البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : هل كان شاعر الرسول جباناً ؟!    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 محمد 
7 - فبراير - 2009
 
هل كان شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم جباناً ؟


في كتب الأدب والنصوص يصفون شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه بصفتين بارزتين ، وهما :

1 ـ نبوغه في الشعر

2 ـ مع ذلك كان جباناً .

فهل كان شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم جباناً ؟؟
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الجبن لم يكن من عادة حسان بل كان شجاعاً    كن أول من يقيّم
 
هذه الفرية عن شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه ، تدرس في كتب الأدب والشعر ، وقد روج لها الرافضة وزادوا على ذلك قصصاً مفتراة مثلما افتروا على سائر الصحابة ، وقد ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت في الطواف ومعها امرأتان فذكرتا حسان بن ثابت وسبَّتاه فقالت عائشة رضي الله عنها : إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بذبه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه ، أليس هو القائل :

فإن أبي ووالده وعرضي * * * لعرض محمد منكم وقاء ؟

وبرأته مع أنه وقع في حديث الإفك.

وهناك قصة متداولة ورواها الطبراني وهي :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع النساء والذرية في حصن فارع يوم أحد ، فجاء يهودي وأخذ يطل على الحصن ، فطلبت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها من حسان أن يقوم فيقتله ، فجبن و اعتذر ، فقامت صفية إلى اليهودي وقتلته ، ثم طلبت من حسان أن يرمي برأسه إلى اليهود أسفل الحصن ، فجبن و اعتذر أيضاً ، فرمت برأس اليهودي إلى أصحابه ، فتفرقوا لأنهم ظنوا أن بالحصن رجالاً محاربين . اهـ
انظر : مجمع الزوائد (6/114 ) و في سنده جعفر بن الزبير وهو متروك كذاب وضاع يروي المناكير .اهـ انظر : ميزان الاعتدال (1/406 ) .

و رواه أبو يعلى في مسنده (1/84) و نقله عنه الهيثمي في المجمع (6/134) و ضعف إسناده ، و صحح الزرقاني في المواهب (2/11) إسناده على الرغم من أن فيه جعفر بن الزبير .

و رواه البزار في الكشف (2/223 – 234 ) و ضعف الهيثمي إسناده .

و ذكره البلاذري في أنساب الأشراف (1/324) و اليعقوبي في تاريخه (2/4 ، غير أن ابن إسحاق ذكر القصة أنها كانت يوم الخندق ، سيرة ابن هشام (3/317 – 319 ) بإسناد منقطع .

لقد كان حسان من أصحاب الأعذار ، فقد ذكر الكلبي كما نقله عنه ابن عساكر في تاريخه (4/140) :
أن الجبن لم يكن من عادة حسان ، بل كان شجاعاً لسناً ، فأصابته علة منعته من شهود القتال .

و أوضح الواقدي كما نقله عنه الأصفهاني في أغانيه (4/16) :
هذه العلة ، و هي أن أكحله – و هو عرق في اليد – كان قد قطع ، فلم يكن يستطيع الضرب بيده .

و هذا يفسر لنا الروايات التي وردت في تخلفه عن القتال ، ولم تأت قصة حسان مع صفية رضي الله عنها بطريق صحيح يحتج بها .

و مما يجعلنا نقبل رواية الواقدي والكلبي – على ما بهما من علل – أننا نعلم أن حساناً كان يهاجي الشعراء في الجاهلية والإسلام ، و لم يرمه أحد منهم بجبن ، و لو كان مثل حديث الطبراني صحيحاً لكان مما يذكر في الشعر و يذم به كما ذم هو غير واحد و هجاه بالفرار من القتال والجبن .


إضافة إلى أن عدم شهود حسان رضي الله عنه القتال كان لكبر سنه كما ذكر محققاً سيرة ابن هشام . انظر : كلامهما وكلام الخشني عند ابن هشام (3/318 ) . وانظر أيضاً : كلام السهيلي في روضه (3/281 ) .

وزاد ابن عبد البر على ما قيل في تفسير تخلف حسان عن المواقع كما في الدرر ( ص 186 ) فقال : .. وَ لَهُجِيَ بذلك ابنه عبد الرحمن ، فإنه كان كثيراً ما يهاجي الشعراء العرب ).

وخلاصة القول :

حسان بن ثابت رضي الله عنه كان شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكان يهزم الشعراء وينتصر للرسول وللإسلام، وكان مع قوة شعره شجاعاً ، ولو كان جباناً لهجاه الشعراء ووصفوه بالجبن وانتصروا عليه ، ولم يحدث أن شاعراً هجاه واتهمه بالجبن.

وكان رضي الله عنه يفتخر بشجاعته ، ويتوعد المشركين بأنه سيكون درعاً واقياً للرسول صلى الله عليه وسلم فيقول:

فإن أبي ووالده وعرضي * * * لعرض محمد منكم وقاء

فلو كان حسان رضي الله عنه غير هذا لعد كلامه من الكذب ، وحاشاه أن يكذب وهو خريج مدرسة النبوة.

أما قصته مع السيدة صفية فمكذوبة لمخالفتها الواقع ، ولعدم صحة سندها لوجود من هو متروك كذاب وضاع يروي المناكير.

وهناك روايات تذكر أن حسان بن ثابت رضي الله عنه قد انقطع كاحله فلم يعد يستطيع حمل السيف بيده مع كبره في السن ، وهذا يجعله من أصحاب الأعذار ، ولو صحت قصته مع صفية (مع كشف بطلان سندها) ، فيكون عدم مشاركته الغزوة بسبب إصابته وكبر سنه رضي الله عنه وأرضاه.
*محمد
7 - فبراير - 2009
حسان ابن ثابت شاعر فارس    كن أول من يقيّم
 
 
 أقدم لك يا د. كتور محمد كل تحياتي على هذه المعلومة القيمة ..
 
من المعروف  والمسلم به أن الشاعر في العصر الجاهلي  يجب أن يكون فارسا ، فكان يتغنى ببطولاته وبطولات قبيلته ، والمكانه التي يتبوءها بين قومه تجعل منه فارسا ، ولا ننسى إن حسانا من بني النجار من أهل أم الرسول  ــ صلى الله عليه وسلم ــ كما أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربطه باسمه وسماه شاعر الرسول وهل يعقل أن يكون جبانا ، ولو كان كما يقال لما أسلم وتحدى قريش واتباعهم .. وهذه نبذة عن حياته:

     هو أبو الوليد حسان بن ثابت الأنصــاري شـــاعر رســـول الله وأشعر شعراء المخضرمين وهو من بني النجار من أهل المدينـة ، نشأ في الجاهلية ونبه شأنه فيها ، ولما هاجر النبي (صلى الله عليـه وسلم ) إلى المدينة وأسلم الأنصار أسلم معهم ودافع عنه بلسانه كما دافع عنه قومه الأنصار بسيوفهم .
    وعاش حسان بعد رســـول الله محببا إلى خلفائــه مرضـــيا عنه وعمّر قريبا من 120 وبقي أكثر حياته ممتعا بحواسه وعقله . حتى وهـن جسمه في أواخر عمـــره وكفّ بصــره ، ومات في خلافــــة معاوية سنة 54هـ .
شعره :

        كان حسان شاعر أهل المدر في الجاهلية وشاعر اليمانية في الإسلام ، ولم يكن في أصحاب رسول الله ولا في أعدائه عند دعوته إلى الله أشعر منه ؛ ولذلك رمى مشركي قريش من لسانه بالداهية التي لم يكن لهم قبل بها فأوجعهم وأخرسهم من غير فحش ولا هجر ، ولما أذن له النبي في هجائهم قال له كيف تهجوهم وأنا منهم . قال : أسلّك منهم كما تسل الشعرة من العجين . وكان في شعر حسان زمن الجاهلية شدة وغرابة لفظ ، فلما أسلم وسمع القرآن ووعاه وكثر ارتجاله الشعر لان شعره وسهل أسلوبه .

ومن مدحه للرسول في قصيدة يقول فيها :

نبي أتانا بعـد يأس ،وفتـرة من الرسل ، والأوثان في الأرض تعبد

فأمســى ســراجا مستنيــرا وهاديا يلـوح كمـا لاح الصقيـل المهنـد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المرجع) الأدب وتطوره ، صادر عن جامعة عين شمس
*ابو هشام
8 - فبراير - 2009
لا يقوى قلبه على الحرب بسبب علة ألمّتْ به : فذكروا له تلك اللفظة .    كن أول من يقيّم
 
" كان النبي ،صلى الله عليه وسلم، يثني على شعر حسان ، وكان يحثّه على ذلك ويدعو له بمثل: " اللهم أيده بروح القدس" عَطَفَ عليه ، وقرّبهُ منه ، وقسَم له من الغنائم والعطايا . إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشاً بالكفر وعبادة الأوثان ، إنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزموا فيها ويعيّرهم بالمثالب والأنساب . ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغاً . كان حسان بن ثابت لا يقوى قلبه على الحرب ، فاكتفى بالشعر ، ولم ينصر محمداً بسيفه ، ولم يشهد معركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غزوة ( من محاضرات أستاذنا المرحوم د/ محمد صبري الأشتر ، سنة1968 بكلية اللغات من جامعة حلب ).
 
 العلّة
" كان حسّان بن ثابت شجاعاً لَسِناً ، فأصابته علّةٌ أحدثتْ به الجبن ، فكان بعد ذلك لا يقدِر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده ، لذلك لم يشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهداً ، ولم يعبه على ذلك لعلّته.( الدكتور: شكري فيصل ، رحمه الله).
 
* تعليقي ( يحيى مصري): أشد من الواضح توضيح الواضح.
* لي طلب من د/ محمد : ذِكر مصدر أو مرجع شيعي ، مع الصفحة؛لأن المثال أفصح من المقال ، والتوثيق مهم ومطلوب. 
 
 
*د يحيى
8 - فبراير - 2009
الحادثة كما وعته كتب التاريخ:    كن أول من يقيّم
 

     لقد كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عزم على غزوة من الغزوات أن يضع النساء والذراري في الحصون خشية أن يغدر بالمدينة غادر في غيبة حماتها.
     فلما كان يوم الخندق جعل نساءه وعمّته وطائفة من نساء المسلمين في حصـــن لحســـان بـن ثابت ورثه عن آبائه، وكان من أمنـع حصــون المدينة مناعة وأبعدها منالا.
     وبينما كان المسلمون يرابطون على حوافّ الخندق في مواجهة قريش وأحلافها، وقد شغلوا عن النساء والذراري بمنازلة العدوّ.
      أبصرت صفيّة بنت عبد المطلب شبحاً يتحرك في عتمة الفجر، فأرهفت له السمع، وأحدّت إليه البصر، فإذا هو يهودي أقبل على الحصن، وجعل يطيف به متجسساً أخباره على من فيه فأدركت أنه عين(جاسوس) لبني قومه جاء ليعلم أفي الحصن رجال يدافعون عمّن فيه أم إنه لا يضم بين جدرانه غير النساء والأطفال.
       فقالت في نفسها: إن يهود بني قريظة قد نقضوا ما بينهم وبين رسول الله من عهد وظاهروا قريشـاً وأحلافها على المســلمين. وليس بيننا وبينهم أحد من المسلمين يدافع عنا، ورســول الله ومن معــه مرابطــون في نحور العدو.
فإن استطاع عدو الله أن ينقل إلى قومه حقيقة أمرنا سبى اليهود النساء، واسترقوا الذراري، وكانت الطامة على المسلمين.
    عند ذلك بادرت إلى خمـارها فلفته على رأسـها، وعمــدت إلى ثيـــابها فشدّتها على وسطها، وأخذت عمودا على عاتقها، ونزلت إلى باب الحصن فشقته في أناة وحذق، وجعلـت ترقــب من خلاله عدو الله في يقظة وحـذر، حتى إذا أيقنـت أنه غدا في موقـف يمكنـها منــه حمـلت عليـه حملة حـازمة صارمة، وضربته بالعمود على رأسه فطرحته أرضاً... ثم عزّزت الضربة الأولى بثانية وثالثة حتى أجهزت عليه، وأخمدت أنفاسه بين جنبيه.
     ثم بادرت إليه فاحتـزّت رأسـه بســكين كانت معها، وقـذفـت بالرأس من أعلى الحصـن، فطفق يتدحـرج على سـفوحه حتى استقـر بيــن أيدي اليهــود الذين كانوا يتربصون في أسفله.
    فلما رأى اليهود رأس صاحبهم، قال بعضهم لبعض: قد علمنا إن محمداً لم يكن ليترك النساء والأطفال من غير حماة... ثم عادوا أدراجهم..."

     لكن بعض المصادر تضيف على القصة ذاكرة أن صفية أول الأمر استدعت حسان بن ثابت ليقتل اليهودي لكنه رفض قائلا لها: يغفر الله لك لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا... وبعد أن قتلته وعادت للحصن قالت لحسان: انزل فاسلبه فلم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل، فقال حسان: ما لي بسلبه حاجة يا ابنة المطلب...
      لو تأملنا الحادثة جيدا ، قيل بعض المصادر ولم يذكر المصدر،ولو اعتبرناالحادثة صحيحة جدلا  ، جاءت كلمة (رفض ) وليس جبن لأن الجبن فيه الذل فكان قد سكت ولم يتكلّم  وإنما يرده لا يوحي بالجبن ، وقال لها عرفت ما أنا بصاحب هذا، أي إنها تعرف أن به عجز يمنعه من القيام بهذا العمل،وليس إقرارا منه بالجبن .. ، فالنفس البشرية تأبه ذلك..لكنها ، فكيف بنفسية حسان الذي يؤمن بالقضاء والقدر الذي يبعد عن المسلم صفة الجبن ، لكنها تعرف كبرسنه و علّة به، كما أن أي إنسان يسلب ميتا يكون جبانا ،لأن لا شيء يخيفه.. لكن نفسية حسان الزاهد عفت عن ذلك ،كما إنه غني لا يحتاج للسلب ، علما بأن الحصن الذي دارت به الحادثة ، هو حصن حسان بن ثابت ورثه عن أبيه.. وإن حسان قد عمّر ما يقارب 120سنه ومات في حكم معاوية سنة 54 هـ وهذه الحادثة صارت بعد الهجرة فإذا كان عمره وقت الهجرة حوالي 76 سنة فكم يكون عمره وقت الحادثة ؟!!! ربما يزيد عن الثمانين وبما به من علة ،لهذا السبب مكث في الحصن مع النساء والأطفال ، ولوكان حسان وقتئذ شبابا لكان مع المقاتلين..وهو القائل:
ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا      ولكن على أقدامنا تقطر الدما
 
*ابو هشام
8 - فبراير - 2009
يا يحيى : تعطي الكلمة من الدلالات مايتاح لها من استعمالات ! يايحيى: اللسان العربي كون رحب......    كن أول من يقيّم
 
" الجَبانُ من الرِّجالِ: الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً كان أَو نهاراً.....
وهو ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع،وقد جَبَنَ يَجْبُن وجَبُنَ جُبْناً وجُبُناً وجَبانةً وأَجْبَنَه: وجده جَباناً أَوْ حَسِبَه إيّاه".
 
( معجم لسان العرب).وفيه :
 
"والخَوْفُ: القِتالُ، وبه فسّر اللحياني قوله تعالى: "ولنبلونَّكم بشيء من الخَوْفِ والجوع"، وبذلك فسّر قوله أَيضاً:" وإذا جاءَهم أَمْرٌ من الأَمْنِ أَو الخَوْفِ أَذاعُوا به". والخوفُ: العِلْم، وبه فسر اللحياني قوله تعالى: "فمَن خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إثْماً"
" وإِنِ امرأَة خافَتْ من بَعْلها نُشُوزاً أَو إِعراضاً...".
 
وفيه أيضاً :
 
"....وفي حديث ابن الزبير: بعض الذُّلِّ أَبْقَى للأَهل والمال؛ معناه أَن الرجل إذا أَصابته خُطَّة ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ فصبَر عليها كان أَبْقَى له ولأَهله وماله، فإِذا لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعز غَرَّر بنفسه وأَهله وماله،...والذُّلُّ والذِّلُّ: ضد الصعوبة"
*د يحيى
8 - فبراير - 2009
أضواء    كن أول من يقيّم
 
" أكثر الذين أرخوا لحسان وصفوه بالجبن اعتماداً على خبر إسلامي تناقلوه وحمّلوه فوق مافيه ذلك بأن حسان يوم الخندق لم يشترك في الحرب، وآوى إلى حصنه ( فارع ) مع الأطفال والنساء ومن اللواتي كن في الحصن صفية بنت عبد المطلب ، قالت صفية : وكان حسان بن ثابت معنا فيه مع النساء والصبيان فمر بنا رجل من يهود ( فجعل يطوف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت مابينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ورسول الله والمسلمون في نحور عدوهم لايستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم ، وإن أتانا آت فقلت : ياحسان إن هذا من يهود وقد شغل عنا رسول الله وأصحابه فانزل إليه فاقتله قال: يغفر الله لك ياابنة عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت : فلما قال لي هذا ولم أر عنده شيئاً احتجزت ثم أخذت عموداً ثم نزلت إليه من الحصن فضربته حتى قتلته، فلما فرغت منه رجَعت إلى الحصن فقلت : ياحسان انزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل قال : مالي بسلبه من حاجة يابنت عبد المطلب ).

في الواقع نحن لانستطيع أن ننسب لحسان البطولة والشجاعة والفروسية لأن الأخبار متواترة بتخلفه عن الغزوات . كما أننا لم نجد له أثراً حربياً في أيام قومه في الوقت الذي كان فيه ابن الأسلت وأحيحة من القواد ، وكان ابن الخطيم وغيره من الأبطال المعدودين .
ولكننا في الوقت نفسه لانقبل وصفه بالجبن وذلك للأمور التالية :

1- لم يعيّره أحد من خصومه بهذه الصفة التي لايخفى أمرها في المجتمعات الجاهلية ولا يقبلها منطقهم في الرجل العادي، بله الرجل المفاخر المعتد بنفسه وأرومته . فلو كانت موجودة فيه
لكان بشعراء يثرب في الجاهلية وشعراء قريش في الإسلام أن يذكروها ، ويتخذوا منها معولاً لهدمه .

2- نقل أبو الفرج عن الواقدي قال : ( كان أكحل ( عرق في وسط الذراع ) حسام قطع فلم يكن يضرب بيده )، ومعنى هذا أن عدم اشتراكه في القتال راجع لمرض عضوي فيه وقد أدى هذا المرض إلى إصابة يده بالشلل في آخر حياته .

3- يقول ابن الكلبي : ( لم يكن الجبن من عادة حسان ، بل كان لسناً شجاعاً ، فأصابته علة أحدثت فيه الجبن ، فكان بعد ذلك لا يقدِر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده ) .

4- إن الناس كانوا يعرفون هذا المرض فيه ولهذا السبب لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاخذه بتخلفه ، في الوقت الذي لم يعذر فيه أحداً ، ولم يكن دفاعه بشعره عن الدعوة ليشفع له في التخلف عن الحروب ، فإن كعب بن مالك كان شاعراً يدافع بشعره عن الرسول وعن الإسلام وحين تخلف في غزوة تبوك تعرض للتعنيف واللوم والعزل الاجتماعي،حتى أنزل الله توبته في القرآن . ولم يخض الصحابة في اتهام حسان بالجبن لمعرفتهم بالمانع الحقيقي لعدم شهوده الحرب.
لقد قال هو لصفية : ( والله ما أنا بصاحب هذا ) ، أي ما أنا بصاحب قدرة على القتال وقال : ( ماذاك فيّ ولو كان ذلك فيّ لكنت الآن مع رسول الله ).
5- إن حسان كان شجاع الكلمة يدافع عن أحساب قومه في الجاهلية وينافح عن الرسول ودين الله في الإسلام وصاحب الكلمة مسؤول كصاحب السلاح وكم تعرض قائل كلمة إلى القتل من أعدائه،فلو كان حسان جبان القلب لوسعه السكوت ولجبن عن الكلام كما جبن عن القتال !! .

وقد قدم الحارث بن ظالم من ديار قومه في العصر الجاهلي
إلى يثرب بقصد قتل الشاعر عمرو بن الإطنابة لشعر قاله عمرو فيه حين قتل الحارث خالد بن جعفر صديق عمرو وكان من أمرهما ماكان مما قدمناه .
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف لأشعاره البذيئة ضد المسلمين ، وإن رجلاً يرى مسؤولية الكلمة أمامه ماثلة ويعرف عليها شواهد من حياة قومه ثم يتحمل هذه المسؤولية لايعقل أن يوصف بالجبن ، بل هو شجاع القلب في ميدانه المتناسب مع إمكاناته ولايكلف الله نفساً إلا وسعها .
فإذا تقرر لدينا من خلال هذا الكلام السابق أن حساناً لم يكن جباناً في يوم من الأيام شعرنا بــــــــــــــتــــــــــفــاهــــــــة قول المعرّي :

ومانفس حسان الذي شاع جبنه** بأسلم من نفس الكمي المخالس

وعلمنا أن حسّاناً في حاجة إلى الإنصاف ورد الاعتبار".

المصدر : المدينة في العصر الجاهلي، د/ محمد العيد الخطراوي ص 514.
 
 
*د يحيى
9 - فبراير - 2009
خبر صفوان في ضرب حسّان    كن أول من يقيّم
 
خبر صفوان في ضرب حسّان
 
      الجبن.. خلق مذموم عند جميع الخلق، وأهله هم أهل سوء الظن بالله، ولهذا فقد تعوذ منه صلى الله عليه وسلم ومن البخل الذي غالباً ما يلازمه في الطبيعة الإنسانية فقال : (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال) [رواه البخاري[.
فحسَان بن ثابت رضي الله عنه ، يصف الآخرين بالجبن ، فهو يعير بني مخزوم بالفرار ، ويذكر صبر بني عبد الدار
صلي البأس منهم إذ فررتم   عصبة من بني قصي صمم (1)
عمرة تحمل اللواء وطارت   في رعاع من القنا مخزوم
لم تطق حمله الزعانف منهم   إنما يحمل اللواء النجوم
وقال في صؤاب :
 فخرتم باللواء وشر فخر   لواء حين رد إلى صؤاب
جعلتم فخركم فيه لعبد      لألأم من مشى فوق التراب
     عندما أسلم حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري رضي الله عنه (2) لينا متسامحا .. فذات يوم قال حسان في هجاء صفوان بن المعطل ورماه بالإفك :
أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا     وابن الفريعــة أمســى بيضة البلد
فجاء صفوان بن المعطل  ـــ بعدما قدموا المدينة ـــ إلى جعيل بن سراقة فقال : انطلق بنا نضرب حسّانَ ، فوالله ما أراد غيرك وغيري ؛ ولنحن أقرب إلى رسول الله منه . فأبى جعيل أن يذهب إلاّ بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .وخرج ضفوان مٌصلِتاً السيف ، حتى ضرب حسّانَ بن ثابت في نادي قومه. فوثب الأنصار فأوثقوه رباطا ، ووَلِيَ ذلك منه ثابت بن قيس ابن شمّاس ، فمر به عمارة بن حزام فخلى عنه . وجاء به وبحسان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فقال حسّان : يا رسول الله ! شهر عليّ السيف في نادي قومي ، ثم ضربني لأن أموت ، ولا أُرا ني إلاّ ميِّتا من جراحاتي ! فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لصفوان : ولم ضربته وحملت السّلاح عليه؟ وتغيّظ صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله ! آذاني وهجاني وسَفُهَ عليّ وحسدني على الإسلام ! فقال لحسّان : أسفهت على قوم أسلموا؟ ثم قال احبسوا صفوان ؛ فإن مات حسان فاقتلوه به . .....
فقال حسان : يا رسول الله ، كل حق لي قبل صفوان بن معطّل فهو لك . قال قد أحسنت وقبلت ذلك . فأعطاه يبرحا وسيرين عوضا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أمتع الأسماع صفحة : (126، 127)
(2)أمتع الأسماع /للمقريزي تقي الدين احمد بن علي الجزء الأول،صفحة :  ( 211،212،213).
*ابو هشام
9 - فبراير - 2009
ما كان الرسول يعذر متخلفاً قادراً     كن أول من يقيّم
 
وفي ملتقى أهل الحديث كتب الدكتور مروان ما يلي :
 
قال ابن قتيبة الدينوري عن شاعر الرسول ـ صلى الله
عليه وسلم ـ حسان بن ثابت :

إنه لم يشهد مع النبى مشهداً لأنه كان جباناً([1])"
وتبعه عدد من النقاد فى عصرنا الحاضر.
منهم الدكتور/ محمد أحمد سلامة حيث يقول :
"وكان حسان فى غاية الجبن ، فكان يجلس فى الحصن مع النساء والصبيان ،
وكان يدق وتداً فى الحصن يحمل عليه إذا حمل الرسول على العدو ،
ويرجع عنه إذا رجع الرسول([2])"


وكذلك الدكتور/ عمر فروخ فى قوله :
"غير أنه لم يشهد الغزوات مع الرسول لأنه كان جباناً([3])"

والدكتور/ على أحمد الخطيب فى قوله عن حسان :
"إلا أنه لم يشهد مع النبى مشهداً ؛ لأنه كان جبانا ، وعلى أنه كان مشهوراً بجبنه ،
فلم يناصر الدين بسيفه ، وإنما نصره بلسانه([4])"


والحق أن الرجل لم يكن فى حقيقته وفى تكوينه النفسى والخلقى جبانا ،
إنما كان من المصابين بعاهة فى يده ، منعته عن حمل السلاح ، فقد "كان أكحل
حسان (عرق فى اليد) قد قطع ، فلم يكن يضرب بيده([5])"


ونحن مع الدكتور/ الصادق حبيب فى قوله :
"ولذا لم ينكر عليه الرسول أو الصحابة قعوده وتخلفه عن القتال ،
وما كان رسول الله يعذر متخلفاً قادراً ، فقد أنكر على كعب بن مالك تخلفه
عن غزوة تبوك ، ودعا أصحابه إلى مقاطعته هو ومن تخلفا معه ،
واستمرت المقاطعة خمسين يوماً ، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ،
وضاقت عليهم أنفسهم ، ثم تاب الله عليهم([6 ])" ولم يثبت أن عيره أحد
بصفة الجبن ، وظل يدافع عن الإسلام خير دفاع ،
وعاش حتى توفى سنة 54 للهجرة.

---------------------------------------------

(1) طبقات فحول الشعراء ، 1/215.

(2) انظر : العصر الإسلامى ، د/ شوقى ضيف ، صـ 77 - 78 وانظر الأدب
الإسلامى فى عصره الأول ، د/ صلاح الدين عبد التواب صـ 204 دار الطباعة المحمدية ،
القاهرة ط أولى 1402 هـ - 1981 م.

(3) الشعر والشعراء صـ 188.

(4) الشعر فى رحاب الدعوة الإسلامية ، صـ 295.

(5) تاريخ الأدب العربى 1/325.

(6) قطوف من ثمار الأدب الإسلامى ، صـ 24.
*محمد
10 - فبراير - 2009
لم يكن جبانا ؛ وإنما غير جسور    كن أول من يقيّم
 
بعيدا ، قليلا ، عن صدق الروايات او كذبها ، أو دقتها أو وهمها وختلها ؛ خطر لي أن استعمال القدماء  لكلمة " جبان " كان في غير محله ؛ على الأقل فيما يخص سيدنا حسان ؛ فالجبن والكذب والبخل والنفاق صفات ذميمة إلى أبعد حد ، ولا يتصف بها في العادة إلا الكفار والمشركون ( يحسبون كل صيحة عليهم) في غالب الأحوال . ولما كانت عادة المعجمات اللغوية هي إعطاء المرادف التقريبي للكلمة ؛ فإن تلك المعجمات لا تفي دائما وفي كل حال بما نحتاجه من معاني . وبناء على هذا ، فالأولى ، والله اعلم ، أن نعتقد ان سيدنا حسان لم يكن جبانا ؛ وإنما كان غير جسور . والجسارة والإقدام لا يتحلى بهما في العادة إلا العدد الأقل من الناس وفي كل عصر . وكان الصحابة أنفسهم متفاوتين في مقادير صفاتهم وفي التباين بينها باعتبارهم جيلا وحدهم ، وليس قياسا على أجيال أخرى . فالمتواتر ، شجاعة وإقدام سيدنا علي ، وسيدنا عمر ، وسيدنا خالد ، كعيّنة ؛ مقارنة مع الكثير من الصحابة الذين لم يكونوا يتحلون بنفس تلك الصفات . والجبان الذي لا شك في جبنه هو من يتولى يوم الزحف إلا متحرفا لقتال او متحيزا إلى فئة كما جاء في القرءان الكريم . وسيدنا حسان لم يكن من هذا الصنف على ما نعتقد . وعلى اية حال ، فإن ابن آدم عموما لا يخلو من صفات غير مرغوب فيها ؛ فالصحابة الكرام انفسهم في يوم حنين جرى منهم ما جرى ، ولولا فضل الله ورحمته وثبات رسوله وقلة من الصحب الكرام ، ما عادوا إلى ارض المعركة وانتصروا . ولقد كانت وقعة حنين درسا عظيما أفاد منه الصحابة أيما فائدة ، ويفيد منه كل مؤمن في كل عصر .
إن قلة الجسارة مضافا إليها كبر السن  وعدم الاستطاعة بسبب علة ، كلها جعلت من سيدنا حسان من غير المشتهرين بالصولان والجولان في المعارك والحروب ، هذا ،  غير مرحلة من عمره فقد بصره فيها . وأكون بهذا قد وفقت ، على ما أحسب ، بين الروايات المتناقضة التي دارت حول هذا الأمر . والجسارة يمكن ان يفتقدها بعضنا في غير الحروب ايضا إذا كان ممن ينطبق عليه قول الشاعر :
من راقب الناس مات هما...
ومن الناس من لا يكون جبانا على الإطلاق ، لا في الحروب ، ولا في قول الحق ، ويكون لا يخشى في الله لومة لائم ؛ ولكننا لو طلبنا منه القيام بذبح شاة لما جرؤ على ذلك ربما شفقة على الشاة . وأغلب الظن عندي أن أبا العلاء المعري كان من هؤلاء . ولقد تذكرت الآن من صور الانتفاضة الفلسطينية الأولى صورة جندي يهودي يقف قدامه صبي صغير يحمل في يديه حجرا ، وكان الجندي مسلحا ومصوبا سلاحه جهة الصبي الصغير ، ثم ما وعينا إلا والجندي يفر هاربا من قدام الصبي الصغير!! بعض الناس أوّل هرب الجندي بالجبن ، وما أشد خطأ هذا التأويل عندي ؛ فالتأويل المعقول هو ان الجندي كان ذا شفقة ؛ ففضل أن يهرب خشية أن تحدثه نفسه بقتل الصبي ، أو خشية أن يضطر إلى إيذاء الصبي على أقل تقدير . وهناك تاويل ثالث قاله بعض الناس : الجندي تعمد ذلك ؛ دعاية لبني قومه ، ليوهم من يشاهد الصورة أن اليهود رحماء ، كما ان هناك تأويلات مغايرة .
 والجبن كما نعلم كلنا يمكن ان يتصف به قتلة الأنفس اكثر من غيرهم ، مثلما حدث في غزة من مجازر . فالذين قاموا بتلك المجازر ما قاموا بها شجاعة ؛ فالدور والأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة لم يكونوا من المحاربين .
إن ما قلته آنفا عن سيدنا حسان أقر وأعترف أنه صدر مني ، في قسم منه ، بسبب عاطفتي الدينية ، وانحيازي إلى أحد أفراد الجيل العظيم الذي تربى على تعاليم القرءان الكريم وعلى سلوك النبي صلى الله عليه وسلم . ولكني لو جاز لي تنصيب نفسي حكما على عصر الصحابة ، واتخذت من البحث والتحقيق الدقيق قدر الإمكان منهجا ، وتخليت ؛ مؤقتا عن العاطفة الدينية ، وتخيلت نفسي أنها واحدة من النفوس التي عاشت تلك البرهة ؛ فإنني ربما  لا أرى غرابة في ان يكون حسان غير مقدام ، أو لا يقوى قلبه على فعل ما طلبته منه عمة النبي (ص) ، ذلك لأن الرجال كما بينا تتفاوت في صفاتها ، وان تلك الصفات ، ولو قال بعضهم أنها صفات تخلق مع الإنسان وربما يورثها نسله ، إن كانت قبيحة ، فعلى صاحبها ان يهذبها وينقيها مما شابها من قبح لأي سبب من الأسباب ، ولا عبرة للظن بأنها متأصلة في صاحبها ولا حيلة له في تغييرها . ولو كان صاحبها معذورا ، لجاز له عند ربه فعل كل ما يشاء، وهذا لا يعقل . فهي صفات يمكن تهذيبها ، ولن يتعلل عاقل بأنها مطبوعة فيه وليس مخيرا في معالجتها وكأنها لونه أو طول قامته أو قصرها مثلا . وحتى هذه الصفات الخلقية الأخيرة ، صار لبعض الناس التلاعب فيها وتغييرها في هذا العصر الحاضر .
ولقد قيل إن سيدنا حسان  كان من الذين حاكوا الإفك على عائشة أم المؤمنين (رض) ، وانه كما ورد في مشاركات الإخوة سعى في اتهام سيدنا صفوان بن المعطل مما جعل الأخير يضربه بالسيف . فإذا كان ذلك صحيحا ؛ فإن حسان بن ثابت كان وقتها على خصلة غير محمودة ، بل مذمومة أشد الذم ، وتستحق العقاب في الدنيا ، وفي الآخرة إن لم يتب فاعلها عما فعل . ولو قارنا رغبة واحد من الناس في الخوض في عِرض الناس بصفة الجبن ، لوجدنا ان الصفتين مذمومتين كثيرا . ومن الجدير بالذكر ان سيدنا حسان دافع بلسانه عن النبي الأكرم وعن دين الإسلام في وقت كان للهجاء والهجاء المضاد الأثر الكبير والفعال في نفوس الناس في ذلك الحين . هذا الدفاع الكريم ربما يغفر لسيدنا حسان ما بدر منه من أخطاء ، بل إن الله تعالى واسع المغفرة ؛ يغفر لمن هم أقل من حسان شأنا وأعظم منه ذنبا ؛ فكيف بحسان!! وهنا ، أتذكر ما قيل حول لسان سيدنا حسان من روايات تبين انه كان طويلا جدا لدرجة انه كان يصيب به أرنبة أنفه ، ويصيب به ذقنه ؛ فأستغرب هذه الروايات ، وأحاول ذلك بلساني فلا افلح ، واطلب من أولادي ان يحاولوا فلا يفلحوا ، ولا أحسب أحدا يفلح في ذلك أبدا ؛ فاللسان الطويل يحتاج فما عميقا وواسعا في داخله ؛ فيصبح شكل الوجه أقرب إلى شكل مستطيل يشبه شكل وجوه الأنعام  ، بالإضافة إلى أن اللسان الطويل يكون ثقيل الوزن بطيء الحركة وتلزمه طاقة كبيرة من المتكلم لتحريكه ببطء ، وإذا أراد المتكلم السرعة في الكلام لزمه الحصول على طاقة أكبر وقدرة أشد وأقدر . ومع ذلك كله ، فلا يمكنني القطع بكذب الروايات التي تحدثت في لسان سيدنا حسان وطوله ، ولن اقطع بأنها ، أي الروايات ،  فهمت بلاغة حسان بطول لسانه فوقعت في التجسيم ولم تفطن إلى ان اللسان حسن المنطق وفصاحة التعبير وبلاغته . فالله تعالى يخلق ما يشاء، وربما كان لسان سيدنا حسان طويلا فوق الطول الطبيعي .
ونحن في هذا العصر ، ومن شدة حبنا  للصحابة رضوان الله عليهم ، تأبى علينا عواطفنا الخوض فيهم ، وتأبى علينا عقولنا كذلك . فالصحابة الكرام أمة قد خلت ، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، وعفا الله عما اكتسبت ، وهنيئا لها ما كسبت . ونحن ، من واجبنا أن ننأى بأنفسنا عن الخوض في ما لا يمكننا التأكد من صدقه أو من كذبه في الأغلب الأعم ؛ فاللهم العفو والمغفرة .
 
*ياسين الشيخ سليمان
12 - فبراير - 2009
أهلاً بك يا غواص ،ياأبا اللآلىء!    كن أول من يقيّم
 
البحث عن جذر جبن في لسان العرب

" الجَبانُ من الرِّجالِ: الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً كان أَو نهاراً؛ سيبويه: والجمع جُبَناء، شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه في العِدَّة والزيادة، وتكرّر في الحديث ذِكر الجُبْن والجَبان، وهو ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع، والأُنثى جَبان مثل حصان ورَزَانٍ وجَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ. وقد جَبَنَ يَجْبُن وجَبُنَ جُبْناً وجُبُناً وجَبانةً وأَجْبَنَه: وجده جَباناً أَو حَسِبَه إيّاه. قال عمرو ابن معديكرب، وكان قد زار رئيس بني سليم فأَعطاه عشرين أَلف دِرهم وسَيْفاً وفَرَساً وغُلاماً خبَّازاً وثِياباً وطِيباً: لله دَرُّكم يا بني سليم، قاتَلْتُها فما أَجْبَنْتُها، وسأَلتُها فما أَبخَلْتها، وهاجَيْتُها فما أَفحَمْتُها. وحكى سيبويه: وهو يُجَبَّن أَي يرمى بذلك ويقال له. وجَبَّنَه تَجْبِيناً: نسبَه إلى الجُبْن. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، احْتَضَنَ أَحَدَ ابْنَي ابنتِه وهو يقول: والله إنكم لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلون وتُجَهِّلون،.......".
تعليق:سيدنا رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه،يعرف شاعره جيداً، ولذلك دعا له قائلاً : " اُهجُهم حسان... اللهم أيّده بروح القدس"
ولم يدعُ له قائلاً : اللهم ارزقه الإقدام والقوة والشجاعة...". الحمد لله على غَيرة المسلمين على دينهم، والمحبين حبيبَهم ، صلى الله عليه وسلم، لا يستسيغون هذه اللفظة (جبان) لشاعرالنبي الكريم ، وشكراً لمشاركتك ياأخي أبا أحمد( الأستاذ ياسين).أنتَ تذكرني بشعراء النقائض :............
أنا الموتُ الذي آتي عليكمُ ** فليس لِهاربٍ مني نجاءُ
 
*د يحيى
18 - فبراير - 2009