توضيح.. ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
ربما يتذكر بعضنا قصة الفراشة وزهرة النرجس، تلك القصة البسيطة في محتواها، والحكمة في مغزاها، ولمن لا يعرفها فهي في مجلس الرواية والقصة، وملخصها: أن فراشة جلست تبكي وتنوح، تبكي وتنوح، تبكي وتنوح، لماذا؟.. لأنها فقدت من (البستان الكبير) زهرة نرجس واحدة!!.. ليس سهلاً أن نفارق من نحب، ومن الصعوبة بمكان أن ندير أظهرنا دون اعتبار لكل ما مضى، المجالس تشهد تحولاً نعم، لكن أن تشهد سقوطاً فلا، وأنا أؤيد الأستاذ ياسين بما قال بضرورة النهوض بمجالس الوراق، وأدعو إلى تفعيل رؤيته بالطريقة التي ترونها مناسبة، وأنا معكم قلباً وقالباً، وأشكره على كلمته الجميلة.. ولأن مجالس الورّاق (غْيْر) فيجب أن نكون نحن (غْيْرْ)، ألسنا نحن من صنع هذا الـ(غْيْرْ)؟.. هكذا أرى الأمر، وهكذا يجب أن يكون، وهكذا نحن بحاجة إلى الأستاذ زهير كي تستقيم المسألة، فلا نريد أن نفقد من كان سبباً في رسم البهجة على قلوبنا قبل شفاهنا. خروج أستاذتنا ليس بالأمر السهل، ومن المؤكد أن ذلك يؤلمنا مثلما يؤلم الأستاذ زهير مثلما يؤلمها هي، ونتمنى منها وهي ترتّب أوراقها أن تكون ورقة الوراق من أولوياتها، ونتمنى لها الخير حيثما حلت وارتحلت، وسننتظرها لأننا نحب الأمل، لكن مع ذلك أقول: الحياة لا تقف عند شخص، ضياء خانم أستاذة محترفة، رقيقة، قريبة من الجميع، بعلمها وثقافتها وأدبها وأخلاقها، لكن هل ننهي الأمر عندما تغادر؟.. أنا أقول لا ويدي على قلبي، وإن كان الأستاذ زهير يقول نعم فأنا من احترامي له ولها، سأكون مغادراً اليوم قبل الغد، وسأبحث عن موقع آخر يشبه الوراق لأتعلّم منه ما تعلمت من جميع السراة الأحبة، وربما أجد.. أقول: ربما. أستاذ زهير، بصراحة ووضوح واعتذار مني إليك، استشهادك ببيت جرير لم يعجبني وهو: لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت أسباب دنياكِ من أسباب دنيانا وأيضاً أن (تسير هذه المجالس على سجيتها) فلا أعتقد أنها ستسير، وقد قال الإخوة المصريون في أمثالهم: (اللي ما عندهوش كبير يشتريلو كبير).. وصدقوا بما قالوا.. فالبلد من دون رئيس كيف ستكون، والطائرة من دون كابتن كيف ستكون، والسفينة من دون قبطان ألا تغرق؟.. والشركة من دون مدير ألا يعم بها الفوضى؟.. فما بالك إن كان هذا (الكبير) من (لحمنا ودمنا)؟!.. أريد أن أهمس شيئاً في أذنك يا صديقي: أنت لست مشرفاً على المجالس فقط، أنت (منا وفينا)، نحن نعرف أنك وراء الكواليس تشاهد بصمت وترقّب، لكن هذا الصمت يكاد يقتلنا جميعاً، وإن أحببت أن تعرف صدق كلامي فقارن بين عدد المشاركات بما بعد (الإجازة الطويلة) في آخر شهرين، وبما قبل (الإجازة الطويلة) بشهرين، ولن تجد الفرق الشاسع فقط، بل ستستنتج إلى أي مدى سينحدر الوراق (بغيابكما معاً).. وأمر آخر، وهو إن كان ثمة تنظيم إداري جديد فلن أتدخل، وأنّى لي ذلك أصلاً!.. لكن عن نفسي أقول: سأترقّب حتى تنجلي الصورة، وبعدها يفعل الله ما يريد.. أتوجه لكل السراة الأكارم بعدم الاستعجال باتخاذ قراراتهم، فلطالما اتخذنا قرارات ورجعنا عنها كونها ليست قرآناً، وقد تعلمت أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها، فإن كانت الحكمة بالرجوع سأرجع، وإن كانت بالتقدم سأتقدم، وإن كانت بإجازة سآخذ إجازة، وإن كانت بغير ذلك سأعمل (غير ذلك)، ولكم أكره (كلام الرجال) الذي لا رجعة فيه حتى ولو كان خاطئاً، فهو مناف للدين الذي عليه مدار أمرنا.. وهذه المرة اسمعوا كلام تلميذكم الصغير، هذه المرة فقط. هذا ما أردت توضيحه، وصدق الأستاذ هشام من أن مشاركتي السابقة فيها بعض الغموض، وأشكره اليوم وأمس وغداً، فهو أخي،،، أتمنى التوفيق للجميع، وسامحوني (مرة أخرى) على كل شيء.. وأقدم اعتذاري فأسلوبي كان جافاً كجفاف الموضوع وصعوبته. |