البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الشعر الحر في الإمارات    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 طماح 
19 - يناير - 2009
دولة الإمارات العربية المتحــدة                     
وزراة التربية والتعليم والشباب
منطقـة الشـارقـة التعـليـميــــــة
 
 
 
 
 
تقرير لمادة اللغة العربية بعنوان:
 
 
"مدرسة الشعر الجديد(الحر) في الإمارات"
 
 
 
(الفصل الدراسي الثاني)
 
 
كاتب التقرير: طماح الذؤابة
الصف: الثاني عشر العلمي/2
السنة الدراسية :2006ـ2007م
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
(المقدمة)
 
    قرأتُ ودُرِّستُ الشعر الانجليزي والشعر العربي.  اطلعتُ على المدارس الشعرية و خصائصها، ولا يمكنني إنكار انبهاري بمدرسة الشعر الجديد وبقالبها المختلف عن الشعر العمودي والتقليدي، والتي ظهرتْ عقب المدرسة الرومانسية ، حيث كان من روادها: نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وآخرون، فحدق فضولي في القريب وإليه مد القضيب، ألا وهو الشعر الجديد في الإمارات، حيث لم يسبقْ لي أن قراتُ شعرًا حرًّا إماراتيًّا، كذلك زاد من فضولي قول الكاتب الفرنسي ألبيريس:
"الشعر لا يسعى إلى تجميل الحس السليم المشترك بين البشر، بل إلى التغلغل في أسرار العالم المعجز، الفائق الطبيعة والفائق الواقعية".
فألفيتُ أنه علي الاتجاه إلى البحث والتنقيب.
 فتطرقتُ في هذا التقري المتواضع إلى ذكر مفهوم الشعر الجديد، نشأته، مميزاته، رواده، وأمثلة عليه.
_____________________________
 
*مفهومه:
      في مجال تطور موسيقى الشعر نلتقي بموجة جديدة في ركب الحداثة هي "موجة الشعر الجديد"، الذي لم يقتصر همّه على إعادة توزيع كمّ التفاعيل توزيعًا يخالف التوزيع التراثي، وإيجاد علاقات موسيقية للتفعيلة والقافية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى المضمون الذي يوظف الأساطير من أجل معالجة الواقع مهما كان منبت هذه الأساطير، ويتعامل مع الصورة والرموز، وإحياء دلالات الألفاظ وإيحاءاتها، والإيهام الملحمي، وتعدُّد الأصوات في جو درامي، والتوظيف البلاغي الحديث، وتعدد الرموز الدينية والشعبية والتاريخية، حيث يُعَد الشعر العربي الحر انعطافة شعرية لم يعرف الشعر العربي مثيلا لها في مسيرته من قبل ؛ ذلك أنه لم يتغيَّر على مستوى المضمون فحسب، بل على مستوى الشكل أيضـًا. وهذا ما لم يستطع الشعر العربي الرومانسي تحقيقه وإن مهَّد له.
وهذا ما يدفع إلى اختيار هذا البحث الموسوم بـ (مفهوم الشعر عند رواد الشعر العربي الحر)،وهو مفهوم خلافي لأنه مرتبط بالإبداع والإبداع في تغيُّر مستمر.
ولكل شاعر مفهومه الخاص الذي يختلف عن غيره. فليس هناك مقاييس ثابتة تحدد الشعر تحديدًا نهائيًّا ، فلكل فترة شعرها الخاص، ولكل بيئة شعرها المتميز، بل كل قصيدة تختلف عن غيرها لدى الشاعر الواحد.
ومن ثم يبقى مفهوم الشعر نسبيًّا باختلاف المنطلقات والتصورات، فبعضهم يعرّفه انطلاقـًا من مصدره، وآخر انطلاقـًا من وظيفته ، وثالث من طبيعته، وقد يختلف اثنان في تحديد الشعر مع اتفاق المنطلق،  ويقول شكلوفسكي:
"إن عملا أدبيًّا يمكن أن يُعتـَبر نثرًا بالنسبة لكاتب بينما هو نص شعري بالنسبة لكاتب آخر"
وهذا يعني أن البحث في هذا الباب لا ينتهي؛ ذلك أن المناهج تختلف من باحث إلى آخر، وكذلك زاوية النظر وفهم المادة.
 
*نشأته:
     إن الشعر كواحد من الفنون الأدبية لا يمكن أن يكون في كل أحواله في منأى عن المتغيرات الحياتية، رغم الجدل القائم حول طبيعة الصلة بينهما. وهو ليس في واقعه سوى جدل حول الموقف الذي يعبر عنه الشاعر، والذي قد يتحدد من خلال وزن الأثر الفني الذي لا يكون ناجحًا إلا إذا عبر عن موقف له وزنه وقيمته.
والموقف هو: الحالة الانفعالية الناتجة عن الجدل القائم بين الذات والموضوع، أي خلاصة معاناة الشاعرالوجدانية نتيجة معايشة الواقع المحيط به، فيحصل التفاعل بينه وبين المجتمع.
وكذلك فالبعض يرى أن الحركة التجديدية التي بدأتْ في أعقاب الحرب العالمية الأولى حتى بداية الخمسينيات لم تتخلص من ترداد المعاني القديمة، فإذا استثنينا بعض شعراء الإمارات، كمبارك العقيلي ـ أحد شعراء دبي ـ  لقلنا إن معظمه ترداد لمعنى واحد.
وظل الشعر الخليجي على هذا النمط التقليدي ـ ولا يزال إلى الآن معظمه ـ حتى الخمسينيات من هذا القرن، ففي هذه المرحلة أخذت ملامح الهزة التجديدية تومض فيه، وتتألف فيه خجولة، تطالعنا في نتاج بعض الشعراء الشباب المنشورة في مختلف الصحف، حيث انطلق بعض الشعراء الشباب في طبع مجموعاتهم الشعرية، فتلقاها المتأدبون في الخليج والأقطار العربية بالترحيب والتقدير،لكن هذا الشعر الجديد أخذ يتأرجح بين الشكل القديم والجديد، وتكاد تكون الشكلية القديمة غالبة عليه.
وعلينا أن لا نتردد عن القول بأن الهزة التجديدية التي نلمح مظاهرها في شعرنا الخليجي، قد تسربت عن طريق الترجمة، وعن طريق البعوث إلى الخارج.
ولعل أول ديوان صدر في الإمارات فيما يختص بالشعر الجديد شكلا ومضمونـًا، هو ديوان "اغتراب في زمن مسلول" للشاعر عبد الله صقر أحمد سنة1973أو1974م.
 
*عوامل ظهوره:
       ويتخذ التجديد الشعري أسبابه من اشتباك أصحابه بروح المعاصرة التي اكتسبوها من تعايشهم كتجار لؤلؤ مع فئات اجتماعية متنوعة، واكتسابهم ثقافة واسعة، وتنقـُّلهم بين البلاد العربية والأجنبية، وحضورهم المنتديات الأدبية، فنرى سلطان العويس ـ من خلال شعره ـ شاعرًا جوّالا يمتد أفق ترحاله من البرازيل إلى لبنان إلى البندقية، فالخليج.
كذلك استجابة هؤلاء لأحداث العصر؛ فقد طرأت تغيرات على العالم بشكل عام، والعالم العربي بشكل خاص تتمثل في الصراع الذي كان قائمًا بين الشرق والغرب، والذي أدى إلى قيام حركات التحرير ، فأصبح الكثيرون يعجزون عن التعبير بالشكل الكلاسيكي في الشعر مما يجعلهم يتخذون منه موقفـًا معاديًا.
 
*خصائصه ومميزاته:
      وربما قال البعض: إن شعر الإمارات يفقد الخصيصة التي تميزه عن غيره من شعر البيئة الخليجية، وإلى غياب الخصوصية المميزة لإبداع الإمارات الشعري بعد دراسة لكتاب"قصائد من الإمارات " الذي يمثـّل معظم الأصوات الموجودة.
غير أنه سلـّم مبدئيًّا أن شعر الإمارات جزء من الشعر الخليجي؛ حيث أصبح رؤية إنسانية، وأصبح الشاعر إنسانـًا ذا رؤية فنية عالية تعززه خلفية ثقافية جامعة بين قديم الأدب وحديثه، وتياراته الفكرية.
ويقول محمد العبد الله عن جماعة الحيرة:
"فالقصيدة الإماراتية، وإن حافظتْ على الشكل العمودي، فقد رققت جماعة الحيرة هذا الشكل، وهذّبتْ ألفاظه، وخـَصّصت موضوعاته، وخلعتْ عليها الصبغة الذاتية الوجدانية لدرجة كادت معها تنشقّ عن هذا الشكل الرقيق إلى "قصيدة التفعيلة الجديدة".
كذلك فإن القصيدة المعتمدة على التفعيلة تحتل المكانة الأسمى؛ لما للإيقاع من دور حيوي في بناء القصيدة، وبما يُبرز التلاحم العضوي بين معمارية القصيدة وشكلها البنائي اللغوي؛ فالكلمة في الشعر الجديد لا تقتصر على المعنى اللغوي أو التعبيري، بل تمثل وسيلة للتأثيرات الموسيقية، والإيقاعات الانسيابية السلسة التي تكثـّف الدَّلالة اللغوية وتعمّق الصلة بين الشاعر والقارئ.
وثمة من يقول:"إن هناك ميزة أخرى نلاحظها في شعر شبابنا في الخليج، وهي أن قصائدهم لا يجمعها اتجاه أدبي معين، ولا تربطها روح واحدة، فهناك لمسات خفيفة من الرومانتيكية، والواقعية، والرمزية، وأخرى إنسانية، فهذه الاتجاهات أصداء لم يتأثر بها الشعراء، وما يزالون في دور الاستيعاب، والمطالعة، والتمثل لمدارس الفن ومذاهبه، فهي ليست من القوة و البروز بما يتيح لنا إظهارها في مذهب واحد".
والغاية الآن الوقوف على بعض مظاهر البيئة، وقضايا المجتمع محليًّا، وتلمُّس البيئة الساحلية والغوصية، مع شيء من قضايا المجتمع وملامح همومه.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تابع....    كن أول من يقيّم
 
*رواده:
      وهم جماعة الحيرة: سالم بن علي العويس، سلطان بن علي العويس، صقر بن سلطان القاسمي، وولده سلطان القاسمي، وجد الشاعر صقر لأمه، وجده لأبيه، والشاعر خلفان بن مصبح، وظاعن شاهين.
ويُعتبر عارف الخاجة من أبرز شعراء الحداثة  ، وكذلك كريم معتوق، وعباس أحمد العصفور، وأحمد أمين مدني. 
 
*أمثلة عليه:
       إن أقدم محاولة كانت سنة1959م في ديوان"جنة الحب" للشيخ صقر بن سلطان القاسمي، والتي من قصائدها قصيدة"فتاة الجبل الأشم" مصوِّرًا دور الفتاة في كفاح الجبل الأخضر في عمان ضد الإنجليز. يقول في مطلعها:
لا..لن أكون ذلك الجبان
أنا الذي رفعتُ راية الفخار
أول عود من ثقاب
بدد صولة الظلام
وكسر الرتاج للأحرار
ليثأروا.....
 
وفي رحلة الأيام السبعة، لكريم معتوق:
ينحني من أول الصبح إلى الله
يصلي ركعتين
ثم ينهار على أعتابه وجه النهار
قبلة واحدة أو قبلتين
ثم ينهار الغبار
فوق كل الصور العطشى لعينين......
 
 
______________________________
 
(الخاتمة)
 
من خلال هذه الرحلة الجميلة بين صفحات الكتب والمواقع، رأيتُ تعدد طرق الاهتمام بالأدب وخاصة الشعر، الذي أنشئت له مدارس لها اهتماماتها وخصائصها وروادها.
وأما الشعر الجديد فعرفتُ له عدة مسميات: الحر ، الجديد، الحداثي، وشعر التفعيلة.
وأنه عبارة عن إحلال السطر الشعري مكان البيت الشعري ذي الشطرين المتساويين، و الاحتفاظ بالوزن والقافية مع التجديد فيهما وعدم التقيد بالروي المتكرر، وكذلك فهو عبارة عن مجموعة من المشاعر والألفاظ الموحية، والأحاسيس التي تصطف؛ لتعبر عن حالة الشاعر النفسية وثقافته وتربيته.
وفي الإمارات نتاج أدبي لا يُنكر، هذا النتاج الزاخر بما فيه من خصائص ومميزات أضاف إليها أبناؤها الرواد.
ومع هذا حبذا لو تزاد فرص الإبداع الأدبي بإقامة مسابقات وأندية خاصة يتعلم منها الصغار والكبار فنون الأدب العربي، ويمارسون فيها هواياتهم من الشعر والقصيد.
_____________________________
 
(المصادر والمراجع)
 
1/ من الكتب:
 
(أ‌)    كتاب: شعراء دولة الإمارات العربية المتحدة (دراسة وببليوجرافيا).
المؤلف: د. يوسف نوفل.
دار النشر: ندوة الثقافة والعلوم مطبعة بن دسمال ومكتبتها. دبي أ.ع.م.
سنة الطبع:1994م.
 
 
(ب) كتاب: نسمات من الوطن.
المؤلف: مجموعة كتابات أدبية متنوعة لكاتبات من الإمارات والوطن العربي.
دار النشر: نادي المنتزه للفتيات.  الشارقة أ.ع.م.
 
 
 
    (ج) كتاب: نقوش على أبواب النبط.
    المؤلف: ظاعن شاهين.
    دار النشر: منشورات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات .  أ.ع.م.
    سنة الطبع: 1995م.
 
 
 
 
 
2/ من الشبكة العنكبوتية:
 
   (أ) الموقع:
http://www.awu-dam.org/book/05/study05/166-f-a/book05-sd001.htm
 
 
  (ب)الموقع:
http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?t=1703
*طماح
20 - يناير - 2009
إشادة!!!!    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
،،،،،،،،،،،مراااااااااااااااحب ،،،،،،،،،،
شكرًا لك على ما ذكرت جزيت خيرا ،أفدتنا... ولو كان الحديث (التقرير)لا يقتصر على دولة الإمارات وعلى الخليج ؛ بل تشعبت بشكل عام ؛لكان أفضل ؛فهو لايركز بشكل دقيق وكتوسع في دولة الإمارات كما ذكرت. اعتبرها وجهة نظر ...........
.....بااااااااااااااااااارك الله فيك وسدد خطاااااااااااك نحو الخير دوما ........
.......تقبل تقديري  ومروري المتـــــــواضع بوركت اجتهادا ونشاطا ........
 
*الأديب
21 - يناير - 2009
مرورك طيب    كن أول من يقيّم
 
أخي العزيز، مساء الخير
شكرًا على وجهة نظرك، لكني أخبرك أني كـُلفتُ بالكتابة حول هذا الموضوع ولم يكن اختيارًا وإلا كنتُ سأختار ما ذكرتَ أو موضوعًا أيسر، فقد عانيتُ كثيرًا أثناء البحث، ومع هذا لا أعلم كيف أنظم شعرًا حرًّا، وأنتظر مساعدة سراة الوراق.
وفي المنتظر أول تقرير كتبتـُه في حياتي.
أتمنى لو أرى بحوثك وتقاريرك.
أتمنى من الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.  
*طماح
21 - يناير - 2009
جهد طيب    كن أول من يقيّم
 
هذا التقرير جهد طيب، يناسب المرحلة العمرية التي صنع فيها، لكن عليه ملاحظات عدة إذا نُقد باعتباره بحثًا علميًّا، ففيه الكثير الكثير الذي يمكن أن يقال...
 مثلاً العنوان:
"مدرسة الشعر الجديد(الحر) في الإمارات"
-عنوان فضفاض أكبر من يكون عنوان تقرير في صفحة أو اثنتين، عنوان يصلح أن يكون بحثًا أكاديميًّا مكونًا من صفحات كثيرة، ومتضمنًا رؤى عديدة، ومباحث متنوعة.
- مصطلح الشعر الجديد(الحر) غير سديد علميًّا؛ لأنه ليس خاصًّا بما تقصدين فقط، فقد أطلق المصطلح على نتاج شعراء مجددين في العصر العباسي كأبي تمام وغيره ممن أطلق عليهم المولدين المحدثين المجددين. ثم إن الحرية-بشقيها الشكلي والفكري- موجودة في الشعر التراثي الخليلي، وفي شعر الموشحات، وفي شعر المسمطات.... والأولى أن نسميه الشعر السطري، فالسطر -لا الشطر- هو الفارق بين القالب التراثي والقالب الذي ستدرسه، يا طماح الذؤابة.
- المفروض في العنوان أن يكون واضحًا مُفهمًا، خاليًا من أي إغلاق، لكني أرى أن لفظة (الإمارات) مبهمة تحدث إشكالاً، والأولى تعريفها بلفظة دولة، حتى تصل مباشرة إلى المتلقي...
يُتبع في قادم الأيام إن شاء الله
*صبري أبوحسين
22 - يناير - 2009
سرور...ولكن    كن أول من يقيّم
 
يا لسروري كطالب مجدّ بتعليقك يا دكتور! 
لكن هل تقصد بقولك: (مصطلح الشعر الجديد(الحر) غير سديد علميًّا؛ لأنه ليس خاصًّا بما تقصدُ فقط، فقد أطلق المصطلح على نتاج شعراء مجددين في العصر العباسي كأبي تمام وغيره ممن أطلقُ عليهم المولدين المحدثين المجددين.) أنه لا يوجد من ينظم شعرًا جديدًا في هذا العصر؟
وسأتبع إرشاداتك الدقيقة في بحوثي القادمة إن شاء الله، وأنتظر إضافاتك.
*طماح
23 - يناير - 2009
تواصل    كن أول من يقيّم
 
أخي أبا الفراهيدي، هل يمكنك التواصل معي؟
عصا
30 - نوفمبر - 2011