البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : قصيدة في رثاء العلامة سعيد بن حمد الحارثي    كن أول من يقيّم
 زكريا الحسني 
8 - أبريل - 2009
هذه قصيدة قلتها في رثاء العلامة سعيد بن حمد الحارثي، أدرجتها في هذا الموقع المبارك نزولا عند توجيهات الدكتور العزيز: صبري أبو حسين، فجزاه الله خيرا.
 
 
قصيدة في رثاء العلامة الجليل: سعيد بن حمد الحارثي( رحمه الله)
 
أبتـــــــاه أيـــــن قـــــــرارةُ الأكوانِ          ماذا جــــــرى قد هــال ما أعياني؟
أبتــــاه أين النجم فـــي فــلق الدجى؟          أين الكواكب أيـــــن أيــــن بيانــي؟
أبتــــــــاه ردَّ فمــــا أرى من علـــةٍ           مثلَ الذي أحكي ومـــا أحـــــكاني؟
أبتـــــــاه ردَّ لعلـــــني أجدُ الصدى            يشفي غلــــيـــلي تـــارةً ولسانـــي
 
أَبُنــــيَّ إن الخــطبَ قد بــلغ المـــدى          شمسُ العلـــومِ محــــاطةُ الأكفانِ
أَبُنـــــــيَّ إن النجـــــمَ صــــار بتربةٍ          في قبرِ من ربَّــــاه خيــــرُ مكانِ
شيخـــي سعــــيد الحـــــارثيُّ مطرَّحٌ          في القبرِ إنـي تــــــــائهٌ بزمـــانِ
إني أرى كل الخـــــــلائقِ تشتـــــكي          من موتــــه وكــــذا بَكَى الثقلانِ
إني أرى كل القبــــــورِ ســــــعـــيدةً          لجـــــواره أنعمْ به مــن شـــان!ِ
يا حُــــزنَ قلـــــبي لم أجــــــدْ بُدًّا له          أن يشـــتكي للكـــل شكـوةَ عانِ
أن ينـــحــــــني لخيـــــالِ شيخي إنه           قلــــبٌ كَسيرٌ ضَعْفُه أردانــــيِ
مات العظــــــيمُ أيا بُنًـــيَّ كَــــــغَيرِه          من ذا سيـــسلم من قضا الديانِ؟
الموت سلَّــــمُ من ســـيأتي بعـــــــدَه           والكلُّ يصعـــد سلَّمـــــًا بِهَــوَانِ
وكذاك شيخي مات معْ شمسٍ قضت          يوما طويلا بَشَّرتْ بأمــــــــــانِ
كانت جــمـــــوعٌ تحتفي بلقــــــــائه           رجلا كريمًا فاق كلَّ مــعــــــانِ
أنِفَ السكـــــــونَ من الحيــاة لأنـــه           رجلٌ تقلَّــــــدَ شرعةـــَ القـــرآنِ
أنِفَ المذلـــــة والــهــــوان لأنـــــه            وجد الحيــــاةَ حيــاةَ عيشٍ فــانِ
رجلٌ النبـــاهةِ والنـــزاهـــةِ والعلا            كلُّ الخصال جميلــــةُ الألـــوانِ
رجلٌ تقلَّــــــدَ من معانـــــــي أحمدٍ            فدعـــــــاه أحمدُ: يا سعيدُ تراني
قد كان رسَّـــخَ للجــــــهادِ حياتَه              دهـــرًا طويـــلا عامرًا بتفـانِ
يا شيخُ ردَّ النورَ إني نـــاظــــــرٌ              ليلا كئيبًا لا يُـــــــرى لِعيــانِ
يا شيخُ ماذا قد تركـــت لآخَــــرٍ              دُفنتْ عُلومٌ واعْتَــلَتْ أَحزانِي
بالأمـــــسِ كنتُ جــوارَه وقريبَه              واليـومَ عند المصطفى جَارانِ
قد كان يَرْفُلُ في ثيـــابِ كريمةٍ               صـــافٍ زكيٌّ شامـــخُ البنيانِ
واليوم يَرْفُلُ في ثيـــــابِ نعيمِهِ               خضراءَ فاقَـــتْ عالمَ الأكـفانِ
فَلْـتَهْنَـئِي يا حورُ جـــاء سعيدُكم               بل زغـردي بل كــبري بحنانِ
هو جـــنةٌ واللهُ مـــشتـــــاقٌ لهـا               كلُّ الحـــواري شمَّرت لِــجنانِ
 
أبـــتاه: لطفا دمعنا بـِــلَّ الثَــــرى             وهَـذَى لُـــــبَابي عندما أبكانـي
أبـــتاه: كـفَّ عن العويـلِ أيا أَبِـي             أجدُ المــــرارةَ تكــفني أحْزانِي
 
أَبُنَــيَّ: هلْ أدركتَ ماذا قد جَرَى؟            في الكونِ حينَ تساقطَ القَمَرَانِ؟
                                                                          
 
 
بقلم: زكريا بن ثاني بن سعيد الحسني
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قراءة أولى في البكائية    كن أول من يقيّم
 
قراءة أولى في البكائية                      
طالبي العزيز في الماضي اللذيذ، وصديقي العالم في آننا:زكريا الحوسني، ألهمك الله الصبر والسلوان في الفقيد، وأسكنه فسيح جنانه. وبعد:
 فهذه البكائية صادق العاطفة بلاشك، ودالة على وفاء علمي نادر، إيقاعها يذكرنا بنونية هاشم الرفاعي، وكذلك بناؤها على أسلوب الحوار بين الأب والابن، وقد وفقت أيما توفيق في التعبير عن حزنك بصور شعرية جيدة...
ولكن لي تعليق على عبارات عدة في رائعتك، منها: 
 قولك:"ومـــا أحـــــكاني؟" أظنها غير واضحة الدلالة، وأقترح تغييرها إلى: فما أعياني!
 قولك:"محــــاطةُ الأكفانِ" الأولى أن تقول: قرينة الأكفان".
قولك:"للكـــل شكـوةَ عانِ" إدخال أل على كل ضعيف نحويًّا، وأظن لفظ (شكوة) عامية دخيلة على أسلوبك؛ إذ المسموع: شكوى.
 قولك:"فاق كلَّ مــعــــــانِ" لفظة (معاني) غير ثابتة في هذا السياق!
 
*صبري أبوحسين
13 - أبريل - 2009
قراءة ثانية:    كن أول من يقيّم
 
قراءة ثانية:
ومن الملاحظات أيضًا في البكائية:
*قولك:"يشفي غلــــيـــلي تـــارةً ولسانـــي" لفظة (تارة تنال من عاطفتك، فابحث عن غيرها..
*قولك:"في قبرِ من ربَّــــاه خيــــرُ مكانِ" غامض!
*قولك:""والكلُّ يصعـــد سلَّمـــــًا بِهَــوَانِ" التعميم في هذه الشطرة مرفوض؛ إذ ليس كل الناس يكون ذليلاً عند الموت بل هناك الفرح السعيد العزيز!
*قولك:"فدعـــــــاه أحمدُ: يا سعيدُ تراني" هنا غموض، وضحه ببيت أو أكثر!
*قولك:"أبـــتاه: كـفَّ عن العويـلِ أيا أَبِـي" تكرار(أيا أبي) تكلف واضطرار لا يليق بشاعر سيكون فحلاً!
*صبري أبوحسين
13 - أبريل - 2009
شكر    كن أول من يقيّم
 
أشكر الدكتور العزيز على هذه التعليقات القيمة، وسأسعى بإذن الله إلى الرفع من مستوى القصيدة نزولا عند توجيهاتك البناءة..
 
 
جعلها الله في ميزان حسناتك.
زكريا الحسني
15 - أبريل - 2009
شكوة وشكوى    كن أول من يقيّم
 
شاكرا ناظم القصيدة الأستاذ زكريا الحسني ، ألهمه الله الصبر ، وكذلك ناقدها أستاذنا ، د/ صبري ابوحسين ، الذي بين في عجالة بعضا من النقد الذي استفدت منه كثيرا ؛ أرغب في أن أبين أن كلمة " شكوة " ، وجمعها " شِكاء" ، وردت في المعجم وفي كتب الأدب التراثية اسما للوعاء يصنع من جلد السخل الرضيع لوضع اللبن فيه .  وفي" وفيات الأعيان " رواية يدل فحواها على أن " الشكوة " كانت تستعمل أيضا لضمان طفو من يتعلم السباحة من الغلمان ؛ فيشدونها إلى ظهورهم بعد نفخها . أما ما يخص استعمال كلمة " الشكوى " في الدارجة ، فإن من ينطق بها لا يعطيها حقها من المد الطبيعي في الغالب ؛ فتبدو للسامع وكأنها " شكوة " ؛ لفظا لا معنى ، ومن هنا يقع الوهم بأن الشكوة هي الشكوى ، هذا ، والله تعالى أعلم .
*ياسين الشيخ سليمان
15 - أبريل - 2009
شكر وتقدير    كن أول من يقيّم
 
أقدم خالص شكري إلى أخي الشاعر الوفي زكريا الحسني على قبوله نقدي بصدر رحب، ووعده بتنفيذ ما طلبت تغييره، وأعتذر إليه عن قسوتي الظاهرة، لكنها القسوة البانية، التي ترتقي بعملك إلى الأمام، وأنتظر منه أن أن ينزل القصيدة بعد التعديل؛ حتى نزداد تذوقًا لها.
كما أشكر أستاذنا ياسين على متابعته كل نص شعري ينشر في دوحة الوراق.
*صبري أبوحسين
19 - أبريل - 2009