(فاعِلُ) في الشعر القديم ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
وواضح من آرائهم أنهم يعتبرونَ (فاعِلُ) ابتكاراً جديداً لم يَرِدْ في شعر القدماء، ولا سجّلَها العروض القديم. ولكننا نُشكِّكُ في ذلك كله، إذْ إنّ (فاعِلُ) أقدمُ كثيراً مما يَدَّعون، فهي من خصائص هذا البحر الغريب ومميزاته كما سنرى، ولأنها كذلك كانَ لا بدّ لها من الظهور. وليسَ مهمّاً عندنا الآن معرفةُ أول من استعملها، ولكننا نؤكد أن استقراءَ قصائد هذا البحر منذ وُجِد سيُظهِرُ أثَرَها دونَ ريب، وذلك على الرغم من ضياع معظم قصائد الخبب القديمة كما رأينا. هاكَ مثلاً وجدْتُه عند أشهر شعراء الخبب؛ الحصري القيرواني (-488هـ)، في قصيدةٍ له يقول فيها(): أَ عَنِ الإغْريضِ أمِ البَرَدِ=ضَحِكَ المُتَعَجِّبُ منْ جَلَدي يا هاروتِيَّ الطّرْفِ تُرى=كَمْ لَكَ نَفَثَاتٌ في العُقَدِ ومن قصيدةٍ طويلةٍ لابن الأبّار البلنسي (-658هـ) وجدْتُ قوله(): بَيْتُهُ في التّرْبِ رَسَا وَتَداً=وعَلى الأفْلاكِ لَهُ طُنُبُ ولفتيان الشاغوري (-615هـ)(): آهاً منْ هَجْرِكَ والإعْـرا=ضِ وطولِ صُـدودِكَ والمَلَـلِ لا بَلْ واهاً لِسَجايا المَلِـ=ـكِ الأفْضَلِ نورِ الدينِ عَـلي وللشاعر اليمني؛ علي بن القاسم الحسْني الزيدي (-1096هـ)(): اسمعْ مولايَ نِظامَ أخٍ=قدْ زادَ بِمَدْحِكَ رَوْنَقُهُ وُدُّكَ قدْ صارَ يُكَلِّفُهُ=بِمَقالِ الشـعْرِ ويُنْطِقُهُ |