أركون وقراءة في فكره المأفون كن أول من يقيّم
أثناء قراءة أعمال أركون تجده ينقد كل مدرسة عقائدية أو فقهية، ويحاول أن يقول إنها خرافة، وأسطورة دغمائية كما يحلو له أن يكرر ذلك. فما يهدف له أركون في كتاباته هو نزع الثقة من القرآن الكريم وقداسته، واعتباره نصاً أسطورياً (محمد أركون ، الفكر الإسلامي قراءة علمية ، ص22 وما بعدها) قابلاً للدراسة والأخذ والرد. إنه يغالط كثيراً في معنى كلمة " أسطورة " ويقول : إنه يعاني من صعوبة هذه الكلمة على أسماع العرب الذين يربطون بين هذه الكلمة وبين الأكذوبة أو الخرافة، ولكن حينما تقرأ له كتبه تجد من خلال سطوره ـ ما يفند مزاعمه ـ فهو يركز على معنى الأسطورة والخرافة ويلصقه بالقرآن الكريم. فيقول : " بأن القرآن لم يصلنا بسند مقطوع الصحة؛ لأن القرآن - كما يقول - لم يُكتب كله في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل كُتب بعض الآيات ثم استكمل العمل في كتابة القرآن فيما بعد (محمد أركون الفكر ، الإسلامي نقد واجتهاد ، ص85-86). ويقول أيضاً : " إن المعطيات الخارقة للطبيعة والحكايات الأسطورية القرآنية سوف تُتلقَّى بصفتها تعابير أدبية، أي تعابير محورية عن مطامح ورؤى وعواطف حقيقية يمكن فقط للتحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي- أن يعيها ويكشفهما " (الفكر الإسلامي قراءة علمية ، ص191) . إنه يريد أن يقوض دعائم وجود هذه الأمة ، فيبدأ بتغيير مفردات تراثها العظيم ، وأنى له ذلك ! فلكل حضارة خصوصية في استعمال مصطلحاتها. فتراه يلجأ إلى أساليب ملتوية لترويج أفكاره الضبابية والتعتيم على الحقائق ، واللبس والغموض في التعبير، فيستعمل كما مر آنفاً : ( للتحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي) وهي كلها ألفاظ تندس في مؤلفاته ليسير القارئ من خلالها في طريق التغريب ، بقصد إيهامه بتخلف وعيه ، وبعدم قدرته على استيعاب ما يكتب. ويذهب بك العجب كل مذهب حينما تجد أن مترجم كتب ( محمد أركون) هاشم صالح يعترف بعدم فهمه لكثير من مصطلحاته وذلك في مقدمته لكتاب: ( أين هو الفكر الإسلامي المعاصر ، لمحمد أركون) حيث قال ما يلي: بأنه " لم يستطع أن يفهم هذه المصطلحات إلا بعد (10) سنوات ، وبعضها بعد (3) سنوات من الدراسة في المعاهد الفرنسية ، حتى استطاع أن يتصور معناها كما أراد مستعملوها " . إنه التعتيم المقصود كما قلت سابقاً لأهداف وغايات في نفسه المريضة. |