البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : من كلام الأستاذ عصام الطار    كن أول من يقيّم
 عمر  
22 - أبريل - 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
من كلام الأستاذ عصام الطار
عندما يزداد انطباق الظلام على شُعلة الحقِّ التي نحملها، يزداد شعورُنا بالحاجة إلى النّور، وبضرورة الاستمرارِ في رفعِ هذه الشعلةِ إلى أنْ تُسدِلَ أيديَنا قَبْضَةُ الموت.
نحن لا ننظرُ إلى الحاضر وحدَه، ولكننا ننظر معه إلى الأجيال المقبلة.. ولا نخاطبُ هذا الجيلَ وحده، ولكننا نخاطبُ معه الأجيالَ المقبلة، والإنسانَ مِن حيثُ هو إنسان.
كم في بلادنا من عبيد العقول والقلوب والضمائر يلوكون ألفاظَ الحرّية ويختالون برِداء الأحرار .
لن تزال الدنيا بخير ما دُمتَ تستطيع أن تقول للباطلِ : لا، ولو قالت له الدنيا كلُّها : نعم، وأن تقول للحق : نعم، ولو قالت له الدّنيا كلّها : لا، وأن تدفعَ ثمن هذا أو ذاك الحياة .
 
إذا استولتِ الدّنيا على قلوب الشّبابِ المسلمين، وجعلتْهم في خدمةِ الواقع الفاسدِ والطّاغوتِ، فمنْ يحمِلُ رسالةَ اللّه عزّ وجلّ، ويشُقُّ لها طريقَها الأصيل المتميِّزَ، ويجاهدُ لإقامةِ الحياةِ الإسلاميّةِ والحكمِ الإسلاميّ ؟...
 
إذا كانت الكلمةُ لا تَعْني موقفاً، والإيمانُ لا يعني التزاماً، فقد بطلَ مَدْلولُ الكلمات، واستحالتْ ألفاظُنا إلى ضَرْبٍ من الخداعِ أو العبثِ أو الهَذَيان .
 
إن الإسلامَ يحتاج إلى عناصرَ مؤمنةٍ صادقةٍ عالميّة المستوى في كلّ اختصاصٍ ومجال، لتقودَ خطى المسلمينَ بإخلاصٍ وبصيرةٍ واقتدارٍ في هذا العالمِ المعقّدِ الصّعب المزروعِ بالمخاطرِ والمهالك وأصنافِ المكرِ والغدرِ والاحتيالِ والاستغلال ..
فأين هذه العناصرُ العالميّة المستوى التي يحتاجها الإسلامُ، والتي يرتبطُ بوجودِها أو عدمِهِ هزيمتُهُ أو انتصارُهُ، ومستقبلُه إلى حدٍّ بعيد
وأين هم المؤمنون المخلصون الذين يجاهدون ويجاهدون لتكونَ منهم هذه العناصرُ في مقبِلاتِ الأيّام، أو الذين يساعدون غيرَهُم من أرباب الموهبةِ والاستعدادِ والإرادة والمؤهّلات اللازمة على التقدّم في هذه الطّريق .
لا تقل لي يا أخي المسلم لتُعْفِيَ نفسك من المسؤوليّةِ، وتبرّرَ لها القعودَ عن الواجب : إنني لا أجدُ من يأخُذُ بيدي، ويرفعُني إلى مستوى حاجة الإسلامِ والمسلمينَ في عالمي وعصري .. فقليلٌ مَن يقدِرُ على ذلك من النّاس، وأقلُّ منه مَن يمدُّ يدَهُ إليك بالعَوْنِ إنْ قَدَرَ عليه
إنّ عليك أن تعتمدَ على نفسِك إن لم تجدِ العون مِن سواك، وأن تحاول بإيمانٍ وإخلاصٍ وشجاعةٍ وعزمٍ وإصرارٍ أن تصلَ إلى هدفِك، وأن تجِدَ بنفسِك الطّريق، رغم كلّ المصاعبِ والمتاعب والمعاناة
وستجدُ يا أخي بالجهدِ والعمل والتجربة والخطأِ طريقَكَ الصّحيحَ، وستكون راشداً من الرّوّاد على هذا الطّريق، وستكونُ قادراً على مساعدةِ من كانوا في مثلِ حالِكَ من الشّبابِ، وسيكونُ منك ومن أمثالِك الذين يشعرون شعوراً قويّاً مؤرّقاً بالمسؤوليّة، ويتحرّكون بدافعٍ ذاتيّ عنيف متجدّد لا يمكن معه الوقوف .. سيكون منك ومن أمثالِك هؤلاءِ طلائعُ الإسلامِ المرجُوّةُ في هذا العالمِ والعصرِ، لإنقاذ الإسلامِ والمسلمينَ وإنقاذِ الإنسان .
 
omar achhab
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة