البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : خيانة الصديق    قيّم
التقييم :
( من قبل 25 أعضاء )
 د يحيى 
2 - مايو - 2009
                                      فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب
 
" ... قال الأحنف بن قيس إذا بصبص الكلب لك فثق بود منه ولا تثق ببصابص الناس فرب مبصبص خوان.
 
 قال الشعبي: خير خصلة في الكلب أنه لا ينافق في محبته.
 
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كلب أمين خير من إنسان خؤون.
 
حدثنا القاسم بن محمد الرصدي حدثنا محرز بن عون عن رجل عن جعفر بن سليمان قال: رأيت مالك بن دينار ومعه كلب، فقلت: ما هذا؟ هذا خير من جليس السوء.
 
أخبرنا أبو عمربن خيرة حدثنا أبو القاسم ابن بنت منيع حدثنا محرز بن عون بهذا الحديث حدثني ابن أبي طاهر حدثني حماد ابن إسحاق بن إبراهيم المَوصِلي قال:
 قال أبي: قال: أتيت يوماً الفضل بن يحيى فصادفته يشرب وبين يديه كلب، فقلت له أتنادم كلباً قال نعم ، يمنعني أذاه، ويكف عني أذى سواه، ويشكر قليلي ،ويحرس مبيتي ومقيلي.
 
أنشدني الحسن بن عبد الوهاب لرجل يذم صديقاً له ويمدح كلباً:
 
 تخيرت من الأخلاق ما ينفى عن الكلب 
فإن الكلب مجبول  على النصرة والذ ب 
وفيٌّ يحفظ العهدا ويحمي عرصة الدرب 
ويعطيك على اللين  ولا يعطي على الضرب 
ويشفيك من الغيظ  وينجيك من الكرب 
فلو أشبهته لم تك كانوناً على القب
 
وذكر بعض الرواة قال كان للربيع بن بدر كلب قد رباه، فلما مات الربيع ودفن جعل الكلب يتضرب على قبره حتى مات ودفن.
 
 وكان للعامر بن عنترة كلاب صيد وماشية وكان يحسن صحبتها، فلما مات عامر لزمت الكلاب قبره حتى ماتت عنده وتفرق عنه الأهل والأقارب.

وروي لنا عن شريك قال: كان للأعمش كلب يتبعه في الطريق إذا مشى حتى يرجِع فقيل له في ذلك فقال: رأيت صبياناً يضربونه ففرقت بينهم وبينه فعرف ذلك لي فشكره فإذا رآني يبصبص لي ويتبعني....." .
رحم الله محقق الكتاب.
                                                  
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كل الشكر لكم    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم
 
شكرا لأخي الحبيب الغالي العالم المحقق المدقق أبي بشار
وبدايه أخي الحبيب أرجو أن تكون بخير وبتمام الصحة والعافية
ومن ثمة شكرا لك على إحيائك ذكرى هذا الكتاب النفيس .
 
ولكن ما كتبته وتفضلت به لفت انتباهي ؛ لأنكم تفضلتم مشكورين
مترحمين على محقق الكتاب ؛ فمن هو ؛ لأنني لا أعرف له تحقيقا جيدا
 
ولأنني أملك منه نسخة خزائنية نفيسة مشكولة متقنة ملونة في ثماني عشرة لوحة
كتبت في سنة 1208 هـ
وجزاك الله خيرا
ودمت بودٍّ
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
2 - مايو - 2009
عنوان الصفحة الأولى    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
وقد جاء عنوان الكتاب في الصفحة الأولى على الشكل الآتي :
هذا كتاب :
فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب ؛ تصنيف الشيخ الإمام العالم العلامة أبي بكر محمد خلف ابن المرزباني ؛
رواية أبي عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخزاعي
*الدكتور مروان
3 - مايو - 2009
ساعة مباركة    ( من قبل 21 أعضاء )    قيّم
 
أخي العزيز المحقق العالم المؤمن الدكتور مروان( أبو إقبال) الأكرم.
 
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن تكونوا بخير دائماً ، وأن يكثر أمثالك.
بين يديّ الآن كتيب علوانه : فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب  تأليف الإمام العلامة أبي بكر محمد بن خلف المرزبان[ كذا].
 ( المتوفى سنة309 هجري = 921م) ، تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور محمد عبد الرحمن ويسي .
اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق – بيروت ، الطبعة الأولى 1416 هجري،1995م.
 الكتيب كله مع فهارسه في إحدى عشْرةَ صفحةً ومئة .
قد كان لي شرف التعرف إلى المرحوم سنة 90،وكان قضى معظم حياته في مدينة سيدي رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم، وزارني مع ولده النبه الذكي المجتهد الوفي( أحمد) طالبي الذي درسته النحو والصرف في السنة الثالثة....ود/ أحمد الآن أستاذ النقد بجامعة حلب.....
أسأل الله لك العون والإمداد والصِّحة والإسعاد وأن يبلّغك مقصودك ، ويبارك في حسناتك... آمين.
أخوكم أبو بشار
*د يحيى
3 - مايو - 2009
عمل فريد     ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه
وحزبه.
أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بارك الله عز وجل فيكم وفي جهودكم المخلصة وأمدكم بالعناية والرعاية الخاصة .
لقد أعجبني هذا الموضوع أيما اعجاب ولقد دهشت من هذا العمل الفريد .
أحيا الله من اخرج هذا العالم العامل والمجتهد الكامل من تحت الركام .
سيدي ومولاي الدكتور يحيى حياك الله تعالى, وزادك من فضله وفيضه العميم.
 
عمر
3 - مايو - 2009
اخترت لكم من كتابه المشار اليه    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
أنشدني بعض الأدباء

تاه قلبي مني وأين مني قلب * إن رد السرور يا قوم صعب
شـردتـني  خيانة من صديق * أنا مستسلم له وهو iiحرب
مـضـمـر  للنفاق والقلب فيه * مبطن بغضه وباديه حب
قلت لصديق لي أتعرف في هذا المعنى شيئا قال نعم وأنشدني
قال لي أحمد وأحمد كهل = ليس في الناس مثله اثنان
حسنُ خلقٍ وحسنُ خلقٍ وعلمٌ =بارعٌ زانه بِنطق لسانِ
هو في العين زينةٌ وجمالٌ=ولدى الشرب زينةُ البستانِ
وإذا المرء ضاق بالهمِّ صدراً= فرَّج الهم أحمد المرزبانِ
يا خليلي حفظتَ في الكلب شيئاً= قلت في الذمِّ قال لي عظم شان
قال لي خذ أخي فأَظِهر مقالا = قد حوى فيه من ظريف المعانِ
في مديح الكلاب مع ذمِّ قومٍ = فأراني العيانَ قبل العيانِ
قال إني أراه أوفى ذِماماً = من كثير عرفت في الإخوانِ
وأمين المغيب يلقى بوجهٍ = ولقومٍ من الورى وجهانِ
شاكراً للقليل غير كفورٍ = وكفورُ الكثيرِ للخلانِ
حارساً في الحريم يمنع في الليـ = لِ عن القومِ ساهر الأجفانِ
مثل ليثِ العرين تلقاهُ لمّا= حلّ في جوف جيشه شِبلانِ
عارف بالجميل يغضي حياء =  حين تلقاه للفتى عينان
صابرٌ مانعٌ حفوظٌ أَلوفٌ =دافعٌ مانعٌ بغيرِ امتنانِ
ألينُ الخلقِ مِعطفا لحميمٍ  = ولأعدائه كحدِّ السنانِ
وأرى الناس غير من أنتَ مِنهمْ = خُلقوا كالذبابِ والثيرانِ
عمر
3 - مايو - 2009
تفاصيل عن مؤلفات هذا العالم الجليل     ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 
كنت أبحث في الأنترنت فوقعت على تفاصيل عن مؤلفات هذا العالم الجليل  أبي بكر محمد خلف ابن المرزباني رضي الله عنه وارضاه وجزاه عنَّا كلَّ خير.
 
هذه هي الوصلة بالموضوع:http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=28813
 
أخوكم أبو رياض
 
عمر
3 - مايو - 2009
يأكل طعامك ، ويهدم مقامك !!!    ( من قبل 19 أعضاء )    قيّم
 
إذا غلب عقل الإنسان على شهواته فهو أعلى من الملائكة ، وإذا غلبت شهوته على عقله كان أدنى من الحيوان....
قال ربنا جل وعز : " ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يُبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كلأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون" ( الأعراف 7/179).
أما مآل الوحوش والبهائم .... يوم القيامة فهو التراب ... وأما الإنسان فكافر ومؤمن وغشاش وحشاش وزانٍ وخوان وأثيم...... " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى " ( النازعات /37-39) ؛ أي : مأواه ؛ لأن" أل" في ( المأوى) نائبة عن ضمير الغَيبة.......
إن الكلب يضرب به المثل في الوفاء ، فهو خير من الخائن الكذاب الغدار :
أرى الكلب لا ينسى الجميل بلقمة *  وإنْ يلقَ منك الجَوْرَ والطردَ والضربا
ولو عاش في نَعماك ذو اللؤم دهرَه * عليك لأدنى هفوةٍ يعلن الحربا
ورحم الله أبا الطيب المتنبي :
إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكتَه * وإنْ أنت أكرمتَ اللئيم تمرّدا
إنّ  كثيراً من الناس كانوا ورقاً لا شوك فيه ، فصاروا شوكاً لا ورق فيه.... ورضي الله عن أم المؤمنين والمؤمنات سيدتنا عائشة التي تمثلت بقول لبيدٍ بعد فراقها سيدَنا رسول الله ، صلوات ربي وسلامه عليه وآله :
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم * وبقِيتُ في خلف ٍ كجِلْد الأجرب
*د يحيى
3 - مايو - 2009
بين قوسين صغيرتين    ( من قبل 17 أعضاء )    قيّم
 
السلام عليكم يا أبا رياض ورحمة الله وبركاته...إنني أغبِطك على ذوقك وتذوقك......جزاك الله الكريم الوهّاب خيرَ ماجزى عبادَه المتقين والمحسنين ، ورحِم الله والديك وجداتِك وأجدادَك....وجمَعنا اللهُ على سرر متقابلين في الفردوس الأعلى بصُحبة سيّد الأوّلين والآخِرين نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد ، صلى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله الغُرّ المَيامين عددَ كلِّ نفَسٍ معلومٍ لدى رَبّ العالمين..... بارك الله عليك يا أبا رياض المهذب....وجعلك من مستجابي الدعوة....آمين.....
*د يحيى
4 - مايو - 2009
السلام عليكم..    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم
 
سلمت يداك دكتور يحيى على هذا الموضوع، وأدعو الله أن تكون بألف خير وعافية ونفس راضية، بعيداً عن خيانة الأصدقاء وغير الأصدقاء، وتحياتي وألف سلام للدكتور مروان العطية، وللأستاذ عمر كل الشكر على مشاركاته الجميلة.
عد العرب نحو سبعين اسماً للكلب، وإليكم هذه الأرجوزة مع مقدمتها للإمام جلال الدين السيوطي وهي بعنوان:(التبري من معرة المعري):
ذكر أسماء الكلب:
الكلب معروف، والأنثى كلبة، وجمعه أكلب وكلاب وكليب وأكالب وكلابات وجمعها كلبات.
دخل يوماً أبو العلاء المعريّ على الشريف المرتضى، فعثر برجل فقال الرجل: مَن هذا الكلب؟ فقال أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.
قلت: وقد تتبعت كتب اللغة، فحصلتها (أكثر من ستين اسماً): ونظمتها في أرجوزة "التبرّي من معرّة المعري" وهي هذه:
لـلّـه حـمـدٌ دائـمٌ iiالـوَلِـيّ ثـمّ  صـلاتُـه عـلـى iiالنبي
قـد  نُـقِلَ الثقاتُ عَن أبي العُلا لـمـا أتـى لـلمُرتَضى iiودخلا
قـال لـه شـخصٌ بهِ قَد iiعَثَرا مـن ذلِكَ الكلبُ الذي ما iiأبصَرا
فـقـال  فـي جوابه قولاً iiجلِي مُـعَـبِّـراً  لـذلـك iiالـمجهّلِ
الـكـلبُ من لَم يَدرِ من iiأسمائِهِ سـبـعـيـنَ  مومياً إلى iiعلائِهِ
وقـد تَـتَـبّـعتُ دَواوينَ iiاللُغَة لَـعَـلّـنـي أجمعُ من ذا iiمَبلَغَه
فـجـئـتُ مـنـها عدداً iiكثيراً وأرتـجـي فـيـما بقي تيسيرا
وقـد نظمتُ ذاك في هذا iiالرجز لـيـسـتفيدَها الذي عنها iiعجز
فـسـمّـهِ هُـدِيـتَ iiبـالتبرّي يـا صـاحِ مـن معرّةِ iiالمعرّي
مـن ذلـكَ الـبـاقِعُ ثم iiالوازِعُ والـكـلـبُ  والأبقَعُ ثم الزارعُ
والـخـيـطَلُ  السخامُ ثم iiالأسدُ والـعُـربُـج العجوزُ ثم iiالأعقدُ
والأعـنـقُ  الدرباسُ iiوالعَمَلّسُ والـقُـطرُبُ الفُرنيُّ ثم iiالفَلحَسُ
والـثَـغِـم  الـطَلقُ مع iiالعواءِ بـالـمـدّ والقَصرِ على iiاستواء
وعُـدَّ  مـن أسـمـائِهِ البصيرُ وفـيـهِ  لـغـزٌ قـالَـه iiخبيرُ
والعربُ  قد سمّوهُ قدماً في النفيرِ داعي الضمير ثم هانىء الضمير
وهـكـذا سـمـوه داعي iiالكَرَمِ مـشـيـدَ  الـذكـرِ متمّمَ النعَمِ
وثـمـثَـمٌ  وكـالـبٌ وهـبلَعُ ومُـنـذِرٌ  وهـجـرَع وهَجرَعُ
ثـم  كُـسَـيـبٌ عـلَم iiالمذكّرِ مـنـه  من الهمزةِ واللام iiعَرِي
والـقَـلَـطِـيُّ والسلوقِيُّ iiنِسبَه كـذلـك الـصـينيُّ بذاك iiأشبَه
والـمُـسـتَـطيرُ هائجُ iiالكلابِ كـذا رواهُ صـاحـبُ iiالـعُبابِ
والـدرصُ  والـجروُ مثلّثُ iiالفا لـوَلَـدِ  الـكـلـبِ أسامٍ iiتُلفى
والـسـمـع  فيما قاله iiالصوليُ وهـو  أبـوُ خـالـدٍ iiالـمكنِيُّ
ونـقَـلـوا  الـرُهدون iiللكلابِ وكـلـبـةٌ  يُـقـالُ لها iiكَسابِ
مـثـلُ قـطـامِ عـلـماً iiمَبنِيّاً وكـسـبـةٌ كـذاك نـقلاً iiرُوِيا
وخُـذ  لـهـا العولَقَ iiوالمُعاوِيَة ولَـعـوة وكُـن لـذاكَ راوِيـه
وولـدُ  الـكـلبِ من الذيبَة iiسمّ عُـسـبـورةً وإن تُزِل حالَم iiتُلَم
وألـحَـقـوا  بـذلِكَ iiالخَيهَفعى وأن  تُـمَـدَّ فـهـو جاءَ iiسمعا
وولـدُ الـكـلبِ من ذيبٍ iiسُمي أو ثـعـلـبٍ فيما رَوَوا iiبالديسَمِ
ثـمَّ  كـلابُ الـمـاءِ بالهراكِلَه تُدعى  وقِس فرداً على ما iiشاكََلَه
كـذاكَ  كلبُ الماءِ يَدعى iiالقُندُسا فـيـمـا له ابنُ دحيةٍ قَدِ iiائتَسى
وكـلـبـةُ  الماءِ هيَ iiالقضاعَة جـمـيـعُ  ذاك أثـبتوا سَماعَه
وعـدّدوا  مـن جنسهِ ابنَ iiآوى ومَـن سُـمـاه دألٌ قـد iiساوى
ودُئِــــلٌ ودُؤلٌ والــذُألان وافـتَـح وضُـمَّ معجَماً iiللذُألان
كـذلـك الـعِـلوضُ ثم iiالنوفَلُ والـلعوَضُ السرحوب فيما iiنَقَلوا
والـوَعُّ  والـعلوشُ ثم iiالوَعوَعُ والـشـغـبَر الوأواءُ فيما يُسمَعُ
هـذا  الـذي مـن كُتُبٍ iiجمعتهُ ومـا بـدا مـن بـعدِ ذا iiألحَقتهُ
والـحـمـدُ  لـلّـهِ هـنا iiتمامُ ثـمَّ  عـلـى نـبـيّـهِ iiالسلامُ
*أحمد عزو
4 - مايو - 2009
الغول والعنقاء والخل الوفي    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم
 
   الشكر الجزيل لشيخينا الجليلين الفاضلين ، الدكتورين يحيى ومروان ، أبي بشار وابي إقبال على ما أفادانا من معرفة ، وكذلك الشكر لشيخنا التقي الزاهد عمر أبي رياض على مختاراته الطيبة ، ولأستاذنا الأديب الأريب أحمد عزو على ما أمتعنا به من نقل عن الإمام السيوطي . وإن ما نلمسه دائما من صدق شيخنا أبي بشار ووفائه وتقواه هو ما يفسر لنا اختياره للموضوع الذي طرحه علينا مشكورا .
   مما يجلب الانتباه أن أهل كل عصر تجد من بينهم من يذم أهل عصره ويصفهم بفساد المودة وخسة الأخلاق ولؤم الطباع إلى غير ذلك من الصفات المذمومة ، وهذا ما نجده واضحا في مقدمة كتاب " فضل الكلاب..." ، الذي ألفه المرزبان في عهد ليس بعيدا كثيرا عن عهد الاسلام الأول،  وفي غيره من الكتب التراثية . فهل ذلك الوصف فيه مبالغة ، أم انه حقيقة؟ والظاهر أن ما دعا المرزباني لتأليف رسالته في فضل الكلاب هو ما لمسه من ندرة الوفاء بين أهل عصره . إن القول : "الغول والعنقاء والخل الوفي" ، لهو قول في محله حين يعد الأوفياء من الخلان ندرة نادرة ؛ ولذا حمدت صفة الوفاء لدى الكلاب حمدا ظاهرا لدى جميع الناس .
الكلب في سورة الكهف :
   إن اختيار الله تعالى لأهل الكهف أن يحرسهم كلب ، يبدي لنا كم الوفاء الذي يتمتع به الكلب لصاحبه ، وكم الحرص لدى الكلب على هذا الوفاء ، فقد كان حارسا أمينا لم يغفل عن حماية أهل الكهف طيلة مدة مكثهم فيه . ويبدو أن كلب أهل الكهف بقي حيا ، وصاحيا واعيا غير نائم كل تلك المدة الطويلة ، وهذا يدخل في معجزة أهل الكهف عموما .
تشبيه الخليفة بالكلب :
   ويذكرني الكلام عن الكلاب بالشعر الذي نسب إلى علي بن الجهم يُستشهد به على تغير الثقافة بتغير البيئة المحيطة ، فأقول : لو صح أن ابن الجهم قال ما قال ، لما أبقى المتوكل عليه حيا أبدا ، بعد أن شبهه الشاعر المذكور بالكلب والتيس والدلو . ولو كان المُشبه بالكلب أدنى مكانة من الخليفة بكثير، لما رضي بذلك . فالكلب ، وإن كانت له تصرفات محمودة ، فله من التصرفات ومن الصفات المذمومة نصيب ، وعليه ، فلا يستحسن مدح إنسان بما يستحق من المدح ، بتشبيهه بمن خصاله تتراوح بين الحمد والذم خاصة إذا كان المشبه به حيوانا أعجما . فهذا حماد عجرد يهجو بشارا بن برد ؛ ناعتا إياه بأنه ذليل كالكلب أو أذل ، بقصيدة طويلة ، ذكرها الجاحظ في الحيوان ، يقول فيها :
بَـل أَنـتَ كَـالكَلبِ ذُلّاً أَو أَذَلّ iiوَفي نَـزالَـةِ الـنَّـفسِ كَالخِنزيرِ iiوَاليَعَرِ
وَأَنـتَ  كَـالـقِردِ في تَشويهِ iiمَنظَرِهِ بَل صورَةُ القِردِ أَبهى مِنكَ في الصُوَرِ
 أما ما نسب لابن الجهم في مدح المتوكل العباسي ، فهما البيتان المعروفان : :
أنت  كالكلب في حفاظك iiللود د وكالتيس في قراع الخطوب
أَنـتَ  كَالدَلوِ لا عَدِمناكَ iiدَلواً مِـن كِبارِ الدِلا كَثيرَ iiالذَّنوبِ
وقانا الله شر التياسة ، وجعلنا من أهل الفطنة والكياسة ، ووقانا أيضا شر الخيانة ، ومتعنا بالوفاء والأمانة .
الإمام أبو حنيفة وعلم والنحو :
قيل ، إن صح ما قيل : إن الإمام أبا حنيفة هجر تعلم النحو لالتزام النحاة تقليد اللغة كما ورثوها ، وهذا التقليد لم يكن الإمام يحبه ، فهو لما جمع اسم الكلب على كلوب ؛ قياسا على قلب وقلوب ، زجره النحاة لمخالفته ما عليه العرب من جمع كلب على كلاب ؛ فاتجه أبو حنيفة إلى الفقه وهجر النحو .
الكلب في الفقه الإسلامي :
هل يجوز لمس الكلب وإن لم يكن مبلولا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
فإن الفقهاء اختلفوا في نجاسة الكلب على ثلاثة أقوال: ‏
الأول: نجاسة الكلب كله: ( شعره، وجسمه، ولعابه) وهو قول الشافعية والحنابلة.‏
الثاني: الطهارة مطلقاً، وهو مذهب المالكية.‏
الثالث: نجاسة اللحم والريق (اللعاب والسؤر)، وطهارة الشعر والجلد، وهو قول ‏الأحناف، وابن تيمية.‏
والذي نميل إليه، قول الأحناف، وابن تيمية، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، إلا إذا ورد نص ‏بالنجاسة، فيبقى شعر الكلب وجلده على الأصل في الطهارة، أما لحم الكلب وريقه ‏فنجس، لورود الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ‏صلى الله عليه وسلم: " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعاً، وعفروه الثامنة ‏بالتراب" فدل هذا على نجاسة الباطن (اللحم، والريق).
وعليه فمس الكلب يجوز إذا لم يصبك ‏من ريقه شيء. والله اعلم .
 . مصدر الفتوى :
 
*ياسين الشيخ سليمان
4 - مايو - 2009
 1  2