البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : خمس قصص.. قصيرة جداً    قيّم
التقييم :
( من قبل 16 أعضاء )
 أحمد عزو 
1 - مايو - 2009
خمس قصص فقط.. أو خمس صور.. ومثلها آلاف.. انبثقت من بين الركام.. أبطالها حقيقيون من لحم ودم.. وأشياء أخرى لا نعرفها.. كانوا في غزة هاشم.. نتعلَّم منهم درساً آخر نضيفه في كراريسنا المتعبة.. لنغلقها بعد انتهاء الدرس.
 
عـائـلـة
فتح العالم فمه مشدوهاً لهدوئه.. على عكس حكايته المضرَّجة.. لكن ما بداخله لا يعلم به إلا الله:
- كنا خمسة عشر شخصاً من عائلة واحدة.. وخلال ثانيتين أصبحنا اثنين!!.
 
خـد
جالسة عند حائط بيتها المشظَّى.. تحاول جاهدة أن تتنفس.. صغيرها يقف بجانبها وقد جحظت عيناه من الارتباك.. رفعت يدها اليمنى بعد جهد.. تتلمس وجهه وكأنها تراه لأول مرة.. تصل إليه أخيراً.. يمسك كفها على خدِّه.. يحتفظ بحرارته.. وفجأة.. تسقط يدها.. ويسقط الطفل في بحر صراخ ودم.
 
قلـب
كان القلب ينبض ككل القلوب.. ينبسط وينقبض.. ينبسط وينقبض.. لكنه كان مختلفاً.. ففي ظهر الشاب الممدد على بطنه شرخ كبير..
 
عينـان
طُمست عينا الطفل بشظايا قنبلة.. احتار الأطباء به لأيام وأيام.. لسانه سليم.. لكنه توقف عن الكلام!.
 
رأس
من بين الرماد والبقايا انبثق رأسها.. حسبه الناس لعبة على شكل طفلة.. لكنه كان رأساً حقيقياً.. بعد أن عرفوا أن بقية الجسد كان تحت.
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قصتي القصيرة جداً الثالثة    كن أول من يقيّم
 
   (( 3 ))
 
أعجبُ من حبيبي !
كيف يتغزل بوجهي , وأنا مقطوع الرأس ؟
*محمد هشام
8 - مايو - 2009
قصتي القصيرة جداً الرابعة    كن أول من يقيّم
 
    (( 4 ))
 
قلتُ للطير : أحب الطيران  !
 .. فهجرني صوته
قلتُ للأرض : أتمنى العودة لترابك !
 .. فلملمتْ ترابها ورحلتْ
ولن أندم بعد الآن
لأني قطعتُ لساني !!
*محمد هشام
8 - مايو - 2009
قصتي القصيرة جداً الخامسة    كن أول من يقيّم
 
    (( 5 ))
 
تمنيتُ أن يفهمني الهواء
لكنه طار بي بعيداً
تمنيتُ أن تضمني كفاه
لكنها أحاطتْ بعنقي تعصره
آه ما أغرب جنوني
   لا يفهمه حتى المجانين !
*محمد هشام
8 - مايو - 2009
قصتي القصيرة جداً السادسة    كن أول من يقيّم
 
    (( 6 ))
 
 كُنا ثلاثة
هو يُحبها
هي تُحبني
أنا أحبه
وعُدنا ثلاثةٌ
هو يُرتل
هي تبكي
وعُصفورٌ ميتٌ بين يديها
*محمد هشام
8 - مايو - 2009
ما أحلاها..    كن أول من يقيّم
 
لا أدري ماذا أقول يا أستاذ هشام، فقد تلعثم لساني من فرحي مما قرأت، أنا سعيد بك جداً وسعيد بنفسي أن حرَّضتك، كما فعلت بغيرك عن غير قصد، هذا الذي ندفنه له قيمة كبيرة لا يعرفها إلا قليل من الناس، أنا لا أستطيع أن أقيِّم تقييما أدبياً هذه الكلمات التي كتبت، لأن النقد الأدبي ما زلت بعيداً عنه وأشعر تجاهه ببعض الجفاف، ودائماً لي قراءات فيما أقرأ على (أدِّي)، وربما تساعدنا في ذلك مشرفتنا العزيزة ضياء خانم.. وما أعرفه عن نفسي يا صديقي أنني عندما أقرأ نصوصاً كهذه أشعر كأنني أنا الذي كتبتها وكأنها تعنيني ومن حولي، وهذا أكبر دليل على نجاحها، وإذا أردنا أن نعرف مدى نجاح نص ننظر إلى مدى ملامسته وجدان الناس، وكيف سيحرك مشاعرهم التي لا يستطيعون التعبير عنها أحياناً، وكيف أن كلمات بسيطة يقرؤونها ستكون منطاداً يحلق بهم في الهواء الطلق بعيداً عن صخب الدنيا وملوثاتها. 
لكنني أتساءل: أين قصتك القصيرة جداً الأولى؟!..
وسأحاول أن أضع لقصصك الجميلة عناوين:
    . عشق
·        وداع
·        الحب أعمى
·        حظ
·        جنون
·        ومن الحب ما قتل
سلمت يداك يا أخاً لم تلده أمي.. وأنا متلهف لأرى ما تسعدنا به حتى بعد المئة!!..
*أحمد عزو
8 - مايو - 2009
قصتي الأولى    كن أول من يقيّم
 
أشكرك أخي أحمد على تعليقك الرائع , وإحساسك الكبير , وعلى العناوين التي وضعتها , , ,
      لكنني توقفتُ أمام سؤالك عن قصتي (الطويلة) الأولى , وعجبتُ أنك بقصد ( أو بدون قصد ) تسألُ عن قصةٍ هي أم القصص , فهل برأيك تتسع مساحة العمر لكي أدونها ؟  وهل ياترى أستطيع ؟
 
*محمد هشام
9 - مايو - 2009
سداسية "هشام" االقصصية ..القصيرة جداً     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
                                        (1)
ربما وللمرة الأولى ،أقرأ قصصاً قصيرة ،هى والشعر لايفترقان.
فالقصص القصيرة جداً.. فن صعبُ على محترفيه.. فمابالك بالهواة ؟؟
وكم اشتبكت  الدراسات حول هذا النوع من القصص باعتباره جنساًجديداً من أجناس الأدب القصصى والتى  لم تتضح بعد، أطره النقدية والفنية والجمالية .
وما أكثر الآراء حول هذا الفن المستحدث.. فمن يعتبره من الخواطر الأدبية المكثفة المعنى، الشحيحة اللفظ ،و بكلماته المعدودة ..لكن أزعم أنها قصة قصيرة جداً تمتك جماليات القص ودقة التعبير وجدة الموضوع ،إنها  كلمات مفتوحة المعانى ،متنوعة المقاصد ،موحية بالكثير .
 
                                 (2)
 
(( 1 ))
 
سألني الطبيب : أي الآلام تُفضل ؟
أجبته :
        تلك التي يُحسها حبيبي .
 
 
قرأت هذه القصة التى بلغت كلماتها عشر كلمات..وهى حالة الذوبان التى يعيشها العاشقان .
فإذا كانت الآلام التى يفر منها الإنسان فراراً ويخشاها ويبتعد عنها .تصير مع الحبيب، شيئاً مفضلاً وألماً محبباً إلى النفس ..أقول إنها حالة العشق والذوبان الروحى الذى يحياه المحبان وتمتزج فيه الروحان. بل التضحية الكبرى لعلاقة موسومة بالجمال والرقة .إنها بكارة الأحاسيس الأولى .
بل كانت المفارقة صاعقة للطبيب المهموم  بآلام مريضه الكثيرة والمتكاثرة ..وأي من الآلام يُفضلها.
فتكون الإجابة.. الألم الذى يحسه الحبيب. بل لقد عاد بذاكرتى إلى الكتاب العمدة" طوق الحمامة فى الأفة والألاف" لابن حزم الأندلسى وهو يقول:" الحب أعزك الله-أوله هزل وآخره جد.دقَت معانيه لجلالتها عن أن توصف ،فلاتدرك حقيقتها إلا بالمعاناة  ,وليس بمنكر فى الديانة ، ولابمحظور فى الشريعة،إذ القلوب بيدالله عز وجل"
 
*عبدالرؤوف النويهى
9 - مايو - 2009
صباح الخير..    كن أول من يقيّم
 
في كثير من الأحيان عندما أسأل أحاول الوصول إلى الإجابة قبل أن يجيب المسؤول، وعندما سألت عن القصة الأولى توقعت هذه الإجابة يا أبا هاشم، لكن الفرق بدا لي كبيراً، بل شاسعاً وواسعاً.. هي ليست قصة قصيرة جداً، وليست رواية طويلة جداً، هي شيء أشبه بالحكاية التي لا تنتهي، وبالنهر الذي لا يصب في مصب، وبالمطر الذي لا ينقطع عن التدفق، وبالنبع الذي لا يمكن أن يجف، وبشريط الذكريات الذي لا يكف عن الدوران ولا يسمح لنا بتسجيل حركة دورانه المتسارعة..
شاكراً لأستاذنا عبدالرؤوف النويهي مشاركته التي زيَّنت هذا الملف، وبالنسبة لآراء النقاد –برأيي- أنها لا تهمنا ولا نلتفت إليها ما دمنا نكتب ما يعتلج في صدورنا ويظهر بحلل أنيقة وكلمات بليغة ومعانٍ سامية وموسيقا عذبة، وليكتب النقاد ما يحلو لهم أن يكتبوه.
*أحمد عزو
9 - مايو - 2009
من هو الشاعر ؟    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
لا أمتلك الكثير من الوقت هذا الصباح وتعليقي لا يختلف كثيراً عن تعليق الأستاذ عبد الرؤوف الذي رأى في قصص الأستاذ هشام القصيرة جداً مزجاً بين الشعر والنثر ، وهي أقرب إلى الخواطر ، وهي بمستواها الفني وحيويتها وقدرتها على التعبير من مدرسة محمد الماغوط التي طبعت بطابعها وجدان جيلنا . هي غناء بديع ، كأنك قد فتحت الراديو وسمعت لحناً يتجاوب مع حالتك النفسية ، فهي شذرات من الواقع المعاش يمكن أن يتشارك بها جميع البشر ، نحاول أن نضعها في لحن ، في صورة ، نحاول أن نمسك بها قبل أن تختفي . هي شيء رهيف وبسيط ومتبخر ومع هذا فهو أساسي لأنه حقيقي ويومي ، بل هو عادي جداً ، لذلك نحاول انتزاعه من عاديته لكي نبرزه للعيان ، فنتمكن بهذا من الالتقاء به للحظة ، وهنا ، وخلال هذه البرهة القصيرة من الزمن ، تظهر قوته الكامنة فيه ، وقدرته على أن يثير في نفوسنا زوبعة من الألم أو الحزن أو الحب أو الحنين ، وأن يتركنا في حالة تأمل معلقين بين النشوة والحيرة .
 
وبما أننا فتحنا سيرة الماغوط أرغب في إيراد هذه الملاحظة العابرة أيضاً ، والتي سوف تتلاشى سريعاً كتلك الخواطر ، لأنه لا وقت لدينا للتأمل والتفكير وتعميق الأفكار وربطها ببعضها البعض في مجتمع السوق والاستهلاك ، وملاحظتي تتعلق بما قاله أدونيس وتناقلته الصحف عن أن الحضارة العربية في طور الانقراض ، فهو لا يفعل شيئاً آخر سوى إعادة ما قاله الماغوط منذ أكثر من ثلاثين سنة ( وكان الأستاذ جميل لحام قد كتب عنه في الوراق ) : " لم يبق من أجراس الثورة سوى الصدى، ولا من جواد الشعر سوى اللجام، ولامن طريق الحرية سوى الحواجز الطيارة والثابتة /نعم لقد دخلنا القرن الحادي والعشرين ولكن كما تدخل الذبابة غرفة الملك " . يبقى الماغوط هو الشاعر .
*ضياء
9 - مايو - 2009
سداسية "هشام" االقصصية ..القصيرة جداً (2)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
(( 2 ))
 
أعلم أنها الليلة الأخيرة
وجهها القريب .. بعيدٌ عن أصابعي
صوتها العالي لا أسمعه
لغتها غريبة لا أعرفها
لكنني أسمع دقات قلبها
وأفهم موسيقاها .
 
قرأتُ هذه السطور الستة ،مراراً وتكراراً...علنى أفك شفرة كلماتها التى تبلغ " ثلاثة وعشرون كلمة ."
أقرأ الجزم واليقين .. من كون القاص المبدع قد استهلها بالتأكيد على العلم اليقيينى.. وأنها الليلة الأخيرة ..
 
بل لم يكتف بالعلم فأردف حرف التأكيد" أن" ثم ألحق الهاء بها ،مؤكداً لنفسه أولاً وللمتلقى ثانياً ..أنها أى مايعلمه هو، أن الليلة الأخيرة ،هى آخر مايراه من الوجه القريب منه ، لكنه بعيد عن أصابعه ..فلم يستطع الإمساك بهذا الوجه أو ملامسته .
صوتها العالى ومايراه من حواليه من ضجيجها ،لم يتمكن  من سماعه .  واللغة التى تشدو بها ويعرفها الجميع ..  لايعرف مفرداتها .. لكنه وقد تحول إلى كائن نورانى  ..لم يعد يدرك الصوت واللغة .وإنما يسمع دقات القلب ويفك شفرات هذه الدقات ويفهم عزفها الموسيقى المتجدد ونغماتها الرائعة  ..
 
إنها موسيقى الكون ،موسيقى الحياة ،موسيقى الحقيقة  التى لا تنجذب إلا لمن  أوتى الحكمة وعاش بروحانية صافية.
 
 إنها معانقة الروح لموسيقى الحياة.
 
 إن القاص المبدع ..يأخذنا إلى شاطىء الحقيقة ونهر الحياة الدفاق .
 إنه يرى الأصوات ويسمع اللغات ..لكنه أصم عن السمع . يسمع لغات تعلو وتتشاجر..لكنه يجهل مفرداتها .
 
إنها ليلته الأخيرة.. مع الحقيقة ،مع الحياة ،مع الوجود.
 إنه فى مقامٍ وحالٍ .
 إنه يأخذنا إلى تراثنا الصوفى عبر عصوره المختلفة ..الحلاج والشبلى والجنيد وابن الفارض وذى النون المصرى  والرومى والعطار والشيرازى وابن عطاء الله السكندرى والسهروردى وابن عربى......إلخ .
 
 إنها التجليات الروحية  التى يتحدث، بها وعنها ، القاص المبدع..
لغة الخبرة الروحية الذاتية .. التى تأخذنا إلى مدارج السالكين ومدارك العارفين.
 
 بل أقول ..كما قال الصوفى الأشهر محمد عبدالجبار النفرى ،فى كتابه الشهير "المواقف والمخاطبات "  .."كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة " .
 
 
 
         
         
*عبدالرؤوف النويهى
9 - مايو - 2009
 1  2  3  4  5