البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : النحنية    كن أول من يقيّم
 محمد 
26 - أبريل - 2009
النحنية

" أنا " تدل على الفردية ، و" نحن "تدل على الاشتراك ، وقد اشتق من " أنا " الأنانية وهي : حب الذات والمصالح الشخصية .
وها نحن نشتق من " نحن " النحنية للدلالة على شعور الشخص نحو مجتمعه ، فكل إنسان له شعوران معاً الأنانية والنحنية ، وكذلك الأمم، فأمة تغلب عليها الأنانية ، وأمة تغلب عليها الشعور بالنحنية ، كالذين وصفهم الله تبارك وتعالى بقوله : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ( الحشر : 9 ) .
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المصادر الصناعية (2)    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
 
من أبرز قضايا الفكر إشكالية الثقافة المعاصرة (أي: كون الثقافة المعاصرة ذات إشكالات).
11- إن ضبابية فِكَرِهِ هي التي أدّت إلى هذه الإشكالات
ومن المصادر الصناعية الشائعة:
        ·       الحرية، الوطنية، الأهمية، الهُوِيّة، الأنانية، الغَيْرية، الماهِيّة، الألفية، الأربعينية، الخمسينية، الآلية، الأولية، الآخرية، الأولوية، الأفضلية، الأرجحية، الأكثرية، الأقلية، الجنسية، البشرية، المفوضية، المندوبية
        ·       الفردية، الطائفية، القومية، الحزبية، الروحانية، العدوانية، الهمجية، الوحشية
        ·       الصوفية، الرومانسية، الواقعية، السريانية، التجديدية، الحتمية
        ·       المسؤولية، المصداقية، المشروعية، المديونية، المعقولية، المفهومية، المشغولية، المحدودية، المجهولية
        ·       ويستعمل النحاة:
المصدرية، الاسمية، العَلَمية، الفاعلية، المفعولية، الحالية، الوصفية، الظرفية، المعِية
الشفافية:
أختم بتعليق على كلمة (الشفافية) واستعمالها.
(الشفّافية) مصدر صناعي مصنوع من (الشفّاف). [مثل الحسّاسية المصنوع من الحسّاس، وقد أجاز مجمع القاهرة تخفيف الفاء والسين المشددتين في المصدرين].
والأصل أن يستعمل المصدر الصناعي لأداء معنىً لا يؤديه المصدر الأصلي.
جاء في (المعجم الوسيط): «شفَّ الثوبُ ونحوُه يَشِفُّ شُفُوفاً: رَقَّ حتى يُرى ما خَلْفَه.»
تقول، مثلاً: شُفُوف هذا الثوب غير مقبول…
فما المقصود بـ (الشفافية)؟
        ·       يستعمل بعض العلميين (الشفافية) اسماً لرُقاقة لدنة (بلاستيكية، تسمى بالإنكليزية transparency) طُبع عليها نصٌّ أو صورةٌ أو مخطط، تمهيداً لعرضها في قاعة المحاضرات باستعمال جهاز الإسقاط الضوئي، ويجمعونها على (شفافيات).
وأقترح استعمال (شفِيفَة) بدلاً منها (وجمعها شَفائف مقابل transparencies). فقد جاء في المعجم الوسيط: الشفيف: الشفاف. كما أقترح استعمال (شريحة) و(شرائح) مقابل diaslides.
        ·       أما غير العلميين فيستعملون (الشفَّاف) و(الشفافية) عندما يترجمون عن الإنكليزية. جاء في (المورد) لصاحبه منير البعلبكي (وهو من أحسن المعاجم الإنكليزية - العربية):
«transparent: (1) شفاف (2) صريح (3) جَليّ؛ واضح.
transparency: (1) الشفافية: كون الشيء شفافاً (2) شيء شفّاف (3) صورة أو رسم إلخ، على زجاج أو ورق أو فيلم أو قماش رقيق تُجلى للعيان بنور مُشع من خلفها…»
أقول: إن هذا المعجم، على جَودته، لم يورد جميع المعاني التي تعبِّر عنها الكلمتان الإنكليزيتان. وكان عليه أن يورد المصدر الأصلي (الشُّفوف) قبل الصناعي (الشفافية). ومن الجدير بالملاحظة أن (المورد) شرح المقصود بالشفافية. وشرْحُه سليم لا غبار عليه. ولكن المترجمين (وغيرهم) لا يتقيدون به غالباً…
ويُفترض في من يترجم عن الإنكليزية أن يعود إلى المعاجم الكبيرة (أكسفورد، وبستر…) ليَسْتَلَّ المعنى المناسب للسياق، إذا لم يجد في المعجم الثنائي اللغة معنىً يناسب المقام.
بَيْدَ أن الذي يحدث في الأغلب الأعم هو أن المترجم يأخذ من (المورد) المعنى الأول الوارد لكل من الكلمتين الإنكليزيتين، ويكتفي به، ويستعمله كلما صادف اللفظ الإنكليزي المقابل. فتجيء الترجمات (العربية) غريبة عجيبة حقاً:
فقد جاء في نشرة (الاتحاد الأوروبي) الصادرة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، العدد 7، تموز 1999، العبارات الآتية:
- «اتحادٌ شفافٌ وفعّال»، مقابل: A transparent and efficient Union
«سيكون على فنلندا أن تنشر شفافية أكبر في عمليات الاتحاد.»
Finland will promote greater transparency in Union operations.
- «… لزيادة فعالية وشفافية وتوافق فعاليات المفوضية والمجلس ككل.»
to increase the efficiency, transparency and coherence of the activities of the Council and the Union as a whole.
هل لهذا الكلام معنى؟‍ أيقوله عربي يدرك ما يقول؟‍‍!!
تقول المعجمات الكبيرة (أكسفورد، وبستر) إن كلمة transparent يمكن أن تؤديَ أحد المعاني الآتية:
«شفّاف، صريح، واضح. ظاهر، مفضوح، مكشوف، لا ريب فيه. غير مكنون، غير مستور، غير خفي. خالٍ من التظاهر، غير مُخاتِل، غير مُخادع، يُظهر ما يُبْطِن…»
ومن هذه المعاني نستخرج بسهولة معاني الكلمة الثانية:
الشفوف، الشفافية، الصراحة، الوضوح… عدم المخاتلة، عدم المخادعة…
والأقرب إلى المعنى المراد أن يقال: اتحاد صريح غير مخاتِل وفعال، إلخ…
وأنكى مما سبق أن تقرأ في مجلة عربية تصدر في الكويت مقالةً (غير مترجمة!) يقول مؤلفها
(رئيس التحرير) في العنوان الرئيسي لافتتاحية العدد:
- «الشفافية مطلوبة عند التصدي لقضايا الهدر المائي وإقامة التوازن الحيوي والترشيد.»
- وتقرأ في هذه المقالة: «… يجب أن تتوفر رؤية استراتيجية شفافة تقوم على…»
- «إن الاحتكام إلى الشفافية عند علاج قضية الماء من جوانبها السياسية والجيوسياسية…»
- «إن صيغة العقد الإنساني القائم على مبدأ الشفافية والمراعاة الإنسانية كفيل بـ…»
هل يُفهم من هذا (الكلام) شيء؟
هذه نماذج من الإباحية اللغوية التي صارت لغتنا تعانيها على أيدي (المتعلمين) من أبنائها، وهي نماذج بشعة من التخريب اللغوي!
ومما جاء في المقالة المذكورة آنفاً «تعذيب المياه» بدلاً من «إعذاب المياه» أي جَعْلها عذبة بإزالة ملوحتها!
 
*جزى الله خير الجزاء كاتبها وقارئها المستمسك بها وموصلها. آمين ، والحمد لله رب العالمين.
 

 
*د يحيى
29 - أبريل - 2009
كل شيء ليس بغريب ولا عجيب ضمن حكايات الزمن المر    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
      كل شيء ليس بغريب ولا عجيب ضمن حكايات الزمن المر
 إخوتي وأهلي سراة الوراق الكرام تحيتي إليكم جميعا دون استثناء .... عبير الشوق إلى حلب لآن منها شيخنا ، وكما فيها المشمش والعنب ..كل تحياتي إلى د. يحيى .. آآآه على أيام العسلية والمشربية  والجمعة المشمشية ...
     نحن نعيش في "النحنية" وهي ضمن " حكايات الزمن المر" وحكايات الزمن المر كل شيء فيها جائز ،لا غرابة ولا تعجب ،لأن الغرابة فينا ونحن الغرابة بعينها ، والعجب يسري في دمانا ، فماذا سيخرج من الغرابة ( النحنية ) ؟!!! ، وماذا سيكون العجب "دمنا" سوى "النحنية" ؟!!!، ونحن ضمن حكايات الزمن المر التي اختلط فيها المعقول باللامعقول ، لأننا نعيش في زمن "التبعية والتحتية والدونية...".
     في عصر الانحطاط أواخر العصر التركي تحول الشعر الجميل ذو الهدف النبيل الذي يبجله ويجله العرب ، ونقول :" إنّ الشعر ديوان العرب" إلى ألغاز ونوادر وحكايات ...
طرقت الباب حتى كلمتني ..فلما كلمتني كلمتني
فقلت ايا اسماعيل صبري ..فقالت ايا اسماعيل صبرا
وصار الكل يتفنن في حل اللغز :
       (طرقت الباب حتى كل متني يعني لما تعب ذراعه ....فلما كل متني كلمتني لما تعب ذراعه ردت عليه ....فقلت ايا اسما عيل صبري  يا اسما (اسم البنت)  عيل صبري ، صبري يعني ما ظل عندي صبر... فقالت ايا اسماعيل صبرا   اسماعيل (اسم الشخص) الذي طرق الباب قالته اسما اصبر )...
       كما صاروا يسجلون فيه بعض التواريخ كتاريخ ميلاد شاعر ...كما فيه الكثير من الضعف في المعنى وإدخال الغريب .. وفي ذلك الزمن كان الناس بخير لأنهم بعد لم يدخلوا بعد ضمن حكايات الزمن المر ...
     كل شيء ضمن "حكايات الزمن المر" عادي لاغرابة فيه زمن "النحنية" .. في إحدى إجازاتي الصيفية رأيت ولدا صبيا صغيرا يمشي حافيا وبيمينه سيجارة وبالأخرى جوالا.. عادي ولا غرابة .. ففي هذا الزمن تساوى فيه العاقل و المجنون ، مثلا :وأنا في المدينة وفي ظل الأزمة المالية والركود الاقتصادي أحضرت حمارا واخذت أحططب عليه لأوفر الوقود لارتفاع اسعار الغاز.........كما استعمله للمواصلات لغلاء البترول ... كيف ينظر الناس إليّ ؟.
   إذا لم استعمل ( النحنية ، التقشفية ، والمرتبة الشرفية ............. )لا أعتبر نفسي مثقفا ، هذا ما أرادته حكايات الزمن المر ..
    حدث مرة في إحدى القرى عرسا بين عائلتين يتسابقان في الجاه والمنصب ، العريس من عائلة والعروس من أخرى ، وكان في القرية رجل في الحقيقة هو أعقل من في القرية ، لكنهم يتهمونه بالجنون ، فحدث العرس ، وصارت الزفة ، والكل حضور ، بما فيهم هذا الرجل ، فكانت العروس ذات الحسب والنسب يعمل لها هودج على جمل يزين بأبهى الألوان وأجملها ، ليتناسب مع المقام .. فركبت العروس الهودج وعندما اقتربت العروس من بوابة بيت العريس .. كانت البوابة عبارة عن قوس من أعلى ، اقترب الهودج فلم يدخل من النوابة فالهودج أعلى والقوس منخفض .. فتقدم أهل العروس وقالوا : اهدموا القوس ليدخل الهودج .. فتدخل أهل العريس وقالوا نقص قليلا من أرجل الجمل ليدخل الهودج ، وصارا في تناحر واقترب العراك ، كل طرف ثابت على رأيه ، والرجل الذي يتصفونه بالجنون يضحك على الذي يصير ويحصل ، فنظر إليه عمدة القرية وسأله عن سبب هذا الضحك ؟... مع إن العائلتين في تناحر شديد على دخول الهودج .. فقال الرجل : أضحك على الذي يحصل (هدم القوس وقطع أقدام الجمل ) ما الذي تقولونه ؟؟ العروس والحمد لله وصلت دار العريس  ، فكّوا الهودج وادخلوها على البعير وهو في كامل زينته بسلام ..
بالرغم من هذا قالوا : (المجنون حل المشكلة !!!)..
 الأمور قد اختلطت ضمن روايات الزمن المر ..العاقل مجنون ، وفصيح اللسان يلوك بالكلام ، والمحافظ على لغته فاته قطار الحداثة ، والمحافظ على دينه إرهابي ... فلا أرى في "النحنية" غريبا بل أراني كئيبا.....
*ابو هشام
29 - أبريل - 2009
ماذا تعمل سيدي سيبويه في "روايات الزمن المر" ؟؟؟.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
ماذا تعمل سيدي سيبويه في "روايات الزمن المر" ؟؟؟.
أسلوب التفضيل : " الفعل " فيه يجب أن يكون ماضيا، ثلاثيا - تاما ليس  ناقصا، مُثْبَتا ليس منفيا، معناه قابل للتفاضل ليس مثل الفعل مات : فَنِي، لا يوجد تفاضل في الموت و الفناء فلا نستطيع القول مثلا : فلان أمَوت من فلان ، متصرف ليس جامدًا مثل : " نعم " " بئس " وغيرهما، مبني للمعلوم ، لَيس و صف المذكر منه على وزن أفعل الذي يكون مؤنثه على وزن " فعلاء " مثل : حمر حَمْرَاء، خضرَ خضراء .
 لا يوجد في " الموت " تفاضل لأنه غير قابل للتفاضل......  الحاجة رقية في الخمسين من عمرها .. وهي بنت بكر بعد لم تتزوج ، أصيبت بالسرطان وفي مراحله الأخيرة .. كانت تعود مشفى الشفاء في غزة يائسة  ـ كلنا صرنا نعرف هذا المشفى من خلال الأحداث الأخيرة ـ أثناء أحداث غزة زارت الحاجة رقية حسب الموعد المقرر لها من الأطباء ، دخلت المشفى فوجدت إنّ موتها بالسرطان أفضل من موت مما في المشفى ، حتى إنّ الممرضة التي كانت تشرف عليها قبل الحرب ، وكانت دائما ترثي لحالتها ، استغربت من مجيء الحاجة رقية في هذا الظرف ، وقالت لها : ما الذي احضرك ؟!!! ألم يكن موتك بمرضك أفضل حالا من هؤلاء ؟!!!... فخجلت الحاجة رقية من الموت ورجعت لتموت في بيتها ..
فهل يوجد تفاضل في الموت ضمن روايات الزمن المر؟؟!!!
*ابو هشام
30 - أبريل - 2009
رأيت الدهر مختلفاً يدور * ....    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
رأيت الدهر مختلفاً يدور ** فلا حزنٌ يدوم ولا سرورُ
لقد بنت الملوك لها قصوراً** فلم تَبق الملوك ولا القصورُ
 
 " السيدة أمينة قطب
- كانت قد تزوجته لشهورٍ يسيرة حين دخل السجن لأول مرة عام 1965، وغاب عنها سنين طويلة ثم خرج.. وقبل أن تنسى الأحزان معه فوجئت به يدخل السجن من جديد في سنة 1981..  وهي أيضا لم تنجب فيما أعلم.. ثم يموت في محبسه بسبب ما تعرض له من تعذيب.. فودعته بقصيدة لها في نفوسنا لذعة تقول في مطلعها:
هل ترانا نلتقي أم أنها     كانت اللقيا على أرض السرابِ
ثم ولت و تلاشى ظلها     واستحالت ذكريات للعذاب
هكــذا يســأل قلبي كلما     طالت الأيام من بعد الغيابِ
فإذا طيفك يرنو باسمـاً     وكأني في استماع للجوابِ
أولم نمضِ على الحقِ معـاً     كي يعود الخير للأرض اليبابِ
فمضينا في طريق شائك     نتخلى فيه عن كل الرغابِ
ودفنا الشوق في أعماقنا     و مضينا في رضاء و احتسابِ
قد تعاهدنا على السيرِ معــاً     ثم أعجلت مجيبـًا للذهابِ"
طرقت باب الأستاذ ( غوغل) بعد أن كتبت الاسم التالي : زهرة الشيخ عبود ،... استرعى انتباهي الأبيات الآنفة...
أما الدكتورة زهرة فهي إحدى طالباتي الوفيات النبيهات المجتهدات ، كنتُ درّستها النحو والصرف بكلية الآداب من جامعة حلب الشهباء قبل اثنتين وعشرين سنة ، ...[ الآن أدمعي تنهلّ !!! الحمد لله ، الدنيا بخير ولكن الكرام قليل] . قبل يومين أشرق بريدي الإلكتروني بشمس المخلصة د/ زهرة ، ...بارك الله فيها وفي أمثالها من البنين والبنات ممن يعطفون على من أدبهم وهذبهم وعلّمهم.... ( أعتذر إليكم أحبتي السراة ، فأنا فقيركم المحتاج لدعائكم).
*د يحيى
1 - مايو - 2009
القبقاب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
البحث عن جذر قبب في لسان العرب
 
قَبَّ القومُ يَقِبُّون قَبّاً: صَخِبُوا في خُصومة أَو تَمَارٍ.
وقَبَّ الأَسَدُ والفَحْلُ يَقِبُّ قَبّاً وقَبِيباً إذا سَمِعْتَ قَعْقَعةَ أَنْيابه. وقَبَّ نابُ الفحل والأَسَد قَبّاً وقَبِيباً كذلك يُضيفُونه إِلى النَّابِ؛ قال أَبو ذؤيب:
كأَنَّ مُحَرَّباً من أُسْدِ تَرْجٍ
 
يُنازِلُهُمْ، لنابَيْهِ قَـبِـيبُ
وقال في الفحل:
أَرَى ذو كِدْنةٍ، لنابَيْه قَبِيبُ
وقال بعضهم: القَبِيبُ الصوتُ، فعَمَّ به. وما سمعنا العام قابَّةً أَي صوتَ رَعْدٍ، يُذْهَبُ به إِلى القبيب؛ ذَكَرَه ابن سيده، ولم يَعْزُه إِلى أَحد؛ وعزاه الجوهري إِلى الأَصمعي. وقال ابن السكيت: لم يَرْوِ أَحدٌ هذا الحرف، غير الأَصمعي، قال: والناسُ على خلافه.
وما أَصابتهم قابَّةٌ أَي قَطْرَة. قال ابن السكيت: ما أَصابَتْنا العامَ قَطْرَةٌ، وما أَصابتنا العامَ قابَّةٌ: بمعنىً واحد.
الأَصمعي: قَبَّ ظهرُه يَقِبُّ قُبوباً إذا ضُرِبَ بالسَّوْطِ وغيره فجَفَّ، فذلك القُبوبُ. قال أَبو نصر: سمعت الأَصمعي يقول: ذُكِرَ عن عمَر أَنه ضَرَبَ رجلاً حدّاً، فقال: إذا قَبَّ ظهرُه فرُدُّوه إِلى أَي إذا انْدَمَلَتْ آثارُ ضَرْبه وجفَّتْ؛ مِنْ قَبَّ اللحم والتَّمْرُ إذا يَبِسَ ونَشِفَ.
وقَبَّه يَقُبُّه قَبّاً، واقْتَبَّه قَطَعَه؛ وهو افْتَعَل؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
يَقْتَبُّ رَأْسَ العَظْمِ دونَ المَفْصِلِ
 
وإِنْ يُرِدْ ذلـك لا يُخَـصِّـلِ
أَي لا يجعله قِطَعاً؛ وخَصَّ بعضُهم به قَطْعَ اليد. يقال: اقْتَبَّ فلانٌ اقْتِباباً إذا قَطَعها، وهو افتعال، وقيل: الاقْتِتابُ كلُّ قَطْعٍ لا يَدَعُ شيئاً. قال ابن الأَعرابي: كان العُقَيْلِيُّ لا يَتَكَلَّمُ بشيءٍ إِلاَّ كَتَبْتُه عنه، فقال: ما تَرَكَ عندي قابَّةً إِلا اقْتَبَّها، ولا نُقارةً إِلا انْتَقَرَها؛ يعني ما تَرَكَ عندي كلمةً مُسْتَحْسنةً مُصْطَفاةً إِلاَّ اقْتَطَعَها، ولا لَفْظَةً مُنْتَخَبة مُنْتَقاةً إِلاَّ أَخَذها لذاته.
والقَبُّ: ما يُدْخَلُ في جَيْبِ القَميصِ من الرِّقاعِ. والقَبُّ: الثَّقْبُ الذي يجري فيه المِحْوَرُ من المَحالَةِ؛ وقيل: القَبُّ الخَرْقُ الذي في وَسَط البَكَرة؛ وقيل: هو الخشبة التي فوق أَسنان المَحالة؛ وقيل: هو الخَشَبَةُ المَثْقُوبة التي تَدور في المِحْوَر؛ وقيل: القَبُّ الخَشَبة التي في وَسَط البَكَرة وفوقها أَسنان من خشب، والجمعُ من كل ذلك أَقُبٌّ، لا يُجاوَزُ به ذلك. الأَصمعي: القَبُّ هو الخَرْقُ في وَسَط البَكَرَة، وله أَسنان من خشب. قال: وتُسَمَّى الخَشَبَةُ التي فوقها أَسنانُ المَحالة القَبَّ، وهي البكَرة. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: كانتْ دِرْعُه صَدْراً لا قَبَّ لها، أَي لا ظَهْر لها؛ سُمِّيَ قَبّاً لأَن قِوامها به، من قَبِّ البَكَرَة، وهي الخشبةُ التي في وسطها، وعليها مَدارُها.
والقَبُّ: رئيسُ القوم وسَيِّدُهم؛ وقيل: هو المَلِكُ؛ وقيل: الخَليفة؛ وقيل: هو الرَّأْسُ الأَكْبر. ويُقال لشيخ القوم: هو قَبُّ القَوْمِ؛ ويقال: عليك بالقَبِّ الأَكْبر أَي بالرأْس الاَكبر؛ قال شمر: الرأْسُ الأَكبر يُرادُ به الرئيسُ. يقال: فلانٌ قَبُّ بَني فلانٍ أَي رئيسُهم.
والقَبُّ: ما بَين الوَرِكَينِ. وقَبُّ الدُّبُر: مَفْرَجُ ما بين الأَلْيَتَيْنِ.
والقِبُّ، بالكسر: العَظم الناتئ من الظهر بين الأَلْيَتَيْن؛ يقال: أَلزِقْ قِبَّكَ بالأَرض. وفي نسخة من التهذيب، بخط الأَزهري: قَبَّكَ، بفتح القاف.
والقَبُّ: ضَرْبٌ من اللُّجُم، أَصْعَبُها وأَعظمها.
والأَقَبُّ: الضامر، وجمعه قُبٌّ؛ وفي الحديثِ: خَيرُ الناسِ القُبِّيُّون. وسئل أَحمد ابن يحيى عن القُبِّيِّين، فقال: إِنْ صَحَّ فهم الذين يَسْرُدُونَ الصَّوْمَ حتى تَضْمُرَ بُطُونُهُم. ابن الأَعرابي: قُبَّ إذا ضُمِّر للسِّباق، وقَبَّ إذا خَفَّ. والقَبُّ والقَبَبُ: دِقَّةُ الخَصْر وضُمُورُ البَطْن ولُحوقه. قَبَّ يَقَبُّ قَبَباً، وهو أَقَبُّ، والأُنثى قَبَّاءُ بيِّنة القَبَبِ؛ قال الشاعر يصف فرساً:
اليَدُّ سابحَةٌ والرِّجْلُ طامِـحةٌ،
 
والعَيْنُ قادِحةٌ والبطنُ مَقْبُوبُ
أَي قُبَّ بَطْنُه، والفعل: قَبَّه يقُبُّه قَبّاً، وهو شِدَّة الدَّمْجِ للاستدارة، والنعت: أَقَبُّ وقَبّاءُ. وفي حديث علي: رضي اللّه عنه، في صفة امرأَة: إِنها جَدّاءُ قَبّاءُ؛ القَبّاءُ: الخَميصةُ البَطْنِ.
والأَقَبُّ: الضّامِرُ البَطْنِ. وفي الحديث: خيرُ الناس القُبِّيُّون؛ سُئل عنه ثعلب، فقال: إِن صَحَّ فهم القوم الذين يسْردون الصومَ حتى تَضْمُر بُطُونُهُم.
وحكى ابن الأَعرابي: قَبِبَتِ المرْأَةُ، بإِظهار التَّضْعيف، ولها أَخواتٌ، حكاها يعقوب عن الفراء، كَمَشِشَتِ الدابةُ، ولَحِحَتْ عينُه.
وقال بعضهم: قَبَّ بَطْنُ الفَرس، فهو أَقَبُّ، إذا لَحِقَت خاصرتاه بحالِبَيْه. والخَيْلُ القُبُّ: الضَّوامِرُ. والقَبْقَبةُ: صوت جَوْف الفرس، وهو القَبِيبُ. وسُرَّةٌ مَقْبوبةٌ، ومُقَبَّبةٌ: ضامرة؛ قال:
جاريةٌ من قَيْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ،
بَيْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبه،
كأَنها حِلْيةُ سَيْفٍ مُذْهَبَهْ
وقَبَّ التَّمْرُ واللحمُ والجِلْدُ يَقِبُّ قُبوباً: ذَهَبَ طَراؤُه ونُدُوَّتُه وذَوَى؛ وكذلك الجُرْحُ إذا يَبِسَ، وذهَبَ ماؤُه وجَفَّ.
وقيل: قَبَّت الرُّطَبةُ إذا جَفَّتْ بعضَ الجُفوف بعْدَ التَّرْطِيب.
وقَبَّ النَّبْتُ يَقُبُّ ويَقِبُّ قَبّاً: يَبِسَ، واسم ما يَبِسَ منه القَبِيبُ، كالقَفِيفِ سواءً.
والقَبيبُ من الأَقِط: الذي خُلِطَ يابسُه برَطْبِه.
وأَنْفٌ قُبابٌ: ضَخْم عظيم. وقَبَّ الشيءَ وقَبَّبَهُ: جَمَعَ أَطرافَهُ.
والقُبَّةُ من البناء: معروفة، وقيل هي البناء من الأَدَم خاصَّةً، مشتقٌّ من ذلك، والجمع قُبَبٌ وقِبابٌ. وقَبَّبها: عَمِلَها. وتَقبَّبها: دَخَلَها.
وبيتٌ مُقَبَّبٌ: جُعِلَ فوقه قُبَّةٌ؛ والهوادجُ تُقَبَّبُ. وقَبَبْتُ قُبَّة، وقَبَّبْتها تَقبيباً إذا بَنَيْتَها. وقُبَّةُ الإِسلام: البَصْرة، وهي خِزانة العرب؛ قال:
بَنَتْ، قُبَّةَ الإِسلامِ، قَيْسٌ، لأَهلِها
 
ولو لم يُقيموها لَطالَ الْتِواؤُها
 
 
*د يحيى
2 - مايو - 2009
القبقاب 2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وفي حديث الاعتكاف: رأَى قُبَّةً مضروبةً في المسجد. القُبَّة من الخِيام: بيتٌ صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. والقُبابُ: ضَرْبٌ من السَّمَك يُشْبِه الكَنْعَد؛ قال جرير:
لا تَحْسَبَنَّ مِراسَ الحَرْبِ، إِذ خَطَرَتْ،أَكْلَ القُبابِ، وأَدْمَ الرُّغْفِ بالصَّيرِ
وحِمارُ قَبَّانَ: هُنَيٌّ أُمَيْلِسُ أُسَيْدٌ، رأْسُه كرأْسِ الخُنْفُساءِ، طوالٌ قَوائمهُ نحوُ قوائم الخُنْفُساء، وهي أَصغر منها. وقيل: عَيْرُ قَبّانَ: أَبْلَقُ مُحَجَّلُ القَوائم، له أَنْفٌ كأَنف القُنْفُذ إذا حُرِّكَ تماوَتَ حتى تَراه كأَنه بَعْرةٌ، فإِذا كُفَّ الصَّوْتُ انْطَلَق. وقيل: هو دويبة، وهو فَعْلانُ مِن قَبَّ، لأَنَّ العرب لا تصرفه؛ وهو معرفة عندهم، ولو كان فعّالاً لصرفته، تقول: رأَيت قَطِيعاً من حُمُرِ قَبّانَ؛ قال الشاعر:
يا عَجباً لقد رأَيتُ عَجبا،
 
حمارَ قَبّانَ يَسُوقُ أَرْنبا
وقَبْقَبَ الرجلُ: حَمُقَ.
والقَبْقَبةُ والقَبِيبُ: صوتُ جَوْف الفرس. والقَبْقَبةُ والقَبْقابُ: صوتُ أَنياب الفحل، وهديرُه؛ وقيل: هو ترجيع الهَدِير.
وقَبْقَبَ الأَسدُ والفحل قَبْقَبةً إذا هَدَر.
والقَبْقابُ: الجمل الهَدَّار. ورجلٌ قَبقابٌ وقُباقِبٌ: كثير الكلام، أَخطأَ أَو أَصابَ؛ وقيل: كثير الكلام مُخَلَّطُه؛ أَنشد ثعلب:
أَو سَكَتَ القومُ فأَنتَ قَبقابْ
وقَبْقَبَ الأَسد: صَرَفَ نابَيْه.
والقَبْقَبُ: سير يَدُور على القَرَبُوسَين كليهما، وعند المولدين: سير يَعْتَرض وراء القَرَبُوس المؤخر. والقَبْقَبُ: خَشَبُ السَّرْج؛ قال:
يُطيِّرُ الفارسَ لولا قَبْقَبُه
والقَبْقَبُ: البطْنُ. وفي الحديث: من كُفِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبِه وذَبْذَبِه، فقد وُقِيَ. وقيل: للبَطْنِ: قَبْقَبٌ، مِن القَبْقَبَةِ، وهي حكاية صوت البَطْنِ.
والقَبْقابُ: الكذَّابُ. والقَبْقابُ: الخَرَزَة التي تُصْقَلُ بها الثِّياب. والقَبْقابُ: النعل المتخذة من خَشَب، بلغة أَهل اليمن.
والقَبْقابُ: الفرج. يُقال: بَلَّ البَوْلُ مَجامِع قَبْقابِه. وقالوا: ذَكَرٌ قَبْقابٌ، فوَصَفُوه به؛ وأَنشد أَعرابي في جارية اسمها لَعْساء:
لَعْساءُ يا ذاتَ الحِرِ القَبْقابِ
فسُئِلَ عن معنى القَبْقابِ، فقال: هو الواسع، الكثير الماء إذا أَوْلَج الرجلُ فيه ذَكَرَهُ.
قَبْقَبَ أَي صَوَّتَ؛ وقال الفرزدق:
لكَمْ طَلَّقَتْ، في قَيْسِ عَيْلانَ، من حِرٍ،
 
وقد كان قَبْقابـاً، رِمـاحُ الأَراقِـمِ
وقُباقِبٌ، بضم القاف: العام الذي يلي قابِلَ عامِك، اسم عَلَم للعام؛ وأَنشد أَبو عبيدة:
العامُ والمُقْبِلُ والقُباقِبُ
وفي الصحاح: القُباقِبُ، بالأَلف واللام. تقول: لا آتيكَ العامَ ولا قابِلَ ولا قُباقِبَ. قال ابن بري: الذي ذكره الجوهري هو المعروف؛ قال: أَعني قوله إِنّ قُباقِباً هو العام الثالث. قال: وأَما العام الرابع، فيقال له المُقَبْقِبُ. قال: ومِنهم مَن يجعل القابَّ العامَ الثالث، والقُباقِبَ العامَ الرابع، والمُقَبْقِبَ العامَ الخامسَ. وحُكِيَ عن خالدِ بن صَفوان أَنه قال لابْنِهِ: إِنك لا تُفْلِحُ العامَ، ولا قابِلَ، ولا قابَّ، ولا قُباقِبَ، ولا مُقَبْقِبَ. زاد ابن بري عن ابن سيده في حكاية خالد: انظر قابَّ بهذا المعنى. وقال ابن سيده، فيما حكاه، قال: كلُّ كلمة منها اسم السنة بعد السنة. وقال: حكاه الأَصمعي وقال: ولا يَعْرِفون ما وراء ذلك.
والقَبَّابُ: والمُقَبْقِبُ: الأَسد.
وقَبْ قَبْ: حكاية وَقْعِ السيف.
وقِبَّةُ الشاة أَيضاً: ذاتُ الأَطْباقِ، وهي الحِفْثُ. وربما خففت.
*د يحيى
2 - مايو - 2009
تحياتي للأعزاء جميعا    كن أول من يقيّم
 
   شاكرا عزيزنا د.محمد كالو؛ أقول غير مازح ولا هازل : أول ما لمحت العنوان ظننته " النحنحة " ، وكأن فكري سبق ناظري ، فقلت : لعل سبب النحنحة هنا لفت نظرنا إلى ما يمكن أن نسهو عنه من أمور هامة ؛ ولكني لما ولجت إلى الموضوع أطالعه ، أنعمت النظر ، فإذا العنوان هو " النّحنٌيِّة " ، الذي كم أتعبني حتى تمكنت من التلفظ به ؛ وفقا لما أعربه أستاذنا د/ صبري أبو حسين ، ثم لما لمحت " الأنانية " ظننت أن " النحنية " بنفس معنى الأنانية ؛ ولكنها تعبر عن المجموع من الأفراد الذين يفخرون بأنفسهم دائما على غيرهم من الناس ، كإنشادنا : نحن أبناء يعرب ... أو قول اليهود : نحن شعب الله المختار ،   ثم لما لمحت الآية الكريمة التي ذكرها صاحب المقال ( لم أعرف بعد صاحب المقال على وجه الدقة هل هو أستاذنا د.محمد أم غيره )، أدركت أن الذي اصطنع النحنية أراد بها معنى الإيثار ؛ فوقعت في حيرة من ماهية هذه الإرادة، وتساءلت : لماذا الأنا الفردية أنانية ، بينما النحنية الجمعية إيثارية إن جاز التعبير؟ فهي إيثارية بالنسبة إلى المجتمع الواحد بين أفراده وبعضهم بعضا ، وهي ، في ذات الوقت ، أنانية بالنسبة للمجتمعات أو الأعراق بينها وبعضها الآخر . وما دامت الإيثارية من الإيثار ، فما معنى أن نستبدل النحنية بالإيثارية! أليست الإيثارية أصدق تعبيرا عن الإيثار من " النحنية " ، وأجمل منها جرسا ، وأقرب إلى اللغة العربية وقواعدها صحة؟!
   لقد أغرتني " النحنية " بالبحث عنها في الشبكة ، فإذا بها تنسب إلى ساطع الحصري مخترعا لها ، وقد قصد بمعناها تنمية الرغبة في العمل المشترك على حد قول د.عبد الله عبد الدائم ( تربوي ذو فكر قومي التوجه ) ؛ لكن ساطعا الحصري كان علماني العقيدة كما اشتهر عنه ، وكان أيضا قومي النزعة ، ومع هذا ، كان في لغته رطانة ، على الرغم من أن الانتماء للقومية يتطلب من المنتمي التمسك بأهداب اللغة التراثية ، ويتطلب منه النظر إلى التجديد في اللغة نظرا دقيقا يرتكز على الاعتزاز بالقديم ، وعلى النهل من منابعه الثرة. ولم أجد حول " النحنية " شرحا أكثر من هذا الذي وجدته ؛ إضافة إلى ما أثبته د. محمد من أن المقال نشر في مجلة الكويت . ولما طالعت تعقيبات الأخوات المشاركات والإخوة المشاركين ، تبين لي أن منهم من حبذ اسم " النحنية " من جهة معناه التعاوني ، غير مبالين بنقد اشتقاقه لغويا ، وهذا ما جعلني أخشى التورط في هذا الاشتقاق ؛ فبضاعتي من اللغة بضاعة مزجاة ، وأولى بي أن أفيد ممن هم أعلم مني .
   وخطر لي تساؤل حول " الأنانية " التي اصطنعوها من " أنا " على حد قول صاحب المقال ، فقلت مسائلا نفسي : هل اشتقاق " الأنانية " كان من ضمير المتكلم المفرد " أنا " ، أم كان الاشتقاق من الاسم " الأنا " بمعنى الذات أو النفس؟ فإذا كان اشتقاق الأنانية والنحنية من الضميرين : أنا ، ونحن ، فهل يجوز لنا أن نصطنع مصادر لغوية من باقي الضمائر؟ فإذا كان ذلك جائزا ، فما علينا إن اصطنعنا من باقي الضمائر أسماء تنتهي بالياء المشددة تتلوها التاء المربوطة ، نحو : الهُوَويّة أو الهُوَيّة من قولنا : هو ، والأنتـَوية أو الأنتّيّة من قولنا : أنتَ ، والأنتِوية أو الأنتِيّة من قولنا : أنتِ ، والهموية أو الهُمِّيِة  من قولنا : هم...الخ ، إذا جاز التعبير ، ونكون قد اصطنعنا مصادر لغوية جديدة كما فعل الذي اصطنع " النحنية " ، على الرغم من انني انا شخصيا لم أدرك الحاجة  إلى ذلك الاصطناع؟
   وجلب انتباهي عنوان تعقيب أستاذتنا الجليلة العزيزة ، ضياء خانم ، وصيغته : " الشاطر والمشطور والكامن بينهما " ، والعنوان في رواية أخرى : " الشاطر والمشطور وبينهما كامخ " ، أو قريبا من هذه العبارة ، فتذكرت أني ، وقبل مدة ليست بالطويلة ، شاهدت على شاشة التلفاز رجلا مسنا من ذوي الاختصاص باللغة ، ومن أعضاء المجمع اللغوي القدماء في القاهرة ، الذين قاموا على إخراج المعجم الوسيط ، وهو ينفي هذه التهمة التي ألصقت بالمجمع ، فهي لا تعدو أن تكون مزاحا . ولقد أفدت من قول أستاذتنا ضياء : " ولا يكون بلوي عنقها ، فاللغة العربية ليست بهذه " المرونة " التي نتوقعها منها أبداً ، بل هي شخصية عملاقة لا زالت على قيد الحياة ، وهي تعاني حتماً من تشتتنا وضعفنا تجاهها فتسامحنا أحياناً ، لأنها أم ، ولأنها رحم ورحمة ." فائدة كبيرة ، فإن عملية ليَّ عنق اللغة ، ومحاولة التسلط عليها ، عملية بعيدة عن الصواب ، والواجب التماشي مع أسس اللغة وقواعدها تماشيا رفيقا بحيث يكون تجدد اللغة متناسبا مع تلك الأسس والقواعد ، وأن تكون عملية القياس اللغوي لا تخرج بالمقيس عن حدود القياس المرعية .
    وشيخنا أبو بشار ، يحيى مصري ، جزاه الله خيرا ؛ فهو كما هي عادته ، يثري معلوماتنا بالدقيق من الآراء ، وبالصحيح أو الأصح من الأقوال ، ويصحح أخطاءنا اللغوية ، وقد رأيته وقد امتعض من " النحنية " ؛ معتذرا عنها إلى سيدنا سيبويه ، زيادة على ما تفضل به علينا من شروح لغوية ذات فوائد هامة تتعلق بالمصدر الصناعي . وكذلك رأيت أستاذنا أبا هشام يفعل قريبا مما فعل شيخنا بعد أن البس تعقيباته ثوبا أدبيا جميلا ، فبارك الله فيه وفي كل المشاركين الأعزاء . أما أبيات الشعر التي ذكرها أبو هشام ، فهي  ، على حد علمي ( أنسيت من أين أتاني هذا العلم ) ، وحبا في الزيادة على الفائدة ، منسوبة إلى شاعر من شاعرين اثنين كل منهما اسمه اسماعيل صبري ، أحدهما  كان " باشا " ، والآخر كان " أفندي" * ، وقد أدرك الأصغر عمرا منهما (الأفندي ) آخر عهد الأكبر ؛ ولكن شهرة الأكبر (الباشا) كانت أعم ، فقد اعتبر من الذين قاموا بإحياء الشعر العربي كما البارودي ومن بعده شوقي وحافظ وغيرهم . أما نص البيتين كما أعرفهما ، فهو كما يلي :
طرقتُ الباب حتى كل متني = ولما كل متني كلمتني
وقالت لي أيا اسماعيلُ صبراً = فقلت لها أيا اسما ، عيل صبري
كان الله في عونه على صبره الذي عيل ، وعلى متنه الذي أوهنه الطرق على باب أسماء ، ولولا أن تداركته أسماء فكلمته ، لكان يمكن أن يهلك... . وغير بعيد أن يكون قائل البيتين اسماعيل صبري باشا ، فقد عرف عنه تغزله بمي زيادة ، التي كان صالونها الأدبي مجمعا للعديد من مشاهير الشعر والأدب في حينه ؛ ولكن احتمال أن يكون القائل هو الأفندي وارد أيضا ، فالشاعر ، كما علمت من مقال في مجلة العربي ، كان مخزونه من محفوظات القدماء كبيرا ؛ لذا ، فإن استخدامه لـ " كل متني، وكلمتني " ربما  نبع من مطالعته أشعار السابقين . فلما بحثت في الموسوعة الشعرية عن " كل متني" ، ألفيت شاعرا يدعى ابن غلبون الصوري (ت 419هـ) ، يستخدم الجناس بين الكلمتين المذكورتين ، وبين فدتني ، وأنفدتني :
جِئتُ أَشكو فاستوقفتني إلى أن كَـلَّ مَتني مِن قَبلِ أن iiكلَّمَتني
وفـدَتـنـي مِن الوَثاقِ iiولكِن أنـفَـدَتني هَمّاً إلى أن iiفَدَتني
وبهذا لا يكون اسماعيل صبري أول من استخدمهما .
والشيء بالشيء يذكر :
   طالعت قصيدة هنا في الوراق بعنوان " امرأة فوق الخيال "، وهي لشاعر اسمه عبد الرحيم محمود ، مما جعلني أظن أنها للشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود زميل الشاعر إبراهيم طوقان قبيل أن أطالعها ؛ ولكني لما تبينت الأمر ، قلت لنفسي : هاهما شاعران ؛ تماثل اسماهما ، وتباين زمنهما ، كما تماثل الاسماعيلان اسما ، وتباينا زمنا ووضعا اجتماعيا ، فسبحان الله كيف تتوارد المتماثلات المتباينات!
دمتم بخير .
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر مجلة العربي ، ص 164 ، العدد564 نوفمبر2005
*ياسين الشيخ سليمان
2 - مايو - 2009
 1  2