البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : الفلسفة والموسيقى    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 ضياء  
22 - يناير - 2009
كان جان بول سارتر يعزف البيانو ، وكذلك نيتشه ، وكذلك بارث . للوهلة الأولى ، تبدو الموسيقى وكأنها نقيض الفلسفة لأنها تتجاهل الوعي وتقطع تواصل الأفكار . عندما يعزف الفيلسوف ، يكون قد ترك العالم ، وتوقف عن وصفه ومراقبته وتحليله . يكون قد تخلى عن مهمته الأسياسية في رصده له لأنه يصبح " مستغرقاً فيه " . تزج الموسيقى بالإنسان داخل العالم ليصبح الإنسان والعالم كتلة واحدة . أو تزجه بالأحرى داخل عالمها الخاص الذي تسيطر عليه بدون منازع . أن تكون موسيقاً فهذا يعني أن تكون عازفاً وأن لا تكتفي فقط بالاستماع إلى الموسيقى ، يعني أن تخرج من الوجود الواقعي بصورة قطعية تشبه حالة الإغماء ، إنما بدون إغماء ، بل على العكس ، لأنه لا يوجد نشاط إنساني يستدعي الحضور البديهي للفكر أعمق وأشد يقظة من عزف الموسيقى .
يبقى السؤال عن المحيط العائلي هام جداً . فالفلاسفة الثلاثة الذين نتحدث عنهم لديهم ما هو مشترك في محيطهم الأسري لأنهم تربوا جميعهم في عالم النساء ، لذلك ، فإنهم لا يتعبون من تفكيك هذا العالم وهم يعزفون الألحان الرومانسية . رصد العالم ووصفه : هو العمل الدؤوب واليومي والضروري ، وهو المزاوجة بين الإنسان وحياته . تفكيكه : هو الغزل والمغامرة والحرية .
 
(هذه الأفكار وما سيليها مستقاة من كتاب لفرنسوا نودلمان François Noudelmann بعنوان : " لمسة الفلاسفة " Le Toucher des philosophes صدر حديثاً عن دار غاليمارد )
 4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
إلى أولي الألباب : ضياء ، والنويهي ، والزيات : مع التحية ....    كن أول من يقيّم
 
*د يحيى
15 - مايو - 2009
أيهما السابق ؟ موزار أم الأخوين رحباني ؟    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
(يا أنا  يا أنا أنا ويّا).......... موسيقا عذبة تناغِم صوتَ المعجزة فيروز .
 
السؤال الأول هو : أيهما السابق ؟ ....
والسؤال الثاني لِمَ  لا ننصف عندما نهتك الأستار ؟ .... سا مِحُونا .
*د يحيى
30 - مايو - 2009
موزار    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا د. يحيى :   كما تعلم فإن السابق موزار , أما الأخوين رحباني فقد وضعا كلماتهما على هذه الموسيقى الرائعة , ودون ادعاءٍ بأنها لهما , فهي مشهورةٌ جداً , وقد قدماها كما هي : موسيقى موزار كلمات الرحابنة  , , ,
وهما بهذا العمل الرائع قد قدما للمستمع العربي موسيقى البيانو الرائعة هذه , فأصبحت أجمل في أذننا العربية  .
*محمد هشام
31 - مايو - 2009
طقطوقة    كن أول من يقيّم
 
الطّقطوقة

هي نَظمٌ من الزّجل، عالجه عدد من الشّعراء، أمثال بديع خيري وبيرم التّونسي وأحمد رامي، وحوّله إلى غناءٍ المُوسيقار
زكريا أحمد؛ وكان ذلك في الثّلاثينيات.
تعتمد الطّقطوقة على لازمةٍ موسيقيّةٍ واحدةٍ، يليها المقطع الأوّل. ثمّ تُعاد اللاّزمة وتنتقل إلى المقطع الثّاني، ثم اللاّزمة، وبعدها المقطع الثّالث ثم اللاّزمة ليتمّ بذلك قَفلُ الطّقطوقة.
أهمّ الطقطوقات التي لحّنها الشّيخ زكريا أحمد: "جمالك ربّنا يزيدو"، و "ليه عزيز دمعي تذلّه"، و "اللّي حبّك يا هناه". وأشهر هذه الطقاطيق على الإطلاق، طقطوقة "غنّي لي شويّ شوي" التي غنّتها أم كلثوم عام 1944 في فيلم "سلامة". ثم عَمَد زكريا أحمد إلى تطوير الطّقطوقة فجعلها قريبةً من المُونولوغ من حيث اللّحن؛ فحلّق بها إلى آفاقٍ عاليةٍ كما فعل بطقطوقة "حبيبي يسعد أوقاته".
*د يحيى
8 - يوليو - 2009
غنّ لي شوي شوي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
التّعبير الغنائي

شَعَرَ الإنسان منذ البدايات الأولى بضعفه وضآلته في هذا الكون اللاّمُتناهي، وأدرك ضرورة تملّك القوة كأداةٍ تضمنُ له البقاء أوّلاً ثمّ الباقي بعد ذلك. وأوّل أدوات القوّة التي ابتكرها: السّحر كَسِلاحٍ يستمدّ فاعليّته من العالم الخفيّ، من العالم الآخر. ولعلّ الأمر انتهى به إلى إكتشاف الغناء كشكلٍ من أشكال السّحر: سحر الطّفل الباكي، سحر الحبيب اللاّمُبالي، سحر القبيلة، وتوحيدها على إيقاع أغنيةٍ واحدةٍ أو نشيدٍ واحدٍ.
ولأنّ الغناء له مفعول السّحر على عواطف النّاس واتّجاه تفكيرهم، فقد كان تاريخ الغناء صارمًا في تحديد مقاييس جمال الصّوت المُنفرد. ولكنّ هذا التاريخ، تاريخ الغناء، لم يخُض في باقي مكوّنات الأغنية، ممّا ترك الوعي النّاقص بالشّكل والوظيفة الغنائيتيّن، مّمتدًا عبر الزّمن. هذا الوعي النّاقص الذي يمكن نعته بأزمة التّنظير الغنائي كان أبرز ضحاياه: المُغنّي.
المُغنّي هو حلقةٌ من الحلقات الأربع الضّرورية لكلّ أغنيةٍ.
فالشّاعر كاتب كلمات الأغنية؛ والمُلحّن كاتب ألحانها؛ والمُوزّع مؤلّف الموسيقى المُصاحبة للأغنية؛ والمُغنّي مؤدّي النّص الغنائيّ.
لكنّ صفة المُغنّي داخل هذه الحلقات المُتشابكة هي مراتب ثلاث، ترتقي وتتدنّى حسب الموهبة والتّأطير وروح الإبداع. وهذه المراتب هي:
- المُغنّي: إنسان له طاقة صوتيّة، تُمكّنه من محاكاة أغنيةٍ.
- المُطرِب: مُغنّي موهوب له القدرة على الإبداع داخل الأغنية ذاتها.
- المُبدِع: مُنتج الأغنية فكريًا وجماليًا وأيديولوجيًا أحيانًا.
فالمُبدع، مبدع الأغنية، يتربّع على هرم المُثلّث لكونه يجمع بين القُدرة على الغناء أحيانًا وبين الإلمام بالإطار النّظري والجماليّ وحتّى الإيديولوجيّ للأغنية. فرُؤيته للأغنية شاملة. لكنّ قلّة هُم المبدعون الذّين يؤدّون نصوصهم الغنائية بأنفسهم، بينهم: محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، سيّد درويش، سيد مكّاوي، عبد الوهاب الدّكالي، مارسيل خليفة... فالأغنية تُفضّل الإنسحاب لفائدة صوتٍ غنائيٍ أفضل من صوتها، كما كان يفعل عبد السّلام عامر، رياض السّنباطي، زياد الرّحباني، محمّد الموجي، كمال الطّويل، بليغ حمدي...
أمّا المُغنّي فدون المُبدع بكثيرٍ كَون كلّ رأسماله هو طاقته الصّوتية. إنّه حكاء، محض حكاء، تعوزه القدرة على الإرتجال النّاجح داخل النّص والتّجارب مع حالة الجمهور... إنّه مُجرّد صوتٍ يحفظ أغنيةً عن ظهر قلب...
أمّا المُطرب فيبقى أرفع مرتبةٍ من المُغنّي وأقدر على الأداء الغنائيّ الخلاّق لجمعه بين الطّاقة الصّوتية والقدرة على الإبداع داخل النّص (ارتجال مواويل مثلاً). إنّه فنّانٌ ينقشُ خصوصيّته على فنّ المُبدع وعلى الذّوق العام للعصر.
الطّرب، كنشاطٍ أرقى من الغناء، هو شكلٌ من أشكال التّعبير والجهر بالرّأي وروحنته لدرجةٍ يُصبح فيها الرّأي رأي الجميع والإحساس إحساس الجميع. إنّ وظيفة المُطرب هي إلقاء النّص الغنائيّ مع إبداء الموقف من هذا النّص من خلال الإيماءات الجسديّة المُعبّرة والوضعيّات الجسدية الوظيفيّة، إذ لا شيء يفسد النّص الغنائي أكثر من سكونيّة المُغنّي أو تحفّظه أو لامبالاته أو جهله بأساليب التّعبير الجسديّ.
*د يحيى
8 - يوليو - 2009
مقامات    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
أنواع المقامات

دخلت كلمة مقام في الاصطلاح الموسيقيّ العربيّ للدّلالة على تركيز الجُمَل الموسيقيّة على مختلف درجات السّلم الموسيقيّ حتّى تُحدث تأثيرًا معيّنًا على مؤدّيها ثم سامعه. ولعلّها قِيسَت في ذلك على معناها الأصليّ في اللّغة العربيّة الذي هو موضع الأقدام أو "المنزلة"، وقد اشتهرت الكلمة الأخيرة في المغرب العربي للدّلالة على الدّرجة الصّوتية.
ثمّ تحوّلت كلمة مقام في أغلب البلاد العربية والإسلاميّة، فصارت تُستَعمل للدّلالة على مجموع السّلالم الموسيقيّة التّي وُضعَت لكلّ منها أبعادٌ مخصوصةٌ بين مختلف درجاتها لتُحدِثَ التّأثير المطلوب.
وفي مصر كان الفنّانون يطلقون على هذا المعنى كلمة "نغمةٍ" التي حوّلها بعضهم فصارت تدلّ على الدّرجة الصّوتية. أمّا في الجزيرة العربية، بما فيها إمارات الخليج واليمن، فالكلمة المعروفة لهذا المعنى هي "صوت"، وهذا هو التّعبير القادم الوارد في الكتب التّراثية. وفي المغرب العربي، من برقة إلى الأندلس، فالكلمة المُستعملة لهذا الغرض هي "الطّبع"، فيقال "طبع الحُسين" أو "طبع الحجاز". ولعلّ استعمال الكلمة الأخيرة فيه إشارة إلى ارتباط المقامات الموسيقيّة مثل التّي لأبي يوسف يعقوب الكِنْدِي وخاصّة منها رسالته التي عنوانها "رسالة في ترتيب النّغم" الدّالة على طبائع الأشخاص العالية وتَشابه التّأليف".
تُقسم المقامات الموسيقيّة العربيّة إلى ثلاثة محاورٍ:
1- مقاماتٌ تعتمد أجناسًا أو عقودًا ثلاثيةً أو رباعيّةً أو خماسيةً أيّ ذات أربع أو خمس درجات متتاليةٍ، وهي تشترك في ذلك مع الموسيقى الفارسيّة والتّركية واليونانية.
2- مقاماتٌ تعتمد السّلم الخماسي وتشترك فيه مع الموسيقى الإفريقيّة الزّنجية وموسيقى الشّرق الأقصى.
3- مقامات دُمِجَ فيها النّوعان السّابقان، وهي التّي تركّزت في الأندلس والمغرب العربي والجزيرة العربية.

أ- العقود الثلاثية لا تتجاوز:
1- ما يُسمّى بالعجم. وقديمًا استُعمِلَت كلمة أعجميّ دلالةً على ما لم يكن عربيًا، وفي الاصطلاح تدلّ على عقدٍ ثلاثيّ يرتكز على درجة "سي" المخفوضة التّي تُسمّى بالعجم أيضًا، ويشتمل على بُعدٍ كاملٍ مُكرّرٍ.
2- كما يشمل عقد "السيكاه" وهي كلمة أصلها فارسيّ مُركّبة من "سا" بمعنى "ثلاثة" و"كاه" أي صوت؛ والمعنى: الدّرجة الصّوتية الثّالثة من السّلم الموسيقيّ الشّرقي، حُرِّفَت فصارت "سيكاه" وهي تمثّل عقدًا ثلاثيًا يرتكز على درجة "مِيِ" المخفوضة بنسبة 30% التّي تُسمّى "السّيكاه"، ويشتمل على 70% أو 80% من البُعد، يُمكن نعته بثلاثة أرباع البُعد تجاوزًا مع بُعدٍ كاملٍ. وقد لُوحظ أنّ خفض درجة المِيِ يكون في تركية والجزائر والمغرب بنسبة 20% فقط.
ب- أمّا العقود الرّباعية فهي:
1- الراست وهو يرتكز على درجة "دو" التّي تحمل اسمه ويشتمل على بُعدٍ كاملٍ، فثلاثة أرباع البُعد مكرّرة.
2- النهاوند ويرتكز على درجة الراست أيضًا "دو" ويقابل السّلم الصغير الغربي من حيث استعمالُه على بُعدٍ كاملٍ يليه نصف البُعد ثم بُعدٌ كاملٌ.
3- البيّاتي ويرتكز على درجة "الدّوكاه" وهي كلمة فارسيّة مُركّبة من "دو"، وهي اثنان وكاه بمعنى صوت "ري"، ويشمل بين درجاته ثلاثة أرباع البُعد مُكرّرة ثمّ بُعدًا كاملاً.
4- الحجاز ويرتكز على درجة "الدّوكاه ري" ويشمل على درجاته 60% من البُعد ثم 140% من البُعد فنُصفُ البُعد.
5- الصّبا ويرتكز على درجة "الدّوكاه ري" ويشمل بين درجاته ثلاثة أرباع البُعد مُكرّرة ثم نَصفُ البُعد.
6- الكردي ويرتكز على درجة "الدّوكاه ري" ويشمل بين درجاته نصف البُعد بُعدًا كاملاً مُكرّرًا.

أمّا العقد الخُماسي فمِنهُ:
1- النّوائر وهي كلمةٌ معناها أثر البُعد الذّي يرتكز على درجة "الراست دو" ويشمل بين درجاته بُعدًا كاملاً يليه نصف البُعد، ثم بُعدًا ونصفًا ثم نصف البُعد.
2- الماهور وهي كلمة فارسية، معناها الهلال، يرتكز على درجة "الراست دو" مقابل المقام الكبير الغربي من حيث اشتماله بين درجاته على بُعدٍ كاملٍ مُكرّرٍ يليهما نصف البُعد، فبُعد كامل. وإذا ما ركّز على درجة "فا" سُمّي "جهاركاه" ومعناها الصّوت الرّابع كما لو ركّز على "سي المخفوضة"، "سي" عجم عشيران.
3- الذيل ويرتكز على درجة "الراست دو" وهو خاص بالأندلس والمغرب، ويشمل بين درجاته بُعدًا كاملاً، فـ80% من البُعد ثم 70% من البُعد ثمّ بُعدًا كاملاً.
4- العراق التّونسي والأصبهان المغربي يرتكز على درجة الدوكاه "ري" ويشمل بين درجاته 80% من البُعد فـ70% من البُعد فبُعدين كاملين.
*د يحيى
8 - يوليو - 2009
حلب أم الطرب ، والمحاشي والكُبَب    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
صبـاح فخـري
1933م-

ولد الفنّان صباح فخري في مدينة حلب، في بيئةٍ علميّةٍ صوفيّةٍ. كان والده شيخًا لبعض الطُّرق الصّوفية، فكانت الأذكار تُقام والأناشيد الصوفية تُنشَد وآلات الإيقاع تَضرُب الأوزان الموسيقية، وكانت مسامع هذا الطّفل تتلقّى هذه النّغمات والأوزان؛ فنشأت عنده موهبةٌ موسيقيّةٌ فطريّة؛ وقد منحه الله جمال الصّوت، فكان يردّد هذه الألحان الصّوفية ويترنّم بها ويسمعها إلى أقرانه الأطفال.
دخل المدرسة الابتدائية وتدرّج في دراسته حتّى الشّهادة الابتدائية. ولمّا شعرت إدارة المدرسة بجمال صوت هذا الطّالب، بدأت تظهره في حفلاتها المدرسيّة. وفي الوقت نفسه، شعر هو بشخصيّة صوته وجماله وحسن أدائه، فقُوِّيَت شخصيته الفنّية وارتفعت معنويّاته الموسيقيّة. وصادف أن زار حلب الأستاذ سامي الشّوا، عازف الكمان الشّهير، وسمعه فأعجب بصوته وقرّر اصطحابه إلى مصر التّي كانت ولا زالت تُعدّ منبرًا للفنون والعلوم والشّهرة وموطن الفنون الموسيقيّة. لكنّ دمشق ضنت به بعد أن اكتشفت مواهبه وتمسّكت به؛ وكان آنذاك راعي الموسيقى المرحوم فخري البارودي الذي أصرّ على بقائه ، ذلك بأنّ الحكومة السّورية كانت على أبواب تأسيس الإذاعة السّورية في 3 شباط 1947.
تعاقدت الإذاعة معه وبدأ يقدّم حفلاته الغنائية في كلّ أسبوعٍ. وكان للإذاعة معهدٌ موسيقيٌّ تابع لها، فدخله صباح ليزيد معلوماته الفنّية.
كان صوت صباح وغناؤه في إذاعة دمشق فريدًا في نوعه وأدائه. لقد كان متمسّكًا بالطّابع الكلاسيكي العربي المطرب. ساعده على سلوك هذا الطريق مرونة صوته وقوة صنعته خلافًا للمُطربين المعاصرين الذين يعجزون عن أداء هذا الطّابع العربي الأصيل، لأنه يحتاج إلى حَنجرةٍ قويّةٍ صافيةٍ وصنعةٍ متينةٍ وصوت مرنٍ يؤدّي الحركات الغنائية العربية المطربة من دون تكلّفٍ أو عناءٍ.
وفي نهاية عام 1948، عاد صباح إلى مدينة حلب، تاركًا الغناء لزمنٍ قصيرٍ ليتزوّد بالعلم. فدخل المعهد العربي الإسلامي لإتمام دراسته الإعدادية. وبعد أربع سنوات عمل مدرّسًا في المدارس الرّسمية سنةً واحدةً ثم استدعته الحكومة لأداء خدمة العلم. ومارس بعدها بعض الأعمال الصِّناعية والتّجارية والكتابية؛ وكانت إذاعة حلب تستدعيه بين الحين والآخر لتتزوّد منه ببعض التّسجيلات من صوته الرّخيم العذب. ثم اتّجه إلى العمل المسرحي الغنائيّ حيث تقابل مع مُستمعيه وجهًا لوجهٍ ولم يعد جهاز الراديو واسطة بينه وبين مستمعيه.
ولمّا تأسّس التلفزيون السّوري عام 1960، كان "صباح" أوّل من شارك بغنائه في حفلاته. كما اشترك في كثيرٍ من البرامج التلفزيونية التي صاحب فيها الغناء. ولم يكن المطرب صباح مُطربًا محلّيًا بل تعدّى نطاقه الحدود السّورية، فسافر إلى مصر وروسيا وغنّى في الأردن ولبنان. وسافر إلى السّودان؛ وقد عمل الكثير من الإسطوانات الغنائية التي راجت بشكلٍ هائلٍ. كما سافر إلى أمريكا الجنوبية.
ومن نماذج غنائه: الموشّحات القديمة والحديثة( القُدود الحلبية)، والأدوار المصرية. وسبق أن غنّى بعض النّوبات الأندلسيّة في إذاعة حلب مع الشّيخ علي الدّرويش.
*د يحيى
9 - يوليو - 2009
أثر الموسيقا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أثر الموسيقا في العلاج النفسي...

" الموسيقا منحة جليلة من المولى [عز وجل]، ولا أتخلى عن نصيبي منها ولو أعطيت العالم بأسره ". روثر .
بعد دراسات دقيقة أجريت من قبل علماء النفس تبين لهم أن للموسيقا اتصالاً مباشراً بالناحية الوجدانية لدى الإنسان، وأن أعصابه تتأثر تأثراً واضحاً عند الاستماع إلى ألحانها المشوقة، ولذلك أنشئت مستشفيات خاصة ومراكز للعلاج بالموسيقا يعالج فيها المصابون بالأمراض العصبية والعقلية. وكثيراً ما يتضح بعد أن يفحص المريض فحصاً دقيقاً أن علاجه لايحتاج إلا بضعة برامج موسيقية تتناسب مع قوة أعصابه أو ضعفها، فالموسيقا للمرضى دواء وللمنهوكين شفاء، لذا يجب على المرء أن يخصص جزءاً من أوقاته لسماع الموسيقا؛ لما لها من ميزات وفوائد متعددة، فهي تولد في النفس رقة المشاعر وطهارة الروح، وتغرس في نفس الفرد حب التجدد والذوق السليم. كما أنها تفرج عن الإنسان الهموم والأ حزان، وتساعده على تمضية أكثر العمر فرحاً وطرباً .
ولاشك في أن للموسيقا الجميلة تأثيراً مفيداً في النفس.
 وعشاق الموسيقا الغربية من أوبرات وسيمفونيات يعلمون كيف تسيطر الموسيقا العذبة على مشاعرهم، وتسمو بوجدانهم إلى عالم الشاعرية والخيال.
وقد استعملت الموسيقا الشرقية القديمة في العصرين الأموي والعباسي لعلاج المرضى، وما يزال موجوداً حتى الآن في المغرب الأقصى بمدينة (فا س) وقفٌ خاص تعزف فيه إحدى الفرق الموسيقية للترويح عن المصابين بالأمراض النفسية والعصبية. وللموسيقا أهداف سامية تلج بها حياتنا الخاصة والعامة، فهي فضلاً عن ذلك تنمي الذوق الفني لدى الأطفال، وتهذب الوجدان لدى الكبار.
ولم يجهل العرب فائدة الموسيقا في الشفاء من بعض الأمراض النفسية والعصبية والعقلية، فالرازي كان في بداية أمره موسيقياً وضارباً ممتازاً على العود، ثم ترك ذلك وأقبل على دراسة كتب الطب والكيمياء.. فنبغ فيها جميعاً. ويبدو أن ذلك لم يمنعه من استخدام الموسيقا في أغراض العلاج، فقد وردت إشارات في بعض المراجع لم يشر أصحابها إلى مصدرها، إلا أنه يغلب على الظن أن الرازي درس فائدة الموسيقا في شفاء الأمراض وتسكين الآلام، وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد تجارب كثيرة أجراها. إذ كان يتردد على صديق له يشتغل صيدلانياً في مستشفى في مدينة الري، وكان من عادته حينما يجتمع بصديقه هذا أن يعاوده الحنين إلى الموسيقا، فكان يعزف عنده هنيهة داخل المستشفى بقصد التسلية والطرب، ولشد ما كان يدهشه عندما يرى المرضى الذين يعانون آلاماً قاسية يتركون أسرتهم ويلتفون حوله، إذ كان يشملهم السرور والبهجة عندما يسمعون هذه الألحان الشجية وينسون آلامهم المبرحة. فأدرك أثر الموسيقا في تخفيف الآلام وفي شفاء بعض الأمرا ض، ولكنه لم يقتنع بهذه النتيجة من المرة الأولى، وأخذ يدرس بدقة تأثير الموسيقا في شفاء الأمراض، وبعد تجارب كثيرة أخذ يعتمد عليها بوصفها أسلوباً من أساليب العلاج الطبي.
وللفارابي دور مهم في العلاج بالموسيقا، فقد وصل في علم صناعة الموسيقا وعملها إلى غاياته، وأتقنها إتقاناً لا مزيد عليه وكان يصنع ألحاناً بديعة يحرك بها الانفعالات. ويقال إن الآلة المعروفة بالقانون من وضعه، ولعله أخذها عن الفرس ووسعها وزادها إتقاناً فنسبها الناس إليه. عزف عليها مرة فأضحك الحاضرين، وعزف ثانية فأبكاهم، ثم عزف ثالثة فأنامهم.
كما أن ابن سينا ترسّم خطا الفارابي في نظرياته الموسيقية حيث برع فيها نظرياً وعملياً، وعالجها في عدة كتب لم يبق منها إلا ثلاثة، اثنتان باللغة العربية، والثالثة بالفارسية، فكتابه (الشفاء) هو خلاصة ما جاء في موسيقا الشفاء، ويذكر ابن أبي أصيبعة أن لابن سينا أيضاً كتاباً آخر في الموسيقا، يدعى (المدخل إلى علم صناعة الموسيقا). وأن موضوعه يختلف عما جاء في كتاب (النجاة) وقد عولج المجانين أيضاً عن طريق الموسيقا وعن طريق زراعة أنواع مختلفة من الأزهار تدخل البهجة إلى قلوبهم وتمتع أنظارهم بمرآها.
وقد بدأ....




 
 
*د يحيى
2 - يناير - 2010
أثر الموسيقا (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وقد بدأ العلاج بالموسيقا في القرن العشرين بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، إذ اعتاد عدد من الموسيقيين الذهاب إلى المستشفيات لعزف المقطوعات الموسيقية للمرضى من ضحايا الحروب الذين يعانون من الآلام الجسدية والعاطفية، وقد كان الاكتشاف حين أحس هؤلاء المرضى بالراحة، وطلبوا من الأطباء تعيين موسيقيين في المستشفيات، لكن الأمر تطلب بعض التدريب لهؤلاء الموسيقيين، ومن ثَمَّ نشأ أول برنامج في العالم لمنح درجة علمية في العلاج بالموسيقا في جامعة ولاية ميتشجان عام 1944م، وبعد ذلك انتشر العلاج بالموسيقا وصار علمًا مستقلاً بذاته يُدرَّس في معاهد متخصصة، وبذلك انتقل الأمر من الترويح إلى العلاج الفعلي لبعض الحالات.
ولا يعد أي شخص ما مؤهلاً للعلاج بالموسيقا حتى يتم دراسته للبرامج العلمية المعتمدة لهذا التخصص. ويفيد العلاج بالموسيقا في علاج الأطفال والمراهقين وكبار السن الذين يعانون من بعض المشكلات النفسية أو العقلية، أو من بعض الإعاقات في النمو أو التعلم، ومشكلات كبار السن الأخرى، والمشكلات الناتجة عن تعرض الشخص إلى العدوان بشكل أو بآخر، وفي حالات إصابات المخ، والإعاقات الجسدية، والآلام الحادة والمزمنة بما في ذلك آلام الولادة، ومشكلات الكلام والتخاطب والتوا صل، وفي حالات القلق والسلوك العدواني، وغيا ب التركيز الذهني.
وقد أدى تطور الممارسة والعلم إلى فتح مراكز العلاج بالموسيقا في النرويج وسائر دول أوروبة وإلى ظهور عدد من المناهج والأساليب العلاجية نذكر منها:
(1)
العلاج الموسيقي التحسيني: Improvisational Music Therapy
ومنه أسلوب نوردوف روبينز Nordoff - Robbins وأساليب أخرى. وتقوم فلسفة تلك الأساليب على تحفيز ردود أفعال المريض على جميع المستويات. وتقوم على الاتصال بالشخص في سياق التجربة الموسيقية.
(2)
الغناء والمناقشة: Singing and Discussion
وهو أسلوب نمطي يستخدم في العلاج النفسي، وفي علاج مشكلات المراهقين وكبار السن، ويقوم على تحفيز الشخص المريض أو صاحب المشكلة على الاستجابة للمقطوعات الشعرية والموسيقا، وذلك بالتعبير عن الفِكَر والمشاعر التي استثارتها فيه الأغنيات والنغمات.
(3)
الوصف التصويري والموسيقا الموجهة: Guided Imagery and Music (GIM)
وهو أسلوب يعتمد على الاستماع إلى الموسيقا الكلاسيكية مصحوبة بحالة من الاسترخاء العقلي والجسدي؛ لتحفيز الوصف التصويري بهدف الوصول إلى الواقع الذاتي.
(4)
أسلوب أورف شولفيرك السريري: Clinical Orff Schulwerk (COS)
ويستخدم للمساعدة في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية من خلال استخدام الحركة والإيقاع والأصوات واللغة والتعبير الموسيقي في أطر جماعية.
(5)
التدخل الإيقاعي الإفضائي: Rythmic Entrainment Intervention (REI)
وهو برنامج علاجي موسيقي إيقاعي يستخدم أنماطًا إيقاعية معقَّدة؛ لتحفيز الجهاز العصبي المركزي للمساعدة في التحسين السلوكي والمعرفي طويل المدى في الأشخاص الذين يعانون من
اختلالات عصبية بيولوجية.
وقد أدى تطور العلم والممارسة إلى فتح عدة مراكز للعلاج بالموسيقا في عدة مدن في النرويج والدول الآسكندنافية وأوروبة ولمساعدة المعوقين، والذين يعانون من بعض المشكلات النفسية أو العقلية.
قلت ( أنا يحيى ) : كانت ألمانية قد أجرت تجارب على المرضى الجرحى المشروطة بطونهم .... فتبين لهم أن الموسيقا الخفيفة الهادئة الحالمة تسرّع في التئام الجرح !
ثم كنت قرأتُ مقالاً لإحدى الأديبات اللبنانيات تقول فيه : إن ضرع البقر يدرّ حليباً أكثر .... ، وإنّ العشب يزداد نمواً....كل أولئك كان سببه الموسيقا ....
سبحان من وهب الأنغام لمخلوقاته : استمعوا لهديل اليمام ، ونوح الحمام ، وصوت العندليب ، وزقزقةالعصافير....وحفيف الشجر ... وخرير النهر ، وليلى مراد ، وعزيزة جلال ، وفيروز ، وصباح فخري ، وأنغام المنشدين ، ومقامات القراء....
 
*د يحيى
2 - يناير - 2010
 4  5  6