البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيدة افتتاح الندوة الدولية للحديث بكلية الدراسات بدبي    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
26 - أبريل - 2009
 
قصيدة افتتاح الندوة الدولية للحديث بكلية الدراسات بدبي
جميل من القائمين على أمر ندوة الحديث الدولية، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، أن يجعلوا للشعر -فن العرب الأول- حضوراً دائماً في افتتاح الندوة؛ فقد ورد في قول مأثور:"أن الشعر كان أحب إلى رسول الله من كثير من الكلام"...
 والأجمل أن تكون صاحبة الافتتاح الشعري للندوة طالبة في السنة الثانية بالكلية، عمرها الشعري سنتان، وكمها الإبداعي لا يتجاوز الخمس عشرة قصيدة، فتلقي قصيدة طيبة المبنى والمعنى بثقة وثبات وتأنق في الإنشاد وتفنن بلا تلعثم ولا تلجلج، بل بحيوية واقتدار.
 ومن ثم حرصت على أن أسجل هذه التجربة الثقافية في دوحة الشعر بمجالس الوراق، وهذا نص القصيدة:
وللنور صناع
(فقهاء النور النبوي)
شـعاعٌ هـزَّ أركـانَ   الجُـنـاح ِ         و جــالَ  لِيَستـقِرَّ  بنــور   راح ِ
بكفّ المصطفى زينِ الدَّراري         لـه انقـشـعَ الظـلامُ مِن النواحي
  فمِـن  سِـرّ  إلى عَـلـَنٍ  ثبـاتٌ         و مهما  قاومتْ  عِـلـلُ  السِّلاح ِ
  سِهامُ  الحقّ  فاقـتْ في  دَياج ٍ        لِتـــدحَـضَ  كـلَّ  رُوّادِ  الجُـنـاح ِ
  تسُـلُّ  ظـلامَ  كـفـرٍ  مِنهُمو أو         لِتُعـمِلَ  فيهـمو  أدمى  الجِـراح ِ
  وتـرمـيـهـمْ  بـثـالثـةِ  الأثـافي         و هـذا مَطمَـعٌ  لقـنـــا  الـرّمـاح ِ
  وصـارتْ تـنـشرُ الإسلامَ فكرًا         و أخـلاقــًا  بــصبـح ٍ  أو  رَواح ِ
  فجُـعْـبـَتـُها حِمى الأبطال طـُرًّا         و  ليـسَ يـغـَرُّها  أيُّ اصـطـلاح ِ
  سقى أصحابُهـا ومَضاتِ ديـن ٍ         ليُـعلـوا  رايـة ً رَغــمَ  الـنـّـُواح ِ
مَضوا نصَروا رسولَ الله نصرًا         مضوا نصروا الإلهَ بلا ارتيــاح ِ
 و عـن  طـه  أحاديـثـًا  أذاعـوا         فمـن  طـه  تعالـــيـمُ  السَّـــماح ِ
 فـصـادقـة ٌ صحـيـفتـُه ، ورسْلٌ         تـفـانـتْ  في  ميـاديـن ِ الـفـلاح ِ
  و ذا  عمـَرُ المكارمِ في جُموع ٍ        يـنـاديـهمْ   لـتــدويـن ِ الـــمُـتاح ِ
  فأحيَوا  سنـة َ الهـادي سِراعًا         بـتـوثـيــق ٍ لـهـا  رَيُّ  الصــلاح ِ
  فـتـعــديـلٌ و جَـرحٌ في مُـتـون ٍ        و أسـنـادٌ و نـسـخٌ  مـن  بِـطـاح ِ
  جـزاهـــم  ربّـيَ المولى  ثوابًا         بـجَنـّـتِـهِ عـلى حُـسْـن ِ النـِّضـاح ِ
   فمَـن يتسَلـَّمُ  العَمـَلَ المُصَفـّى          بـحـيـن ٍ  فـيـه ألـوانُ الـريـاح ِ؟
  أنـنـتـَـظِـرُ المِئـيـنَ الدهرَ حتى         يـَـرُدّ   مُجَـدّدٌ   سُـنـنَ  المِـلاح ِ؟
                        ونـَدوتـُـنـا أقـيمَـتْ  في رِحـابٍ                 تـعـي  إكلـيلَ  إحـيـاءِ  الصِّـحاح ِ
  أتـَتْ مِـن مـاجـدٍ رامٍ نـُـبـوغــًا         لـه  في رَوضِـنا عـبـَقُ الأقـاحي
   مـعَ الأفـذاذِ قـَدّوا سِتـرَ ضـعفٍ         فلـمْ يُرمَـوا بمـقصوصي الجَناح ِ
   عُـقـولا حَكّـمـوهـا واستقـاموا،        شـوائـبَ  أعــدمـوها  بـالبِــِراح ِ
    فصـونوا هَـديَ قـُدوتِنا  دوامًا         وقـودوا عـالـَمًـا   لـدُنى الـفـلاح ِ
    و صـونوا وصـلَ سُـنـّتِه بـفهمٍ         صحيــح ٍ مُبْطـِل ٍ زيـفَ السِّماح ِ
    يـواكِـبُ سيـرَ نهـضـتِنا مِـرارًا         يـرَمّـمُ  حملة  ً لنـُـهى  الـصلاح
         تكــونـوا لـلقِـفــارِ ظـلالَ مُـزنٍ         تـُبَـشِّـرُ  بـالكـلا  بـعـــدَ  الأحـاح
       إلــهَ الكــون ِ نرجو منكَ مَـــدًّا          يُــبـاركُ  فـي جُـهـودٍ بـانسِـحاح
  و تـوفـيقـًا و رضوانـًا  علـيـنا         وجَنـِّبـْنا  طـريقَ هـوى الــجُـناح ِ
         ونـوِّرْنا سبـيـلَ الخـيـر نـَـغـْنمْ           فــتـجـعلـَنـا  ذوي مـجـدٍ  صُـراح
الطالبة: حنان المرزوقي
السنة الثانية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قصيدة مباركة    كن أول من يقيّم
 
حقا إنها قصيدة رائعة وجميلة، وهذا ينبىء عن ولادة الشعر الرائع لدى هذه الطلبة... وفقها الله لكل خير وصلاح..
 
إلا أنني أنتقد القصيدة من وجهة واحدة، لا أعلم إن كان يوافقني فيها أستاذي الكريم صبري أم لا؟
  وهي أن القصيدة تفتقر -نوعا ما- إلى أحد عناصر النص الأدبي المهمة فيه وهو:( العاطفة) على الرغم من وجود الخيال في عدة أبيات في النص كقولها:
 سِهامُ  الحقّ  فاقـتْ في  دَياج ٍ        لِتـــدحَـضَ  كـلَّ  رُوّادِ  الجُـنـاح ِ
و
  وتـرمـيـهـمْ  بـثـالثـةِ  الأثـافي         و هـذا مَطمَـعٌ  لقـنـــا  الـرّمـاح
و
 تكــونـوا لـلقِـفــارِ ظـلالَ مُـزنٍ         تـُبَـشِّـرُ  بـالكـلا  بـعـــدَ  الأحـاح
فهذه الأبيات وغيرها فيها عدة صور بلاغية ناتجة عن الخيال الجميل لدى الشاعرة، إلا أنها -كما قلت- تفتقر إلى العاطفة المؤثرة في مشاعر المستمعين والقراء، وهذا بالطبع يقود إلى الملل والكلل من رصف المعاني والمعلومات-وقد يكون المدح الجاف- ورصه في القصيدة دونما أي تأثير أو انفعال لدى الآخرين.
 
 
أرجو المعذرة على هذا النقد( وهو وجهة نظر شخصية لا أكثر) والله أعلم.
زكريا الحسني
2 - مايو - 2009
دلائل العاطفة    كن أول من يقيّم
 
أخي زكريا :
شكرًا على هذا التلقي الجيد للنص، الذي ينبئ عن ذائقة مثقفة، ولكن: ما دلائل فقدان هذا العنصر بالنص؟
*صبري أبوحسين
4 - مايو - 2009
مدارسة    كن أول من يقيّم
 
بورك فيك يا معلمي العزيز:
 
1- من خلال قراءتي للقصيدة وانغماسي في كلماتها، لم أجد أنني مضطر لإكمالها، وذلك لأن معظم بلاغة النص تدور حول إحياء سنة رسول الله، فتكرر لدى السامع التشبيهات وأحيانا الاستعارة التي تذهب وتعود على نفس المعنى المقصود، وبالتالي تبادر لدى القارئ أن الشاعر لن يأتي بشيء جديد يجذبه تجاه النص، فتقاعس عن إكمالها، وعلى سبيل المثال:
مَضوا نصَروا رسولَ الله نصرًا         مضوا نصروا الإلهَ بلا ارتيــاح ِ
 و عـن  طـه  أحاديـثـًا  أذاعـوا         فمـن  طـه  تعالـــيـمُ  السَّـــماح
نجد أن المعنى نفسه تكرر في البيتين التاليين:
 فأحيَوا  سنـة َ الهـادي سِراعًا         بـتـوثـيــق ٍ لـهـا  رَيُّ  الصــلاح ِ
  فـتـعــديـلٌ و جَـرحٌ في مُـتـون ٍ        و أسـنـادٌ و نـسـخٌ  مـن  بِـطـاح
وهكذا.......
2- من خلال قراءتي للقصيدة لم أجد ما يجبرني على الانتقال من عالمي المادي إلى عالم النص الأدبي المحلق، والتأثر بمعطياته، وبلغة واضحة: لم يستطع الشاعر-إلا نادرا- أن  يفهمني أحاسيسه ومشاعره وعواطفه التي سجلها في نصه.
3- القصيدة ذات معان ممتازة في التجربة الشعرية -كما قلت سابقا- وما ذكرته لا يعد عيبا قادحا في الشاعر، وإنما هي وجهة نظر أردت البوح بها، والله أعلم بالصواب.
 
زكريا الحسني
5 - مايو - 2009
أحسنت     كن أول من يقيّم
 
أخي زكريا :
أحسنتَ، هكذا يكون النقد تطبيقيًّا مفصلاً، وليس عامًّا مجملاً
*صبري أبوحسين
6 - مايو - 2009
عرفان    كن أول من يقيّم
 
وهذا ما علمتنا إياه عندما كنت-وما زلت- طالبا عندك، فلك مني أفضل شكر وعرفان.
زكريا الحسني
7 - مايو - 2009
تعليق دخيل    كن أول من يقيّم
 
لا خوف على الأدب العربي مادام فيها أساتذة جهابذة وطلاب نُقاد، أخـَوَيّ أرجو المعذرة على مقاطعة حواركما المثير، لكن لي بعض الملحوظات أريد إبداءها وهي:
 
ـ تبدو القصيدة من شعر المناسبات والمناسبات هكذا تقتل العاطفة أحيانـًا بل وكثيرًا من جماليات العمل الأدبي؛ لذلك ليس بها أية مشاركة وجدانية أو تجربة شعورية تولـّد عاطفة أو ما شابه ذلك.
ـ يبقى للطالبة فصاحتها و سلامة الوزن والقافية، وطريقة الإلقاء أو الإنشاد التي أشار إليها دكتورنا الفاضل في البداية، والتي تخفي كثيرًا من عيوب القصيدة، فتجعل السامع معجبًا بالقصيدة من خلال التفنن في الإلقاء، كما في زمان أمير الشعراء وشاعر النيل.
 ـ العمر الشعري البسيط يحول دون إلمام كافٍ بمكونات النص الأدبية الأساسية، كذلك لا يخفى أن الثقافة لا زالتْ بسيطة لاسيما والطالبة في السنة الثانية، ولكن لا خوفَ عليها بما أنها من طالبات د/صبري راعي الإبداع والمواهب، وقد أعجـِبتُ جدًّا بأقصوصتها (رحلة لن تتكرر) والتي نشرها د/ صبري ، فقد كانت أكثر جمالا وإمتاعًا من هذه القصيدة.
ـ أستغرب هنا من شيئين: الأول: طول نفـَس الطالبة؛ حيث إن عمرها الشعري سنتان وتنظم قصيدة من تسعة وعشرين بيتـًا!!! الواضح أنها مستعجلة جدًّا لبلوغ السِّماك.
الثاني : الروي، الحاء: حرف حلقي متعِب! أقرأ القصيدة وأحس بحرقة في الحلق.
ـ أرى أن لفظة (الطلاح) أولى في عروض البيت الأول من (الجناح).
كما أن لفظة(السماح) أراها في غير موضعها ؛
   و صـونوا وصـلَ سُـنـّتِه بـفهمٍ         صحيــح ٍ مُبْطـِل ٍ زيـفَ السِّماح ِ
إذ ليستْ كل الأحاديث التي تيسّر أمور الدين زائفة، ويبدو أن الطالبة اضطرّت إليها اضطرارًا غير مقبول، وهي تتصرف في الكلمات كيفما شاءت، وكأنه يجوز لها ما لا يجوز لغيرها.
كما ألحظ عدم تناسق في الأبيات الثلاثة الأخيرة لستُ أعرف كيف أفسِّره.
وقد أعجبني هذان البيتان:
   فمَـن يتسَلـَّمُ  العَمـَلَ المُصَفـّى          بـحـيـن ٍ  فـيـه ألـوانُ الـريـاح ِ؟
  أنـنـتـَـظِـرُ المِئـيـنَ الدهرَ حتى         يـَـرُدّ   مُجَـدّدٌ   سُـنـنَ  المِـلاح ِ؟
  هذه وجهة نظر، وأنتظر تعليقكما مع تعليقات الأستاذ ياسين الشيخ سليمان الرائعة.
ولي سؤال للدكتور صبري: يقال: اللجوء إلى عدم إشباع الهاء دليل على الضعف الموسيقي، من الذي قال هذا في الأصل؟ ولمَ لا يُعَد إشباعها ضرورة؟
ولنمثـِّل بهذا البيت:
مَضوا نصَروا رسولَ الله نصرًا         مضوا نصروا الإلهَ بلا ارتيــاح ِ
الرجاء الشرح بالتفصيل ، وأنتظر إضافاتك على موضوعي الشعر الحر في الإمارات.
وأتمنى من الله أن يشفي والدتك وأرجو من الكل مشاركتي في الدعاء لها بالشفاء العاجل ولجميع مرضى المسلمين، اللهم آمين.
                 كطماح الذؤابة كنتُ أسعى        لأمجادٍ فصرتُ حبيبَ جـِدِّ
*طماح
25 - مايو - 2009
إلى طماح    كن أول من يقيّم
 
ولي سؤال للدكتور صبري: يقال: اللجوء إلى عدم إشباع الهاء دليل على الضعف الموسيقي، من الذي قال هذا في الأصل؟ ولمَ لا يُعَد إشباعها ضرورة؟
*صبري أبوحسين
25 - مايو - 2009
المد الطويل أحسن من المد القصير    كن أول من يقيّم
 
أخي طماح:
من المعلومات الصوتية الثابتة أن المد الطويل أحسن  إيقاعيًّا من المد القصير، ومن ثم فإشباع الهاء المتحركة أفضل من عدم إشباعها؛ لأن عدم الإشباع يقلق أذن المتلقي! 
*صبري أبوحسين
25 - مايو - 2009
مدّ الهاء أو إشباعُها     كن أول من يقيّم
 
 
تشبع هاءات الضمائر -أي مدّها بحرف مدّ مجانس لحركتها - داخل الكلام العادي (وفي حشو الشعر) إذا وقعت بين متحركين عادةً: (لَهُو سِرُّ) (بهِي أسمو)،
وتُقصر حركاتها إذا سكن ما قبلها: (في
هِ، منْهُ، عليْهِ) أو سكن ما بعدها: (عندَهُ الأنوارُ)(بِهِ
الأمْرُ).
وهو ما يوافق قراءتها في القرآن الكريم..

ولكن قد تُقصر الضمائر المشبعة أو تشبع الضمائر المقصورة
لضرورة الشعر أحياناً.
*عمر خلوف
25 - مايو - 2009
شكرًا أيها الأمير الكريم الغالي    كن أول من يقيّم
 
شكرًا أخي أمير العروض على هذه المعلومة التعليمية الجميلة المفصلة، لكن يبقى الذوق الصوتي الإيقاعي مقدمًا، والشاعرُ الشاعر هو من يعلو فوق الضرورة ولا ينزل إليها، وهو من يعمل على إمتاع المتلقي سمعيًّا وعاطفيًّا وفكريًّا، لا من يجعله يتوقف أو يتعلثم في القراءة أو الإنشاد، وكبار الشعراء تخلو فرائدهم من مثل هذا الاضطرار!
*صبري أبوحسين
26 - مايو - 2009
 1  2