كيف يقود إهمال الذات إلى الاستغراق في الأكل؟
من الملاحظ الأشخاص الذين يأكلون كثيرا، أو يعانون من نوبات الشره أو الأكل العاطفي مهتمون بإسعاد الآخرين، أو يحبون مشاركة الآخرين ومساعدتهم، وواقع الأمر أنهم مثقلون بالدلالات السلبية، فهم يظهرون ميلا لمساعدة الآخرين على حساب أنفسهم، وقد تبادرني قارئة بالقول: أليس هذا معنى الأمومة؟ أو رباط الزوجية، أو القيام بواجبات الوظيفة، أو الابن تجاه والديه المريضين، وهذا صحيح، فالأم تقوم بالاستجابة لطلبات طفلها في الوقت الذي قد ترغب فيه بقراءة كتاب أو مشاهدة التلفزيون، كلنا نفعل ذلك بدافع الحب، فالحب يستوجب القيام بتضحيات، إلا أن هناك خيطا رفيعا بين أن نكون أشخاصا معطاءين، أو أن نكون موضع استغلال ونعطي أكثر من اللازم. فكيف نفرق بين الأمرين، وهل للأمر علاقة بزيادة الأكل؟ في البداية عزيزي القارئ اطرح هذه الأسئلة على نفسك. • هل يشعرك العطاء بالجوع • هل تشعر بالاستياء؟ • هل تتمنى لو أن هناك شخصا يفعل لأجلك ما تفعله للآخرين؟ • هل تحس بأنك لست موضع تقدير • هل تفتقد لمتسع من الوقت اللازم للمتعة واللهو والضحك؟ إذا كانت اغلب إجاباتك بنعم فأنت لا تملك مهارة الاهتمام بنفسك وتعطيها الأولوية، فأنت محاط بأشخاص يأخذون الكثير، أو انك لا تستطيع أن تضع حدودا لهم، فكثير منا من يتفانى في خدمة أطفال ذوي إعاقات عقلية أو جسدية، خدمة آباء مصابون بأمراض مزمنة أقعدتهم عن الحركة، أو أزواج أنانيين، أو يناضلون لتحصيل لقمة العيش، أو عاطلون عن العمل، يشعرون بالوحدة، يتعرضون للإساءة، … الخ، هناك أشياء كثيرة يجب أن نهتم بها مما يمنحنا شعورا غامرا لفهم ماهية وكيفية الاهتمام بأنفسنا، فكيف يرتبط الاهتمام بأنفسنا بزيادة الأكل؟ وللإجابة على هذا السؤال لا بد من الإشارة للنواحي التالية: ليس من المستغرب انك تقوم بمعظم الأشياء التي ذكرتها، وأحيانا تحزن عندما تشعر كم أضعت من عمرك على علاقات مليئة بالمعاناة والطرق التي وضعت فيها صحتك على المحك بسبب اهتمامك بالآخرين، يجب أن تسامح نفسك وتقبل انك فعلت ما بوسعك وانك توصلت إلى حقائق هامة وعليك أن تتعلم مهارات جديدة، أن تتعلم كيف تحب نفسك وان يكون هذا طريقة لفقدان الوزن. فحب الذات هو الطريقة الوحيدة التي تساعد على فقدان الوزن على المدى البعيد، الطريقة التي توفر عليك المال الذي اعتدت إنفاقه على أنظمة الرجيم التي اتبعتها فكيف تبدأ؟ • جد لنفسك أي نشاط صغير تستطيع أن تفعله للعناية بنفسك (ولو كان خمس دقائق تأخذ فيها نفسا عميقا في غرفتك) يمنحك شعورا بالراحة والسعادة. • اطلب ما تحتاجه بطريقة مباشرة • تعلم أن تقول لا وإذا كان هذا صعبا عود نفسك أن على قول شيء قد يمنحك وقتا للتفكير مثل: يجب أن أتأكد أن لدي وقتا • مارس نشاطا روحانيا كالتأمل، وقراءة الجريدة، والنظر إلى النجوم ليلا، أو مراقبة غروب الشمس. • كافئ نفسك بالاسترخاء، والاطمئنان، واللجوء الى دفء الحب الحقيقي في حياتك، الذي لا يحتوي على ردود الفعل التي ينتجها الأكل الزائد.
1- عندما تخلو حياتك من المتعة يكون الأكل الزائد هو الجائزة الوحيدة التي تحصل عليها مع الكثير من الألم وخيبة الأمل 2- عندما لا تملك وقتا كافيا لنفسك، فان الأكل في ساعة متأخرة من الليل هو الوقت الحر الذي تركز فيه على إسعاد نفسك. 3- عندما تعطي بلا حدود تحس بفراغ داخلي يملؤه الطعام
4- عندما لا تحقق حاجاتك يكون الطعام هو الحاجة الوحيدة التي تستطيع ان توفرها لنفسك
5- عندما تعجز عن جعل الأولوية لصحتك وحياتك، فانك تلتزم بنظام معقول للأكل، أو بممارسة الرياضة لفترة قصيرة، وسرعان ما تتخلى عنه عندما تجد أن هناك شخصا يحتاج شيئا أو يمر بأزمة. واعلم أنك تستحق الرعاية والوقت والاهتمام التي تمنحها للآخرين، والأكل الزائد ليس الطريقة التي تسعد بها نفسك، فالأكل الصحي هو الطريقة التي تحب بها ذاتك، وان تجعل الأولوية لاحتياجاتك. http://shallwediscuss.wordpress.com
|