حرف النفي كن أول من يقيّم
بعد التحية لسفيرة السلام الوفية ، الأخت الأستاذة الصحافية حقيقة إن هذا الموضع هام وله وقفات..
حرف النفي " لا " حرف ثقيل على النفس ، لذلك واجب التعامل معه بحذر ، وعدم المبالغة في استعماله ، حتى لا يكون الإنسان مبغوضا منبوذا أمام أهله وأقاربه وأقرانه .. فهذا الحرف بالذات يجب التعامل معه بحذر .. نعرف كيف ومتى نقوله نصا أومعنى .. وولهذا علينا أن نعلم أطفالنا سبل التعامل مع هذا الحرف ..لأنه إذا أسأنا استعماله ، ربما يوصلنا إلى درجة الوقاحة ، وهذا الذي لا نرتضيه لنا ، ولا لأولادنا .. ففي بعض الحالات يحتم علينا أن نقوله بالمعنى وبطرق دبلماسية حتى لانجرح الآخرين ، لأن هذا الحرف للأسف يغضب منه الناس ..
حج هشام بن عبد الملك فحاول أن يلمس الحجر الأسود فلم يستطع من شدة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بالإمام مقبلاً يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتى لمس الحجر وقبله ومضى فعاد الناس إلى ما كانوا عليه . فانزعج هشام وقال : من هذا ؟ وصادف أن كان الفرزدق الشاعر واقفاً فأجابه هذا علي بن الحسين بن علي ثم أنشد فيه قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته والبيت يعرفه والحـــــلُّ والحرمُ هذا بن خيــر عبـــــاد اللـه كُلُّهمُ هذا التقـي النقي الطاهـــرُ العلــمُ
ما قال لا قـــط إلا في تشهـــــده
لولا التشــــهد كانــــت لاؤه نعم
وهذا إن دلَّ على ثقل قول حرف "لا" ومكانة نعم في إرضاء الناس .. وحتى حرف الجواب { نعم } يحتاج أيضا إلى وقفة لا تقل عن حرف النفي " لا " وكيف التعامل معه حتى لا نضر بأنفسنا ..
تقول الكاتبة المبدعة " كورين سويت " :في كتابها : " إنَّ من يقول " نعم " طوال الوقت, بدلاً من " لا " عندما يريد قولها , لا يكون عادة سعيدا جدًا, ولا يشعر أيضاً بالرضا عن نفسه , وقد تبدو الحياة مليئة بالأعباء , وما يثير الحزن هو شعوره بأنه ينبغي عليه تجنب الآخرين وعزلهم عن حياته , بدلاً من أن يتعلم كيف يتعامل معهم جيدًا ".
ولكم من كل تحية .. |