البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : السُـمنة عند الأطفـال    كن أول من يقيّم
 khawla 
23 - ديسمبر - 2008
السُـمنة عنـد الأطفـال
                                                                  
السمنة في مرحلة الطفولة مشكلة صحية خطيرة تؤثر على الأطفال والمراهقين، وتحدث السمنة عندما يكون وزن الطفل اكبر من الوزن الطبيعي لأقرانه في نفس العمر والطول، وهنا تكمن الخطورة،  لأن هذه الزيادة في الوزن تضع الأطفال على طريق المشاكل الصحية التي اعتبرت فيما مضى كمشاكل خاصة بالبالغين: كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول.
ويعتبر تحسين نوعية التغذية للعائلة وممارسة الرياضة والنشاط البدني أهم استراتيجيات المحافظة على الوزن، وبالتالي المحافظة على صحة الطفل حاضرا ومستقبلا.
أسباب السمنة
العوامل الوراثية والهرمونية من أسباب السمنة في مرحلة الطفولة، إلا أن أكثر حالات زيادة الوزن تنتج عن الزيادة في الأكل وقلة النشاط البدني، ويحتاج الأطفال بعكس الكبار إلى مواد غذائية وسعرات إضافية لتغذية نموهم وتطورهم، فإذا استهلك الطفل السعرات التي يحتاجها نشاطه اليومي ونموه وعملية التمثيل الغذائي، فان وزنه يزداد بشكل يتناسب مع نموه، أما الطفل الذي يأكل ويحصل على سعرات أكثر فانه يكتسب وزنا زائدا عن حاجته لبناء ونمو جسمه.
العوامل المؤثرة في زيادة وزن الطفل
* النظام الغذائي: استهلاك  الدائم للأطعمة العالية السعرات الحرارية تساهم في زيادة الوزن، كالوجبات السريعة، والمشروبات الغازية والحلويات والشوكولا كلها مواد غنية بالدهون والسعرات الحرارية.
* قلة النشاط البدني: الأطفال قليلو الحركة يكتسبون الوزن الزائد لأنهم لا يحرقون السعرات الحرارية خلال النشاط البدني، فالنشاطات الترفيهية مثل: مشاهدة التلفزيون، والعاب الفيديو، تساهم في زيادة الوزن.
* الوراثة: إذا كانت السمنة وراثية في عائلة الطفل فان الاستعداد الوراثي لزيادة الوزن خاصة في بيئة تتوفر فيها الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والنشاط البدني محدود جدا.
* عوامل نفسية: يأكل بعض الأطفال بشراهة للتكيف مع مشاكل تتعلق بالمشاعر: كالتوتر، والملل، وغالبا ما يعاني الوالدان من نفس المشكلة.
* عوامل أسرية: يتحمل الوالدان مسؤولية التسوق للأسرة، فهم من يقرر شراء الأطعمة الصحية او غير الصحية، ولا يمكن لوم الأطفال إذا اجتذبتهم الحلويات والأطعمة الدسمة، فهم يتذوقون الأطعمة المختلفة، ولكن بإمكان الأهل التحكم بنوعية الطعام في البيت.
* عوامل اجتماعية اقتصادية: الأطفال في البيئات ذات الدخل المتدني معرضون لزيادة الوزن بشكل اكبر، لان الأهل ذوو الدخل المتدني يفتقدون الوقت والإمكانيات لجعل عادات التغذية الصحية وممارسة الرياضة أولوية أسرية.
متى يجب استشارة الطبيب
ليس كل طفل يحمل بعض الكيلوغرامات الإضافية سمينا، فبعض الأطفال يتمتعون ببنية أضخم من المعدل، ويمكن أن يحمل الطفل كمية من الدهون في مراحل مختلفة من نموه، فلا يمكن الحكم بمجرد النظر على الطفل بأنه سمين وان هناك ما يدعو للقلق على صحته. ويمكن للطبيب أن يقيم وزن الطفل  تقييما كاملا بناء على نمو الطفل وتطوره، والعوامل الوراثية كالطول والوزن.
التعقيدات الناجمة عن السمنة
يمكن أن ينتج عن السمنة مشاكل صحية خطيرة والتي سيحملها الطفل معه إلى مرحلة البلوغ مثل:
1- السكري (النوع الثاني)
Metabolic Syndrome2- متلازمة عملية الايض
3- ارتفاع ضغط الدم
4- الازما ومشاكل التنفس الأخرى
5- اضطرابات النوم
6- أمراض الكبد
7- البلوغ المبكر
8- اضطرابات الأكل
9- التهابات الجلد
النتائج الاجتماعية والعاطفية والتي تؤذي الطفل بسبب السمنة مثل:
1- انخفاض تقدير الذات والتنمر: حيث يقوم الأطفال الآخرون بإغاظتهم، والتنمر عليهم،مما يعرضهم  لانخفاض او فقدان تقدير الذات، ومخاطر الإصابة بالاكتئاب.
2- صعوبات التعلم ومشاكل سلوكية: يعاني الطفل السمين من القلق الزائد، ويمتلك مهارات اجتماعية اضعف من مهارات الطفل العادي، وكنتيجة لذلك فقد يؤدي ذلك إلى التصرف بشكل مزعج وغير منضبط في الصف، او قد يؤدي إلى الانعزال. التوتر والقلق يتعارضان مع التعلم، فالتوتر في المدرسة يخلق شراسة يغذي فيها القلق المتنامي تدني الأداء الأكاديمي.
3- الاكتئاب: العزلة الاجتماعية وضعف تقدير الذات يخلق شعورا غامرا باليأس  لدى بعض الأطفال البدناء، ويقع الطفل الذي يفقد  الأمل بتحسن حياته فريسة للاكتئاب، والطفل المكتئب يفقد الاهتمام بالأنشطة العادية، وينام أكثر من المعتاد، او يبكي كثيرا، ويخفي بعض الأطفال المصابون بالاكتئاب الحزن ويظهرون البلادة.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تتمة    كن أول من يقيّم
 
العلاج
يعتمد علاج السمنة عند الأطفال على عمر الطفل، او إذا ما كان لدى الطفل مشكلة طبية، ويشتمل العلاج على تغيير نظام الأكل، وزيادة نشاطه الحركي، وفي حالات خاصة يمكن أن يخضع الطفل للعلاج بالأدوية او الجراحة لتخفيف الوزن.
بالنسبة للأطفال تحت سن السابعة، والذين لا يعانون من أي مشاكل صحية، و يهدف العلاج إلى تثبيت الوزن وليس إنقاصه، وهذه الإستراتيجية تسمح بزيادة الطول وتثبيت الوزن.
أما  بعد سن السابعة فان فقدان الوزن يصبح ضروريا كذلك الأمر بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بزيادة الوزن، ويجب أن يكون تخفيف الوزن بطيئا وثابتا (حوالي كيلوغرام شهريا).
طريقة المحافظة على الوزن او فقدانه تتطلب تناول الأطعمة الصحية بكميات مناسبة، وممارسة نشاط بدني.
       * النظام الغذائي الصحي
 تقع مسؤولية التغذية الصحية على الوالدين الذين يقرران متى وأين تأكل الأسرة، فأي تغيير مهما صغر يمكن أن يحقق تغييرا كبيرا على صحة الطفل، ويمكن الاسترشاد بما يلي لتحسين النظام الغذائي للطفل:
       1- عند شراء الأطعمة يجب اختيار الفواكه والخضار بدلا من الأطعمة الغنية بالسكر والدهون، ويجب توفير وجبة خفيفة صحية بمتناول الطفل بشكل دائم، ويمنع استعمال الطعام كوسيلة للعقاب او الثواب.
       2- الحد من المشروبات المحلاة بما فيها عصير الفواكه، فهي توفر عناصر غذائية قليلة القيمة مقارنة بالسعرات الحرارية التي تحتوي عليها، بالإضافة إلى أنها تشعر الطفل بالشبع فلا يأكل الطعام الصحي والمغذي.
3- تشجيع عادة الأكل على مائدة واحدة كأسرة كاملة ، وتحويل الطعام إلى مناسبة لتبادل الحديث والأخبار والقصص، والحد من تناول الطعام أمام شاشة التلفزيون او الكمبيوتر او العاب الفيديو، لأنه يؤدي إلى الأكل السريع وعدم إدراك كمية الطعام التي تناولها الطفل.
4- الحد من تكرار الأكل خارج المنزل، خاصة في مطاعم الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية.
* النشاط البدني
النشاط الجسدي مكون هام في عملية فقدان الوزن، خاصة عند الأطفال، فهو لا يحرق السعرات الحرارية فحسب؛ بل يبني العظام القوية والعضلات، ويساعد الطفل على النوم العميق ليلا، والبقاء متيقظا ونشيطا نهارا، وبتنمية هذه العادة لدى الطفل فإنها تساعده في الحفاظ على وزن مناسب في فترة المراهقة رغم التغيرات الهرمونية، والنمو السريع والتأثيرات الاجتماعية والتي تقود أحيانا إلى زيادة الأكل، والطفل النشيط حركيا يصبح بالغا لائقا بدنيا. ولزيادة مستوى النشاط الجسدي للطفل ينصح بما يلي:
1- الحد من وقت مشاهدة الطفل للتلفزيون لأقل من ساعتين يوميا، فالحد من مشاهدة التلفزيون سيزيد من نشاطه الحركي، كما يجب الحد من العاب الفيديو والكمبيوتر والحديث على الهاتف.
2- التأكيد على النشاط وليس التمارين، فليس المطلوب تنظيم برنامج تمارين بل المطلوب الاستمرار في الحركة، وممارسة الألعاب الحرة مثل: لعبة الغميضة، قفز الحبل، والتي تساعد على حرق السعرات وتزيد من اللياقة البدنية.
3- معرفة النشاطات التي يحبها الطفل، فمثلا إذا كان لدى الطفل ميول فنية، يمكن الانطلاق في الطبيعة لجمع أوراق الشجر والصخور التي يمكنه استعمالها لصنع نماذج فنية مجسمة، او إذا كان يحب التسلق، او كان يحب القراءة فيوجه للمشي او ركوب الدراجة للحصول على كتاب.
4- ولتشجيع الطفل على ممارسة النشاط الجسدي لا بد للأهل من ممارسته أيضا بإيجاد نشاطات ممتعة مشتركة، ويحذر من تحويل التمرين إلى نوع من العقاب او العمل الرتيب.
5- التنوع في النشاطات، ويترك لكل طفل دورا في اختيار نوع النشاط ليوم او أسبوع، مثل كرة المضرب او البولنج او السباحة، المهم الاستمرار بممارسة نشاط.
 
الأدوية
هناك نوعين من الأدوية التي يمكن للمراهقين استعمالها لتخفيف الوزن  ميريديا ويسمح باستعماله للمراهقين أكثر من 16 سنة، ويعمل على تغيير كيمياء الدماغ ليحس بالشبع بسرعة اكبر، وزينكال ويسمح باستعماله للمراهقين أكثر من 12 سنة ويمنع امتصاص الدهون في الأمعاء.
ورغم انه يسمح باستعمال هذين العقارين بوصفة طبية، إلا انه لا ينصح يهما للمراهقين، فإن الاستعمال لفترة طويلة غير مأمون، وتأثيراته في تخفيف الوزن لا زالت موضع تساؤل، ولا يمكن أن يكون بديلاً عن نظام غذائي وممارسة الرياضة.
عمليات تخفيف الوزن
يمكن أن تكون خياراً  آمناً  وفعالًا لبعض المراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة، ولم يتمكنوا من فقدان الوزن باستخدام الطرق الأحرى، وكأي عملية جراحية فان هناك خطورة فعلية وتعقيدات على المدى البعيد، فنتائج عمليات تخفيف الوزن على نمو الطفل مستقبلا وتطوره غير معروفة.
 وهذه العمليات لا زالت غير شائعة لدى المراهقين، إلا أن الطبيب قد ينصح بها إذا كان الوزن الزائد يشكل تهديدا لصحة الطفل أكثر من العملية، ويجب أن تتم العملية بإشراف أخصائي أطفال وأخصائي الغدد.
ورغم ذلك تبقى العملية الخيار الأخير، فإنها لا تضمن أن يخسر الطفل كل الوزن الزائد او ان الطفل يستطيع الحفاظ على الوزن لمدة طويلة.
الوقاية
سواء كان وزن الطفل صحيا او كان معرضا لاحتمال زيادة الوزن فإنه ينصح بما يلي للوقاية:
1- زيارة الطبيب مرة على الأقل سنويا حيث يقوم الطبيب بقياس طول الطفل ووزنه ودراسة المؤشرات التي قد تشير إلى احتمال إصابته بالسمنة.
2- يجب أن يكون الوالدان مثلاً أعلى للأطفال، بالحرص على تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة بانتظام للمحافظة على الوزن.
3- لا ينصح باستعمال الطعام كوسيلة لتعديل سلوك الطفل، سواء بالمنع كعقاب او تقديمه كثواب.
4- تعزيز السلوك الايجابي، بتشجيع نظام الحياة الصحي ، بالتركيز على الجانب الايجابي كمتعة اللعب في الخارج او تنوع الفواكه الطازجة على مدار السنة.
5- التأكيد على فوائد الرياضة عدا عن كونها وسيلة لفقدان الوزن، فمثلا: الرياضة تقوي القلب والرئتين والعضلات، واستثمار ميول الطفل الطبيعية للجري والاكتشاف والأكل فقط عند الشعور بالجوع وليس بسبب الملل. وستصبح هذه الممارسات عادات صحية لدى الطفل بمرور الوقت.
6- الصبر هو أساس النجاح  فالعديد من الأطفال يزداد وزنهم عندما يزيد طولهم، ويجب أن يدرك الأهل أن التركيز المبالغ فيه على عادات أكل الطفل تعطي نتيجة عكسية وتؤدي إلى إقبال الطفل أكثر على تناول الطعام. او قد تعرضه للإصابة باضطرابات الأكل.
 
مهارات التكيف
يلعب الوالدان دوراً حاسماً في مساعدة الأطفال البدناء بإشعارهم بالحب والتحكم بالوزن، فيجب أن يستغل الأهل أي فرصة لبناء تقدير الطفل لذاته، فهؤلاء الأطفال معرضون للشعور بانعدام تقدير الذات، بسبب الاهتمام الاجتماعي بالمظهر وكون الشخص نحيفا، ولا يعني ذلك تجنب ذكر موضوع الصحة واللياقة او الاهتمام بهما، ولكن يجب الانتباه إلى أن الطفل يمكن أن يعتبر هذا الاهتمام إهانة، بل يجب مصارحة الطفل بدون حدة او إصدار أحكام عليه، بالإضافة إلى الأخذ بالنصيحة التالية:
1- إيجاد سبب لمدح جهد الطفل والاحتفاء بالتغيرات الصغيرة والمتزايدة، ولكن يمنع استعمال الطعام كمكافأة، ويمكن اختيار طرقا أخرى لتقدير انجازاته مثل الذهاب للعب البولينج مثلا او للعب في الحديقة.
2- التحدث إلى الطفل عن مشاعره، ومساعدته على إيجاد طرق للتعامل مع مشاعره والتي لا تشمل الأكل.
3- مساعدة الطفل على التركيز على الأهداف الايجابية، مثلا يمكن أن يضع هدفا بان يركب دراجته الهوائية لمدة 20 دقيقة بدون تعب، او يستطيع أن يركض  العدد المطلوب من الدورات في حصة الرياضة في المدرسة.
 
 
 
 
 
*khawla
23 - ديسمبر - 2008