السلام عليكم ( من قبل 4 أعضاء ) قيّم
ودمتم إخوة أحباب جميعاً.. بداية.. لا بد لي من شكر راعي الملف المدمي الدكتور يحيى، صاحب الهمة والحماس، وكذلك الأستاذ الكبير الشيخ ياسين على هذا التحليل الجميل، وأنتهز الفرصة هنا لأشكره أيضاً على كلامه الحلو هناك في ملف (فلنطالب برجوع من فقدناهم)، وأتمنى من الله العلي القدير أن يجمعنا في الدنيا قبل الآخرة و(صدر دمشق لك يا أستاذ والعتبة لنا) وأبارك لك هذه الثقة الرائعة من حبيبنا الأستاذ زهير صاحب النكهة الطيبة التي افتقدناها بالفعل، وما زلنا ننتظرها.. وأنت (ابن بجدتها) يا أستاذ ياسين.. وتحياتي الصادقة للأخوين أبي هشام وخالد صابر.. ولكل الأساتذة والأستاذات في مجالس الوراق.. لن أجهد نفسي في تعداد الحلول التي تخرجنا من الأزمة، الأمر كبير، والهوة سحيقة، وقد (اتسع الخرق على الراقع)... والكلام النظري لا يجدي كونه نظرياً فقط، وقد مللنا من التحدث مع أنفسنا، لأننا أصلاً لا نقدر على التحدث مع غيرنا لوهننا وضعفنا وقلة حيلتنا بدءاً بأكبر رئيس وانتهاء بأصغر مرؤوس.. ومنذ ستين عاماً ونحن نشتم هذا وذاك، ثم نقول: لا بد أن نفعل كذا, ولا بد أن يحصل كذا ولا بد أن نعترض على كذا... هذا الكلام العائم لا يجدي أبداً، فمن الذي سيفعل؟!.. ومتى؟!.. وأين؟!.. وهل الضعيف يقدر حتى على الكلام؟!.. وإن تكلم هل يُصغى لكلامه؟!.. وفي القمم العربية نرى هذا الأسلوب المتبع نفسه، فيقولون مثلاً: نطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات.. لا بد أن تعمل أمريكا بما يضمن عودة الحق لأصحابه.. نطالب المجتمع الدولي أن يعي مسؤولياته.... إلى ما هنالك.. فمن الذي سيطالب؟.. وما هي الآلية للمطالبة؟!.. ومتى؟!.. وووو.. ثم ينفض الاجتماع وكأن شيئاً لم يكن، أصبح هذا الأمر معروفاً وحفظناه عن ظهر غيب.. ولا شيء تغير منذ ستين عاماً وحتى الآن.. لا نستطيع أن ننتظر من البئر النتنة أن تعطي ماء صافياً، إنها يا أصدقائي لا تعطي إلا ما هو نتن، والتغيير لا يأتي ولن يأتي إلا من الداخل؛ أنفسنا وولاة أمرنا وأحوالنا عامة.. وقد أعجبني قول الدكتور يحيى: إنّ ديننا: الإسلام الحنيف، هو منهج كامل متكامل للحياة، أرسله الله عزّ وجلّ عبرنا إلى الإنسانية، لتحقيق صلاحها وحرّيتها وسعادتها وسلامها، ولتحريرها من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى.. نعم إنه كذلك يا دكتور، أرسله الله (عبرنا).. لكن ما الذي حصل عندما تخلينا عنه؟!.. لقد حصلت هذه الدوامة التي نحن داخلها، فقدنا (الإنسانية والصلاح والحرية والسعادة والسلامة).. ولا مخرج لنا إلا بالرجوع والعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه). وعندها فقط سيأتي الفرج منه سبحانه وتعالى، من دون أن ندري كيف، ومتى، وأين... والآن إلى موضوع آخر.. هنالك رسائل بريدية يكون تأثيرها عميقاً، تدخل إلى الوجدان وتمشي مع الدماء.. أقول ذلك بسبب هذا البريد الذي أتاني منذ أيام من صديقي (شعبان مصطفى) وهو من الإخوة المصريين الذين نحسبهم على خير والله حسيبهم.. اقرؤوا معي هذا الكلام الساحر، هذا الحب الذي لم نسمع به من قبل، هذا الصدق الذي يخرج من الصدِّيق رضي الله عنه وأرضاه.. الرسالة بعنوان: عطش أبوبكر الصديق.. يقول سيدنا أبوبكر: كنا في الهجرة وأنا عطشان جداً، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له: اشرب يا رسول الله.. يقول أبوبكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت. لا أخفيكم أنني تأثرت بهذا الكلام كثيراً، وما زالت الجملة الأخيرة تضرب في قلبي لسببين اثنين: الأول هو مدى حب الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام، وأولهم أبوبكر الصديق رضي الله عنه، والأمر الآخر: هو أن عصرنا المجنون هذا جعلنا نرى مثل هذا الحب من المستحيلات على رغم وجوده!!.. فهل هذا الحب كان سبباً في سيادة الإسلام والمسلمين وعزّهم ومنعتهم؟.. |