وإذا تعرض للعمود وليه كن أول من يقيّم
تحية طيبة أستاذنا أمير العروض، كنت قد فهمت من تعليق أستاذنا أحمد عزو انه ينبهني إلى أن (النزف) خطأ مطبعي لأنه سكت عن معناها، ولا زلت أرى انها (الترف) ورأيتها كذلك (الترف) في (الحماسة المغربية) وهي في (الموشح) للمرزباني (النزف). واما السجف بضم السين والجيم فهي جمع سجاف، وسجاف على وزن كتاب، وقد نص عليها الزبيدي في تاج العروس قال: السَّجْفُ، بالفِتْحِ، ويُكْسَرُ نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ، و كذلك السِّجَافُ، كَكِتَابٍ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وليس بجَمْعِ سَجْفٍ: السِّتْرُ، ج: سُجُوفٌ، وأَسْجَافٌ، وجَمْعُ السِّجَافِ: سُجُفٌ، ككُتُبٍ، هذا هو الأَصْلُ، ثم اسْتُعِيرَ لِمَا يُرَكَّبُ علَى حَوَاشِي الثُّوْبِ. السَّجْفُ: السِّتْرَانِ الْمَقْرُونَان بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. أَو كُلُّ بَابٍ سُتِرَ بِسِتْرَيْنِ مَقْرُونَيْنِ، مَشْقُوقٍ بَيْنَهما، فَكُلُّ شِقٍّ منهما سَجْفٌ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وسِجَافٌ أَيضاً، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ). وقد وردت بهذا الوزن في دواوين طائفة من الشعراء كقول الحسين بن الضحاك: هـتكوا لحرمتك التي iiهتكت | | حرم الرسول ودونها السجفُ | ووقول الصنوبري: بمختلفٍ لأبكارِ iiال | | سحائب أيِّ iiمختلف | مدبّجةٌ رفارفُ iiبسـ | | طها موشيَّة السُّجُف | وقول ابن سنان الخفاجي: كَـأَنَّـمـا نَحنُ في ظَلماء داجِيَةٍ | | فَلَيسَ تُرفَعُ عَن أَبصارِنا iiالسجُفُ | تَزيدُ بِالبَحثِ جَهلاً إِن طَلَبتَ هُدى | | وَهَل تُضيء لِعَينِ المُدلِجِ iiالسُّدُفُ | وقول طلائع بن رزيك وإن تـعـرى دعي من فضائله | | فـأنـت مـدرع منها iiوملتحف | إذا تـخـفـى لفتح وجه iiقافية | | فعن قوافيك شيلت دوننا السجف | وأما (تلذذ) فقد انكرتها لدى نقلها ثم رأيتها كذلك في بعض المصادر وهي كذلك: (وإذا تلذذ بالعمود ولينه) في (تاريخ بغداد) وفي (مختصر تاريخ دمشق) وهي في الأمالي وفي الحماسة المغربية: وإذا تعرّض للعمود وليّه | | خلت العمود بكفه iiمنديلا | وفي غرر الخصائص: وإذا تلوذ بالعمود iiولونه | | خلت العمود بكفه منديلا | وكل ذلك يدل أن الكلمة موضع أخذ وردن على أن رواية الأمالي هي الأقرب للصحة |