المراحل التي مرت بها المقدمة الطللية: كن أول من يقيّم
المراحل التي مرت بها المقدمة الطللية: · مدح المدن، وبيان محاسنها، وتعداد فضائلها ومآثرها، ومافيها من ساحات وأبنية وجوامع وأنهار وبساتين . وقد حصلت بغداد على نصيب الأسد في المدح، قال عمارة بن عقيل : أعابنتَ في طول من الأرض والعرض .. كبغداد داراً إنها جنة الأرض صفا العيش في بغداد وخضر عوده ... وعيش سواها غير صاف ولا غض . · شاع بين العباد والزهاد والمتصوفة مدح الله عز شأنه، قال عبدالخالق الأنصاري: امتدحت الغني عن مدح الناس .. بصدق المديح والإحكام بكلام أشاد إعظامه الناس ... وقالوا : قل ياصادوق الكلامِ · وبرز أيضاً المديح النبوي، حيث قال النعمان بن ثابت : ياسيد السادات جئتك قاصداً ... أرجو رضاك واحتمي بحماكا وقد ظهر أدخل الشعراء في المديح أمثالاً وحكماً كثيرة، ترسيخاً لأقوالهم وتوطيداً لتعليلاتهم، يقول أبي تمام في مدح أبي دؤاد : · وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود · لو لا اشتعال النار فيما جاورت ... ماكان يعرف طيب عرف العودِ الهجاء : فن أدبي قديم، كان أول أمره – قبل الإسلام - يدور على التعبير بوضاعة النسب والبخل، والفقر والقعود عن الغزو، والتقصير في حماية الجار والعجز عن أخذ الثار، والإنهزام في الحرب، والإستسلام للأعداء، واستساغة الظلم . بعد الإسلام : قبّح الإسلام الهجاء، وعده إثماً، ومن ذلك قول الرسول فأخذ هذا الفن بالأفول، في العصر الأموي أخذ بالإنتشار والتوسع، فأخذ يتناول المعايب والمثالب والنقائص باحترام . اخذتِ القبائل تحتشد في المربد والكناسة يستمعون إلى هجاء الشعراء، كأنهُ لهوٌ يفرح القلب، ثم بعد ذلك قل الإقبال على النقائض في العصر العباسي الاول، واخذ يقتصر على شعراء قلائل o كثرت وتنوعت موضوعات الهجاء في العصر العباسي واختلفت اتجاهاته، والكثير منه كان شخصياً يدفعه الحقد والغضب والحسدوالإنتقام، منه هجاء عجرد لبشار بن برد : وأعمى يشبه القرد ... إذا ماعمي القرد دنئ لم يرح يوماً ... إلى مجد ولم يغدُ هو الكلبُ إذا مامات ... لم يوجد له فقدُ o ان روح السخرية، والكراهية والحسد يؤدي إلى عواقب وخيمة، فقد قال أبان اللاحقي في هجاء جاره بعدما تزوج من ثرية : لما رأيت البز والشارة .. والفرش قد ضاقت به الحارة واللوز والسكر يرمى به .. من فوق ذي الدار وذي الداره وأحضروا الملهين لم يتركوا ... طبلاً ولاصاحب زمّارة قللت : لماذا ؟ قيل أعجوبة ... محمد زوج عمار لاعمر الله بها بيته ... ولا رأته مدركاً ثاره . o ومنهُ هجاء حماد بن هجرد على لسانِ إياس، بهذه الأبيات مستفزاً خليليته : ألا ياظبية الوادي ... وذات الجسدِ الرادِ وزين المصر والدار .. وزين الحي والنادي وذات المبسم العذب .. وذات الميسم البادي أما بالله تتستحيين ... من خلة حماد فحماد فتى ليس بذي عز فتنقادي فتوبي واتقي الله ... وبتي الحبل جرّاد o يأخذ الهجاء تارة طابع المزاح والظرف، ومنه قول الضحاك في مغنية قد عبث بها، فاستخفت به يوماً، فأراد إضحاك الآخرين عليها قائلاً : لها في وجهها عكنٌ ... وثلثا وجهها ذقن وأسنانٌ كريشٍ البط ... بين أصولها عفن . o من الهجاء الغريب، هجاء النفس والغير كما عرفنا، إما تعابثاً أو تظرفاً جرياً وراء النادرة المسلية، أو الإنتقام لأنفسهم، أبو دلامة يهجو نفسه ليضحك المهدي : ألا أبلغ إليك أبو دلامة .. فليس من الكرامِ ولاكرامه إذاً لبس العمامة كان قرداً ... وخنزيراً إذا نزع العمامة جمعتَ دمامةً وجمعت لؤماً ... كذاك اللؤم تتبعهُ الدمامة o هناك من هجى الخلفاء وأخفى أسمه كالأبيات التالية : أضاع الخلافة غش الوزير .. وفسق الإمام وجهل المشير ففضلٌ وزيرٌ وبكر مشير ... يريدان مافيه حتف الأمير وما ذاك إلاّ طريق غرور ... وشر المسالك طرق الغرور وأعجب من ذا وذا أننا .. نبايع للطفل فينا الصغير. ــــــــــــــــــــــــــــــــ المرجع: 1ـ مذكرات مطبوعة للدكتور :عبد الكريم الهيتي. 2ـ كتاب اللغة العربية/المرحلة الثانوية للمملكة العربية السعودية. |