البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الأحنف العكبري يولد من جديد    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 زهير 
27 - يناير - 2009
في عام 1999م صدر لأول مرة ديوان الأحنف العكبري (ت 385هـ) بتحقيق الأستاذ سلطان بن سعد السلطان ، ويضم (825) قطعة، في (4998) بيتا مع المكرر،  وكان الظن أن الديوان في عداد الدواوين الضائعة، منذ زمن قديم، وكانت المفاجأة أن نسخته الوحيدة في العالم تحتفظ بها مكتبة الملك فهد الوطنية.
فكيف وصل إليها ؟ وما قصة هذاالاكتشاف المذهل الذي حتم علينا أن نغير من نظرتنا إلى الأحنف، وقدمه لنا بصورة أخرى لم تكن تخطر على بال، وأضاء حقبة مظلمة من تاريخ مدينة عكبرا الراقدة على أطلالها منذ قرون
ويمكن الوصول إلى أطلال مدينة عكبرا وما أبقى منها الدهر على هذا الرابط: 
 
أما الأحنف العكبري فهو أبو الحسن عقيل بن محمد العكبري، النهشلي (1) التميمي  المتوفى عام 385هـ  وقد اشتهر بالأحنف العكبري لحنف قدميه، والحنف  كما قال ابن منظور ( اعوجاج في الرجل وهو ان تقبل إحدى إبهامي رجله على الأخرى) وقال الجوهري في الصحاح: (الأحنف هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها)
قال ابن الجوزي:( روى عنه أبو علي ابن شهاب ديوان شعره). ووصفه الثعالبي بشاعر المكدين وظريفهم. وقال الصاحب ابن عباد: هو فرد (بني ساسان) اليوم بمدينة السلام. وكثير من شعره في وصف القلة والذلة يتفنن في معانيها ويفاخر بهما ذوي المال والجاه).
قرأت في الأسبوع الماضي ديوان الأحنف العكبري وكنت أرى أبا العلاء المعري في كثير من معاني الأحنف ومبتكراته ولا أكون مبالغا لو قلت: (الأحنف العكبري هو المؤسس الحقيقي للمدرسة التي ينتمي إليها أبو العلاء)
وقد رأيت أن في شعره الذي يفيض إنسانية وعذوبة وأدبا رفيعا ما يدعو إلى تحريره من قائمة المكدين (النصابين) وضمه إلى عمالقة الشعر العربي.
ولا نقطع الأمل من العثور على نسخة كاملة لديوانه يوما ما.
وأما هزلياته ومجونه فلا أدري تاريخها، وإلى أي حقبة من حياته تنتمي، لذلك أرى عدم التعرض لها في هذه المختارات. وربما نوهت ببعضها إذا تضمن فائدة تاريخية.
كتبت لأستاذتي ضياء خانم أخبرها عن خيبتي أنني لم أعثر في المجمع عندنا على أي كتاب يتعلق بالأحنف، ثم كتبت لها عن فرحتي أنني عثرت في قوائم الكتب المقتناة حديثا على أول نشرة لديوانه، وهي النشرة التي أصدرها الأستاذ سلطان بن سعد السلطان عام 1420هـ 1999م في (633) صفحة.
يحدثنا الأستاذ سلطان عن مخطوطة الديوان فيقول: وكانت المخطوطة موجودة ضمن مجموعة مكتبة الأستاذ جميل ابو سليمان (رحمه الله تعالى) التي اقتنتها مكتبة الملك فهد الوطنية، وقد جمع الأستاذ جميل مخطوطاته أثناء إقامته في المغرب العربي، ومنها هذا الديوان الذي نجد على ورقته الأولى تعليقا مختصرا باسم صاحب الديوان بخط مغربي، ومع ذلك فنسخة الديوان مشرقية، كتبت في بغداد في 15/ ربيع الأول/ سنة 595هـ بخط النسخ التدويني على ورق مشرقي، لعله من صنع بغداد أيضا ... اما ناسخ الديوان فهو محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الكاتب، ونسخه جيد ومقروء، ويورد بعض اختلافات القراءة في الهامش. وتقع النسخة في (171) ورقة، وقياسها 22 سم × 16 سم، ورقمها (9/ مجموعة أبو سليمان) وجاء في آخرها (قال الحسن بن شهاب بن علي بن شهاب عفا الله عنه: هذا آخر ما وجد من شعر الأحنف العكبري. ووافق فراغ محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الكاتب منه صبيحة الإثنين خامس عشر ربيع الأول من سنة خمس وتسعين وخمسمائة وهو ثالث عشرين من شباط سنة عشر وخمسمائة وألف يونانية ببغداد، والحمد لله دائما وصلى الله على سيدنا محمد والنبي وآله الطاهرين، سهّل الله بعد عسر يسرا
وقد سقطت من أول المخطوطة صفحات ضمت قافية الهمزة ولا نستطيع تحديد عددها، وتلا قافية الباء باقي الحروف خلا حرف الخاء، وفي آخر الديوان اختلطت قافية الميم مع النون. ولا شك ان هناك نصوصا كثيرة ضاعت من شعر الشاعر، ويؤكد هذا وجود بعض القصائد التي حوتها بعض المصادر، ولم ترد في الديوان، ومن ذلك ما ورد في تاريخ بغداد 12/ 301 ويتيمة الدهر (3/ 114) وستأتي في ملحق خاص) وكذلك ورد في الديوان بعض النصوص المتكررة، فيأتي نص من ثلاثة أبيات ثم يأتي النص نفسه وقد زاد على ستة ابيات، فهذا دليل آخر على فقدان جزء من قصائده وأبياته، وربما كان لاعتماد جامع الديوان على الرواية الشفوية دور في ذلك.. وورد في الديوان أن أبا الفرج التميمي كان يدون شعر الأحنف، وكذلك راوي ديوانه الحسن بن شهاب، وكل هذا يوضح لنا مدى اهتمام العلماء والأدباء بشعره وقت حياته
قال: (وظل ديوان الأحنف مجهولا تاريخا طويلا، وجاء المؤلفون والباحثون في العصر الحديث، ودرسوا أدب العصر العباسي دراسات كثيرة، ولم يحظ الأحنف العكبري بنصيبه منها، وهم بمنأى عن اللوم، فسبب ذلك أن ما دون ونشر من شعره قليل جدا، لا يتجاوز الأربعين بيتا .. وقد تصفحت فهارس المكتبات في العالم فلم أجد أي إشارة إلى نسخة أخرى، وبحثت في المجاميع الشعرية فلم أعثر على شيء، وواجهت صعوبات شتى في التحقيق إذ الاعتماد على نسخة واحدة يجعل الأمر شاقا وعسيرا، إضافة إلى ما طرأ على النسخة من آفات الكتب، وأسوأها بلل من سائل، لعله حبر، وقع في آخرها، طمس بعض ابياتها وكلماتها، وجاء احد النساخ وحاول التعديل والإصلاح، فلم يوفق في ذلك، فأحدثت تحريفا في تلك الأبيات، ولم يسلم منها إلا القليل، فأثبت رسمها في مواطنها، وأشرت إلى التحريف، ووضعت في نهاية الكتاب صورا من تلك التعديلات من أصل المخطوط ليكون ذلك في متناول القراء. وفي ظني ان إخراج هذا الديوان سيفيد الباحثين، فسوف يضع بين أيديهم شاعرا كبيرا مبدعا وليس في هذا مبالغة او تجاوز، فقد حظي شعراء أقل منه شانا بدراسات مختلفة وبحوث متعددة، وما تجدر الإشارة إليه أنه قد يرد في الديوان ابيات مخلة بالعقيدة وأصناف المجون والسخف ووصف الخمر وشربها، مما لا يرضاه المسلم ولا يقره، ولم أرتض حذفها وطمسها، إذ الأمانة العلمية تقتضي أن أنشر الديوان كما وصل إلينا وفق ما أراده جامعه الحسن بن شهاب رحمه الله، ولأن ما ورد في هذا الكتاب من نصوص تصور لنا الحياة في عصر الشاعر وأوضاع مجتمعه. يقول الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في مقدمة تحقيقه ليتيمة الدهر: "ولم أشأ أن أحذف شيئا مما في هذا الكتاب من المجون .... لأنا لا نؤلف كتابا نختار فيه ما نشاء وندع ما نشاء، وإنما نحقق نصا قيده صاحبه في زمن كان الناس فيه اشد تحرجا من هذا الزمن الذي نعيش فيه"
ومع ذلك فقد حذفت بعض الكلمات الصريحة في المجون والفسق، وإنا نستغفر الله تعالى من إثبات تلك النصوص وندعو الله تعالى أن يغفر للشاعر ما زل فيه لسانه وما تاه فيه فكره وعقله).
قلت أنا زهير: وقد استوقفني أن ابن النديم (وهو معاصر للأحنف) عد عكبرا في أمصار الخوارج، فقال في (الفن الثامن من المقالة السادسة) تحت عنوان (فقهاء الشراة): (هؤلاء القوم كتبهم مستورة قل ما وقعت لأن العالم تشنأهم وتتبعهم بالمكاره ولهم مصنفون ومؤلفون في الفقه والكلام وهذا المذهب مشهور بمواضع كثيرة منها عمان وسجستان وبلاد أذربيجان ونواحي السن والبوازيج وكرخ جدان وتل عكبراء وحزة وشهرزور فمن فقهائهم المتقدمين. جبير بن غالب .. إلخ)
 
كما استوقفتني في كتاب (طبقات الحنابلة) لابن أبي يعلى قصيدة نادرة، استعار كاتبها أبياتا من قصيدة لابن الرومي، وهو يؤنب فيها عرب طورسينا لمساهمتهم في بناء كنيسة للنصارى في عكبرا، بينما ديوان الأحنف يشهد أن عكبرا كانت في عصره مدينة عامرة باليهود والنصارى، والأديرة والمدارس والحانات ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 - رجح المحقق أن الأحنف من قبيلة نهشل التميمية، قال: ولم تذكر المصادر ذلك، وإنما ورد في شعره ما يثبت ذلك فهو يقولك
يا ليتني كنت من أنباط دسكرة       بديرقنَّى ولي صفر الدنانير
ولم أكن نهشليا من بني مضر       وكنت أنسب في أبناء سابور
ويقولك
وبيت من المجد الرفيع سمكتهُ       ثفت لي أثافيه تميم وخندف
ونراه يستنجد ويستغيث بعشائر تميم ليخففوا عنه المعاناة والمشقة، فهم أقرب الناس إليه، وأسرعهم إلى نجدته فيقول:
يا للعشائر من تميم iiانجدوا رجلا أضيم ولم يزل نجدا
وهو شديد الاعتزاز بهذا النسب، يفخر به ويشيد ويقول:
أنا ابن الألى شادوا العلى من عشيرة عـديـدهـمُ في الـنـائـبات كثير
ويكرره في قوله:
وإن لي نسبا في العرب فصّحني بين النبيط و (....).
ويرثي لنفسه إذ عاش بين قوم أعاجم، لا ينتسبون إلى ربيعة ولا مضر فيقول:
لقد دُفعت إلى قوم إذا انتسبوا فلا ربـيعة تؤويهم ولا مضر
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ابن شهاب: جامع الديوان    كن أول من يقيّم
 
عرفنا مما تقدم انه لولا ابن شهاب لما عرفنا الأحنف العكبري حق المعرفة، وقد ترجم المحقق ترجمة نفيسة لجامع هذا الديوان: الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب العكبري وأفاد انه ولد في مدينة عكبرا في شهر محرم سنة 335 وقيل 331 وتوفي ليلة النصف من رجب سنة 428هـ ودفن في عكبرا ورثاه بعض العلماء الأدباء، منهم علي بن الفرج العكبري حيث يقول:
يـا  عين ما فيض الدماء بعاب فـابكي بأربعة على ابن iiشهاب
علم من الاعلام غيّب في الثرى فـثـوى  رهين جنادل iiوتراب
انظر القصيدة كاملة في كتاب (طبقات الحنابلة) لابن ابي يعلى في الوراق.
وقد نعته الإمام الذهبي في سيره بالإمام العلامة الاوحد والكاتب المجود .... وله مصنفات في الفقه والفرائض والنحو، وكان حريصا على شعر الأحنف يدونه ويحفظه ويكتب إليه يساله عن جديده ويستحثه أن يرسل له شعره) ومن ذلك قوله: (اجتزت بأبي الحسن عقيل الأحنف رحمه الله فسلم علي، وجلست إليه فأنشدني قصيدة له، فسالته ان يكتبنيها فقال لي: هي سوداء، وأنا أبيضها وأنفذها إليك، فكتبت إليه من غد ذلك اليوم بهذه الأبيات، يقول منها:
يـا  بـاذلا عـرفه من قبل iiمطلبه انجز  لي اليوم وعدا جدت أمس به
ولا تـحلني على تحكيك شعرك iiيا مَـن  فكرُ أغوصنا فكراً iiكمقتضبه
إن امـرأ الـقيس ذو فقر إلى iiندبه وابـن  الـمقفع محتاج إلى iiخطبه
واذمـم إلـي زمانا ضعت فيه iiولا تعجب فيعجب إن عجّبتُ من عجبه
فـأنـت أقـتـلـنـا علما له iiوبه وأربـط  الناس جأشا منه في iiنوَبه
فرد عليه الأحنف بقصيدة يقول فيها:
يا فاضلا حاز فخر الفضل عن iiأدبه وازداد فخرا يفوق الفخر عن iiحسبه
أمـا  الـزمـان فمذموم على iiنوبه والـصبر  أولى بحرّ زيد في iiكربه
ومـن تـعـجّب من أحداثه عجبي عـن قـولـه وهو ذو علم iiبمنقلبه
والحظ  في قسمة الأرزاق عند iiفنى سـرّ يدِقّ على ذي اللب في iiعجبه
خـذ  كـل يوم بما فيه وإن iiفدحت نـوائـبُ  الدهر فاقبلها على iiعقبه
طـوعـا  وإلا فكرها سوف iiتقبلها والـشكر للمرء طوعا خير iiمكتسبه
إذا تـأمّـلـت ذم الـحـظ لم iiتره حـظا لتعديل مولى القسم في iiسببه
لـكنّها النفس تشكو شجوها iiضجرا نـقـص اليقين بنور الهم عنه iiوبه
وربـمـا اخـترت أمرا فيه iiمتعبةٌ ولست تدري بصدق المرء من كذبه
مـن أجـل ذلك ما قد قيل في iiمثل أجـاد شـاعره الإيضاح عن iiأربه
كـم من حريص على شيء iiليدركه لـعـلّ إدراكـه يـدنيه من iiعطبه
ونقل الصفدي في ترجمته قوله:
كنت أشتري كاغداً بخمسة دراهم، فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليالٍ وأبيعه بمائتي درهم، وأقله بمائة وخمسين درهماً.
*زهير
27 - يناير - 2009
الأحنف اسير الفقر والحنف     كن أول من يقيّم
 
أفتتح هذه المختارات بذكر نبذة من شعره الذي تشكى فيه من حنفه وفقره وما أصيب بها من العمى في اخيرات حياته، فمن ذلك قوله:
ثمانون عاما أخلفتني ولم أزل       جليداً إذا ما صافحتني النوائب
وقوله
فشربتها ورقصت في حنفي       رقص الزنوج على صدى القصب
قوله:
والقرد في الخلق ما في رجله حنف       وظهر رجلي ملويّ ومقلوب
وقوله
أحـب  الوفا والعفو عن كل iiمذنب وأوثـر إيـثـار الجميل من iiالفعل
وأوطنت  نفسي فاطمأنت iiوأوطنت على  خلق يرضى به الله من iiمثلي
وأعـتـقـد الحسنى لكل ابن iiحرّة على خلقي أو في سبيلي وفي شكلي
وأعـلـم أن الله عـدل قـضـاؤهُ وتـعويجه  رجلي دليل على iiالعدل
وقوله
ضرير  أحنف شيخٌ iiكبيرٌ وحـيدٌ مفردٌ وجعٌ غريب
لقد صبّ البلاء عليّ صبا فليسَ  لما بليتُ به iiطبيب
وقوله وهو ليس في الديوان.
ترى العقيان كالذهب المصفى يـركّـب  فوق أثفار الدواب
وكـيسي  منه خلو مثل iiكفيّ أمـا هذا من العجب iiالعجاب
وقوله
حكى  عائبي رجلي فقلت له iiاتئد رفـقت به حلما وأوسعته iiضحكا
وقـلـت لـه لا تـحكني iiمتكلّفا فمشي بها عند انطلاقي بها أحكى
وقوله
أعاب على اعوجاج الرجل ظلما ولـيس  العيب فيها عيب iiفعلى
ولـو  أني قدرت لصغت رجلي كـأحـسن صورة واصحّ iiرجل
فـإن  تـكـن الطبيع iiضايقتني فـقد  أزرت على من كان iiقبلي
وفـي تـعـويـجها حظ iiورفق تـصون حشاشتي وتضمّ iiشملي
وتـؤمـنني  من النسوان iiجمعا وهـن  الـفـاتـنات لكل iiبعل
متى رمت الغواني رمن iiهجري رايـن تـحـانفي فقطعن iiحبلي
وفـيـهـا حـكـمـة لله أيضا تـردّ العين عن بصري iiوعقلي
وقوله 
سـبـحان  خالقيَ iiالذي يـحـبـو بأنواع iiالقسَم
هـو مخرجي من iiظلمة مـستودع  لي في iiالظلم
حـتـى إذا ما استكملت لـي  علمه وجرى iiالقلم
صـوّرت شـيخا iiأحنفا أمـشي على ظهر iiالقدم
أخرجت من عدم الوجود إلـى وجـود فـي iiعدم
وقوله وقد لحق الأبيات تصرّف أفسدها:
عذري إلى الناس في تركي ضيافتهم أنّـي مـضافٌ إلى الإفلاس iiوالعدم
وأن  مـكـتـسـبي بالذل من iiنفر لا يـنـسـبـون إلى جود ولا iiكرم
وأنّـنـي أحـنف في أرض iiمغربة ...... مـا يـحـويـه مـن عـظم
وأن  لـي نسبا في العرب iiفصحّني بـيـن النبيط ومن صارت لهم همم
 
وقوله
وأحـمـق أحـول أضحى يعيّرني بـالـعيب  في قدمي والفقر iiوالعدَم
مـسـتـقبحا حنفي جهلا فقلت iiله العيب في الرأي أدهى منه في القدم
وقوله
غـدوت وقـد ضاقت عليّ iiالأماكنُ وقـد ضـاق صدري والمقدّر iiكائن
أدبّ كـمـا دب الـرضـيع iiتجلّدا بـكـفـي  هـمياوان والجلد باطن
وكـيـف  يلذّ العيش من هو iiسالبٌ شديد القوى والموت في الجسم كامن
وقوله
ألـيس  من الكبرى ضريرٌ iiمنجّم وحـاسب  أعمى للكواكب iiيرقُبُ
وكـيـف  لأعمى أن يقوّم iiكوكبا ويدري إذا ما لاح في الجو كوكب
ومـا عـلمه بالتخت والمِيل iiويله وفـي نفسه شغل بعينيه متعب ii1
ولـكـنّـهـا الـدنيا تغيّر iiاهلها فـأعـمـشُ  كحّالٌ وثورٌ مُطبِّب
1ـ علق المحقق بقوله: علم التخت والميل علم يتعرف منه كيفية مزاولة الأعمال الحسابية، وخصوصا الفلكية برقوم تدل على الآحاد وتغني عما عداها بالمراتب، وتنسب هذه الأرقام إلى الهند، انظر (مفتاح السعادة 1 / 368)
*زهير
27 - يناير - 2009
قصيدة في مدح أبي مسلم الأصفهاني والي عكبرا    كن أول من يقيّم
 
انظر القصيدة في الديوان وهي 37 بيتا. قال جامع الديوان (ص 114): وقال يمدح أبا مسلم محمد بن الأصبهاني الحاجب
ليالي الصبا درت عليك السحائب وجـادك  هـطال مرته الجنائب
وفيها قوله:
عـمرت ضواحي عكبرا وعراصها بـعـدل رئـيـس هذبته iiالتجارب
وراعـيـت أحـوال الرعيّة iiمشفقا فـدرت  عـلـيهم بالنقيّ iiالمكاسب
وقـرّبـتـهـم حـتـى كأنك iiوالد فـحـلـمك  موجود وكيسك iiغالب
ثـمـانـون عاما أخلفتني ولم iiأزل جـلـيداً  إذا ما صافحتني iiالنوائب
فأصبحت كالشيء اللقى بعد نهضتي إلـى  مـعـجر قد غيبته iiالغياهب
مـدحـتـك  مختاراً ورمت iiتشرفا وإنـيَ  مـن مـدحي سواك iiلتائب
*زهير
27 - يناير - 2009
لا تعجبي يا هند    كن أول من يقيّم
 
حسبي ضجرت من iiالأدب ورأيـتـه سـببَ العطب
وهـجَـرت إعراب iiالكلا م  وما حفظت من الخطب
ونـسـيـت أخبار الزبي ر  ومـا رواه من iiالنسب
وتـركـت تـفسير iiالمعا نـي وهـو ديوان iiالعرب
ورهـنـت  ديـوان iiالنقا ئض واسترحت من التعب
لا تـعـجـبي يا هند iiمن قـولـي  فـما فيه عجب
إن الـزمـان بـمن iiتقدْ دم فـي  الـنـبـاهة منقلب
والـجهل يضطهد iiالحجى والـراس يـعـلوه الذنب
*زهير
27 - يناير - 2009
مجلس ليس بالرحب    كن أول من يقيّم
 
يـقـولـون كـظم الغيظ حلمٌ iiوعفةٌ وكـتـمـان  أحـقاد تولّد في iiالقلب
وأعـظـمُ  كـظـم الغيظ حرّ iiمكاتم هوى في الحشا بين الجوانح والحجب
وشـارب خـمـر ليس يمكنه iiالغنا إذا ما انتشى في مجلس ليس iiبالرحب
*زهير
27 - يناير - 2009
الجمال والأخلاق    كن أول من يقيّم
 
إذا فـات الفتى شيئان iiأضحى بـعـيـدا من ممازجةِ iiالقلوب
جمال الوجه: يشفع في المساوي وحسن الخلق: يشفع في iiالذنوب
*زهير
27 - يناير - 2009
فإن لم يكن حبٌ    كن أول من يقيّم
 
وقوله من قصيدة في 28 بيتا وهي اشبه ما يكون بشعر أبي العلاء
دليلك أن لا عيب في طاعة الفتى أخاه على كبر ولا يمكن iiالغصب
قعود  الورى عن طاعة الله بعدما غـذاهم بألطاف الغذا وهو iiالرب
فـكـيف  ولا ذنب يعد ولا iiقلى سـوى  بارقات إن تأمّلتها iiتخبو
فإن قلت إن المشرب العذب iiشابه أجـاج  فها قد أج مشربك العذب
إذا أنت سامحت الزمان iiضرورة فـسامح بنيه إن بدا خلق iiصعب
فـإن  لم يكن حب فلا تك بغضة وإن لم يكن مدح فمهْ لا يكن iiسبّ
*زهير
27 - يناير - 2009
لا تأمن الدهر    كن أول من يقيّم
 
قد أمنتُ الدهر أن iiيقـ لـب  يوما بك ما iiبي
إنـمـا الـدنيا iiحديث بـيـن  عتب وعتاب
كـم رأيـنا من iiرفيع حط  من بعد iiانتصاب
وحـقـير ضربَ iiالده ر  عـلـيه iiبالحجاب
مـا  على الأيّام iiعتبٌ فـي مـجيء iiوذهاب
إنـما  العتبُ على من زل عن وجه الصواب
*زهير
27 - يناير - 2009
من عاش منتبها قلت مصائبه    كن أول من يقيّم
 
دع  الـمطامع إن لاحت iiكواذبها تـعـش عزيزا فشر الفكر iiكاذبُهُ
واجعل شعارك سوء الظن تنج به مـن عاش مستيقظا قلّتْ مصائبُهُ
وخـالق  الناس خلقا يحمدوك iiبه فـالـبشر  نائل من قلت iiمواهبه
لا تـحـتـقـر أحدا غالته iiنائبة مـن دهـره فـتـأبـته iiمكاسبه
*زهير
27 - يناير - 2009
خارج السرب    كن أول من يقيّم
 
ومـنـتظر موتي ليجلس iiموضعي فقلت انتظر ما شئت فالله لي حسبي
أخـذت مـكاني كيف تأخذ iiمذهبي وحـظّي  ورزقي والعناية من ربّي
*زهير
27 - يناير - 2009
 1  2  3