جمال القوب الهادئة... كن أول من يقيّم
حمداً لله أن الزوبعة قد أثَّرت وأعطت ما أمَّلت وزينت مجالسنا ونورت ولاحت الأنوار وجملت بعد ما كانت القلوب استوحشت وتأثَّرت فهذا الفقيه ابن الفقيه قد ظهرا والنويهي بعد طول الغياب قد ترأَّفا وزهير لاحت منه إشراقة وتوهَّجا بل النواجد رأيتها والثغر تبسَّما ما بالنا نرى من بيننا من يكون " منسحباً مسترجعاً..محوقلا.. " يا "عمر" يا فاضلا ويا كريما غاليا لا نحسبك إلا متآخيا في المجالس حاضرا أما العين الصادقة والجمال المبهر والكلمة الطيبة فالعائد إلينا بعد الغروب... ثلاث يعز الصبر عند حلولها ... ويذهل عنها عقل كل لبيب خروج اضطرار من بلاد تحبها... وفرقة إخوان وفقد حبيب ولست أقول كما قلت شيخنا "د. يحي": بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا.....! بل: بالله سل بحر الوراق عن سراته... بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا... ونحن جميعا لسنا نطيق الكربة مع الغربة... بل إنها كشف الغربة بلقاء الأحبة... والشيخ شيخٌ يستوجب تقبيل الأيادي... وسليمان منا رائدا شريفا، يحن له فؤادي... نطير له شوقا، كلما لاح في الغصن شادي... وهذا أحمد يجمع لنا الأصواتا... والضم بالضم، والشذى بالشذى... واللحن باللحن، والقطرة بالقطرة... نملأ الآفاقا... والزين زينٌ، يروي الظمأى والحيارى... بزين يزيل الشين، ويبعث فينا الآمالا... وهذا الذي أثار أشجاني... بعذب شعره أبكاني... فلا تكتئب فعن قريب سنرجعُ... وفي رحاب الوراق سنجتمعُ. |