البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : ملف العدوان على غزة    قيّم
التقييم :
( من قبل 11 أعضاء )
 زهير 
27 - ديسمبر - 2008
بعميق الحزن والآسى يتقدم موقع الوراق إلى أسر الضحايا في قطاع غزة  بأحر التعازي على مصابهم الجلل، والذي نفذته وزارة الإجرام والإرهاب في دولة الكيان الصهيوني المحتل بدعم وتوجيه من حكومة بوش الرعناء في أيامها الأخيرة لتكون خاتمة أعمالها الوحشية في ديار العرب،
كان مشهد الشهداء وهم يلفظون أرواحهم في الرمق الأخير متلفظين بكلمة الشهادة مشهدا أشبه بالمنام، صرت أشك في نفسي وأنظر من حولي، هل ما أراه حقيقة أم أضغاث أحلام، وكان مشهد الفتاة التي تفارق الحياة على أكف مسعفيها وهي في أكفهم أشلاء مشهدا قاسيا كلما أعادت قناة الجزيرة عرضه أحسست بأن حياتي لم يعد لها معنى ، وما أقساها من مشاهد... الفتيات المنتحبات ... والأم التي تنعى ابنتيها وولدها، وسيارة الإسعاف التي قصفها العدو المجرم متجاوزا كل المعاهدات والقوانين الدولية
أرجو من الأساتذة الخبراء بنقل الصور والأفلام الوثائقية ولاسيما الأستاذة ندى الأكوح أن يساهموا في توثيق هذه الجريمة البشعة والتي جرت وتجري على مرأى ومسمع العالم، أكرر أسفي وحزني وعزائي لأهالي الضحايا والشهداء الأبرار (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
 6  7  8  9  10 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أوجاعي بغزة    كن أول من يقيّم
 
أوجاعـي بغـزة
 
صليت ببغداد صلاة الدمْ
نثرت بغزة أوجاعي
وعبرت الجسر الواصل ما بين الموت وأضلاعي
دمعي أصل الطوفان
وقرباني جسدي
فاقطع إن شئت يدي
ستموج الغابة بالأغصان
ويعلو للأشجار عويل حتى
يثقب سقف القبّهْ
من لــم يعــرف وجـع الإنسان
وغربته في الأرض
فلن يعرف ربّهْ
 
                     محمد علي شمس الدين
*ضياء
9 - يناير - 2009
بالصوت و الصورة ...    كن أول من يقيّم
 
 
 
 
                                                                 
*abdelhafid
10 - يناير - 2009
لك الله يا غزة !    كن أول من يقيّم
 
لك الله يا غزة ! لقد تنصلوا منك ومن حليب أمهاتهم ، وتنكروا لأسمائهم وسحناتهم ، وأنكروا صوت الله الصارخ في الضمائر وفي هتافات الحناجر ، التي ترسل ملايين الدعوات والاحتجاجات ، ولم يسمعوا سوى نداء أسيادهم ، وفضلوا أن يكونوا في صف " الغالب " لا " المغلوب " وكأنهم سيعيشون إلى الأبد ، بدون ثواب ولاعقاب ، فليس هناك برأيهم من يحاسب ! ونسوا بأن الغول ، على الأقل ، لن يشبع ، وأن دورهم آت لا محالة عندما تنتهي مدة اعتمادهم ، وسيرون كيف سيبصق أسيادهم على وجوههم التافهة ويرمونهم إلى القمامة كمحارم الورق المستعملة .
كيف ينصرنا الناس إذا لم ننتصر لأنفسنا ؟ وكيف يحترمنا عدونا إذا لم نحترم أنفسنا ؟ وماذا نترك لأبنائنا من بعدنا ؟ عالماً من السخف والذل والهزيمة يتهاوى في كل يوم ويتفتت بين أيدينا ؟
 غزة ليست مشكلة إنسانية ، إنها شوكة في حنجرة الفرعون الأكبر ، وفلسطين ليست حرباً ، إنها قضية حياة أو موت ! قضية حق سليب ، إنها قضية وجودنا كعرب ، قضية ضميرنا كمسلمين  ، قضية إنسانيتنا كبشر يشاهدون بأم أعينهم هذا الظلم الهائل الذي يفتك بإخواننا ونحن قابعون في سجوننا الكبيرة ، وعلى رأس كل سجن سجَّان اختاروه لنا بعناية وبمنتهى " الديموقراطية " أحياناً .
لك الله يا غزة ، لك الله وتضحيات أهلك الكرام ، وشهادتهم المدوية في ضمير عالم فقد إحساسه . لك الله يا غزة ، وحفنة من الأبطال يقاومون عن أهل الأرض جميعها ويستبسلون في الشهادة .
نصرك الله يا غزة وأعزَّ أهلك ورحم الله شهداءك ، فليس لنا إلا الدعاء ، آمين يا رب العالمين ! 
*ضياء
10 - يناير - 2009
رسالة يحجبها القصف..    كن أول من يقيّم
 
 
 
* مقتطف من رسالة لحكيم عنكر..
لصديق غزاوي...
*abdelhafid
11 - يناير - 2009
على الطريق : وليمة الدم    كن أول من يقيّم
 
وليمـة الـدم...
طلال سلمان :
 
الرقم تفصيل!.. وعليك أن تكتب فوق صفحة الدم: بلغوا الألف شهيد؟.. لا تقفل الخبر. لا يمكنك أن تقفل خبر القتل الجماعي. سيفتحه الطيران الحربي الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية. ولقد رفعوا اللافتات فوق المقابر في غزة: لا مكان لمزيد من الشهداء! صارت المقابر منازلهم والطرقات. أخيراً باتت لهم عناوين ثابتة! ولكنهم لا يكفون عن التوالد. لكأنهم في تحد دائم مع السفاح الإسرائيلي. كلما اغتال منهم عشرة، مئة، ألف رجل وامرأة، فتى وشيخاً، طفلاً له وجه الصباح، تزايدت أعدادهم ألوفاً. لكأن شهداء فلسطين يتناسلون بعد الغياب. لا يرحل الفلسطينيون فرادى. ولا حساب على المجازر الجماعية. المحاكم الدولية لا تطال الإسرائيليين. يدّعون أنها من أجلهم أنشئت. لقد احتكروا حقوق الضحايا، أمس واليوم وإلى دهر الداهرين.
صار مجلس الأمن دائرة ترخيص بالقتل الجماعي والاحتلال. هذه سيرة فلسطين والاحتلال الإسرائيلي معه (من دون أن ننسى لبنان).. وهذه سيرة العراق والاحتلال الأميركي معه.
مع ذلك يذهب إليه العرب مطاردين بقصورهم وتقصيرهم. يهربون من واجباتهم الطبيعية إليه. يعطيهم إقراراً بعجزهم عن حماية أوطانهم ومواطنيهم. يعطيهم شهادة مصدقة بأنهم لا يحمون شرف الحياة.
أهل النفط يجمعون التبرعات لأهل الدم
. ومصر تتقدم بمبادرات. باتت مصر وسيطاً، مجرد وسيط. أين المساحة للوسيط بين السكين والدم؟
المقاومة منقوصة الشرعية لأنها سلطة. ويوم حاولت أن تكون سلطة اكتشفت أن السلطة تلغي المقاومة، فعاشت ممزقة إلى أن أراحتها إسرائيل من سلطة لا تملك من أمرها شيئاً، لتصبح مجرد قناع مشترك للاحتلال وأنظمة الاستسلام؟!

كيف السبيل إلى غزة وبحرها من دماء أهلها وسماؤها حريق ورملها حمم متفجرة، والقذائف والصواريخ والحوامات لها وحدها حرية التجول؟!
غزة هي الاسم الحركي لفلسطين في هذه اللحظة.
من هؤلاء الآتون بعدما قرع جرس الانصراف للثورات والثوار والطامحين إلى التغيير، يرفعون أصواتهم بأنهم يريدون إعادة بناء العالم ليصير مكاناً للحياة؟
لعلهم لا يدركون أن باب التغيير قد أقفل، وأن الإمبراطورية الأميركية، (ومن ضمنها إسرائيل) قد رمت المفاتيح في البحر... لكن مياه بحر غزة من دماء، ولذلك لن تظهر فيه المفاتيح!
.. وليست فلسطين إلا مساحة مشعة من التاريخ، ابتنى أهلها فيها المدن والقرى والدساكر والمزارع، الجامعات والمعاهد والمدارس.
وليس فلسطينياً هو الإنسان الحي. يصير الإنسان فلسطينياً عندما يذوب في أرض وطنه. لذا تتنافس المدن والقرى بالشهداء: مدينة الألف شهيد، مدينة الألفين. ها هي غزة تكاد تبز الجميع، في انتظار حرب إسرائيلية جديدة.
لا اعتراف بالفلسطيني إلا شهيداً.
فلسطين هي العالم كله. لكنها ليست مكاناً لأهلها.
ممنوع على الفلسطيني أن يكون مواطناً في فلسطين. هو ليس كغيره: له أرض، له بيت، له أسرة، له أبناء، له أم وأخت، له أب وجد وشجرة عائلة تمتد عميقاً في التاريخ ألف سنة، ألفي سنة، ثلاثة آلاف سنة أو يزيد.
إنه مطلق! له الدنيا! ولكن ليس له مكان محدد فيها.
والإسرائيلي مطلق! لكن له الأرض وما عليها.. أما من عليها فيجب أن يخلي له أي مكان يطلبه... ويجب أن يخلي ما يجاوره من أرض لكي يعيش بهدوء. فإن رفض مكابر أو مستقو بالثورة أحرقه بالفوسفور.
لكأنما الفلسطيني كالهواء، يعيش في الهواء. له الأوطان جميعاً فضاء للهتاف بحقه. له الأعمدة جميعاً لتعليق صور شهدائه الأبطال. له الشوارع مفتوحة للمناداة بحقوقه في الأرض التي كانت له، ولكن ليس له الحق بأن يستردها ممن أخذها منه بالقوة وطرده ليصير لاجئاً في الريح!

مقتول هو مقتول حيثما حل. بلاده ليست وطنه. لا وطن له إلا دمه. ولا مجال لتحرير الدم إلا بالدم! يصير الوطن بحراً من الدماء. تطلبه بالدم. تعبر إليه بالدم. تبلغه بالدم، وحين تصل إليه تعطيه من دمك ليكون. لا يحيا الوطن الفلسطيني إلا بدماء مواطنيه. إن هم توقفوا عن ضخ شرايينه بالدماء اندثروا. وإن هم أعطوه من دمائهم صار لهم وجود.
من اعترف بسلطتهم الوهمية ألغاهم. ومن اعترف بمقاومتهم حاصر وطنهم (ودولتهم) بالاستحالة.
ليس الفلسطيني إنساناً طبيعياً. لا أحد يعترف به إلا لاجئاً أو شهيداً!
ليس في فلسطين أطفال. يولد الأطفال شهداء، ولو مرجأة مواعيد الاستشهاد. لا نعترف بالأم الفلسطينية إلا ثكلى. لا نعترف بالأب الفلسطيني إلا إذا كان أبناؤه قد سبقوه إلى الشهادة...
لا نعترف بالفلسطيني حياً. لكأنما كتب على الفلسطيني أن يكون شهيداً أو مطارداً بتهمة التنكر لأرضه!


لم تفعل إسرائيل غير تنفيذ المطلب العربي الرسمي. كانت تسمع نداءاتهم مهموسة أو مشفرة: أن خلصونا! وفهمت أنها إجازة بالقتل، والقتل حتى يستسلم آخر مقاوم في غزة (ومن يفكر بالمقاومة في الضفة الغربية وسائر فلسطين).
باشرت إسرائيل المهمة، فهرب عرب الأنظمة بخيبتهم إلى مرجعياتهم العظمى.
خلعوا الكوفيات الحــمراء والبيـــضاء. ارتــدوا البدلات الأنيقة وعقدوا رطبات العنق آخر موديل حتى تبدى وكأن ليس بينهم عربي واحد.
رطن الخواجات فرطنوا. لم ينتبهوا إلى أن فلسطين تصير بلغات الفرنجة إسرائيل، وأن القدس تصير أورشليم، وأن لا ذكر لغزة هاشم (عم الرسول العربي) في التوراة، حتى لو كان مثواه فيها، وبلا شاهدة.
هم يخافون فلسطين كما الإسرائيلي. ولذا فقد اجتمعوا على غزة اجتماعهم على وليمة الدم. غزة تهددهم جميعاً. إن تراخوا تمددت فصارت فلسطين.. وإذا ما صــارت فلسطين صارت مصر وبلاد الشام جميعاً حتى ما بعد آبار النفط.

هو اليوم السادس عشر من المذبحة وما زال النصر الإسرائيلي بعيداً.
هـا هـــي غزة تصــــير مجموعة من الجــــزر المقطعة بخنادق الدم وآلة القتل الإسرائيلية.
ولكنهم لن يسمحوا أن تتوحد فلسطين عبر غزة، وأن يتوحد العرب عبر فلسطين... مع وعيهم بأن البديل أن يتوحد »العالم« مع إسرائيل، وبهذا يُلغى العرب... فيرتاحون ويريحون،
لن يبقى منهم إلا النفط...
وهو ليس لهم لا اليوم ولا غداً.
.. وها هي إسرائيل موحـدة. يتنـافس زعـــماؤهـــا على ملء صناديق الاقتراع بالدم الفلسطيني.
لا يحتاج زعماء إسرائيل إلى تبرير المجزرة. بل إنهم يهينون أي مسؤول دولي يحاول مناقشتهم في نزعتهم الدموية التي تتجاوز الحدود، خصوصاً أن لا خطر جدياً يتهددهم من غزة، ومن حماس في غزة.
يخرج قادة إسرائيل على العالم متباهين بالمجزرة: قتلنا وسنقتل المزيد! نرفض التــــهدئة! لقد قصفناها بكل ما نملك من أسلحة حتى أبدناها. ماذا نريد أفضل مما نواجهه: العرب يتـــآمرون على العرب، الفلسطينيون يشهرون بالفلسطــــينيين، ولا أحد يسألنا عن أعداد الضحايا أو حجم الدمــــــــار في غزة وبيت لاهيا وبيت ياحون والزيتون والشاطئ وخان يونس ورفح والتفاح... وماذا لو صـــار اللاجئون أربع مرات لاجئين للمرة الخامسة؟!

هي الحرب الإسرائيلية السابعة، الثامنة، العاشرة، لا فرق. فإسرائيل والحرب توأمان. كلاهما تلد الأخرى.
ولا أهمـــية للوقت. العرب لا يتعـاملون مع الساعة.
وغزة، في خاتمة المطاف، لا تشكل إلا اثنــــين في المئة من أرض فلسطين! وفلسطين لا تشـــكل أكـــثر من واحد في المئة من مساحة الوطن العربي، وطالما أن لديك المزيد من الأرض والــزمن فـــلا تخف!
وماذا يعني أن يزيد عدد الشهداء (القدامى) ألفاً أو ألفين أو خمسة آلاف؟! إن فلسطين ولاّدة.. كذلك مصر وسوريا والعراق، كذلك الجزائر والمغرب واليمن... وحتى لبنان! 

غزة بداية لتاريخ عربي جديد.
هكذا يقول الدم.

وكـــل من وما فـــوق الأرض العـــربيـــة يهتــز.
وإسرائيل تقاتل معركة أنظمة الهــزيمة جمــيعاً..
وهي حرب ستمتد طويلاً، حتى لو هدأت جبهاتها المفتوحة خلال يوم أو أسبوع، ولأسباب إسرائيلية، أولاً وأخيراً.
 
* عن السفير اللبنانية بتاريخ 12 كانون الثاني 2009
*ضياء
12 - يناير - 2009
تاريخ    كن أول من يقيّم
 
(لقد كان باستطاعتي أن أقتل كل يهود العالم.. ولكني تركت البعض منهم لتعرفوا لماذا كنت أقتلهم)..
هتلر
*أحمد عزو
13 - يناير - 2009
من على منبر الألم    كن أول من يقيّم
 
 
 
دماؤنا تحن إلى دماء غزة حنينا أشد من حنين غول عمرو بن يربوع* إلى موطنها ؛ فكيف وأنى لكم أن تغطوا بحجاب النذالة أعيننا حتى لا نلمح برق غزة ، بل بروقها المتتابعة؟! يا من تختبئون وراء غلالة العقلانية السياسية المفضوحة ، هل تظنون أن عقلانيتكم المزعومة تصل إلى ما دون نفحة بحجم ذرة هيدروجين من نفحات دم طفل فلسطيني يُراق! أو ذرة دم واحدة تسيل عابقة بالتضحية والفداء من جرح مقاوم شهيد طاهر مطهر يهدر دمه كما يهدر السيل من عل ؟! هذا الشهيد الكريم قضى من أجل فوز الحق على الباطل ، وفي سبيل رفض الذلة والاستكانة والخضوع ، بينما انتم يا مدعي العقلانية ، شهداء على فعالكم القبيحة ، والتي لا أقبح منها إلا نفوسكم السافلة ، أم أن عقولكم تستلذ الخزي والجبن والعار!! ربما يتناول المسلم الواقع في مخمصة قليلا من لحم خنزير ، أو قليلا من لحم ميتة  يسد به بعضا من رمقه ؛ ولكن لا أحد غيركم من العالمين يقبل ان يأكل لحم أخيه ميتا . إنكم بعقلانيتكم الكاذبة تبيحون لأنفسكم أكل لحوم المقاومين بالخوض فيهم ، وأكل لحوم الأطفال ، والنساء ، والشيوخ ، من الذين ارتقت نفوسهم الطاهرة إلى العلى في غزة هاشم ، بل إنكم أكلتموها ؛ مستمرئين إياها استمراءً ، ومستطيبين طعمها استطابة ما بعدها استطابة ، وأنتم تخلطونها بتوابل المهانة والخذلان وانعدام الحياء !! وأية عقلانية هذه؟! والله ما العقل أي عقل ، غير عقولكم ، يبيح الذلة والمهانة ويستعذبهما ، ويحيل الباطل حقا ، وينزل بالحق إلى درك الباطل هرولة ، بل عدوًا ومسابقة ؛ تتسابقون إلى نيل رضا الصهيونية وأذنابها ؛ زورا وبهتانا وافتراء على الله ورسوله . قولوا بالله عليكم إن كنتم تعرفون الله : لو أمركم الله ان تقتلوا أطفالكم أبنائكم أنتم ، فلذات أكبادكم ، أكنتم تطيعونه وتأتمرون بأمره !! فكيف تطيعون الطغاة الصهاينة وتقبلون بقتل أطفال غزة إذن!! أم إنكم لتقولون : إن الذي قتل ويقتل أطفال غزة ونساءها وشيوخها وشبابها هو من عرضهم للقتل من المقاومين ، مثلما قال بعض من قبلكم ـ إن صح ما في الكتب ـ أن الذي قتل عمار صاحب رسول الله هو من أخرجه !! يا من تدعون الانتساب لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وتبغضون كل من يبغضهم ، هل يتشرف أبو بكر وصحبه الأطهار البررة بأن تكونوا تبعا لهم  وأنتم تزعمون كذبا أنكم تسيرون على سنن الخلفاء الراشدين المهديين؟! بل إن منكم من يزعم انه ينتسب إلى الأصل الشريف ؛ فبئس الزعم والزاعم! ولن ينال عهد الله الذرية الظالمة أبدا . وهل يقبل أبو بكر الصديق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الغار أن تكونوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم!! فكيف للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل منكم الادعاء بالانتساب إلى حضرته الشريفة ، ويقبل منكم التمسك  بسنته ادعاء باطلا كل البطلان وأنتم تفتكون بأمته وتدمرونها تدميرا!! إنني لعلى يقين من أن من يبغض أبا بكر وعمر وعثمان وأم المؤمنين عائشة ( على ما في هذا التصرف من قبح وظلم وسوء) لن يؤذي أولئك الصحابة رضي الله عنهم  قدر ما يؤذيهم من يدّعون الانتساب إلى سنة النبي كذبا وافتراء عليها . تُغتصب ديار المسلمين ظلما وعدوانا وقتلا وتشريدا وهدم ديار ، ثم يقوم الزاعمون بالتمسك بالإسلام والعروبة بفتح سفارة في بلدانهم للمغتصب ، بل ويتخذون من الصهاينة أصدقاء وأحبابا ، ويبيحون لهم استملاك أراضي الشعب ، ويمدونهم بما يزيد حتى عن حاجتهم من الغاز والنفط بأثمان رمزية ، بل وتشارك أجهزة مخابراتهم أجهزة مغتصب البلاد فيما هو في صالح ذلك المغتصب ، وفوق ذلك كله يقولون له : لا بد لك من أن تفتك بكل من يعارض الاتفاق بيننا ؛ لتخلصنا منه ، ولننعم بعدها براحة البال نحن وإياك!!! أية خيانة فوق هذه الخيانة في العظم والضخامة؟! وأي أبي رغال فوق هؤلاء الرغاغيل في النميمة والخيانة!! وهل يظل من يفعل ذلك مستنا بسنة النبي؟! وهل من يفعل مثل ذلك الفعل يكون من التابعين بإحسان؟!! ثم تطلبون منا يا رغاغيل، الدعاء لكم على المنابر : اللهم ولاة أمور المسلمين أرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه ، وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه ، واجعل بطانتهم بطانة خير ؛ فإذا الحق يزيف ليبدو بالزيف باطلا ، وإذا الباطل يُزين ليبدو بالبهارج الكاذبة حقا ، وإذا البطانة بطانة لا أخبث ولا أسوأ !! وإذا التجارة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني على اشدّها ؛ ربحا للدولارات واليوروهات ؛ تتخم بها جيوبكم حتى تكاد تنفجر من التخمة  وانتم تدّعون ، زورا وبهتانا ، الإصرار على تحصيل حقوق الفلسطينيين وكل أفعالكم تكذب ادعاءكم .  أف وتف لكم  أيها التجار المنافقون المكذبون بالحق ، وأف وتف لما تدّعون وتزعمون ، وبشراكم الدرك الأسفل من النار! وهل يقبل الله الدعاء للمنافقين الذين يتظاهرون بالوقوف في صف المسلمين وهم يلتزمون صف الكافرين !!
أيها المستسلمون للأعداء ، والخاذلون أمتهم سرا وعلانية ، دعوا عقولكم ونتاجها لأنفسكم المترعة بالخنوع ، وخلـّوها لقلوبكم المريضة ؛ زادها الله مرضا إن كان فيها للمرض متسعا فوق ما فيها، وكفوا عن الانتساب المزور إلى الدين الحنيف ؛ فأنتم ، أبعدكم الله في غور جهنم ، آذيتم الله ورسوله ، وتفوقتم في شدة الأذى على كل شياطين الإنس والجن ، بإيذائكم خلق الله من الغزيين الشرفاء الذين خلقهم الله بيده وصنعهم على عينه ؛ فإذا أشلاؤهم الطاهرة تتبعثر في كل ناح : الرأس في جهة ، والأطراف كل في جهة ، وإذا الذي أنسأ الله في أجله من الطفل الذين لم يبلغوا الحلم بعدُ تسيخ جلود وجوههم على بواصرهم ، وإذا الرضّع يقتلون بالرصاص والشظايا الحارقة ويدفنون تحت أكوام ركام المنازل المدمرة ، وإذا الفتيات البريآت الجميلات الصابرات بنات الحرائر العفيفات المجاهدات المضحيات تبتر سيقانهن الشريفة من فوق الركب!! أرأيتم إلى الطفل الذي فقد ناظريه من فعل القذائف الإجرامية كيف كان يحادث الصحفي؟! أقسم بالله أنه أفصح منكم لسانا ، وأوضح منكم بلاغة وبيانا ، وأثبت منكم جنانا ، وفيه من الأدب وحسن الخلق والصبر على الأهوال ما لن تطالوه أبدا ولو سعيتم ، لا سمح الله ، إليه . ومع ذلك فإنكم ظلتم تستمتعون بتناول لحوم إخوانكم وأطفالهم وشبابهم وشيبهم فوق لحوم بناتهم ونسائهم . إن كلمة تقولونها بأفواهكم تدعونها " الأمن الوطني " ، أو " المصلحة الوطنية العليا " وتحتجون بها ، وتتخذون منها مطية للمهانة وغض الطرف ، بعد ان جعلتم من بلاد المسلمين مرتعا للصهاينة ، لهي تبرير كاذب خاطيء كنواصيكم لما تقدمون عليه من قبيح الفعال ؛ وهي كلمة تلوكها ألسنتكم الخادعة وقلوبكم وجوارحكم تنطق بغيرها ، فإلى متى هذا الاستخفاف بعقول الناس من حولكم؟! أوَ رأيتم إلى بعض اليهود في أوربة وأمريكا كيف ثاروا غاضبين على بني جنسهم من الصهاينة المجرمين مصاصي دماء الأطفال ، بينما أنتم ترفلون بثياب الخزي والهوان؟! ومنكم من اتخذ من السيوف أداة للرقص يرقص بمعية بوش السفاح وهو يعلم ، هو وبوش الحاقد على الإسلام والمسلمين ، حق العلم ان لعاب المنية ، سيف أبي حية النميري  ، وهو الذي لا يمتاز على سيف من خشب بشيء ، أكثر منها مضاءً؟! أي استهزاء بقيمة السيف وأهله الشرفاء أشد مما فعلتم استهزاءً!! ثم إنكم تحرمون على الناس ان يعبروا عما في نفوسهم من ألم ، وما فيها من شدة غيظ ، وما فيها من حزن حارق ، وما فيها من شفقة ورحمة وأسىً على الأطفال والنساء ، بل إن منكم من حرم مقاطعة بضائع البلدان التي قام مجرموها بالاستهزاء بالنبي الأكرم ؛ فعلى أي دين انتم؟!
يا من زورتم التاريخ ، وعلمتموه مزورا لأبناء المدارس ، وزعمتم أن الأتراك كانوا ظالمين ، وأنكم أنتم أهل الدين والعروبة ؛ فقمتم بنصر الإنجليز الملاعين على الأتراك المسلمين وافتخرتم بما اقترفت أيديكم الآثمة . غدرتم بالمسلمين ، واستعنتم عليهم بالكافرين ؛ فما أسوأ ما ارتكبتم ! وما أقبح ما اجترحتم ! انظروا إلى الطيب أردوغان كيف وقف في شأن غزة وقفة حق ، ولم يجبن ولم يخش في الله لومة لائم ، وتعامل بالعقل السليم رغم أن ضباط الجيش التركي غالبهم من ورثة المحروق اليهودي الدونمي ؛ فهل تعلمتم منه شيئا؟! كلا بالطبع ؛ فليست لديكم النية في التعلم .
" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم... " صدق الله العظيم . تعرفون هذه الآية وغيرها الكثير من الآيات ثم تحاربون الله ؛ فتوادّون الصهاينة ، وتحادّون إخوانكم من أهل فلسطين ، وتنتصرون للصهاينة وأتباعهم ، وتتنكرون لإخوانكم ؛ فإلى اي جنس من اجناس الخلق تنتمون!! بل إنكم أغريتم بعض من يعتمرون العمائم باسم الدين حتى يكونوا عقلانيين مزيفين مثلكم ، وجعلتموهم يسلمون على الصهاينة السفلة أعداء الله ويظهرون لهم المودة!! وكأن الذئاب الصهاينة دعاة للسلم والتفاهم بين الأديان !! فلا حبذا تلك العمائم المزيفة ، وأقبح بتلك اللحى المزورة ! وأنعم بالمسيحيين من أبناء فلسطين أمثال الأسقف عطا الله ، وعزمي بشارة ، وغيرهم الكثير من الصادقين في كرههم للظلم والعدوان ، في لبنان وفي غير لبنان . وأنعم بالشيخ رائد صلاح حفظه الله واثابه كل خير، وكل إخواننا من أهل فلسطين الصامدين في وجه الاحتلال الغاشم منذ سنة ثمانية وأربعين ، وكان الله في عونهم على ما يلاقونه من ظلم الصهاينة الغاصبين . وأكرم بكل حر شريف من أبناء الأمة ، وما أكثرهم ولله الحمد ، الذين خرجوا إلى الميادين والطرقات في غالب البلاد ، هم وأطفالهم ونساؤهم ؛ متألمين مما يحل بالغزيين من أهل فلسطين ، وأكرم كذلك بجميع الأحرار في العالم كله على أية ملة كانوا ، وعلى رأسهم الرئيس الصادق الشجاع ، نصير الحق ، مبغض الظالمين ، فخامة الرئيس الفنزويلي شافيز .
يا من تحسبون أنفسكم من جلدتنا ، وتتكلمون بألستنا ، كفوا ، ويلكم ، عما أنتم فيه ؛ تحبون من يحبهم بوش ، وتبغضون من يبغضهم بوش ، فهل اتخذتم من بوش ربا من دون الله!! أقلعوا وإلا غدت أمة العرب والإسلام مذمومة  بين الأمم أكثر مما هي مذمومة ، ولصار بنوها الصادقون الأباة ، لولا لطف الله ورحمته ، يكرهونها ويمقتونها ؛ فيكفيها ما لاقت وتلاقي من أفعالكم الشنعاء وعقولكم الضالة المضلة . وإن كان واحد يظن ان منكم من يسمى صاحب الأمر فينا ؛ فبئس الظن وصاحبه ، والمظنون فيه أعظم وأشد بؤسا . وكيف للصادق المستقيم على الصراط الحق أن يتولى قوما هم من الاستقامة على ما بين المشرقين من مسافة وبُعد؟! إن أولي الأمر منا هم من يتولون الله ورسوله ومن يحبهما ؛ لا من يتولون من يسفكون دماء أبناء الأمة ويستبيحون الأوطان والأعراض ، ويزعمون أنها الشرعية الدولية . أيها الخاذلون المتخاذلون الخانعون : إنكم إن لم تتوبوا إلى الله من قبل أن يأتي يوم لا مرد لكم فيه إلى توبة ولا معاد ، وان لم تنصروا إخوانكم في فلسطين وغير فلسطين، وتهبوا هبة رجل واحد مهما بلغت التضحيات ؛ فلن تكونوا من المؤمنين بالله وأنه تعالى ناصر المؤمنين ومعلي شأن المستضعفين ؛ فبعداَ لكم ساعتها وسحقا ، وسوف يستبدلكم الله بغيركم ؛ فالله عز وجل لا يقبل لدينه إلا الطيب ، ولا يقبل من بيننا إلا الطيبين .
فلسطيني مقروح الكبد ، كسير القلب ؛ لكنه إن شاء الله من الصابرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تزوج عمرو بن يربوع من الغول كما ورد في الأساطير العربية القديمة ، وولدت له البنين ، وكانت تقول لزوجها : :إذا لاح برق من جهة بلادي فاستر بردائك عينيّ حتى لا المح برق بلادي ؛ فأحن إليها وأترك لك أبناءك وأرحل إلى وطني . وكان عمرو يستر وجهها بردائه كلما لاح بارق من بلاد زوجه الغول ؛ لئلا تغادره وأبناءه إلى بلادها .
*ياسين الشيخ سليمان
13 - يناير - 2009
حيدر عبد الشافي ... أب المعارضة الفلسطينية .    كن أول من يقيّم
 
هناك رموز تتغنى بها الجبال والأنهار والبحار، وتتراقص زهواً لها زهرات الدحنون (شقائق النعمان) والزعمطوط (قرن الغزال)، وتفخر بها شجيرات البرتقال والليمون وأشتال الزيتون.
ومن بين هؤلاء، الدكتور حيدر عبد الشافي، الرمز الذي لا يمكن للذاكرة الفلسطينية أن تنساه فمثله من الرموز يترك بعد مماته أثراً مقارباً لأثره في حياته حافظ على 'الثوابت الوطنية'، وابتعد عن المساومات السياسية المجانية، فأعطى الكثيرين دروساً سيسجلها التاريخ باسمه

لم يختلف عليه اثنان عاقلان : مواطن أو سياسي، حزبي أو تنظيمي جماهيري بل نال أقصى ما يستطيع نيله الإنسان من المحبة بالإجماع، وتوج الانتماء الأصيل بشهادة الشعب

في ذكرى أربعينيته، نبحث عن رموز ترتقي فوق سخافات الانفصال الكارثي بين الضفة والقطاع

نتذكر (أبا خالد) في خضم ظروف صعبة وقاسية يخوض خلالها الشعب العربي الفلسطيني نضاله من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية والعيش الكريم، ولتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الراسخة، والإصلاح الجذري، وتحقيق الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، ومكافحة كل أشكال المحسوبية والفساد، وبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون وهي مبادئ عاش لتحقيقها الأب المحبوب ـ غير المنازع ـ للمعارضة الفلسطينية
ما يميز هذا الرمز المناضل، أن ألوان الأحزاب على اختلافها لم تغيره فلم يتحصن خلف راية ذات لون واحد، بل ارتدى الثوب الفلسطيني المرصع بألوان العلم الجامع
وبتطبيق توصياته التي تمسك بها، وخاصة في الابتعاد عن الذاتية والعائلية والحزبية، ضرب أروع الأمثلة

فقد سعى في حياته إلى وحدة الشخصيات والقوى المؤمنة بالمنهج الوطني والديمقراطي، لاسيما مع بروز حالة الاستقطاب بين 'فتح' و'حماس' عندما انعقد المجلس التشريعي لتعديل 'الميثاق الوطني'، وقف عبد الشافي معترضاًوطالب باشتراطات تنفذها إسرائيل قبل التعديل، وغادر القاعة أبا خالد كان رجلاً وطنياً رفض المشاركة في مصيبة أصابت كثيراً من أفراد الشعب الفلسطيني : التعصب التنظيمي الذي يخلق الأزمات ويؤدي لعدم الاتفاق، بل حارب عقلية التعصب الحزبي والفصائلي التي تؤدي إلى ذهنية إقصائية غير تشاركية

وكان يعتبر أن المبادرات والتشكيلات التي يساهم في تأسيسها هي لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل وكما يقول سمير عطا الله : 'حيدر عبد الشافي كان العربي المحترم في عصر الثرثرة واللغو والتزاحم على الأبواب، كل الأبواب
باب الغرب وباب الجاه العربي وباب السلطة وباب المال، وباب 'مش مهم' أي باب لم يغادر عيادته مثل طبيب يعتني بالمحتاجين، ولا غادر نفسه إلى أحد كان إنساناً كطبيب، وسياسياً كإنسان، ومناضلاً كإنسان متفوق'

إذن يحق للحسرة والألم أن يعتمرا قلوبنا حين ترجل هذا الرمز بعد أن تلاعب الصغار بمسيرة عمدت بالدماء والآلام والتضحيات

لذا يصعب التفكير، في الوقت الراهن، بمن يخلفه في مركز دائرة الوسط السياسي بعيداً عن التعصب والولاء الحزبي أبعدت إسرائيل حيدر عبد الشافي إلى لبنان في عام 1970، ثم عاد بفعل ضغوط هيئات دولية

وأنشأ في عام 1972، وتحت 'مظلة' الاحتلال، 'الهلال الأحمر الفلسطيني' واعتبره وسيلته الجديدة لخدمة الناس ومساعدتهم وتمكينهم من الصمود في وجه القمع والتوسع والاستعمار الصهيوني

لكن الأثر الأكبر للدكتور عبد الشافي تبدى جلياً حين اختاره الزعيم الراحل ياسر عرفات لرئاسة الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد في عام 1991

وحين خاطب عبد الشافي 'مؤتمر آليات الأمم المتحدة والقضية الفلسطينية' في عام 1993 قال مفسراً استقالته من رئاسة الوفد : 'طرأ علينا اتفاق أوسلو الذي يخلو من أي نقطة حول الاستيطان، والذي وضع الفلسطينيين في المأزق الذي نحياه الآن جميعكم يعرف أن إسرائيل ضاعفت الجهد الاستيطاني في ظل المفاوضات الحالية وهنا أسجل خطأ القيادة الفلسطينية، وخطأ الجمهور الفلسطيني الساكت' حصل في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996 على أعلى الأصوات بدائرة غزة

ولقد كان يأمل في أن يقوم المجلس بدوره الحقيقي، وأن يؤسس لنظام سياسي يقوم على التعددية السياسية وحرية التعبير والرأي، وأن يتحول إلى مؤسسة تقوم بمسؤولياتها لخدمة الشعب الفلسطيني ليستمر في النضال لتحقيق الأهداف الوطنية والمجتمعية بعيداً عن العصبية والفئوية

وعندما انعقد 'المجلس' في غزة للبحث في تعديل 'الميثاق الوطني'، وقف عبد الشافي معترضاً وقدم، مع زملاء آخرين، مذكرة تطالب برفض تعديل الميثاق وتضع شروطاً تنفذها إسرائيل قبل أن يتم بحث التعديل، وغادر جلسة (المجلس) دون المشاركة في التصويت
"المعارضة، كما قال عبد الشافي في إحدى مقابلاته الصحفية حين سئل عن اعتباره (أباً للمعارضة الفلسطينية)، لا تكون إلا بـ(نصرة الحق والصواب وهناك معارضات لأسباب شخصية وحزبية ونصرة الباطل والمستقبل هو رهن أدائنا وممارستنا الجادة بمبدأ النظام، والنظام هو العامل الأساسي الذي يمكن أن يخرجنا من مأزقنا).

إذن فقد رفض كل أشكال الحلول الجزئية والمنقوصة مثلما تجاوز برنامج 'الحل الأقصى' ذا الطبيعة العدمية في الظروف الراهنة، وتمسك ببرنامج 'الحد الأدنى' الذي اعتمدته منظمة التحرير الفلسطينية

لا حاجة للتدليل على احترام الناس لحيدر عبد الشافي ـ الرمز في حياته أكثر من وقفة الجميع احتراماً له في مماته فقد نعته كل الفصائل والقوى الفلسطينية بوصفه قائداً نموذجياً من نوع فريد وبارع، وها هو قد ذهب إلى حيث يذهب الجميع لكن كلا من ضحكته الذهبية، وكذلك ابتسامته البلاتينية النادرة الوقع، تبقى معي معنا وإلى أن داهمت الكهولة ـ قاتلها الله

ـ صاحب العقل الشاب والقلب اليافع، حافظ (أبا خالد) على تكريمي بقبول دعوتي السنوية له لإلقاء محاضرة عامة ولتزيين لقاءات اجتماعية/ سياسية محدودة العدد مع أصدقائه ومريديه في العاصمة الأردنية

ولأنه يؤمن بالعمل الأهلي (غير الربحي) الجاد والشفاف، قبل عرضنا له بأن يكون الرئيس الأول لمؤسسة فلسطين الدولية التي تجسد الطموح لربط أهل المهجر والشتات بالوطن
ولأنه كافر بكل أنواع (الرئاسات الدائمة)، أصر _ بعد فترة محددة، على ترك المنصب لغيره، فكان إصرارنا على أن يبقى رئيسنا الفخري حتى قضى الله أمراً كان مفعولا
ومثلما بقي رئيساً فخريا لنا، يبقى عندنا عنوانا للفخر الدائم، وخالداً في العقل والقلب تبقى يا أبا خالد كونك قدت (أهل الرباط في أرض المقدسات)، دفاعاً عن أمة عربية وأمة إسلامية غائبة، مغيبة.

د أسعد عبد الرحمن | المغربية
*
باشتراك مع الاتحاد الإماراتية
*abdelhafid
14 - يناير - 2009
غزتنا عِزتنا    كن أول من يقيّم
 
" أم أبرموا أمراً فإنا مبرٍمون * أم يحسبون أنّا لانسمع سِرّهم ونجواهم بلى ورسلُنا لديهم يكتبون "( الزخرف 43/79و80).
هل رأيتم فِعل الجنود، أمريكا ويهود ، هل رأيتم زبانية اليهود:( مفبرِك وعبّود) ؟
" والله من ورائهم محيط " ( البروج 85/20) : إلى أين تذهبون ؟
" إنّ بطش ربك لَشديد " ( البروج/12) : حشَركم الله مع ليفني وأولمرت.
 قد – واللهِ- صدقتَ يا سيدي يا رسول الله : " يُحشَر المرء مع من أحب" .
البهائي العنّين الزنديق مذموم عفّاس : أبرم مع المفبرِك أمراً ، ولكن الله خادعُهم .
رأيت الدهر مختلفاً يدور** فلا حزنٌ يدوم ولا سرور
لقد بنَت الملوك لها قصوراً ** فلم تبق الملوك ولا القصور
يارب ، يارب ، يارب : إنّا واقفون ببابك، ندعوك بأسمائك وصفاتك أن ترينا نصرك ،يارب
لا تردّنا خائبين . يارب عامِلْنا بما أنت أهله ، ولا تعاملْنا بما نحن أهله ؛ فإنك أهل التقوى وأهل الرحمة ، يامولاي ياسيدي يارافع السموات بغير عمد ، يا قيوم السموات والأرض ، يا منتقم ، يا عزيز ، ياجبار ، يا مَن أمرُه بين الكاف والنون: أرسِلْ إلى أهلنا في (غزة) جنوداً من السماء تدك اليهود دكاً، يارب ، وأرسِلْ إليهم ريحاً صرصراً عاتية تقتلع دباباتهم ، يارب ، واجعل الأرض تغور بهم ، يارب ليس لنا ربٌّ سواك ، أجب دعاء الأرامل والشيوخ، يارب أجب دعاء الأطفال ، يارب أجب دعاء عبادك المضطرين،....
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
*د يحيى
14 - يناير - 2009
قالوا وبئس ماقالوا ، وصدق الله العظيم .    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
"سمعته يلوم المقاومة ويتهكم بها بأنهم لو كانوا عقلاء وسمعوا نصيحتنا والتزموا الصمت لما وقع عليهم القتل والذبح .. فظننت أن مثل هذه المواقف إنما هي من الانتكاسات المعاصرة التي لاسابق لها .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا)
ورأيت عدداً من المتثيقفين يردد شعارات الوطنية ويقول أن غزة شأن فلسطيني لسنا مسؤولين عنه، بل يجب أن نركز ثروتنا وطاقتنا في الشأن السعودي فقط، نحن سعوديون أولاً، فتوهمت أن هذا التذرع بالوطنية للتنصل من المسؤولية الدينية في دعم المقاومة إنما هي انحراف معاصر.. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا)
ورأيت كاتباً آخر يلوّح بأن اختيار المقاومة فصل الشتاء القارس للتصعيد السياسي جريمة تجعل المسؤولية مسؤوليتها في ضخامة الأضرار .. فظننت أن هذا التعلل بالفصول الأربعة في التهرب عن نصرة المقاومة إنما هو تقليعة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)
ورأيت كاتباً آخر ينهر المحتاجين في غزة، ويعلن في عنوان مقاله بكل فجاجة فيقول (وإذا تبرعنا فهل ستشكرون؟!) فتوهمت أن هذه المنة والأذية وتطلّب الامتنان والتقدير إنما هي مستوى قياسي جديد في التبذل الأخلاقي .. حتى قرأت قوله تعالى:
(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ)
وسمعت أحد نظرائه يعتذر ويبرر ويقول: نحن ليس لدينا مشكلة في التبرع للإسلام، ولكن ليس لهؤلاء الفلسطينيين والإخوانيين والحمساويين القذرين، ففرق كبير بين الاسلام وأتباعه، فالاسلام مقدس أما أتباعه فهم للأسف بشرٌ منحطون، فظننت أن هذا تفصيلاً جديداً في التبرع.. حتى قرأت قوله تعالى:
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا)
ولطالما سمعت الليبراليين في وطني يتعللون في رفض الأحكام الشرعية والإصرار على تبديلها بحجة المخاطر الأمنية، فيقولون لك هذه الأحكام الشرعية ستسبب لنا إحراجات أمنية كبيرة مع العالم فيجب تبديلها ومحوها وتغييرها، ويشنعون على كل من همس بمثل هذه الأحكام بشماعة المخاطر الأمنية، فكنت أتوهم أن التذرع بالمخاطر الأمنية لرفض الشريعة إنما هي موضة سبتمبرية .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)
ورأيت كثيراً من الكتّاب الخائضين في تبديل الأحكام الشرعية إذا أنكر عليه العاملون للإسلام، ونهوه عن تبديل الأحكام الشرعية، وساقوا له نصوص الوحي في وجوب التمسك بها، يترك مناقشة الأدلة الشرعية ويلوذ باتهام المنكرين عليه بأنهم طلاب سلطة وطموحات سياسية، وأن دفاعهم ضد تبديل الشريعة ليس دفاعاً عقائدياً بل مجرد غطاء للمضمر المصلحي.. فظننت أن اتهام الرافضين للتبديل بأنهم مصلحيون إنما هي تهمة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا)
ولطالما لاحظت في النصوص الشرعية بعض المواضع الملتبسة على القارئ، إما لإشكالية ثبوت أو إشكالية دلالة، فكنت أدعها وأتمسك بالنصوص الواضحة الظاهرة، حتى رأيت ثلة جديدة من الكتّاب تتطلب هذه المواضع الملتبسة وتنقب عنها وتجمعها، وتستغلها في توهين التمسك بالأحكام الواضحة الظاهرة، فكنت أتعجب من جهودهم في تتبع المتشابه واستغلاله لتصديع المحكم والتمتع بفتنة الناس في دينهم، وكنت أظن أن هذه ظاهرة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(فأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ )
وكنت أرى مجموعة من الكتاب يتطلبون الاختلاف والمفارقة عن عامة المتدينين، بل تشعر أحياناً أن معيارهم في إصابة الحق هو "مخالفة المطاوعة"، فيصعب عليهم اتباع الحكم الشرعي الذي يجمعهم بعامة المتدينين، لما امتلأ في قلوبهم من الغرور والزهو الزائف، بل بعضهم إذا أراد الاحتجاج على رد مفهوم معين قال لك: ومافرق كلامك عن كلام دراويش الصحوة؟! فصار المعيار (المفارقة) وليس (البرهان)، فكنت أتعجب كيف يتورط الانسان بترك الشريعة لأجل مخالفة من يزدريهم فقط؟! وكنت أتوهم ذلك أمراً جديداً .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ)
بل لقد رأيت عدداً من كبار المثقفين الذين يكتبون في "إعادة قراءة التراث" ينادي بكل صراحة في عدد من كتاباته ومحاضراته بضرورة الاستفادة من التراث الاسلامي، فإن وافق المفاهيم الحديثة استعملناه في تأصيلها، وإن خالف المفاهيم الحديثة تجاوزناه. بمعنى أن العلاقة مع النص صارت علاقة مشروطة، السمع والطاعة إن جاءت بما نريده فقط، فكنت أتصور أن هذه انتهازية معاصرة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا)
ورأيت شريحة أخرى لايرفضون الشريعة كلها، ويعلنون الالتزام بها، لكنهم يريدون أن يتوسطوا بين المتدينين الذين يأخذون الاسلام كله وبين العلمانيين الذي يرفضون الشريعة جملة، ويرى أن هذا من سبيل الوسطية والاعتدال بين الفريقين، فكنت أتعجب من هذا الفهم للوسطية! كيف تكون الوسطية هي التوسط بين الإسلاميين والعلمانيين؟! .. وكنت أتوهم هذا فهماً جديداً لمعنى الوسطية .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا)
ولطالما التقيت بعدد من المتثيقفين تمتد أمسياتهم الفكرية إلى آخر ساعات الليل.. فإذا أقحم أحد الحضور نصوصاً شرعية تضايقوا وتبرموا وانقبضت وجوههم، ولمزوا المتحدث بأن مقصوده المزايدة ورغبة الهيمنة.. فإذا ذكرت أسماء الأعلام الغربية الرنانة ابتهجوا وانبلجت أسارير وجوههم واستزادوا المتحدث .. فكنت أتوهم ذلك سلوكاً جديداً .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
ورأيت شريحة أخرى تعلن الالتزام بالشريعة والإيمان بها، وأنها المقدس، وأنها عظيمة، لكن هؤلاء في كل دعوتهم وعملهم وخطابهم وكتاباتهم إنما يتحاكمون للثقافة الغربية والقوانين الغربية والدول الغربية .. فكنت أتعجب كيف يدعي الإيمان بالشريعة ويتظاهر بتعظيمها وهو لايتحاكم إليها؟! لم لايصرح ويكشف مرجعيته الحقيقية؟! وكنت أتصور أن هذا تناقض معاصر .. حتى قرأت قوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ)
ورأيت طائفة من مثقفي إعادة قراءة التراث يبثون الارتيابات والتوجسات حول السنة النبوية، حيث يرون أن أحاديث الرسول كلها ليست تشريع، وإنما هي أمور تلقفها النبي من عصره ورددها، فكنت أظن هذا التنقص لمقام الرسول فكرة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(ومِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ)
وشهدت عدداً من الكتّاب الشباب لازالت خصومتهم مع المتدينين تتجارى بهم، حتى بلغت بهم أن تورطوا في مقالات مليئة بمحادة النصوص ومشاقة الوحي. كل ذلك بدافع النكاية والمناكفة ومغاضبة المتدينين وإغاظتهم فقط، فكنت أتساءل بدهشة: كيف ينسى المرء ربه لأجل أن يسخر بخصمه فقط؟! وكنت أفترض أن هذه آثار صراعية جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(إنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ)
ورأيت طائفة من المثقفين يبالغون ويغالون في تعظيم القرآن، وقداسة القرآن، وشمولية القرآن، بصورة انبهارية لايقولها مفسروا أهل السنة أنفسهم! فكنت أتساءل مالمغزى ياترى لهذه التوقير المفاجئ للقرآن؟ فماعهدت القوم نصوصيين! وإذا بهم يتخذون هذه المغالاة في التوقير مجرد مقدمة لينفذوا من خلالها لنفي السنة واغتيالها .. فيجعلون قداسة الله ذريعة لإنكار نصوص رسول الله .. فظننت هذا المدخل المخاتل شيئاً جديداً .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ)
ورأيت عدداً من الكتّاب يذكرون ماكان عليه أهل منطقتهم من رقص الرجال والنساء سوياً بكل نقاء وطهارة وصفاء نية، حتى جاءت الصحوة التي لوثت ذلك الصفاء ومنعت تلك المظاهر، فإذا قلت له: ولكن رقص الرجال والنساء سوياً لون من الفواحش التي نهى الله ورسوله عنها. فيستمر يحتج عليك بالماضي الذي دمرته الصحوة! .. فكنت أتوهم هذا التفكير الساذج لون جديد من التفكير .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا)
وقرأت لعددٍ من المثقفين الذين يعلنون احترامهم لمرجعية الوحي ومفاهيم القرآن والسنة، لكنه كلما عرض له مفهوم شرعي رده وشنع عليه، فإذا ساءله الناس عن ذلك؟ قال لهم: أنا ليس لدي مشكلة مع "النص"، وإنما مشكلتي مع "تسييس النص"، وهذه الخطابات الدينية كلها خطابات باحثة عن السيطرة.. فصار يتعلل في رد كل حقيقة شرعية بتهمة التسييس وقذف العاملين للاسلام بالبحث عن الهيمنة والنفوذ!. فكنت أعتقد أن اتهام العاملين للاسلام بذلك بهدف التخلص من كلفة الانقياد إنما هي فكرة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(قالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ)
وسمعت مرة من بعض الليبراليين حنقه الشديد على ابن باز وابن عثيمين، وكان يقول فيهما كلاماً لايقوله المرء في أخس المجرمين، فسألته: ولماذا لاتصرح بذلك؟ ولماذا تستتر بمثل هذا الموقف المتشنج ضدهما؟ فقال لي بكل صراحة: لولا نفوذهم الاجتماعي لأشعلتها عليهم.. فظننت أن ذلك حالة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)
ورأيت كثيراً من المتثيقفين يفاضل بين الناس على أساس معيار مادي بحت، فالكافر العالم خير من المؤمن الجاهل، والكافر الثري خير من المؤمن الفقير، وكنت أتوهم أن هذا المعيار المادي فكرة جديدة لم تنبه إليها النصوص، حتى قرأت قوله تعالى:
(وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ)
وتلاحظ أنه حين تثور في المجتمع مسألة شرعية جهادية أو قضائية أو حسبوية أو دعوية أو غيرها فإن كثيراً من الكتّاب يتصدر للفتيا فيها وهو لم يبحثها أصلاً، ويذيع فتواه وينشرها، وينسب رأيه للشريعة بلا تردد، والاجتهاد في الشريعة ليس محصوراً على عرق أو نسب، وإنما هو مقيد بشروط علمية كغيره من التخصصات، فكنت أتعجب من تسابق هؤلاء الكتّاب على الفتيا دون علم.. فلاهم درسوا النصوص، ولا سألوا من يحسن الاستنباط منها، وكنت أظن ذلك شيئاً جديداً حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
وكنت أسمع هؤلاء المتثيقفين إذا أرادوا أن يحقروا أحداً سموه بـ"الواعظ" تقليلاً لشأنه، وهذا التحقير بهذا الوصف فرع عن كونهم يرون المواعظ أحط مراتب الخطاب وأنقصها قيمة، فتسرب إلى ذهني هذا التحقير للمواعظ بشكل غير مباشر، وصرت مثلهم أعتقد أن المواعظ لاتليق بالخطاب الراقي، حتى رأيت الله تعالى وصف كتبه السماوية بأنها "موعظة" فعلمت أنه من المحال أن يختار الله لأعظم كتبه أحط الأوصاف!
فسمى القرآن موعظة فقال (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)
وسمى التوراة موعظة فقال (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا)
وسمى الإنجيل موعظة فقال (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)
ولطالما كنت أتوهم أن الاحتجاج على "صحة المبدأ بقوة أتباعه" إنما هي طريقة جديدة ساذجة في التفكير، وأن الناس كانت تدرك أن الحق لاصلة له بالقوة، حتى قرأت قوله تعالى:
(فأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟ )
ولطالما كنت أتوهم –أيضاً- أن الاحتجاج على "بطلان المبدأ بضعف أتباعه" إنما هي طريقة جديدة ساذجة في التفكير .. حتى قرأت قوله تعالى:
(قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)
وكنت ألاحظ بعض المتثيقفين يستكبر عن الإنصات للخطاب الشرعي، وإذا عرض له شئ من ذلك، تظاهر باستكبار أنه لايفهم ماذا يقول هذا؟ وربما أخفى كبرياءه في سؤال استعلائي يقول فيه: ماذا يقول هذا الشيخ؟! وكنت أظن أن مثل هذه الأساليب الاستعلائية أساليب جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا؟)
تلاحظ أن كثيراً من المتثيقفين حين تنقل لهم في أصل شرعي كبير تواطؤ أقوال أئمة الإسلام الكبار كفقهاء أصحاب رسول الله، ومفتي التابعين، وأئمة الأمصار المتبوعين، يقول لك: هؤلاء كلهم بشر، حتى لو تتابعوا على أصل معين فإنه لايلزمني، قلت له: هذا يلزم عليه أنهم كلهم ضلوا في أصل كبير من أصول الاسلام، فيقول لك: هذه لوازم لست معنياً بالتفكير فيها، ويبقى أنهم "بشر" .. ويتطور الأمر سوءاً عند بعضهم فلايقبل مروياتهم ولافقههم بحجة أنهم "بشر" .. فكنت ألاحظ كثرة تردادهم لبشرية السلف لبرهنة عدم حجية ماتتابعوا عليه نقلاً أو فقهاً .. وكنت أتوهم أن التذرع بالبشرية لرفض الانقياد للشريعة شأن جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:  (فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا)
في منتديات وصوالين المتثيقفين تتفاجأ بكثير من العلمانيين الجذريين الذين لايعولون على حاكمية الشريعة في دقيق ولا جليل، وإذا كتبوا في منتديات الانترنت بالاسم المستعار رأيتهم علمانيين جلدين، لكنهم إذا كتبوا للناس بأسمائهم الصريحة في الصحافة أكثروا من ذكر "مع مراعاة ضوابط الشريعة" ، والاستفادة من الفكر الغربي بـ"ما لايعارض الشريعة"، ونحو هذه العبارات.
ولطالما وقفت متأملاً هذا (النفاق الفكري) .. فكنت أتعجب منهم كثيراً كيف يبيتون مالا يرضاه الله من العلمنة ورفض حاكمية الشريعة، فإذا كتبوا للناس أظهروا احترام الشريعة ومراعاتها؟! .. وكنت أظن هذه الحالة شأناً جديداً حتى قرأت قوله تعالى:
(يسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ)
وكنت حين أرى متثيقفاً من أصحاب (النفاق الفكري) الذين يسرون في صوالينهم ومنتدياتهم الانترنتية بالعلمانية ويتظاهرون في الصحافة بمراعاة ضوابط الشريعة أقول في نفسي: هل من المعقول أن يكون يخشى من حمية الناس لدينهم أكثر من خشيته وخوفه من الله رب الناس؟ فرأيت الله تعالى يقول:
(لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ)
وكثير من المفكرين العرب اليوم يقرر بكل صراحة بأن القضية الفكرية في أكثرها (لعبة لسانية) أو بمعنى آخر (مهارة لغوية) .. بمعنى أن القضية هي تبديل ألفاظ فقط.. ولذلك ترى الليبراليين عندنا يحرفون النصوص تحت شعار (إعادة القراءة) ، ويبدلون أحكام الشريعة تحت شعار (تجديد الخطاب الديني) ، ويدخلون المحرمات تحت شعار (الانفتاح) ، ويلغون الحواجز الشرعية بين الجنسين تحت شعار (المساواة) ، ويهيجون أهل البدع لنشر بدعهم تحت شعار (الحقوق الوطنية) ، وهكذا .. ثم يجمعون هذا الإفساد كله تحت شعار (حقبة الاصلاح) و (عهد الإصلاح الميمون) و (ملك الإصلاح) الخ!
فكنت أتوهم أن هذا التلاعب اللغوي شأن جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
ورأيت طائفة من الناس ليسوا بعلمانيين ولا شهوانيين، ولكن غالب وقتهم هو التهكم وانتقاص العاملين للإسلام، فيحصون النقير والقطمير على العاملين للإسلام ويشنعون عليهم بأقل أخطائهم، ولايبصرون الأفاعي في عيون العلمانيين والشهوانيين، بل تجدهم في مجالسهم في غاية اللطف واللين معهم، فكنت أتعجب ممن يمضي عمره في الرقابة على المصلحين وهو لم يقدم شيئاً، ويتلطف للعلمانيين ومروجي الشهوات، وكنت أظن انتقاص جهود العاملين للاسلام سلوك معاصر حتى قرأت قوله تعالى:
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ)
بل إن بعض الأخيار في أنفسهم يجادل عن العلمانيين، ويبرر لهم، ويبحث عن التسويغات لأقوالهم، بحجة طلب هدايتهم، في الوقت الذي يتشنج فيه ضد أخطاء المحتسبين .. فكنت أظن افتراق المؤمنين في الموقف من المفسدين إنما هو شأن جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:
(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ)
ورأيت آخرين يشاركون في العمل الإسلامي والأنشطة الدعوية، ولكنه شديد التذمر والشكاية، وإذا تأملت محل تذمره ومحل رضاه؛ اكتشفت أنه ليس مبنياً على أساس عقدي رسالي، بل هو مبني على "حظ النفس"، فإذا كان التصرف الدعوي يراعي حظوظه الشخصية رأيته متبنياًً مدافعاًً، وإذا كان التصرف الدعوي ليس له فيه حظ ولاتشريف رأيت نياحته لاتنتهي .. فكنت أظن هذا الانتماء الدعوي المشروط على أساس حظ النفس إنما هو شئ جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:
(مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ)
وتجد بعض الناس لم يستطع أن يحسم خياراته وسط معركة العقيدة والشريعة والفضيلة هذه .. بل هو يحب أن يكسب العلمانيين ويحب أن يكسب العاملين للإسلام .. ولايحب أن يكون في أحد الكفتين.. وهو صادق في محبته لكلا الطرفين .. فكنت أتعجب من هذه الشريحة التي لم تحسم خياراتها بعد .. وأتساءل عن موقف العاملين للإسلام منها .. حتى قرأت قوله تعالى:
(سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا)
وكنت ألاحظ أن بعض الأخيار يرخي أذنه إلى هؤلاء المحرفين ويستمع لهم، لكن استماعه مع الوقت يتحول من استماع فضول إلى استماع تأثر .. فتتشوش الأمور عنده وتهتز قناعاته.. فيطوح به ذلك الاستماع إلى غيوم الفتنة .. كما قال تعالى:
(يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)
وكثير من الأخيار يبقى يتلظى بنيران الحيرة، فلا هو استطاع أن يحسم خياراته .. ولا هو استطاع أن يوقف سيل التساؤلات .. ويصبح انتماؤه كغصن عذبته تقلبات الرياح .. فلاهو استلقى على أحد جانبيه .. ولا هو انكسر فاستراح .. ومن جرب عذابات الحيرة والشكوك والارتيابات عرف أنها أكثر ألماً من الضلال ذاته.. ولذلك قال تعالى:
(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا)
حين رأيت هذه الأمثلة السابقة كلها ..
وغيرها كثير كثير .. لايمكن الإطالة بذكره ..
علمت بالضبط ماذا يعني أن القرآن تبيان لكل شئ..
حينها وحينها فقط .. أدركت شيئاً من أسرار قوله تعالى:
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) ..
أمثال مضروبة في القرآن فيها الإجابة عن كل شئ في حياتك .. من شعائرك ومعاملاتك إلى دقائق الصراعات الفكرية والسياسية ..
دع عنك المظاهر والرسوم .. ورفرف بين أمثلة القرآن .. وتأمل المعنى المشترك بين (المثل القرآني) و (الصورة المعاصرة) وستنكشف لك سجف الحقائق ..
صدق القائل سبحانه:
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
من كل مثل .. من كل مثل ..."
 
جزى الله خير الجزاء كاتبها وقارئها وموصلها.
*د يحيى
14 - يناير - 2009
 6  7  8  9  10