حقيقة وجود الترادف اللغة كن أول من يقيّم
حقيقة وجود الترادف اللغة ... نحن نعرف إن ألفاظ القرآن الكريم ليست كل اللغة العربية،وإعجاز القرآن في ألفاظه ومعانيه ، لذلك لايكون فيه ترادف بل كل كلمة لها مدولها الخاص.. أما اللغة كلغة يوجد فيها ترادف لعوامل عدة منها: 1- فقدان الوصفية: بعض الألفاظ كانت تدل في الماضي على أوصاف محددة لاعتبارات معينة غير أنه مع مرور الزمن تُوسع في استعمالها ففقدت الوصفية واقتربت من الاسمية واكتفي بالصفة عن الموصوف، وأصبح هذا الوصف اسما، فمثل: * المُدام: كانت صفة للخمر تعني "الذي أُديم في الدن"وهي الآن تُطلق على أنها اسم من أسماء الخمر. * السيف: له اسم واحد هو السيف، وله أكثر من خمسين صفة لكل صفة دلالتها المميزة كالمهند "مصنوع في الهند" ومثلة اليماني "مصنوع في اليمن" والمشرفي "معمول في مشرف." والحسام لحدته وسرعة قطعه. 2- اختلاط اللهجات العربية: العربية لغة ذات لهجات متعددة تختلف في أسماء بعض الأشياء، فالشئ الواحد قد يسمى عند قبيلة بلفظ وعند أخرى بلفظ آخر، وبسبب اختلاط العرب في حروبهم ومعاشهم وأسواقهم فقد تطغى بعض الألفاظ على بعض، واشتهرت الكلمات التي تعتبر أسهل أو أفضل من غيرها فاجتمع للأنسان الواحد أكثر من لفظة للشئ الواحد، من ذلك مثلا: * السكين يدعوها بذلك أهل مكة وغيرهم وعند بعض الأزد يسميها المدية. * القمح لغة شامية، والحنظة لغة كوفية، وقيل البر لغة حجازية. *الإناء من فخار عند أهل مكة يدعى بُرمة وعند أهل البصرة يسمى قدرا. * البيت فو ق البيت يسمى عِلّية عند أهل مكة، وأهل البصرة يسمونه غرفة. * الحقل "المكان الطيب يُزرع فيه" وهو الذي يسميه أهل العراق القَراح. * المضاربة عند أهل الحجاز تسمى مقارضة. * الجرين عند أهل نجد "المكان الذي يجفف فيه التمر والثمر" يسميه أهل المدينة المِربَد. * المتقاضي المتجازي "من يستوفي الديون" يدعى في المدينة المتجازي. 3- الاقترض من اللغات الأعجمية: اختلاط العرب بغيرهم من الأمم الأعجمية من فرس وروم وأحباش أدى إلى دخول عدد من الكلمات الأعجمية في العربية، بعضها كثر استعماله حتى غلب على نظيرة العربي، من ذلك: النَّرجس ، العَبْهر ، الأُتْرُجّ ، المُتْك ، الرَّصاص ، الصَّرَفان ،التُّوت ، الفِرصاد ، الياسمين، الهاون ، المِسك ، اللُّوبياء 4- المجاز: المجازات المنسية تعتبر سببا مهما من أسباب حدوث الترادف؛ لأنها تصبح مفردات أخرى بجانب المفردات الأصلية في حقبة من تاريخ اللغة، من ذلك: * تسمية العسل بالماذية (تشبيها بالشراب السلس الممزوج) والسلاف (تشبيها بالخمر) والثواب (الثواب النحل وأطلق على العسل بتسمية الشيء باسم صانعه)، والصهباء (تشبيها بالخمر) والنحل"العسل" (سمي العسل نحلا باسم صانعه). * تسمية اللغة لسانا لأن اللسان آلة اللغة. * تسمية الجاسوس عينا لعلاقة الجزئية. * تسمية الرقيق رقبة لعلاقة الجزئية. 5- التساهل في الاستعمال : التساهل في استعمال الكلمة وعدم مراعاة دلالتها الصحيحة يؤدي إلى تداخلها مع بعض الألفاظ في حقلها الدلالي: * المائدة: في الأصل لايقال لها مائدة حتى يكون عليها طعام وإلا فهي خوان. * الكأس: إذا كان فيها شراب وإلا فهي قدح. * الكوز: إذا كان له عروة وإلا فهو كوب. * الثرى إذا كان نديا وإلا فهو تراب. 6- التغيير الصوتي : التغييرات الصوتية التي تحدث للكلمات تخلق منها صورا مختلفة تؤدي المعنى نفسه. وهذه التغييرات قد تكون بسبب: * إبدال حرف بحرف مثل: حثالة وحفالة؛ ثوم وفوم؛ هتنت السماء وهتلت، حلك الغراب وحنك الغراب. * قلب لغوي بتقديم حرف على آخر، مثل: صاعقة وصاقعة؛ عاث وثعا؛ طريق طَامِس وطَاسِم. قسم اللغة العربية / جامعة الملك عبد العزيز معهد اللغة العربية /تاريخ التصنيف :19/6/م2007 |