البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أجلّ من الردى شعب العراق    قيّم
التقييم :
( من قبل 21 أعضاء )
 د يحيى 
14 - أبريل - 2009
قصيدة للشاعر العراقي: رزاق عزيز مسلم الحسيني
السويد
 
 أجلُّ منَ الرّدى شعب العراقِ
يزولُ الظالمونَ وأنتَ باقِ
 
كتبتَ على جبينِ الدّهرِ سِفراً
سموتَ بهِ إلى السَّبعِ الطِّباقِ
 
تظلُّ على الردى دوماً عصيّاً
وبدراً ليسَ يأفُلُ بالمحاقِ
 
وأرسى من جبالِ الأرضِ ثبتاً
على الأهوالِ أو فتنِ الشقاقِ
 
لقد ولّتْ ليالي الرّعبِ عنّا
وضوءُ الفجرِ آذنَ بانفلاقِ
 
لقد لاحَ الصباحُ لناظريهِ
كسيفِ الحقِّ يلمعُ بامتشاقِ
 
فسيري يا جموعَ الشعبِ طُرّاً
على دربِ العُلا والإنعتاقِ
 
كسيلٍ قد تحدّرَ من جبالٍ
ودوسي مَنْ يُريدُكِ أنْ تُعاقي
 
وكوني كتلةَ الأحزابِ برداً
وسلماً في المحبّةِ والوفاقِ
 
فهذا شعبُكِ الجبّارُ أوفى
بهذا النّهرِ مِنْ دمِهِ المُراقِ
 
ألا لعنَ الإلهُ ربيبَ شرٍّ
أذلَّ الشعبَ في شرِّ الرِّباقِ
 
وآدتْ ظهرَهُ الأحداثُ تترى
كما الآبار جفّتْ باستراقِ
 
أتبقى نُهبةَ السُّراقِ دوما؟
أجبني أيّها الشعبُ العراقي
 
لقد عاثَ الذئابُ بكلِّ حقلٍ
ولم تُبقِ الحروبُ سوى الرِّماقِ
 
لكَ الخيراتُ يا وطنَ الدراري
من الحُكّامِ جوراً كم تُلاقي؟
 
عليكَ الشعب في الجُلّى سلاحاً
فما لكَ غيرَهُ في الخطبِ واقِ
 
ستخرجُ رغمِ جُرحِكَ والمآسي
عزيزَ الدّارِ مرفوعَ الرّواقِ
 
ويبقى كبرياؤُكَ مُشرئبّاً
ومجدُكَ شامخاً عالي المراقي
 
بمجدكَ قامتِ الدُّنيا وضاءتْ
وظلَّ النورُ يسطعُ بائتلاقِ
 
سقيتَ شعوبَها أدباً وعلماً
مدى التأريخِ في كأسٍ دهاقِ
 
توشّحتَ الحضارةَ بازدهاءٍ
وحاطَ العِزُّ حولكَ كالنِّطاقِ
 
*** ***
 
عبيرُ الشوقِ أم طِيبُ المغاني
يهُبُّ عليَّ من أرضِ العراقِ
 
فيضرمُ بينَ أضلاعي لهيباً
لذيذاً كالهوى فيهِ احتراقي
 
أحَبُّ الناسِ وجداً قد دعاني
وملءُ القلبِ شوقاً للعناقِ
 
فخبّتْ بي مطايا الشوقِ تعدو
كأنّي قد حُمِلتُ على البُراقِ
 
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أجلّ من الردى شعب العراق (2) : تكملة    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
وقلبي يَسبِقُ الخطواتِ نبضاً
كأنّي والفؤادَ على سباقِ
 
وألقيتُ الهمومَ وراءَ ظهري
وحررتُ الفؤادَ من الوثاقِ
 
وقلتُ للنّوى بيني فإنّي
رميتُ عليكِ أيمانَ الطلاقِ
 
أبغدادُ الحبيبةَ ضاقَ صدري
فلنْ أقوى على حرِّ اشتياقي
 
أُقطّعُ في ليالي البعدِ عدّاً
ودمعي لايجفُّ من المآقي
 
أُعلُّ من كؤوسِ الهمِّ صِرفاً
وسيّان اصطباحي و اغتباقي
 
فأيّامي تفيضُ أسىً وشكوى
نديمي وحدتي والليلُ ساقِ
 
فجئْتُكِ خاطباً للودِّ أسعى
وروحي والقوافي من صَداقي
 
فقُومي وافتحي بابَ التداني
فبابُ الهجرِ أَولى بانغلاقِ
 
فلمْ أرَ كالنوى أضنى لقلبي
ولا أشفى لهُ مِثل التلاقي
 
لأنسجَ من جميلِ الحلمِ دنيا
يكونُ بها من البَينِ انعتاقي
 
وأنعمُ بينَ أحبابي وصحبي
بعيشٍ رائقٍ عذبِ المذاقِ
 
فطِيبُ العيشِ ليسَ بمُستساغٍ
يُضاهي في مرارتِهِ افتراقي
 
كأنَّ الروحَ مُذ شطَّ ارتحالي
تكادُ تفيضُ من بينِ التراقي
 
فإنّي لمْ أذُقْ كالوصلِ شهداً
ولا صاباً أمرّ مِنَ الفراقِ
 
وليسَ كمثلِهِ في القلبِ يغلي
ولاأشقى على المُهجِ الرقاقِ
 
ولمْ أرَ مثلَ كِبْرِ الجهلِ شرّاً
ولا شرَّ الطبائعِ كالنفاقِ
 
ولا مثلَ الدناءةِ في لئيمٍ
ولا كالغدرِ ما بينَ الرِّفاقِ
 
إذا أعدو فما أحدٌ أمامي
فهل جريُ الهجائنِ كالعتاقِ؟
 
وإنْ غنيّتُ أضحى الكونُ سمعاً
وشمَّ اللحنَ عِطراً بانتشاقِ
 
وإنَّ سوايَ إنْ غنّى نشازٌ
فما شدوُ البلابلِ كالنُّهاقِ1
 
1
تعريض بالذين اعتادوا أن يعتاشوا على إبداعات غيرهم وسرقة أبياتٍ من نصوصي
وادعاءَهم لها بعد تشويه جمالها وإعجام معانيها، وإني ما زلتُ أُعاني من وطأة سرقاتهم!!
 أ رجو التكرم من سراة الوراق جعل هذا الموقع خاصاً بالعراق وفلسطين ، وشكراً .
*د يحيى
14 - أبريل - 2009
قراءة..    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم
 
شكر الله للدكتور يحيى الرائع الذي يضع يده على الجرح مطبباً ما يستطيع تطبيبه من خلال قصيدة الشاعر (رزاق عزيز مسلم الحسيني) عن العراق الحبيب، ودائماً يذكرنا الدكتور العزيز ويهز أكتافنا عندما (نتناسى) ما لا يمكن أن يُنسى. وتحياتي لسراة الوراق حاضرهم وغائبهم.
القصيدة من البحر الوافر، وتتكون من (46) بيتاً، ويمكن تقسيم الأبيات إلى (5) مقاطع:
 
** نعنون المقطع الأول بـ(الفخر والحماس)، القصيدة تبث على التفاؤل اللطيف المحبب، وتطرد عن الأذهان شبح السوداوية الذي عشنا في كنفه على مدى سنوات من الحرب المشؤومة والاحتلال الذي لا يعرف سوى البطش، وساق لنا الحسيني أوصافاً جميلة جداً مثل: (ضوء الفجر آذن بانفلاق)، (كوني كتلة الأحزاب برداً وسلماً).. وذكر ذلك في الأبيات (من 1 إلى 10) ومنها:
أجلُّ من الردى شعب العراق يـزول الظالمون وأنت iiباقِ
كتبت على جبين الدهر سفراً سموت به إلى السبع iiالطباقِ
تظل على الردى دوماً عصياً وبـدراً لـيس يأفل iiبالمحاقِ
كانت أياماً محملة بالرعب والكوابيس والدمع الذي استحال دماً، ومع أن بصيص نور قد لاح بعد تراجع الحرب، إلا أننا لا نثق بالجالسين على الكراسي المصنوعة من عظام إخوتنا العراقيين، وما أكثر كراسي العظام..
 
** ومع رياح التفاؤل التي سادت الأبيات لا بد أن يهُبَّ معها شيء من الغبار ليذكر لنا: (ربيب الشر) و(نهبة السراق) و(جور الحكام)، وهو ما تجلى في المقطع الثاني من القصيدة (من البيت 11 إلى 16)، ومن الممكن أن يكون عنوانه: (النقمة على المستعمر وأذنابه)، ومن ذلك:
لك الخيرات يا وطن الدراري     من الحكام جوراً كم تلاقي
وهو ينسحب على الكل، من البحر إلى البحر، وسواء كانوا ممن حضر الوطن ممتطياً دبابة أمريكية أو انبثق نبتة غير مرغوب فيها في أرض طيبة، لا فرق، لم يعد للثقة مكان.
وتنتقل الكاميرا في أذهاننا عند ذكر أي بقعة تتألم في جسد أمتنا، لنتذكر صوراً لا تنفك تمسك بتلافيف أدمغتنا وتعصرها ما بين العراق ولبنان وفلسطين والصومال وموريتانيا، وغيرها، وحروبنا السابقة التي ما زادتنا إلا ألماً على رغم وهم الانتصار أحياناً.
 
** يعود الشاعر في المقطع الثالث إلى الفخر والذكريات المجيدة (من البيت 17 إلى 21).. أشياء محببة إلى النفس وهي الفخر الذي لا يبرح ذهن العربي، يفخر بأمجاده البائدة وتربُّع العرب والمسلمين على عرش الدنيا، (ويبقى كبرياؤك مشرئباً)، و(مجدك شامخاً).. ومن المفارقات المؤلمة أن يقارن العربي حاضره بماضيه، فيكون العيش داخل دوامة زهرية الألوان، لكنها تبقى في النهاية دوامة مهما كانت جميلة مزهرة ومن فخر شاعرنا:
بمجدك قامت الدنيا وضاءت وظـل النور يسطع بائتلاق
سـقيت  شعوبها أدباً iiوعلماً مدى التأريخ في كأس iiدهاق
توشحت  الحضارة iiبازدهاء وحـاطـت حولك iiكالنطاق
ورحم الله العباسيين في بغداد، والأمويين في دمشق والأندلس، وغيرهم، ورحم الله الخليفة هارون الرشيد الذي تحدى الغمامة بأن: أمطري أينما شئت فسيأتيني خراجك.. وما زلنا بانتظار عودة تلك الأيام، وما ذلك على الله بعزيز، لكن عندما نوقف الشخير، فنحن الآن لا يكاد يرانا العالم من صغرنا؟.
 
** (الشوق والحنين) إلى الوطن كان في الجزء الثاني من القصيدة، ويشكل أيضاً المقطع الرابع (من البيت 22 إلى 41)، والشوق له وقعه الصعب وبخاصة عند قاطني المنفى، الذين فارقوا أوطانهم رغماً عنهم هروباً من آلة القتل السريع (الحروب)، أو هروباً من آلة القتل البطيء (الجوع)، أو الذين عارضوا الأنظمة وكانت هذه الأنظمة رحيمة بهم فنفتهم!!.. أما صور شاعرنا فكانت بديعة حلوة، وهذه بعض حلاوتها:
عبير الشوق أم طيب المغاني يهب  علي من أرض iiالعراق
فـيضرم بين أضلاعي iiلهيباً لـذيذاً  كالهوى فيه iiاحتراقي
أحـب الناس وجداً قد دعاني ومـلء الـقلب شوقاً iiللعناق
فخبت بي مطايا الشوق iiتعدو كـأني قد حملت على iiالبراق
وقلبي يسبق الخطوات iiنبضاً كـأنـي  والفؤاد على iiسباق
ومع ذلك فهناك خارج الأوطان لم يجد المنفي نفسه، إنما وجد شيئاً أشبه بالموت لكنه ليس موتاً، وأشبه بالحياة لكنه ليس حياة.
 
** أما المقطع الأخير (من البيت 42 إلى آخر الأبيات) فقد تحدث فيه عن (لصوص النصوص) وما لفت نظري هو ما خرج عن لحن القصيدة، ويتمثل في (عجز) البيت الأخير (كالنهاق)، جاءت شديدة، تطرق الآذان بقوة، مما أثر في إيقاع اللحن الجميل، ولا سيما بمقارنتها بما جاورها، ولنلاحظ المفارقة في وقع الكلمات بين (كالنهاق) وجمال البيت قبل الأخير حين يسمع الكون الأغاني الرقيقة، ويشم اللحن أجمل العطور منتشياً:
وإن غنيت أضحى الكون سمعاً     وشم اللحن عطراً بانتشاق
كلمات برائحة العطر والفل والياسمين، نتفاجأ بعدها في البيت الأخير:
وإن سـواي إن غنى نشـازٌ       فما شدو البلابل كالنهاق
مع احترامي لوجهة نظر الشاعر التي هي (الضرب بيد من حديد) كي لا تسول للصوص النصوص أنفسهم السرقة مرة أخرى، لكنني لو كنت مكانه -وهذا مستحيل- لأصبح البيت عندي مثل هذا البيت الذي سأخترعه، أو ما شابهه ليتناسب مع سياق ألفاظ القصيدة بشكل عام وألفاظ ما جاوره بشكل خاص:
وإن سواي إن غنى نشازٌ     ويأخذ باختلاس واستراق
 
وباختصار: القصيدة جميلة تعج بالصور البديعة من أولها إلى آخرها، وسهلة الألفاظ، فلا نكاد نجد كلمة حوشية تحتاج إلى بحث عن أصلها وفصلها ومعناها، وهو شيء محبب إلى النفس لأنها عندئذ ستكون موجهة إلى شرائح الناس كافة، ليستفيد من جمالها الجميع...
 
تعليق أخير:
مع دوران رحى الأيام الثقيلة والحروب والدماء وذكرى الأمجاد التي استحضرتْها صورة القتل والتشريد ومرارة المنفى، يتعلق كل ذلك برقبة ذلك المستعمر الأمريكي الأرعن، وهناك في البيت الأبيض الذي أثخن العراق جراحاً وأبكانا دماً، يتم حالياً الاحتفال الكبير الذي نقلته الصحف العالمية والعربية والمحطات الأجنبية والمحلية في كل مكان عن شخصية جديدة دخلت قصر الحاكم الأمريكي، ساكن جديد بشعر رائع، ذكي وعنيد وجميل وواثق، خطى خطواتها الأولى في البلاط الرئاسي أمام عدسات الصحافة دون ارتباك، إنه (بو) كلب العائلة!!..
*أحمد عزو
15 - أبريل - 2009
كدت أنطِقها    ( من قبل 14 أعضاء )    قيّم
 
نقلنا الله الغفور الرحيم وإياكم من ذل المعصية إلى عز الطاعة ، وعرّفنا ربنا الحنّان المنان بنِعَمه بدوامها لا بزوالها .
جزاك الله الجزاء الأوفى يا أخي الحبيب الأستاذ أحمد عزو ، وكأني بك تقرأ الحديث الشريف : " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " ، ثم تخاطب سيد ولد آدم ، الرحمة المهداة للعالمين ، سيدنا وحبيبنا محمد ، صلوات ربي وسلامه عليه من الأزل إلى الأبد....تخاطبه قائلاً : طاعتك طاعة لله رب العالمين،
وها أنا ذا أحمد سأشمر على ساعد الجِد وسأجاهدهم بلساني العربي.....وكدتُ أنطقها : أين الشعر المعبّر عن فلسطين والعراق ، ولكنك شرعت يا أستاذ أحمد ، فلك مني قبلة على جبينك ، وسأرسل تحياتي واحترامي لأسرتي : سراة الوراق . بارك الله لكم وفيكم وعليكم.
*د يحيى
16 - أبريل - 2009
ليس بعد الظلم إلاّ فجر يتسامى    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
 أقدم كل تحياتي إلى الأخ الغالي د. يحيى الذي أثار شجونا كامنة في ثنايانا ، شجونا محفورة في قلوبنا تسري في دمانا، مطبوعة في عقولنا نمشي فتمشي معانا .. جرح ربما يكون فيه شفانا ،كبوة طالت في حمانا!!!....
افتتح الشاعر العراقي: رزاق عزيز مسلم الحسيني قصيدته بالتفاؤل عندما قال :
أجلُّ منَ الرّدى شعب العراقِ    يزولُ الظالمونَ وأنتَ باقِ
كتبتَ على جبينِ الدّهرِ سِفراً    سموتَ بهِ إلى السَّبعِ الطِّباقِ
إلى أن قال :
لقد لاحَ الصباحُ لناظريهِ        كسيفِ الحقِّ يلمعُ بامتشاقِ
ومن ثمّ اخذ يعتز ويفتخر بوطنه العزيز الباقي الخالد مهما حل به ومهما أصابه من الظلم ، فالظلم يزول وهو الباقي ، هذا العراق العظيم الشامخ الذي هو أثبت من ثبوت الجبال على المحن والمصائب ، ويذكرالشاعر بعضا من مناقبه بطريقة رائعة ، ويطلب من الشعب العراقي الأبي الوفي بالعطاء عطاء نهر الدم الزاكي الذي هو أوفى من عطاء مياه نهر دجلة والفرات من أجل الحرية ، أن يكون يدا واحدة ، ويدوس كل من يقف في طريقه طريق العلا والنصر ، وهو يلعن كل من قدم الشرور لهذا الوطن ، ويلعن الساريقين الذين عاثوا فسادا في كل حقول البترول سرقة ونهبا ولم يتركوا للشعب إلاّ الفتات ،كما أنه يتساءل مستغربا هل سيظل الوطن نهبا لسارقين لخيراته ؟!!! ، وهل سيظل مرتعا للحكام الظلمة لهذا الوطن المعطاء ؟!!! ، لذلك يطلب من الشعب التمسك بالسلاح الذي يخلصهم من قبضة السارقين والظلمة  ،وبهذا السلاح والصمود  سوف يخرج هذا الشعب شامخ الرأس الرأس مرفوع الجبين رغم المحن والمصائب التي حلّت به ،وستظل أيها الوطن محاطا بالمجد والعز كما يحيط النطاق بالجسم ، في رفعة العلم وعز الحضارة والقوة والمنعة وطيب الأصل وسيرة الأجداد ، وحاضرك مثل ماضيك ، فأنت يا وطني شامخ على الدوام ..                      
     ثم اتقل الشاعر إلى الشوق والحنين لموطنه وكم لاقى في بلاد الغربة من ألم البين ولوعة الفراق واحتراق القلب من شدّة الشوق وعذاب الوحدة حيث لم يكن لي نديم يخفف عني إحتراق القلب  ...وكم كان مشتاقا لأحبابه وأهله وذويه في بغداد  وكان عقله حاضرا هناك حيث إن بغداد وأهلها  لا يفارقان مخيلته أبدا ، حيث إن دموعه لم تنقطع ليالي طوال  حيث قال :
عبيرُ الشوقِ أم طِيبُ المغاني      يهُبُّ عليَّ من أرضِ العراقِ
فيضرمُ بينَ أضلاعي لهيباً          لذيذاً كالهوى فيهِ احتراقي
    وهذا مثل ما لاقى خير الدين الزركلي رحمه الله تعالى من حنين واشتياق وألم ولوعة  إلى بلده سوريا أثناء نفيه إلى مصر :
العين بعد فراقها الوطنا             لا ساكناً ألفت ولاسكنا
ريـانـة بالدمع أقلقها             أن لا تحسَّ كرى ولا وسنا
كانت ترى في كل سانحة            حُسناً , و باتت لا ترى حَسنا
والقلب لولا أنةٌ صعدت           أنكرتُه وشككت فيه أنا
ليت الذين أحبهم علموا            وهم هنالك ما لقيت هنا
ما كنت أحسبني مفارقهم          حتى تفارق روحي البدنا
 يا موطناً عبث الزمان بـه          من ذا الذي أغرى بك الزمنا
قد كان لي بك عن سواك غنى       لا كان لي بسواك عنك غنى
ما كنت إلا روضةً أُنُفاً              كرمت و طابت مغرساً وجنى
عطفوا عليك فأوسعوك أذى         وهم يسمون الأذى مننا
وحَنَوا عليك فجردوا قضباً          مسنونةً و تقدموا بقنا
يا طائراً غنى علـى فنن              والنيل يسقي ذلـك الفننا
زدني و هِجْ ما شئت من شجني      إن كنت مثلي تعرف الشجنا
أذكرتني ما لست ناسيه               ولرُبَّ ذكرى جدَّدتْ حَزَنا
أذكرتني بردى و واديه               والطيرَ آحاداً به و ثُنا
وأحبةً أسررت من كلفي              وهواي فيهم لاعجاً كمنا
كم ذا أغالبه ويغلبني                  دمعٌ إذا كفكفته هتنا
لي ذكريات في ربوعهم                هنَّ الحياة تألقاً وسنا
إن الغريبَ معذَّبٌ أبداً                 إن حلَّ لم ينعم وإن ظعنا
*ابو هشام
16 - أبريل - 2009
شرح وتصنيف للقصيد    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
       أقدم كل تحياتي لأخي الأستاذ أحمد عزو وله بالتحديد ، على حسك الوطني التليد ،  وعلى ترتيبك وتنصيفك للقصيد ، وعلى شرح في ذهنك عتيد ، حيث ألبست القصيدة من حلاك وزينتها بثوب جديد ،وأبهى من ذلك تعريجك على تراث الأجداد المجيد ،أمّا  إبدال (النهيق) الذي كان في السياق فريد  ، ( باختلاس  واستراق ) عند البعض عديد  ، فأضفى جمالا على البيت والمعنى بابتكار وتجديد ، دون أن يخلَّ بالمعنى من قريب أو بعيد ... أما تعلقك الأخير  فيه لعزة العرب تمجيد ولأشرار هذا الكون تنديد .. أليس بغريب هذا الزمان يا أخي أن نرى القرود ، ترقص على أجساد الأسود !!!...                                                            
*ابو هشام
17 - أبريل - 2009
بيّض الله وجهك يا أبا هشام    ( من قبل 14 أعضاء )    قيّم
 
أخي العزيز أبا هشام : تحياتي لك مع الاحترام والامتنان. ماشاء الله لا قوة إلا بالله عليك وعلى أخي أحمد عزو ....لقد أدخلتما السرور إلى قلبي : تحليل ينم على نضج ، وأسلوب يعكس ثقافة خِصبة ، فضلاًعن هذا الأدب الرفيع والذوق الذي يقطر رائحة أعجَز عن وصفها....
لقد استرعى انتباهي عبارتك هذه يا أبا هشام الغالي : "  أليس بغريب هذا الزمان يا أخي[ أحمدعزو] أن نرى القرود ، ترقص على أجساد الأسود !!!...
أستميحك عذراً يا أباهشام ، وأقول: كثرة المعاصي،والإصرار على الكبائر،وقطع صلة الأرحام ، وانعدام إصلاح ذات البين،وعدم البر بالوالدين، وترك الصلاة،وتناسي دفع الزكاة،ومسح الجوخ ، وحرق البخور لإرضاء ال....،فضلاً عن
تبرج النساء المسلمات، وخيانة الأزواج، وإهمال الأبناء....أليس كل أولئك قد أوصلنا إلى ما نحن فيه ؟ الجواب: بلى وألف بلى.
نعم،فإننا نأكل ما طبخناه...مازرع أحدٌ تفاحاً وأكل بصلاً ....
صنعتُ دراسة نحْوية لكتاب (مشكل إعراب القرآن) لمؤلفه: مكي ابن أبي طالب القيسي (رسالة ماجستير)في سنة (1981، وفي سنة 1986كنتُ أدرّس النحو والصرف بكلية الآداب في مدينتي حلب،[ عقد شخصي]،وعزمت على أداء العمرة، وقد طار صوابي حين تصفحتُ كتاباً في إحدى المكتبات بجُدة ، أكثر من نصفه مسروق من رسالتي الماجستير غير المطبوعة ، والسارق أستاذ جامعي ، كنتُ أهديتُ إليه الرسالة في منزلي في (بُريدة - السعودية). وكلانا ندرّس في كلية اللغة العربية سنة 85 ...
ماذا تتوقع مني أن أقول ؟ قلتُ : اُتركْ يا يحيى المكتبة واذهب إلى المسجد الحرام واعتمر ، وقلتُ : حسبي الله ونعم الوكيل ، ورجَعتُ إلى حلب الشهباء .  
*د يحيى
17 - أبريل - 2009
شكراً لكم..    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم
 
السلام عليكم.. وللجميع مني أحلى سلام وتحية.. والله إن كلامك حلو المذاق يا دكتور يحيى، ومن حلاوته كدت أصدق نفسي، ما أنا سوى سهم في جعبتك، لكن من كرم أخلاقك وفيض تواضعك قلَبتَ الموازين، فالقبلة على الجبين هي (فقط) من الصغير إلى الكبير، ومن الطالب إلى الأستاذ، ومني إليك. ولأبوهشام العزيز جداً كل الشكر على كلماته العليلة التي تنعش الروح، وجزاك الله ألف خير، واسمح لي أن أستعير استعارتك من قول الزركلي رحمه الله في آخر أبياته:
إن الغريبَ معذَّبٌ أبداً                إن حلَّ لم ينعم وإن ظعنا
هذا الكلام الحق، لا يتعلق فقط بغريب الوطن، بل هو بغريب الدين أقوى وأشد وطأة، أن ترى مجتمعك يرزح تحت نير الشهوات قبل نير الاحتلال، شيء صعب ويجعل الأشواك تمشي مع دمك لتوخز شرايينك، هي بالضبط تلك الشهوات التي تحدث عنها الشيخ يحيى وكانت سبباً لما نحن فيه، لكن الأمر يمضي بسلام بحمدالله ونقاومه بتلك الطمأنينة، بعدما سمعنا ووعينا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)، ولكن هذا الزمان ربما أفضل مما سيأتي، فما زال الخير في الأمة على رغم كل ذلك، وأمر الغرباء هو شيء نسبي، نحس به نعم، لكن ربما يكون أكثر إيلاماً فيما بعد، من يدري.
وفي سنة الكون ما تزال الأمة -أي أمة- متسيِّدة على غيرها ما أقامت عدل الله في الأرض، وقديماً في الحجاز والشام والأندلس وبغداد، تسيَّدنا الأمم، وعندما بدأ الظلم والجور والإسراف والتبذير، سُحبت منا السيادة لأننا لم نكن أهلاً لها، وهذا ما حصل في الأمم الأخرى أيضاً من الروم إلى الفرس قديماً، ومن الدول الغربية والشرقية حديثاً، وهو ما سيحصل لاحقاً أيضاً حتى تقوم الساعة.
*أحمد عزو
17 - أبريل - 2009
من قصيدة (القدس) لعبدالرحمن عشماوي    ( من قبل 13 أعضاء )    قيّم
 
مـا كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ iiأبانوا
فـلـقـد  يَـذوبُ بما يقولُ iiلسانُ
لـغـة الـوفـاءِ شـريفةٌ iiكلماتُها فـيـهـا عن الحبِّ الأصيلِ iiبَيانُ
......................
والـقـدس  أرمـلةٌ يلفِّعها iiالأسى وتُـمـيـت  بهجةَ قلبها iiالأحزانُ
شـلاَّلُ أَدْمُـعِـهـا عـلى iiدفَقاته ثـار الـبـخـار فغامت iiالأَجفانُ
حـسـنـاءُ  صبَّحها العدوُّ iiبمدفعٍ تَـهـوي عـلـى طلقاته iiالأركانُ
أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ شـمَّـاءَ ضـاق بصبرها العُدوانُ
لْـقَـى إلـيـهـا السَّامريُّ بعجله وبـذاتِ أَنـواطٍ زَهَـا الـشَّيْطَانُ
نَـسـي  المكابرُ أنَّ عِجْلَ iiضلالِه سـيـذوب حـيـن َتَمُّسه iiالنيرانُ
حـسـناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، iiودارُها مـهـدومـةٌ، ورضـيعُها iiعُريانُ
وضَـجـيج  غاراتِ العدوِّ يَزيدها فَـزَعـاً تَـضَاعف عنده iiالَخَفقانُ
بـالأمـسِ  ودَّعـها ابنُها iiوحَليلُها وابـنُ اْخـتـهـا وصديقُه iiحسَّانُ
والـيـوم  صـبَّحتِ المدافعُ حَيَّها بـلـهـيـبـها،  فتفرَّق iiالجيرانُ
بـاتـت بـلا زوجٍ ولا اِبـنٍ ولا جـارٍ يَـصـون جوارَها iiويُصَانُ
يـا ويـحَـهـا مَلَكتْ كنوزاً iiجَمَّة وتَـبـيـت يعصر قلبَها iiالِحرْمانُ
تَـسـتطعم  الجارَ الفقيرَ iiعشاءَها ومـتـى سـيُطعم غيرَه iiالُجوْعَانُ
صـارتْ مـحطَّمةَ الرَّجاء، iiوإنَّما بـرجـائـه يـتـقـوَّت iiالإِنسانُ
يـا قـدسُ يـا حسناءُ طال فراقُنا وتـلاعـبـتْ  بـقلوبنا iiالأَشجانُ
مـن  أيـن نأتي، والحواجزُ iiبيننا ضَـعْـفٌ وفُـرْقَـةُ أُمَّةٍ iiوهَوانُ؟
مـن  أيـن نـأتي، والعدوُّ iiبخيله وبـرَجْـلـهِ،  مـتـحفِّزٌ يَقْظَانُ؟
ويَـدُ  الـعُـروبـةِ رَجْفَةٌ ممدودةٌ لـلـمـعـتـدي  وإشارةٌ iiوبَنانُ؟
ودُعـاةُ كـلِّ تـقُّـدمٍ قد iiأصبحوا مـتـأخـريـن، ثـيـابُهم أَدْرَانُ
مـتـحـدِّثـون  يُثَرْثِرُون iiأشدُّهم وعـيـاً صـريـعٌ للهوى حَيْرانُ
رفـعـوا  شـعـارَ تقدُّمٍ، iiودليلُهم لِـيـنـيـنُ  أو مِيشيلُ أو iiكاهانُ
ومـن  الـتـقـدُّم ما يكون iiتخلُّفاً لـمَّـا  يـكـون شعارَه iiالعصيانُ
أيـن  الـذيـن تـلثَّموا بوعودهم أيـن  الـذيـن تـودَّدوا iiوأَلانوا؟
لـمـا  تزاحمت الحوائجُ iiأصبحوا كـرؤى الـسَّراب تضمَّها iiالقيعانُ
كـرؤى الـسَّرابِ، فما يؤمِّل iiتائهٌ مـنـهـا، ومـاذا يطلب الظمآنُ؟
يـا  قدس، وانتفض الخليلُ iiوغَزَّةٌ والـضِّـفـتـان  وتاقت iiالجولانُ
وتـلـفَّت  الأقصى، وفي iiنظراته أَلَـمٌ وفـي سـاحـاتـه iiغَـلَيانُ
يـا  قُدس، وانبهر النِّداءُ ولم iiيزلْ لـلـجـرح فـيـها جَذْوةٌ iiودُخانُ
يـا  قدس، وانكسرتْ على أهدابها نَـظَـراتُـهـا  وتراخت iiالأَجفانُ
يـا  قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فلاحَ لي قـمـرٌ يـدنِّـس وجهَه iiاستيطانُ
ورأيـتُ طـوفانَ الأسى iiيجتاحُها ولـقـد  يكون من الأسى الطوفانُ
كـادت تـفارق مَنْ تحبُّ iiويختفي عـن  نـاظريها العطف iiوالتَّحنانُ
لـولا نَـسـائـمُ من عطاءِ iiأحبَّةٍ رسـمـوا الـوفاءَ ببذلهم iiوأعانوا
سَـعِـدَتْ بما بذلوا، وفوقَ iiلسانها نَـبَـتَ الـدُّعاءُ وأَوْرَقَ iiالشُّكرانُ
...........
يـا  قُـدسُ صبراً فانتصاركِ iiقادمٌ والـلِّـصُّ  يـا بَـلَدَ الفداءِ iiجَبَانُ
حَـجَرُ  الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ iiعلى ثـغـر  الشُّموخ فأصغت iiالأكوانُ
يـاقدسُ،  وانبثق الضياء iiوغرَّدتْ أَطـيـارُهـا وتـأنَّـقَ الـبستانُ
يـا قـدس، والتفتتْ إِليَّ iiوأقسمتْ وبـربـنـا  لا تـحـنَثُ iiالأَيمانُ
والـلّـهِ لن يجتازَ بي بحرَ iiالأسى إلاَّ قــلـوبٌ زادُهـا iiالـقـرآنُ
*أحمد عزو
17 - أبريل - 2009
هوّن عليك أخي (د. يحيى)     ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
      (السرقة)  في ميدان الأدب تجمع معاني كثيرة يتصل  بعضها بالسرقة وبعضها الآخر لا يمت إليها بصلة  وهي لفظة عامة تشمل ، (التقليد) و(الاقتباس) و(التضمين)و(المعارضة).
      وأكثرها بشاعة سرقة النص بعينه بلفظه وفكره كما حدث لك يا أخي د.يحيى .. قد قال طرفة بن العبد:
ولا أغير على الأشعار أسرقها     غنيتُ عنها وشرّ الناس من سرقا         والسرقات الأدبية قديمة قدم الإنسان ،أيام الإغريق واليونان ، أما بالنسبة لأدبنا العربي فلنبدأ من العصر الجاهلي حيث غلب عليه سرقة اللفظ والمعنى ؛ فأبيات امرئ القيس الكثيرة التي أُغير عليها كُثُر، كطرفة بن العبد في البيت المشهور[1]:
وقوفاً بها صحبي عليّ مطيّهم
يقولون لا تهلك أسى وتجلّد

فقد أخذه من امرئ القيس من بيته:
وقوفاً بها صحبي عليّ مطيّهم
يقولون لا تهلك أسى وتجمّل.
    وقد ظهرت السرقات في كل العصرور بلا استثناء عصر صدر الإسلام ، والعصر الأموي والعباسي والعثماني  وازدادت في عصرنا هذا بصورة بشعة دون خجل أو وجل  .. وعندنا الكتب القديمة التي سجلت لنا السرقات الأدبية مثل :
       كتاب محمد بن سلاّم الجمحيّ (طبقات الشعراء ) تحدّث عن السرقة ، ووجودها في العصر الجاهلي ….والجاحظ: في كتابه الحيوان ، ت: عبدالسلام هارون مكتبة الخانجي القاهرة . وغيرهم الكثير الكثير ، كما في هذا الموضوع الشرح يطول ……                                
فلا بأس عليك أخي ، وهون عليك أمرك ، وسلمّه للباري الخالق ، الذي يعلم كل شيء ، ولا تخفى عليه خافية .. أنا أعرف إن الأمر ثقيل على النفس ، فسرقة العقل أصعب وأفظع من سرقة الفلس .. أنا حدث معي  ـ يا أخي ـ أمر هيّن ، عندما دونت قصص أي نبوت في موقع الوراق العزيز ـ في نفس اليوم ـ سرقت القصص باللفظ والنص والحرف  ونزلت في موقع على النت باسم شخص مستعار وحتى الاسم غير لطيف ..... لو تعرف يا أخي ما هذا الموقع ؟!!!! .. إنه موقع طبخ .. فأخذت أتسائل كيف يكون حال أبي نبوت في الحلّة أو المقلاة ؟!!! .. وماذا سيخرج (مجبوس) مع اللحمة المشواة ؟!!!!.. والموقع اسمه ( البيتزا المكسيكية لا تفوتكم ) ....                                                  
ولك مني يا أخي ألف تحية وتحية ...


[1]كتاب: الشعر والشعراء لابن قتيبة، ت: أحمد شاكر/ دار الحديث القاهرة ط 2 1423هـ: 1129 . 
*ابو هشام
17 - أبريل - 2009
بين العراق وفلسطين    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
 
 
 
 
حياكم الله أساتذتنا الكرام المنتمى ،
أعجبت مثلكم بفحوى القصيدة التي تفضل بها علينا أستاذنا وشيخنا يحيى ، ولم أجد لدي ما يعادل جمال شرحها الذي أفاض به أستاذنا أحمد الناقد الأريب ، وتابعه أستاذنا أبو هشام بذائقته الأدبية الرائعة ، فبارك الله فيكم جميعا ، ونفعنا بعلمكم وذوقكم الأدبي الممتاز ، وبعاطفتكم النبيلة الصادقة ، وبارك الله كذلك ناظم القصيدة وجزاه خيرا ، وبارك سراة الوراق ومرتاديه .
ولقد جلب انتباهي الصدران التاليان لما أحسست بما فيهما من خلل في الوزن إن لم أكن مخطئا :
 
وقلتُ للنّوى بيني فإنّي
 
وكذلك  : أُعلُّ من كؤوسِ الهمِّ صِرفاً
 
ولعل الخلل غير مقصود ، ولم يتأتى عن جهل بالوزن دون ريب ؛ فالشاعر لا يظن به ذلك ، وربما السهو هو السبب على الأغلب.
السرقات الأدبية :
الذين يقومون بسرقة النصوص بحذافيرها ونسبتها إلى أنفسهم أمرهم يدعو إلى الضحك ، بل إلى القهقهة ، وذلك لجهلهم المطبق ، ولظنهم أنهم بمنأى عن اكتشاف أمرهم . وقد فاتهم أن هذا العصر الحاضر ، عصر انتقال المعلومات بسرعة فائقة ، مما يفضح فعلتهم خلال ثوان معدودة .
إن ما حصل مع شيخنا ، د.يحيى لم أستغربه أبدا ، وكذلك ما حصل مع أخينا الشاعر الحسيني ؛ فقد كنت طالعت عبر الشبكة العالمية عن سرقات قام بها العديد من حملة الشهادات العليا ، والعديد من الكتاب المشاهير ، ونالوا بسببها شهرة على حساب غيرهم ؛ ولكنهم سرعان ما اكتشف أمرهم وافتضحوا . وفي جريدة "عرب تايمز" على سبيل المثال ، ذكرت أمثلة على بعض من تلك السرقات واضحة وموثقة . أما ما حصل مع الأستاذ أبي هشام فقد عاينته بنفسي خلال مطالعتي الشبكة المعلوماتية ، وقد حصل ذلك معي أيضا ، وفي أكثر من موضوع . أما ما ذكره أبو هشام عن طرفة بن العبد من انه لا يغير على الأشعار، وان سارق الأشعار شر الناس عنده ، فهو ذكر يدعو إلى التأمل.. وعليه يكون بيته : وقوفا بها صحبي... يعتبر تضمينا ، أو أن يكون طرفة لم يسمع ببيت امرئ القيس ، ويكون ما حصل نوع من توارد الخواطر . على أن توارد الخواطر بين امرئ القيس وطرفة ، وتواردها بين غيرهما أنكره من أنكره ، وصدق به من صدق به . والكلام في مثل هذا الموضوع يطول ، كما قال أخي أبو هشام .
قصيدة لفلسطين :
وإلى حضراتكم هذه القصيدة ؛ راجيا أن تنال رضاكم . وهي قصيدة قيلت في زمن مضى كانت له أحواله المختلفة عما هي أحوالنا الآن بما يخص فلسطين وقضيتها . ولن أكون أحمقا بادي الحمق ، فادعي نسبة الأبيات إلي ، وأنني أنا الذي قدمتها لعبد الوهاب ليلحنها ويغنيها :
 


أيها  الساري إلى مسرى iiالنبي ونـجـيّ الـوطن iiالمغتصبِ
هل على الصحراء من أعلامنا مطلع الشمس ومهوى iiالكوكب
قـد كـبونا ، رُبّ مهرٍ iiجامحٍ ردّه  فـي الـعدو مكر iiالثعلب
فـانـتـفـضنا ، فإذا iiراياتنا صـيحةُ  الثأر وموجُ iiالغضب
زحـف الـجند وحان iiالموعدُ والـمجالُ  الرحب  أمسٌ وغدُ
والـمـدى  قـلبٌ وعينٌ iiويدُ والـشـذا  عبق الفداء iiالطيبِ
ودوت فـي أفـقها iiالمضطرم وافـلـسـطـينُ على كل iiفمِ
يلتقيها في المدى رجع iiالصدى ويـؤديـهـا  لأفـقٍ iiأعـظمِ
فـانـطلقنا  خلف أبعاد iiالمنى فـي المجال الصاخب iiالمحتدم
نـحـن  ثـوارك جئنا iiنفتدي تـربـك  الغالي بمسفوح iiالدمِ
حـولـنـا  كل كريم iiالمُنتمى حـمـل الـعـهد وهزّ iiالعلما
نـبـتـغي عزّكِ أرضاً iiوسما والـعلا  تحت  ظلال الموكبِ
الشاعرعـبـد  الـمـنـعم iiالرفاعي( رئيس وزراء أردني أسبق ، من أصل فلسطيني ، توفي سنة 1985)
تحياتي ومودتي
*ياسين الشيخ سليمان
18 - أبريل - 2009
 1  2  3