البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : الفلسفة والموسيقى    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 ضياء  
22 - يناير - 2009
كان جان بول سارتر يعزف البيانو ، وكذلك نيتشه ، وكذلك بارث . للوهلة الأولى ، تبدو الموسيقى وكأنها نقيض الفلسفة لأنها تتجاهل الوعي وتقطع تواصل الأفكار . عندما يعزف الفيلسوف ، يكون قد ترك العالم ، وتوقف عن وصفه ومراقبته وتحليله . يكون قد تخلى عن مهمته الأسياسية في رصده له لأنه يصبح " مستغرقاً فيه " . تزج الموسيقى بالإنسان داخل العالم ليصبح الإنسان والعالم كتلة واحدة . أو تزجه بالأحرى داخل عالمها الخاص الذي تسيطر عليه بدون منازع . أن تكون موسيقاً فهذا يعني أن تكون عازفاً وأن لا تكتفي فقط بالاستماع إلى الموسيقى ، يعني أن تخرج من الوجود الواقعي بصورة قطعية تشبه حالة الإغماء ، إنما بدون إغماء ، بل على العكس ، لأنه لا يوجد نشاط إنساني يستدعي الحضور البديهي للفكر أعمق وأشد يقظة من عزف الموسيقى .
يبقى السؤال عن المحيط العائلي هام جداً . فالفلاسفة الثلاثة الذين نتحدث عنهم لديهم ما هو مشترك في محيطهم الأسري لأنهم تربوا جميعهم في عالم النساء ، لذلك ، فإنهم لا يتعبون من تفكيك هذا العالم وهم يعزفون الألحان الرومانسية . رصد العالم ووصفه : هو العمل الدؤوب واليومي والضروري ، وهو المزاوجة بين الإنسان وحياته . تفكيكه : هو الغزل والمغامرة والحرية .
 
(هذه الأفكار وما سيليها مستقاة من كتاب لفرنسوا نودلمان François Noudelmann بعنوان : " لمسة الفلاسفة " Le Toucher des philosophes صدر حديثاً عن دار غاليمارد )
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
..وآهٍ من الموسيقى!    كن أول من يقيّم
 
الموسيقى ..وآهٍ من الموسيقى !
 
منذ سنوات بعيدة ..فى أواخر سبعينيات القرن الماضى،وكنت ُ قد تعلمتُ العزف على البيانو،وأعزف بعض السوناتات لكبار الموسيقيين العالميين.
تعلمت العزف على يد أحد المدربين فى قصر الثقافة بطنطا،فآلة البيانو من الآلات الضخمة ،قلّ أن توجد فى بيوتات الأسر المصرية ،بعد تفشى آلات العزف الوترية وآلات النفخ والترمبيط. بل بعد سيادة الهشك بشك والميوعة والغناء السفيه،لم تعد حتى موجودة بالمدارس . وبانتشار التزمت والضيق الفكرى ،أصبحت الموسيقى الرفيعة فى خبركان.
 
قرأتُ بعض الكتب عن الموسيقى وأصبحت مكتبتى تضم كتابات أعلام الموسيقى العالميين ،العملاق بتهوفن ،والنابغة موتسارت،وشوبان وشوبرت وهندل وتشايكوفسكى  و...و..
وأذكر من ضمن هذه الكتب ،دراسة قيمة"الفيلسوف وفن الموسيقى" تأليف :جوليوس بورتنوى ،ترجمة د.فؤاد زكريا ،ومراجعة د.حسين فوزى.
 
وها هى الأستاذة /ضياء .. تذكرنى بأيام جميلة ،وتعيد إلىّ ذكريات نابضة بالحياة ،بعدما تخشبت الأصابع وتفرقت بنا السبل ،وغشينا ما يغشى النهار من ظلام دامس .
 
سأحاول ..التواصل مع الموسيقى والأستاذة ضياء ..
عسانى أعيش لحظات الإغماء الوجدانى ،بدلاً من الرعب الذى نعيش فيه.
*عبدالرؤوف النويهى
22 - يناير - 2009
النقر وضبط الأفكار    كن أول من يقيّم
 
مساء الخير أستاذ عبد الرؤوف :
 
سرتني استجابتك المشجعة لموضوع هذا الملف الذي أحاول أن أفهم من خلاله العلاقة بين الفلسفة والموسيقى ، وهي محاولة متواضعة جداً أسعى فيها للاقتراب من الموضوع لأنني ، وإن كان باستطاعتي تفكيك بعض النصوص الفلسفية والقراءة بين سطورها ، إلا أن الموسيقى تبقى بالنسبة لي ذلك العالم المجهول الذي لم تتح لي الظروف الدخول إليه إلا من باب المستمع والمتلقي . سيقتصر دوري ، إذن ، على نقل بعض الأفكار التي جاء بها الكتاب واسترعت انتباهي
 
يظن فرنسوا نودلمان ( مؤلف الكتاب ) بأن العزف بالنسبة للفيلسوف يشبه تماماًعملية ضبط الصوت أو الصورة التي نقوم بها بواسطة أزرار التحكم ( réglage ) . إنها عملية ضبط " من بعيد لبعيد " ، وأن هذا " العلاج " بالنقر على أصابع البيانو ، يعيد الأفكار إلى مواضعها
 
أتمنى لو كان باستطاعتك إضاءة هذا الموضوع بالاعتماد على تجربتك ، وعلى الكتاب الذي ذكرته " الفيلسوف وفن الموسيقى " . ولك الشكر الجزيل .
 
*ضياء
22 - يناير - 2009
جان بول سارتر والموسيقى    كن أول من يقيّم
 
كان لفيلسوف الوجودية علاقة حميمة جداً بالموسيقى التي كانت تشكل المساحة السرية لشخصيته التي عـُرفت بثوريتها وتمردها والتزامها السياسي . فمن معارضته للدور الفرنسي في حرب الهند - الصينية إلى مناصرته للثورة الجزائرية ، ومن محاوراته الساخنة مع التشي غيفارا إلى نضالاته المعروفة في انتفاضة العام 1968 في فرنسا إلى مناصرته للطلاب الماويين إلى ، إلى ... وفي خضم هذه الأحداث الطاغية والهادرة ، ورغم انخراطه الكامل في العمل السياسي آنذاك ، كان جان بول سارتر يخصص جزءاً من وقته ، في كل يوم ، للعزف على البيانو وكأن هذا الرجل الممثل لروح عصره ، كان يعيش على وقع موسيقاه الخاصة التي كان يعزفها في أوقاته الحميمة ، وهو لم يتوقف عن القراءة والعزف إلا في آخر حياته بعدما شح نظره .
 
كان في طفولته ، يسمع ألحان أمه التي كانت تعزف لشوبان وشومان . وكان جده يصطحبه أحياناً إلى المحفل البروتستانتي فيسمع هناك باخ ، وصوت الأورغ الكنسي الضخم والمهيمن . وكان سارتر يحب موسيقى الجاز ، لكنه قال على لسان بطل روايته " الغثيان " بأن سماع الجاز يولد لديه شعوراً مضنياً لأن تلك الموسيقى تضعك في الحد الفاصل بين الإحساس بالرحمة ، والإحساس بالقرف وبعبثية هذا العالم الذي نعيش فيه .
 
هناك موسيقى نتكلم عنها ، وموسيقى نعزفها : ورغم أنه كان قد تحدث عن الموسيقى القديمة وعن الجاز ، إلا أنه كان يعزف " شوبان " Chopin ( وهو خير من يمثل الرومانسية في الموسيقى الكلاسيكية )، وكان يطيب له أن يعزف البيانو عندما يكون مدعواً لدي الآخرين ، خصوصاً لدى النساء . ويصف نودلمان عزفه بقوله : " كانت أصابعه الغليظة والثقيلة تحاول ، على الأقل ، أن تتحرك بدلال وخفة فوق اللوحة ، ودون أن تخترق أصابع البيانو " بل هو يصف حركاته على أنها نوع من " المداعبة " التي تشبه " اللمس " . ويذكرنا الكاتب بأن سارتر كان قد صرح ذات مرة بأنه لا يحب كثيراً " الدخول في المرأة " . والعزف على البيانو يصفه سارتر بأنه " نوع من الانحراف السلبي والإيجابي " ومعناه أن نتوقف عن رؤية العالم كشيء دبق يصعب الخلاص منه ،  بل أن نقطع كل علاقة لنا معه .
 
في روايتة الأولى " الغثيان " التي يتحدث فيها عن جمهور إحدى الحفلات الموسيقية ، وهو جمهور " سلبي " ( برأيه ) يستمع فقط ولا يجيد العزف ، يقول بسخرية وعلى لسان بطلها ( الذي يشبهه تماماً ) : " يا للحمقى ! إنهم يظنون بأن الجمال يشاطرهم الألم " . وهي تعيد إلى أذهاننا فكرة سارتر الرئيسية التي تتحدث عن علاقة الإنسان بحريته وكيفية تحقيقه لوجوده عبر ممارسة هذه الحرية .
 
فهل كانت ممارسة العزف هي نوع من التمرد على نظام اجتماعي ؟ أم أنها كانت حديقته الخاصة والسرية وعودة إلى طفولة يبحث فيها ينبوع العاطفة الأمومية التي افتقدها ؟ على أية حال ، يظن نودلمان بأن علاقة سارتر بالبيانو هي النسخة السرية لحياته ، أو الأثر المخفي لعاطفته الأشد حميمية .
 
 
*ضياء
22 - يناير - 2009
الموسيقى الرفيعة    كن أول من يقيّم
 
كنتُ عندما أضع أصابعى فوق أصابع البيانو ،أشعر بأن جسدى قد صارمتجاوباً مع حركة أصابعى ،وأحس بروحى سابحة ،وتبدأ   النغمات تتصاعد ليس فقط بتوقيعى على أصابع البيانو ،بل بروحى وتعلو  ثم تهبط وترق ثم تشتد ..وهكذا أرى عالماً تسبح فيه روحى عبر المدارات .
كنت أؤيد ما قاله فيثاغورس "أن الموسيقى البشرية ما هى إلا أنموذج أرضى للإنسجام العلوى للأفلاك" وحتى هذه اللحظة أستمع إلى االسيمفونية التاسعة (الكورالية )لبتهوفن  ،وأجدنى محلقاً فى سماوات لانهاية لها.
 
وعندما بحثتُ فى أوراقى المتناثرة ،والتى كتبتُ فيها بعض آرائى وملاحظاتى ،وجدت فى كراسٍ متهالك صفحاته ،مطموس بعض حروفه،بعض سطور رسالة كتبتها بيتنا فون آرنم  إلى الشاعر الأكبر جوته إثر لقائها مع العظيم  بيتهوفن"إننى أتحسر كلما فتحت عينى ،لأن كل ما أراه من الناس يخالف عقيدتى الدينية ،وأكاد أحتقر العالم الذى لايعرف بأن الموسيقى إلهام أرفع من الفلسفة ..وأنا عارف بالله ،أقرب إليه من الفنانين الآخرين،عرفته وأدركته فأطمأنت نفسى إلى أن موسيقاى لن يصيبها ضر أبداً،وكل من يفهمونها يرتفعون عن الدنايا التى يعمه فيها البشر ..الموسيقى وسط بين الإحساس والفكر..حدثى جوته عنى ،قولى له أن يسمع سمفونياتى وسيؤمن حينئذ على قولى بأن الموسيقى هى المدخل الروحى إلى نطاق المعرفة العليا،تلك التى تفهم الإنسانية والإنسانية لاتفهمها.."
 
يُحكى أنه ..عندما حضرت الوفاة فردريك شوبان ،وجه كلامه إلى صديقيه :العازف فرانشوم والأميرة البولندية تسارتوريسكا ،وكانت من خيرة تلاميذه ومنفذة وصيته قال: اعزفوا  دائماً الموسيقى الرفيعة ،وسأسمعكم من هناك"
 
سأحاول الكتابة عن تجربة  غلفها النسيان بأستاره ،وأواصل عرض كتاب "الفيلسوف وفن الموسيقى"
 
*عبدالرؤوف النويهى
23 - يناير - 2009
نيتشه والموسيقى    كن أول من يقيّم
 
 
لنيتشه صلة وثيقة جداً بالموسيقى التي تعلمها كذلك من أمه ، وهو لم يكف طيلة حياته عن الاعتقاد بأنه سيصبح موسيقياً لامعاً ، وكان مواظباً على العزف في كل يوم ، وأول ما كان يسأل عنه عندما كان يقوم بحجز غرفة له في أحد الفنادق ، أثناء تنقلاته الكثيرة ، هو معرفة ما إذا كانت الغرفة تحتوي على بيانو .
 
ألف نيتشه حوالى الخمسين مقطوعة موسيقية خلال حياته ، لكنها كانت ذات مستوى متواضع جداً ، بل مخيب للأمل . بالمقابل ، كان عازفاً بارعاً ومتشبعاً بكل تاريخ الموسيقى ، عارفاً بمجالها الواسع في التلحين والتدوين ، لكنه لم ينجح أبداً في إقناع معاصريه بالقيمة الفنية لمقطوعاته التي حاول أن ينافس بها صديقه ( لفترة من الزمن وقبل أن ينقلب عليه ) فاغنر ، والتي كان يكتبها للبيانو وتحتاج غالباً لأربع أياد لعزفها ( أي أنها كانت بحاجة لزوج من البيانوهات في كل مرة ). كان نيتشه يحب هذه المشاركة في عالم الموسيقى ويعتبرها بديلاً عن الروابط العائلية وأن هذه الثنائية هي نوع من المزاوجة بدون زواج ، وهي تحالف مؤلف من " الوحدة والتوحد " .
 
فشل نيتشه فشلاً ذريعاً في أن يصبح موسيقياً رغم محاولاته المتعددة والمتكررة ، مع هذا ، ظل يعتقد بأن كل ما ألفه من كتب " هو شكل من أشكال الموسيقى الجديدة التي لن تروق إلا للذين لديهم آذان جيدة للسمع " ، وكان يظن ، لوقت طويل ، بأن ألحان صديقه فاغنر ، الذي افتتن بموسيقاه ، ما هي إلا تجسيد للأفكار التي طورها بنفسه في كتبه الفلسفية .
 
بعد انفصاله عن فاغنر ، صار يعزف شومان " الذي لا مثيل له " ، لماذا ؟ لأن شومان هو الجرعة المضادة لفاغنر وبيتهوفن ، هو الجرعة المضادة لألمانيا . شومان بالتحديد ، بنظره ، هو " إيطاليا " ، وما يتهم به فاغنر بالتحديد ، هو إرادته في تحويل الموسيقى إلى " لغة ". أي منبع كل تسلط .
 
كانت الموسيقى هي الدواء الوحيد لروحه ، حتى في فترة جنونه الأخيرة . كان نيتشه يحاول أن يمسك العالم من أذنيه ، وأن يستخدم رنات الوتر لكي يتمكن من تقييم ما هو صالح لجسده ، ما يضعفه وما يقويه . وكان هذا العالم الصوتي الذي كان يسكنه ، المتولد من آثار وقع أصابعه فوق أحجار البيانو ، هو المكان الذي أتاح له تقييم أفكاره وقياس مستوى شدتها وجمالها .
 
 
*ضياء
24 - يناير - 2009
رولان بارث والموسيقى     كن أول من يقيّم
 
قرار العيش مع الموسيقى هو إلزام للجسد العاشق . هكذا قرر رولان بارث بأن تكون علاقته مع الموسيقى ، وهو ما فهمه بمنأى عن الرموز التي كان المنظر الوحيد لها كعالم سيميائيات والمحرض الأساسي في زمنه على دراسة الفلسفة البنيوية . كان البيانو ، بالنسبة له ، هو الهروب من الخطاب النظري العالم إلى نوع من اللذة الحسية التي تكون أحياناً مهدهدة كأغنيات الطفولة ، أو عنيفة جارفة مسرِّعة لنبضات القلب أحياناً أخرى .
 
كان بارث يعيش علاقته مع البيانو كنوع من النرجسية رغم أنه لم ينجح أبداً بالوصول إلى درجة العازف الماهر ، بل ظل طوال حياته يعيش تجربته كهاو لا يمل من المحاولة . وكان يطيب له أن يردد ، بشيء من الفكاهة ، بأن : " العازف الأمثل لشومان هو أنا " . لقد كان هاوياً ، وعازفاً رديئاً ، لكنه كان يواظب على العزف وإعادة المحاولة بإصرار ، في كل مرة ، وكأن هذه المحاولات هي العلاقة الحميمية التي كان يتلذذ بنسجها مع الموسيقار الذي يعزف ألحانه . كان شومان يلمس روحه ، لذلك ، من أجله ، ومن أجل الموسيقى الألمانية ( التي كان سارتر يعشقها أيضاً ) فهو لن يتردد في قبول موقع الهاو ، والعازف الرديء ، المتحمس دوماً لقراءة المقطوعة عينها ، وتكرارها يوماً بعد يوم ، حتى حدود الإرهاق الشديد ، ودون أن ينجح أبداً في امتلاكها أو سبر غورها ، لأنه عندما يعزف ، فإن كل شيء يتحرك ، وكل شيء يتغير ، وبحيث أن الوقت يتقلص ويتمدد ، وكل هذه الاختلاجات وهذه الحيرة ، كانت تروق له تماماً .
 
وكما كان الحال لدى سارتر ، فإن بارث كان يعزف هرباً من الحداثة . هرباً من الحياة التي تجرفنا . وكمثل سارتر ، كانت الموسيقى في حياته هي الجانب الحميم والخاص المقابل للجانب الخارجي والعام والمكان الذي يلقي فيه بنفسه داخل نوع من التفكيك الحي والمحفز لطاقته الحيوية والذي كان ينقذه من تفكيك العالم بأساطيره المتعبة . والبيانو بالنسبة لبارث ، كان : " الوسيلة التي تمكنه من الكتابة بشاعرية وتترك من ورائها صدى . " ، " إنه مشهد ذاتي ، وأسلوب حياة " يقول نودلمان ، مع كل ما يمثله من هروب من الواقع ، واستبطان للذات ، لذيذ المذاق ، متقطع ، ويصعب الإمساك به .
 
خلاصة :
 
تنتقل عبر الموسيقى ، مجموعة من " الآثار " العاطفية التي نرى امتداداتها في الحياة الاجتماعية والثقافية . كل هذه الآثار سوف تفصح عنها أنامل العازف سواء كانت : الهيئة التي يتبدى بها عزفه ، أم ما يضمره من كياسة أو رقة أو رغبات ، وبشكل أن العزف على البيانو لا يترك الأيام التي تليه دون أثر ، لأنه يقوم بإخراج هذه المشاعر من الظلمة إلى النور .
إن ذلك الذي يتخيل للحظة بأن خطاب العشق ممكن ، سيبدي لنا من خلال عزفه بأنه لا يخاف تناقض المسميات ، وبأنه يجد لنفسه في الموسيقى الطريقة المثلى للغذاء ، لأن العاشق يجد فيها دائماً ما يتغذى به .
 
*ضياء
25 - يناير - 2009
الفيلسوف وفن الموسيقى    كن أول من يقيّم
 
الفيلسوف وفن الموسيقى
جوليوس بورتنوى
                                         (1)
 
يفتتح المؤلف فى مقدمته "بأن كتابات الفلاسفة ،كان لها تأثيراً كبيراً فى التطور التاريخى للموسيقى فى الحضارة الغربية.
 
ثم يستطرد  بأن الفلاسفة وإن كانوا فى عمومهم نظريين ليس لديهم من الخبرة الفنية ما يتيح لهم تقويم التركيب الفعلى للموسيقى ،إلا أن لهم آراء كثيرة فى الموسيقى وفى تأثير الفن الموسشيقى فى سلوك الإنسان،ويشهد الواقع الثقافى والإجتماعى  والدينى فى المجتمعات الغربية ،بأن نظرياتهم قد أثرت بوضوح فى مجرى الموسيقى فى الحضارة الغربية.
 
ويؤكد على أن الفيلسوف القديم لم يكن ينظر إلى الموسيقى على أنها مجرد تعبير عن المشاعر بل كان ينظر إليها  على أن لها مصدر علوى معين يعلو على أفهام البشر ،بل كان يؤمن على أن الألحان تحوى معان أخلاقية  وإلى دلالات أخلاقية فى الإيقاعات،ولما لاحظ تأثير الموسيقى فى البشر وسلوك الإنسان ،قرر بأن الموسيقى قد تهذب الطبع الإنسانى أو تزيده إنحطاطاً.
*عبدالرؤوف النويهى
26 - يناير - 2009
صورة بيتهوفن    كن أول من يقيّم
 
علقت فى حجرتى على الجدار المواجه لمدخلها ،صورة كبيرة لبيتهوفن ، مما استرعى انتباه الداخلين ،وكم تشملنى السعادة وأنا أمسك بزمام الحديث متحدثاً عن بيتهوفن  أو كما حفظت اسمه"لود فيج فان بيتهوفن" وعن سيمفونياته التسع وخاصةً القدرية والبطولية والكورالية .
أظن أن من كان يسمعنى ، لايعى شيئاً مما أقوله فى غمرة حماسى وشبابى الغض.بل ربما تحسر على عقلى الذى وفى أول الشباب، قد مسه خبل!!
 
كنت أكتب تحت صورته ماقاله شومان"خذوا مائة سنديانة ،عمر كل منها مائة عام،واكتبوا بها اسمه حروفاً باسقة  منتشرة بين السهول و انحتوا شبيهاً له فى جرم هائل كتمثال القديس شارل بوروميو على ضفاف بحيرة ماجيورى،حتى يطل من علاه مثلما كان موقفه فى الحياة ، وعندما تمر السفن بنهر الراين ،ويسأل السواح عن صاحب التمثال الضخم يجيبهم الصبية :إنه بيتهوفن ..فيظن السياح أنه اسم إمبراطور جرمانى عظيم"
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
26 - يناير - 2009
العلاقة بين الفلسفة والموسيقى ، سؤال كان دائم التكرار فى نفسى !    كن أول من يقيّم
 
فى البداية أشكر الأستاذة ضياء على هذه الأطروحة ، وأرجو منها أن تستمر فى بسط الأفكار المختلفة .
وأشكر السيد النويهى ، وأعتب عليه كل هذا الجفاء .
 
وبالرجوع إلى الموضوع الأساسى ، قديما قرأت عن بعض الفلاسفة المسلمين ، وتتبعت أخبارهم فى المصادر المختلفة ، وكان هناك تقريبا شيئا مشتركا بينهم -بالتأكيد غير كونهم فلاسفة -  هو أن التعريف أو الترجمة الخاصة بالفيلسوف كانت دائما ما تردد ( .....وكان عالما بالموسيقى ، ...) ، حقيقة لا أعرف ما هو السبب الذى جعل هذه الجملة تتكرر ، و كنت أسأل نفسى ، لماذا الموسيقى بالذات ؟ ما الذى يكمن فى الموسيقى حتى يفزع إليها أصحاب الحكمة ؟
 
أرجو من السيدة ضياء أن تكمل حديثها الشيق حتى نترسم طريق الجواب ، شكرا لكِ سيدتى ، شكرا لك سيدى .
 
 
*يوسف الزيات
26 - يناير - 2009
أتابع متسائلا    كن أول من يقيّم
 
.
أتابع بشغف هذا الموضوع الذي طرحته الأستاذة الفاضلة ضياء، واستجاب له الأستاذان الكريمان ، النويهي والزيات ، فشكرا لهم جميعا . وقد دفعتني مطالعتي جميع المشاركات إلى طرح بعض الأسئلة التي أرجو ان لا تكون خارجة عن لب الموضوع ؛ راجيا الحصول على إجابات كي أفيد منها .
يقولون ما معناه : لغة الموسيقى هي اللغة العالمية الوحيدة التي تتفاهم بواسطتها كل المخلوقات ( قسم من الناس ، نبات ، دواب ، طير ، جماد ... ) ؛ كل وفق مقدرته على البيان والتبيين، ومقدار تمكنه من التبيّن والتأمل . ولما كان لكل المخلوقات فلسفتها ؛ فالموسيقى ، ما دامت لغة التفاهم والتعبير ، هي لغة الفلسفة ذاتها . واطرح هنا سؤالا : هل يمكن ان يكون بوش موسيقيا؟! وكذلك تسيبي وأولمرت وباراك وشارون ، ومن قبلهم هولاكو وجنكيز خان وغيرهما ممن يشتركون في فلسفة واحدة! إذا كانوا موسيقيين يؤلفون المؤلفات الموسيقية ، ويعزفونها على البيانو او أية آلة أخرى ، فما هو شكل موسيقاهم تلك التي تعبر عن فلسفتهم ؟! أم أن الموسيقى لا يُعنى بها إلا البرءاء من سفك الدماء؟
وسؤال ثان :
السلم الموسيقي ، هذا الذي يبدو وكأنه نشأ مع نشأة المخلوقات ، ما الذي جعله يختلف بين شرق وغرب؟ أهو تباين الفلسفات العقلية ، أم هو تباين العواطف والمشاعر والأحاسيس؟ أم هو كلاهما؟.
وسؤال أخير خطر لي ؛ لأن المشاركات تتحدث عن موسيقات موسيقيين غربيين : ما الذي يجعل من موسيقى شعب من الشعوب تنتشر وتعم لتصبح عالمية؟ ولماذا اشتهرت الموسيقى الأوروبية أو الغربية عموما بأنها عالمية ، في الوقت الذي ما زالت الموسيقى العربية ، مثلا ، تراوح مكانها؟ هل الشكل الفني للموسيقى هو السبب أم أن السبب تباين الثقافات والفلسفات بين العرب وغيرهم ، وهل هناك أسباب أخر؟ وشكرا لكم  .
 
*ياسين الشيخ سليمان
26 - يناير - 2009
 1  2  3