" ...وأما السائل فلا تنهر ,وأما بنعمة ربك فحدث". ( من قبل 11 أعضاء ) قيّم
[ مَـنْ ] النكرة الموصوفة يرى ابن جني والزمخشري وابن الشجري والعكبري أنّ (مَنْ) الواقعة بعد (كل) : نكرة موصوفة. وأبو حيان يختار أن تكون اسم موصولٍ ؛ لأنها إنما تكون نكرة موصوفة الموضع الذي يختص بالنكرات ووقوعها في غير ذلك قليل، حتى إن الكسائي أنكره.[دراسات ق1 ج3 ص144]. مثال ما سبق قوله تعالى: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ » 21:55 ، وقوله عزّ وجل:« إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا » 93:19 مَنْ ذا الذي ، مَن ذا كل ما جاء في القرآن الكريم مِن (مَن ذا) كان بعده اسم موصول: (الذي) ، وقد جاء في الشعر أسلوب (مَنْ ذا) من غير أن يأتي بعده اسم موصول ،قال الأعشى: وغريبة تأتي الملوك حكيمة
| | قد قلتها ليقال مَن ذا قالها
| [ديوانه:27] ماذا الذي؟ هل جاء في القرآن؟ لم يأت في القرآن على غرار (مَنْ ذا الذي ) ، وقد جاء في شعر النعمان بن بشير: أيشتمنا عبدالأراقم ضلة
| | وماذا الذي تجزى عليه الأراقم
| [مهذّب الأغاني 3/201] وفي قول المتنبي (ديوانه 1/155) : إذا لم تكن نفس النسيب كأصله
| | فماذا الذي تغني كرام المناسب
| [ مـا ] المعرفة التامة ، والنكرة التامة (ما) معرفة تامة بمعنى الشيء فاعل لـِ(نِعْمَ)، و(بئس) عند سيبويه. [ الكتاب 1/476 ب، التسهيل ص126 ، الرضي 2/51 ]. وهي نكرة تامة منصوبة على التمييز عند الزمخشري[ الكشاف 1/163 ]، ومكي [ المشكل 1/113 ]. ومنه قوله تعالى: « لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ » 79:5 [ المشكل 1/242 ]. هل تقع (ما) صفة ؟ في التسهيل ص36 : « ويوصف بـ(ما) على رأي ». وفي شرح الكافية للرضي (2/51) : « اختلف في (ما) التي تلي النكرة لإفادة الإبهام ، وتوكيد النكرة ، فقال بعضهم: اسمٌ ، فمعنى قوله(مثلاً ما) ؛ أي : مثلاً أيَّ مَثَل ، وقال بعضهم : زيادة ، فتكون حرفاً ؛ لأن زيادة الحروف أولى من زيادة الأسماء. وأيضاً ثبتت زيادتها ، نحو: « فبما رحمة من الله لِنتَ لهم » ووصفيتها لم تثبت ، فالجمل على ثبت في موضع الالتباس أَوْلى... ». إذنْ (ما) الصفة تستعمل على هذين المعنيين. [ البحر 7/386 ، البيان 1/313 ، المشكل 1/31 ]. قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً » 26:2 فـَ(ما) صفة لـِ(مثلاً) زادت النكرة شيوعاً، و(بعوضةً) بدل. أو تكون (ما) زائدة. [ أبو حيان اختار الصفة (البحر 1/122) ، ومكي اختار الزيادة. (المشكل 1/31) ]. تـنبيه: (ما) النكرة الموصوفة لا يجوز حذف موصوفها ، ففي قوله تعالى: « أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ » 6:6 ضعّف أبو حيان أن تكون (ما) نكرة لمصدر محذوف تقديره : تمكيناً لم نمكّنه لكم. فهي زائدة للتوكيد. انظر البحر (4/76). [ أَيّ ] قال تعالى : « ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا » (69:19) الإعراب : ( أيهم ) استفهامية عند الخليل مبتدأ ، خبره ( أَشَدَّ ) ، والجملة محَكية بالقول ، ومفعول (لننزعن) محذوف ، تقديره : الفريق الذي يقال فيهم أيهم أشد. وكذلك هي عند يونس والجملة هي المفعول والفعل معلق. وقال الأخفش والكسائي (مِن) زائدة في المفعول ، و(أيّهم) استفهامية. وسيبويه يرى أنها اسم موصول مبني ، لإضافته وحذف صدر الصلة وهو المفعول. وقرأ طلحة بن مصرف ومعاذ ( أيَّهم ) بالنصب ، وهي تشهد لمذهب سيبويه. انظر : [ سيبويه 1/397 ب ، الكشاف 2/419 ، البيان 2/132-133 ، البحر 6/208-209 ]. عبد الفتاح البزم : دراسة آراء ابن خروف النحوية المبثوثة في كتب النحو، مع دراسة منهجه في كتاب (تنقيح الألباب بشرح غوامض الكتاب لسيبويه) رسالة ماجستير في علوم اللغة العربية / تخصص النحو. * انظري: كتاب شرح جُمل الزّجّاجي لابن عصفور، وكتاب التكملة، وكتاب البغداديات لأبي علي الفارسي. |