شكر وتساؤل كن أول من يقيّم
شاكرا أستاذنا أمير العروض على هذا الملف الماتع الشائق ذي العلم الغزير ، وشاكرا ، أيضا ، أستاذنا د/ صبري أبو حسين على مساهماته القيمة ، وأستاذنا زهير الذي نعمت بمطالعة قصيدته الغراء عن مدينة " آسفي " ، ورايتها قصيدة أعجوبة من أعاجيبه الشعرية الرائعة ، وشاكرا كل من شارك من الأساتذة ؛ أتقدم بمشاركتي هذه ؛ راجيا أن أفيد من علم حضراتهم .. فقد طالعت في " منهاج البلغاء..." لحازم القرطاجني ، بتحقيق محمد الحبيّب بن خوجة ما يلي : في الصفحة : 227 " فنقول : إن الأوزان الشعرية منها ما تركب من أجزاء خماسية ، ومنها ما تركب مكن أجزاء سباعية ، ومنها ما تركب من أجزاء تساعية ....." والمعروف لدي أن التفاعيل التساعية في علم العروض نتجت عن علل الزيادة التي تسمى بالترفيل ، وليست في الأصل تساعية أصيلة دون علل الزيادة ، أو ساذجة كما يصفها القرطاجني يرحمه الله . وفي الصفحة : 229 نطالع : "تنوير : وأما ما تركب من التساعية الساذجة فالخبب . وبناء شطره متفاعلتن متفاعلتن مرتان هكذا كقول بعض الشعراء الأندلسيين : أمَّـلـت لقاءك في iiالحلمِ | | فزجرت العين فلم تنمِ " . | وفي الصفحة : 231 " فلهذه الأسباب وما جرى مجراها مما لا يتسع لذكره هذا الموضع اقتضى النظر البلاغي أن يعدل بكثير من تقديرات الأوزان عما قدر به العروضيون ، إذ كانوا جهالا بطرق التناسب والتنافر حتى إنهم جزّءوا كثيرا من الأوزان تجزئة وقعوا بها في حيز الوضع المتنافر .فلذلك حققنا في كل وزن تجزئته المتناسبة ، وجعلنا شطر الخبب مبنيا من جزئين تساعيين كلاهما مركب من سبب ثقيل ووتد مفروق ووتد مجموع ، إذ كانت القسمة تقتضي هذا الوضع اقتضاء ضروريا.... " . وفي الصفحة : 237 " ومما بنوه من الأسباب الثقيلة والأوتاد المجموعة والمفروقة : الخبب " . مما سبق خرجت بالتساؤلات والنتائج التالية ؛ راجيا الإيضاح من أمير عروضنا وأستاذنا عمر خلوف ، وأستاذنا د/ صبري أبو حسين ، ومن المشاركين الكرام مزيدا من التعليقات والشرح والتفصيل وتبيين وجهات الفهم والنظر : 1 ـ ما الضرر الحاصل بين أن نقرأ تفاعيل الخبب كما ذكرها القرطاجني ، وبين أن نقرأها بصورها المشهورة؟ وهل تجوز قراءة الخبب بشكلين مختلفين كونه من البحور التي لا تتفق وقواعد الخليل ، أم أن ما قاله القرطاجني غير الأولى بالاتباع ، ولماذا ؟ وهل قراءة حازم تنطبق على جميع صور الخبب قديما وحديثا؟ 2 ـ قراءة حازم تفاعيل الخبب جعلت من الخبب وزنا يتضمن الأسباب والأوتاد وليست الأسباب وحدها . 3 ـ الذين نظموا على الخبب قديما ، وأحمد شوقي وغيره ممن نظموا عليه في العصر الحديث ، ووردت التفعيلة " فاعلُ " في نظمهم ، هل كانوا عندما يزنون أبيات شعرهم الخببية يعلمون أنها تحتوي على التفعيلة " فاعلُ " ، أم أنهم كانوا يقرؤون الوزن بشكل مختلف؟ أما المرحومة نازك الملائكة فأعجب منها كيف غاب عنها أنها سُبقت إلى التفعيلة " فاعلُ " ( على غير قراءة حازم القرطاجني ) حتى ظنت أنها هي التي اكتشفتها في بحر الخبب! لقد كانت شاعرة وباحثة يشار إليها بالبنان ، ويصعب علينا التصديق بأنها جهلت ورود تلك التفعيلة لدى غيرها ممن سبقوها من الشعراء . فهل لهذا العجب من مزيل؟ مع العلم أنني غير مطلع على علم العروض اطلاعا كافيا من جهة قواعده وقوانينه وسننه ؛ فمعذرة إن خرجت أسئلتي عن حدود العلم الصحيح . بارككم الله وأعانكم على الخير . |