كنا منذ نحو خمسة وثلاثين عاما نتلقف كتابا جديدا في عالم النشر ، عنوانه : الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة ، للإمام حمزة بن الحسن الأصبهاني ، وقد حققه عبد المجيد قطامش ، وصدر عن دار المعارف بمصر ؛ قلت : كنا نتلقفه بشغف كبير لأنه نص نفيس في منظومة كتب الأمثال ، ولأن مشايخنا حرصوا عليه حرص البخيل على درهم في يده ، وأول كلمة سمعتها عن هذا الكتاب بعد صدوره قالها أخي الحبيب محمود الطناحي - رحمه الله - وقد لقيته عابرا وفي يده لفافة معروفة تحمل اسم دار المعارف بمصر ، فسألته ماذا اشتريت ؟ فقال: كتابًا نفيسا احرص على اقتنائه . فعرَّجت من ساعتي واشتريت نسخة منه وكنت آنذاك في خدمة العَلَم ( مجندا ) ولم تمض أيام حتى جئت إلى غلافه الأخير ، وأعدت قراءته مرارا لأنه الكتاب الوحيد بين يديَّ في رحاب أماكن التدريب العسكري . ومما قرأت فيه أن المؤلف له كتاب في الأمثال عنوانه : الأمثال الصادرة عن بيوت الشعر ، وأن منه نسخة مخطوطة في مكتبة برلين ، وأن المحقق - عبد المجيد قطامش - نسخ منها نسخة لنفسه ، وبعد سنوات قابلت الأستاذ قطامش في مكة وتذاكرت معه أمر هذه المخطوطة فأخبرني أنه عاكفٌ عليه ولا أدري معنى ذلك إلا أن يكون عكف على تحقيقه فقد أُوتِيَ وَلعًا بكتب الأمثال ، وانقضت السنون ونسيت أمر الكتاب ، وبينما كنت أتجول في معرض الرياض للكتاب منذ أيام قرأت عنوان الكتاب فتذكرت ما كان في النفس منه فأسرعت بشرائه وبالغت في الاحتفاء به وتقليب صفحاته ، ولما حان وقت القراءة شرعت في قراءته وتسجيل ملاحظاتي عليه ولأهمية هذا الكتاب أبدي لإخواني محتواه : يبدأ الكتاب بمقدمة المحقق ، ثم مقدمة المؤلف ، ثم تتوال أبواب الكتاب وهي سبعة أبواب : الأول في أنصاف الأبيات مما صارت أمثالا ، وتحته فصول . الثاني في الأبيات الصحاح ، الثالث في مُثنّى قِصار الأبيات ، الرابع في مثنى طِوال الأبيات ، الخامس في ما نقل عن أمثال الفُرْس ، السادس في جمل مختلفة من منثور ومنظوم ، السابع في جمل تحوي سوائر أبيات تتضمن أمثالا أو تجري مجرى الأمثال . ثم الفهارس التي صنعها المحقق لخدمة الكتاب . والكتاب بتحقيق الدكتور أحمد بن محمد الضبيب ، والناشر دار المدار الإسلامي - بيروت الطبعة الأولى 2009 م |