البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : كتاب الله عز وجل    كن أول من يقيّم
 عمر  
14 - مايو - 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على نبيه الأمين الطاهر وعلى آله وصحابته وتابعيهم حتى اليوم الآخر.
للقرآن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة خاصة لا يعدلها مكان.
يقول أبو الفداء كنَّا جلوساً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حِلْقاً نتحدث إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,من بعض خضره فنظر إلى الحِلَقْ ثم جلس إلى أصحاب القرآن فقال :{" بهذا المجلس أمرت"}.
 
وبديهي أن يُؤْمَرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجلوس في مجالس القرآن , ألم يقل الله عز وجل:
"{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً"}.
بماذا جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إنه جاء بهذا القرآن الكريم.
وإلى ما يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يدعو إلى هداية القرآن العظيم.
لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الرغبة دائم التأكيد في ربط المسلمين بالقرآن استمع إليه صلى الله عليه وسلم يقول:{" ما من قوم يجتمعون يتلون, كتاب الله يتعاطونه بينهم , إلاَّ كانوا أضياف الله فإذا حفتهم الملائكة حتى يقوموا أو يكونوا في غيره."} أخرجه الإمام الطبراني.
من منَّا لا يتمنى من قلبه أن يكون ضيفاً على الله تعالى محفوفاً بملائكته الكرام.
أيها القارئ للقرآن الكريم المحب لتلاوته , إنك تباشر أمراً عظيماً فالمسؤولية بالغة الخطورة , يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {" ما آمن بالقرآن من استحل محارمه "}أخرجه الإمام الترمذي.
أما إذا أراد الله بك الخير فكنت مع القرآن , حيث ما اتجه وأينما سار , فأنت ولا شك بفضل الله من الفائزين ,ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {" إن لله أهلين من الناس قيل : من هم يا رسول الله-نقول صلى الله عليه وسلم- قال: أهل القرآن أهل الله وخاصته"} أخرجه الإمام أحمد والإمام النسائي.
لهذا يجب أن نأخذ القرآن على أنه شيء عظيم , عظيم جداً , غاية في العظمة , غاية في الهيبة , {"لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"}.
كان أسلافنا الأماجد رضوان الله عليهم يعظمون القرآن , بل ويعظمون كل من جاء ذكره في القرآن.
فمن ذلك
قصة خولة مع سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- عندما كان خارجاً من المسجد وكان معه الجارود العبدي، فسلم عليها عمر فردت عليه، وقالت: " هيا يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت"، فقال الجارود: قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة، فقال عمر: "دعها أما تعرفها! هذه خولة التي سمع قولها من فوق سبع سماوات فعمر أحق والله أن يسمع لها.
وأختم بهذه الموعظة البليغة :
روي ان رجلاً من بني إسرائيل قال يارب كم اغضبك وأنت لا تعاقبني, فأوحى الله تعالى إلى نبي زمانه أن قلْ له كم من عقوبة بي عليك وأنت لا تشعر, إن جمود عينك وقساوة قلبك استدراج مني وعقوبة لك.
 
أخوكم عمر أشهب
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة