خبر صفوان في ضرب حسّان كن أول من يقيّم
خبر صفوان في ضرب حسّان الجبن.. خلق مذموم عند جميع الخلق، وأهله هم أهل سوء الظن بالله، ولهذا فقد تعوذ منه صلى الله عليه وسلم ومن البخل الذي غالباً ما يلازمه في الطبيعة الإنسانية فقال : (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال) [رواه البخاري[. فحسَان بن ثابت رضي الله عنه ، يصف الآخرين بالجبن ، فهو يعير بني مخزوم بالفرار ، ويذكر صبر بني عبد الدار صلي البأس منهم إذ فررتم عصبة من بني قصي صمم (1) عمرة تحمل اللواء وطارت في رعاع من القنا مخزوم لم تطق حمله الزعانف منهم إنما يحمل اللواء النجوم وقال في صؤاب : فخرتم باللواء وشر فخر لواء حين رد إلى صؤاب جعلتم فخركم فيه لعبد لألأم من مشى فوق التراب عندما أسلم حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري رضي الله عنه (2) لينا متسامحا .. فذات يوم قال حسان في هجاء صفوان بن المعطل ورماه بالإفك : أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا وابن الفريعــة أمســى بيضة البلد فجاء صفوان بن المعطل ـــ بعدما قدموا المدينة ـــ إلى جعيل بن سراقة فقال : انطلق بنا نضرب حسّانَ ، فوالله ما أراد غيرك وغيري ؛ ولنحن أقرب إلى رسول الله منه . فأبى جعيل أن يذهب إلاّ بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .وخرج ضفوان مٌصلِتاً السيف ، حتى ضرب حسّانَ بن ثابت في نادي قومه. فوثب الأنصار فأوثقوه رباطا ، ووَلِيَ ذلك منه ثابت بن قيس ابن شمّاس ، فمر به عمارة بن حزام فخلى عنه . وجاء به وبحسان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فقال حسّان : يا رسول الله ! شهر عليّ السيف في نادي قومي ، ثم ضربني لأن أموت ، ولا أُرا ني إلاّ ميِّتا من جراحاتي ! فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لصفوان : ولم ضربته وحملت السّلاح عليه؟ وتغيّظ صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله ! آذاني وهجاني وسَفُهَ عليّ وحسدني على الإسلام ! فقال لحسّان : أسفهت على قوم أسلموا؟ ثم قال احبسوا صفوان ؛ فإن مات حسان فاقتلوه به . ..... فقال حسان : يا رسول الله ، كل حق لي قبل صفوان بن معطّل فهو لك . قال قد أحسنت وقبلت ذلك . فأعطاه يبرحا وسيرين عوضا . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أمتع الأسماع صفحة : (126، 127) (2)أمتع الأسماع /للمقريزي تقي الدين احمد بن علي الجزء الأول،صفحة : ( 211،212،213). |