكفير" ( ص 68)، تعليق على كلام الشيخ الألباني: « احتج الشيخ الألباني بهذا الأثر –عن ابن عباس- رضي الله عنه، وكذلك غيره من العلماء تلقوه بالقبول، وإن كان في سنده ما فيه (وهذا في بعض طرقة دون بعضها الآخر)؛ لكنهم تلقوه بالقبول؛ لصدق حقيقته على كثير من النصوص، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: « سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، ومع ذلك فإن قتاله لا يخرج الإنسان من الملة؛ لقوله تعالى: ﴿وَإنْ طآئِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلوا فَأصْلِحُوا بَيْنَهُمَا...﴾ إلى أن قال: ﴿..إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأصْلِحُوا بَيْنَ أخَوَيْكُمْ﴾.
لكن لما كان هذا الأثر لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير؛ صاروا يقولون: هذا الأثر غير مقبول! ولا يصح عن ابن عباس! فيقال لهم: كيف لا يصحّ؛ وقد تلقاه من هو أكبر منكم، وأفضل، وأعلم بالحديث؟! وتقولون: لا نقبل؟
ثم هبْ أن الأمر كما قُلتُم: إنه لا يصِحُّ عن ابن عباس! فلَدَيْنَا نُصُوصٌ أخرى تدل على أن الكفر قد يطلق ولا يراد به الكفر المخرج من الملة؛ كما في الآية المذكورة، وكما في قوله –صلى الله عليه وسلم-:« اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعْنُ في النَّسَب، والنِّياحَةُ على المَيِّت »، وهذه لا تخرج من الملة بلا إشكال، لكن كما قيل: قلة البضاعة من العلم، وقلة فهم القواعد الشرعية العامة – كما قاله الشيخ الألباني –رحمه الله- في أول كلامه- هي الَّتي توجب هذا الضلال.....
 
منقول
 
*د يحيى
26 - يوليو - 2009
التوثيق لمعنى الكفر (2)    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
ثم هبْ أن الأمر كما قُلتُم: إنه لا يصِحُّ عن ابن عباس! فلَدَيْنَا نُصُوصٌ أخرى تدل على أن الكفر قد يطلق ولا يراد به الكفر المخرج من الملة؛ كما في الآية المذكورة، وكما في قوله –صلى الله عليه وسلم-:« اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعْنُ في النَّسَب، والنِّياحَةُ على المَيِّت »، وهذه لا تخرج من الملة بلا إشكال، لكن كما قيل: قلة البضاعة من العلم، وقلة فهم القواعد الشرعية العامة – كما قاله الشيخ الألباني –رحمه الله- في أول كلامه- هي الَّتي توجب هذا الضلال.
ثم شيء آخر نضيفه إلى ذلك؛ وهو: سوء الإرادة الَّتي تَسْتَلزِمُ سوء الفهم؛ لأنّ الإنسان إذا كان يُريدُ شيئا: لزَمَ من ذلك أن ينتقل فَهْمُهُ إلى ما يُريدُ، ثمَّ يحرف النصوص على ذلك.
وكان من القواعد المعروفة عند العلماء أنَّهم يقولون: اسْتَدِل ثمَّ اعْتَقِد، لا تَعْتَقِد ثمَّ تستدل؛ فتضلَّ؛ فالأسباب ثلاثة؛ هي:
الأول: قلة البضاعة من العلم الشرعي.
الثاني: قلة فقه القواعد الشرعية.
والثالث: سوء الفهم المبنيّ على سوء الإرادة.
أما بالنسبة لأثر ابن عباس آنفِ الذِّكر؛  فيكفينا أن علماء جهابذةً كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم
– وغيرهما– كلّهم تلقوه بالقبول، ويتكلمون به، وينقلونه؛ فالأثر صحيح ».
وعليك أن تعلم أن العرب تطلق اسم المتوقع من الشيء في النِّهاية على البداية، وكما بوب الإمام ابن حبان في "صحيحه" (4/324) فقال –رحمه الله تعالى- :« ذِكر خَبَرَ يَدُلُ عَلىَ صِحَّة مَا ذَكرنا: أنَّ العَرَبَ تُطلِقُ اسم المُتَوقَّع من الشيء في النِّهاية على البداية »، كما جاء في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم، والأثر عن الصحابة، فضلا أنهم كانوا لا يفرقون في كلامهم بين الكفر الأكبر والأصغر، أي كانوا يطلقوا اسم "الكفر"، ولا يراد به الكفر الأكبر بل يراد به الكفر العملي أي الأصغر !!. فلذلك قال الشيخ المحدث الفقيه الألباني رحمه الله تعالى: « بينما لفظة "الكفر" في لغة الكتاب والسنة لا تعني دائما هذا الذي يدندنون حوله، ويسلكون هذا الفهم الخاطئ المغلوط عليه !! » انظر "التحذير من فتنة الغلو في التكفير" صفحة 57 طبعة الثالثة.
 
فقال الشيخ  صالح العثيمين تعليقا على كلام المحدث الألباني الآنف رحمهما الله تعالى:
« من سوء الفهم أيضًا قول من نَسَبَ لشيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال: "إذا أُطْلِقَ الكُفر فَإنَّمَا يُرَادُ به كُفْرٌ أكبر" !! مُسْـتَــدِلاً بهذا القول على التكفير بآية: ﴿فَألَـئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ !! مع أنه ليس في الآية أن هذا هو (الكفر)!
وأما القول الصحيح عن شيخ الإسلام؛ فهو تفريقه -رحمه الله- بين (الكفر) المعرف بـ(أل) وبين (كُفر) مُنكَّرًا.
فأما الوصف؛ فيصلُحُ أن نقول فيه: "هؤلاء كافرون"، أو: "هؤلاء الكافرون"؛ بناء على ما اتَّصفوا به من الكفر الذي لا يخرج من الملة، ففرقٌ بين أن يوصفَ الفعل، وأن يوصفَ الفاعل.
وعليه؛ فإنه بتأويلنا لهذه الآية على ما ذُكر: نحكم بأن الحكم بغير ما أنزل الله ليس بكفر مُخرج من الملة، لكنه كفرٌ عمليٌّ؛ لأن الحاكم بذلك خرج عن الطريق الصحيح ».
*د يحيى
26 - يوليو - 2009
رد    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
نفاق وكذب الأحمدية
الرد علـى الأحمـدية حـول حقيقـة الإسراء والمعراج
 
فؤاد العطار
يتلخص كلام القاديانيين المأخوذ عن خليفتهم الثاني في نقطتين:
(1) الإسراء و المعراج حادثتان منفصلتان
(2) الإسراء و المعراج لم تكونا بالجسد بل كانتا بالكشف الروحاني
 و هاتان النقطتان هما خلاف قديم جداً حول هذه المسألة فقد قال بهذا القول قلة قليلة من السلف و الخلف، و هم بهذا خالفوا الصواب و رأي الجمهور. و القاديانيون تبنوا هذا الرأي لأنهم شغوفون بتحويل كل معجزة في القرآن إلى رؤيا منامية، و من ذلك قصة موسى عليه السلام و الخضر و قصة عصى موسى عليه السلام إلخ. و ما تبنيهم لهذا الرأي إلا ليدافعوا عن خلو جعبة الميرزا من أية آية حقيقية تدعم دعاويه المتهافتة.
أما النقطة الأولى فليس فيها كثير شذوذ، لكنها مردودة لأنها تخالف الأحاديث الصحيحة التي ذكرت الإسراء و المعراج كحادثة واحدة، و منها ما رواه البخاري و غيره في صحيحه ((‏‏‏أن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حدثهم عن ليلة أسري به بينما أنا في ‏ ‏الحطيم ‏‏وربما قال في ‏ ‏الحجر ‏ ‏مضطجعا إذ أتاني آت فقد ‏ ‏قال ‏ ‏وسمعته يقول ‏ ‏فشق ما بين هذه إلى هذه ‏ ‏فقلت ‏ ‏للجارود ‏ ‏وهو إلى جنبي ما ‏ ‏يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم ‏ ‏أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض فقال له ‏ ‏الجارود ‏ ‏هو البراق يا ‏ ‏أبا حمزة ‏ ‏قال ‏ ‏أنس ‏ ‏نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي ‏ ‏جبريل ‏ ‏حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها ‏ ‏آدم ‏ ‏فقال هذا أبوك ‏ ‏آدم ‏ ‏فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا ‏ ‏بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية......)).
و أما النقطة الثانية فمردودة لأنها تخالف ظاهر الآيات الكريمة (سُبْحـٰـنَ الَّذِيْ اَسْرَىٰ بِعَبْدِه) فالتسبيح لا يكون إلا للأمور العظيمة، و ليس في الرؤيا أمراً خارقا. ثم إن قوله (بعبده) دليل ظاهر على إسراء الروح و الجسد لأن العبد هو مجموع الروح و الجسد. و كذلك قوله تعالى (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) دليل ظاهر على إسراء الجسد، فالبصر من أدوات الجسد لا الروح.
و قد حاول القاديانيون أن يجعلوا الكشف أمراً خارقاً للعادة فقالوا ((والكشف أو الرؤيا.. تحدث للإنسان المصطفى وهو في حالة اليقظة الكاملة... يرى الشيء ويعي أحداث الكشف.. وحده في خلوة بعيدا عن الناس، أو أمام الناس ولا يدرون بما يجري معه، أو أمام الناس ومعهم ويشتركون مع).
  قلت: لا أدري ما هو الفرق العظيم بين الرؤيى المنامية و الخيالات التي في اليقظة!؟ هل إثبات أن الإسراء و المعراج كانا خيالات في اليقظة يبرر تكذيب الكفار لهذه  الحادثة؟! إن التمسك بهكذا حجج سقيمة دليل على خلو جعبة القوم من أية أدلة شرعية أو عقلية.
 و الأدهى من ذلك تعديدهم لأنواع الكشف الروحاني و كأن الله سبحانه قد أطلعهم على تفاصيله، و ادعاؤهم أن حادثة تمثل جبريل عليه السلام بالبشر و سؤاله عن الإيمان و الإسلام و الإحسان كان كشفاً جماعياً رآه الرسول (ص) و الصحابة معاً !! و كذلك ادعاؤهم أن قصة موسى عليه السلام مع الخضر هي عبارة عن كشف زمني رآه موسى عليه السلام، ففتى موسى هو عيسى (ع)، و الخضر هو محمد (ص) !! أقول: إن هكذا تأويلات سخيفة هي دليل كاف على باطنية هذه النحلة القاديانية و على عدم انتمائها إلى الإسلام.
 أما الملاحظ في تفسيرات القاديانيين بشكل عام فهو خلطهم بين الأحاديث الصحيحة و الضعيفة و الموضوعة و الإستدلال بما يشاءون منها، فلا ضير عندهم من طرح معنى ظاهر في حديث صحيح و ذلك لمخالفته حديثاً أو أثراً موضوعاً. و هذا يدل على أن القوم لا يبالون بمعرفة الحق بل بإثبات ما تشتهيه نفوسهم المريضة و عقولهم السقيمة.
و يلاحظ أيضاً تخبطهم في الإستدلالات و التفسيرات، فمثلاً في تفسيرهم للمسجد الأقصى في آية الإسراء تجدهم يجمعون ثلاثة تأويلات دفعة واحدة و هي:
(1) المسجد الأقصى هو مسجد الرسول (ص) في المدينة المنورة، فقالوا ((لذلك نعتها الله.. أي المدينة المنورة.. بالمسجد الأقصى من حيث القدسية والبركة)).
(2) المسجد الأقصى هو بيت المقدس. فقالوا ((والمسجد الأقصَى يشير أيضا إلى بيت المقدس نفسها)).
(3) المسجد الأقصى هو مسجد الغلام في قاديان. فقالوا ((هذا وإن إسراء الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى المسجد الأقصى يشير أيضا إلى أنه عندما تضعف شوكة الإسلام، وتغطي الأرض ظلمة الهجران لكتاب الله ودينه وشرعه، وعندما يلقي المسلمون بأنفسهم تحت سيطرة الغرب الصليبي.. تسري بركات المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إلى رجل من أمته.. هناك في أقصى بلاد الإسلام ........)) إلى قولهم ((وسوف تبدو عزة الله تعالى وحكمته في إحياء الإسلام وتجديده ببركة محمد صلى الله عليه وسلم في بعثته الثانية وعلى يد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام)). 
 و في النقطة الثالثة
 حاول القاديانيون حشر تفسير غلامهم الدجال حول المقصود بالمسجد الأقصى في سورة الإسراء، حيث يقول الغلام في كتابه (خطبة إلهامية) ما يلي:
 

         
قلت: إن كل هذا التخبط لا يعكس إلا تخبط عقول هؤلاء في الغي و الباطنية و السخافة، و لا أرى حاجة في الرد على هكذا تخبط فعرضه على الناس كاف لفضح شذوذ أصحابه و عبادتهم لأهوائهم.
أما بخصوص النقطتين الأولى و الثانية في بداية حديثي فلا أرى التركيز عليها في الرد على القاديانية، لأنهما ليستا من خصائص القاديانية وحدها، فقد قال بهذا القول بعض الناس من قبل و من بعد.
 
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*د يحيى
26 - يوليو - 2009
كل الكتب فيها شيء من الأخطاء حاشا كتاب الله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الحكم بصحة مؤلفات محمد رضا المصري  للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي  :
 
السؤال: ما هي صحة الكتب التالية للكاتب محمد رضا : (محمد رسول الله)، و(أبو بكر الصديق) ، و(سيرة عمر) ، (وسيرة عثمان) ، و(سيرة علي )؟
الجواب: بالنسبة لهذه الكتب كلها يؤخذ منها ويرد، ولا يمكن أن يحكم على كتاب بأن كل ما فيه خطأ وباطل، ولا أنه صواب؛ لأن الشافعي رحمه الله حين ألف الرسالة سلمها إلى الربيع بن سليمان المرادي ، فقال: يا ربيع خذ هذا الكتاب على خطأ كثير فيه، قال: قلت: يا أبا عبد الله ! أصلحه لنا، قال: كيف وقد قال الله تعالى: لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء:82] أبى الله العصمة إلا لكتابه، وكل الكتب غير كتاب الله لابد أن يكون فيها شيء من الأخطاء.
 
*ياسين الشيخ سليمان
26 - يوليو - 2009
 1  2  3