البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الأحنف العكبري يولد من جديد    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 زهير 
27 - يناير - 2009
في عام 1999م صدر لأول مرة ديوان الأحنف العكبري (ت 385هـ) بتحقيق الأستاذ سلطان بن سعد السلطان ، ويضم (825) قطعة، في (4998) بيتا مع المكرر،  وكان الظن أن الديوان في عداد الدواوين الضائعة، منذ زمن قديم، وكانت المفاجأة أن نسخته الوحيدة في العالم تحتفظ بها مكتبة الملك فهد الوطنية.
فكيف وصل إليها ؟ وما قصة هذاالاكتشاف المذهل الذي حتم علينا أن نغير من نظرتنا إلى الأحنف، وقدمه لنا بصورة أخرى لم تكن تخطر على بال، وأضاء حقبة مظلمة من تاريخ مدينة عكبرا الراقدة على أطلالها منذ قرون
ويمكن الوصول إلى أطلال مدينة عكبرا وما أبقى منها الدهر على هذا الرابط: 
 
أما الأحنف العكبري فهو أبو الحسن عقيل بن محمد العكبري، النهشلي (1) التميمي  المتوفى عام 385هـ  وقد اشتهر بالأحنف العكبري لحنف قدميه، والحنف  كما قال ابن منظور ( اعوجاج في الرجل وهو ان تقبل إحدى إبهامي رجله على الأخرى) وقال الجوهري في الصحاح: (الأحنف هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها)
قال ابن الجوزي:( روى عنه أبو علي ابن شهاب ديوان شعره). ووصفه الثعالبي بشاعر المكدين وظريفهم. وقال الصاحب ابن عباد: هو فرد (بني ساسان) اليوم بمدينة السلام. وكثير من شعره في وصف القلة والذلة يتفنن في معانيها ويفاخر بهما ذوي المال والجاه).
قرأت في الأسبوع الماضي ديوان الأحنف العكبري وكنت أرى أبا العلاء المعري في كثير من معاني الأحنف ومبتكراته ولا أكون مبالغا لو قلت: (الأحنف العكبري هو المؤسس الحقيقي للمدرسة التي ينتمي إليها أبو العلاء)
وقد رأيت أن في شعره الذي يفيض إنسانية وعذوبة وأدبا رفيعا ما يدعو إلى تحريره من قائمة المكدين (النصابين) وضمه إلى عمالقة الشعر العربي.
ولا نقطع الأمل من العثور على نسخة كاملة لديوانه يوما ما.
وأما هزلياته ومجونه فلا أدري تاريخها، وإلى أي حقبة من حياته تنتمي، لذلك أرى عدم التعرض لها في هذه المختارات. وربما نوهت ببعضها إذا تضمن فائدة تاريخية.
كتبت لأستاذتي ضياء خانم أخبرها عن خيبتي أنني لم أعثر في المجمع عندنا على أي كتاب يتعلق بالأحنف، ثم كتبت لها عن فرحتي أنني عثرت في قوائم الكتب المقتناة حديثا على أول نشرة لديوانه، وهي النشرة التي أصدرها الأستاذ سلطان بن سعد السلطان عام 1420هـ 1999م في (633) صفحة.
يحدثنا الأستاذ سلطان عن مخطوطة الديوان فيقول: وكانت المخطوطة موجودة ضمن مجموعة مكتبة الأستاذ جميل ابو سليمان (رحمه الله تعالى) التي اقتنتها مكتبة الملك فهد الوطنية، وقد جمع الأستاذ جميل مخطوطاته أثناء إقامته في المغرب العربي، ومنها هذا الديوان الذي نجد على ورقته الأولى تعليقا مختصرا باسم صاحب الديوان بخط مغربي، ومع ذلك فنسخة الديوان مشرقية، كتبت في بغداد في 15/ ربيع الأول/ سنة 595هـ بخط النسخ التدويني على ورق مشرقي، لعله من صنع بغداد أيضا ... اما ناسخ الديوان فهو محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الكاتب، ونسخه جيد ومقروء، ويورد بعض اختلافات القراءة في الهامش. وتقع النسخة في (171) ورقة، وقياسها 22 سم × 16 سم، ورقمها (9/ مجموعة أبو سليمان) وجاء في آخرها (قال الحسن بن شهاب بن علي بن شهاب عفا الله عنه: هذا آخر ما وجد من شعر الأحنف العكبري. ووافق فراغ محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الكاتب منه صبيحة الإثنين خامس عشر ربيع الأول من سنة خمس وتسعين وخمسمائة وهو ثالث عشرين من شباط سنة عشر وخمسمائة وألف يونانية ببغداد، والحمد لله دائما وصلى الله على سيدنا محمد والنبي وآله الطاهرين، سهّل الله بعد عسر يسرا
وقد سقطت من أول المخطوطة صفحات ضمت قافية الهمزة ولا نستطيع تحديد عددها، وتلا قافية الباء باقي الحروف خلا حرف الخاء، وفي آخر الديوان اختلطت قافية الميم مع النون. ولا شك ان هناك نصوصا كثيرة ضاعت من شعر الشاعر، ويؤكد هذا وجود بعض القصائد التي حوتها بعض المصادر، ولم ترد في الديوان، ومن ذلك ما ورد في تاريخ بغداد 12/ 301 ويتيمة الدهر (3/ 114) وستأتي في ملحق خاص) وكذلك ورد في الديوان بعض النصوص المتكررة، فيأتي نص من ثلاثة أبيات ثم يأتي النص نفسه وقد زاد على ستة ابيات، فهذا دليل آخر على فقدان جزء من قصائده وأبياته، وربما كان لاعتماد جامع الديوان على الرواية الشفوية دور في ذلك.. وورد في الديوان أن أبا الفرج التميمي كان يدون شعر الأحنف، وكذلك راوي ديوانه الحسن بن شهاب، وكل هذا يوضح لنا مدى اهتمام العلماء والأدباء بشعره وقت حياته
قال: (وظل ديوان الأحنف مجهولا تاريخا طويلا، وجاء المؤلفون والباحثون في العصر الحديث، ودرسوا أدب العصر العباسي دراسات كثيرة، ولم يحظ الأحنف العكبري بنصيبه منها، وهم بمنأى عن اللوم، فسبب ذلك أن ما دون ونشر من شعره قليل جدا، لا يتجاوز الأربعين بيتا .. وقد تصفحت فهارس المكتبات في العالم فلم أجد أي إشارة إلى نسخة أخرى، وبحثت في المجاميع الشعرية فلم أعثر على شيء، وواجهت صعوبات شتى في التحقيق إذ الاعتماد على نسخة واحدة يجعل الأمر شاقا وعسيرا، إضافة إلى ما طرأ على النسخة من آفات الكتب، وأسوأها بلل من سائل، لعله حبر، وقع في آخرها، طمس بعض ابياتها وكلماتها، وجاء احد النساخ وحاول التعديل والإصلاح، فلم يوفق في ذلك، فأحدثت تحريفا في تلك الأبيات، ولم يسلم منها إلا القليل، فأثبت رسمها في مواطنها، وأشرت إلى التحريف، ووضعت في نهاية الكتاب صورا من تلك التعديلات من أصل المخطوط ليكون ذلك في متناول القراء. وفي ظني ان إخراج هذا الديوان سيفيد الباحثين، فسوف يضع بين أيديهم شاعرا كبيرا مبدعا وليس في هذا مبالغة او تجاوز، فقد حظي شعراء أقل منه شانا بدراسات مختلفة وبحوث متعددة، وما تجدر الإشارة إليه أنه قد يرد في الديوان ابيات مخلة بالعقيدة وأصناف المجون والسخف ووصف الخمر وشربها، مما لا يرضاه المسلم ولا يقره، ولم أرتض حذفها وطمسها، إذ الأمانة العلمية تقتضي أن أنشر الديوان كما وصل إلينا وفق ما أراده جامعه الحسن بن شهاب رحمه الله، ولأن ما ورد في هذا الكتاب من نصوص تصور لنا الحياة في عصر الشاعر وأوضاع مجتمعه. يقول الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في مقدمة تحقيقه ليتيمة الدهر: "ولم أشأ أن أحذف شيئا مما في هذا الكتاب من المجون .... لأنا لا نؤلف كتابا نختار فيه ما نشاء وندع ما نشاء، وإنما نحقق نصا قيده صاحبه في زمن كان الناس فيه اشد تحرجا من هذا الزمن الذي نعيش فيه"
ومع ذلك فقد حذفت بعض الكلمات الصريحة في المجون والفسق، وإنا نستغفر الله تعالى من إثبات تلك النصوص وندعو الله تعالى أن يغفر للشاعر ما زل فيه لسانه وما تاه فيه فكره وعقله).
قلت أنا زهير: وقد استوقفني أن ابن النديم (وهو معاصر للأحنف) عد عكبرا في أمصار الخوارج، فقال في (الفن الثامن من المقالة السادسة) تحت عنوان (فقهاء الشراة): (هؤلاء القوم كتبهم مستورة قل ما وقعت لأن العالم تشنأهم وتتبعهم بالمكاره ولهم مصنفون ومؤلفون في الفقه والكلام وهذا المذهب مشهور بمواضع كثيرة منها عمان وسجستان وبلاد أذربيجان ونواحي السن والبوازيج وكرخ جدان وتل عكبراء وحزة وشهرزور فمن فقهائهم المتقدمين. جبير بن غالب .. إلخ)
 
كما استوقفتني في كتاب (طبقات الحنابلة) لابن أبي يعلى قصيدة نادرة، استعار كاتبها أبياتا من قصيدة لابن الرومي، وهو يؤنب فيها عرب طورسينا لمساهمتهم في بناء كنيسة للنصارى في عكبرا، بينما ديوان الأحنف يشهد أن عكبرا كانت في عصره مدينة عامرة باليهود والنصارى، والأديرة والمدارس والحانات ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 - رجح المحقق أن الأحنف من قبيلة نهشل التميمية، قال: ولم تذكر المصادر ذلك، وإنما ورد في شعره ما يثبت ذلك فهو يقولك
يا ليتني كنت من أنباط دسكرة       بديرقنَّى ولي صفر الدنانير
ولم أكن نهشليا من بني مضر       وكنت أنسب في أبناء سابور
ويقولك
وبيت من المجد الرفيع سمكتهُ       ثفت لي أثافيه تميم وخندف
ونراه يستنجد ويستغيث بعشائر تميم ليخففوا عنه المعاناة والمشقة، فهم أقرب الناس إليه، وأسرعهم إلى نجدته فيقول:
يا للعشائر من تميم iiانجدوا رجلا أضيم ولم يزل نجدا
وهو شديد الاعتزاز بهذا النسب، يفخر به ويشيد ويقول:
أنا ابن الألى شادوا العلى من عشيرة عـديـدهـمُ في الـنـائـبات كثير
ويكرره في قوله:
وإن لي نسبا في العرب فصّحني بين النبيط و (....).
ويرثي لنفسه إذ عاش بين قوم أعاجم، لا ينتسبون إلى ربيعة ولا مضر فيقول:
لقد دُفعت إلى قوم إذا انتسبوا فلا ربـيعة تؤويهم ولا مضر
 3  4  5  6  7 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عبيد العصا    كن أول من يقيّم
 
إذا كنت ضيف العكبريين لم iiتذق طعاما ولم تشرب من الماء iiباردا
وبتّ مبيت الذئب في أرض قفرة طوى أربعا يعوي وأصبح iiشاردا
عـبيد العصا لم يظفروا iiبفضيلة ولـم أر فـيـهم بالحقيقة iiماجدا
*زهير
27 - يناير - 2009
ولهن مثل الذي عليهن    كن أول من يقيّم
 
عرسك  من نفسك iiموصولة مـثل اتصال الكف بالساعد
فـيها الذي فيك على iiصحّة مـأخـوذة بالطبع عن iiوالد
فاحكم على نفسك واحكم iiلها مـن غير برهان ولا iiشاهد
إن كنت أفضيت إلى غيرها بـقـبـلـة  أو نظر iiفاسد
فاسمح  لها فالطبع أولى iiبها إذ كـنتما من عنصر iiواحد
*زهير
27 - يناير - 2009
تشبيه نادر    كن أول من يقيّم
 
وقال من قصيدة في 15بيتا يصف فيها قتله للبراغيث
أشـبّـهـني وإياهم iiصباحا وقـد منع العيان من الجحود
بـيـوم  القرمطيّ وقد iiتلقى حجيج البيت في جبلي زرود

وللأحنف قطعة ثانية في نفس المعنى وصف بها قتلى البراغيث قال:

كأني وهم والليل في ثوب راهب     =  وقد ناوشوني بين شفع إلى وتر

لفيف من الغوغاء هاجوا على فتى   =    تختّم في اليمنى وغلس بالفجر
*زهير
27 - يناير - 2009
وقال يصف غرفته    كن أول من يقيّم
 
وقال من قصيدة في 56 بيتا يصف غرفته:
 
سـهـرت ومـا مـثـلي ينام ويرقد وفـي الـقـلـب مـنّي جمرة iiتتوقّد
سـهـرت  ولم أطعم من الغمض iiلذة وكـيـف هجوعي والحشا ليس iiيبرد
وذاك لأنـي سـاكـن فـي iiغـريفة وأفـردت فـيـهـا والـغريب iiيفرّد
مـطـبـقـة  كالسجن بل هو iiدونها مـعـايـبـهـا  فـي كل يوم iiتزيّد
عـقـارب فـيـهـا طائرات iiووُقع وحـيّـات  سـوء في السقوف iiتردد
وزنـبـورهـا  فيها مقارن صرصر وطـبّـوعـها (1) باللسع للبقّ يسعد
فـفـي  كـل يـوم للحجامة iiموضعٌ مـن  الجسم بل في كل يومين iiأفصد
لـلـسـعـة  طـبّـوع ونهشة iiحية ولـذعـة زنـبـور فـجسمي iiمكمّد
ومـمّا  شجاني أن خبزي مكرّج ii(2) ومـن  دون هـذا الفعل طاب iiالتهوّد
فـلـو  كـنـت أنجو بالتكرّج iiوحده لـهـان ولـكنّي شجاني التروّد ii(3)
أصـمّ  عـن الـداعي إذا ما iiدخلتها وأعـمـشُ مـن ريح الكنيف iiوأرمدُ
ومـا قـمـت فـيها قائما مذ iiسكنتها وإنّـي مـتـى رمـتُ الـقيام لأمهَد
أقـفـع نـفـسي إن أردت iiاستراحة وأحـبـو إذا رمـت الـقعود iiوأُسند
كـأنّـيَ شـيخٌ قد حنى الدهر iiظهره فـطـورا  تـراه راكـعـا ثم يسجد
وحـيـطـاتها الأخصاص تهتز iiكلما تـحـركـت فيها والكواشك (4) iiمُيَّد
وقـد  أبـصرت عيناي فيها ضفادعا وهـذا مـن الإدبـار شـؤمٌ iiمـوكد
ومـن شـؤم جـدي أن نخلاً iiيظلني يـسـدّ  بـه وجـهـي فقلبي iiمسدّد
يـقـرّب مـنـي مـا أذمّ iiاقـترابه وإن  كـان مـن خـيـر فعنّي iiمبعّد
ونـهـرٌ  مـريـجٌ (5) فيه كل iiأذيّة ورائـحـة  جـيـفـاء فـيّ iiتصعّد
ولـو كـان جـرّارا لـمـا ذمّ iiأمره ولـكـنّـه لـلـكـنـف وقف iiمؤبّد
وقـد نـم إدبـاري بـشـيـخ iiمعلّم عـنـوف عـسـوف فـاسق iiيتمرّد
لـه  صـبـيـة من كل فج iiتجمّعوا ومـا فـيـهـم إلا مـشـومٌ iiمـنكد
يـقـيـمـهم صفا على باب iiغرفتي ويـبـرق مـن خوف عليهم iiويرعد
وإن صار وقت العصر حسَّب بعضهم وقـال لبعض جوّدوا الحسْب واعقدوا
وإن حـان وقـت الإنصراف iiرأيتهم يـشـقـون  أشـداقا وِساعاً iiلينشدوا
قـفـا  نبك من ذكرى حبيب iiومنزل وأضـنى لذاك القول منهم وأدرد ii(6)
وإن عـاز بـالـصبيان خبز iiغدائهم فـخـبـزي  مـبـاحٌ عندهم iiومبدّد
وصـبـيـانـه  عندي يبولون iiكلهم فـإن رمت منعا خاصموني iiوعربدوا
وإن  رمـت غلق الباب أبدَى iiتغضّبا وأومَـى  بـشـرّ حـرّه iiمـتـحرّد
يـقـول  لهم قوموا فروموا iiصعودها ولا تفزعوه واكسروا الباب iiواصعدوا
فـيأتون بالألواح يعطون (7) iiهامتي ومـن دون هـذا الـفعل بات iiالمبرد
وعـن يـمـنـتي خياط سوء iiمنافق مـراعٍ  أمـوري حـازمٌ مـتـفـقد
إذا جـاء غـرّامـي بـداهم iiبمرحبا وأهـلا  وسـهلا ثم يومي أن iiاقعدوا
وإن  لم أكن في البيت حاضر iiغرفتي يـشير  عليهم أن إلى الباب iiفاقصدوا
وقـولـوا  لـمـن فـيها يبلّغ iiقولكم ولا تـرهـبـوه واوعِـدوا iiوتوعّدوا
وإنـي  مـتـى وافيت والقوم حضّر فـيـبدي  عبوسا وهو مع ذاك iiيحرِد
يـطـالـبـهم  عنّي لقد طال iiمكثهم وكـم يـحـتـفـي إني أراك iiلملحد
إذا  مـتّ مـن يقضي ديونك قل iiلنا أظُـنّ  وظـنـي الحق عزمك تجحد
وإلا  فـعـدهـم مـوعـدا iiيعرفونه فـمـا صـح مذ عاملتهم منك iiموعد
وإن  قـلـت لـلـسقاء صب iiبدانق يـشـيـر عليهم خارج الدرب iiأجود
يـخـاصـمـني  عنه ويحلف iiدائبا بـأنـيّ  قـفـل عـنـده iiمـتـنكد
وقـد  قـال قـوم هـوّن الأمر ربما لـقـد هـان ما قد كان بالأمس يحمد
فـهـبـنـيَ هوّنت الأمور iiوعظمها فـكـيـف وإنـي والـمقابل iiمسجد
لــه قـيّـم لا قـوّم الله iiظـهـره يـبـيـع الـذي يـبقى بما هو iiينفد
ويـنـهـق  أوقـات الـصلاة iiكأنه نـهـيـق  حمار وهو بالمرج iiيُطرد
ويـأمـر بـالـمعروف والفسق فعله ويـنهى عن التزليج (8) وهو iiيصعد
يـقـوم  فـيـبدي نصحه عند iiنفسه ويـنـهـى  بخير وهو بالزور يشهد
يـقـول  فـلان صـالـح ما iiعلمته ولـكـنّ  جاري صورة الراس iiيغمد
وفـي كـل حـال فـالجميع iiفحوّلوا ولـكـن  بـهـذا أول الناس iiفابتدوا
يـعـارض  أمـري كـلـه iiبخلافه ويـحـلـف  بـالـرحمن أني iiملحد
وإن  إلـهـي قـد بـلانـي iiبزوجة وركـب فـيـهـا مـا يضرّ iiويفسد
جـراب الـمـخازي ما علمت iiوإنها تـبـاهـي خـصـالا كل يوم iiتزيّد
نـقـار وتـعـبـيـس ووجه iiمكلّح وتـبـصق  في وجهي فوجهي مسوّد
فـلـحـمـي بفيها كل يوم iiمعضّض وصـوفـي  بـكـفـيها الغداة iiمزبّد
ولـو كـنـت مـمّن يستحلّ iiتركتها وهـمـت  على وجهي فما لي بها يد
سـأصـبـر  هذا اليوم بالكره جاهدا لـعـل انـكـشاف الهمّ يأتي به iiغد
________________
(1)            الطبُّوع: من جنس القردان إلا أن لعضته ألما شديدا (لسان العرب: مادة طبع)
(2)            مكرّج: أي اسد قد علته خضرة (اللسان: مادة كرج)
(3)            الترود: الطلب والسعي (اللسان: مادة رود)
(4)            الكواشك: مفردها (كوشك) كلمة فارسية معناها القصر والبرج والكوخن وشبه رواق بارز عن البيت
(5)            ريج: مختلط (اللسان: مادة مرج)
(6)            أدرد: أغضب (اللسان: مادة درد)
(7)            يعطون: يتناولون أو يضربون (اللسان: مادة عطا)
(8)            التزليج: يقال يتزلج النبيذ أي يلح في شربه (اللسان: مادة زلج)
 
*زهير
27 - يناير - 2009
أصل هذا كله حسد    كن أول من يقيّم
 
خاض  قوم في iiحديثهم عـلـمـاء  ضمّهم بلدُ
أهـل  آداب iiومـعرفة فـهـمـاء فـيهم iiجلد
وتـجاروا  في iiحديثهم  ما عليه الأهل والولد
وتعادى  الناس عن iiنكد وقـديـمـا  فيهم النكد
ثـم  قالوا قل فقلت لهم أصـل  هذا كله iiالحسد
*زهير
27 - يناير - 2009
نموذج من إفساد الناسخ للديوان    كن أول من يقيّم
 
هذه القصيدة إحدى القصائد التي أفسدها الناسخ فحول بعض صدورها من الأحذ إلى الكامل التام ، والصواب أنها من الأحذ، وهي 52 بيتا  انظرها في الديوان ص 213  ولكن المحقق لم ينبه إلى هذا وأوردها على علاتها، وسوف أختار ما لم يطرا عليه تعديل، وما قمت بتصحيحه مع التنبيه إلى الأصل، والمختار من كل هذه القصيدة البيتان الأخيران، وهما من روائع الأحنف:
ومـعيشة بالحرف قد iiقرنت أدعـو إلـيـها معشرا iiنكدا
فـإذا  دعـوتهم مشوا iiهزؤا مـشيَ النعام أهيم iiفاجتلدا
وأشـدّ  ذلـك كـلـه iiحنف ينفي  السرور ويوهن iiالزندا
فإذا  مشيت حكيت في ظلعي مشي الحضاجر خافت الطرد
مـالـي  ولـلـتنجم iiأذكره وأشـيم  فيه النحس iiوالسعدا
في الأصل أذكر امره
ولـطـالـما عاديته iiزمنا أقفو  المنى وأنازل iiالأسدا
فـي  كل يوم ابتدي iiسفرا وأعود احكي الجزر والمدّا
في الأصل (... سفرا له)
فرد العزيمة حيث كنت أرى مـتـوحّـدا  بتحيّتي iiوحدا
في الأصل (حيث كنت رأيتني)
إلى أن قال:
وإذا دهت طخياء قد نزلت نـهـنـهتا  وكشفتها iiنقدا
في الأصل: نزلت بنا
وإذا الصديق هفا غفرت له وصرفت عنه الغل iiوالحقدا
في الأصل غفرت ذنوبه
وأسـرّ بـالإنسان iiأبغضه فـإذا  أمـرّ أذقـته iiشهدا
أغدو وأهل الدهر في قرن وإذا  صدرت رأيتني iiفردا
في الأصل (....في قرن معا)
*زهير
27 - يناير - 2009
حنين الطير    كن أول من يقيّم
 
ما الطير ينهض بالأخبار من iiبلد نـاء سـراعـا بلا لبث إلى iiبلد
لـكـن  يطير بها والطيرiiغافلة فرط الحنين إلى الأوكار والحشد
هذا عجيب تحنّ الطير وهي iiشدا ولا  أحـنّ بـتحصيلي إلى iiأحد
*زهير
27 - يناير - 2009
فيا أيها الفتيش    كن أول من يقيّم
 
فيا أيها الفتيش (1) والليل مظلم عـلى  عمش العينين أين iiتريد
تـريـد الذي أعيي البريّة iiنيله ومـطـلب ما لا يستطاع iiشديد
1 علق المحقق بأن الفتيش الباحث الطالب (اللسان مادة فتش)
 
*زهير
27 - يناير - 2009
وحيد    كن أول من يقيّم
 
أحـمـد  الله iiكـثيرا فـلـقد  أحسن iiجدّي
لـيس لي ابن ولا iiبن ت ولا يـوكـل كدي
إنما  أجلس في iiالبيت عـلى  السفرة iiوحدي
فـإذا نـمـت iiفقطي وحـمامي  عند iiخدّي
وإذا  أغـلـقت iiبابي فكأنّي في شلندي ii(1)
مـا  أبـالي بعد iiهذا كيف كان الناس بعدي
يظهر أن هذه الحالة التي يصفها الأحنف كانت في أخريات حياته، فقد تزوج ربما أكثر من مرة، وسوف أنشر في التعليق التالي قصيدة له هي من مشهور شعره، ويذكر فيها خوفه على أن تذوق ابنته الذل من بعده فيتمنى موتها، وقد ذكرتني أبيات الأحنف هذه بقول أبي العلاء:
وَهَوَّنَ أَرزاءَ الحَوادِثِ أَنَّني       وَحيدٌ أُعانيها بِغَيرِ عِيالِ
_______________
 1 - الشلندي: مركب مسطح لحمل السلاح والمقاتلة (صبح العشى: 3/ 523) (تكملة معجم تاج العروس 182) المحقق
*زهير
27 - يناير - 2009
مخافة أن تذوق الذل بعدي    كن أول من يقيّم
 
أحـبّ بـنيّتي ووددت iiأنّي دفـنت  بنيّتي في قعر iiلحد
وما  بي دفنها غرضا iiولكن مخافة  أن تذوق الذل iiبعدي
مـخافة  أن تصير إلى iiلئيم فـيشتم والدي ويسبّ iiجدّي
فـلـيت الله اسعدها iiبموت وإن كانت أعزّ الناس عندي
ويـتـبع ذاك في بأمّ صدق فتؤنس بنتها وأعيش iiوحدي
*زهير
27 - يناير - 2009
 3  4  5  6  7