البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : حقيقة الجندي المجهول تابع    قيّم
التقييم :
( من قبل 8 أعضاء )
 أحمد  
27 - فبراير - 2009
الاقلة  المجهولون بعد أن عرفهم التاريخ  وسجل  أسمائهم  في كتاب بقلم من ذهب .                سال عنهم أوليائهم وذويهم   الفقراء  وأهلهم الرعاة والفلاحون .وبضجة كبرى هزت أرجاء المعمور كله.ولازال سجلهم لم يطو بعد بل ظل حافلا باستنكارات كثيرة من طرف أهاليهم. وأمسى في طي التناسي والنسيان بالإصرار على التكتم  والإنكار.
وانه الشرف العظيم والاعتزاز الكبير بالفخر أن يكون هذا البطل منا من امتنا جادت به بطن فلاحة  بأحد البوادي العربية المسلمة وأضحى رمزا للعمل والتضحيات والمثل العليا يضرب به الأمثال و يقتدى به.
فأفضل الناس قطعان يسير بها            صوت الرعاة ومن لم يمش يندثر
أعطني    الناي     وغن                 وانس    ما    قلت    وقلتا
إنما    النطق    هباء                     فافدني     ما     فعلتا
ترى هل يكون الجندي جنديا مجهولا وهو يدافع عن وطنه و أمته و قوميته ? بالطبع لا. وألف لا. وهل يكون كذلك وهو مرغم بالإكراه ...للدود عن أوطان أخرى مختلفة تماما عن مقوماته  ? ولم وضع رمز ذلك الوطن- العلم- على نعش الجندي المجهول مادام مجهولا و غير معروف عندهم  ?ومن أعطيت له الجنسية لا يعد مجهولا.
طلع فجر الصباح بنوره الوضاح على الأزقة والدروب الضيقة للحارة ولاح بعد رحيل الرجل الغريب والذي حمل معه آلاما وأحزانا وهموما أخرى أضافها إلى قاموس أحزانه.فتحت أبواب المنازل العتيقة وخرج منها بعض الشغيلين مسرعين في مشيتهم لم يلحظوا التغيير أو أن الوقت داهمهم وهم غير مبالين وكعادتهم وحتى للهواء المنعش الذي يطرق أنفاسهم وقد عم الأجواء كلها.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
حقيقة الجندي المجهول    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
حقيقة الجندي المجهول
لا تقتصر كلمة جندي  على حامل السلاح. فكل من تجند للمصلحة العامة والوطن بصدق وأمانة وإخلاص ومسؤولية. وتطوع للإصلاح ومد العون والمساعدة من تلقاء نفسه, برغبة حسنة أكيدة وشعور  طيب, وقلب سليم اتجاه الآخرين  .هو جندي بالتأكيد
والجندي المجهول هو ذاك الإنسان البسيط الطبع الغريب الأطوار الذي يفعل الخير ويسدل المعروف بلا أنانية ولا غرور دون أن يظهر للعيان أو يدلي بنفسه أنه فاعله. كل له طريقته الخاصة , يؤدي بها رسالته لإيصالها للطرف الآخر بالأمانة الملقاة على عاتقه *كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته * باستثناء أن هناك  أناس يحبون ويريدون أن يحمدوا بما لم يفعلوا...
ينبغي علينا أن نشعر ونقر ونعترف أيضا بألا مبالاة وعدم الاكتراث بالمسؤوليات  وسوء آثارها في حياتنا. وأن نفهم جيدا أن جمال التعاون والعمل والمساهمات والتطوع لأجل الخير والصالح العام هو سر القوة بل القوة بعينها للفرد والجماعة.
فالرسام والموسيقي والصحفي والشاعر والأديب والمعلم ورجل الأمن... الخ. هم جنود ساهموا بتضحيات جسيمة وعطاءات كثيرة كان لها الفضل الأكبر في إيصال شعلة العلم والثقافة والأمن والانعتاق والحرية ,والتي لها تأثير كبير وقدرة شاملة في رسم الحياة الإنسانية.إن تربية الفرد وإعداده لأقصى حد ممكن تنمي قدراته العطائية بالمبادرة الذاتية والاعتماد على النفس لإخراجه من قوقعته وأفكاره الدفينة الماضي. ينتظر غيره لينتشله من براثن القهر
أو ربما تجود عليه السماء بمعجزة تحقق أحلامه ومتمنياته .
فرب كلمة طيبة وموعظة تخرج من فم رجل مسكين. يكون لها الفضل والأثر البليغ على تحريك العقول الجامدة وتوعيتها وإلهاب حماسها وتربيتها ودفعها إلى العمل إلى الإصلاح والتعاضد. للتعاون والتعايش أيضا.  ما يفوق كثيرا اثر السلاح الذي يحمله الجندي المقاتل في ميدان الحرب. أفضل بكثير من رجل بخيل جمع مالا وعدده ولم ينفع به غيره ويرجوا المزيد مادا ذراعيه إلى السماء ليجد عند القدر الحسنى
ترى هل سمعت في يوم ما بالجندي المجهول وعرفته حق المعرفة ؟  انه اليوم يائس بائس مسكين, بات من خبر كان, وأضحى في طي النسيان؛ بعد أن وهن العظم منه وأصبح عاجزاً عن العمل والعطاء.قست عليه الظروف وأجبرته الأيام أن ينطو على نفسه وينزوي في مكان بعيد عن الناس, دون أن يسأل عنه احد أو يعرفه أحد؛ بلا شكر ولا امتنان و تكريم لشخصه النبيل *ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
أحمد
1 - مارس - 2009
أكمل    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
قديما كنت أقطن بأحد الحارة وسط أحياء شعبية أناسها غير مكترثين ولا مبالون.لا يولون للنظافة والبيئة قيمة و للقيم مسؤولية.  بل انك لا تستطيع أن تمر من احد أزقة حارتنا إلا وأنفاسك تختنق ويكاد  صدرك يتمزق ويأخذك السعال الشديد  وربما القيء وأنت تمر بسرعة وهرولة واضعا طرف كمك أو يدك على أنفك من فرط الم الروائح النتنة الكريهة   المنبعثة من الأزبال والقاذورات والقمامة المتراكمة هنا وهناك .دون تحمل أي فرد أو جهة وجماعة بمسؤولياتها .ففي ليلة من ليالي الشتاء الباردة والناس نيام.قام احد الرجال متسترا في جنح الظلام الدامس لرغبة وغاية ما في نفسه بتنظيف المكان من القمامة بطريقته الخاصة دون ان يشعر به احد أو رآه احد. لان الأبواب والنوافذ كانت محكمة الإغلاق كالعادة في فصل الشتاء ولا يجرؤ احد أي كان أن يفتح نافذته ويطل من خلالها خوفا أن تمسه نزلة من البرد                               لاأعرف من هو, ولا من أين أتى, ولو عرفت وعلى الأقل لأثنيت عليه وشكرته وقبلت يديه. انتهى الرجل الغريب من عمله الشاق المضني قبل صياح الديك , وأنفاسه تتوالى تكاد تتقطع وقد أخذ منه العياء والتعب كل مأخذ؛ العرق البارد يتصبب من جبينه وهو يمشي  مطأطأ الرأس متثاقلا في مشيته  بين الأشجار المتراصة على جنبات  طول الطريق. والتي كانت تتمايل يمنة ويسرة من شدة هبوب الريح.  إلى أن ابتلعته الأرض و توارى عن الأنظار ولم أعد أراه.
كنت أراقبه من بعيد وأتتبعه بأحاسيسي الجياشة الفياضة  بكل معاني الرحمة والحنو والعطف. والاعتراف بالجميل اتجاه الرجل الشهم النبيل الذي قل نظيره في زمننا الحاضر. انه الجندي المجهول ...
إن الجندي المجهول ليس هو ذلك القبر الذي يزار ولا النصب التذكاري الذي توضع عليه أكاليل الزهور وتعزف بجنبه سنفونيات النصر ولا حتى تلك الأقصوصة أو الحدوتة لذلك الجندي الذي حمل السلاح في ساحة شرفهم واستمات وقتل واقبر وزعموا بادعاءاتهم انه مجهولا واستنكروا هويته وقوميته  وهم يعلمون.  عرفوه ويعرفونه حق المعرفة انه العربي المسلم البطل الشجاع الذي أخذوه قهرا إلى هناك ودفع به إلى الصف الأول كدرع واق.في الجبهة الأولى  من القتال.لصد النيران الملتهبة والموت عنهم.وتغنوا كثيرا بهذا الانتصار الباهر وجحدوا فضله على الآخرين .وسموهم بالغرباء الاقلة  المجهولون بعد أن عرفهم التاريخ  وسجل  أسمائهم  في كتاب بقلم من ذهب .                سال عنهم أوليائهم وذويهم   الفقراء  وأهلهم الرعاة والفلاحون .وبضجة كبرى هزت أرجاء المعمور كله.ولازال سجلهم لم يطو بعد بل ظل حافلا باستنكارات كثيرة من طرف أهاليهم. وأمسى في طي التناسي والنسيان بالإصرار على التكتم  والإنكار.
أحمد
1 - مارس - 2009
تتمة البحث    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
تبا لكم من أطفال. غضب الشيخ غضبا شديدا والكل لزم الصمت مطأطئي الرؤوس بخجل وحياء من الشيخ الوقور الذي يحترمه الجميع والذي لم يبق لهم من تراث الماضي  والتاريخ إلا هو. ازداد حجم الجماعة وانضم إليها كل أهل الحارة جميعا ملتفين حول الشيخ الوقور وهو يلوح بعصاه إلى أعلى ولا يكاد يرفعها قائلا  :لم تسالون وتلحون في سؤالكم عمن قام بتنظيف الحارة ؟ ألا تفهمون بأنها رسالة موجهة إليكم. الهدف والغاية هو ماذا ستفعلون انتم غدا أو بعده  ؟هل ستنتظرون من يقوم لكم   بعملكم ويقدم لكم المساعدات ؟الم يان الوقت لتتحدوا وتعتمدوا على أنفسك انظروا إلى أنفسكم والى ما آل إليه حالكم لقد قضيت معكم عمرا يا أبنائي ومع آبائكم وأجدادكم وما رأيت قط قوما أمثالكم .هيا تصافحوا تسامحوا تعاشروا  تراحموا تجاوروا .اعملوا صالحا. اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.تأثر الجميع وبكوا وسالت الدموع وانسكبت على وجناتهم وارتموا في أحضان  بعضهم البعض متسامحين. واصفح الصفح الجميل وادفع بالتي هي أحسن . تشاوروا في أموركم . إن الجد في الجد والحرمان في الكسل. كانت كلمات الشيخ الكبير دروسا وإرشادات ونصائح هزت أركان مشاعرهم اجتذبها من أعماقهم غيرت كل مكوناتهم إلى ما هو أفضل وأحسن. وعاش أصحاب القرية في وئام وسلام متآخين متضامنين متعاونين والفرحة تغمر قلوبهم. ودارت الأيام هز القرية خبر مفجع مؤلم رحيل الشيخ عبد السلام المعلم الوقور المحبوب إلى الرفيق الأعلى. كانت الصدمة كبيرة والفاجعة اكبر يتلقاها أهل القرية. أعلنوا الحداد وبكوا كثيرا وهيئوا لفقيدهم اكبر موكب جنائزي عرفته المنطقة. وجاء الناس من كل حدب وصوب وسار وراء الموكب جمع غفير من الناس غصت بهم المنطقة يرجون رضا الله ورضوانه. 
هناك على الربوة وبالقرب من أشجار الزيتون المطلة على الطريق التي يمر منها الموكب الحزين يقف الرجل الغريب وقفة صمت وسكون. وتأمل انه الجندي المجهول وعلامات البشر تظهر على محياه وعلا وجهه الوضاح ابتسامة عريضة وهو يقول : لبيك اللهم لبيك لبيك لا  شريك لك لبيك...عشت كريما ومت كريما إلى الجنة يا معلمنا الحبيب اتبعنا الله بك مسلمين آمين) فرب كلمة طيبة وموعظة تخرج من فم رجل مسكين ... (نم قرير العين يا عبد ا لسلام فوطن العروبة سيبقى علمه خفاقا مرفرفا في الآفاق يشدوا بتقاسيم سنفونيات النصر للبطل العربي المسلم القوي الإيمان الجندي المجهول.  انتهى   
 
 
                                               بقلم :
 
 
                    ارجوا من القراء الأعزاء أن يدلوا بآرائهم
                                 ولكم جزيل الشكر
 
 
 
الجندي المجهول عربي الأصل شريف النفس  تتجلى صفاته في العروة الوثقى ومكارم الأخلاق.وهذه الصفات لا يتصف بها إلا العربي فقط
 
أحمد
1 - مارس - 2009
«الخاسرون»    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
فيلم «الخاسرون» يعيد إلى الواجهة مأساة المقاتلين المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية
ربحوا المعارك وخسروا حياتهم ويتلقون 6 يوروات شهريا.. والاشتراكيون الإسبان يعتبرونهم أعداءهم
مقاتلون مغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية
الرباط: «الشرق الأوسط»
عادت قضية المقاتلين المغاربة الذين حاربوا في الحرب الأهلية الإسبانية إلى الواجهة مجددا بعد ظهور شريط وثائقي يؤرخ لمأساة من سماهم «أكبر الخاسرين» في تلك الحرب.
وعلى الرغم من مرور أزيد من 70 عاما على تلك الحرب الشرسة التي مزقت إسبانيا وذهبت بأرواح عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين، إلا أنها عادة ما تسلط عليها الأضواء بين الفينة والأخرى عندما تظهر معطيات جديدة يبدو أن المؤرخين أهملوها إما عن قصد أو بسبب رغبة في إخفاء فظاعاتها لمصالح سياسية أو إيديولوجية معينة.
واستطاع المخرج الإسباني من أصل مغربي، إدريس ديباك، المقيم في مدينة مليلية، التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، إعادة هذه القضية إلى دائرة الجدل بعد أن أنتج فيلم «الخاسرون»، الذي يؤرخ لمآسي ومعاناة أزيد من 150 ألف مقاتل مغربي، أغلبهم من شمال البلاد، استعملوا كحطب وقود خلال الحرب الأهلية الإسبانية بين أنصار الجمهورية اليسارية، وبين من يسمون الوطنيين، الذين كان يتزعمهم كبار قادة الجيش، وعلى رأسهم الجنرال فرانسيسكو فرانكو.
وقال ديباك، إن فيلمه «الخاسرون»، لا يهدف إلى إثارة الجدل من جديد حول هذه الحرب، كما لا يهدف إلى أي ربح مادي، بل يريد فقط أن يعيد هذه القضية إلى الأضواء وتبيان أحزان ومآسي عشرات الآلاف من المقاتلين المغاربة الذين سيقوا إلى هذه الحرب قسرا في وقت كانت منطقة شمال المغرب تخضع للحماية الإسبانية.
وكانت الحرب الأهلية الإسبانية قد نشبت سنة 1936 عندما تمرد مجموعة من العسكريين الإسبان، وبينهم ضباط كبار وجنرالات، على الجمهورية الاشتراكية الإسبانية التي فازت بالانتخابات واضطر بعدها الملك ألفونسو إلى مغادرة البلاد واختيار بريطانيا منفى له.
وفي الوقت الذي كان وقتها مراقبون دوليون يقولون إن أنصار الجمهورية سيقمعون التمرد بسهولة، إلا أن العسكر المتمردين استطاعوا تجنيد حوالي 150 ألف مقاتل مغربي، أغلبهم من شمال المغرب، وخصوصا من مناطق جبالة والريف، والذين تمرسوا في القتال ضد الإسبان في معارك سابقة مثل معركة أنوال سنة 1921، والتي تكبد فيها الجيش الإسباني في شمال المغرب خسائر فادحة.
ويقول ديباك إن فيلمه «الخاسرون» سيركز لأول مرة على تجنيد آلاف الأطفال المغاربة في هذه الحرب، خصوصا وأنه تم وضعهم في الجبهات الأكثر اشتعالا. وقال ديباك، خلال تقديم في فيلمه أخيرا في العاصمة الإسبانية مدريد: «هؤلاء الأطفال المغاربة قاتلوا مثل رامبو، وفي النهاية تم التخلي عنهم كما لو أنهم مهملات». واعتبر أن الحيف الذي تعرض له المقاتلون المغاربة يعود بالأساس إلى كونهم مسلمين، وأنهم لو كانوا من ديانة أخرى لتم التعامل معهم بشكل مختلف تماما، مشيرا إلى الذين حاربوا في الحرب الأهلية من جنسيات وديانات أخرى، والذين تم تعويضهم ماديا ومنحوا الجنسية الإسبانية.
وتطالب حاليا أصوات مقربة من اليمين الإسباني، بإعادة الاعتبار لهؤلاء المقاتلين الذين كان لهم الفضل الأكبر في وصول الجنرال فرانكو إلى الحكم، والذي حكم البلاد بعد ذلك حوالي 40 عاما، أي من 1939 حتى موته سنة 1975.
وفي مدينة مليلية، قال خوان خوسي إمبرودا، النائب في البرلمان الإسباني عن الحزب الشعبي، إنه سيتم تقديم ملتمس إلى الحكومة الاشتراكية الإسبانية من أجل مراجعة طبيعة التعويضات التي يتم حاليا منحها إلى هؤلاء المقاتلين القدامى.
واعتبر إمبرودا أن التعويضات التي يتم منحها حاليا لهؤلاء تعبر عن «وضعية ظلم تاريخي»، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المقاتلين ظلوا على مدى عقود من الزمن يتلقون تعويضا لا يزيد على 6 يوروات كل شهر، وهو مبلغ لا يكفي في المغرب لشراء كيس دقيق.
غير أن مطالب رفع تعويضات هؤلاء المقاتلين تصبح عبثية لأن بضعة عشرات منهم فقط هم الذين يوجدون حاليا على قيد الحياة، بينما مات عشرات الآلاف منهم خلال العقود الماضية في جو من النسيان والشعور بالغبن.
وأغلب المقاتلين الأحياء حاليا تجاوزوا الثمانين من العمر، وهو ما يعني أنهم شاركوا في تلك الحرب عندما كانوا أطفالا، وهو ما يؤكد النظرية التي تقول إن الآلاف من الأطفال المغاربة تم تجنيدهم في تلك الحرب خارج كل الأعراف والقوانين الدولية.
وتوجد مفارقة أخرى في وضعية هؤلاء المقاتلين، وهو أنهم تعرضوا للتهميش من طرف اليمينيين والاشتراكيين على السواء. وعلى الرغم من أن وصول اليمين الإسباني إلى القوة التي هو عليها اليوم تم بفضلهم، إلا أن قادة اليمين الإسباني تحولوا مع مرور الوقت إلى عنصريين ومعادين للمهاجرين، بينما الاشتراكيون يعتبرون هؤلاء المقاتلين أعداءهم لأنهم حاربوا إلى جانب اليمينيين.
وكان الكثير من أبناء وحفدة هؤلاء المقاتلين، اشتكوا باستمرار من المعاملات المهينة وغير اللائقة التي يعاملون بها في المصالح الدبلوماسية والقنصلية الإسبانية في المغرب، حين يحاولون الحصول على تأشيرة من أجل الهجرة إلى إسبانيا، سواء من أجل العمل، أو من أجل السياحة.
يضاف إلى ذلك أن رئيس الحكومة الإسبانية الحالي، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، يعتبر من الضحايا غير المباشرين لهذه الحرب، حيث قتل جده فيها، وهو ما يجعله غير متعاطف بالمرة مع المقاتلين المغاربة.
إن الحرب الأهلية الإسبانية، بقدر ما كانت انتصارا واضحا لليمين الإسباني والمقاتلين معهم، إلا أنها تحولت إلى لعنة حقيقية على المقاتلين المغاربة الذين أصبحوا أعداء للجميع، لليساريين الذين قاتلوا ضدهم، ولليمينيين الذين نبذوهم كأنهم أوراق «كلينكس» تستعمل وترمى للمرة الواحدة، وهي المرة الوحيدة في تاريخ الحروب التي يتحول فيها المنتصرون في الجبهة الى خاسرين أساسيين.
*الشرق الأوسط .. 18 يونيو 2008 العدد 10795
*abdelhafid
2 - مارس - 2009
أستاذي الفاضل: أحمد بوتزاط    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذي الفاضل: أحمد بوتزاط

رائعة تلك الكلمات التي كتبتها يمناك
أقدم لك تحية بقدر عطاءك
واسأل الله أن يبارك لك بعلمك وعملك. صديقك القديم* عمر أشهب*
عمر
7 - مارس - 2009