صفحة البداية  تواصل معنا  زوروا صفحتنا على فيسبوك .
المكتبة التراثية
المكتبة المحققة
مجالس الوراق
مكتبة القرآن
أدلة الإستخدام
رحلات سندباد
البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : رسول الهدى والرحمة : الرحمة المهداة للناس من رب العالمين.    قيّم
التقييم :
( من قبل 15 أعضاء )
 د يحيى 
28 - مايو - 2009
الصلاة والسلام عليك سيدي رسول الله ورحمة الله وبركاته : جزاك الله الواسع الوهاب خير ما جزى نبياً عن أمته......
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.......
أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً عبد الله ورسوله : اللهم إني أستودعك هذه الشهادة ، وهي لي وديعة عندك ياربَّ العالمين ........:
 
إخوتي سراة الوراق . السلام عليكم....أردتُ أن أدخِلَ السرورَ في قلوبكم..... راجياً منكم التعليق ، ولاسيما معجزاته ، صلوات ربي وسلامه عليه ، من الأزل إلى الأبد مستمرة لاتُردّ ولا تُعَدّ ولا تُحَدّ . بارك الله فيكم أجمعين .
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ماذا قالوا عن الصوفية؟    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
قَوْلُهُمْ فى الصُّوفِيَّةِ، ولِمَ سُمِّيَت الصُّوفِيَّةُ صُوفِيَّةً
قالت طائِفَةٌ: "إنَّما سُمَّيَتِ الصُّوفِيَّةُ صُوفِيَّةً لصَفَاءِ أسْرَارِهَا، ونَقَاءِ آثارها".
وقال بِشْرُ بنُ الحَارِث: "الصُّوفىُّ مَنْ صَفَا قََلْبُهُ لله".
وقَالَ بَعْضُهُمْ: "الصُّوفىُّ مَنْ صَفَتْ لله مُعامَلَتُهُ، فَصَفَتْ له مِنَ الله عَزَّ وجلَّ كَرَامَتُهُ".
وقال قَوْمٌ: "إنما سُمُّوا صُوفِيَّةً لأنَّهُمْ فى الصَّفَّ الأوَّلِ بَيْنَ يَدَى الله جَلَّ وَعزَّ بارْتِفَاعِ هِمَمِهمْ إليه، وإقْبالِهِمْ عَلَيْهِ، ووُقُوفِهِمْ بسَرَائِرِهمْ بَيْنَ يَدَيْهِ".
وقال قَوْمٌ: "إنما سُمُّوا صُوفِيَّةً لقُرْبِ أوْصَافِهِمْ مِنْ أَوْصَافِ أهْلَ الصُّفَّة، الذين كانوا على عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم".
وقال قَوْمٌ: "إنما سُمُّوا صُوفِيَّةً للِبْسِهِمُ الصُّوفَ".
وأما من نَسَبَهُمْ إلى الصُّفَّة والصُّوفَ فإنه عبَّر عن ظاهر أحْوالهم، وذلك أنَّهُمْ قَوْمٌ قَدْ تركوا الدنيا، فَخَرَجُوا عن الأوْطَانِ، وَهَجرُوا الأخْدَانَ، وساحُوا فى البلاد، وأجَاعُوا الأكْبَادَ، وأَعْرَوُا الأجْسَادَ، لم يَأْخُذُوا من الدنيا إلاَّ ما لا يَجُوزُ تَرْكُهُ، مِنْ سَتْرِ عَوْرَةٍ وسَدِّ جَوْعَة.
فَلِخُرُوجِهِمْ عَنِ الأوْطَانِ سُمُّوا غُرَبَاءَ، ولِكْثَرةِ أسْفَارِهِمْ سُمُّوا سَيَّاحِينَ.
ومِنْ سِيَاحَتِهِمْ فى البَرَارى وإيوائِهِمْ إلى الكُهُوفِ عِنْدَ الضَّرُورَاتِ سَمَّاهُمْ بَعْضُ أهْلِ الدِّيَارِ "شَكْفَتِيَّة" والشَّكْفَتُ بلُغَتِهِمْ {الفارسية}: الغَارُ والكَهْفُ.
وأهل الشَّام سَمّوهم "جُوعيَّةً" لأنهم إنما يَنَالُونَ مِنَ الطعام قدر ما يُقيمُ الصُّلْبَ للضّرُورَةِ، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: "بِحَسْبِ ابنِ آدَمَ أكَلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ"
وقال السَّرىُّ السَّقَطِىُّ وَوَصَفَهُمْ فقال: "أَكْلُهُمْ أَكْلُ المَرْضَى، ونَوْمُهُمْ نَوْمُ الغَرْقَى، وكَلاَمُهُمْ كَلامُ الخَرْقَى".
ومِنْ تَخَلِّيهم عَنِ الأمْلاَكِ سُمُّوا فُقَرَاءَ.
قِيلَ لبَعْضِهِمْ: من الصُوفىُّ؟ قال: "الَّذى لا يَمْلِكُ ولا يُمْلَكُ"؛ يَعْنى: لاَ يَسْتَرِقُّهُ الطَّمَعُ.
وقَالَ آخرُ: "هو الّذى لا يَمْلِكُ شيْئًا، وإنْ مَلَكُه بَذَلَهُ".
ومِنْ لِبْسِهِمْ وزِيِّهِمْ سُمُّوا صُوفِيَّة، لأنَّهُم لم يَلْبِسُوا لحُظُوظِ النّفْسِ ما لاَنَ مَسُّهُ وحَسُنَ مَنْظَرُهُ، وإنما لَبِسُوا لِسَتْرِ الْعَوْرَةِ، فتَجَزُّوا بالخَشِنِ مِنَ الشَّعَرِ، والغَلِيظ مِنَ الصُّوفِ.
ثم هذه كلُّها أحوالُ أهْلِ الصُّفَّة، الذين كانُوا على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا غرباء فقراءَ مُهاجرين، أُخْرجوا من ديارهم وأموالهم. ووصَفَهم أبو هريرة وفَضَالة بن عُبَيْد فقالا: "يَخِرُّونَ مِنَ الجُوعِ حَتَّى تَحْسَبَهُمُ الأعْرَابُ مجَانِينَ. وكانَ لِبَاسُهُمُ الصُّوفَ، حَتَّى إنْ كانَ بَعْضُهُمْ يَعْرَقُ فيه فيُوجَدُ مِنْهُ رَائِحَةُ الضَّأْنِ إذا أصَابَهُ المَطَرُ".
هذا وَصْفُ بعضهم لهم، حتى قال عُيينة بنُ حِصْنٍ للنبى صلى الله عليه وسلم: "إنَّه ليُؤذِينى ريحُ هؤلاء أمَا يؤذِيكَ رِيحُهُمْ؟".
ثم الصوفُ لباسُ الأنبياء، وزِىُّ الأولياء.
وقال أبو موسى الأشْعَرىُّ عن النبى صلى الله عليه وسلم: "إنه مَرَّ بالصَّخْرَةِ مِنَ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُفَاةً عَلَيْهِمُ العَبَاءُ يَؤُمُّونَ البَيْتَ العَتِيقَ"
وقال الحسنُ البصرىّ: "كان عيسى عليه السلام يَلْبَسُ الشّعَرَ، ويَأكُلُ مِنَ الشّجَرَةِ، وَيَبيتُ حيثُ أمْسَى".
وقال أبو موسى: "كان النبى صلى الله عليه وسلم يَلْبسُ الصُّوفَ، ويَرْكَبُ الحِمَارَ، ويأْتى مَدْعَاةَ الضّعِيف".
وقال الحسن البصرى: "لقَد أدْرَكْتُ سبعينَ بَدْريًّا ما كان لبَاسُهُمْ إلاّ الصُّوف".
فلما كانت هذه الطائفةُ بصِفَةِ أهل الصُّفَّة فيما ذكرْنا، ولبسهم وزيّهم زىّ أهلها، سُمُّوا صُفِّيَّةً وصوفية.
ومن نسبهم إلى الصُّفَة والصَّفِّ الأوّل فإنه عَبِّر عن أسرارهم وبواطنهم، وذلك أنَ من ترك الدنيا وزهِدَ فيها وأعْرَض عنها، صَفَّى الله سِرَّهُ، ونوَّر قَلْبَهُ.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إذا دَخَلَ النُّورُ فى القَلْبِ انْشَرَحَ وانْفَسَحَ"، قيل: وما علامةُ ذلك يا رسول الله؟ قال: "التَّجَافى عَنْ دَارِ الغُرُورِ، والإنَابَةُ إلى دَارِ الخُلُودِ، والاسْتِعدَادُ للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ"
فأخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن من تجافَى عن الدنيا نَوَّرَ الله قلبه.
وقال حارثة حين سأله النبى صلى الله عليه وسلم: "مَا حَقِيقَةُ إيمانِكَ؟" قال: عَزَفْتُ بنفسى عن الدنيا، فأظمأْتُ نهارى، وأسْهرتُ ليْلى، وكأنى أنظر إلى عرش ربى بارزًا، وكأنى أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون، وإلى أهل النار يتعادَوْن.
فأخبر أنه لما عَزَفَ عن الدنيا نَوَّرَ الله قلبَهُ، فكان ما غاب عنه بمنزلة ما يشاهده.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحَبَّ أنْ يَنْظُرَ إلى عَبْدٍ نَوَّرَ الله قَلْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إلى حَارِثَةَ"فأخبر أنه منوَّر القلب.
وسُميت هذه الطائفة نُورِيَّة لهذه الأوصاف.
وهذا أيضًا من أوصاف أهل الصُّفَّة، قال الله تعالى: (فَيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَّهُروا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [سورة التوبة، الآية:108].
والتطهّر بالظواهر عن الأنجاس، وبالبواطن عن الأهجاس.
وقال الله تعالى: (رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ولاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [سورة النور، الآية:37]. ثم لصفاء أسرارهم تَصْدُقُ فراسَتُهُمْ.
قال أبو أُمامة الباهلىُّ رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا فَرَاسَةَ المؤْمِن فإنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله" وقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه: "أُلْقى فى رُوعى أن ذا بَطْن بنت خارجة"، فكان كما قال.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الحَقَّ لَيَنْطُقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ"
وقال أُوَيْس القَرَنى لهرم بن حيان حين سلَّم عليه: "وعليك السلام يا هَرِمَ ابْنَ حَيَّانَ" ولم يكن رآه قبل ذلك؛ ثم قال له: "عرَفَ رُوحى رُوحَكَ". وقال أبو عبد الله الأنطاكى: "إذا جالسْتُمْ أَهْلَ الصِّدْقِ فجالِسُوهُمْ بالصِّدْقِ فإنهم جواسيسُ القلوبِ يَدْخُلُونَ فى أسرارِكُمْ ويخرُجُونَ مِنْ هِمَمِكُمْ". ثم من كان بهذه الصفة من صفوة سرِّه وطهارة قلبه ونور صدره فهو فى الصف الأول، لأن هذه أوصاف السابقين.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعُونَ أَلْفًا بغَيْرِ حِسَابٍ" ثم وصفهم وقال: "الَّذِينَ لا يَرْقُونَ ولا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَكْوُونَ ولا يَكْتَوُونَ، وعلى رَبَِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"
فلصفاء أسرارهم، وشَرْح صدورهم، وضياء قلوبهم: صَحَّتْ معارفُهم بالله، فلم يرجعوا إلى الأسباب ثقةً بالله عز وجل، وتوكُّلاً عليه، ورِضًا بقضائه.
فقد اجتمعت هذه الأوصافُ كلُّها ومعانى هذه الأسماء كلُّها فى أسامى القوم والقابهم، وصحّت هذه العبارات وقَرُبَتْ هذه المآخذ.
وإن كانت هذه الألفاظ متغايرة فى الظاهر، فإن المعانى متفقة؛ لأنها إن أُخذت من الصفاء والصفوة كانت صَفَوية.
وإن أُضيفت إلى الصَّفّ أو الصُّفَّة كانت صَفِّية أو صُفِّية، ويجوز أن يكون تقديم الواو على الفاء فى لفظ الصوفية وزيادتها فى لفظ الصَّفية والصُّفية إنما كانت من تَداوُلِ الألسن.
وإن جُعل مأخذه من الصوف، استقام اللفظ، وصحّت العبارة من حيث اللغة.
وجميع المعانى كلها من التخَلِّى عن الدنيا وعُزوف النفس عنها، وترك الأوطان ولزوم الأسفار، ومنع النفوس حظوظها، وصفاء المعاملات، وصفوة الأسرار، وانشراح الصدور، وصفة السُّبَّاق.
وقال بندار بن الحسين: "الصُّوفىّ من اخْتَارَهُ الحقُّ لنَفْسِهِ فَصَافَاهُ، وعَنْ نَفْسِه بَرَّّأهُ، ولم يُرِدْهُ إلى تَعَمُّلٍ وتَكَلُّفٍ بدَعْوَى. وصُوفىّ على زِنَةِ عُوفىّ، أى عَافاهُ الله فعُوفى؛ وكُوفىّ، أى كَافَاهُ الله فكُوفىَ؛ وجُوزى، أى جازاه الله، ففِعْلُ الله بِهِ ظاهِرٌ فى اسْمِهِ والله المتفَرِّدُ به".......
(الأستاذ الدكتور أحمد الطيب : صانع موقع تفاسير القرآن).

 
*د يحيى
23 - يناير - 2010
ماذا قالوا عن التصوف؟ (2).    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
وقال أبو على الروذبارى وسئل عن الصوفى فقال: "مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ عَلَى الصَّفَاءِ، وأَطْعَمَ الهَوَى ذَوْقَ الجَفَاءِ، وكانَتِ الدُّنْيَا مِنْهُ عَلَى القَفَا، وسَلَكَ مِنْهَاجَ المُصْطَفَى".
وسئل سَهْلُ بن عبد الله التُّسْتُرى: من الصوفى؟ فقال: "مَنْ صَفَا مِنَ الكَدَر، وامتَلأَ مِنَ الفِكَرِ، وانْقَطَعَ إلى الله مِنَ البَشَرِ، واسْتَوَى عِنْدَهُ الذَّهَبُ والمَدَرُ"(1).
وسئل أبو الحسن النورىّ: ما التصوفُ؟ فقال: "تَرْكُ كُلِّ حَظٍّ للنَّفْسِ".
وسئل الجُنَيْدُ عن التصوف، فقال: "تَصْفِيَةُ القَلْبَ عَنْ مُوَافَقَةِ البَرِيَّة، ومُفَارَقَةُ الأَخْلاقِ الطَّبيعيَّة، وإخْمَادُ الصِّفَاتِ البَشَريَّة، ومُجَانَبَةُ الدَّواعى النَّفْسّانِيّة، ومُنَازَلَةُ الصِّفَاتِ الرُّوحَانِيَّة، والتَّعَلُّقُ بالعُلُوم الحَقِيقِيَّة، واسْتعْمَالُ ما هُوَ أَوْلَى عَلَى الأَبَدِيَّة، والنُّصْحُ لجميع الأُمة، والوَفَاءُ لله على الحَقِيقَة، واتِّبَاعُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فى الشَّرِيعَة".
وقال يوسف بن الحسين: "لكُلِّ أُمَّةٍ صَفْوَةٌ، وهم وَدِيعَةُ الله الَّذِين أَخْفَاهُمْ عَنْ خَلْقِهِ، فإنْ يَكُنْ مِنْهُمْ فى هَذِهِ الأُمَّةِ، فهُمُ الصُّوفيَّةُ".
قال رجل لسهل بن عبد الله التسترى: مَنْ أصْحَبُ من طوائف الناس؟
فقال: "عليك بالصُّوفِيَّة، فإنهم لا يَسْتَكثِرُونَ، ولا يَسْتَنكِرُونَ شَيْئًا، ولكُلِّ فِعْلٍ عندهم تَأْوِيلٌ، فهم يعذرونك على كلّ حال".
وقال يوسف بن الحسين: سألت ذا النون من أصحبُ؟ فقال: "مَنْ لا يَمْلِكُ ولا يُنْكِرُ عليك حالاً مِنْ أحْوالك، ولا يَتَغَيَّرُ بتَغَيُّرِكَ وإن كَانَ عظيمًا، فإنَّكَ أَحْوَجُ ما تكونُ إليه أَشَدَّ ما كُنْتَ تَغَيُّرًا".
وقال ذو النون: رأيتُ امرأةً ببعْضِ سَواحِلِ الشَّامِ، فقلت لها: مِنْ أينَ أقْبَلْتِ رَحِمَكِ الله؟ قالت: مِنْ عند قوم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) [سورة السجدة، الآية:16]، قلت: وأيْنَ تُريدين؟ قالت: إلى (رِجَالٍ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [سورة النور، الآية:37]، قلت صِفِيهُمْ لى! فأنشأت تقول:
 
قَوْمٌ هُمُومُهمُ بالله قَدْ عَلِقَتْ

 
فمَا لَهُمْ هِمَمٌ تَسْمُو إلى أَحَدِ

فَمَطْلَبُ القَوْمِ مَوْلاهُم وَسَيِّدُهُمْ

 
يَا حُسْنَ مطْلبهِمِ للَواحِدِ الصَّمَدِ
 
ماَ إن تَنَازَعُهُمْ دُنيًَا وَلا شَرَفٌ

 
مِنَ المَطاعِمِ وَاللَّذَّاتِ وَالوَلَدِ

وَلا لِلُبْس ثِيَابٍ فَائِقٍ أنِقٍ

 
وَلا لِرَوْحِ سُرُورٍ حَلَّ فى بَلدِ

إلا مُسَارَعَةً فى إثْر مَنزِلَةٍ

 
قَد قَارَبَ الخَطْوَ فِيها بَاعِدُ الأبَدِ

فَهُمْ رَهَائِنُ غُدْرَانٍ وَأَوْدِيَةٍ

 
وَفِى الشَّوامِخِ تَلْقاَهُمْ مَعَ العَدَدِ


 
*د يحيى
23 - يناير - 2010
تدابير قبل النوم ، وهو الوفاة الصغرى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
الآداب النبوية في النوم وأثرها في صحة الفرد والمجتمع
الآداب النبوية في النوم وأثرها في صحة الفرد والمجتمع


أوصى النبي صلى الله عليه وسلم
بجملة من التدابير التي ندب كل مسلم أن يفعلها قبل نومه، حماية له من التعرض لأخطار محتملة، وذلك لأن النائم في غفلة كاملة عما يحيط به، وروى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: احترق بيت في المدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن هذه النار عدو لكم، فإذ ا نمتم فأطفئوها عنكم"، رواه البخاري، وروى جابر رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال "أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وغلقوا الأبواب وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب"، ورواه البخاري "أوكوا الأسقية: شدوا فم القرب، وخمروا الطعام -أي غطوه-".

لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أمرا من أمور الدنيا والآخرة إلا أمر أمته به، كما حذرهم من شر ما يعلمه، وكان الناس يستضيئون بفتيلة يغمسونها في الزيت أو الدهن، فإذا نام أهل البيت وتركوا المصابيح أو الفتيلة مشتعلة فقد تجرها فأرة فتحرق البيت، وآنية الطعام إذا بقيت مكشوفة فقد تقع فيها الهوام والغبار والحشرات وهذا كله ضار، لذا فقد دعت السنة النبوية إلى تغطية آنية الطعام والشراب وشد فم القرب، وإلى غلق الأبواب ليلا على المنازل لحماية أهلها من شياطين الإنس والجن ومن اللصوص، وإن الإنسان المنصف ليعجب من دقة التوجيه النبوي وحرصه على حفظ مصالح الناس وجعل ذلك من صميم تعاليم الشريعة المطهرة.


تؤكد أبحاث علم الصحة إن على المرء إن أراد النوم الهادئ أن يغتسل قبل أن ينام أو أن يغسل وجهه ويديه وأن ينظف أسنانه بالمعجون والفرشاة، وهذه أمور تتوافق مع الهدي النبوي، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة"، رواه البخاري، وعن عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه ثم توضأ وضوءه للصلاة "، رواه البخاري، كما حضّ النبي الكريم في أحاديث كثيرة على استعمال السّواك.

يقول ابن القيم "لما كان النائم بمنزلة الميت وكان محتاجا لأن يحرس نفسه ويحفظها مما يعرض لها من طوارق الآفات، وكان فاطره تعالى هو المتولي لذلك وحده، علّم النبي صلى الله عليه وسلم النائم أن يقول كلمات التفويض والالتجاء والرغبة والرهبة ليستدعي به كمال حفظ الله له وحراسته لنفسه وبدنه، وأرشده إلى أن يستذكر الإيمان وينام عليه فإنه ربما توفاه الله في المنام، فإذا كان الإيمان آخر كلامه دخل الجنة، فتضمن هذا الهدي مصالح القلب والبدن والروح في النوم واليقظة والدنيا والآخرة"، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي"، رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل: سبحانك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"، رواه الشيخان، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت، واجعلهن آخر كلامك فإن متّ متّ على الفطرة"، رواه الشيخان.

يمكن أن يكون الاضطجاع على الفراش، على البطن أو على الظهر أو على أحد الشقين؛ الأيمن أو الأيسر، فما هي الوضعية الأمثل لعمل الأعضاء؟
حين ينام الشخص على بطنه يشعر بعد مدة بضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد والتقلص عند الشهيق والزفير، كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات الرقبية، ومن المعجز حقا توافق هذه الدراسات الحديثة مع ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه حين قال "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مضطجعا على بطنه فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله ورسوله"، رواه الترمذي، وروى أ بو أمامة رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل نائم في المسجد، منبطح على وجهه، فضربه برجله وقال: قم واقعد فإنها نومة جهنمية"، رواه ابن ماجه، أما النوم على الظهر فإنه يسبب التنفس الفموي، لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي، لكن الأنف هو المهيأ للتنفس، لما فيه من أشعار ومخاط لتنقية الهواء الداخل، ولغزارة أوعيته الدموية المهيأة لتسخين الهواء، وهكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد والزكام في الشتاء، كما يسبب جفاف اللثة ومن ثم إلى التهابها، إضافة إلى أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية، وفي هذه الوضعية أيضا فإن شراع الحنك واللهاة يعارضان فرجان الخيشوم ويعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط والشخير، كما يستيقظ المتنفس من فمه ولسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية، إلى جانب رائحة فم كريهة، كما أنها تضغط على ما دونها عند الإناث، فتكون مزعجة كذلك، وهذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيما.


أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضا لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى، والتي هي أكبر من اليسرى، مما يؤثر في وظيفته ويقلل نشاطه، خاصة عند المسنين، كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب، والكبد لا يكون ثابتا، بل معلقا بأربطة وهو موجود على القلب وعلى المعدة مما يؤخر إفراغها، وهنا يكون النوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح، لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملا وتكون الكبد مستقرة لا معلقة والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها، ويعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية.

من هنا يتبين أن النوم على الجانب الأيمن هو الصحيح من الناحية الطبية والذي تتمتع فيه كافة الأجهزة بعملها الأمثل أثناء النوم، وهو أيضا القدوة الحسنة لنبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم حين قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن"، رواه «مسلم». إن تعليمات النبي الأعظم وهديه في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي، حين تنهى عن الوضعية الأكثر سوءا، وهي النوم على البطن وتندب للنوم على الجهة الأصح وهي اليمنى، وتسكت عن جهتين أخريين أقل سوءا، رحمة بنا وحتى تفسح لنا حرية التقلب في النوم دون حرج أو مشقة.





ما أجملَ تطبيقَ سنةِ الرسولِ الحبيب صلى الله عليه وسلم
*د يحيى
22 - مارس - 2010
 1  2