البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : ملف العدوان على غزة    قيّم
التقييم :
( من قبل 11 أعضاء )
 زهير 
27 - ديسمبر - 2008
بعميق الحزن والآسى يتقدم موقع الوراق إلى أسر الضحايا في قطاع غزة  بأحر التعازي على مصابهم الجلل، والذي نفذته وزارة الإجرام والإرهاب في دولة الكيان الصهيوني المحتل بدعم وتوجيه من حكومة بوش الرعناء في أيامها الأخيرة لتكون خاتمة أعمالها الوحشية في ديار العرب،
كان مشهد الشهداء وهم يلفظون أرواحهم في الرمق الأخير متلفظين بكلمة الشهادة مشهدا أشبه بالمنام، صرت أشك في نفسي وأنظر من حولي، هل ما أراه حقيقة أم أضغاث أحلام، وكان مشهد الفتاة التي تفارق الحياة على أكف مسعفيها وهي في أكفهم أشلاء مشهدا قاسيا كلما أعادت قناة الجزيرة عرضه أحسست بأن حياتي لم يعد لها معنى ، وما أقساها من مشاهد... الفتيات المنتحبات ... والأم التي تنعى ابنتيها وولدها، وسيارة الإسعاف التي قصفها العدو المجرم متجاوزا كل المعاهدات والقوانين الدولية
أرجو من الأساتذة الخبراء بنقل الصور والأفلام الوثائقية ولاسيما الأستاذة ندى الأكوح أن يساهموا في توثيق هذه الجريمة البشعة والتي جرت وتجري على مرأى ومسمع العالم، أكرر أسفي وحزني وعزائي لأهالي الضحايا والشهداء الأبرار (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
 12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
فإنهم يألمون كما تألمون..    كن أول من يقيّم
 
    
 
   
 
   
 
     
    
 
   
 
   
 
 
((ولا تهنوا في ابتغاء القوم
إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون
وترجون من الله ما لا يرجون
وكان الله عليماً حكيماً))
 
صدق الله العظيم
*أحمد عزو
14 - فبراير - 2009
تجوال الأماني    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 


تـذكـرنا  وفي التذكير صدق وتـنـظـم لؤلؤاً والنظم iiخلق
وتـنحت أردغانَ الطيبِ مسكاً يـضـوع أريجه فيثور iiشوق
وزدتَ لأردُغـان الطيبَ iiطيباً فـنبع الطيبِ في الأكراد iiدفق
ولـست  أزيد في التذكار شيئاً فـفـضل  زهير إبداع iiوسبق
ذكرتَ زهيرُ ما بالروح iiيسري وذكـر  الصادقين هدى iiوحق
"ولـي  بين الضلوع دم iiولحم" تـهـلـل  لـلأحـبة فيه دق
وتـحـنان  يزيد على iiالرزايا لـكـل رزيـة رجـع وعمق
وكـل  مـصيبة تغشى فؤادي لـهـا في أضلعي زفر iiوشهق
وتـأبـى  عيني الحرى iiرقاداً فـبـيـن جفونها والسهد iiرِقُّ
فـغـزة في سواد العين iiحلت وأطـفـال  به غرزوا iiوشقوا
وأشـجـان تفيض عليَّ iiبرحاً يـغـص بها مع التبريح iiحلق
ولـيـس يـباعد الأشجان iiإلا أمــانـيَّـاً  وآمـالاً iiتـرق
****
ويـبـسـم  لـلأمانيِّ اشتياقٌ ويـركب صهوة التاريخ عشقُ
رسـولَ  الله ذكرك في iiالبرايا ونـابـضة  القلوب إليك برق
على الثقلين ضئت وكنت نوراً يـسـير  على هداه iiالمستحق
وصـحبك  يا رسول الله iiفيهم مـشاعل نجدة ، وندى وصدق
ولـلـصّـدّيـق ما لانت iiقناة ولا نـبضت لغير الله ، iiعرق
ولـلـفاروق  في جنبي iiدفء فـجـمر  الحق للبطلان محق
وذو الـنورين : نور من حياءٍ ونـور  فـاح من دمه iiورشق
تـطـل عليَّ خلف الغيم iiمنهم كـتـائـبـهم وللرايات iiخفق
فـأنـظـر لابن عمك ذا iiفقار تـخـر  لـه الجبابر أو iiتُدق
وألـمـح  خالد اليرموك iiسيفاً لـه يوم الوغى ضرب وسحق
وحـولك  كل أشوس فيه iiعزم ولـو  رق الـغضنفر لا iiيرق
بـنفسي  خامسَ الخلفاء iiصدقاً عـلى عبد العزيز تنوح iiوُرق
شـجاني  نوحها فسرى فؤادي إلـى  مغنى الرشيد غذاه iiومق
وأزجي  نحو معتصمِ iiاعتذاري وتـغـضي  مقلة ويحار نطق
وسارت بي إلى الغرب المطايا إلـى  ابن زياد لمّا شب iiحرق
فـلا  يـوم الـسفائن iiمستعادٌ ولا  قـلـبٌ لأنـدلـس iiيدُقُّ
ويـجـذبني  عماد الدين iiجذباً ويـغـشاني  لنور الدين iiتوق
عـمـادَ الـديـن فلتهنأ iiبمجد عـلـى الأيام لا يعروه iiخرق
وكم هتفت ربوع القدس iiجذلى صـلاح  الدين بالأقصى iiأحق
أعـدوانَ الصليب خزيتَ iiحقاً ووجـهٌ  فـي بني أيوب طلق
بـنـي عثمان والأصداء iiتحيا ومـبـعث طائر الفينيق iiعتق
فـنـم عـبد الحميد وقر iiعيناً فـهـذا  الـطيْبُ للآمال iiأفق
****
ويرجعني  الحنين إلى الخوالي يـرافـق رجـعتي حُلُم iiيحق
لـذي القرنين قورشَ ذي iiبيان وفـي الـتصنيع آياتٌ iiوحذق
أطـاع الله صـدقـا iiواحتساباً فـدان  لـه بعيد الغرب شرق
وهـاهـم نـسله هبوا iiسراعاً لـردم الـفـتق فالإسلام iiرتق
وإن  شـقـت قواعدنا iiالليالي فـنـور الله لا يـغـشاه iiشقُّ
ومـا  للمسلمين سوى اعتصام بـحـبل  الله والأجناس iiفرق
****
أعـود إلـيـك غـزة مطمئناً ويـهتف في الوتين هوىً أرقُّ
وقـلـب  لـيس يُرهبه iiطغاة ولا ذئـب تـزايـد فيه iiحمق
ولا نـعـقٌ يـصيح به iiجبان مـن الأعـراب خـذّالٌ iiأعَقُّ
لأحـيـي  صبية سكنوا بقلبي ونـبـض  قلوبهم بِشر iiورفق
وأمـزج دمعي القاني iiبشجوي وأنـدب  رضّعاً بسموا iiورقّوا
وأفخر  بالرجال مضوا iiسراعاً فـنـالوا  بالشهادة ما iiاستحقوا
*ياسين الشيخ سليمان
23 - فبراير - 2009
ما أجمل البشائرالطيبة !    كن أول من يقيّم
 
   مع احترامي لكل المشاركات الطيبة التي طالعتها في هذا الملف ، ومع إعجابي الصادق بها وبأصحابها الكرام جميعهم ، أود أن أصرح بأن أول مشاركة في هذا الملف ، وهي لشيخنا د. يحيى مصري حفظه الله ورعاه ، وحفظكم ورعاكم ، قد فعلت في نفسي ما فعلت ، فهي أول مشاركة في الملف ، وأول ما تبدأ به :" يبشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..." ، فهي لا ريب بشارة عظيمة تطيب بها النفوس ، وتطمئن لها القلوب ، وهي أول ما تقع عليه أعيننا عند مطالعتنا ملف العدوان على غزة هذا ، والمترع بالمصائب والأحزان والآلام .. ولا أظن أن هذا الأمر قد حدث صدفة . فالصدفة ليس لها محل إلا في الكتابة والكلام ، وإنما كل شيء بقدر مكتوب ، وقضاء محسوب من الله عز وجل .
   صدّقوني يا إخوتي وأخواتي ،  أنني ، ومنذ أمد طويل ، وأنا أرغب في ذكر ما ذكرت ، ولا أدري لم لا أفطن إلى البوح بما في نفسي من ارتياحي لهذه البشارة العظيمة في كل مرة أدخل فيها إلى الوراق ، وإلى هذا الملف بالذات..ولعل السبب في ذلك هو أن ملف العدوان على غزة ينسينا مضمونه كل شيء إلا الأشجان ومعاناتنا إياها . وعلى أية حال ، فإنني أتقدم بالشكر الجزيل لشيخي الحبيب ، د.يحيى مصري على مشاركاته التي لا تصدر إلا من إنسان تقي فعلا ، يحب الله تعالى ويخشاه ، ويحب رسله وأنبياءه وكل الناس الصالحين ؛ فيفتح الله لنا على يديه كل خير ... فبارك الله فيه ، ونفع به ، وجزاه خير الجزاء وأكمله . ولا يفوتني في هذه المناسبة الطيبة إلا أن أذكر سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام ، والذي كان بشارة من الله تعالى لسيدنا زكريا ، عليه وعلى جميع الرسل والأنبياء أزكى صلاة وأتم تسليم . وما أجمل البشائرالطيبة وما أحيلاها!
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
25 - فبراير - 2009
فلسطين يارب ، فلسطين ياقادر ، فلسطين يامجيب.    كن أول من يقيّم
 
* اللهم إنا نسألك بأسمائك وصفاتك أن تجزيَ عنا سيدنا محمداً خير ما جزيتَ نبياً عن أمته ، ونسألك يا مولانا بذُلّ عبوديتنا لك ، وبعظيم افتقارنا إليك ، وبانكسارنا بين يديك أن تهدي َ السلطة الفلسطينية، وأن يستيقظ حبهم لك، فيعيدهم إلى تلاقي القلوب ، لا إلى مصافحة الأيدي.... اللهم ياربنا ، وألهمهم أن يعاهدوك من جديد ، وأن تهديهم وترشدهم وترضى عنهم...
* اللهم إننا ننتظر انتقامك من أعدائك الطغاة أن تنفّذ فيهم قولك في محكم كتابك : " وكذلك أخْذُ ربِّكَ إذا أخَذَ القُرى وهي ظالمةٌ إنّ أخْذَهُ أليمٌ شديد " ، فهؤلاء ظالمون يامولاي ، وهل يُنتَظَرُ بهم يامولانا إلا الهلاك القريب . وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
* اللهم وأسألك يارب أن ترضى عن أخي الحبيب ياسين ، وأن تُدخل في قلبه النور والبهجة والسرور، وأن تستجيب دعاءه ، وترزقه الأمان والاطمئنان ، والصحة والعافية ، والمال الحلال الطيب المبارك .....
تحياتي لسراة الوراق عامة ، ولأستاذي زهير، وأختي ضياء ، وإخوتي : محمد هشام ، وعمر، ومروان ، وأحمد خاصةً ...
*د يحيى
25 - فبراير - 2009
صدفة    كن أول من يقيّم
 
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن الشيخ ياسين ذكرني بذلك اليوم الذي اطلعت فيه (صدفة) على كلمات ساءتني كثيراً في حق أحد أحبابي هنا في الوراق، وكنت أود أن أهمس في أذن هذا الحبيب شيئاً ففتحت على الملف المشؤوم مرة أخرى فلم أجده، فشكرت ربي أنني لم أجده، ومرة بعد مرة أجدد الثقة في وراقنا الحريص على تنقية ملفاته من كل خبيث.. أما ما كنت أود أن أهمس به فهو كلام سمعته مؤخراً من الشيخ عبدالحميد الكشك رحمه الله، إذ قال في إحدى خطبه: (وسلاح التقوى هو الأقوى).. وهو ما يحمله الدكتور يحيى ليقاتل به دائماً.. وكل الشكر للشيخ العزيز ياسين.. ولكل الإخوة والأخوات..
*أحمد عزو
25 - فبراير - 2009
الحمد لله على حذف الملف المشؤوم    كن أول من يقيّم
 
عزيزي الأستاذ أحمد عزو :
أشكرك على تفاعلك أنت وشيخنا د. يحيى ، الذي تفضل علي بدعاء لا يقدر بثمن . ولا شك عندي أنك لا تقل عن د.يحيى فضلا وتقوى حقيقية . أما الملف المشؤوم الذي ذكرته ، فقد كنت قد شاركت فيه بأسطر تضمنت ألمي لما حدث . ولما عدت إلى ذلك الملف مرة أخرى ؛ آملا ان يكون الذي شتم قد اعتذر عن فعلته ؛ ألفيته محذوفا ؛ ولكني شعرت بأن شيئا مما طال شيخي يحيى قد طالني قبيل الحذف . ولست أدري سبب ذلك الشعور ! هل كان رغبتي في ان اكون انا المعتدى عليه بدلا من شيخنا يحيى ، أم أنني طالني فعلا ما طاله قبيل الحذف بقليل . وقد تمنيت ان يكون ذلك ما حدث ؛ ففيه تخفيف عني من سيئاتي ، إن أصبر كما صبر شيخي يحيى .
 
*ياسين الشيخ سليمان
25 - فبراير - 2009
ما أشبه اليوم بالبارحة    كن أول من يقيّم
 
منذ سنين، تقارب العشر أو العشرين، حصل بين الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وبين آخرين ممن ينتمون إلى الإسلام مساجلة كلامية وأخذ وعطاء، ملخصها هو أن المذاهب الأربعة ضرورية أم لا، وتكلم الدكتور محمد سعيد عن أنه ناله الشتم من بعض العلماء، كنت أنا حديث سن بمثل هذه الأمور فاستغربت وعلقت داخل رأسي مئات من علامات الاستفهام والتعجب، فهل يعقل أن علماء ومشايخ يشتمون؟!.. وإن كانوا لا يشتمون فهل يعقل أن عالماً بحجم الدكتور محمد سعيد يفتري عليهم؟!.. مرت السنوات تلو السنوات، واقتربت منهم أكثر قرب مسافة وأرض وليس قرب فكر ومذهب، و(ذاب الثلج وبدا المرج)، لكنه لم يكن مرجاً، بل كان أرضاً رملية صفراء لا يبدو فيها أثر لحياة المسلم التي كنت أعيشها سعيداً.. وعرفت حينها كل شيء.. فما أشبه اليوم بالبارحة.
صديقي وأخي ومعلمي الشيخ ياسين.. أنا لم أستغرب كثيراً مما حصل على رغم أسفي.. فهؤلاء مثل هؤلاء.. وأحيي الشيخ الدكتور يحيى ألف تحية.. ولو أنني قريب منه لكان لي الشرف أن أقبِّل جبينه الذي لا ينضح عرقاً بل ينضح المسك والكافور والعنبر.
*أحمد عزو
25 - فبراير - 2009
إدخال السرور في قلب المؤمن من أفضل الأعمال.    كن أول من يقيّم
 
جزى الله خير الجزاء أخي الغالي الأستاذ الأديب الأريب أحمد عزو.......* ولكنهم في النائبات قليل........
نَعَمْ ، فإنّ الكرام قليل ، وأنت منهم يا بياع الورد . أسأل الله
يا أخي بأسمائه وصفاته أن يكحّل عينيك برؤيا الحبيب عن قريب.  صلوات ربي وسلامه عليه من الأزل إلى الأبد ، مستمرة لا ترد ولا تعد ولا تحد....
أما المذهبية يا أستاذ أحمد فهي باقية إلى يوم الدين ، إنهم ردوه إلى الله ورسوله....ثم استنبطوا الأحكام واجتهدوا حيث لا نص..... وانظر إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين - أثابه الله-كيف صرح بالمذاهب السنية ، وقد ذكّرنا بالمرحوم إن شاء الله تعالى الشيخ محمد بن إبراهيم.....( قبل الشيخ ابن باز- رحمه الله-)......
جزى الله خير الجزاء العلامة الدكتور محمد رواس قلعه جي الذي قدم للمسلمين موسوعات فقه الخلفاء الراشدين الأربعة ، فضلاً عن ابن عباس وابن مسعود ، رضي الله عنهم أجمعين .
وقد طبعت في المكتبة الفيصلية بمكة المكرمة - حرسها الله قبل ثمانية عشر عاماً....
*د يحيى
26 - فبراير - 2009
أفسح في مجلسك فهذه حرب تطول..    كن أول من يقيّم
 
 
 
وابك الأمير الأسير ، واكتب شعرا في القيامة و المهد والصخرة .
وقف به على ذكرى دوارس الصوامع والروادم ...
*أي مجنون أنا ، وأفسح في المجلس فتتراءى لي حلقات الذكر
ومجالس العلم من بخارى إلى تامبوكتو ، فيها القول الفصل
والصدع بالجهاد .
 
وأفسح في المجلس فتتراءى لي مرابط الخيل حيرى عرقى ثكلى
 تصهل ، تصك الألجمة ، ترفض الذل ،وأرى صلاح الدين
على رأسه كوفية بيضاء سوداء بين خردة الدبابات من خلفه
هرج الذي لا يقهر ،ومن أمامه صمت الذي لا ينصر...
وأراه يمتنع أن يكون أسيرا قتيلا إنما... ....
 
 
*أحمد شحلان  (التوراة والشرعية الفلسطينية )
 
*التشكيل المتواضع ،أعلاه ، من إنجاز عبد ربه .
*abdelhafid
8 - مارس - 2009
الحياد = الاستقلالية    كن أول من يقيّم
 
عبد الإله بلقزيز
 
الحياد الذي تحتاجُه منّا العلاقات الداخلية الفلسطينية
يؤسفنا أن أقلاما تخطئ وظيفتها النقدية – والتوازنية – في كثير من الأحيان فتميل إلى تخطئة «فتح» والتماس الأعذار لـ«حماس»

لم يكن ما حصل من انقسام عربي على الخلاف بين «فتح» و«حماس»، وما انتهى إليه هذا الخلاف من اقتتال وقطيعة دموية، أمرا صحّيا أو يقدم فائدة أو بعض فائدة لطرفيْ الخلاف ولقضية الوحدة الوطنية الفلسطينية. وليس وجه الضرر فيه أنه كان انقساما، لأن ذلك مما ليس يُستغرب من محيط عربي متفاعل أشد ما يكون التفاعُل مع ما يجري من أحداث في فلسطين. وإنما الضرر فيه كونه أتى في صورة انحياز إما إلى هذا الفريق أو ذاك من فريقي الخلاف والاقتتال، فما كان منه سوى أنه زاد من دقّ الإسفين ولم ينفع في رتْق الخرق أو تهدئة الصراع على ما كان يفترض من أصدقاء الحركتين وحلفائهما في البلاد العربية من أحزاب وحركات وشخصيات سياسية أو ثقافية ومؤسسات إعلامية. انساق الأكثر في هؤلاء وراء الخلاف موزَّعا بالتساوي بين طرَفيه بدل السعي في تطويقه واستيعابه. وفجأة، ما عادت غزة (ولا الضفة) مكانا لذلك الخلاف، وإنما اتسعت جغرافيته إلى كل مكان عربي يدور فيه حديث عن الوضع الداخلي الفلسطيني!
من ينتقد «فتح» ويسكت عن «حماس» كمن ينتقد «حماس» ويسكت عن «فتح». كلاهما يقول نصف الحقيقة ويحجب نصفها الآخر. وهذه طريقة معطوبة لا تساعد على فهم صحيح للإعضال الفلسطيني ولا على المساهمة في تصويب أوضاع العلاقات الداخلية الفلسطينية. وهي –فوق ذلك- محكومة بنظرة أخلاقية منحازة لهذا الفصيل أو ذاك لا للقضية ولا لمصلحة الحركة الوطنية برمتها. يسهل كثيرا على المنغمس في هذه المقاربة غير الموضوعية علميا، وغير النقدية منهجيا، وغير النزيهة أخلاقيا، أن يلجأ إلى المعادلات «السياسية» المبسّطة القائمة على تقسيم الساحة الفلسطينية إلى ملائكة وشياطين، إلى أخيار وأشرار، إلى مستسلمين ومقاومين، إلى ديمقراطيين وانقلابيين، وإنتاج مواقف سياسية من ظواهرها ومن واقعاتها على هذا المقتضى. وهي معادلات لا تركب إلا رؤوس نوعيْن من البشر: المبتدئين الذين يجهلون ما وراء العموميات لأنهم مبتدئون، وذوي المصالح الضيقة (سواء السياسية أو العقائدية) الذين تمنعهم مصالحهم الصغيرة من رؤية المصلحة الكبرى (الوطن والقضية).
من النافل القول إن أمر هذه المعادلات والثنائيات الثنوية مما ينبغي أن يترك للاستخدام الدعائي الفتحاوي –الحمساوي لأنه «يناسب» نمطا من السجال السخيف الذي درج عليه الفريقان وأدمناه طويلا، ولأنه جزء من عملية التجييش والتحشيد الداخية التي يجري بها استنفار الجمهور الحركي واستنهاض عصبيته الحزبية من قبل الفريقين معا. وليس معنى ذلك أن هذه الثنائيات والتمثلات المتبادلة مشروعة في الداخل الفلسطيني أو مبررة على أي نحو من الأنحاء، وإنما القصد أن نقول إنها مفهومة في سياق نمط الثقافة السياسية الفصائلية السائدة وخاصة لدى حركتي «فتح» و«حماس»، وفي ضوء ضغوط معركة الوجود والبقاء في السلطة: حيث الأسلحة كافة تصبح مبرّرة بما فيها –وبكل أسف- سلاح الكذب والتشهير والتحريض والتخوين والإلغاء! لكنه ليس من المفهوم كيف يستعير «الحلفاء» العرب للفصيلين المفردات والأسلحة عينَها في معركة موالاة هذا الفريق ومناوَءة ذاك إلا إذا كان الهدف شيطانيا: النفخ في نار الفتنة! وهو هدف قد يذهب إليه أصحابه بعيون مفتوحة من دون أن يساورهم شك في أنهم على صواب في ما يفعلون، أي أنهم قد يذهبون إليه بنيات حسنة (والطريق إلى جهنم مفروشة بالنيات الحسنة)!
لقائل أن يقول إن الاستقطاب العربي الحاد حول الموقف من النزاع الداخلي الفلسطيني هو صورة مكبرة لذلك الاستقطاب الفلسطيني الذي أشعل فتيل المواجهة المسلحة بين «حماس» و«فتح»، وإن ثقافة المضاربة السياسية والدعائية المستبدة بالحركتين الفلسطينيتين هي عينُها الثقافة السياسية السائدة في كل ساحة عربية، فما الذي يبعث –إذن- على الشعور بالاستغراب من اندفاع ذلك الجدل العربي إلى الانتظام وراء النزاع الفلسطيني والصيرورة جزءا من نسيجه؟ والملاحظة وجيهة لو كان الصراع بين «فتح» و«حماس» صراعا على السلطة في وطن محرر ودولة مستقلة، وحينها كان يمكن أن يقال إن أي حزب عربي (أو مجموعة سياسية أو ثقافية) يرى في أحد الفصيلين امتدادا أو نظيرا له بالمعنى السياسي، أو بالمعنى الإيديولوجي، أو بالمعنيين معا، يبرر له مناصرتَه (حتى على مقتضى القاعدة العصبوية: ظالما أو مظلوما). أما وأن فلسطين رازحة تحت الاحتلال الصهيوني وأهْلها في مرحلة التحرر الوطني، فإن أي وقوف إلى جانب فريق ضد آخر لا معنى له ولا نتيجة سوى بث الفرقة والشقاق في ساحة تحتاج إلى الوحدة بأي ثمن، وتعاني من الهشاشة في التوازن ومن نقص حاد في التضامن الوطني الداخلي.
على أن ثمة جمهورا عربيا، من السياسيين والمثقفين والناشطين في مؤسسات المجتمع المدني، أقل انحيازا لهذا الفريق أو ذاك وأكثر انفتاحا عليهما معا على نحو متوازن.
وهو ما زال يتمسك بالوحدة الوطنية وبإطار منظمة التحرير الجامع، ويعارض «اتفاق أوسلو» ولا يجد مبررا مقبولا لصراع «فتح» و«حماس» على مؤسسات ذلك الاتفاق.
ويهمّنا أن يتماسك موقف هذا الجمهور أكثر في مواجهة الاستقطاب الداخلي فلا يجنح إلى إبداء انحيازه إلى أي فريق. على هذا الجمهور أن يخاطب الفصيلين المتنازعين مخاطبة نقدية صريحة لا محاباة فيها ولا مداهنة، لأن هذه المخاطبة هي عين العقل والصواب أولا، ولأنها الطريقة الوحيدة للضغط المعنوي على الفصيلين المقتتلين وإشعار كل منهما بأن سياسته الخاطئة لا تلقى رضى من الجمهور العربي. إن لم يستطع هذا النقد، فليعتصم بالحياد، وهو أقل المطلوب.
يؤسفنا كثيرا أن قسما من أقلام هذا الجمهور (القومي واليساري) يُخطئ وظيفته النقدية – والتوازنية – في كثير من الأحيان فيميل إلى تخطئة «فتح» والتماس الأعذار لـ«حماس» – وهذا هو الغالب على موقفه- أو على تخطئة «حماس» وتفهم أسباب سياسة «فتح»: وهذا ما حصل في النادر. إنه بهذا يزيغ عن دوره النقدي والتوحيدي المفترض، ويفقد نفسه –من حيث لم يحتسب- امتياز الموقع القادر على توفير حاضنة شعبية عربية للحركة الوطنية الفلسطينية. الأسوأ من ذلك أنه يقدم مساهمة غير مباشرة في تمديد حالة الطوارئ داخل العمل الوطني
الفلسطيني!
كانت أعظم خدمة يُسديها مثقف عربي للثورة الفلسطينية –زمن عنفوانها- تنبيهها إلى أخطائها التي تقع فيها، بل نقد تلك الأخطاء من دون تردد. مازالت الخدمة الجليلة تلك هي نفسها اليوم ما على المثقفين أن ينهضوا به، خاصة بعد أن تكاثرت الأخطاء وتشابكت واستفحل أمرها وتوهمت الثورة أنها أصبحت «دولة» (وهذه أم الأخطاء والخطايا!). فما لهؤلاء المثقفين العرب يصمتون وعن هذه المهمة الجليلة ينصرفون؟
 
*يومية المساء المغربية .
*abdelhafid
8 - مارس - 2009
 12  13  14  15