صديقي وأخي حسن الهبوز رحمة الله عليك ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. كان أخا وأباً وحبيباً وصديقاً مخلصاً كنت كلما ألتقيه أتذكر ربي وتدمع عيني ويخشع قلبي ويلهج لساني بذكر الله. وكان ممن إذا رؤوا ذكر الله , ،فعن عبد الرحمن بن غنم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله ،وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة ،المفرقون بين الأحبة ،الباغون للبراء العنت} .رواه الإمام العظيم أحمد ابن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وجزاه عناَّ كلَّ خير . وكان من أهل الصلاح والفلاح, والوقار والسكينة. زرته في مرضه بعد اجراء العملية الجراحية على رأسه فأردت أن أواسيه وأصبره , فإذا به هو من يصبرني قال وبالحرف" الله إهديك أسي عمر من أراد الله فعليه أن يصبر لقضاء الله" فخرجت من عنده وأنا أبكي . وكان الأحبة يذهبون لزيارته وهو طريح الفراش لا يحرك ساكنا غير أنه يتكلم بكلام حديث العهد بربه فيخرجون من عنده يبكون ويتضرعون إلى الله وقد تابوا توبة نصوحاً. حتى في آخر لحظة من لحظات الوداع لا يفتر عن ذكر الله والتكلم عن ضرورة الإستعداد للقاء الله تعالى . وكان يوصي بخدمة أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم, والتفاني في ذلك. وكان براً بوالديه , رحيماً بهما, عطوفاً عليهما . وكان يحب الأطفال الصغار ويلاعبهم ويشفق عليهم. وكان كلما سنحت له فرصة لزيارتي يقول لي قبل أن يدخل هل لذيك شيء من الوقت لرسول الله صلى الله عليه وسلم,فنجلسوا نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشاء الله تعالى ثم نختم المجلس وننصرف. ولا أخفي عليكم أحبتي أسرة الوراق لقد رآه أكثر الأحبة المحبين في المنام وهو في غاية الفرح والسرور ويقول لهم أنا لا زلت أحضر معكم لمجالس الذكر . ولقد رأيته أنا شخصيا في المنام وهو يرتدي جلباب مغربي أبيض وعليه نور من الله تعالى وهو في روضة خضراء , فقلت له ماذا تنتظر يا أخي حسن فقال أنتظر والديَّ وأهلي وبنتي فاطمة الزهراء. سبحان الله حتى وهو في عالم الغيب يفكر لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان محباً للإخوان خدوماً متواضعاً لهم خافضاً للجناح,وكان الإخوان أحب إليه من الماء الزلال. وكان كثيرالزيارة للأستاذ المربي عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان , محباً له صادقاً في خدمته. وكان يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم. حتى أنه وقع له موقف مع ملك المغرب بالقصر لأنه كانت له شركة للصباغة وكان القصر بحاجة لترميم فصدف أن جاء الملك فدخل إلى المكان الموجود به سيدي حسن فظن الملك أنه سيدي حسن سيخر له ساجداً متذللاً وهذا ما ألِفه الملوك ولكن سيدي حسن لم يعره أي اهتمام واستمر في عمله فلما خرج الملك جاء المسؤول بالقصر يهدد سيدي حسن ويقول لماذا لم تنحني راكعاً للملك فقال له سيدي حسن نحن قومٌ لا نركع ولا نسجد إلا لله رب العالمين فبهت ذاك الأعجميَّ القلب , وقال أنت مطرود من العمل أخرج من القصر فقال له سيدي حسن وهل تظن أن رزق العباد بيدك أو بيد سيدك أنت مخطئ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين . هذا فقط غيض من فيض وقطرة من بحر أمام شخصية هذا الرجل المبارك. فرحمه الله وتغمضه بواسع رحمته وجزا من كان سبباً في ذكر الأحبة خيراً. كتبت هذه الكلمات بعفوية شديدة فأرجو أن أكون قد وفقت في اصال مشاعري الخاصة عن صديقي وحبيبي وقرة عيني حسن الهبوز رحمه تعالى ورضي عنه. وأختم بهذه الكلمات : أنا أعظم الناس ذنوباً وأكثرهم تقصيراً . خادم أسرة الوراق عمر الأشهب يسألكم الدعاء. |