البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : خطاب السيد بركة أبو عمامة    قيّم
التقييم :
( من قبل 11 أعضاء )
 د يحيى 
15 - يونيو - 2009
باراك أوباما : اسمه بَرَكة ، ومعنى ( أوباما) : أبو عِمامة. إذن هو
 بركة أبو عمامة . على ذمة الأستاذ السياسي المحنك حسنين هيكل. قال د/ مسفر أستاذ السياسة في جامعة قطر عن خطاب أوباما: " رعود صيفية بلا مطر" ، وسماحة مفتي الأزهر قال : " لامس خطابه وجدان المسلمين" ، ودونكم التعليق الآتي من أحدهم :
"
" من جامعة القاهرة، كان الرئيس الأميركي (أوباما) يوجّه خطابه الناريّ، ويُبدي رغبته بفتح صفحةٍ جديدةٍ مع المسلمين والعالَم الإسلاميّ!.. ولم ينسَ (أوباما) أن يطرقَ مسامعنا، بدعوات (السلام)، والحرّيات الدينية، والديمقراطية، والسعي لحلّ القضية الفلسطينية، وأحاديث حقوق المرأة والطفل، والتنمية الاقتصادية، ومواجهة العنف والتطرّف والتسلّح النوويّ!
لعلّ الرئيس الأميركي أول مَن يعرف، بأنّ إصلاح علاقة بلاده مع العالَم الإسلاميّ وما يقارب من ملياري مسلم، لا تكون بالخطابات والكلمات والأقوال، بل بالتنفيذ العمليّ والأفعال، وأنّ كل محاولات تجميل الوجه الأميركي القبيح بالطرق الاستعراضية الديكورية، تتهاوى أمام كل قطرة دمٍ تسفكها أميركة أو حليفها الكيان الصهيونيّ، لطفلٍ عربيٍ أو مسلمٍ في العراق وأفغانستان وفلسطين!..
كان على أوباما أن يعلم، بأنّ سَحْب جيوشه من العراق وأفغانستان والخليج العربيّ، أكثر جدوى في عملية إصلاح علاقة أميركة مع العرب والمسلمين.. من الخطابات والاستعراضات، وأنّ وقف دعمه للكيان الصهيونيّ المعتدي الذي يحتلّ فلسطين ويشرّد شعبها، ويحتلّ الجولان السورية وبعض الأرض اللبنانية.. أكثر إقناعاً من الكلمات المعسولة التي صرفها بلا رصيدٍ من القاهرة!..
إنّ ديننا: الإسلام الحنيف، هو منهج كامل متكامل للحياة، أرسله الله عزّ وجلّ عبرنا إلى الإنسانية، لتحقيق صلاحها وحرّيتها وسعادتها وسلامها، ولتحريرها من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، ومن الشرّ والشقاء اللذَيْن تستجلبهما إليها المناهج البشرية الوضعية!.. فأي سلامٍ يتحدّث عنه (أوباما)، وجيوشه وجيوش حلفائه ما تزال تذبحنا في العراق وفلسطين وأفغانستان؟!.. وعن أي ديمقراطيةٍ يتحدّث رئيس أميركة، وسياسات بلاده ما تزال تسحقنا وتنتهك كرامتنا ببساطير الأنظمة الدكتاتورية الظالمة، التي صنّعها الأميركيون لنا، وحاولوا إقناعنا بأنها أنظمة وطنية، انتهت -بتنصيبها على رقابنا- حقبة الاستعمار البغيض؟!.. وعن أي حقوقٍ إنسانيةٍ يتحدّث (أوباما)، وما تزال سجون العراق وغوانتانامو وأفغانستان تصرخ وتستغيث، من انتهاكات الحقوق الإنسانية بأبشع صورةٍ عرفها التاريخ الحديث؟!..
يُطمئننا (أوباما)، بأنه يسعى لتنميةٍ اقتصاديةٍ متطوّرةٍ في بلادنا، بينما بلاده ما تزال تحرمنا من استغلال ثرواتنا بالشكل الصحيح، لدعم اقتصادنا وتوفير فرص العمل الكريمة لإنساننا!.. وهو يعلم بأنّ ديمقراطيّته المزعومة تُستَخدَم لقهرنا لا لتحريرنا!.. وأنّ التعليم –لا سيما تعليم المرأة- في بلادنا سيكون بألف خيرٍ لو كفّت أميركة شرّها وأذاها عنا، وتَرَكَتنا نتفرّغ للعلم والتعلّم والتعليم، لا لصدّ عدوانها ودفع أذاها وشرّها!.. كما يعلم أنّ المرأة العربية والمسلمة لا يمكن أن تصدّق مزاعمه بالسعي لتحسين وضعها ووضع أطفالها، وهو الذي ما يزال يذبحها أو يشرّدها أو يرمّلها أو يسحق فلذات كبدها في فلسطين والعراق وأفغانستان!..
أوباما يُلقي علينا مواعظه حول الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة والإنسان، وحول التنمية الاقتصادية والقضاء على الفساد.. وجيوش بلاده المحتلّة خلّفت حتى الآن، أكثر من مليونٍ ونصف المليون شهيدٍ عراقيّ، وأكثر من مليوني امرأةٍ أرملة، وأكثر من سبعة ملايين طفلٍ يتيم، وأكثر من ستة ملايين مهجَّر، ومئات الآلاف من الأسرى، وتدمير كل عوامل الحياة الحديثة، ونهب مئات المليارات من الدولارات، وتنصيب حثالات فُرس إيران الصفويين على رقاب الشعب العراقيّ، ونهب النفط والثروات!..
لعلّ أوباما لا يعلم، بأنّ فلسطين بلد محتلّ، وأنّ مقاومة المحتل هو شرف للشعب الذي يمارسها، وأنّ المقاومة ليست عنفاً يجب أن ينتهي، ولا إرهاباً ينبغي محاربته، كما يزعم رئيس أميركة!.. ولعلّه لا يعرف أنّ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001م، وقعت بعد أكثر من نصف قرنٍ من الدعم الأميركي المستمر للكيان الصهيونيّ، وبعد أكثر من عشر سنواتٍ من الحصار الأميركي للعراق، وبعد سلسلةٍ طويلةٍ من الإرهاب والجرائم والمجازر الأميركية والصهيونية بحق العرب والمسلمين، أبرزها العدوان المتكرِّر، واستخدام الأسلحة الفتّاكة واليورانيوم المنضّب، وارتكاب مجازر قانا وملجأ العامرية وغيرها!..
لعلّ أوباما لا يعلم أيضاً، بأنّ بلاده تبني اقتصادها من الاستغلال والنهب والسيطرة على ثروات العرب والمسلمين، وأنها تُقيم قوّتها العسكرية وصناعتها على قهر الشعوب المستضعَفَة والعدوان عليها واستباحتها، وأننا خير أمّةٍ أُخرِجَت للناس، نملك منهجاً ربّانياً عادلاً، لو ارتقينا إليه وتمكّنا من تنفيذه، لَسَاد عَدلنا مواطئ الأقدام في البيت الأبيض والكونغرس الأميركيَّيْن، ولَسَعِدَ الأميركيون بتبنّي قِيَمنا وأخلاقنا وشرعنا، ونظرتنا إلى الحياة والإنسان والأرض والكون!.. ولعلّ الرئيس الأميركي لا يعلم بأننا أمّة حيّة تملك قوّةً بشريةً ضخمة، وثروةً هائلةً تقدَّر بأكثر من نصف ثروات العالَم، وأفضل موقعٍ جغرافيٍ واستراتيجيٍ في الأرض، وزخماً هائلاً من القوّة الحضارية التي تتطاول من عمق أعماق التاريخ، ودِيناً ومنهجاً ربّانياً لو تمكّنا من اتخاذه منهجاً شاملاً وحيداً لحياتنا.. لَغَيّرنا وجه التاريخ، ولملأنا الدنيا عَدلاً ورخاءً وسعادةً وأمناً، بعد أن أثخنتها أميركة جَوْراً وذلاً وشقاءً وخوفاً وإرهاباً!.. حتى استحق الأميركيون لقب: طغاة العصر، لأنهم الأمة التي لا يحق لها أن تتشدّق بالحديث عن الديمقراطية والحرية والتحرير والتطوير والتنمية الاقتصادية والإرهاب والسلام وحقوق الإنسان والمرأة والطفل!.. إذ لا يحق للمفسدين في الأرض، أن يطرقوا مسامعنا بحكايات إصلاح العلاقات، أو أن يبيعونا ثرثرةً فارغةً حول حُسن العلاقات، على حين بساطير جنودهم ما تزال تدنّس أرضنا وأوطاننا ومقدّساتنا، فالشياطين سيبقون شياطين، حتى لو تدثّروا بحكايات الملائكة، إلى أن تسبقَ أفعالُهُم الإصلاحيةُ أقوالَهُم ومزاعمَهم وثرثرتَهم التجميلية!..".
 
أرجو التعليق من إخوتي السراة عامة ، والأستاذين السعدي والنويهي خاصة ، مع احترامي وتقديري .
 
 
 
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مشهد حقيقي     ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
لأوباما الرئيس الأمريكي فِي مُقَابَلَةٍ مَع إحْدَى الفَضَائيَّاتْ ، تَقَدَّمَتْ ذُبَابَةٌ وَأَخَذَتْ تُضَايقُهُ ـ وهو جالسٌ عَلَى الكُرْسِيِّ ـ  فَتَوَقَّفَ عَنْ الكَلامِ ، وَصَار يَطْرُدُهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى يُمْنَة وَيُسْرَة ـ دون تكلف ـ تُبْعد قَليلا فتَدُورُ حَوْلَهُ وتَقْتَربُ ثمَّ تَنْقَضُّ ، حَاوَلَ مَعَهَا دُوْنَ جَدْوَى ....أَنَا جَالِسٌ فِي بَيْتي أَمَام التِلْفَاز ، أَرَى المشْهَدَ فِي قَنَاةِ الجزيرَةِ .. قُلْتُ فِي نَفْسِي : إنَّ الإنْسَانَ ضَعيفٌ ، مَهْما عَلَتْ مكانتُهُ ، وازْدَادَتْ قُوَّتُهُ وَسَطْوَتُهُ ، أَضْعَفُ المخْلُوقَات تُضَايقه ، وأُريدُ أَنْ اسْتَرْسِل فِي حَديثِي ، جَاءَتْ فُرْصَتِي :
لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ... إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
... لمْ يمهِلْنِي أُباما لأنْطُقَ كَلِمَةَ ( لا ) الَّتِي فِي أَولِ البَيْتِ.. ابْتَسَمَ .. وَبِسُرْعَةٍ خَاطِفَةٍ َأَطْلَقَ يَدَهُ اليُمْنَى ، فَانْقَضَّتْ عَلَى الذُّبَابَةِ وَبِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لا غَيْر ، كَانَ كُلُّ شَيْءٍ مُنْتَهِيَاً.. فَكَانَ رَدُّهُ سَريْعَاً عَلَى كَلامِي ، بِفِعْلِهِ لا بِأَقْوَالِهِ .... فظلَّ بَيْتُ الشِّعْرِ ـ وَا حَسْرَتَاهُ ـ مَكْبُوتاً فِي صَدْرِي ....
*ابو هشام
18 - يونيو - 2009
أنا خفت عليك    ( من قبل 16 أعضاء )    قيّم
 
قلت في نفسي : حتى أبو أحمد ؟!......إذن فأين أمله بالله القادر ؟ وأين دعاء الأرامل والثكالى واليتامى ؟ وأين دعاء المظلومين على أولي النتانة ؟.
 المشكلة أنّ دود الخل منه وفيه ، لقد صِرنا إلى ما نحن فيه بسبب معاصينا : فلسطينيٌّ مسلم يخون قضيته ( ألم تر الترحاب بين مذموم عباس البهائي بالقبلة لليفني في قلب مبناهم ؟) ، وفلسطينية مسلمة لا تصوم ولا تصلي وفوق ذلك متبرجة ....؟! ردود فعل ، وقنوط ....
لقد كثر الخبث ، ولذلك هلك الصالح مع الطالح : " يارسول الله ! أنهلِك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم، إذا كثر الخبث" . أمّا نقدك فأرحّب به ، بل الواعي المثقف يستقبل نقد الآخرين وكأنه يستقبل صديقه الحميم بعد غياب دام سنين .
 وأما تعارض الفِكَر فهو تلاقح لها وخير وعطاء.... لقد استرعيتَ يا أستاذ ياسين انتباهي منذ أن تعرفت إليك في محراب هذا الموقع الشريف ، ثم تأنى أستاذنا زهير حتى أيدني وذكرك بالخير.
فإلى الأمام ياشيخ مجالسنا : عشت عزيزاً ، وعاشت فلسطين .أقولها حباً وتقديراً
واصفح عني يا ابن الكرام .
*د يحيى
18 - يونيو - 2009
مذاق آخر يا أبا أحمد    كن أول من يقيّم
 
 
وعليك منا جزيل السلام
بقلم‏:‏ الحسن بن طلال
رئيس منتدي الفكر العربي وراعيه
 
هكذا أراد رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ كما أوصانا القرآن الكريم بأن نرد التحية بأحسن منها‏..‏ فيطيب لنا أن نرد تحية الرئيس باراك أوباما التي أزجاها للمسلمين في ديارهم من علي منبر قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة بأحسن منها‏,‏ فنقول‏:‏ وعليك السلام ورحمة الله وبركاته‏..‏ ونشكر له الإشارة إلي الدور الحضاري الذي نهض به العرب والمسلمون‏,‏ ومساهمتهم في تقدم العلوم والفلسفة‏,‏ وذكر مآثر الإمام الغزالي والفارابي والخوارزمي وغيرهم‏.‏

وحسنا ما اختاره الرئيس موقعا ومنبرا للحديث إلي المسلمين ومخاطبتهم‏,‏ وحسنا ما أنجزه القائمون علي برنامج الرئيس من رعاية مشتركة للحدث تقاسمتها جامعة القاهرة مع جامعة الأزهر ـ أقدم جامعات العالم ـ وهي التي كان ليعقوب بن كلس العربي اليهودي البغدادي المولد‏,‏ الفلسطيني النشأة‏,‏ والمصري الهوي‏,‏ وافر الفضل في تأسيسها بمفهوم يشابه مفهوم جامعات الغرب اليوم‏,‏ حين آلت إليه الوزارة الفاطمية بعد عودته إلي مصر مع جحافل جوهر بن عبدالله الرومي الملقب بالصقلي‏,‏ فاتح مصر‏,‏ باسم المعز لدين الله العبيدي‏..‏ وهو ـ أي جعفر الرومي الصقلي ـ مؤسس القاهرة ذاتها‏..‏ ويشي اسمه الرومي ولقبه الصقلي بأصله المسيحي‏.‏

هكذا كانت الألفة بين أتباع الديانات التوحيدية الثلاث في التراث العربي الإسلامي‏..‏ ولم يغفل الرئيس اللماح عنها حين عرج في خطابه علي ذكر هذه الألفة والتآلف بإشارته إلي نموذج العيش المشترك بين أتباعها تحت الحكم العربي في الأندلس‏..‏ فحيا الله ضيف مصر المتحدث إلينا منها باسم الولايات المتحدة ـ معشر العرب والمسلمين ـ بلهجة تصالحية محببة من مهجة بدت نواياها طيبة‏,‏ واتسعت لفهم رسالة الإله الواحد الداعية إلي السلام والتعارف بين الشعوب عبر الديانات التوحيدية الثلاث‏.‏

وما كان للرئيس أن يجهد في تأكيد ما تصبو إليه أفئدة أتباع هذه الديانات‏,‏ بل أفئدة البشر جميعا‏,‏ من أمن ورغد عيش مشترك يسهم منه الجميع في إعلاء بناء حضارة الإنسان‏,‏ فالمستضعفون والودعاء من عباده‏,‏ لا الجبابرة الطغاة والقساة القلوب‏,‏ هم الوارثون‏,‏ بدليل قوله تعالي في محكم التنزيل‏:(‏ ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين‏)‏ القصص‏5,‏ وبدليل آية الإنجيل من موعظة الجبل طوبي للودعاء لأنهم يرثون الأرض‏(‏ متي الأصحاح‏5).‏

وأحسن الرئيس حين أعاد للأذهان أحقاب التصالح والتصادم بين العالمين الإسلامي والغربي عبر المدون من تاريخهما‏..‏ ونضيف أن المطامع كانت للصدام الدوافع‏,‏ حتي إن الفرنجة اقتتلوا مع الروم في حملتهم الرابعة‏,‏ واحتلت جحافل اللاتين القسطنطينية أوائل القرن الثالث عشر‏,‏ وأقصوا بطريركها وحكموها لفترة زادت علي نصف القرن‏,‏ وهي التي جردوا حملاتهم للدفاع عنها‏,‏ بل إن الفرنجة أقدموا علي هدر دماء المسيحيين الشرقيين وقتلهم في البلاد المقدسة ضمن ما اقترفوا من مجازر بحق أهل البلاد‏.‏ وتركزت المطامع في إنشاء الممالك والمصانع والاستئثار بثروات الشرق‏,‏ إلا أن حملات الفرنجة لبست لبوس الجهاد المقدس مدعية استخلاص القدس من أيدي الفاطميين‏,‏ وكذلك الدفاع عن القسطنطينية ضد حملات المسلمين الأتراك السلاجقة‏.‏

ولا يسعنا إلا التساؤل عن دوافع الحرب الحديثة التي جردها الغرب لاحتلال العراق بعد أن باح بها مفكرون أمريكيون مرموقون يوم قالوا‏:‏ إن النفط والموارد‏,‏ لا الديمقراطية وحقوق الإنسان‏,‏ كانت وراء الاكتساح الدموي للعراق الذي وصفه الرئيس في خطابه بحرب الاختيار‏,‏ لا حرب الاضطرار‏,‏ وهي حرب سيذكرها الصغار قبل الكبار لما شهدوا فيها من دمار وذاقوا بسببها ذل الانكسار‏..‏ فكأن دوافع الصدام اليوم أشبه بدوافعه الأمس‏,‏ ويبقي كما كان‏:‏ صدام اختيار لا صدام اضطرار‏..‏ وهو لذلك قابل للعلاج بالوصفة التي ذكرها الرئيس في خطابه‏:‏ المصالح المشتركة‏,‏ والاحترام المتبادل‏,‏ والاعتراف بسيادة الشعوب في أراضيها وقبول خياراتها‏.‏

ويهون الوجد بلسم أطلقه الرئيس ليداوي به الجراح حين أعلن من منبره أن لا نية للولايات المتحدة الاحتفاظ بقواعد عسكرية في أرض العرب والمسلمين‏,‏ وأن تصدير الديمقراطية بحلتها الأمريكية قد عفا عليه الزمن‏,‏ وأنه يحترم أسلوب الشعوب في ممارستها للديمقراطية وفق ما تتبناه من تراث وتقليد‏,‏ والتزامه بدعم التوجهات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان أينما كان‏,‏ وذكره وتذكيره أن إلقاء اللوم علي الغير أهون علي النفس من تبيان عيوبها‏,‏ وأن الإشارة إلي الاختلاف مع الغير أسهل من الجهد اللازم للحوار والتواصل معه‏,‏ وأن إشعال الحروب أسهل من إنهائها‏,‏ وتأكيده أن حرمان النساء من فرص التعلم والثقافة هو تعبير عن التمييز ضدهن وأنه سيعمل جاهدا لإزالة العقبات علي طريق المسلمين في الولايات المتحدة لممارسة شعائرهم وولوج طرق التقدم وبلوغ الأرب‏.‏

وذكر الرئيس لسامعيه ومشاهديه عامدا أن وصول الأمريكيين السود إلي حقوقهم لم يكن بطريق العنف‏,‏ بل بأساليب النضال والاحتجاج السلميين حتي تبوأ أحدهم اليوم منصب رئيس الجمهورية‏.‏

وما من شك أن تناول الرئيس للقضية الفلسطينية وإشارته إلي معاناة الفلسطينيين وتوقهم إلي وطن قومي بالتوازي مع ذكره لمحرقة اليهود في أوروبا‏,‏ وتأكيده إيمان الولايات المتحدة بحل الدولتين‏,‏ لأنه مصلحة إسرائيلية ومصلحة أمريكية ومصلحة فلسطينية‏,‏ هو تحول واضح في اتجاه السياسة الأمريكية حيال القضية وأهلها وحيال الشرق الأوسط برمته‏,‏ وتذكيره حركة حماس بما يراه من واجب عليها يدعونا إلي احتمال إخراجه حماس من خانة الإرهاب الأمريكية وقبولها شريكا في صنع السلام‏,‏ وهو ما سيجعل ذلك عملية تشاركية لا إقصائية‏,‏ الأمر الذي يعزز فرص نجاحها‏,‏ ولا ريب أن التحول واضح في سياسته الشرق أوسطية حين أعطي الحوار مع إيران فرصة لتأكيد حقها في الاستعمال السلمي للطاقة النووية‏,‏ والنأي عن سعيها لامتلاك السلاح النووي‏,‏ وهو الرئيس الذي ينادي بالوصول إلي عالم متحرر من رعب أسلحة الدمار الشامل‏.‏

ولنا في خطاب الرئيس قول‏:‏ أوله تهنئته الأكيدة علي نجاحه في كسب آذان المستمعين والمشاهدين‏,‏ وكسب معظم أفئدتهم‏,‏ فالقلوب المتشككة رهن بما سيتبع أقوال الرئيس من أفعال‏..‏ ولعل الدلائل الأولية تعبر عن جدية الرئيس في مواجهة المعضلات التي تقف حائلا دون تصالح تاريخي بين الغرب والمسلمين يبدأ أساسا من تنفيذ عادل لحل الدولتين عبر تفاوض جدي هادف تشاركي لا إقصائي‏,‏ برعاية أمريكية ومشاركة منها حيثما يلزم‏,‏ ومساعدة أوروبية وكندية ويابانية‏.‏

ونحن نتفق مع الرئيس في أن المبادرة العربية هي بداية توازي بداية أخري يجب علي حكومة إسرائيل إعلانها والالتزام بتحقيقها‏,‏ وهي تجميد فوري لبناء المستعمرات والانسحاب من جميع الأراضي التي احتلتها عنوة عام‏1967,‏ بما في ذلك القدس والضفة الغربية والجولان ومزارع شبعا‏,‏ والكف عن إطلاق ما يحلو لها من أسماء علي الجغرافيا العربية‏..‏ هذه البدايات المتوازية تشق طريق التصالح والتعايش‏,‏ بدءا بالدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة الأرجاء‏..‏ ويتبع البدايات هذه إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي لدي حماس‏,‏ والاتفاق علي حدود الدولة الفلسطينية‏,‏ وعلي مصير جدار الفصل‏,‏ وضمان تطبيق الاتفاق بقرار من مجلس الأمن وتعهد أمريكي‏,‏ مقابل اعتراف عربي بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها‏..‏ فالأهم في بناء الثقة بين الطرفين ليس المزيد من التنازلات الفلسطينية والعربية‏(‏ أو ما يسمي التطبيع‏),‏ وإنما تنفيذ ما تراكم عبر السنين من قرارات أممية‏,‏ ضمن إطار القانون الدولي والشرعية الدولية‏.‏

ونتفق مع الرئيس في أن طريق العنف محفوف بالمكاره والدماء‏,‏ ويعاني منه المدنيون بالدرجة الأولي‏,‏ إلا أن احتلالا يجثم علي صدور الناس عنوة لعقود من دون مراعاة للمواثيق الدولية بخصوص الاحتلال ومن دون احترام لكرامة الإنسان وحقوقه وموارده الطبيعية لا يمكن إلا أن يؤدي إلي ردة فعل مماثلة في النوعية‏.‏

ويجدر بنا أن نتذكر بدايات العنف التي لجأت إليها التنظيمات العسكرية الصهيونية‏,‏ حتي من قبل إعلان قيام دولة إسرائيل‏,‏ وهي ما تشهد عليها دير ياسين وفندق الملك داود والفقيد الكونت برنادوت‏,‏ وسيط الأمم المتحدة‏,‏ وقبية ونحالين والسموع والقري الفلسطينية التي تمت تسويتها بالأرض‏,‏ ومخيمات اللاجئين التي أبيحت لجرائم اقترفتها العسكرية الإسرائيلية أينما وصلت ذراعها‏,‏ وآلاف الضحايا الفلسطينيين من شهداء ومساجين ومعتقلين‏,‏ ولا يعقل أن تقارن هذه الفظائع بما حاوله الفلسطينيون من مقاومة للدفاع عن أرضهم التي تعرضت لغزو استيطاني لم يسبق له مثيل‏.‏

ونشد علي يد الرئيس إذ يتنطح لضمان حرية الممارسات الدينية‏,‏ حتي في الولايات المتحدة‏,‏ وذكره لفوائد التعددية التي نعرفها في بلادنا‏,‏ مهد الحضارة والديانات‏,‏ ونؤيده في ذكره فريضة الزكاة‏,‏ إحدي أركان الإسلام الخمسة‏,‏ فأداء المسلمين لها كفيل بوضع آليات لمحاربة البطالة والفقر حيثما وجد صندوق كهذا‏,‏ ويعمل علي محاربة الجهل وانتشار التعليم وصون كرامة الإنسان وأمنه الإنساني‏.‏

وكنا قد أسهبنا في مناسبات عدة في دعوتنا لإنشاء صندوق الزكاة وتعداد فوائده‏,‏ وما صون الكرامة الإنسانية إلا مدعاة لتمكين الصامتين المصمتين من المشاركة في تقرير شئون دنياهم وتوجيهها في حمي ترسي فيه مفاهيم الديمقراطية الوطنية‏,‏ ويصان فيه الخلق والخليقة‏,‏ وتنتشر في ربوعه المسرة والعيش الكريم‏.‏ وسيكون في مقدمة المستفيدين جموع المهمشين بيننا من نسوة وشباب وفقراء ومعوزين‏,‏ وسينتقلون من خانة الحاجة والعوز إلي طليعة المدافعين عن حياض هذا الحمي‏.‏

وفي خطاب الرئيس ونبرته كوة يدخل منها نسيم الكرامة والحرية‏,‏ وفيه مشروع بناء جسر للانتقال بنا من مستنقع الشرق إلي الشرق الجديد‏,‏ يتعزز فيه مفهوم المواطنة ويتلاشي فيه التمييز بين أبناء الوطن الواحد وينعم فيه الوطن بثراء التعددية‏,‏ وهي التي أغنت الولايات المتحدة وتغنيها وتزيد من منعتها وتحميها‏.‏

ونشارك الرئيس الاعتقاد أن علاقة الغرب بالشرق أعقد من أن يلم بها خطاب واحد أو شخص واحد‏.‏ ونضيف أن في أسلوب الرئيس واهتمامه برأب الصدع أملا في علاج الخوف بالحوار‏,‏ وإدارته بما يتسق مع ضرورات حسن الجوار عل في العقلانية والوجدانية التي يستقيمها الطرفان من حكمة الخالق ما هو كفيل بتصحيح المسار‏..‏ ولعل في نتائج الانتخابات النيابية في لبنان استجابة نوعية من لدن شعوب جرحي أبية لنداء الرئيس للبدء باتخاذ خطوات عملية لعلاقات شرقية غربية تصوغها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل‏.‏

بوركت جهود الرئيس‏,‏ وبوركت الأقوال التي تعززها الأفعال‏..‏ وله منا جزيل السلام‏,‏ ووعد أن نجنح إليه بالقدر الذي يجنح إليه عدونا‏..‏ فهذا بعض من سجايانا‏,‏ ونرد علي تحيته التي وجهها بالعربية إلينا من القاهرة‏:‏ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته‏..‏ ونضيف والسلام الجزيل منا إلي المسلمين من شعبكم الذين نقلتم تحياتهم إلينا‏,‏ وإلي عموم أفراد شعبكم علي تعدد أجناسهم وأصولهم ودياناتهم وأطياف ثقافاتهم‏.
*د يحيى
18 - يونيو - 2009
المصاب    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
المصاب
بتعفن القدم ، دخل المشفى دون خوف أو وجل ، وقال : ابعدوا عني العفن ، بقطع كل القدم ، فاق من التخدير ، وركز نظره إلى ما تبقى له من سلامة الأعضاء ، كاد من الفرح يطير ، ويعانق السماء ، لأنه تخلص من عفن القدم ..ويده ممدودة بحنان على  ساقه المبتور ..
الآخر : أخذ يندب وينوح على قدمه العفن ، وظل يبكي ويصرخ ويتأوه ويتألم ، حّتَّى الجسَدَ كلّه تورَّم وتسمَّم فَتَقَطَّع .. انتهى .. وبعدها الندب توقف..
الثالث : اجتاحه مزيج متناقض من الأحاسيس ، فرحا لتخلصه من العفن ، وحزينا على فقدان القدم ..فينتظر كلمة .. إنْ قُلْتَ لَهُ : ابْكِ فيبكي .. وإنْ قُلْتَ لَهُ : اضْحَكْ فَيَضْحَك ..
*ابو هشام
19 - يونيو - 2009
خطاب أوباما: تعادلية غير عادلة..    كن أول من يقيّم
 

محمد عابد الجابري      ( عن إيـلاف )

خطاب أوباما هو خطاب المؤسسة الحاكمة في أميركا، أعني الجماعات صاحبة النفوذ التي تمارس السلطة من خلال الكونغرس، سواء كانت تنتمي للحزب الديمقراطي أو للحزب الجمهوري، وبالتالي فليس من الضروري الاهتمام بـ"نوايا" من ينسب إليه نص هذا الخطاب. إن النص الذي بين يدي هو النص الرسمي الذي وزع قبل إلقاء أوباما خطابه في جامعة القاهرة. وليس ثمة اختلاف يذكر -على مستوى المضمون، وفي الغالب على مستوى العبارة كذلك- بين النص الذي تفوّه به أوباما (ولا أقول ارتجله) وبين النص الرسمي الذي أُعِدَّ مسبقاً (أعده "الخبراء" في إدارته ومن استعانت بهم، بمن فيهم أوباما نفسه).
 
خطاب أوباما إذن "خطاب مؤسساتي"، ويمكن إسقاط اسم أوباما والاكتفاء بالنص وحده بوصفه يقدم استراتيجية الإدارة الأميركية لما يسمى "عهد ما بعد مرحلة بوش". وأنا هنا ألحّ على هذه النقطة كي لا ننساق إلى ما يمكن التعبير عنه بـ"قراءة نوايا أوباما" كشخص، وسنرى من خلال تحليل هذا الخطاب أن أوباما كشخصية، الذي كانت له أثناء حملته الانتخابية مواقف وآراء مختلفة وأحياناً مستقلة، قد ذاب في بنية النص العميقة وهي الأهم، وإن كان له حضور في بنيته السطحية، حضور مهزوز يطفو بين نتوءات النص وحفره.

ادعاء التعادل بين الإسلام وأميركا عملية غير عادلة: فالدين شيء والدولة شيء آخر، والقياس لا يصح إلا بين أشياء من طبيعة واحدة.


ويتميز نص "خطاب أوباما" بخاصية أساسية هي: التضخيم والإطناب amplification على مستوى العبارة (أو البنية السطحية) والإفقار والاقتضاب raréfaction على مستوى المضمون (أو البنية العميقة). وفيما يلي البيان:
 
إن بنية هذا الخطاب بنية تقليدية: المقدمة، مسائل الموضوع، وأخيراً الخاتمة. ولذاك يسهل استعادته استعادة شبه حرفية، عند إلقائه بدون ورقة…
 
1- أما المقدمة فموضوعها دعوة المسلمين إلى تدشين مرحلة جديدة بين "الإسلام" والولايات المتحدة الأميركية، مرحلة على أساس المصارحة والمصالحة واعتبار المصالح المشتركة، وما يؤسس هذه الدعوة ويبررها، في نظر "صاحب الخطاب" هو كونها تقوم على العناصر التالية:
 
أ- هناك توتر بين "الإسلام" والولايات المتحدة يعود إلى قرون لأسباب مختلفة، أهمها الاستعمار الغربي وتحديات الحداثة والعولمة (الأميركيتين)، فكان رد الفعل عند بعض المسلمين هو الاعتقاد بأن الغرب جملة مُعادٍ للإسلام. وهذا ما استغله المتطرفون من المسلمين، وهم أقلية، فمارسوا ذلك العنف الفظيع يوم 11 سبتمبر، مما حدا بالبعض في أميركا إلى الاعتقاد بأن الإسلام مُعادٍ ليس لأميركا والغرب فحسب بل أيضاً لحقوق الإنسان... الخ؟ لكن هذا العنف لا يعبر عن حقيقة الإسلام، فالإسلام دين التعايش والتشارك ويدعو إلى "اتقاء الله" في العمل والتزام "السداد" وعدم الغلو في القول.
 
ب- وهذا يقدمه "خطاب أوباما" على أنه ليس "مجرد كلام"، بل على أنه اقتناع أكسبته إياه تجربته الشخصية: تجربة رجل خالط الإسلام على مستوى أسرته وأسفاره وإقامته خارج أميركا. ويستخلص صاحب الخطاب من ذلك النتيجة التالية وهي أن العلاقة مع العالم الإسلامي يجب أن تبنى على ما يشكل حقيقة الإسلام وهي أنه دين التسامح والتشارك والتساكن ونشدان الطريق المستقيم، الشيء الذي يشهد له به تاريخه المديد.
 
ج- وهذه القيم الإنسانية التي تحلى بها الإسلام (طوال تاريخه) تجد ما يعادلها في حاضر الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي يجب النظر إليها هي الأخرى كما هي "في حقيقتها"، أي بوصفها بلد التسامح الديني، هذا التسامح الذي جعل من الإسلام "جزءاً من أميركا" (مسلمون كثر ومؤسسات دينية إسلامية وعلاقات تاريخية…). وهذا التشابه بين "حقيقة الإسلام" و"حقيقة أميركا" يحتم على الطرفين التصدي للصور النمطية التي لدى كل منهما عن الآخر، والتي لا تعبر عن الحقيقة (وبعبارة الخطاب الإعلامي الأميركي: "المطلوب هو تحسين صورة الإسلام في الرؤية الأميركية، وتحسين صورة أميركا في الرؤية الإسلامية").
 
د- وبعد التأكيد على ضرورة التصدي للصور النمطية تلك، يجب كذلك التصدي للتحديات التي تواجه الشعوب جميعاً نظراً لارتباط عالم اليوم بعضه ببعض: و"من جملتها: إذا ضعف النظام المالي في بلد واحد أو إذا أصيب شخص واحد بالإنفلونزا (كما في أميركا)، تعرض الجميع للخطر. وإذا سعى بلد واحد وراء امتلاك السلاح النووي (إيران) فيزداد خطر وقوع هجوم نووي بالنسبة لجميع الدول (إسرائيل أساساً). وعندما يمارس المتطرفون العنف في منطقة جبلية واحدة (بأفغانستان وباكستان) فإن ذلك يعرض الناس فيما وراء البحار (في أميركا وأوروبا) للخطر. وعندما يتم ذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة يسبب ذلك وخزاً في ضميرنا الإنساني المشترك.
 
واضح أن هذه التوازنات تفتقد إلى التكافؤ، فليس ما ينسب للطرف الأول موازناً لما ينسب للطرف الثاني، الفرق شاسع كماً وكيفاً.
 
تلك هي مقدمة الخطاب التي قلنا عنها إنها تدعو إلى المصارحة والمصالحة واعتبار المصالح المشتركة. وقبل الانتقال إلى "الموضوع" نرى من المفيد التعقيب عليها الآن حتى لا تنسينا "مسائل الموضوع" أهميتها الخاصة.
 
يمكن أن نلاحظ بادئ ذي بدء أنها تنتمي من حيث عبارتها إلى ما يسميه المناطقة الوضعيون و"المحللون الاستراتيجيون" في الولايات المتحدة الأميركية بـ"الإنشاء" أو "الخطابة" Rhetoric بالمعنى القدحي لهذين اللفظين، أي بوصفهما يعتمدان في الإقناع على "فائض" من الألفاظ"، وذلك على حساب الدقة في التعبير، والتحليل الملموس لوقائع ملموسة. إن التضخيم والإطناب يستران "فقر المعنى"...
 
هذا النوع من الخطاب/ الإنشاء يسمح بممارسة خفية لما يشتكي منه العرب وغيرهم من كون السياسة الأميركية تقوم على "ازدواجية في المعايير". وهذه الازدواجية تقوم هنا، وفي الخطاب كله، على ما يمكن أن نطلق عليه "تعادلية غير عادلة" وقد أشرنا إلى ذلك في سياق الفقرات السابقة. ونريد أن نضيف هنا أن وضع "الإسلام" (الدين) كما هو على حقيقته في كفة، وأميركا (الدولة والمجتمع) في الكفة الأخرى من الميزان وادعاء التعادل بينهما (أو المساواة في الوزن) عملية غير عادلة: فالدين شيء والدولة شيء آخر، والقياس لا يصح إلا بين أشياء من طبيعة واحدة. إن كيلو جراماً من الذهب قد يوازنه كيلو جرام من الحديد أو الرصاص! فهل من العدل تحويل هذه الموازنة على صعيد الكيل إلى تعادل في الكيف (القيمة). أضف إلى ذلك أن هذا التعادل يفتقد إلى العدل من جهة أنه قائم على الفصل بين ما هو من "حقيقة الإسلام" وما ليس من حقيقته. وهذا الفصل قد يجوز القيام به على مستوى الأحزاب والفرق والمذاهب داخل الإسلام، لأنه يمكن أن يدخل في الحق في الاجتهاد... الخ، أما أن يقوم به طرف يقع خارج الإسلام فشيء تلازمه شبهات... على أن أهم ما يعيب هذا الخطاب/ الإنشاء هو القفز على وقائع ملموسة هي التي كانت تقف أو على الأقل تغذي التوترات بين أميركا و"الإسلام"، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر أن التشهير بما يسمى "عداوة الإسلام لأميركا" لم يكن مرتبطاً بأحداث 11 سبتمبر الأليمة حقاً، لكن سبقه ما راج في الإعلام الأميركي من توقعات مغرضة عمن سيكون عدو الولايات المتحدة به سقوط الاتحاد السوفييتي. وكان الواقع يشير أولا إلى "الخطر الأصفر" (الصين) ثم إلى "الخطر الأخضر"، وقد حصل التركيز على هذا الأخير إلى درجة أن هنتينغتون عمد إلى صياغة نظرية "صراع الحضارات" وربطها بما سماه "الحدود الدموية" بين الإسلام والغرب... الخ. إن إشعال نار التوتر قد سبق حادثة 11 سبتمبر! هذا لاشك فيه.
 
مثال آخر: إن وضع الصورة النمطية عن الإسلام التي لدى بعض الأميركيين (ولا نقول كلهم) والصورة النمطية التي لدى بعض المسلمين عن أميركا، في كفتي الميزان عملية غير عادلة بالمرة، لأن الصورة الأولى ترسم وتصنع وتوزع على العالم عبر الأفلام الأميركية، بقصد التشويه، أما الصورة الثانية فهي رد فعل ميكانيكي رسخته في رؤية المسلمين السياسة الأميركية التي وقفت ضد قضايا العرب والمسلمين، مثل قضية فلسطين، وقضايا التحرر عموماً...
 
وما يهمني من إبراز هذه المثالب "الخطابية" ليس بعدها أو قربها من الحقيقة، -فميدان الخطابة ليس استخلاص حقائق ولا إثباتها، وإنما ميدانها توظيف أشباه الحقائق لإقناع المُخاطَب- ما يهمني هنا إذن، هو أن أشباه الحقائق المستعملة لا تفي بالغرض، لأنها تقوم على تعادلية غير عادلة.



*abdelhafid
23 - يونيو - 2009
بركة    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
العدد 215، 20 يونيو 2009
صفحة  [1] 2
الواقعية تحكم رؤية أوباما للتسونامي الإيراني

تقرير واشنطن ـ عمرو عبد العاطي
" منذ الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية العاشرة منذ الثورة الإسلامية الإيرانية (عام 1979) التي أنهت جدل إعلان مناصري أكبر متنافسين، الرئيس الإيراني المنتهية ولايته "أحمدي نجاد" ومنافسه الإصلاحي "مير حسين موسوي"، بنصر منافسهم، وإيران تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين من المعارضة، بالإضافة إلى عقد تجمعات جماهيرية حاشدة على الرغم من قيام الحكومة بحظر المظاهرات والاحتجاجات. وهذه الاحتجاجات والمظاهرات جديدة على النظام الإيراني منذ الثورة الإسلامية.
أثارت النتائج الرسمية الانتخابات والتي أعلن بموجبها فوز الرئيس المنتهية ولايته "محمود أحمدي نجاد" بنسبة 63 في المائة من الأصوات، في حين حصل منافسه الأقوى "مير حسين موسوي" على نحو 34 في المائة موجة من الغضب الجماهيري التي يصفها كثيرون بـ"التسونامي الأخضر" قناعة شعبية أن النتائج لا تُعبر عن السلوك التصويتي للناخبين في انتخابات الثاني عشر من يونيو الجاري. وحيال هذا الغضب الشعبي الذي اجتاح المدن الإيرانية اتبع النظام الإيراني سياسة قسرية إكراهية مع المتظاهرين والقبض على كثير من العناصر الإصلاحية، والعمل على قطع اتصال الشباب الإيراني مع العالم الخارجي وفيما بينهم بحجب الحكومة الإيرانية المواقع الإلكترونية ومنع الرسائل النصية القصيرة التي يتبادلها الشباب عبر الهواتف المحمولة.
أتاحت نتائج الانتخابات الإيرانية وأعمال القمع فرصة للمعارضين للنهج الدبلوماسي ـ الحواري للرئيس "أوباما" مع النظام الإيراني لشنهم حملة قوية في الصحف التي يكتبون بها وفي جل وسائل الإعلام الأمريكية وكذلك مدوناتهم الخاصة ضد سياساته وعدم إدانته بصورة علنية وقوية السياسات الإيرانية المنتهكة لحقوق الإنسان وحرية التعبير وتقديم الدعم إلى الإصلاحيين وتأييد موقفهم.
ادعم الإصلاحيين ولا تعترف بـ"نجاد"
دعا المعارضون لسياسات التقارب الأمريكي مع إيران إلى عدم اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة انتخاب "نجاد" لفترة رئاسية ثانية، فعلى مجلة أتلانتك Atlantic رأى أندرو سوليفن Andrew Sullivan ـ صاحب تغطية متميزة للانتخابات الإيرانية ـ أن أولى وأهم الأدوات الغربية والأمريكية لمواجهة عمليات التزوير وانتهاك حقوق الإنسان داخل إيران عقب الانتخابات الرئاسية هي ضرورة عدم الاعتراف بـ"أحمدي نجاد" كرئيس لإيران لفترة رئاسية ثانية.
وفي ضوء تلك الأحداث المتصاعدة داخل إيران دعا عدد من المحافظين داخل الكونجرس الأمريكي ووسائل الإعلام الأمريكية الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وأعضاء إدارته إلى دعم المتظاهرين الإيرانيين بصورة قوية وعلنية وليس بكلمات على الهامش وإدانة تصرفات القيادات الإيرانية وتعاملها الفج مع المتظاهرين وإدانة التزوير في نتائج الانتخابات لإنجاح الرئيس الحالي "أحمدي نجاد" ضد منافسه الإصلاحي "مير حسين موسوي".
ومن هؤلاء المنافس الجمهوري السابق لأوباما على منصب الرئيس "جون ماكين" الذي طلب من أوباما الحديث بصورة علنية وجلية عن وجود فساد وتزوير وعدم نزاهة في الانتخابات الإيرانية. ويدعو أوباما إلى ضرورة تدعيم المتظاهرين الإيرانيين ضد سياسات النظام الإيراني السلطوي والقمعي ـ حسب كلمات ماكين ـ. ويضيف ماكين ينبغي ألاَّ نخضع أربع سنوات أخرى للرئيس المحافظ والمتشدد "أحمدي نجاد" ورجال الدين المتشددين داخل النظام الإيراني الذين يصوغون السياسة الإيرانية.
افهم الرسالة بطريقة صحيحة
انتقد تشارلز كروثامر ـ أحد منظري المحافظين الجدد ـ في مقالة له اليوم "الجمعة" الموافق التاسع عشر من يونيو الجاري بصحيفة الواشنطن بوست والتي حملت عنوان "الأمل والتغيير ولكن ليس لإيران Hope and Change -- but Not for Iran صمت الرئيس الأمريكي حيال الانتهاكات الإيرانية، قائلاً: إن المتظاهرين ينتظرون كثيرًا من إدارة أوباما لكن أوباما يخذلهم بصمته "غير المبرر" من وجهة نظر كروثامر، منتقدًا إعلان أوباما الاستمرار في انتهاج النهج الدبلوماسي مع النظام الإيراني، الذي يرى فيه نظامًا قسريًّا سلطويًّا يعذب المتظاهرين وينتهك حريتهم.
ويرى أن أوباما يفهم الرسالة فهمًا خاطئًا، حيث إن تلك المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ليس على خلفية نتائج الانتخابات، ولكنها نتيجة تزايد عدم شرعية النظام الإيراني وفقدان شرعيتهم داخل الشارع الإيراني ولكن نتائج الانتخابات كانت فرصة مناسبة التي ينتظرونها منذ فترة ليست بالقصيرة ـ حسب كروثامر ـ ليعبر هذا الاتجاه الناقم على النظام الإسلامي في إيران عن نفسه. إن هذه المظاهرات تهز شرعية النظام الإيراني القائم، ومثل كثير من الثروات سيكون لها جل الأثر على منطقة الشرق الأوسط مثل كثير من الثروات العالمية التي أثرت في محيطها الإقليمي والدولي.
ويرى كروثامر أن سقوط النظام الإسلامي في إيران سيكون له تداعيات كالتي ترتبت على انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن المنصرم. فسقوط النظام الإيراني سيكون ضربة إلى التشدد الإسلامي. ولن تقتصر الأمر على ذلك ولكن كروثامر يرى أن هذا من شأنه أن يشكل ربيعًا جديدًا على المنطقة العربية كربيع عام 2005، حيث خرجت سوريا من لبنان وأجريت أول انتخابات عراقية. حيث من شأن سقوط النظام الإسلامي في إيران عزل قوى الممانعة ـ حسب تسمية وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس ـ في المنطقة في إشارة إلى حزب الله اللبناني الذي خسر الانتخابات اللبنانية مؤخرًا وحركة حماس ونظام الأسد الذي تربطه علاقات استراتيجية مع النظام الإيراني. ويرى كروثامر أن من شأن هذا إحداث موجة جديدة من الديمقراطية تعم دول المنطقة. ولذا يدعو الرئيس إلى فهم الرسالة بصورة صحيحة والشروع في دعم المتظاهرين والإصلاحيين الذين نزلوا إلى الشارع الإيراني لمعارضة نظام "الملالي" والتشدد الإسلامي الإيراني.
خمس خطوات لتعزيز الحرية
وفي صحيفة وول استريت جورنال The Wall Street Journa كتب كل من دانييل سينور Daniel Senor ـ زميل مساعد بمجلس العلاقات الخارجية ـ، وكريستيان ويتون Christian Whiton ـ مستشار السياسة لمبادرة السياسة الخارجية Foreign Policy Initiative ـ مقالة تحت عنوان "خمس خطوات لدعم أوباما الحرية في إيران Five Ways Obama Could Promote Freedom in Iran" في السابع عشر من يونيو الجاري. طرحا فيها خمس خطوات على الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته انتهاجها لتعزيز الحريات في طهران، وهي كالآتي:
أولاً: اتصال الرئيس أوباما بالمنافس الإصلاحي "موسوي" للتأكيد على أمنه وتدعيم مواقفه. مشيرًا إلى التجربة الأمريكية مع المنشقين في مختلف أنحاء العالم دليل على الاهتمام من قبل الحكومة الأمريكية وهو أمر مفيد ومرغوب فيه. مشيرين إلى النتائج المرتبة على إرسال نائب الرئيس الأمريكي "جون بايدن" عشية الانتخابات اللبنانية أوائل هذا الشهر الجاري والذي ساعد في تدعيم التحالف المناهض لحزب الله اللبناني المدعوم من قبل النظام الإيراني. ويدعوان إلى استفادة "أوباما" من تزايد رأس ماله السياسي بالمنطقة بعد خطابه في الرابع من يونيو من جامعة القاهرة إلى العالم الإسلامي في تأييد القوى الإصلاحية في المنطقة. ولكن قد يرفض "موسوي" أن يكون هناك اتصال بينه وبين الرئيس الأمريكي لما لذلك من تأثير سلبي على مستقبله السياسي.
ثانيًا: إرسال أوباما رسالة مسجلة إلى الشعب الإيراني. ويريان أن تلك الرسالة لابد أن تنطلق من قناعة أن النظام الإيراني هذه المرة يفتقد إلى التأييد الشعبي، وهذه المرة تكون الرسالة موجهة إلى المنشقين ومعارضي النظام الإيراني في الخارج، وأن يحث أوباما المنشقين والمعارضين على أن يطلبوا من واشنطن ما يريدون. وحسب كاتبي المقالة تتنوع وسائل الدعم الأمريكي للمنشقين والمعارضين بين الموارد المالية ومؤتمرات للقوى الإصلاحية وحلقات عمل ولقاءات دبلوماسية. ويشير الكاتبان على سبيل المثال إلى الدعم الغربي والأمريكي للثورات الملونة في دول أوروبا الشرقية لاسيما الثروة البرتقالية في أوكرانيا عام 2004. ويريان أنه لا تعارض بين سياسة أوباما القائمة على الانخراط في الدبلوماسية مع إيران والبحث عن شرعية النظام الإيراني......".
 
Taqrir Washington
*د يحيى
27 - يونيو - 2009
بركة (2)    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
العدد 215، 20 يونيو 2009
صفحة  1 [2]
الواقعية تحكم رؤية أوباما للتسونامي الإيراني

ثالثًا: يتعين على الرئيس أوباما توجيه سفراء الولايات المتحدة في أوروبا والدول الخليجية إلى لقاء المعارضين للنظام الإيراني في الخارج، حيث هناك نسبة كبيرة من الإيرانيين في جميع أنحاء أوروبا ودول الخليج. ويرى الكاتبان أن رمزية هذا ستكون قوية. فتلك الجاليات سيكون لها دور كبير وجلي في توجيه الجهود للمساعدة في عملية الإصلاح.
رابعًا: توفير تمويل إضافي إلى راديو فاردا Radio Farda وهو القسم الفارسي من راديو أوروبا الحرية والذي ساعد الإيرانيين للحصول على المعلومات والتحليلات التي تحجبها الحكومة الإيرانية، وتمويل شبكة الإنترنت والأقمار الصناعية ليحصل المواطنون الإيرانيون على المعلومات التي يحجبها النظام الإيراني وإلى التواصل مع العالم الخارجي.
خامسًا: ينبغي للإدارة أن تتخذ خطوات لإعطاء الإيرانيين الإصلاحيين والمنشقين فرص متكافئة مع النظام في معركة الأفكار. بتوفير وسائل اتصال حديثة من أجهزة الفاكس وآلات النسخ والوصول إلى الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى. وينبغي إعطاء منح لمجموعات خاصة لتطوير تكنولوجيا خرق جدر الحماية.
*د يحيى
27 - يونيو - 2009
الرأي والرأي الآخر !    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
تعقيب على مقالة
" العلمانية ضرورة عربيَّة للسلم الأهلي "
بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي
www.alnahwi.com
       في كلمة السيد خالد الحروب ، الباحث الأردني الفلسطيني ـ جامعة كمبريدج ، في جريدة الحياة يوم الأربعاء 16/8/1428هـ الموافق 29/8/2007م ، بعنوان : "العلمانية ضرورة عربيَّة للسلم الأهلي " ، في هذه الكلمة كشف الكاتب عن عدد من نواحي الخلل في واقعنا اليوم ، وأحال ذلك كله إلى ما أسماه تسييس الدين ، ورأى بعد ذلك أن العلمانية هي الحل والضرورة للتخلّص من ألوان الصراع الملتهبة .
       النقطة الأولى هي أنه يحاول أن يتخلّص من الصراع المدوّي في منطقتنا ، ولكن الصراع في حقيقته ظاهرة بشريَّة في التاريخ الإنساني كله ، ولا يكاد يهدأ صراع لفترة من الزمن إلا وينشب صراع جديد ، وهكذا حتى يمكن القول إنَّ تاريخ البشرية هو صراع ممتدٌّ بأشكال مختلفة ، مع تغيّر المعتقدات والمبادئ . ولكن لم تعرف البشرية  فترة سلم إلا مع الإسلام ، وبصورة خاصة أيام النبوة الخاتمة والخلفاء الراشدين .
والنقطة الثانية هي حديثه عن الدين وإعطاء الدين مفهوماً من عنده ، من خياله ، لا علاقة له بحقيقة مفهوم الدين ، وإعطائه للسياسة مفهوماً من عنده كذلك، بصورة أصبح مفهوم الدين في كلمته وبحثه غامضاً ، ومفهوم السياسة أشد غموضاً ، فالنتيجة التي يصل إليها مضطربة لا تقوم على أسس .
       ولتوضيح مفهوم الدين يجب أن نفرّق بين كلمة " الدين " في اللغة العربية وكلمة " Religion " باللغة الانجليزية وما يشابهها من مرادفات باللغات الأخرى. فكلمة " دين " في اللغة العربية تحمل عدة معان أهمها : الجزاء ، العادة ، العبادة ، الطاعة ، الحساب ، الغَلبَة ، الاستعلاء ، السلطان ، الملك ، الحكم ، السيرة ، التدبير ، والتوحيد ، وجميع ما يُتعبَّد به الله سبحانه وتعالى ، وغير ذلك من المعاني الممتدة . وقد وردت كلمة " الدين " في كتاب الله سبحانه وتعالى تحمل معظم هذه المعاني ، وخاصة :  الجزاء ، والسلطان والحكم والتدبير ...الخ .
       أما كلمة " Religion " فتعني حسب معظم المعاجم : معتقد يجمع بين النواحي الروحية عند الإنسان ، وربطها بقوة فوق الطبيعة ، ما يتبع ذلك من طقوس . وهذا هو المعنى الذي غلب على الفكر الأوروبي منذ العصور الوسطى وسيطرة الكنيسة الكاثوليكية بالمفهوم الذي اتفق عليه في مؤتمر " نيقية " ، المفهوم المبني على التصور الثلاثي المنحرف عن رسالة عيسى عليه السلام . ومع تطور الحياة الأوروبية ، وما حمل من صراع بين الكنيسة والسلطة الزمنية ، وبينها وبين العلماء والفلاسفة ، ظهر الفكر العلماني مصادماً لفكر الكنيسة التي انسلخت عن رسالة عيسى عليه السلام فكراً وطقوساً وعادات لم يأتِ عيسى عليه السلام بشيء فيها .
       فمن هذا الموجز السريع نجد أن هنالك فرقاً كبيراً بين كلمتي " الدين " و Religion" "، فرقاً بالمعنى المعجمي ، وفرقاً بالتاريخ لهذه اللفظة وتلك ! فكلمة " الدين " كما وردت في كتاب الله وفي المعاجم وفي الممارسة تحمل معنىً واحداً : يتمثل بنهج كامل للحياة ابتداء من الأمور الصغيرة في حياة الإنسان إلى الأمور الكبيرة كالحكم والسلطان ، والحياة الاجتماعية ، والتربوية ، والاقتصادية ، والسياسية والأدبية وغير ذلك . فالدين منهج عام للحياة كلها .
       لكنَّ هذا التصور لكلمة " الدين " ، التصور الذي كان يملأ قلوب المسلمين علماء وأدباء ومفكرين في مسيرة طويلة ، اضطرب واختلَّ في القرنين الأخيرين في العصر الحديث ، بعد أن غزانا الغرب بكل أسلحته الفكرية والمذهبية والأدبية والعسكرية ، فاختلطت كلمة " الدين " بمعناها القرآني بكلمة " Religion " وظلالها . وكلما نادت أوروبا بفصل الدين " Religion" عن السياسة وحصره في الكنائس ، انتقل هذا التصوّر الخاطئ إلى كلمة " الدين " في حياة المسلمين ، وغلب الجهل على قلوب الكثيرين ، وتسللت أفكار الغرب إلى الملايين من المسلمين ، حتى غاب التصور الحلق لكلمة " الدين " في الإسلام بأنها تعني المنهج المتكامل للحياة في جميع جوانبها :
       ( ....... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ........ )                                              [ المائدة : 3 ]
       فالإسلام هو دين جميع الرسل والأنبياء ، دين واحد في رسالات ربَّانيَّة متعددة ، فهو دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، ودين موسى ودين عيسى عليهم السلام جميعاً ، فقد كانوا جميعهم مسلمين ، وكذلك كان من آمن بهم  واتبعهم ، وكان دينهم الإسلام وكانت رسالتهم ودعوتهم الإسلام .
       ومن الواضح أنَّه لا يعقل أن يبعث الله لعباده بأديان مختلفة يتصارعون عليها ، ثمَّ يحاسبهم يوم القيامة . فالله واحد ، والدين واحد ، دين الإسلام ، دين الله  الذي خُتمت رسالاته كلها برسالة محمد r مصدّقة لما بين يديها من الكتاب ومهيمنة عليها ، لأنها الرسالة الخاتمة ، لتقدم للبشرية كلها منهجاً كاملاً متكاملاً متناسقاً للحياة كلها . إنَّما هي مسؤولية الإنسان نفسه أن يمارس هذا الدين في كل زمان ومكان وواقع مهما تغيّرت الأحداث والأحوال .
       وهذا الدين لا يصلح أمره إلا أن يكون له أمة قويّة عزيزة تحمل مسؤولية تبليغه وممارسته ممارسة إيمانية ، وتبلّغ هذا الدين بلاغاً وافياً إلى الناس كلهم كما أُنْزِلَ على محمد r ، وتتعهدهم عليها .
       ولكن لحكمة بالغة لله وهنت الأمة المسلمة لأسباب متعددة ، وضعفت عن الوفاء بأمانتها ابتلاء منه سبحانه وتعالى :
       ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )                                                    [ آل عمران : 110]
       إنَّ ضعف هذه الأمة وهوانها وعجزها عن حمل الرسالة وأداء الأمانة ، لا يغير من الحقيقة الكاملة أنَّ هذا الدين الإسلامي هو دين الله ، منهج كامل للبشرية كلها ، للعالمين :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  )            [ الأنبياء : 107]
       وهنا تبرز القضية الخطيرة في هذا الدين ، حيث إنه منهج كامل للحياة الدنيا يقود إلى النجاة في الدار الآخرة ، التي هي الأهم والأخطر في ميزان الله ، وفي مستقبل البشرية .
       العلمانية تحاول جهدها أن تنظم شؤون الدنيا بنظرة مادية معزولة عن الدار الآخرة . ليست مشكلتها أنَّ الإنسان حين يموت ماذا يكون مصيره ؟! والإسلام يرى أنَّ القضية الخطيرة في حياة كل إنسان ، وفي حياة البشرية كلها هي مصيرنا جميعاً بعد الموت ، وبعد البعث والحساب ، أإلى جنَّة أم إلى نار !
       محور ذلك كله وأساسه قضية واحدة : هل تؤمن أيها الإنسان بالله إلهاً واحداً لا إله إلا هو ، وبرسله جميعاً ، وما أنزل من كتاب ، وأنَّ محمداًr    خاتم الأنبياء والرسل ، فإن آمنت وضَحَتْ تلك  الصورة وانجلت ، وإن لم تؤمن فالعلمانية وأمثالها سبيل آخر مختلف كل الاختلاف ، والصراع ماض على سنن لله ثابتة في الكون والحياة ، لا تتعطل ولا تتبدّل ، قضاء نافذ وقدر غالب وحكمة بالغة .  ماذا يقول من لا يؤمن إذا فاجأه الموت وما بعده ؟! فهل من مخرج ؟!
       ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ   [ المؤمنون : 99-100]
       الذين لا يؤمنون ليس لديهم إلا الظنّ ، والظن لا يُغني من الحقِّ شيئاً . لو فكروا وتأمَّلوا قليلاً لوجدوا أنَّ حياة الجنين ونموّه وولادته ومراحل ذلك سنن ثابتة في الحياة ، تمتدُّ إلى النمو في شباب وكهولة وشيخوخة ، ثمَّ الموت ، ثمَّ البعث ، ثمَّ الحساب . فكيف يؤمنون بثلاثة أرباع الرحلة وينكرون تتمتها ؟! وهل يُعْقل أن تنتهي الحياة ويتساوى فيها المجرم الظالم والصالح المظلوم ؟!
       لا أختلف مع السيد خالد الحروب في أنَّ المسلمين اليوم فشلوا في تقديم الصورة المشرقة لهذا الحق المبين ، من خلال صراع ممتد على غير أسس إيمانية ، ومن خلال انشغال بمصالح ومطامع دنيوية ، فلم ينصرفوا إلى تبليغ رسالة الله كما أُنْزِلتْ على محمد r إلى الناس كافة وتعهدهم عليها ، حتى تكون كلمةُ الله هي العليا .
       هذه هي المهمة والأمانة التي خلق الله عباده ليوفوا بها من خلال عهد وميثاق أخذه منهم ، ومن خلال ابتلاء وتمحيص ، ذلك لأن الدين ـ الإسلام ـ دين جميع الأنبياء والمرسلين ، له مهمة عظيمة في حياة البشرية . فلو أُلْغيَ الدين وسادت العلمانية فلن ينتهي الصراع كما يتوهّم السيد خالد ، وإنما سيمتد ويزداد بعد أن أُلْغيَ كل ما يؤثِّر للناس كوابح وضوابط لأهوائهم وشهواتهم وأطماعهم .
       الصراع ينطلق من حيث الأساس عن غلبة الأطماع والشهوات . والذين قادوا أقسى الحروب ومارسوا أشد وحشية هم العلمانيون الذين لم يكن الدين سبباً لأطماعهم وجرائمهم ، ولكنَّ أطماعهم تفجّرت بعلمانيتهم وبتخليهم عن منهج الدين وتكامله .
       وأخيراً أقول للسيد خالد إنَّ الدين ـ الإسلام ـ حاجة الإنسان الأولى ، حاجة البشرية، لا سلام ولا صلاح خارج الإسلام . بغير الإسلام يقع الإنسان  في خطرين أكيدين : خطر الدنيا وصراع المجرمين ، وخطر الآخرة الذي لا ريب فيه .
       إنَّ الذين يدعون إلى الإيمان والتوحيد والإسلام حجّتهم أنَّ الله جعل الإيمان والتوحيد في فطرة الإنسان السليمة التي فطره الله عليها . وحجّتهم بلاغ الرسل الذين بعثهم الله على مرِّ العصور والأجيال يبلّغون رسالة ربانية واحدة ، لا يكذّب رسولٌ رسولاً أبداً إنما يصدقه، بما جاء من نبأ الغيب والوحي . وحجّتهم الآيات البيّنات في السموات والأرض وفي أنفسنا ، وأخيراً النبأ الحقّ والكتاب الصادق القرآن الكريم  الذين أُنْزِلَ على محمّد r مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ، كتاباً معجزاً يحمل الحجّة القاطعة لمن يريد أن يتبع الحقّ .
       أما الذين لا يتبعون الدين الإسلامي وليس " Religion " فليس لديهم حجة إلا الظن ، وإنَّ الظنَّ لا يُغْني من الحقِّ شيئاً :
       ( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً * فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى  )
  [ النجم : 28-30 ]
*د يحيى
1 - يوليو - 2009
نجاد !!!    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
             المحامي المصري ممدوح إسماعيل يرفع دعوى على (نجاد) ؛ لسبّه الصحابة ومنعه من دخول مصر ! تقدم المحامي بإصدار قرار بمنعه من دخول مصر في منتصف يوليو/تموز الحالي لحضور قمة دول عدم الانحياز التي من المقرر
أن تعقد في مدينة شرم الشيخ الساحلية.

واستند في بلاغه على أنه "وصف اثنين من الصحابة بالردة" في إحدى خطبه في أثناء معركته الانتخابية ضد الإصلاحيين
بزعامة مير حسين موسوي، وأنه "ليس رئيساً شرعياً لوجود أدلة ووقائع مشهورة على تزويره نتائج الانتخابات الرئاسية".

وأرفق ممدوح إسماعيل بلاغه بأسطوانة مدمجة بها النص المرئي لتصريح (نجاد) التليفزيوني الذي
قال إنه "اتهم فيه الصحابيين طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام بالردة"، طالباً القبضَ عليه ومحاكمته في حال حضوره القمة.
وقال البلاغ الذي حمل رقم 12173 "بتاريخ 10 -6 -2009 تحدث نجاد في القناة الثالثة الإيرانية في التاسعة مساء
ووصف اثنين من الصحابة بالردة، وهما: طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما،
قائلا "إنهما كانا على خير ثم نكثا العهد بسبب ما حصل في موقعة الجمل، وأن ذلك أفسد عليهما أعمالهم الصالحة من الجهاد وغيره.
وقد تنقص أيضاً الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه".

وأضاف
"أجمع أهل السنة على أن الصحابيين الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله من العشرة المبشرين بالجنة،
وقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏( لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ).
وقد وصف النبى صلى الله عليه وسلم طلحة فقال (من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله)".

وأشار إلى
"أهل السّنة أجمعوا على أن الصحابة كلهم عدول بلا استثناء، وأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء، ويجب الإمساك عما شجر بينهم،
وتجب محبتهم، ويحرم بغض أحد منهم أو سبه أو التنقص منه.. وقد عظم الله تعالى شأنهم في نصوص كثيرة".
واستطرد محامي الجماعات الإسلامية بمصر بقوله
 "يتضح مما سبق أن تصريح الرئيس الايرانى الذى نشر فى كل وسائل الاعلام يعد بمثابة ازدراء وتحقيرا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإساءة بالغة للمسلمين في العالم وفي مصر خاصة التي يعتنق أهلها مذهب أهل السنة،
وكان الواجب على الرئيس الإيراني أحمدي نجاد التوبة إلى الله تعالى من سب الصحابة وتكفيرهم والتنقص منهم
وإعلان ذلك ، إلا أنه لم يفعل ذلك".

وطلب البلاغ من النائب العام إصدار قرار بمنع دخول (نجاد) لمصر التي نشرت وسائل الإعلام أنها ستتم في منتصف يوليو/تموز الحالي
لحضور مؤتمر عدم الانحياز المزمع عقده في مدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر في شبه جزيرة سيناء،
معتبراً أن زيارته تشكل خطراً على الأمن القومي المصري، رابطاً بين ذلك وبين ما وصفه
بـ" ازدرائه الأديان علانية عبر تهجمه على بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وقال إسماعيل إنه " يُعَدُّ بذلك شخصاً غيرَ مرغوب فيه من الشعب المصري، وتقتضي مصلحة الأمن القومى منعه من دخول مصر،
وإنْ دخل مصر فيجب إحالته للتحقيق والمحاكمة جزاء فعلته الشنيعة".

وأضاف أنه توجد أيضاً "أدلة ووقائع مشهورة ومعروفة علانية على استبداده وتزويره انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة،
ومن ثم فلا يُعدّ رئيساً حقيقياً منتخباً من الشعب الإيراني ولايجوز استقباله".
 
لَأنْ تعيشَ مظلوماً في هذه الدنيا خيرٌ لك من العيش ظالماً ...تذكَّرْ هذا دائماً.
*د يحيى
2 - يوليو - 2009
إلى الله إيابه وعلى الله حسابه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
" محمود أحمدى نجاد ولد سنة 1956م في مدينة غرمسار Garmsar
(بالفارسية: گرمسار) التابعة لمحافظة سمنان شمالي إيران، في عائلة متواضعة، انتقل مع عائلته إلى العاصمة طهران وتابع دراسته فيها، حيث حصل على شهادتي البكالوريوس سنة 1979 والماجستير سنة 1989 من جامعة العلوم والصناعة في طهران، ثم عين محاضراً في كلية الهندسة المدنية في الجامعة نفسها. وفي سنة 1997، نال شهادة الدكتوراه في الهندسة والتخطيط المروري وأشرف على عشرات الرسائل العلمية في مختلف المجالات الهندسية، يتمتع أحمدي نجاد بشعبية كبيرة في إيران، وقد أطلق على صفحته الخاصة على الإنترنت لقب "مردُم يار" (بالعربية: صديق الشعب). ويشتهر أحمدي نجاد بحياته البسيطة وشن الحملات ضد الفساد ورفضه للتدخل الأجنبي في السياسة الداخلية، ودفاعه عن البرنامج النووي الإيراني الذي أثار قلق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. دخلت إيران في عهد نجاد النادي الفضائي بعد أن نجحت في إطلاق قمر صناعي ووضعه في مداره حول الأرض،وشهدت الترسانة العسكرية الإيرانية نجاحات عدة بتحديثها بأنواع مختلفة من الأسلحة محلية الصنع . خلال 3 سنوات من حكومة أحمدي نجاد، أصبحت إيران صاحبة موقف قوي في المفاوضات حول برنامجها النووي نتيجة اتباعها سياسة النفس الطويل وانغماس الولايات المتحدة في المستنقعين العراقي والأفغاني وتورط إسرائيل في حرب تموز ،واستمرت إيران خلال فترة رئاسة نجاد في دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان الأمر الذي انعكس ايجابيا لصالح القاومة في حرب تموز 2006 في لبنان وحرب غزة2008 2009 . زار محمود أحمدي نجاد يوم 24 سبتمبر2007جامعة كولومبيا الأمريكية بمدينة نيو يورك والتي لاقت معارضين وموالين، وشهدت هذه الزيارة مشادة بينه وبين لي بولنغر رئيس الجامعة، فقد وصف بولينغر نجاد أثناء تقديمه له بأنه "ديكتاتور وحشي أو: "ديكتاتور قاس وتافه" وأن إنكاره للمحرقة النازية (الهولوكوست) يشير إلى أنه "إما مستفز بشكل صارخ أو جاهل بشكل مدهش بينما رد نجاد عليه بأن ما ذكره بولينغر يمثل إهانة للحاضرين وطالب بإجراء مزيد من الأبحاث عن المحرقة بغض النظر عن موقفك من إيران و من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد سواء الموقف الديني او السياسي ..فباعتقادي شخصية نجاد تستحق الاحترام … فهو وطني و يخدم وطنه ودينه بما تمليه عليه مصالح الجمهورية الإيرانية الإسلامية العليا ! سألت قناة فوكس الأمريكية الرئيس الإيراني أحمد نجاد ,عندما تنظر إلى المرآة صباحا ماذا تقول لنفسك وأنت رئيس الجمهورية ؟؟ أجاب انظر إلى الشخص الواقف في المرآة وأقول له تذكر أنك لست سوى خادم بسيط عندك اليوم مهمة ثقيلة وهي خدمه الشعب الإيراني. وهذا تقديم له من المذيع: أحمد نجاد الرئيس الإيراني الذي حير الكثير، عندما وصل إلى مكتب الرئاسة تبرع بكل السجاد العجمي الفاخر إلى أحد المساجد في طهران وإستبدل به سجاد من الدرجة البسيطة ..وفوجئ أن هناك قاعه كبيرة ومزركشة لاستقبال كبار رجال الدولة فأغلقها وطلب من البروتوكول الخاص به أن يكون الاستقبال في غرفه عاديه كراسيها من الخشب . كما ألغى منصب مدير مكتب يستطيع أي وزير أن يدخل عليه بدون إذن، وقد منع الاستقبال الرسمي له في أي محافظة كالسجاد الأحمر أو طباعة الصور أو نشر سيرته الشخصية أو تعظيم عمله بأي شيء كما طلب من أي فندق أن لا يكون هناك سرير ضخم لأنه لا ينام عليه، مكتفي بفراش صغير وبطانية لأنه يحب النوم على الأرض وجعل اجتماع الوزراء كل مرة في محافظة حتى يعرف الوزراء هموم كل محافظة. ومن الأمور الذي غيَّرها هو تخصيص الطائرة الرئاسية وتحويلها للشحن لتفيد خزينة المال العام وطلب أن يركب بالطائرة العادية وبالدرجة السياحية ومن الغريب الذي أثار الموظفين في القصر الرئاسي هو الكيس الذي يحمله معه هذا الرئيس كل يوم من السندوتشات التي أعدتها له زوجته أو بعض الجبن والزيتون في كيس يتأبطه بفرح وسرور وقد ألغى الأكل الرئاسي الذي كان يؤتي به إلى الرئيس ومن تصرفاته انه عندما يعين وزيرا يمضيه على ورقة فيها عده شروط وأهم شرط أن يبقى فقيراً وأن حساباته في المصارف وأقاربه ستراقب وأنه مثل دخوله الوزارة سوف يخرج منها مع مرتبة الشرف فلا يجوز له ولا لأحد من أقاربه الاستفادة من أي مورد من موارد الدولة. وقد وقع هو الأول على هذه الوثيقة وصرح عن ثروته الكبيرة وهي سيارة بيجو 504موديل1977وبيت قديم صغير ورثه عن أبيه مبني من 40عام في أحد أفقر أحياء طهران وحسابان مصرفيان حساب فارغ تماما وحساب يتلقى راتبه من التدريس من الجامعة فيه ما يعادل 250 دولار، ومن المعلوم أن الرئيس لا يزال يعيش في نفس المنزل هذا كل ما يملكه رئيس إحدى أهم الدول استراتيجياً ونفطياً وعسكرياً وسياسياً وحتى إنه لا يأخذ راتباً شخصيا له بحجة أنه مال الشعب وهو أمين عليه.. المدهش حقا هو خروجه كثيراً لكنس الشوارع مع عمال البلدية في المنطقة الذي فيها منزله ومكتب الرئاسة . كما إنه يمارس التدوين على مدونته بنفسه ولا يسمح لأحد بالتدوين عنه وهو يخصص لذلك كل أسبوع ربع ساعة وعنوان مدونته : مدونة محمود احمدي نجاد http://www.ahmadinejad.ir مدونة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مدونة بـ 4 لغات : الفارسية - العربية - الانكليزية - الفرنسية.
*د يحيى
2 - يوليو - 2009
 1  2  3