 | تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |
 | كأني في عيونهم السماح كن أول من يقيّم
ومن بديع شعره قوله: تَـراهُم يَنظُرونَ إِلى iiالمَعالي | | كَما نَظَرت إِلى الشيبِ المِلاحُ | يَـحُـدّونَ العُيونَ إِلَيَّ iiشَزراً | | كَـأَنّـي في عُيونِهم iiالسَماحُ | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | هكذا هكذا كن أول من يقيّم
وقال والبيت الثاني مما يتناقله النقاد في سرقات المتنبي: يَـتَـلَـقّى النَدى بِوَجهٍ iiحَيِيّ | | وَصُـدور الـقَنا بِوَجهٍ iiوَقاحِ | هَـكَـذا هَـكَذا تَكونُ iiالمَعالي | | طرقُ المَجدِ غَيرُ طُرقِ المِزاحِ | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | من مدائحه في ابي دلف العجلي كن أول من يقيّم
وَمُـقـسمٍ بَينَ القَواضِبِ iiوَالقَنا | | غَـضَـبَ الـمُلوكِ وَنِيَّةَ iiالعُبّادِ | فَـإِذا أَبـو دُلَـفٍ أَمَـدَّ iiبِذِكرِهِ | | جَـيـشـاً كَـفاهُ مَؤونَةَ iiالإِمدادِ | يا عِصمَةَ العَرَبِ الَّتي لَو لَم تَكُن | | حَـيّـاً إِذاً كـانَـت بِغَيرِ iiعِمادِ | وَكَـأَنَّ رُمحَكَ مُنقَعٌ في iiعُصفُرٍ | | وَكَـأَنَّ سَـيفَكَ سُلَّ مِن فِرصادِ | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | هجاؤه أبا دلف كن أول من يقيّم
أَبـا دُلَـفٍ إن الـفَـقيرَ iiبِعينِهِ | | لَمَن يَرتَجي جَدوى يَدَيكَ وَيَأمَلُه | أَرى لَـكَ بـابـاً مُغلَقاً iiمُتَمَنِّعاً | | إِذا فَـتَحوهُ عَنكَ فَالبُؤسُ iiداخِلُه | وَإِنـك لا تخزى مِنَ اللوم iiللذي | | تشح عَلَى الشيء الذي أنتَ آكِلُه | كَأَنَّكَ طَبل رافِعُ الصَوتِ iiمُعجَبٌ | | خـلاءٌ مِنَ الخَيراتِ قَفرٌ مَداخِلُه | وَأَعـجَبُ شَيءٍ فيكَ تَسليمُ iiأَمرِهِ | | إِلَـيـكَ عَـلى طَنزٍ وَأَنَّكَ iiقابِلُه | وقال أَبا دُلَفٍ يا أَكذَبَ الناسِ iiكُلِّهِم | | سِوايَ فَإِنّي في مَديحِكَ أَكذبُ | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | أبياته السائرة في الوليد بن طريف كن أول من يقيّم
يـا بَـني تَغلِبَ لَقَد iiفَجَعَتكُم |
|
مـن يَـزيـد سُيوفه بِالوَليدِ |
لَو سُيوف سِوى سُيوفِ يَزيد |
|
قارَعَتهُ لاقَت خِلافَ iiالسُعودِ |
وائِـل بَـعضُها يقتلُ iiبَعضا |
|
لا يَـفِلُّ الحَديدَ غَيرُ iiالحَديدِ |
القطعة ذكرها الحصري في زهر الآداب أثناء حديثه عن مقتل الوليد بن طريف الشيباني الذي أفردنا له ملفا خاصا في مجالس الوراق والمراد بيزيد (يزيد بن مزيد الشيباني) والقطعة تروى مرفوعة في بعض المصادر، ومنها (فصل المقال) للبكري و(زهر الأكم) لليوسي قال: الحديد بالحديد يفل: الحديد معروف وكذا الفل. وهذا المثل يضرب في الرجل القوي يلقى قرينه في البسالة والنجدة. وكان الوليد بن طريف الشيباني لمّا خرج على الرشيد اشتدت شوكته فبعث إليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني فقتله. فقال بكر بن النطاح:
وائل بعضها يقتل بعضا |
|
لا يفل الحديد إلاّ iiالحديدُ |
لو تلقى الوليد غير يزيد |
|
لغدا ظاهرا عليه iiالوليدُ |
وانفرد ابن خلكان بذكر بيت لبكر بن النطاح يحرض فيه الرشيد على الفتك بابن طريف، وذلك في ترجمة
يزيد بن مزيد الشيباني قال:
ذكر أرباب التاريخ أن الوليد بن طريف الشيباني لما خرج على هارون
الرشيد ببلاد الجزيرة، وهي فيما بين الفرات وشط الموصل، وذلك في سنة ثمان وسبعين ومائة، وكثر جمعه من الشراة حتى انتشروا في تلك البلاد، ونهض إليهم عامل ديار ربيعة فقتلوه، وصاروا إلى ديار مصر، فحصروا عبد الملك بن صالح بن علي العباسي بالرقة، فاستشار هارون الرشيد يحيى بن خالد البرمكي فيمن يوجهه لحرب الوليد بن طريف، فقال له يحيى بن خالد البرمكي: وجه موسى بن حازم التميمي، فإن فرعون كان اسمه الوليد فغرقه موسى عليه السلام، فوجهه إليه الرشيد في جيش كثيف، فلاقاه الوليد في أصحابه فهزمه الوليد وقتله، فلما بلغ الرشيد ذلك وجه إليه معمر بن عيسى العبدي، فكانت بينهما عدة وقائع بناحية دارا من ديار ربيعة، فلما اتصل ذلك وكثرت جموع الوليد وظهر هذا الظهور العظيم، قال الرشيد: ليس لها إلا الأعرابي يزيد بن مزيد الشيباني، فقال بكر بن النطاح:
لاتبعثن إلى ربيعة غيرها |
|
إن الحديد بغيره لا iiيُفلَح * |
فوجه الرشيد إليه يزيد المذكور في عسكر ضخم وأمره بمناجزته، فقصده يزيد وجعل الوليد يراوغه ويزيد يتبعه، وكان الوليد ذا مكر ودهاء. ثم كانت بينهما حرب صعبة، وبلغ الرشيد مماطلة يزيد بن مزيد له، فوجه إليه خيلاً بعد خيل، ثم بعث إليه من يعنفه، فسار يزيد في طلبه، ثم نزل يصلي الصبح، فلم يستتم صلاته حتى طلع الوليد عليه في عسكره، واصطفت الخيلان وتزاحف الناس؛ فلما شبت الحرب ناداه يزيد: يا وليد، ما حاجتك إلى التستر بالرجال؟ ابرز إلي، قال: نعم والله، فبرز الوليد وبرز إليه يزيد، ووقف العسكران فلم يتحرك منهما أحد، فتطاردا ساعة، وكل واحد منهما لا يقدر على صاحبه، حتى مضت ساعات من النهار، فأمكنت يزيد فيه الفرصة فضرب رجله فسقط، وصاح بخيله فسقطوا عليه واحتزوا رأسه.
___
يُفلًح: أي يشق، ومنه فلاحة الأرض أي شقها.
| *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | حكمة ضائعة كن أول من يقيّم
أَرى الـكَأسَ تهدي لِلَّئيمِ iiمَلامَة | | وَتَـترُكُ أَخلاقَ الكَريمِ كَما iiهِيا | رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ عَقلاً إِذا اِنتَشى | | أَقَـلَّـهُـمُ عَقلاً إِذا كانَ iiصاحِيا | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | ودخلت في ليلين فرعك والدجى كن أول من يقيّم
ومن غزلي السائرة قوله:
بَيضاءُ تَسحَبُ مِن قِيامٍ فَرعَها |
|
وَتَغيبُ فيهِ وَهوَ وَحفٌ iiأَسحَمُ |
فَـكَـأَنَّـها فيهِ نَهارٌ iiساطِعٌ |
|
وَكَـأَنَّـهُ لَـيلٌ عَلَيها iiمُظلِمُ |
_______
أردت بعنوان هذه الفقرة أن البيتين أساس قول شوقي:
ودخلت في ليلين فرعك والدجى |
|
ولـثـمت كالصبح المنور iiفاك |
وأعتقد أن شوقي لم يطلع على بيتي بكر وإنما أخذ بيته من قول ابن المعتز:
فأمسيت في ليلين بالشعر والدجى |
|
وصبحين من كاس ووجه حبيب | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | إذا شئت كن أول من يقيّم
وقال مفتخرا: إِذا شِـئـتُ غَنَّتني بِبَغدادَ iiقَينَة | | وَإِن شِئتُ غَنّاني الحَمامُ المُطَوَّقُ | لِـباسي الحُسامُ أَو إِزارٌ مُعَصفَرٌ | | وَدِرعُ حَـديـدٍ أَو قَميصٌ مُخَلَّقُ | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | فائت الديوان كن أول من يقيّم
وأكبر دليل على ضياع شعر ابن النطاح أن السري الرفاء استشهد في كتابه (المحب والمحبوب) أربع مرات بشعره وثلاث منها لا وجود لها في ديوانه المنشور، وهي قوله: صـادَتْكَ من بقرِ iiالقُصور | | بـيـضٌ نواعِمُ في iiالحريرِ | حـورٌ تَـحـورُ إلى iiرِضا | | كَ بـأعْـيُـنٍ منهنَّ iiحُورِ | وكـأنـمـا iiبِـرُضـابِهن | | ن جَنى الخمورِ على الثُغورِ | يَـصـبـغـنَ تُفّاحَ iiالخدو | | دِ بـمـاءِ رُمَّـانِ iiالصُدورِ | وقوله: بيضاءُ آنسةُ الحديثِ كأَنّها | | قمرٌ توسَّطَ جُنْحَ ليلٍ iiمُبردِ | وقوله: كأسٌ صفَتْ وصفَتْ منها زجاجتُها | | كـأنّـهـا لاشـتباهِ اللونِ iiجَوفاءُ | | *زهير | 4 - مارس - 2009 |
 | من تحقيقات العباسي في (معاهد التنصيص) كن أول من يقيّم وفي (معاهد التنصيص) تعليقا على الشطر: لَهُ هِمَمٌ لاَ مُنْتَهى لِكِبَارِهَا قائله حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، يمدح النبي صلى الله عليه وسلم من قصيدة من الطويل، وتمامه: وهِمَّتُهُ الصُّغْرَى أجلُّ من الدهرِ وذكر بعضهم أنه لبكر بن النطاح في أبي دلف العجلي، ولعل الحامل له على هذا ما حكى أن أبا دلف لحق أكراداً قطعوا الطريق في عمله، وقد أردف فارسٌ منهم رفيقاً له خلفه، فطعنهما جميعاً، فأنفذهما، فتحدث الناس أنه أنفذ بطعنة واحدة فارسين، فلما قدم من وجهه دخل عليه ابن النطاح، فأنشده قوله فيه من الكامل: قالوا وينظمُ فارسين iiبطعنةٍ | | يـومَ اللقَاء ولا يراهُ iiجليلاَ | لا تعجبُوا فلوَ أن طولَ قناتهِ | | مِيلٌ إذَن نظم الفوارسَ iiمِيلاَ | فأمر له أبو دلف بعشرة آلاف درهم، فقال بكر فيه أيضاً من الطويل: لـهُ راحـةٌ لو أن معشارَ iiجودِها | | على البرُّ كان البرُّ أندى من البحر | ولـو أن خلقَ اللهِ فِي جسمِ iiفارسٍ | | وبـارَزَهُ كـان الخليَّ من iiالحُمْرِ | أبـا دُلَـفٍ بـوركْتَ في كل iiبلدةٍ | | كما بوركَتْ في شهرها ليلةُ iiالقدرِ | فلما كانت هذه الأبيات موافقة لذلك البيت في الوزن والقافية، نسب لبكر بن النطاح المذكور، والذي يقول أنه ليس لبكر بن النطاح أنه لم يوجد في أخباره إلا الأبيات الثلاثة المذكورة، وهذا البيت جليل بالنسبة إليها، فلو كان منها لنص عليه بالذكر، ونقل بعضهم أن أعرابياً دخل على أمير فقال يمدحه من الطويل: فـتى تهرْبُ الأموالُ مِن جود iiكفِّهِ | | كما يهرُبُ الشَّيطانُ من ليلة القدرِ | لَـهُ هِـمَـمٌ لا مُـنْتَهى iiلكبارهَا | | وهْـمتُهُ الصغرى أَجلُّ مْن iiالدَّهرِ | لـهُ رَاحـة لو أن معشار iiجودِهَا | | على البرّ كان البرُّ أندى من البحر | فقال له الأمير: احتكم، أو فوض إلي الحكم، فقال الأعرابي: بل أحتكم بكل بيت ألف درهم، فقال الممدوح: لو فوضت إلينا الحكم لكان خيراً لك، فقال: لم يكن في الدنيا ما يسع حكمك، فقال: أنت في كلامك أشعر من شعرك، وأمر مكان كل ألف بأربعة آلاف.
| *زهير | 4 - مارس - 2009 |