يا عطر الورد ، يا أخي ياسين. كن أول من يقيّم
*بغى ياسين الخير: طلَبَهُ . أريد أن أؤكِّد ذلك ، فأقول : بغى ياسين الخير بَغياً ؛ أي : طلَبَه طلْباً . وهذا هو القياس . قال سيبويه : " أتتُهُ إتياناً ، وقد قالوا على القياس : أتْياً " ( الكتاب 2/215، طبعة بولاق).( وهكذا : سَكتاً ، وهَدْءاً ، عَجزاً ، وحمته حَمْياً...) .(الكتاب2/216). *( بغى ) : فِعل ثلاثي مجرَّد . تقول : بغى ياسين الخير ( بغياً ،و بُغية ،و بِغية ) . إذا أراد أخي الأستاذ أن يجمع ( بُغية ) ، قال : بُغَىً . هذا النوع من الجموع يقال له : اسم الجنس الجَمْعي الذي يذكّره أهل الحجاز ، ويؤنّثه أهل نجد . الآن : فائدة صَرفية : كل ماجاء على وزن : ( فُعلَة ) ،أو ( فِعلة) نحو: بُغيَة ، بِغية ، يُجمع على ( فُعَل) : بُغَىً . و( فِعَل) : بِغىً . وكذا ، ماجاء على ( فُعلى ) و ( فِعلى ) : في الجمع تقول: ( فُعَل ) ، و(فِعَل)، نحو: كُبرى / كُبَر " إنها لَإحدى الكُبَر " . الآية و ذِكْرى / ذِكَر - بفتح الكاف- . *ابتغى : هذا فِعل ثلاثي مَزيدٌ فيه حرفان ، هما الهمزة ، والتاء . وزن ( ابتغى) الصرفي : افتَعَلَ ، أصله ( ابتَغَيَ) : تحركت الياء ، وفُتِح ما قبلَها ، فقُلِبتْ ألفاً ، فهو فعل ثلاثي ٌّ مزيدٌ فيه حرفان ، بينهما فاء الفعل ، ومعنى الزيادة : الاتّخاذ . " ومَن يبتغِ غيرَ الإسلام دِيناً فلن يُقبَلَ منه...". الآية . [ هكذا كنّا نعلّم طلبة السنة الثانية بكلية الآداب في جامعة حلب ، سنة 1986]. *انبغى : هذا فعل ثلاثي مزيد فيه حرفان ، هما الهمزة والنون. وزن ( انبغى ) الصرفي : انفعَلَ ، أصله ( انبَغَيَ) : تحرّكت الياء ، وفُتِح ما قبلَها ، فقُلِبتْ ألفاً ، فهو فِعْلٌ ثلاثيٌّ مزيدٌ فيه حرفان قبل فاء الفعل المجرَّد : بَغَى . معنى الزيادة : المطاوعة . فائدة : ليس لهذه الصيغة ( انفعل) : في اللسان العربي إلا معنىً واحدٌ ، هو المطاوعة ،وتؤدي في العربية معنى الفعل المبني للمجهول . والتعبير عن المطاوعة في هذه الصيغة ينقسم إلى قِسمين: (1) مطاوعة الفعل الثلاثي المجرّد الذي يُشترط فيه أن يكون علاجياً ؛ أي يدل على حركة حسية . تقول : هزمنا المحتَل فانهزم . أما إذا كان الفعل غيرَ عِلاجيٍّ ، فلا تأتي منه هذه الصيغة ، فأنت لا تقول : علِمتُ الأمرَ فانعلَمَ ، وفهِمتُ الدرسَ فانفهمَ ؛ لأنّ الفعلين ليسا بِعلاجِيين. وقد تمتنع هذه الصيغة من بعض الأفعال العلاجية ، فأنت – مثلاً- لا تستعمل الفعل : انطرد ، فلا تقول : طردتُ العدو فانطرد ، في حين تقول : دحرته فاندحر.... وهكذا يكون التعبير قاصراً على السماع وليس على القياس. (2) : مطاوعة المزيد فيه حرف ، إذا كان على زِنَة (أفعَل) وهذا قليل ، وسماعي أيضاً ، من ذلك قولك : أطلقتُ طير الوروار فانطلق ، وأزعج أبو حلب أبا أحمد الأريب فانزعج [ حاشاك يا عطر المجالس]. فائدة في الإملاء : الرضوان : إذن ، نكتب هكذا (رضا ) ،وخطوة / خُطا ، وذروة/ ذرا : هكذا ! ولكنْ مهلاً :" كل ما جاء على ( فُعَل) ، أو ( فِعَل) ، جاز رسْمُه على الألِفَيْن " : رضا ، رضى ، ذروة ، ذرا ، ذرى ، خطا ، خطى..... فائدة في القراءات : قرأ الأعمش ( ورُضُوان) بضم الراء والضاد .(البحر5/21،72). وقد أثبتَ هذا البناءَ سيبويه : فُعُلان : سُلُطان – بضم اللام- ( الكتاب2/322 بولاق). ولاتنس أن القراءة الشاذة مقدَّمة على اللغة . النتيجة : (بغي) صحيحة . ويجمهن بغية صحيحة ؛ لأنها بمعنى بغْي . والتضمين في اللغة معروف ، وشواهده منثورة : تَلْمَذَ يحيى لشيخه العلامة محمد عُضَيمة. فإذا قالوا : تتلمذ عليه ، ضمنوا الأصلي معنى : قرأ عليه ....ثلاث أنفس ، ثلاثة أنفس.... أما( ها هنّ)، فتقويمه: ها هن أولاء؛ لأن الأصل : هؤلاء هنّ. وهكذا: هاأناذا، هاهوذا،هاهي ذي ،هاهم أولاء ، هانحن أولاء، هاهن أولاء: ها= للتنبيه . (هُنّ أولاءِ) :جملة اسمية، ولايهم أيهما المبتدأ. |