البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : الترادف اللغوي بين النفي والإثبات    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 ياسين الشيخ سليمان 
24 - مارس - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
الترادف اللغوي ، في الاصطلاح ، هو تماثل معاني الكلمات المختلفة في اللفظ لتدل على معنى واحد كما هو معروف . ومن اللغويين ، قديما وحديثا ، من نفى حدوثه مطلقا ، ومنهم من أثبته  . في هذه العجالة نذكر حجج النافين وحجج المثبتين ؛ لنتبين أي الحجج أكثر إقناعا وأدعى إلى الأخذ بها ، ثم نهيب بالأساتذة المشاركين ، شيخنا ، د.يحيى ، وسواه من السراة والزوار الأفاضل ، بأن يتفضلوا علينا بتعقيباتهم المفيدة ؛ لعلنا نقف في صف المثبتين ، أو في صف النافين . ومن المحتمل  أن يكون قد وجد من يؤمن بالترادف النسبي الذي لا يصل إلى معنى الترادف الكامل ، والذي يوظف للشرح والتفسير . وإذا كان منشأ الخلاف بين العلماء في معنى الترادف راجعا إلى معنى كلمة الترادف نفسها ؛ فيكون الخلاف لا مسوغ له ، حيث يكون كل فريق يعني شيئا غير الذي يعنيه غيره .
وقد خطر لي الآن هذا التساؤل : إن الذين لا يؤمنون بالترادف نراهم يجهدون أنفسهم حين الكتابة في اختيار الألفاظ المناسبة ووضعها في أمكنتها  الدقيقة من جهة معناها حتى لا يكون لفظ  قد وضع في غير مكانه ، فهل الذين يؤمنون بالترادف لا يلقون بالا لما يكتبون ؛ فيضعون أي كلمة تخطر ببالهم ؛ معتبرين أنها تسد مسد غيرها من الكلمات المماثلة في المعنى عندهم ؟ فلو أرادوا أن يلفظوا أو يكتبوا هذه العبارة : " آثرتك على نفسي " ، فهل يلفظونها أو يكتبونها هكذا : " فضلتك على نفسي " ؟
ولنبدأ بذكر الذين قالوا بالترادف من اللغويين القدامى ، فنعد منهم : سيبويه ، والأصمعي ،  وعلي بن عيسى الرماني صاحب كتاب " الألفاظ المترادفة " ، وابن خالويه ، وحمزة بن حمزة الأصفهاني  ، والزركشي ، وغيرهم .. ومن المحدثين : علي الجارم ، ود. إبراهيم أنيس ، و د. صبحي الصالح ، وغيرهم من اللغويين والباحثين .
أما الذين نفوا وجود الترادف من القدماء ، فمنهم : ابن الأعرابي ، و ثعلب ، والمبرد ، والجاحظ ، وابن قتيبة ، و أبو هلال العسكري صاحب الفروق اللغوية ، وابن فارس ، والراغب الأصفهاني ، وابن تيمية . ومن المحدثين د.عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ، وغيرها .
القرءان الكريم والترادف
الذين يقرون بوجود الترادف في اللغة يقولون بوجوده في القرءان الكريم بطبيعة الحال ، ويوردون عليه أمثلة * ، نحو :
" تالله لقد آثرك الله علينا " ، " وأني فضلتكم على العالمين " حيث آثر ، وفضل ، تدلان على نفس المعنى .
" حتى إذا حضر أحدَهم الموتُ " ، " حتى إذا جاء أحدَكم الموتُ " ، حيث حضر ، وجاء ، بنفس المعنى .
" بعث فيهم رسولا " ، " فأرسلنا فيهم رسولا " ، حيث بعث ، وأرسل ، بنفس المعنى .
" البلد " ، " القرية " .
" ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين " ، " فإن الجحيم هي المأوى " ، حيث النار ، والجحيم ، لهما نفس الدلالة .
" واقسموا بالله جهد أيمانهم " ، " ثم جاءوا يحلفون بالله " حيث أقسم ، وحلف ، بنفس المعنى .
أما اللذين لا يقرون بوجود الترادف في اللغة ، فهم  ، ومن باب أولى ، لا يقرون بوجوده في القرءان الكريم أبدا .
حجج المقرين بالترادف :
من حجج المقرين بالترادف  قولهم  بما معناه : إن الترادف كان موجودا في القرن الهجري الثاني  ومعظم القرن الثالث دون أن تثار حوله المسائل . وقد ذكر هذا المعنى السيوطي في المزهر . ومنها اعتبارهم الصفات أسماء كأسماء الأسد والسيف.. ومنها أن تطور اللغة وتجددها يفرض إيجاد ألفاظ مختلفة للمعنى الواحد .
حجج من لم يقروا بالترادف :
من حجج الذين لم يقروا بالترادف : القرءان الكريم لا تجد فيه كلمة تسد مسد غيرها تماما ، وهو قمة البلاغة والفصاحة . ومنها أن ما يسمى بأسماء السيف ، أو الأسد ، أو الجمل ، أو غيرها إن هي إلا صفات وكل صفة تعني معنى خاصا . ومنها عدم جواز وجود لفظتين مختلفتين لمعنى واحد ؛ لأن في كل لفظة زيادة في المعنى عن غيرها ، وهذا موجز ما أثر عن أبي العباس ، ثعلب . ومنها معنى ما قاله أبو هلال العسكري من أن لا فائدة ولا حكمة في أن تشير لنفس الشيء باسم مختلف في كل مرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الآيات القرءانية محل التمثيل ذكرها د. إبراهيم أنيس ، مع آيات أخر ، في كتابه : " في اللهجات العربية " ،   و د. أنيس من مؤيدي ظاهرة الترادف مع بعد عن المغالاة فيها .
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جزاك الله خيراً يا أبا أحمد .    كن أول من يقيّم
 
*د يحيى
25 - مارس - 2009
أنا لا أقر بالترادف .    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
أبو هلال العسكري من أهم علماء العربية القدامى الذين اهتموا بمسالة الفروق اللغوية أيما اهتمام في كتابه ( الفروق في اللغة).... وشتان بين العفو والمغفرة.....وفي يقيني أن كلام الله خالٍ من الترادف.....وأنا من الذين لا يجنحون للترادف بتةً ، ذلك بأن اللسان العربي المبين بريء.... وذلك عندما نكون من أولي الدقة...
الفرق بين الطلوع والبزوغ والشروق
أن البزوغ أول الطلوع ولهذا قال تعالى
: ( فلما رأى الشمس بازغة )؛ أي لما رآها في أول أحوال طلوعها تفكر فيه فوقع له أنه ليست بإله.
والشروق الطلوع، تقول طلعت ولا يقال شرق الرجل كما يقال طلع الرجل فالطلوع أعم
.
الفرق بين الاستقامة والإصابة
أن الإصابة مضمنة بملابسة الغرض وليس كذلك الاستقامة لأنه قد يمر الاستقامة ثم ينقطع عن الفرض الذي هو المقصد في الطلب.
الفرق بين قولك أتى فلان وجاء فلان
أن قولك جاء كلام تام لا يحتاج إلى صلة وقولك أتى فلان يقتضي مجيئه بشيء، ولهذا يقال جاء فلان نفسه ولا يقال أتى فلان نفسه.
الفرق بين أولاء أولئك
أن أولاء لِما قرب وأولئك لِما بعد، كما أن ذا لما قرب وذلك لِما بعد وإنما الكاف للخطاب ودخلها معنى البعد.
الفرق بين الخالي والماضي
أن الخالي يقتضي خلو المكان منه وسواء خلا منه بالغيبة أو العدم ومنه لا يخلو الجسم من حركة أو سكون لامتناع خلو المكان منهما، وأما لا يخلو الشيء من أن يكون موجوداً أو معدوماً فمعناه أنه لا يخلو من أن يصِح له معنى إحدى الصفتين.
الفرق بين سوف والسين في سيفعل

أن سوف إطماع قولهم سوفته أي أطمعته في ما يكون وليس كذلك السين
الفرق بين المكان والمكانة
أن المكانة الطريقة يقال هو يعمل على مكانته ؛ أي على طريقته ومنه قوله تعالى:( على مكانتكم إنا عاملون ) والمكان يكون مصدراً وموضعاً.
الفرق بين قولك تماماً له وتماماً عليه
في قوله تعالى ( تماماً على الذي أحسن ) أن تماماً له يدل على نقصانه قبل تكميله وتماماً عليه يدل على نقصانه فقط ،لأنه يقتضي مضاعفة عليه.
الفرق بين النار والسعير والجحيم والحريق

أن السعير هو النار الملتهبة الحارقة أعني أنها تسمى حريقاً في حال إحراقها للإحراق هو النار الملتهبة الحارقة أعني أنها تسمى حريقاً في حال إحراقها للإحراق يقال في العود نار وفي الحجر نار ولا يقال فيه سعير والحريق النار الملتهبة شيئاً وإهلاكها له ولهذا يقال وقع الحريق في موضع كذا ولا يقال وقع السعير فلا يقتضي قولك السعير ما يقتضيه الحريق ولهذا يقال فلان مسعر حرب كأنه يشعلها ويلهبها ولا يقال محرق. والجحيم نار على نار.
الفرق بين النور والضياء  أن الضياء ما يتخلل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك والشاهد أنهم يقولون ضياء النهار ولا يقولون نور النهار إلا أن يعنوا الشمس. فالنور الجملة التي يتشعب منها والضوء مصدر ضاء يضوء ضوءاً يقال ضاء وأضاء؛ أي ضاء هو وأضاء غيره.
الفرق بين النطفة والمني

أن قولك النطفة يفيد أنها ماء قليل والماء القليل تسميه العرب النطفة يقولون هذه نطفة عذبة أي ماء عذب، ثم كثر استعمال النطفة في المني حتى صار لا يعرف بإطلاقه غيره وقولنا المني يفيد أن الولد يقدر منه وهو من قولك منى الله له كذا أي قدره .
الفرق بين الضيق والضيق
قال المفضل الضيق بالفتح في الصدر والمكان، والضيق بالكسر في البخل وعسر الخلق، وقال غيره الضيق مصدر والضيق اسم ضاق الشيء ضاق الشيء ضيقاً وهو الضيق والضيق ما يلزمه الضيق وهذا المثال يكون لما تلزمه الصفة مثل سيد وميت. والضائق ما يكون فيه الضيق عارضاً، ومنه قوله تعالى: ( وضائق به صدرك ).
الفرق بين السكب والصب والسفوح والهمول والهطل أن السكب هو الصب المتتابع ، ومنه قوله تعالى: ( وماء مسكوب ) لأنه دائم لا ينقطع والصب يكون دفعة ما يصب في القالب يصب دفعة واحدة والسفوح اندفاع الشيء السائل وسرعة جريانه ولهذا قيل دم مسفوح ؛لأن الدم يخرج
من العرق خروجاً سريعاً، ومنه سفح الجبل ؛لأن سيله يندفع إليه بسرعة والهمول يفيد أن الهامل يذهب كل مذهب من غير مانع، ولهذا قيل أهملت فكثرة السيلان في سهولة. والهطل دوام السيلان في سكون.
والبرق أصله ما يقع به الرعب ولهذا استعمل في التهديد.
الفرق بين التبديل والإبدال قال الفراء: التبديل تغيير الشيء عن حاله والإبدال جعل الشيء مكان الشيء.
الفرق بين الدلو والذَّنوب

أن الدلو تكون فارغة وملأى ،والذنوب لا تكون إلا ملأى ولهذا سمي النصيب ذنوباً .
الفرق بين الكأس والقدح
أن الكأس لا تكون إلا مملوءة، والقدح تكون مملوءة وغير مملوءة .
الفرق بين الخُوان والمائدة وذلك أنها لا تسمى مائدة إلا إذا كان عليها طعام وإلا فهو خوان.
 
*د يحيى
25 - مارس - 2009
ثمة فرق لغوي بين آثر وفضل !    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
يا أستاذ ياسين...يا أخي الحبيب.... بل ثمة فرق دقيق بين ( آثر) ، و ( فضل):
 
               الإيثار على النفس أكرم خلق
 
تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ)

قوله تعالى: { ويؤثرون على أنفسهم } بأموالهم ومنازلهم { ولو كان بهم خصاصة } أي فقر وحاجة، فبين الله عز وجل أن إيثارهم لم يكن عن غنى. وفي سبب نزول هذا الكلام قولان:
أحدهما: " أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أصابه الجهد، فقال: يا رسول الله: إِني جائع فأطعمني، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أزواجه: هل عندكنَّ شيء؟ فكلُّهن قلن: والذي بعثك بالحق ما عندنا إِلا الماء، فقال: ما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يطعمكَ هذه الليلة. ثم قال: «من يضيف هذا هذه الليلة يرحمه الله؟» فقام رجل فقال: أنا يا رسول الله، فأتى به منزله، فقال لأهله: هذا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكرميه ولا تدَّخري عنه شيئاً، فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية، فقال: قومي فعلِّليهم عن قوتهم حتى يناموا ولا يطعموا شيئاً، ثم أصبحي سراجِك، فإذا أخذ الضيف ليأكل، فقومي كأنك تصلحين السراج، فأطفئيه، وتعالَيْ نمضغ ألسنتنا لأجل ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يشبع، ففعلت ذلك، وظن الضيف أنهما يأكلان معه، فشبع هو، وباتا طاويَين، فلما أصبحا غَدَوَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر اليهما تبسَّم، ثم قال: ضحك الله الليلة، أو عجب من فَعالكما "
، فأنزل الله تعالى: { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة... } الآية. أخرجه البخاري ومسلم في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة وفي بعض الألفاظ عن أبي هريرة: أن الضيف كان من أهل الصُّفَّة، والمضيف كان من الأنصار، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لقد عجب من فعالكما أهلُ السماء ". والثاني: أن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ له رأسُ شاةٍ، فقال: إِن أخي فلاناً وعياله أحوج إِلى هذا منا، فبعث به إِليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى واحد حتى تداولها سبعة أهل أبيات، حتى رجعت إلى أولئك، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عمر. وروي نحو هذه القصة عن أنس بن مالك قال: أُهدي لبعض الصحابة رأسُ شاةٍ مشويّ، وكان مجهوداً، فوجَّه به إلى جارٍ له فتناوله تسعةُ أنفس، ثم عاد إلى الأول، فنزلت هذه الآية.
 
***         يستحيل أن يكون ثمة ترادفٌ في كتاب الله !!!!!
*د يحيى
25 - مارس - 2009
حضر    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر حضر في لسان العرب

الحُضورُ: نقيض المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً وحِضَارَةً؛ ويُعَدَّى فيقال: حَضَرَه وحَضِرَه يَحْضُرُه، وهو شاذ، والمصدر كالمصدر. وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه، وكان ذلك بِحَضْرةِ فلان وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان وبمَحَضْرٍ منه أَي بِمَشْهَدٍ منه، وكلمته أَيضاً بِحَضَرِ فلان، بالتحريك، وكلهم يقول: بِحَضَرِ فلان، بالتحريك. الجوهري: حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ وفِناؤّ. وفي حديث عمرو ابن سَلِمَة الجَرْمِيِّ: كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عنده؛ ورجل خاصِرٌ وقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إذا حَضَرَ بخير. وفلان حَسَنُ المَحْضَرِ إذا كان ممن يذكر الغئبَ بخير. وأَبو زيد: هو رجل حَضِرٌ إذا حَضَرَ بخير. ويقال: إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه.
الأَزهري: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشيء، تقول: كنتُ بِحَضْرَةِ الدار؛ وأَنشد الليث:
فَشَلَّـتْ يداه يومَ يَحْـمِـلُ رايَةً إِلى نَهْشَلٍ، والقومُ حَضْرَة نَهْشَلِ
ويقال: ضربت فلاناً بِحَضُرَةِ فلان وبمَحْضَرِه. الليث: يقال حَضَرَتِ الصلاة، وأَهل المدينة يقولون: حَضِرَتْ، وكلهم يقول تَحْضَرُ؛ وقال شمر:يقال حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قال: وإِنما أُنْدِرَتِ التاء لوقوع القاضي بين الفعل والمرأَة؛ قال الأَزهري: واللغة الجيدة حَضَرَتْ تَحْضُرُ، وكلهم يقول تَحْضُرُ، بالضم؛ قال الجوهري: وأَنشدنا أَبو ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لجرير على لغة حَضِرَتْ:
ما مَنْ جَفانا إذا حاجاتُنا حَضِرَتْ، كَمَنْ لنا عندَه التَّكْريمُ واللَّطَـفُ
والحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ. والحاضِرُ: خلاف البادي. وفي الحديث: لا يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ؛ الحاضر: المقيم في المُدُنِ والقُرَى، والبادي:المقيم بالبادية، والمنهي عنه أَن يأْتي البَدَوِيُّ البلدة ومعه قوت يبغي التَّسارُعَ إِلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحَضَرِيُّ: اتركه عندي لأُغالِيَ في بيعه، فهذا الصنيع محرّم لما فيه من الإِضرار بالغير، والبيع إذا جرى مع المغالاة منعقد، وهذا إذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِليها كالأَقوات، فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ واستغني عنها ففي التحريم تردُّد يعوّل في أَحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسْمِ بابِ الضِّرارِ، وفي الثاني على معنى الضرورة. وقد جاء عن ابن عباس أَنه سئل لا يبع حاضر لباد قال: لا يكون له سِمْساراً؛ ويقال: فلان من أَهل الحاضرة وفلان من أَهل البادية، وفلان حَضَرِيٌّ وفلان بَدَوِيٌّ.
والحِضارَةُ: الإِقامة في الحَضَرِ؛ عن أَبي زيد. وكان الأَصمعي يقول:الحَضارَةُ، بالفتح؛ قال القطامي:
فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه، فأَيَّ رجالِ بادِيَةٍ تَـرانَـا
ورجل حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. وهم حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ، وهو في الأَصل مصدر.
والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ: خلاف البادية، وهي المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار التي يكون لهم بها قَرارٌ، والبادية يمكن أَن يكون اشتقاقُ اسمِها من بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وظهر ولكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما سواه؛ وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ. والحاضِرَةُ والحاضِرُ: الحَيُّ العظيم أَو القومُ؛ وقال ابن سيده: الحَيُّ إذا حَضَرُوا الدارَ التي بها مُجْتَمَعُهُمْ؛ قال:
في حاضِرٍ لَجِبٍ بالليلِ سامِرُهُ، فيهِ الصَّواهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ
فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل ونحو ذلك. قال الجوهري: هو كما يقال حاضِرُ طَيِّءٍ، وهو جمع، كما يقال سامِرٌ للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج؛ قال حسان:
لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ، كَأَنَّهُ قطِينُ الإِلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما
وفي حديث أُسامة: وقد، أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ. الأَزهري: العرب تقول حَيٌّ حاضِرٌ، بغير هاء، إذا كانوا نازلين على ماءٍ عِدٍّ، يقال: حاضِرُ بني فلانٍ على ماءِ كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء: حاضرٌ، وجمعه حُضُورٌ، وهو ضدّ المسافر، وكذلك يقال للمقيم: شاهدٌ وخافِضٌ. وفلان حاضِرٌ بموضع كذا أَي مقيم به. ويقال: على الماء حاضِرٌ وهؤلاء قوم حُضَّارٌ إذا حَضَرُوا المياه، ومَحاضِرُ؛ قال لبيد:
فالوادِيانِ وكلُّ مَغْنىً مِنْهُمُ، وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخِيامُ
قال ابن بري: هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو:
أَقْوَى وعُرِّيَ واسِـطٌ فَـبِـرامُ، من أَهلِهِ، فَصُوائِقٌ فَخُزامُ وبعده:
عَهْدِي بها الحَيَّ الجميعَ، وفيهـمُ، قبلَ التَّفَـرُّقِ، مَـيْسِـرٌ ونِـدامُ
وهذه كلها أَسماء مواضع. وقوله: عهدي رفع بالابتداء، والحيّ مفعول بعهدي والجميع نعته، وفيهم قبل التفرّق ميسر: جملة ابتدائية في موضع نصب على الحال وقد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذي هو عهدي على حد قولهم: عهدي بزيد قائماً؛ وندام: يجوز أَن يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أَن يكون جمع ندمان كغرثان وغراث.
قال: وحَضَرَةٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ. وفي حديث آكل الضب: أَنَّى تَححضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ؛ أَراد الملائكة الذين يحضرونه. وحاضِرَةٌ: صفة طائفة أَو جماعة. وفي حديث الصبح: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ؛ أَي يحضرها ملائكة الليل والنهار. وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها: الكائنون عليها قريباً منها لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً. والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى المياه. الأَزهري: المحضَر عند العرب المرجع إِلى أَعداد المياه، والمُنْتَجَعُ: المذهبُ في طلب الكَلإِ، وكل مُنْتَجَعٍ مَبْدىً، وجمع المَبْدَى مَبادٍ، وهو البَدْوُ؛ والبادِيَةُ أَيضاً: الذين يتباعدون عن أَعداد المياه ذاهبين في النُّجَعِ إِلى مَساقِط الغيث ومنابت الكلإِ.
والحاضِرُون: الذين يرجعون إِلى المَحاضِرِ في القيظ وينزلون على الماء العِدِّ ولا يفارقونه إِلى أَن يقع ربيع بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فينتجعونه، وقوم ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بمعنى واحد.
وكل من نزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يتحوّل عنه شتاء ولا صيفاً، فهو حاضر، سواء نزلوا في القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المياه فَقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حواليها من الكلإِ. وأَما الأَعراب الذين هم بادية فإِنما يحضرون الماء العِدَّ شهور القيظ لحاجة النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَاِ المُكْلِئَةَ، فإِن وقع لهم ربيع بالأَرض شربوا منه في مَبْدَاهُمْ الذي انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ وخيلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ يليهم، ورفعوا أَظْماءَهُمْ إِلى السَّبْعِ والثِّمْنِ والعِشْرِ، فإِن كثرت فيه الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ واستغنى عن الماء، وإِذا عَطِشَ المالُ في هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ. وفي حديث عَمْرِو بن سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: كنا بحاضِرٍ يَمُرُّ بنا الناسُ؛ الحاضِرُ: القومُ النُّزُولُ على ماء يقيمون به ولا يَرْحَلُونَ عنه. ويقال للمَناهِل:المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها. قال الخطابي: ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ: يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ. الأَزهري عن الأَصمعي: العرب تقول: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض، والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وفي الحديث: إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ أَي يحضُرها الجنّ والشياطين. وقوله تعالى: وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ؛ أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء.
وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إذا نزل به الموتُ؛ وحَضَرَنِي الهَمُّ واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال: والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَن له أَشْطُراً؛ أَي هو أَكثر شرّاً، وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ؛ ومنه قولهم: حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إذا دنا موته؛ قال ابن الأَثير: وروي بالخاءِ المعجمة، وقيل: هو تصحيف، وقوله: إِلا أَن له أَشْطُراً أَي خيراً مع شره؛ ومنه: حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه.
وفي الحديث: قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ؛ أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا غيره.
والحَضِيرَةُ: موضع التمر، وأَهل الفَلْحِ يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتسمى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. والحَضِيرَةُ: جماعة القوم، وقيل: الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ؛ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب ابنه:
رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْـقَةٌ من الدار، لا يأْتي عليها الحضائِرُ
وقيل: الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ، وقيل: هم النَّفَرُ يُغْزَى بهم، وقيل: هم العشرة فمن دونهم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد في قول سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه:
يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً، وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل: هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية؛ قال ابن بري: وهو الصحيح، وقال الجاحظ: هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية.
قال أَبو عبيد: الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية، والنَّفِيضَةُ:الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ. وروى سلمة عن الفراء قال: حَضِيرَةُ الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ. قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً، قال: حضيرة يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد؛ حكي ذلك عن ابن الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه؛ وروي عن الأَصمعي: الحضيرة الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع؛ قال الأَزهري: وقول ابن الأَعرابي أَحسن. قال ابن بري: النفيضة جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف. والتُّبَّعُ: الظل. واسْمَأَلَّ:قَصُرَ، وذلك عند نصف النهار؛ وقبله:
سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ، ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ
المِسْلَعُ: الذي يشق الفلاة شقّاً، واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو سلمى؛ ولهذا تقول بعد البيت:
أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً، هَبَلَتْكَ أُمُّكَ، أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ?
الدَّرِيئَةُ: الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن؛ والجمع الحضائر؛ قال أَبو شهاب الهذلي:
رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَـلْـقَةٌ من الدار، لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ
وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو:
فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ، لم يَزَلْ لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِـرُ
يقول: لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به. والحَلْقَةُ: الجماعة. وقوله: لا تمضي عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها. ابن سيده: قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم. والحَضِيرَةُ: ما تلقيه المرأَة من وِلادِها. وحَضِيرةُ الناقة: ما أَلقته بعد الولادة. والحَضِيرَةُ:انقطاع دمها. والحَضِيرُ: دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى. والحَضِيرُ: ما اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ، وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو ذلك. يقال: أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها، وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من السُّخْدِ والقَذَى. وقال أَبو عبيدة: الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ السَّلَى وهي لفافة الولد.
ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فلان مُحْتَضَرٌ؛ ومنه قول الراجز:
وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ، فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَـرْ
والمُحْتَضِرُ: الذي يأْتي الحَضَرَ. ابن الأَعرابي: يقال لأُذُنِ الفيل: الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة وقال: الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو القِرْواشُ والواغِلُ، والحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ.
والحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ. والمَحْضَرُ: السِّجِلُّ. والمُحاضَرَةُ: المجالدة، وهو أَن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به. قال الليث: المُحاضَرَةُ أَن يُحاضِرَك إِنسان بحقك فيذهب به مغالبةً أَو مكابرة. وحاضَرْتُه: جاثيته عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة. ورجل حَضْرٌ: ذو بيان. وتقول: حَضَارِ بمعنى احْضُرْ، وحَضَارِ، مبنية مؤنثة مجرورة أَبداً: اسم كوكب؛ قال ابن سيده: هو نجم يطلع قبل سُهَيْلٍ فتظن الناس به أَنه سهيل وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ. الأَزهري: قال أَبو عمرو بن العلاء يقال طلعت حَضَارِ والوَزْنُ، وهما كوكبان يَطْلُعانِ قبل سهيل، فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهيل للشبه، وكذلك الوزن إذا طلع، وهما مُحْلِفانِ عند العرب، سميا مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ الناظرين لهما إذا طلعا، فيحلف أَحدهما أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس بسهيل؛ وقال ثعلب: حَضَارِ نجم خَفِيٌّ في بُعْدٍ؛ وأَنشد:
أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِـيقِ كـأَنَّـهـا حَضَارِ، إذا ما أَعْرَضَتْ، وفُرُودُها
الفُرُودُ: نجوم تخفى حول حَضَارِ؛ يريد أَن النار تخفى لبعدها كهذا النجم الذي يخفى في بعد. قال سيبويه: أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز وبني تميم متفقون فيه، ويختار فيه بنو تميم لغة أَهل الحجاز، كما اتفقوا في تراك الحجازية لأَنها هي اللغة الأُولى القُدْمَى، وزعم الخليل أَن إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ عليهم يعني الإِمالةَ ليكون العمل من وجه واحد، فكرهوا تركَ الخِفَّةِ وعلموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلى ذلك وأَنهم إِن رفعوا لم يصلوا؛ قال: وقد يجوز أَن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء، قال: فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب، وسَفَارِ اسم ماء، ولكنهما مؤنثان كماوِيَّةَ؛ وقال: فكأَنَّ تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة.
والحِضارُ من الإِبل: البيضاء، الواحد والجمع في ذلك سواء. وفي الصحاح:الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الخمر:
فما تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ، سِـبـاؤُهـا بَناتُ المَخاضِ: شُؤمُها وحِضارُها
شومها: سودها؛ يقول: هذه الخمر لا تشترى أَلا بالإِبل السود منها والبيض؛ قال ابن بري: والشوم بلا همز جمع أَشيم وكان قياسه أَن يقال شِيمٌ كأَبيض وبِيضٍ، وأَما أَبو عمرو الشَّيْباني فرواه شيمها على القياس وهما بمعنىً، الواحدُ أَشْيَمُ؛ وأَما الأَصمعي فقال: لا واحد له، وقال عثمان بن جني: يجوز أَن يجمع أَشْيَمُ على شُومٍ وقياسه شِيمٌ، كما قالوا ناقة عائط للتي لم تَحْمِلْ ونوق عُوط وعِيط، قال: وأَما قوله إِن الواحد من الحِضَارِ والجمعَ سواء ففيه عند النحويين شرح، وذلك أَنه قد يتفق الواحد والجمع على وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذي يكون للجمع غير البناء الذي يكون للواحد، وعلى ذلك قالوا ناقة هِجانٌ ونوق هِجانٌ، فهجان الذي هو جمع يقدّر على فِعَالٍ الذي هو جمعٌ مثل ظِرافٍ، والذي يكون من صفة المفرد تقدره مفرداً مثل كتاب، والكسرة في أَول مفرده غير الكسرة التي في أَوَّل جمعه، وكذلك ناقة حِضار ونوق حِضار، وكذلك الضمة في الفُلْكِ إذا كان المفردَ غَيْرُ الضمة التي تكون في الفلك إذا كان جمعاً، كقوله تعالى:في الفُلْكِ المشحون؛ هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف في قولك القُفْل لأَنه واحد، وأَما ضمة الفاء في قوله تعالى: والفُلْكِ والحَضْراءُ من النوق وغيرها: المُبادِرَةُ في الأَكل والشرب. وحَضارٌ:اسم للثور الأَبيض.
والحَضْرُ: شَحْمَةٌ في العانة وفوقها. والحُضْرُ والإِحْضارُ: ارتفاع الفرس في عَدْوِه؛ عن الثعلبية، فالحُضْرُ الاسم والإِحْضارُ المصدر.
الأَزهري: الحُضْرُ والحِضارُ من عدو الدواب والفعل الإِحْضارُ؛ ومنه حديث وُرُودِ النار: ثم يَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحُضْرِ الفرس؛ ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض المدينة؛ ومنه حديث كعبِ بن عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً فأَخذتُ بِضَبُعِهِ. وقال كراع: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وكذلك الرجل، وعندي أَن الحُضْرَ الاسم والإِحْضارَ المصدرُ. واحْتَضَرَ الفرسُ إذا عدا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه؛ وفرس مِحْضِيرٌ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء. وفرس مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ، بغير هاء للأُنثى، إذا كان شديد الحُضْرِ، وهو العَدْوُ. قال الجوهري: ولا يقال مِحْضار، وهو من النوادر، وهذا فرس مِحْضير وهذه فرس مِحْضِيرٌ. وحاضَرْتُهُ حِضاراً:عَدَوْتُ معه.
وحُضَيْرُ الكتائِب: رجلٌ من سادات العرب، وقد سَمَّتْ حاضِراً ومُحاضِراً وحُضَيْراً. والحَضْرُ: موضع. الأَزهري: الحَضْرُ مدينة بنيت قديماً بين دِجْلَةَ والفُراتِ. والحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ. وحَضْرَمَوْتُ:اسم بلد؛ قال الجوهري: وقبيلة أَيضاً، وهما اسمان جعلا واحداً، إِن شئت بنيت الاسم الأَول على الفتح وأَعربت الثاني إِعراب ما لا ينصرف فقلت:هذا حَضْرَمَوْتُ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حضراً وخفضت موتاً، وكذلك القول في سامّ أَبْرَض ورَامَهُرْمُز، والنسبة إِليه حَضْرَمِيُّ، والتصغير حُضَيْرُمَوْتٍ، تصغر الصدر منهما؛ وكذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ. وفي حديث مصعب بن عمير: أَنه كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ؛ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة بها.
وحَضُورٌ: جبل باليمن أَو بلد باليمن، بفتح الحاء؛ وقال غامد:
تَغَمَّدْتُ شَرّاً كان بين عَشِيرَتِـي، فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدَا
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّنَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في ثوبين حَضُورِيَّيْن؛ هما منسوبان إِلى حَضُورٍ قرية باليمن. وفي الحديث ذكر حَضِيرٍ، وهو بفتح الحاء وكسر الضاد، قاع يسيل عليه فَيْضُ النَّقِيع، بالنون.
*د يحيى
25 - مارس - 2009
جاء    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر جيأ في لسان العرب

المَجِيء: الإِتيان. جاء جَيْئاً ومَجِيئاً. وحكى سيبويه عن بعض العرب هو يَجِيكَ بحذف الهمزة. وجاء يَجيءُ جَيْئةً، وهو من بناء المرّة الواحدة إلاّ أنه وُضِع موضع المصدر مثل الرَّجْفةِ والرحْمة. والاسم الجِيئَةُ على فِعْلةٍ، بكسر الجيم، وتقول: جئْت مَجِيئاً حَسناً، وهو شاذ لأَن المصدر من فعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بفتح العين، وقد شذت منه حروف فجاءت على مَفْعِلٍ كالمَجِيء والمَحِيضِ والمَكيل والمَصِير.
وأَجَأْتُه أَي جِئتُ به.
وجايأَني، على فاعَلني، وجاءاني فَجِئْتُه أَجِيئه أَي غالبَني بكثرة المَجيء فغلَبْتُه. قال ابن بري: صوابه جايأَنِي؛ قال: ولا يجوز ما ذكره إلاَّ على القلب. وجاء به، وأَجاءه، وإِنه لَجَيَّاءٌ بخير، وجَثَّاءٌ، الأَخيرة نادرة.
وحكى ابن جني رحمه اللّه: جائِيٌّ على وجه الشذوذ. وجايا: لغة في جاءا، وهو من البَدليّ.
ابن الأعرابي: جايأَني الرجل من قُرْب أَي قابَلَني ومَرَّ بي، مُجايأَة أَي مقابلة؛ قال الأَزهري: هو من جِئْتُه مَجيئاً ومَجِيئةً: فأَنا جاءٍ. أَبو زيد: جايَأْتُ فلاناً: إذا وافَقْت مَجِيئَه. ويقال: لو قد جاوَزْتَ هذا المكان لجايَأْتَ الغَيْث مُجايأَةً وجِياءً أَي وافقته.
وتقول: الحمد للّه الذي جاء بك أَي الحمد للّهِ إذْ جِئتَ، ولا تقل الحمد للّه الذي جِئْتَ. قال ابن بري: الصحيح ما وجدته بخط الجوهري في كتابه عند هذا الموضع، وهو: الحَمْدُ للّه الذي جاء بك، والحمدُ للّهِ اذْ جئت، هكذا بالواو في قوله: والحمد للّه اذ جئت، عوضاً من قوله: أَي الحمدُ للّه اذْ جئت؛ قال: ويقوِّي صِحَّة هذا قَوْلُ ابن السكيت، تقول: الحمد للّهِ اذْ كان كذا وكذا، ولا تقل: الحمد للّه الذي كان كذا وكذا، حتى تقول به أَو مِنْه أَو عَنه.
وانه لحَسَنُ الجِيئة أَي الحالةِ التي يَجيء عليها.
وأَجاءَه الى الشيء: جاءَ به وأَلجأَه واضْطَرَّه اليه؛ قال زهير بن أَبي سُلْمى:
وجارٍ، سارَ مُعْتَمِداً اليْكُم، أَجاءَتْهُ المخافةُ والرَّجاء
قال الفرَّاء: أَصله من جئت، وقد جعلته العَرب إلجاء. وفي المثل: شَرٌّ ما أَجاءَك الى مُخَّةِ العُرْقُوب، وشَرٌّ ما يُجِيئُك الى مُخَّةِ عُرْقُوب؛ قال الأَصمعي: وذلك أَنّ العُرْقوب لا مُخَّ فيه وانما يُحْوَجُ اليه من لا يَقدِرُ على شيء؛ ومنهم من يقول: شَرٌّ ما أَلجأَك، والمعنى واحد، وتميم تقول: شَرٌّ ما أَشاءَك، قال الشاعر:
وشَدَدْنا شَـدَّةً صـادِقةً، فأَجاءتْكم إلى سِفْحِ الجَبَلْ
وما جاءتْ حاجَتَك أَي ما صارَتْ.
قال سيبويه: أَدخلَ التأْنيثَ على ما حيث كانتِ الحاجة؛ كما قالوا: مَن كانت أُمَّك، حيث أَوْقَعُوا مَنْ على مُؤَنث، وانما صُيِّر جاء بمنزلة كان في هذا الحرف لأَنه بمنزلة المثل، كما جَعَلُوا عسى بمنزلة كان في قولهم: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، ولا تقول: عَسِيت أَخانا.
والجِئاوةُ والجِياء والجِياءة: وِعاء توضع فيه القِدْر، وقيل هي كلُّ ما وُضِعَت فيه من خَصفَةٍ أَو جلد أَو غيره؛ وقال الأَحمر: هي الجِواءُ والجِياء؛ وفي حديث عليٍّ: لأَنْ أَطَّلِيَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحَبُّ اليَّ مِنْ أن أَطَّليَ بزَعْفَرانٍ. قال: وجمع الجِئاء أَجْئِيةٌ، وجمع الجِواء أَجْوِيةٌ.
الفرّاء: جَأَوْتُ البُرْمَةَ: رَقَعْتُها، وكذلك النَّعل. الليث: جِياوةُ: اسم حَيٍّ من قَيْسٍ قد دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون.
وجَيَّأْتُ القِرْبةَ: خِطْتُها. قال الشاعر:
تَخَرَّقَ ثَفْرُها، أَيَّام خُلَّـتْ، على عَجَلٍ، فجِيبَ بها أَدِيمُ
فجَيَّأَها النِّساءُ، فَخانَ مِنْها، كَبَعْـثـاةٌ ورادِعةٌ رَدُوم
ابن السكيت: امْرأَةٌ مُجَيَّأَةٌ: إذا أُفْضِيَتْ، فاذا جُومِعَتْ أَحْدَثَتْ. ورجل مُجَيَّأ: إذا جامَعَ سَلَحَ.
وقال الفرّاء في قول اللّه: فأجَاءها المَخاضُ الى جِذْعِ النَّخْلةِ؛ هو من جِئْتُ، كما تقول: فجاء بها المَخاضُ، فلما أُلقِيَتِ الباءُ جُعل في الفِعْل أَلِفٌ، كما تقول: آتَيْتُكَ زَيْداً، تريد: أَتَيْتُك بزيد.
والجايئةُ: مِدَّةُ الجُرْح والخُرَاجِ وما اجْتَمَعَ فيه من المِدَّة والقَيْحِ؛ يقال: جاءتْ جايِئةُ الجِراحِ.
والجِئَةُ والجِيئَةُ: حُفْرةٌ في الهَبْطةِ يجتمع فيها الماء، والأَعرف: الجِيَّةُ، من الجَوَى الذي هو فسادُ الجَوْف لأَنَّ الماءَ يَأْجِنُ هناك فيَتَغَيَّر، والجمع جَيْءٌ. وفي التهذيب: الجَيْأَةُ: مُجْتَمَعُ ماء في هَبْطةٍ حوالي الحُصُونِ؛ وقيل: الجَيْأَةُ: الموضع الذي يَجْتَمِع فيه الماء؛ وقال أَبو زيد: الجَيْأَةُ: الحُفْرة العظيمة يَجْتَمِع فيها ماء المطر وتُشْرِعُ الناسُ فيه حَشُوشَهم؛ قال الكميت:
ضفادِعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً، مُنَضِّبةً، سَتَمْنَعُها، وطِينا
وجَيْئةَ البطن: أَسْفل من السُّرَّةِ الى العانة. والجَيْئةُ: قِطعة يُرْقَعُ بها النَّعل، وقيل: هي سَيْرٌ يُخاط به. وقد أَجاءها. والجِيءُ والجَيءُ: الدُّعاء الى الطعام والشراب، وهو أَيضاً دعاء الإبل الى الماء؛ قال معاذ الهرّاء:
وما كانَ على الجِيء، ولا الهِيءِ امْتِداحِيكا
وقولهم: لو كان ذلك في الهِيء والجِيء ما نَفَعَه؛ قال أَبو عمرو: الهِيءُ: الطعام، والجِيءُ: الشَّرابُ. وقال الأُموي: هُما اسْمانِ من قولهم: جَأْجَأْتُ بالإبل إذا دَعَوْتها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بها: إذا دَعَوْتها للعَلف.
*د يحيى
25 - مارس - 2009
أرسل    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر رسل في لسان العرب

الرَّسَل: القَطِيع من كل شيء، والجمع أَرسال. والرَّسَل: الإِبل، هكذا حكاه أَبو عبيد من غير أَن يصفها بشيء؛ قال الأَعشى:
يَسْقِي رياضاً لها قد أَصبحت غَرَضاً زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ والرَّسَـل
والرَّسَل: قَطِيع بعد قَطِيع. الجوهري: الرَّسَل، بالتحريك، القَطِيع من الإِبل والغنم؛ قال الراجز:
أَقول للذَّائد: خَوِّصْ برَسَل إِني أَخاف النائبات بالأُوَل
وقال لبيد:
وفِتْيةٍ كالرَّسَل القِمَاح
والجمع الأَرْسال؛ قال الراجز:
يا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسال ولا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلاَّل
ورَسَلُ الحَوْض الأَدنى: ما بين عشر إِلى خمس وعشرين، يذكر ويؤَنث.
والرَّسَل: قَطيعٌ من الإِبِل قَدْر عشر يُرْسَل بعد قَطِيع.
وأَرْسَلوا إِبلهم إِلى الماء أَرسالاً أَي قِطَعاً. واسْتَرْسَل إذا قال أَرْسِلْ إِليَّ الإِبل أَرسالاً. وجاؤوا رِسْلة رِسْلة أَي جماعة جماعة؛ وإِذا أَورد الرجل إِبله متقطعة قيل أَوردها أَرسالاً، فإِذا أَوردها جماعة قيل أَوردها عِراكاً. وفي الحديث: أَن الناس دخلوا عليه بعد موته أَرسالاً يُصَلُّون عليه أَي أَفواجاً وفِرَقاً متقطعة بعضهم يتلو بعضاً، واحدهم رَسَلٌ، بفتح الراء والسين. وفي حديث فيه ذكر السَّنَة: ووَقِير كثير الرَّسَل قليل الرِّسْل؛ كثير الرَّسَل يعني الذي يُرْسَل منها إِلى المرعى كثير، أَراد أَنها كثيرة العَدَد قليلة اللَّبن، فهي فَعَلٌ بمعنى مُفْعَل أَي أَرسلها فهي مُرْسَلة؛ قال ابن الأَثير: كذا فسره ابن قتيبة، وقد فسره العُذْري فقال: كثير الرَّسَل أَي شديد التفرق في طلب المَرْعى، قال: وهو أَشبه لأَنه قد قال في أَول الحديث مات الوَدِيُّ وهَلَك الهَدِيُّ، يعني الإِبل، فإِذا هلكت الإِبل مع صبرها وبقائها على الجَدْب كيف تسلم الغنم وتَنْمي حتى يكثر عددها? قال: والوجه ما قاله العُذْري وأَن الغنم تتفرَّق وتنتشر في طلب المرعى لقلته. ابن السكيت: الرَّسَل من الإِبل والغنم ما بين عشر إِلى خمس وعشرين. وفي وجاءت الخيل أَرسالاً أَي قَطِيعاً قَطِيعاً.
وراسَلَه مُراسَلة، فهو مُراسِلٌ ورَسِيل.
والرِّسْل والرِّسْلة: الرِّفْق والتُّؤَدة؛ قال صخر الغَيِّ ويئس من أَصحابه أَن يَلْحَقوا به وأَحْدَق به أَعداؤه وأَيقن بالقتل فقال:
لو أَنَّ حَوْلي من قُرَيْمٍ رَجْلا لمَنَعُوني نَجْـدةً أَو رِسْـلا
أَي لمنعوني بقتال، وهي النَّجْدة، أَو بغير قتال، وهي الرِّسْل.
والتَّرسُّل كالرِّسْل. والتَّرسُّلُ في القراءة والترسيل واحد؛ قال: وهو التحقيق بلا عَجَلة، وقيل: بعضُه على أَثر بعض. وتَرَسَّل في قراءته: اتَّأَد فيها. وفي الحديث: كان في كلامه تَرْسِيلٌ أَي ترتيل؛ يقال: تَرَسَّلَ الرجلُ في كلامه ومشيه إذا لم يَعْجَل، وهو والترسُّل سواء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ أَي تَأَنَّ ولا تَعْجَل. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن الأَرض إذا دُفِن فيها الإِنسان قالت له رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذا مالٍ وذا خُيَلاء. وفي حديث آخر: أَيُّما رجلٍ كانت له إِبل لم يُؤَدِّ زكاتها بُطِحَ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلاَّ من أَعْطَى في نَجْدتها ورِسْلها؛ يريد الشِّدَّة والرخاء، يقول: يُعْطي وهي سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ على مالكها إِخراجُها، فتلك نَجْدَتها، ويُعْطِي في رِسْلِها وهي مَهازِيلُ مُقارِبة، قال أَبو عبيد: معناه إِلاَّ من أَعْطى في إِبله ما يَشُقُّ عليه إِعطاؤه فيكون نَجْدة عليه أَي شدَّة، أَو يُعْطي ما يَهُون عليه إِعطاؤُه منها فيعطي ما يعطي مستهيناً به على رِسْله؛ وقال ابن الأَعرابي في قوله: إِلا من أَعْطى في رِسْلها؛ أَي الليث: الرَّسْل، بفتح الراء، الذي فيه لين واسترخاء، يقال: ناقة رَسْلة القوائم أَي سَلِسة لَيِّنة المفاصل؛ وأَنشد:
برَسْلة وُثّـق مـلـتـقـاهـا موضع جُلْب الكُور من مَطاها
وسَيْرٌ رَسْلٌ: سَهْل. واسترسل الشيءُ: سَلِس. وناقة رَسْلة: سهلة السير، وجَمَل رَسْلٌ كذلك، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة. وشعر رَسْل: مُسْترسِل. واسْتَرْسَلَ الشعرُ أَي صار سَبْطاً. وناقة مِرْسال: رَسْلة القوائم كثيرة الشعر في ساقيها طويلته. والمِرْسال: الناقة السهلة السير، وإِبِل مَراسيلُ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:
أَضحت سُعادُ بأَرض، لا يُبَلِّغها إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل
المَراسِيل: جمع مِرْسال وهي السريعة السير. ورجل فيه رَسْلة أَي كَسَل.
وهم في رَسْلة من العيش أَي لين. أَبو زيد: الرَّسْل، بسكون السين، الطويل المسترسِل، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة؛ وقول الأَعشى:
غُولَيْن فوق عُوَّجٍ رِسال
أَي قوائم طِوال. الليث: الاسترسال إِلى الإِنسان كالاستئناس والطمأْنينة، يقال: غَبْنُ المسترسِل إِليك رِباً. واستَرْسَل إِليه أَي انبسط واستأْنس. وفي الحديث: أَيُّما مسلمٍ اسْتَرْسَل إِلى مسلم فغَبَنه فهو كذا؛ الاسترسال: الاستئناس والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ به فيما يُحَدِّثه، وأَصله السكون والثبات.
قال: والتَّرسُّل من الرِّسْل في الأُمور والمنطق كالتَّمهُّل والتوقُّر والتَّثَبُّت، وجمع الرِّسالة الرَّسائل. قال ابن جَنْبة: التَّرسُّل في الكلام التَّوقُّر والتفهمُ والترفق من غير أَن يرفع صوته شديداً.
والترسُّل في الركوب: أَن يبسط رجليه على الدابة حتى يُرْخِي ثيابه على رجليه حتى يُغَشِّيَهما، قال: والترسل في القعود أَن يتربَّع ويُرْخي ثيابه على رجليه حوله.
والإِرْسال: التوجيه، وقد أَرْسَل إِليه، والاسم الرِّسالة والرَّسالة والرَّسُول والرَّسِيل؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد:
لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم بلَيْلى، ولا أَرْسَلْتُهـم بـرَسِـيل
والرَّسول: بمعنى الرِّسالة، يؤنث ويُذكَّر، فمن أَنَّث جمعه أَرْسُلاً؛ قال الشاعر:
قد أَتَتْها أَرْسُلي
ويقال: هي رَسُولك. وتَراسَل القومُ: أَرْسَل بعضُهم إِلى بعض.
والرَّسول. الرِّسالة والمُرْسَل؛ وأَنشد الجوهري في الرسول الرِّسالة للأَسعر الجُعفي:
أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولاً بأَني عن فُتاحتكم غَنِيُّ
عن فُتاحتكم أَي حُكْمكم؛ ومثله لعباس بن مِرْداس:
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُفـافـاً رَسُولاً، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها
فأَنت الرَّسول حيث كان بمعنى الرِّسالة؛ ومنه قول كثيِّر:
لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم بسِرٍّ، ولا أَرْسَلْتهـم بـرَسُـول
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا رَسُول رب العالمين؛ ولم يقل رُسُل لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث والواحد والجمع مثل عَدُوٍّ وصَدِيق؛ وقول أَبي ذؤيب:
أَلِكْني إِليها، وخَيْرُ الرَّسو ل أَعْلَمهُم بنواحي الخَبَر
أَراد بالرَّسول الرُّسُل، فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدينار والدرهم، لا يريدون به الدينار بعينه والدرهم بعينه، إِنما يريدون كثرة الدنانير والدراهم، والجمع أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وقد يكون للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد؛ وأَنشد ابن بري شاهداً على جمعه على أَرْسُل للهذلي:
لو كان في قلبي كقَدْرِ قُلامة حُبّاً لغيرك، ما أَتاها أَرْسُلي
وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن: أَشهد أَن محمداً رسول الله، أَعلم وأُبَيِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز وجل.
والرَّسول: معناه في اللغة الذي يُتابِع أَخبار الذي بعثه أَخذاً من قولهم جاءت الإِبل رَسَلاً أَي متتابعة. وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية عن موسى وأَخيه: فقُولا إِنَّا رسول رب العالمين؛ معناه إِنا رِسالة رَبّ العالمين أَي ذَوَا رِسالة رب العالمين؛ وأَنشد هو أَو غيره:
... ما فُهْتُ عـنـدهـم بسِرٍّ ولا أَرسلتهم برَسول
أَراد ولا أَرسلتهم برِسالة؛ قال الأَزهري: وهذا قول الأَخفش. وسُمِّي الرَّسول رسولاً لأَنه ذو رَسُول أَي ذو رِسالة. والرَّسول: اسم من أَرسلت وكذلك الرِّسالة. ويقال: جاءت الإِبل أَرسالاً إذا جاء منها رَسَلٌ بعد رَسَل. والإِبل إذا وَرَدت الماء وهي كثيرة فإِن القَيِّم بها يوردها الحوض رَسَلاً بعد رَسَل، ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تَرْوَى.
وأَرسلت فلاناً في رِسالة، فهو مُرْسَل ورَسول. وقوله عز وجل: وقومَ نوح لما كَذَّبوا الرُّسُل أَغرقناهم؛ قال الزجاج: يَدُلُّ هذا اللفظ على أَن قوم نوح قد كَذَّبوا غير نوح، عليه السلام، بقوله الرُّسُل، ويجوز أَن يُعْنى به نوح وحده لأَن من كَذَّب بنبيٍّ فقد كَذَّب بجميع الأَنبياء، لأَنه مخالف للأَنبياء لأَن الأَنبياء، عليهم السلام، يؤمنون بالله وبجميع رسله، ويجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك: أَنت ممن يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس؛ وقول الهذلي:
حُبّاً لغيرك ما أَتاها أَرْسُلي
ذهب ابن جني إِلى أَنه كَسَّر رسولاً على أَرْسُل، وإِن كان الرسول هنا إِنما يراد به المرأَة لأَنها في غالب الأَمر مما يُسْتَخْدَم في هذا الباب.
والرَّسِيل: المُوافِق لك في النِّضال ونحوه. والرَّسِيل: السَّهْل؛ قال جُبَيْهاء الأَسدي:
وقُمْتُ رَسِيلاً بالذي جاء يَبْتَغِي إِليه بَلِيجَ الوجه، لست بِباسِر
قال ابن الأَعرابي: العرب تسمي المُراسِل في الغِناء والعَمل المُتالي.
وقوائم البعير: رِسالٌ. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للفحل العربي يُرْسَل في الشَّوْل ليضربها رَسِيل؛ يقال: هذا رَسِيل بني فلان أَي فحل إِبلهم. وقد أَرْسَل بنو فلان رَسِيلَهم أَي فَحْلهم، كأَنه فَعِيل بمعنى مُفْعَل، من أَرْسَل؛ قال: وهو كقوله عز وجل أَلم تلك آيات الكتاب الحكيم؛ يريد، والله أَعلم، المُحْكَم، دَلَّ على ذلك قوله: الر كتاب أُحْكِمَتْ آياته؛ ومما يشاكله قولهم للمُنْذَرِ نَذير، وللمُسْمَع سَمِيع. وحديثٌ مُرْسَل إذا كان غير متصل الأَسناد، وجمعه مَراسيل. والمُراسِل من النساء: التي تُراسِل الخُطَّاب، وقيل: هي التي فارقها زوجها بأَيِّ وجه كان، مات أَو طلقها، وقيل: المُراسِل التي قد أَسَنَّتْ وفيها بَقِيَّة شباب، والاسم الرِّسال. وفي حديث أَبي هريرة: أَن رجلاً من الأَنصار تزوَّج امرأَة مُراسِلاً، يعني ثَيِّباً، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: فهَلاَّ بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك، وقيل: امرأَة مُراسِل هي التي يموت زوجها أَو أَحَسَّت منه أَنه يريد تطليقها فهي تَزَيَّنُ لآخر؛ وأَنشد المازني لجرير:
يَمْشِي هُبَيرةُ بعد مَقْتَل شيخه مَشْيَ المُراسِل أُوذِنَتْ بطلاق
يقول: ليس يطلب بدم أَبيه، قال: المُراسِل التي طُلِّقت مرات فقد بَسَأَتْ بالطلاق أَي لا تُباليه، يقول: فهُبَيرة قد بَسَأَ بأَن يُقْتَل له قتيل ولا يطلب بثأْره مُعَوَّدٌ ذلك مثل هذه المرأَة التي قد بَسَأَتْ بالطلاق أَي أَنِسَتْ به، والله أَعلم. ويقال: جارية رُسُل إذا كانت صغيرة لا تَخْتَمر؛ قال عديّ بن زيد:
ولقد أَلْهُو بِبِـكْـرٍ رُسُـلٍ مَسُّها أَليَنُ من مَسِّ الرَّدَن
وأَرْسَل الشيءَ: أَطلقه وأَهْمَله. وقوله عز وجل: أَلم تر أَنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزّاً؛ قال الزجاج في قوله أَرْسَلْنا وجهان: أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشياطين وإِياهم فلم نَعْصِمهم من القَبول منهم، قال: والوجه الثاني، وهو المختار، أَنهم أُرْسِلوا عليهم وقُيِّضوا لهم بكفرهم كما قال تعالى: ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له شيطاناً؛ ومعنى الإِرسال هنا التسليط؛ قال أَبو العباس: الفرق بين إِرسال الله عز وجل أَنبياءه وإِرْساله الشياطين على أَعدائه في قوله تعالى: أَنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين، أَن إِرساله الأَنبياء إِنما هو وَحْيُه إِليهم أَن أَنذِروا عبادي، وإِرساله الشياطينَ على الكافرين تَخْلِيَتُه وإِياهم كما تقول: كان لي طائر فأَرْسَلْته أَي خليته وأَطلقته.
والمُرْسَلات، في التنزيل: الرياح، وقيل الخَيْل، وقال ثعلب: الملائكة.
والمُرْسَلة: قِلادة تقع على الصدر، وقيل: المُرْسَلة القِلادة فيها الخَرَزُ وغيرها.
والرِّسْل: اللَّبن ما كان. وأَرْسَل القومُ فهم مُرْسلون: كَثُر رِسْلُهم، وصار لهم اللبن من مواشيهم؛ وأَنشد ابن بري:
دعانا المُرْسِلون إِلـى بِـلادٍ بها الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق
ورَجُلٌ مُرَسِّلٌ: كثير الرِّسْل واللبن والشِّرْب؛ قال تأَبَّط شَرّاً:
ولست براعي ثَلَّةٍ قام وَسْـطَـهـا طوِيل العصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل
مُرَسِّل: كثير اللبن فهو كالغُرْنَيْق، وهو شبه الكُرْكِيّ في الماء أَبداً. والرَّسَلُ: ذوات اللبن. وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري: أَنه قال رأَيت في عام كثر فيه الرِّسْل البياضَ أَكثر من السَّواد، ثم رأَيت بعد ذلك في عام كثر فيه التمر السَّوادَ أَكثر من البياض؛ الرِّسْل: اللبن وهو البياض إذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وهو السَّواد، وأَهل البَدْو يقولون إذا كثر البياض قَلَّ السواد، وإِذا كثر السواد قَلَّ البياض. والرِّسْلان من الفرس: أَطراف العضدين. والراسِلان: الكَتِفان، وقيل عِرْقان فيهما، وقيل الوابِلَتان.
وأَلقَى الكلامَ على رُسَيْلاته أَي تَهاوَن به. والرُّسَيْلي، مقصور: دُوَيْبَّة. وأُمُّ رِسالة: الرَّخَمة.
*د يحيى
25 - مارس - 2009
بعث    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر بعث في لسان العرب

بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثاً: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ به: أَرسله مع غيره. وابْتَعَثَه أَيضاً أَي أَرسله فانْبعَثَ.
وفي حديث عليّ يصف النبي، صلى الله عليه وسلم، شَهِيدُك يومَ الدين، وبَعِيثُك نعْمة؛ أَي مَبْعُوثك الذي بَعَثْته إِلى الخَلْق أَي أَرسلته، فعيل بمعنى مفعول.
وفي حديث ابن زَمْعَة: انْبَعَثَ أَشْقاها؛ يقال: انْبَعَثَ فلانٌ لشأْنه إذا ثار ومَضَى ذاهباً لقضاء حاجَته.
والبَعْثُ: الرسولُ، والجمع بُعْثانٌ، والبَعْثُ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى الغَزْو.
والبَعَثُ: القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ، ويقال: هم البَعْثُ بسكون العين.
وفي النوادر: يقال ابْتَعَثْنا الشامَ عِيراً إذا أَرسَلوا إِليها رُكَّاباً للميرة. وفي حديث القيامة: يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النار؛ أَي المَبْعُوث إِليها من أَهلها، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر. وبَعَثَ الجُنْدَ يَبْعَثُهم بَعْثاً: وجَّهَهُمْ، وهو من ذلك، وهو البَعْثُ والبَعِيثُ، وجمع البَعْثِ: بُعُوث؛ قال:
ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ علينا، فَصِرْنا بينَ تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
وجمع البَعِيثِ: بُعُثٌ.
والبَعْثُ: يكون بَعْثاً للقوم يُبْعَثُون إِلى وَجْهٍ من الوجوه، مثل السَّفْر والرَّكْب. وقولهم: كنتُ في بَعْثِ فلانٍ أَي في جيشه الذي بُعِثَ معه. والبُعُوثُ: الجُيوش.
وبَعَثَه على الشيء: حمله على فِعْله. وبَعَثَ عليهم البَلاء: أَحَلَّه.
وفي التنزيل العزيز: بَعَثْنا عليكم عِباداً لنا أُولي بأْس شديد. وفي الخبر: أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال: بَعَثْنا عليكم مُسلِمَ بن عُقْبة، فَقَتلَكم يوم الحَرَّة.
وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ: انْدَفَع.
وبَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَيْقَظَه وأَهَبَّه.
وفي الحديث: أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني من نومي. وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّف والانْبِعاثِ.
وانْبَعَثَ في السَّيْر أَي أَسْرَع.
ورجلٌ بَعِثٌ: كثير الانْبِعاثِ من نومه. ورجل بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ: لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه، وتَبْعَثُه من نومه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:
تَعْدُو بأَشْعَثَ، قد وَهَى سِرْبالُه، بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم، فيَسْهَـرُ
والجمع: أَبْعاث: وفي التنزيل: قالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا من مَرْقَدِنا? هذا وَقْفُ التَّمام، وهو قول المشركين يوم النُّشور. وقولُه عز وجل: هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وصَدَقَ المُرْسَلون؛ قَوْلُ المؤْمِنين؛ وهذا رَفْعٌ بالابتداء، والخَبَرُ ما وَعَدَ الرحمنُ؛ وقرئ: يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا? أَي مِن بَعْثِ الله إِيَّانا من مَرْقَدِنا. والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى: ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا. والبَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار. والبَعْثُ أَيضاً: الإِحْياء منالله للمَوْتى؛ ومنه قوله تعالى: ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ موتِكم: أَي أَحييناكم. وبَعَثَ اللمَوْتى: نَشَرَهم ليوم البَعْثِ. وبَعَثَ اللهُ الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ من ذلك. وفتح العين في البعث كله لغة. ومن أَسمائه عز وجل: الباعِثُ، هو الذي يَبْعَثُ الخَلْقَ أَي يُحْييهم بعد الموت يوم القيامة.
وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كان باركاً فَهاجَهُ.
وفي حديث حذيفة: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ، فمن اسْتَطاعَ أَن يَمُوتَ في وَقَفاتِها فَلْيَفعل. قوله: بَعَثات أَي إِثارات وتَهْييجات، جمع بَعْثَةٍ. وكلُّ شيء أَثَرْته فقد بَعَثْته؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: فبَعَثْنا البَعيرَ، فإِذا العِقْدُ تحته.
والتَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذلك: أَنشد ابن الأَعرابيّ:
أَصْدَرها، عن كَثْرَةِ الدَّآثِ، صاحبُ لَيْلٍ، حَرِشُ التَّبْعاثِ
وتَبَعَّثَ مني الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ، كأَنه سالَ.
ويومُ بُعاثٍ، بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأَوْسِ والخَزْرج في الجَاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إِسحق في كتابيهما؛ قال الأَزهري: وذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العين، فجعلَه يومَ بُغَاث وصَحَّفَه، وما كان الخليلُ، رحمه الله، لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ، لأَنه من مشاهير أَيام العرب، وإِنما صحَّفه الليثُ وعزاه إِلى الخَليل نفسِه، وهو لسانُه، والله أَعلم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وعندها جاريتان تُغَنِّيانِ بما قِيل يومَ بُعَاثٍ؛ هو هذا اليوم. وبُعاثٌ: اسم حِصن للأَوْس.
وباعِثٌ وبَعِيثٌ: اسمان.
والبَعِيثُ: اسم شاعر معروف من بني تميم، اسمه خِدَاشُ بن بَشيرٍ، وكنيته أَبو مالك، سمي بذلك قوله:
تَبَعَّثَ مني ما تَبَعَّثَ، بعدما اسْ تَمرَّ فؤَادي، واسْتَمَرَّ مَرِيري
قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قُتَيْبة وعيره: واستَمَرَّ عَزِيمي، قال: وهو الصحيح؛ ومعنى هذا البيت: أَنه قال الشعر بعدما أَسَنَّ وكَبِرَ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما صالَحَ نصارَى الشام، كتبوا له؛ إِنَّا لا نُحْدِثُ كنيسةً ولا قَلِيَّة، ولا نُخْرِج سَعانِينَ، ولا باعوثاً؛ الباعوثُ للنَّصارى: كالاستسقاء للمسلمين، وهو اسم سرياني؛ وقيل: هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.
وباعِيثا: موضع معروف.
*د يحيى
25 - مارس - 2009
بلد    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر بلد في لسان العرب

البَلْدَةُ والبَلَدُ: كل موضع أَو قطعة مستحيزة، عامرة كانت أَو غير عامرة. الأَزهري: البلد كل موضع مستحيز من الأَرض، عامر أَو غير عامر، خال أَو مسكون، فهو بلد والطائفة منها بَلْدَةٌ.
وفي الحديث: أَعوذ بك من ساكن البَلَدِ؛ البلد من الأَرض: ما كان مأْوى الحيوان وإِن لم يكن فيه بناء، وأَراد بساكنه الجنّ لأَنهم سكان الأَرض، والجمع بلاد وبُلْدانٌ؛ والبُلدانٌ: اسم يقع على الُكوَر. قال بعضهم: البَلَدُ جنسُ المكان كالعراق والشام. والبَلدةُ: الجزءُ المخصصُ منه كالبصرة ودمَشق. والبلدُ: مكةُ تفخيماً لها كالنجم للثريا، والعودُ للمَنْدَل.
والبَلَدُ والبَلْدةُ: الترابُ. والبلَدُ: ما لم يُحفَر من الأَرض ولم يوقد فيه؛ قال الراعي:
ومُوقِد النارِ قد بادتْ حمامتُه، ما إِن تَبَيَّنُه في جُدَّةِ البَـلَـد
وبيضةُ البلَدِ: الذي لا نظير له في المدح والذم. وبَيْضَةُ البلد: التُّومَةُ تتركها النعامةُ في الأُدْحِيِّ أَو القَيِّ من الأَرض؛ ويقال لها: البَلَدِيَّةُ وذاتُ البلدِ. وفي المثل: أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ، والبلدُ أُدْحِيُّ النعام؛ معناه أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ، والبلدُ أُدْحِيُّ النعام؛ معناه أَذلُّ من بيضة النعام التي تتركها. والبَلْدَةُ: الأَرضُ، يقال: هذه بَلدتُنا كما يقال بَحْرَتُنا. والبَلَدُ: المقبرة، وقيل: هو نفس القبر؛ قال عديّ بن زيد:
مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو نَفْعَهُمْ، أَصبحوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَد
ْ والجمع كالجمع. والبَلَدُ: الدارُ، يمَانيةٌ. قال سيبويه: هذه الدارُ نعمت البلدُ، فأَنَّثَ حيث كان الدار؛ كما قال الشاعر أَنشده سيبويه:
هَلْ تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ?
الدَّجْنُ يَوْماً والسحابُ المَهْمُورْ،
لكلِّ ريحٍ فيه ذَيلٌ مَسْفُورْ
وبَلدُ الشيءِ: عُنْصُرهُ؛ عن ثعلب.
وبَلَدَ بالمكانِ: أَقام، يَبْلُدُ بُلُوداً اتخذه بَلَداً ولزمه.
وأَبْلَدَهُ إِياه: أَلزمه. أَبو زيد: بَلَدْتُ بالمكان أَبْلُدُ بُلوداً وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبُوداً: أَقمت به.
وفي الحديث: فهي لهم تالِدَةٌ بالِدَةٌ بالِدَةٌ؛ يعني الخلافة لأَولاده؛ يقال للشيء الدائم الذي لا يزول: تالِدٌ بالِدٌ، فالتالِدُ القديمُ، والبالِدُ إِتباعٌ له؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي يصف حوضاً:
ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بِمَهْـلَـكَةٍ، جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخَلْقِ، عِلْيانِ
قال: المُبْلِدُ الحوضُ القديمُ ههنا؛ قال: وأَراد مُلْبِد فَقَلَبَ، وهو اللاصق بالأَرض. ومنه قول عليّ، رضوان الله عليه، لرجلين جاءَا يسأَلانه: أَلْبِدَا بالأَرض حتى تفهما. وقال غيره: حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك ولم يُستعمل فتداعى، وقد أَبْلَدَ إِبْلاَداً؛ وقال الفرزدقُ يصف إِبلاً سقاها في حوض داثر:
قَطَعْتُ لأُلْخِيِهنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ،يَنِشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جَوانِبُهْ
أَراد: بذي الدلو المحيل الماء الذي قد تغير في الدلو. والمُبالَدَةُ: المبالَطَةُ بالسيوف والعِصِيِّ إذا تجالدوا بها.
وبَلِدوا وبَلَّدوا: لَزِموا الأَرضَ يقاتلون عليها؛ ويقال: اشْتُقَّ من بِلاد الأَرض. وبَلَّدَ تَبْليداً: ضرب بنفسه الأَرض. وأَبْلَدَ: لَصِق بالأَرض.
والبَلْدَةُ: بَلْدةُ النحر، وهي ثُغرةُ النحر وما حولها، وقيل: وسطها، وقيل: هي الفَلْكةُ الثالثةُ من فَلْكِ زَوْرِ الفرس وهي ستة؛ وقيل: هو رحى الزَّوْرِ، وقيل: هو الصدر من الخُفِّ والحافر، قال ذو الرمة:
أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوق بَلْدَةٍ، قليلٍ بها الأَصواتُ إِلاَّ بُغامُها
يقول: بركت الناقة وأَلقت صدرَها على الأَرض، وأَراد بالبَلْدَةِ الأُولى ما يقع على الأَرض من صدرها، وبالثانية الفلاة التي أَناخ ناقَته فيها، وقوله إِلا بغامها صفة للأَصوات على حدّ قوله تعالى: لو كان فيهما آلهةٌ إِلا اللَّهُ؛ أَي غير الله. والبُغامُ: صوتُ الناقة، وأَصله للظبي فاستعاره للناقة. الصحاح: والبَلْدَةُ الصدرُ؛ يقال: فلانٌ واسعُ البلدة أَي واسع الصدر؛ وأَنشد بيتَ ذي الرمة. وبَلْدَةُ الفَرَسِ: مُنْقَطَعُ الفَهْدَتين من أَسافِلِهما إِلى عَضُده؛ قال النابغةُ الجعدي:
في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ، وله بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ
ويُرْوَى بِرْكَةُ زَوْرٍ، وهو مذكور في موضعه. وهي بلدةُ بيني وبينك: يعني الفراق. ولقيته بِبَلْدةِ إِصْمِتَ، وهي القَفْرُ التي لا أَحدَ بها؛ وإِعراب إِصْمِتَ مذكور في موضعه.
والأَبْلَدُ من الرجال: الذي ليس بمقرون. والبَلْدةُ والبُلدةُ: ما بين الحاجبين. والبُلْدةُ: فوق الفُلْجَةِ، وقيل: قَدْرُ البُلْجَةِ، وقيل: البَلْدَةُ والبُلْدةُ نَقاوةُ ما بين الحاجبين؛ وقيل: البَلدةُ والبُلدةُ أَن يكون الحاجبان غير مقرونين. ورجل أَبْلَدُ بَيِّنُ البَلَدِ أَي أَبْلَجُ وهو الذي ليس بمقرون، وقد بَلِدَ بَلَداً.
وحكى الفارسي: تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج. وتَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ: نَوَّرَتْ.
والبَلْدةُ: راحةُ الكف. والبَلْدةُ: من منازل القمر بين النعائم وسَعْدِ الذابح خَلاءٌ إِلا من كواكبَ صغارٍ، وقيل: لا نَجومَ فيها البتةَ؛ التهذيبُ: البَلْدَةُ في السماء موضعٌ لا نجوم فيه ليست فيه كواكبُ عظامٌ، يكون عَلَماً وهو آخر البروج، سميت بَلدةً، وهي من بُرْج القَوْس؛ الصحاحُ: البَلدةُ من منازل القمر، وهي ستة أَنجم من القوس تنزلها الشمسُ في أَقصر يوم في السنة.
والبَلَدُ: الأَثر، والجمعُ أَبلادٌ؛ قال القطامي:
ليست تُجَرَّحُ، فُرَّاراً، ظُهورهُمُ، وفي النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبـلادِ
وقال ابن الرقاع:
عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها، مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلى أَبْلادَها
اعتادها: أَعاد النظر إِليها مرةً بعد أُخرى لِدُروسها حتى عرفها. وشمل: عمّ؛ ومما يُستحسن من هذه القصيدة قولُه في صفة أَعلى قَرْنِ ولَدِ الظبية:
تُزْجِي أَغَنَّ، كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِه قَلَمٌ، أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها
وبَلِدَ جِلْدُه: صارت فيه أَبْلادٌ. أَبو عبيد: البَلَدُ الأَثَرُ بالجسد، وجمعه أَبْلادُ.
والبُلْدَةُ والبَلْدَةُ والبَلادَةُ: ضِدُّ النَّفاذِ والذَّكاءِ والمَضاءِ في الأُمور. ورجلٌ بليدٌ إذا لم يكن ذكيّاً، وقد بَلُدَ، بالضم، فهو بليد. وتَبَلَّدَ: تكلف البَلادَةَ؛ وقول أَبي زُبيد:
مِن حَمِيمٍ يُنْسِي الحَياءَ جَلِيدَ ال قَوْمِ، حتى تَراه كالمَبْـلـودِ
قال: المَبْلودُ الذي ذهب حياؤه أَو عقلُه، وهو البَليدُ، يقال للرجل يُصاب في حَمِيمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبتُه الحياءَ حتى تراه كالذاهب العقل. والتَّبَلُّدُ: نقيضُ التَّجَلد، بَلُدَ بَلادَةً فهو بليد، وهو استكانة وخضوع؛ قال الشاعر:
أَلا لا تَلُمْهُ اليومَ أَنْ يَتَبَـلَّـدا، فقد غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ يَتَجَلَّدا
وتَبَلَّدَ أَي تردّد متحيراً. وأَبْلَدَ وَتَبَلَّدَ: لحقته حَيْرَةٌ.
والمَبْلُودُ: المتحيرُ لا فِعلَ له؛ وقال الشيباني: هو المعتوه؛ قال الأَصمعي: هو المُنْقَطَعُ به، وكل هذا راجع إِلى الحَيْرَة، وأَنشد بيت أَبي زبيد حتى تراه كالمبلود والمُتَبَلِّدُ: الذي يَتَرَدَّدُ متحيراً؛ وأَنشد للبيد:
عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ، سَبْعاً تُواماً، كامِلاً أَيَّامُهـا
وقيل للمتحير: مُتَبَلِّدٌ لأَنه شبه بالذي يتحير في فلاة من الأَرض لا يهتدي فيها، وهي البَلْدَةُ. وكل بلد واسع: بَلْدَةٌ، قال الأَعشى يذكر الفلاة:
وبَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ، للجِنِّ، بِالليلِ في حافاتِها، شُعَلُ
وبَلَّدَ الرجلُ إذا لم يتجه لشيء. وبَلَّدَ إذا نَكَّسَ في العمل وضَعُف حتى في الجَرْيِ؛ قال الشاعر:
جَرَى طَلَقاً حتى إذا قُلْتُ سابِقٌ، تَدارَكَهُ أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَـلَّـدَا
والتَّبَلُّدُ: التصفيقُ. والتَّبَلُّدُ: التلهف؛ قال عديّ بن زيد:
سأَكْسِبُ مالاً، أَو تَقُومَ نَوائِح عليَّ بِلَيْلٍ، مُبْدِياتِ التَّبَلُّـدِ
وتَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إذا نزل ببلد ليس به أَحدٌ يُلَهِّفُ نفسه. والمُتَبَلِّد: الساقط إِلى الأَرض؛ قال الراعي:
ولِلدَّارِ فِيها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها عَقِيرٌ، ولِلْبَاكي بها المُتَبلِّـدِ
وكله من البَلادة. والبَليدُ من الإِبل: الذي لا ينشّطه تحريك.
وأَبْلَدَ الرجلُ: صارت دوابه بليدةً؛ وقيل: أَبْلَدَ الرجلُ: صارت دوابه بليدةً، وقيل: أَبْلَدَ إذا كانت دابته بَليدَةً. وفرس بَليدٌ إذا تأَخر عن الخيل السوابق، وقد بَلُدَ بَلادَةً. وبَلَّدَ السحابُ: لم يمطر. وبَلَّدَ الإِنسانُ: لم يَجُدْ. وبَلَّدَ الفَرَسُ: لم يَسْبِق. ورجلٌ أَبْلَدُ: غليظ الخَلْقِ. ويقال للجبال إذا تقاصرت في رأْي العين لظلمة الليل: قد بَلَّدَتْ؛ ومنه قول الشاعر:
إِذا لم يُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَى وبَلَّدَتِ الأَعْلامُ بالليلِ كـالأَكَـم
ْ والبَلَنْدَى: العَريضُ. والبَلَنْدَى والمَلَنْدَى: الكثير لحم الجنبين. والمُبْلَنْدى من الجمال الصلب الشديد: وبَلْدٌ: اسمُ موضع؛ قال الراعي يصف صقراً:
إِذا ما انْجَلَتْ عـنـه غَـدَاةُ صُـبَـابَةٍ، رأَى، وهو في بَلْدٍ، خَرانِقَ مُنْشِدِ ضبط،
وفي الحديث ذكرُ بُلَيْدٍ؛ هو بضم الباء وفتح اللام، قرية لآل عليّ بواد قريب من يَنْبُع.
بند: البَنْدُ: العَلمُ الكبير معروف، فارسي معرّب؛ قال الشاعر:
وأَسيافُنَا، تحتَ البُنُودِ، الصَّواعِقُ
وفي حديث أَشراط الساعةِ: أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً؛ البَنْدُ: العَلمُ الكبير، وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ.
والبَنْدُ: كل عَلَم من الأَعلام. وفي المحكم: من أَعلام الروم يكون للقائد، يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر. وقال الهجيميّ: البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل:
جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا
قال النضر: سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ.
والبَنْدُ: الذي يُسكِر من الماء؛ قال أَبو صخر:
وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ، ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ، بالٍ ثُمَامُهـا
يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت. الليث: البَنْدُ حِيَلٌ مستعملة؛ يقال: فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل. والبَنْدُ: بَيْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ.
*د يحيى
25 - مارس - 2009
القرية    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
 
* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
 
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { واسأَلِ القَرْيَةَ التـي كنا فِـيها } وهي مصر.
تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: { وَٱسْأَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا وَٱلّعِيْرَ } حَقَّقوا بها شهادتهم عنده، ورفعوا التهمة عن أنفسهم لئلا يتهمهم. فقولهم: «وٱسْأَلِ الْقَرْيَةَ» أي أهلها؛ فحُذِف؛ ويريدون بالقرية مصر. وقيل: قرية من قراها نزلوا بها وٱمتاروا منها. وقيل المعنى: «وَٱسْأَلِ الْقَرْيَةَ» وإن كانت جماداً، فأنت نبيّ الله، وهو يُنطق الجماد لك؛ وعلى هذا فلا حاجة إلى إضمار؛ قال سيبويه: ولا يجوز كَلِّم هِنداً وأنت تريد غلام هند؛ لأن هذا يُشكل. والقول في العِير كالقول في القرية سواء. { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } في قولنا.
الثانية: في هذه الآية من الفقه أن كل من كان على حق، وعلِم أنه قد يُظنّ به أنه على خلاف ما هو عليه أو يتوهَّم أن يرفع التهمة وكلّ ريبة عن نفسه، ويصرّح بالحق الذي هو عليه، حتى لا يبقى لأحد مُتكلَّم؛ وقد فعل هذا نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم " بقوله للرجلين اللذين مرَّاً وهو قد خرج مع صفِية يَقْلِبُها من المسجد: «على رسلِكما إنما هي صفية بنت حُيَيّ» فقالا: سبحان الله! وكَبُر عليهما؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدّم وإني خَشِيت أن يَقذِف في قلوبكما شيئاً "
رواه البخاري ومسلم.
* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ)
{ وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } أهل القرية { ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا } وهي قرية من قرى مصر.
وقال ابن عباس: هي قرية من قرى مصر كان قد جرى فيها حديث السرقة والتفتيش.
 
 
*د يحيى
26 - مارس - 2009
شكر الله لشيخي يحيى    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
حياك الله وبياك شيخنا ومعلمنا ، د.يحيى ،
ولك الشكر الجزيل على ما بينت وأوضحت ‘ فالترادف لست من المقتنعين به ، مثلي مثل حضرتك ؛ ولكني أرغب بالجدال فيه بعلم وبصيرة  مع من هم في مثل علمك وبيانك . ولن أقلل من علم  ودراية من قالوا بالترادف ؛ ولكني أرغب في أن أناقش الأسباب التي دعتهم إلى قول ما قالوه . وكنت أتمنى أن تكون يا شيخي ممن يقرون بالترادف حتى أفهم منك الحجة التي يرتكز عليها المقرون به .
وكون العديد من القدماء والمحدثين قالوا بالترادف وأقروا به ، فإن ذلك يجعلني أشك في أن ما قصد إليه هؤلاء من معنى الترادف غير ما قصد إليه من نفوه ولم يقروا به . ويبدو أن الذين قالوا بوجود الترادف في كلمات اللغة إنما عنوا التقارب في المعنى قربا يجعل غير الفاحص المدقق يظن أن الترادف بين الكلمات يمكن أن يكون كاملا . ولو كان الترادف ظاهرة لغوية حقيقية ومؤكدة ؛ لنشأ الجدال بين الناس في جواز استبدال ألفاظ القرءان الكريم بما يرادفها أو عدم جوازه ؛ ولكن ذلك لم يحدث على حد معرفتي . ولا أظن السبب في عدم حدوثه هو احترام ألفاظ القرءان الكريم كما أنزلت فحسب ؛ وإنما الخشية من أن لا يكون الترادف الكامل واقعا . أي أن الذين قالوا بالترادف غير متأكدين من صحة ما قالوه ، أو أنهم يعنون بالترادف القرابة القريبة في المعنى بين بعض ألفاظ اللغة ، ولا يعنون التماثل التام في المعاني بينها . وحتى النحاة الأقدمون ، الذين لم يطمئنوا إلى اتخاذ الأحاديث النبوية التي رويت بالمعنى ، شواهد على اللغة ونحوها ، فامتنعوا من اتخاذها أدلة لغوية ؛ خشية ان يكون معناها قد اختلف عما اراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبينه ، لا يبعد ان يكونوا غير مؤمنين بالترادف اللغوي .
ولما اطلعت على كتاب " في اللهجات العربية " للدكتور إبراهيم أنيس ، ألفيت المؤلف يشير إلى أن غالب المحدثين من أهل اللغة يقرون بالترادف بشروط.. ولما طالعت تلك الشروط تبين لي منها أن الإقرار بالترادف ليس من السهولة بمكان ، مما جعلني أفهم معنى قول مؤلف الكتاب : " إذا طبقت هذه الشروط على اللغة العربية ، اتضح لنا أن الترادف لا يكاد يوجد في اللهجات العربية القديمة " ؛ ولكنه يضيف : "  وإنما يمكن أن يلتمس في اللغة النموذجية  الأدبية ؛ ففي القرءان الكريم الذي نزل بهذه اللغة ، والذي نطق به الرسول للمرة الأولى ، نرى الترادف في بعض ألفاظه...." ، ثم يسوق أمثلة من القرءان الكريم بعضها ورد في الموضوع أعلاه ..
ولقد عجبت من المؤلف كيف اعتبر أن القسم والحلف بنفس المعنى على الرغم من أن الفرق البين بينهما معروف ومشهور، وكذلك آثر ، و فضل ، وغيرهما من الكلمات القرءانية وغير القرءانية ، والتي بينت حضرتك الفروق بينها في مشاركاتك الثمينة .
ورغبة مني في معرفة الأسباب التي دعت الذين ذهبوا إلى القول  بالترادف إلى الإيمان بصواب ما ذهبوا إليه ؛ حاولت أن  أهتدي إلى سبب مقنع تماما ، فلم أجد لما أرغب به سبيلا.. فالقول بأن الرحمة ، مثلا ، هي نفسها الرأفة على اعتبار أن الرحمة اشتقت من معنى الرحم ، ثم استعمل المعنى الحقيقي للرحم استعمالا مجازيا للدلالة على المحبة والعطف لما بين أبناء الرحم الواحد من تآلف وحنو وعطف ، فصارت الرحمة والرأفة بنفس المعنى وإن اختلفت اللفظتان ، لهو قول يحتاج إيضاحا .. وكيف لنا أن نعرف أن كلمة الرأفة سبقت كلمة  الرحمة إلى الوجود حتى يترادف معها المعنى المجازي للرحم ؟! وفي القرءان الكريم نجد أن من أسماء الله الحسنى الرحمن والرؤوف ، وهما اسمان أو صفتان لا تسد إحداهما مكان الأخرى . أما كلمة الرأفة ، فلست أدري إلى أي مسمى حقيقي يعود أصلها حتى نطبق عليها ما طبقناه على كلمة الرحمة التي اشتقت من الرحم ، ثم نحاول أن نجد رابطا بين الأصلين يجعلنا نوقن أن الأصلين لهما نفس المعنى ، أو لا نوقن .
يبقى للترادف إمكانية الوجود في لهجتين مختلفتين ، وهو ترادف غير مقصود ، كقولنا عن العهن إنه هو الصوف نفسه ، وإن كل قبيلة سمته اسما مختلفا عن الاسم الآخر . ومع ذلك نجد من يتساءل : لم وردت كلمة العهن في القرءان ولم ترد كلمة الصوف؟ هل كلمة العهن أوضح بيانا للمعنى المراد تبيينه من كلمة الصوف ولماذا؟ وهل يجوز لنا أن نتلو : " كالصوف المنفوش " بدلا من " كالعهن المنفوش " ويبقى المعنى على ما هو عليه؟ إذا كان الأمر كذلك ، فإن الاسم " العهن" مرادف للاسم " الصوف ". ويمكن أن يكون لدلالات أصوات الحروف المنطوقة مواقع للسمع أنسب من مواقع أخرى عند المستمعين ، وهذا ما يدخلنا فيما للصوتيات من آثار في وضع المعاني في أمكنتها المناسبة اعتمادا على أجراس ألفاظها المتباينة وإن تشابهت معانيها أو ترادفت .
ونحن إن أنعمنا النظر في الأبكم كيف يخاطب الناس بالحركات والإشارات والإيماءات ، وان كل حركة أو إيماءة يقوم بها تختلف ، ولو قليلا ، عما يشبهها ، لتبينا أن كل إشارة وكل حركة تعني عند الأبكم معنى خاصا يود التعبير عنه ، فكيف بالشخص الناطق الفصيح ، الذي يمتلك أساليب التعبير البليغة إضافة إلى حركات يديه و رأسه ، مع تعابير وجهه وانفعالاته ، أنراه يؤمن بالترادف اللغوي!
 واختم مشاركتي بما تفضلت به في ختام تعقيبك ؛ مصدقا به ومؤمنا بمعناه :
***         يستحيل أن يكون ثمة ترادفٌ في كتاب الله !!!!!
*ياسين الشيخ سليمان
26 - مارس - 2009
 1  2  3