تلوتُ شعورَك يا محوريُّ = برمش الجفون وبالأدمع
فأودع قلبيَ ما يشتهيهِ = فجلَّ الجميل من المُودِع
وكم يفعل الشعر في مُغرميهِ = إذا كان من شاعر مبدع
كشعر الزبيريِّ أحسستهُ = يؤجج ناريَ في أضلعي
وبُلبلهُ شاد في خافقي = لحون العزيمة كالمِدفع
أنا ابن فلسطينَ ما دام في = ورود المنايا هوى المُولع
وهل يستطيب كؤوس الحمام = سوى الصارم الأقدم الأروع!!
وتشهد لي أنهرٌ من دمي = بأني البذول ولا أدّعي
لئن يقصدوا من عروقي الوتينَ = أناولهم شفرة المبضع
فلا طلعت شمس هذا الوجودِ = إذا كان في الذل من مطمع
ولا لاح لي بارق الإنتصار = إذا رمتُ غير السنا الألمع
فإن أسْمُ في ثورة للخلودِ = فتلك مراحي وذا مرتعي
فلا الاستكانة من شيمتي = ولا الجبن يُبعدُ في المصرع
ولِمْ استكين وعزمي يلينُ = وعرس الكرامة من مطمعي!
ولست أئنُّ من النازلاتِ = وإن كان في لبّها موقعي
ويا نفس إن يجزع الجازعونَ = من الحادثات فلن تجزعي
ولن تعتريك الظنون بأن الـ = رجولة دوما تربَت معي
سلو الساهدين من المُثقِلاتِ = أكان السَهاد درى مخدعي؟!
أنام قرير العيون ولا = تملُّ السكينة من مهجعي
فلست من الخائنين البلادَ = ولست من الهون في موقع
أنار ليَ الله درب العلا = فأشرقتُ من نوره الأرفع
إلى دوحة اليمن المجتبى = أصولي تعود إلى منبعي
فقحطان جدي وعدنان مجدي = وآيات ربي غذت أربُعي
وإما تفيض دموع الأبيّ = فما هي إلا أسى المُوجَع
يعز على الشمِّ حين يرونَ = ربوع السلاطين كالبلقع
ولا الشجبُ يحيي لها همةً = ولا رجْعَ للشجب في المِسمَع
ولو أن في بسبسٍ منصتاً = لصوت الإباء لكان يعي
ولو صار يَسمعُ من في القبور= لما كان للصمِّ من مُسمِع
يهيمون بالخذل لا ينثنون = هيام الرّضوعة بالرُّضّع
فيا مقلتي ، كم رجوتِ الخَذولَ = فكفـّي ، ولا عاد لي مدمعي
أغزةُ يا مَنجعاً للأسود = فلله دركِ من مَنجع!
أبيتِ الخضوع لقهر الطغاة = على الرغم من فاقةِ المُدقِع
ولكن حُبيت ذرى المكرمات = وغيرُكِ أبعدَ في الموضع
تبرقع بالمجد أقرانُه = وظل المَهينُ بلا بُرقع
ولم يبق في الأرض إلا القليل = ليرفل في الشرف الأمنع
وإلاّ الذين طوتهم سًليمى = ودفء النجيع على المضجع
وهاشمُ يمرع بين الكماةِ = بنفسيَ جدّ النبيِ المُمرِع!
أغزة مهما قسا المجرمونَ = فقد لاح نصرك في المطلع
لكِ الله يا منبت الشافعيِّ = فليس سوى الله من مَرجِع!