البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : (جادك الغيث) بتحليل ٍ بياني وبديعي غر    كن أول من يقيّم
 طماح 
22 - يونيو - 2009
دولة  الإمارات  العـــربيـــة  المتـــحــدة
وزارة التعلـيم العــالي والبحــث العلــمي
كلية الدراسات الإسلامية والعربية ـ دبي
قســـم   اللغـــة   الــعربــيــة   وآدابــهــا
 
 
 
 
المحسنات البديعية والبيانية
في موشحة: لسان الدين بن الخطيب
 
 
الفصل الأول للسنة الجامعية
(1429 ـ1430هـ )(2008ـ 2009 م)
 
 
 
 
 
إعداد التقرير: طماح الذؤابة
السنة الثانية
إهداء إلى كل من أضاف إلي شيئـًا في علم البلاغة
------------------------------------------------------------------------------------------------------------ 
 
 
(الأبيات) 
 
  
(1)جادك الغيثُ إذا الغيثُ همى         يا زمان الوصلِ بالأندلسِ
(2)لم يكن وصلـُك إلا حلما         في الكرى أو خِلسةَ المختلسِ
***
(3)إذ يقودُ الدهرُ أشتاتَ المنى       ينقلُ الخطوَ على ما يرسِمُ
(4)زمرًا بين فرادى وثـُنا            مثلما يدعو الحجيجَ الموسمُ
(5)والحيا قد جَللَ الروضَ سنا            فثغورُ الزهرِ فيه تبسِمُ
***
(6)وروى النعمانُ عن ماءِ السَّما       كيف يروي مالكٌ عن أنسِ
(7)فكساه الحُسنُ ثوبًا مُعْلـَما               يزدهي منه بأبهى مَلبَسِ
***
(8)في ليالٍ كتمتْ سرَّ الهوى            بالدجى لولا شموسُ الغـُرَرِ
(9)مالَ نجمُ الكأسِ فيها وهوى              مستقيمَ السيرِ سَعدَ الأثرِ
(10)وطرٌ ما فيه من عيبٍ سوى                 أنه مرَّ كلمحِ البصرِ
***
(11)حين لذ النومُ شيئـًا أو كما         هجمَ الصبحُ هجومَ الحرسِ
(12)غارتِ الشهبُ بنا أو ربَّما          أثرتْ فينا عيونُ النرجسِ
 
شرح الأبيات:
(1) يدعو الشاعر للأيام السعيدة التي قضاها في غرناطة بالسقيا كلما هطل المطرعلى عادة قدماء المشرق العربي حين كانوا يدعون للأرض المحببة بذلك.
(2) كان لقاء الأحبة جميلا لكنه مر سريعًا كالحلم السعيد، أو اللذة المختلسة أي المأخوذة في الخفاء بسرعة.
(3) يسترجع الشاعر الذكريات فيقول: كان الدهر يحقق أمانيه المتعددة المتنوعة فتجري على خطة مرسومة لا تختلف ولا تنحرف.
(4) هذه الأماني تأتي في موعدها المرغوب فرادى وثنا أو جماعات كأنها وفود الحجاج في موسم الحج تأتي متفرقة أو متجمعة.
(5) كانت الطبيعة حوله ذات بهجة تشاركه وأحبابه سرورهم، وتسهم في سعادتهم؛ فالمطر قد كسا الروض ثوبًا مشرقـًا من الأزهار الباسمة.
(6) شقائق النعمان تدل على أثر المطر من نسبة وصلة بينهما مثلما بين مالك وأبيه أنس.
(7) شقائق النعمان تنطق بأثر المطر، وتدل على أنها وليدته، فأصبح الروض يختال في ثوبٍ جميل تعددتْ فيه ألوان البهاء.
(8) ما أجمل تلك الليالي التي سترت لقاءهم بظلامها الذي لم ينبعث فيه ضوء غير إشراق الوجوه الجميلة في ذلك المجلس.
(9)  وكانت الكؤوس تدور عليهم منتظمة في خطوط مستقيمة، فتترك في نفوسهم نشوة وطرَبًا.                                                                                                                     (10)فقضَوا أوقاتـًا سعيدة لا عيب فيها إلا أنها مرّت سريعة كلمح البصر، وهكذا الصفو قصيرالعمر.                                                                                                    (11)فما كادوا يشعرون بسعادة الأنـْسِ حتى ظهر الصبح ففرقنا كما يهجم الحرس في عنف على جماعةٍ فيشتت شملهم.                                                                                                          (12)كأن النجوم أصابتـْها الغيرة منهم فاختفتْ بسرعة لترسلَ الصبح ليفرق جمعهم، أو كأن عيون الأزهار حسدتهم فقصر وقتُ سعادتهم. يتبع...
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المحسنات البديعية والبيانية    كن أول من يقيّم
 
المحسنات البديعية والبيانية:   (وأرجو تنبيهي على أي خطأ أو تقصيرٍ)
 
(1) (جادك الغيثُ إذا الغيثُ همى         يا زمان الوصلِ بالأندلسِ)
 ـ المحسنات البيانية في (جادك الغيث....يا زمان الوصل): استعارة مكنية؛ إذ شُبـِّه زمانُ الوصل(عقلي) بأرض يسقيها المطر(حسي)، وقد حُذِفَ المشبهُ به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الدعاء بالسقيا في (جادك)، سر جمال الاستعارة بيان مدى قوة ذكرياته عن ذاك الزمان وتعَلـُّقـِه وحنينه إليه، وفيها تجسيم أو تجسيد، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده وتضفي على العبارة جمالاً، وهذه جملة دعائية وهي صورة تقليدية لشعراء المشرق العربي،
ـ وكذلك في (يا زمان الوصل): استعارة مكنية؛ إذ شُبِّه زمانُ الوصل (عقلي) بشخص ينادى (حسي)، وقد حذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي النداء في (يا)، سر جمال الاستعارة بيان حنين الشاعر لتلك الأيام والأزمان وتحسره عليها، وفيها تشخيص، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً(باجتهاد).   
 
(2) (لم يكن وصلـُك إلا حلما    في الكرى أو خِلسةَ المختلسِ )
ـ المحسن البياني في (وصلك..حلما ، وصلك..خلسة المختلس ): تشبيهان بليغان؛ حيث شبه الوصل (عقلي) بالحلم (عقلي)،ثم شبه الوصل بخلسة المختلس(حسي)، وسر جمال التشبيهين بيان مدى سرعة انقضاء الوصل وقصر زمن المتعة ورغبة الشاعر في عودته، وقد حذفت الأداة ووجه الشبه،  والتشبيه يقوي المعنى ويؤكده ويضفي على العبارة جمالا، وهنا تشبيه متعدد نوعه(الجمع)؛ إذ تعددت المشبهات به والمشبه واحد(باجتهاد).
 
(3) (إذ يقودُ الدهرُ أشتاتَ المنى       ينقلُ الخطوَ على ما يرسِمُ)
 ـ المحسنات البيانية في (يقود الدهر): استعارة مكنية، إذ شُبِّه الدهر (عقلي) بقائد يقود (حسي) وقد حُذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي القيادة في ( يقود)، (أشتات المنى): استعارة مكنية؛ حيث شُبهَت المنى(عقلي) بجنود تنصاع لأمر قائدها(حسي)، وقد حُذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الانقياد في (يقود، أشتات المنى)، وسر جمال الاستعارتين بيان مدى مطاوعة الأمنيات لذاك الزمان وتحقـُّقِـها، وهنا تشخيص للدهر والمنى، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً ،
ـ (يرسم): استعارة مكنية؛ إذ شبه الدهر(عقلي) بإنسان يرسم الخطط (حسي)، وقد حُذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي رسم الخطط في (يرسم)، ويوحي بالسعادة والنظام وراحة البال، وفيها تشخيص والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً (باجتهاد).
 
(4) (زمرًا بين فرادى وثـُنا    مثلما يدعو الحجيجَ الموسمُ)
 ـ المحسنات البديعية في (زمرًا بين فرادى وثنا): اللف والنشر،
ـ  و المطابقة بين (فرادى وثنا) وهو طباق الإيجاب، وفائدته تقوية المعنى وتوكيده وإضافة جـِرس موسيقي،
ـ و جناس غير تام مضارع بين (ثنا) و (منى) ؛ لتقارب مخرجي الثاء والميم(باجتهاد)،
ـ و المحسن البياني في (يدعو الحجيج): استعارة مكنية؛ إذ شُبه الموسم(عقلي) بإنسان يدعو (حسي)، وقد حُذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الدعوة في(يدعو)،سر جمال الاستعارة بيان التدفق والكثرة لتلبية الدعوة، وفيها تشخيص، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً،         
ـ والبيتان الثالث والرابع فيهما تشبيه تمثيلي؛ إذ يشبه صورة الدهر وهو يقود الأماني ويلم شملها بصورة الموسم الذي يدعو الحجاج للحج فيجمعهم من كل حدب في مكان واحد، والأداة هي (مثلما) ، وجه الشبه كثرة الأماني وتوافدها، والتشبيه يقوي المعنى ويؤكده ويضفي على العبارة جمالا، (منقول بتصرف).
 
(5)(والحيا قد جَللَ الروضَ سنا    فثغورُ الزهرِ فيه تبسِمُ)
ـ المحسنات البيانية في (والحيا قد جلل الروض سنا): كناية عن مدى نضارة هذا الروض ونداوته لدرجة أنه أصبح مضيئـًا، وقيمة الكناية الإتيان بالمعنى (النضارة والنداوة)مصحوبًا بالدليل(جلل الروض سنا)، والكناية تقوي المعنى وتؤكده وتضفي على العبارة جمالا،
ـ (فثغور الزهر فيه تبسم): استعارة مكنية؛ إذ شبه الزهر (حسي) بإنسان يبتسم(حسي)، وقد حذف المشبه به وهو الإنسان وأبقى على لازمة من لوازمه وهي الابتسامة في (تبسم)، سر جمال الاستعارة بيان مدى البهجة والصفاء الذين يدخلان نفوس سكان الأندلس وكذلك جمال زهور الرياض وحسن استقبالها للناس، وفيها تشخيص، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً(باجتهاد).
 
(6) (وروى النعمانُ عن ماءِ السَّما     كيف يروي مالكٌ عن أنسِ)
ـ المحسن البديعي في (روى) و(يروي): الإرصاد أو ردُّ العجز على الصدر،
ـ المحسنات البيانية في (روى النعمان عن ماء السما) استعارة مكنية؛ إذ شُبِّهَتْ شقائقُ النعمان(حسي) بإنسان يتكلم ويروي(حسي)، وماء السماء(حسي) بشيخٍ يُروى عنه(حسي)، وقد حذف المشبه به وهو الإنسان وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الرواية في (روى)، سر جمال الاستعارة بيان مدى الصلة الوثيقة بين الشقائق والمطر مما يزيد الروض حُسنـًا وفيها تشخيص، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً،
ـ (وروى النعمان....كيف يروي مالك...): تشبيه مُجْمَل؛ إذ شـُبِّهت رواية شقائق النعمان( عقلي) برواية مالك بن أنس(عقلي)، وقد حُذف وجه الشبه، وسر جمال التشبيه بيان مدى النسبة وشدة الصلة بين الشقائق وماء المطر،  والتشبيه يقوي المعنى ويؤكده ويضفي على العبارة جمالا،
ـ وهنا تورية في كلمتي(النعمان وماء السما) فهما تعنيان (النعمان بن المنذر وماء السما ملك الحيرة) وهذا المعنى القريب أو المورّى به، وتعنيان (شقائق النعمان أو المطر) وهذا المعنى البعيد أو المورّى عنه، و(فكساه الحسن) في البيت التالي هي الدالة على ذلك أو القرينة المانعة من إرادة المعنى القريب(منقول بتصرف).
 يتبع......
*طماح
22 - يونيو - 2009
تابع.....    كن أول من يقيّم
 
(7) (فكساه الحُسنُ ثوبًا مُعْلـَما       يزدهي منه بأبهى مَلبَسِ)
ـ هنا ترادف بين ثوب وملبس،
ـ المحسنات البيانية في (كساه الحسن): استعارة مكنية؛ إذ شُبه الحسنُ(عقلي) بإنسان يكسو(حسي)، وقد
حذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الكساء في(كساه)، وسر جمال الاستعارة بيان مدى جمال
وروعة شقائق النعمان بالثوب الذي ألبسه إياه الحسن، وفيها تشخيص والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و
 تضفي على العبارة جمالاً ،
ـ (ثوبًا مُعلـَمًا): استعارة تصريحية؛ إذ شُبـِّهَت ألوان الشقائق النضرة الزاهية بالثوب المطرَّز المنقوش، وقد
حذف المشبه(الألوان) وصُرِّحَ بذكر المشبه به(الثوب المطرز)، وسر جمال الاستعارة إمتاع القارئ بروعة
الشقائق والإعجاب بها، مع التقييد بالنعت،وفيها تجسيم أو تجسيد، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي
 على العبارة جمالاً ،
ـ (يزدهي) استعارة مكنية؛ إذ شبهت شقائق النعمان(حسي) بإنسان يختال ويتباهى بملابسه الجميلة(حسي)،
 وقد حذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الزهو والتباهي في (يزدهي)، وسر جمال الاستعارة
التأكيد على روعة الجمال والمبالغة فيها، وفيها تشخيص،  والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على
العبارة جمالاً ،
ـ وهكذا تتوفر لدينا صورة كلية لزمان الوصل تمثل فيها الدهر قائدًا يقود الأماني حسب الخطة الموضوعة و
الشاعر وجماعات أحبابه يمرحون بين الرياض, وهي لوحة حافلة بالحركة و تحملها في (يقود) (ننقل)
(يرسم) (الخطو) (جلل) (تبسم) (كسا) (روى), واللون نراه في (الروض) ( سنا) (الزهر) (النعمان) (ثوب)
(ملبس), والصوت نسمعه في (الخطو) (يدعو) (روى), وقد ساقها الشاعر لتوضيح المعنى الذي أراده وهو
الدلالة على السعادة التامة(منقول بتصرف).  
 
(8) (في ليالٍ كتمتْ سرَّ الهوى     بالدجى لولا شموسُ الغـُرَرِ)
ـ المحسنات البيانية في (ليالٍ كتمت): استعارة مكنية؛ إذ شُبهت الليالي(عقلي) بإنسان يكتم سِرًّا(حسي)، وقد
حذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الكتمان في(كتمت)، وسر جمال الاستعارة بيان مدى
وفاء تلك الليالي وفيها تشخيص، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً،
ـ (شموس الغرر): تشبيه بليغ مقلوب؛ إذ شُبهت وجوه الأحبة(حسي) في إشراقها بالشموس(حسي)، وقد
حذفت الأداة ووجه الشبه،  وسر جمال التشبيه الإشراق والنضارة، والتشبيه يقوي المعنى و يؤكده ويضفي
 على العبارة جمالا (باجتهاد)،
ـ (الغرر): مجاز مرسل عن الوجوه علاقته جزئية؛ فقد أطلق الجزء(الغرة ـ أي بياض في الجبهةـ)
وأراد الكل(الوجوه)(منقول).
 
(9) (مالَ نجمُ الكأسِ فيها وهوى      مستقيمَ السيرِ سَعدَ الأثرِ)
ـ المحسن البديعي بين(الهوى) و(هوى): جناس تام مستوفى،
ـ المحسنات البيانية في ( نجم الكأس): تشبيه بليغ مقلوب، شبه الكأس وبه الشراب(حسي) بنجم لامع( حسي)،
 وقد حذفت الأداة ووجه الشبه، وأضيف المشبه به إلى المشبه، سر جمال التشبيه بيان شدة اللمعان و
الإشراق، والتشبيه يقوي المعنى ويؤكده ويضفي على العبارة جمالا،
ـ (مستقيم السير): كناية عن كثرة تداوله، وقيمة الكناية الإتيان بالمعنى(كثرة تداوله) مصحوبًا بالدليل(كونه
يسير في خطوط مستقيمة)(باجتهاد)،
ـ (سعد الأثر): إشارة إلى الفرحة التي يتركها الكأس في عقِـبه في نفوس أصحاب المجلس(منقول بتصرف).
 
(10) (وطرٌ ما فيه من عيبٍ سوى    أنه مرَّ كلمحِ البصرِ)
ـ هنا مدح مع الذم،
ـ المحسن البياني في (مر كلمح البصر):تشبيه مجمَل ذكِرَت الأركان عدا وجه الشبه، شبه وقت اللقاء في
قصره(عقلي) بالوقت الذي يستغرق لمح البصر(عقلي)، سر جمال التشبيه بيان سرعة انقضاء تلك المطالب و
الغايات و الرغبة في عودتها، والتشبيه يقوي المعنى ويؤكده ويضفي على العبارة جمالا (باجتهاد).
 
(11) (حين لذ النومُ شيئـًا أو كما         هجمَ الصبحُ هجومَ الحرسِ)
ـ المحسنات البيانية في (لذ النوم): استعارة مكنية؛ إذ شُبه النوم(عقلي) بشيء لذيذ(حسي)، وقد حذف
المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي كونه أصبح لذيذًا في(لذ)، سر جمال الاستعارة بيان الهناء و
الصفاء وراحة البال وعموم السعادة، وفيها تجسيم، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً،
ـ (هجم الصبح): استعارة مكنية؛ إذ شبه الصبح(عقلي) بإنسان يهجم(حسي)، وقد حُذف المشبه به وأبقي على
لازمة من لوازمه وهي الهجوم في (هجم)، سر جمال الاستعارة بيان الفجائية والعنف، وفيها تشخيص، وإشارة
 إلى هجوم جيش الأسبان على الأندلس، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً،
ـ (هجم الصبح هجوم الحرس): تشبيه بليغ؛ إذ شبه هجوم الصبح(عقلي) بهجوم الحرس(عقلي) لما فيهما من
 عنف وقسوة ومفاجأة وتفريق للشمل، وقد حذفت الأداة ووجه الشبه،  سر جمال التشبيه بيان ضيق النفس
لحرمانها من التمتع بالسعادة، وفيه تشخيص، والتشبيه يقوي المعنى ويؤكده ويضفي على العبارة جمالا،
(باجتهاد).
 
(12) (غارتِ الشهبُ بنا أو ربَّما          أثرتْ فينا عيونُ النرجسِ)
ـ المحسنات البيانية في (غارت الشهب): استعارة مكنية؛ إذ شبهت الشهب(حسي) بأشخاص تصيبُهم الغيرة و
الحقد(حسي)، وقد حذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الغيرة في (غارت)، سر جمال الاستعارة
 بيان الحالة الرائعة التي كانوا عليها والتي جعلتهم محط الأنظار وهدفـًا للغيرة، وفيها تشخيص، والاستعارة
تقوي المعنى وتؤكده وتضفي على العبارة جمالا،
ـ (أثرت فينا عيون النرجس): استعارة مكنية؛ إذ شُبهت أزهار النرجس(حسي) بأشخاص يحسدون(حسي)، وقد
 حذف المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي الحسد في (أثرت عيون)، سر جمال الاستعارة بيان
حالهم الرائعة التي يحسَدون عليها، وفيها تشخيص، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة جمالاً،
ـ (عيون النرجس): إما أن تكون تشبيهًا بليغـًا؛ إذ شبهت زهرات النرجس في شكلها الدائري(حسي) بالعيون
(حسي)وأضيف المشبه به إلى المشبه فهو مقلوب، وقد حذفت الأداة ووجه الشبه،  سر جمال التشبيه بيان
روعة شكل الأزهار، والتشبيه يقوي المعنى ويؤكده ويضفي على العبارة جمالا،
أو أن تكون استعارة مكنية؛ إذ شبهت أزهار النرجس(حسي) بكائن حي له عيون (حسي)، وقد حُذف
المشبه به وأبقي على لازمة من لوازمه وهي العيون في (عيون)، سر جمال الاستعارة بيان مدى الحسد
 الذي حسدتـْه الأزهار للشاعر وأحبابه، والاستعارة تقوي المعنى وتؤكده و تضفي على العبارة
جمالاً (باجتهاد).                                     
 
فإنْ أصَبْتُ فلا عجْبٌ ولا غرر     وإنْ نقصْتُ فإنّ الناسَ ما كملوا

والكاملُ الله في ذاتٍ وفي صِفةٍ    وناقصُ الذاتِ لم يكْملْ له عَملُ
 
(لمن هذان البيتان؟)
 
 هذا والله ولي التوفيق
الجمعة: 19/6/2009م
44: 08م
*طماح
22 - يونيو - 2009
رؤيتي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أثمن في الأخ طماح الذؤابة حرصه على نشر هذا التقرير، لكن لي ملاحظات:
- لفظة المحسنات خاصة بعلم البديع فقط! أما مباحث علم البيان فيطلق عليها الصور...
- كان ينبغي التعليل لجمعك بين البديع والبيان فقط دون علم المعاني!
-كان ينبغي الربط بين النص وهذه المحسنات!
- لماذا جاءت النظرة التحليلية جزئية؟
-أين قيمة هذه المحسنات في التعبير عن الأفكار والعواطف؟! 
مع خالص تقديري
 
*صبري أبوحسين
22 - يونيو - 2009
جميل ما صنعت    كن أول من يقيّم
 
جميل ما صنعت أخي ( طماح ) ولكن تمنيت أن تبرز روحك الأدبية في هذا الموضوع من خلال بيان أثر تلك الظواهر البلاغية في جماليات النص .
أحمد الشريف
21 - يوليو - 2009
ذاكرة الجسد....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
ذاكرة الجسد والهوية
ترجمة : حميد السلاسي
إن الذاكرة هي الملكة التي نتصور بها الماضي؛ أي ما تعلمناه وما عشناه، وعلى وجه الخصوص ما شعرنا به. وكل ما يمت بصلة إلى هذه الآثار من الأوقات المنصرمة. إن كل شيء يسجل في العقل، كما يدون في اللاشعور بكل مرجعياته، ليظهر من جديد -عند الحاجة- على ساحة الشعور. إن الذاكرة هي مكان التذكر، وبكيفية جد دقيقة، مكان للذكريات. إن نوع وطبيعة هذه الأخيرة تكمنان في إمكانية الانمحاء الظاهري، وهنا بالذات نتحدث عن النسيان. والواقع أن هذه الذكريات تظل موجودة بكيفية قارة. فالإنسان ليس إلا كياناً من الذكريات التي تحدده في كل ما يوجد عليه.
إن هذه الذكريات تكون مسجلة في أعماق الكائن الإنساني، مع احتمال انبعاثها أحيانا بشكل غير مرتقب، بل في غير محلها. إننا نعرف كم هو مرهق عبء الذكرى لاسيما عندما تظهر - رغم من تواريها بكيفية جد عميقة- على غير استعداد. يتعلق الأمر هنا بالتجربة العبقرية للتحليل النفسي التي هي تجربة رهيبة في أغلب الأحوال وقاتلة أحياناً.
بيد أن كل فرد يتذكر -دائماً- ما كان عليه في استمراريته، على الرغم من التغيرات الظاهرية التي تلحقه. إن الذاكرة هي سند الهوية؛ أي إمكانية الاعتراف بالذات لأجل الذات قبل كل شيء. فلا أحد ينسى بتاتاً ماضيَه وحاضره ومستقبله. هكذا تُؤسس الذاكرة التصورالذي يكونه كل فرد عن ذاته، وأن ما نستحضره عندما نقول "أنا" هو: أي شيء ذاك الذي يجد الفرد فيه ذاته لأجل ذاته. إن الهوية تسجل في الذاكرة. إنها حدث هذه الأخيرة.
ليست الهوية مدونة في العقل فقط، ولكنها مطبوعة أيضا في الجسد، إنها تظهر في الإشارة، وفي وضع الجسد، وفي المظاهرالإيمائية، وهذه جميعها تعمل على قولبة الجسد والطلعة، وتجعل من كل فرد كائناً متميزاً. إننا نعرف أن لكل فرد طريقته الخاصة به في المشي أو في الجري، بل نمطه الخاص في كيفية لبوثه ثابتا أوفي ابتسامته أوتوليع سيجارته أواستخدام ملعقته. إن حتمية هذه الحركات تكون لاشعورية من حيث شكلُها، ومن ثم فهي حتمية تنتمي إلى ذاكرة الجسد.
حقا لكل من وضع الجسم والإيمائية دلالة يتم إدراكها من طرف الآخر إذا هي لم تتجل للفرد بكيفية تلقائية. هكذا نرفض لاشعورياً فكرة مكدرة لإشارة اليد، أو نبتسم لطلب سار. إن هذه الحركات لها غاية أصىلة تطبعها وتميزها أساسا عن الاستجابات الحركية التي ترتبط إما بالتفريغات العصبية كما هو الحال في الأزمة الصرعية، وإما برجة التيار الكهربائي. إن هذه الحركات تُكتسب أحيانا في سير نرجسي. إنها الحركات التي نتناول بها ما هو مرغوب فيه ونستبعد بها ما يؤذي أو نبتعد بها عنه. وفي موضع آخر تُتعلم بفعل التربية، أوتنقل عبر حركة تماهي. إنها في كل الحالات دليل انبثاق الماضي ومآثرالذكريات، وآثارالاستثمارات البعيدة، ومواضيع الذاكرة. إن هذه الحركات تبدو في شكل آثار عصبية لتصبح تقريبا، وفي زمن معين، شبه ارتكاس. إنها حركات قابلة للتغير من جهة أخرى، غير أنها تعن كلما استدعى الموقف ظروف اكتسابها. إنها كذلك -حسب الأصول- حركات أكثر حرية بحيث تدون بعمق في ذاكرة الجسد، وعندئذ تصبح مألوفة، كما تصير لاشعورية في نهاية المطاف. هكذا ألا تخطر ببالنا -أثناء قيادتنا للسيارة- الحركة التي ينبغي القيام بها لتغييرالسرعة، وأيضا عندما نكون على دراية بركوب الحصان، ألا يخطر ببالنا وضع الركوب على المطية؟ غير أن الحركة يمكن أن تكون غير ملائمة-نقول عنها حركة غير موفقة-ليس فقط لكونها لا تحوز على الإعجاب في حينها، ولكن أيضاً، وبالخصوص،عندما نستحضر ظروف اكتساب غير مرضية. هنا أيضا، وبالنسبة لمعنى الحركة الذي يوجد في ذاكرة الفرد، فإن تلك الحركة تستثمر بكيفية سلبية، ومن ثم يحمل الجسد في ذاكرته، الأثرالسلبي لذلك الاستثمار. فليس ثمة شيء مقبول إطلاقاً لا يتم تسجيله في آثار عصبية. وعلى هذا النحو نجد أن الطفل الذي يشكو -لسبب أو لآخر- من رُهاب ( phobie) (1) الحصان -أو إلى كل ما يرمز إليه- لا يمكن أن يصبح فارسا.
إذا تمعنا جيداً في هذا الوضع، نجد أن وظيفة إعادة التربية السيكوحركية، هي إعادة الهويةالكاملة للفرد، وذلك عبر الإيقاع على ذاكرة جسده، أو في مقابل ذلك نعمل على التأثير على العقل عبر الجسد، أوبواسطةالحركة، أو وضع الجسد، أوالإيمائية.
إن ما هو عقلي يترجم في الجسد وبالجسد. يتعلق الأمرإذن بإعادة مكانة الحيز الأساسي للذة الجسد في اكتماله. وعليه، فالمقصود هو العمل على استثمار -بكيفية إيجابية- ما لم يستثمر من الجسد أوما لم يوظف استثماره، أوما تمت عملية استثماره، على نمط سلبي. وبكيفية إجمالية، يتعلق الأمر هنا بتوليد اللذة حيث لا يوجد إلا الكرب. إن هذا الوضع يخلق رؤية جديدة (أخرى) للعالم توازي رؤية جديدة (أخرى) للذات.
يمكن أن نقول أيضاً إن الجسد، أياً كان المستوى الذي يوجد فيه، غير منفصل عن العقل، وإن الذاكرة والهوية غير منفصلين عنها أيضاً. إن هذا الوضع يبرهن وحدَه مفهوم السيكوحركية. فإذا كان من الضروري على عالم النفس، المختص في المجال السيكوحركي، أن يأخذ بعين الاعتبار معنى الحركة، فقد يستحيل عليه أن يتغاضى عن ذاكرة الجسد التي سجلت فيها تلك الحركة بالإضافة إلى الهوية التي هي انعكاس لتلك الذاكرة و بينتها (دليلها).
الهوامش
النص المترجم مأخوذ من كتاب:
Le Corps et sa mémoire, Actes du VIo congrès international de psychomotricté, La Haye, 1984, Doin Edition, Paris, 1986
* طبيب عقلي ، رئيس قسم بالمستشفى البيقروي ببلانجير، حي الطب العقلي ،طريق ميتري 206390 اولناي .
1) رهاب أو خواف أو ذعار: خوف مرضي من أشياء أو كائنات أو أماكن أو وضعيات لا يفترض أن تثيرالخوف عند الإنسان السوي (المترجم)
ترجمة : حميد سلاسي
المدرسة العلياللاساتذة مكناس
من موقع سعيد بنغراد
*د يحيى
24 - يوليو - 2009
مبتدئ    كن أول من يقيّم
 
أشكر الأساتذة الأفاضل على ما تقدموا به ، هذا التقرير كان مقدَّمًا لمقرر البلاغة، وقد تشاركتُ العمل مع بعض الزملاء، وكانت هذه الجزئية خاصة بي أحللها.
 
لكن ما المقصود بالنظرية التحليلية الجزئية و قيمة المحسنات في التعبير عن الأفكار والعواطف؟
 
والسلام عليكم
الطالب الطموح: طماح الذؤابة.
*طماح
9 - نوفمبر - 2009