الصقر
وقف ـ ذات يوم ـ صقر على قمة تلة، نظر حواليه وإلاَ أرانب في أكل العشب مملة، ناداها: انا لوحدي ، لم يكن معي أحد من الشلة، سمعت الأرانب صوت الصقر، ركضت ثم قفزت إلى جحورها منسلَّة، اقترب من جحرالرئيس ونادى : صديق أنا ، أدفع الأذى عنكم بلا علة، أحب الخير لأهلي لديرتي لموطني وأن تكونوا فيه أحرارا ، أموركم مستقلة ، خرج من جحره الزعيم والأرانب مطلّة، نظر إليه فصافحه، قال : أنا معك في هذه الملة ، نحافظ على المرج وعلى التلة، نحن وأهلي وأنت وأهلك عشيرة ، لسنا بقلة.....
صفق الصقر بجناحيه وطار، فرحاً بما سمعه من أخبار ، وقال : نحن على اقتدار أن نحمي العرض ونغسل الأرض من العار، نعيش أحرارا نبني دمارا ... صار الصقر في الأفق البعيد يرقب الديار ، وهو في عزّ الفخار، خرج الأرنب الكبير من جحره فرحأً بعشبه وأرضه.. لكنه راجع نفسه بعد ما نال من العشب حاجته ، كيف أعقد مع صقر بلادي صداقة والأرانب كلّها في الذلّّ ذوّاقة ؟!!!. وليس لي في عيشة الحرّ اصتبار ومقدرة ، طبعي الركوع ، خنوع ومسكنة ، لحمي بعد الموت جيفة عفنة منتنة، تنهشه الكلاب وهوام الأرض المندفنة ، أخذل أهلي وصديقي ، وأعمل عبداً لعدوي ، واستجدي بقايا عشب يعطيني، إن أراد..... يخلعني من أرضي ويرميني ،هي طريقة لتسميني ..
اقترب الأرنب الكبير من الإرهاب، بسلاحه المحرّم ينشر الخراب فرحّب العدو بالأرنب لأنه حيّة داب ، يريد الصقر والأرنب كليهما في حظيرة الدّواب ، ويطعمهما ويسقيهما مع الكلاب.. الأرانب على مثل هذا الأمرمعتادة ، تظن بالذلّ تكمن السعادة.......
الصقر صار لوحده مما جرى غير هياب، ينظر من الأفق ويرصد حقارة الأرنب والإرهاب ، والأرنب الكبير من الصقر حاول التقرّب، لا إخلاص منه ولا تحبب، يريد أن يستدل على وكره المعهود ، ليقدمه وفراخه قرباناً لعدو لدود ، ويا حبذا لو وضع في قدميه القيود.. لكن الصقر لا يخفى عليه خافٍ ، يرى من فوق ، كيف ينقض الأرنب والعدو العهود !!!، وشعر أخيرا من تقربه للأرنب الصدود، فعرف كل مكان عنه وجانب ..
صار الأرنب الكبير كالمعتاد ، يدّعي الشرف بطول النجاد ، شهم رفيع العماد، وعلى أعين الجميع يتعبد في المحراب ، ويقول كلاماً ليس فيه صواب، كل هذا ليرضي صديقه الإرهاب،الذي لأرض الأرنب والصقر نهّاب ، وليشوه سمعة الصقر العرّاب ، فينعته أحيانا بالمنشق وأخرى بالغراب..لكنّ الدنيا تعرفه بالصقر الذي من الإرهاب لا يهاب ،،،،الصقر محلّق في الآفاق ، يرصد الأرانب الجبناء ، والنصال يتعقبه النصال ، يريد العدو من لحمه أن ينال، وما زال الأرنب يقطّّّع الأوصال . عسى من حظوة يأخذها من عدو أو ينال ..
اشتد القنـص على الصقـر
وانهال الســهم مع الفـجـر
فاختــار الأفق المحــروقـة
يقتــــل ويشــــوّه بالبتـــر
للصقر عزيمة ولا تضعف
والــردّ عليــــه بالأعـنــف
.. هذا صعب .. هذا محال، فعزيمة الصقر صعبة المنال ..
تعجّب الصقر من علٍ وقال:
وخنجر الإرهاب سوطا يطارد الصــــــقور،
ويرفع الأرانب إلى العروش من الجحـــور !!!!..
بأي كتاب هذا نراه أو دستور!!!.أنا أعرف مصرعي والعيون التي ترصدني ، لحمي شريف، دمي نظيف، ريشي عفيف،لا أخاف من خائن كفيف أو عدو عنيف.... يا أخوتي، ليس لي ذنب في هذه الحياة إلاّ لأنني صقر حرّ شامخ منيف...
أحـــرر أرضـي المنـــــهوبة
وأصــلي صلاتي المفروضة
في أرضـــي ما زلـت قـــويا
رغـم القـــوات المقـــــهورة
اتحدى الإرهاب و ناصـــــرة
في قتــــل فراخي المكسورة
فاجتـمع البـغي على الصــقر
ككلاب الصيد المســــــــعورة
لا تنســـــوا يوما يا ربــــعي
أنا ابن قضــيّة.. معـــروفــة.
أبو هشام