البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : الفرق بين التفسير والتأويل    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 محمد 
13 - ديسمبر - 2008
ذكر الذهبي فروقاً بين التفسير والتأويل وهي:

1ً- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنى واحد فهما مترادفان ، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير .

2ً- قال الراغب: التفسير أعم من التأويل ، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ والتأويل في المعاني.

3ً- قال الماتريدي: التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هذا ، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع .

4ً- قال الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً، والتأويل تفسير باطن اللفظ .

5ً- التفسير ما يتعلق بالرواية ، والتأويل ما يتعلق بالدراية .

6ً- التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة والتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة ).اهـ التفسير والمفسرون للذهبي ج1 ص22 .

والنسبة بين هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هي التباين.

رجح الإمام الزركشي أن هناك فرقاً بين التأويل والتفسير وأنهما ليسا بمعنى واحد فقال: الصحيح تغايرهما.اهـ انظر : البرهان ج2 ص14.

قال الذهبي:

والذي تميل إليه النفس من هذه الأقوال هو أن التفسير ما كان راجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية ، وذلك لأن التفسير معناه الكشف والبيان ، والكشف عن مراد الله تعالى لا يجزم به إلا إذا ورد عن رسول الله أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع وخالطوا رسول الله ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن الكريم .

وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل ، والترجيح يعتمد على الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباط المعاني من كل ذلك.
 
قال أبو هلال العسكري في كتابه ( الفروق في اللغة ) بعد ذكره لجميع هذه الأقوال :

أقول: لا يخفى أن غاية ما يتحصل من هذه الاقاويل يتخلص من هذه التفاصيل أن:

التأويل له مزية زائدة على التفسير، ويرشد إليه قوله تعالى: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " حيث حصر سبحانه علم التأويل في جنابه تعالى ومن رسخ في العلم قدمه واستضاء في طريق التحقيق علمه، ووقع على عجائب ما أودع فيه من الاسرار، وأطلع على تفاصيل ما اشتمل عليه من الاحكام والآثار.

وقد دعا النبي صلى الله عليه وآله لابن عباس وقال : " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ".فلو لم يكن للتأويل مزيد فضل لم يكن لتخصيص ابن عباس بذلك مع جلالة قدره، وعظيم شأنه ، مزيد فائدة .اهـ


سبب الاصطلاح في التفرقة بين التأويل والتفسير:

قال الزركشي:

وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل التمييز بين المنقول والمستنبط ، ليحمل على الاعتماد في المنقول وعلى النظر في المستنبط.اهـ البرهان ج2 ص172 .

ويبدو من خلال ما ذكرنا أن التفسير ما كانت دلالته قطعية، وأن التأويل ما كانت دلالته ظنية.

وهنا ينبغي الإشارة إلى نقطة مهمة في الموضوع هي: أن التأويل إذا كان صادراً عن المعصوم فيعود التأويل تفسيراً لأنه يكشف عن مراد الله تعالى في كتابه، وتكون دلالته في هذا الملحظ بالذات دلالة قطعية.


ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه في الآونة الأخيرة خرج إلينا كتاب منسوب لمحمد أمين شيخو(1)، جمعه عبد القادر يحيى الشهير بالديراني ، وأسماه ( تأويل جزء عمَّ ) حوى هذا الكتاب على أغلاط وأخطاء كثيرة ومثيرة ، يغلب عليه التأويل الرمزي، يخالف فيه الأحكام الشرعية والمصطلحات ، ويخالف قواعد اللغة العربية، ومناهج المفسرين وضوابط التفسير .

هؤلاء الناس يحذرون أيضاً من كلمة ( التفسير ) ويتعجبون من الذي أدخل في عقول المفسرين كلمة ( التفسير ) لأن هذا يناقض قول رسول الله حينما دعا لابن عباس رضي الله عنهما : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .

ويقولون :
حذار من التفسير لأنه يعني أن القرآن غامض مبهم، فكلمة فسّر معناها اللغوي كان مبهماً غامضاً فوضحه وأبانه ، والقرآن ليس بمبهم ولا غامض، بل ظاهر بين .

ويقولون : التفسير فقط للكافرين لأنه من الرواية والروايات مبنية على الدسوس، أما التأويل فللمؤمنين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ محمد أمين شيخو ( 1890م ـ 1964م ) : عاش طفولته يتيماً ، فتولت الحكومة العثمانية تربيته ، فدرس على نفقة الحكومة العثمانية ، إلى أن تخرج ضابطاً من الأكاديمية العسكرية التركية ، وعمل كضابط شرطة للعثمانيين، وبعد خروج العثمانيين من سوريا ودخول المستعمر الفرنسي ، عمل ضابطاً عند الفرنسيين ، وعند جلاء الفرنسيين عن سوريا ترك محمد أمين السلك العسكري ، وأصبح يهتم بشكل أساسي بالأمور الدينية ، لم يكتب لأفكاره الانتشار إلا بعد وفاته ، حيث قام بصياغتها وإظهارها كل من : عبد الهادي الباني ، وعبد القادر الديراني ، اللذين كانا تلميذين لمحمد أمين شيخو .اهـ
انظر : أهكذا يكون فهم الإسلام ،دراسة علمية نقدية لأهم أفكار محمد أمين شيخو على ضوء العلم والقرآن ، أحمد إسماعيل راغب ، دار العصماء ، دمشق ، الطبعة الأولى 1423هـ 2002م:8.
 
 4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مَن هو الدميري الذي ذكره أستاذي زهير غيرَ مرة ؟    كن أول من يقيّم
 

الدميري
* هو كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري (أبو البقاء). ولد عام 742هـ /سنة1341م في بلدة دميرة في الوجه البحري بجمهورية مصر العربية.  و( دميرة) تابعة لمركز طلخا في محافظة الدقهلية(حالياً)، والدليل على نسبه لهذه القرية وجودُ مسجد في هذه القرية باسمه، الذي لا يزال موجوداً إلى الآن، ويقام احتفالٌ سنوي في القرية لهذا العالِم الجليل. وقد توفي عام 808هـ / سنة 1405م بالقاهرة. ويقال إنه عاش فترة في مكة المكرّمة  والمدينة المنورة .
* كان باحثاً ، أديباً ، من فقهاء الشافعية،... كان يتكسب بالخياطة، ثم أقبل على العلم وأفتى ودرّس. كانت له في الأزهر حلقةٌ خاصة، ومِن أهم مؤلفاته التي مازالت موجودة حتى الآن، وأعيد طبعُها غيرَ مرة:
موسوعة حياة الحيوان الكبرى
رغم تعدد مؤلفات الدميري في الحديث والفقه، إلا أن كتاب
"حياة الحيوان الكبرى" هو الأشهر بين مؤلفاته، إذ يُعدُّ أولَ مصدر شامل في علم الحيوان باللغة العربية. وقد جمع مادته من 560 كتاب( ستين وخَمس مِئة)، و199 ديوان شعر. ويقع الكتاب في جزأين، وقد رتّب على حروف الهجاء، حيث يتناول كل حيوان على حدة. ويشمل الكتاب 1069 مادة، وفيها نجد مادة لغوية ووصفية وبيولوجية وأحكاماً شرعية بالنسبة إلىالحيوانات ومنتجاتها، بل ويتعدى ذلك إلى تفسير رؤية الحيوانات في المنام.
ورغم أن الكتاب يحتوي بعضَ الخرافات والأحكام غير العلمية، إلا أن ملاحظات الدميري الدقيقة لطبائع الحيوانات وأساليب معيشتها وسلوكها تجعله- أحياناً- يتفوق على كتاب "الحيوان" للجاحظ.
كما أن الكتاب يصور حياة الحيوان بصورة جلية واضحة مطرزة بالأمثلة، و مدعمة بالشواهد الشعرية و الروايات النثرية.
وعلى حد قول أحد المستشرقين فإن الكتاب " نبعٌ فياض من الحكمة العربية والإسلامية، زاخرٌ بقواعدِ الفقه والتشريع، والأحاديث النبوية، والفنون الأدبية، والأمثال. تدفقت من مشاربَ شتى ومصادرَ مختلفةٍ في مَعين واحد".
وقد تكلم الكاتب على الحيوانات بطريقة أبجدية، حيث بدأ من حرف الألِف، وانتهى عند حرف الياء، وقد جمع الكتاب لكل حيوان اسماً، ويذكر ألقابه و كُِناه التي كان الناس ينعتونه بها ، من مِثل(البرغوث) : من ألقابه البرغش
و(البغل) : أبو الحرون
و(الأتان ) :أنثى الحمار، و قد ذكر أن بعض العرب يسمي أنثى الحمار حمارة.
و(الخنفساء) : أم الأسود، وأم مخرج، وأم اللـجاج.
و(الفأرة) : أم خراب.

من أهم مؤلفات الدميري : النجم الوهّاج في شرح المِنهاج
وموسوعة حياة الحيوان الكبرى أعيد طبعها مؤخراً في صورة قشيبة في مصر، تقع في عَشَرَة أجزاء، كل جزء مستقِل في كتاب.

 
*د يحيى
24 - ديسمبر - 2008
الحيوان أربعة أقسام من حيث النفع والضرر    كن أول من يقيّم
 
إليكم هذه الفائدة عن أقسام الحيوان من حيث النفع والضرر :
الحيوان أربعة أقسام أحدها : ما فيه نفع ولا ضرر فيه فلا يجوز قتله

الثاني : ما فيه ضرر بلا نفع فيندب قتله كالحيات والفواسق .

الثالث : ما فيه نفع من وجه وضرر من وجه كالصقر والبازي فلا يندب ولا يكره .

الرابع : ما لا نفع فيه ولا ضرر كالدود والخنافس فلا يحرم ولا يندب .

ضابط : ليس لنا بيض يحرم أكله واستثنى بعضهم بيض الحيات والحشرات ولا شك فيه . [ ص: 449 ] وليس لنا في الحيوان شيء يؤكل فرعه ولا يؤكل أصله
إلا لبن الآدمي وبيض ما لا يؤكل لحمه وعسل النحل وماء الزلال .اهـ

الأشباه والنظائرعبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي

دار الكتب العلمية ـ سنة النشر: 1403هـ/1983م الطبعة: 1

*محمد
24 - ديسمبر - 2008
حياة الحيوان لا يخلو من طلاسم    كن أول من يقيّم
 
كمال الدين الدميري :
أحد علماء الشافعية اشتهر بالتدريس والفتوى مع دراية بالحديث والتفسير والعربية، يقول عنه عبد الحي الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب متحدثا عن سنة ثمانمائة وثمان للهجرة النبوية :
 
وفيها كمال الدين أبو البقاء محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري - بالفتح والكسر نسبة إلى دمير قرية بمصر - الشافعي العلامة ولد في أوائل سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وتفقه على الشيخ بهاء الدين أحمد السبكي والشيخ جمال الدين الأسنوي والقاضي كمال الدين النويري المالكي وأجازه بالفتوى والتدريس وأخذ الأدب عن الشيخ برهان الدين القيراطي وبرع في الفقه والحديث والتفسير والعربية وسمع جامع الترمذي على المظفر العطار المصري وعلى علي ابن أحمد الفرضي الدمشقي مسند أحمد بن حنبل بفوت يسير وسمع بالقاهرة من محمد بن علي الحراوي وغيره ودرس في عدة أماكن وكان ذا حظ من العبادة تلاوة وصياما ومجاورة بالحرمين ويذكر عنه كرامات كان يخفيها وربما أظهرها وأحالها على غيره وصنف شرح المنهاج في أربع مجلدات ونظم في الفقه أرجوزة طويلة وله كتاب حياة الحيوان كبرى وصغرى ووسطى أبان فيها عن طول باعه وكثرة اطلاعه وشرع في شرح ابن ماجة فكتب مسودة وبيض بعضه ودرس بالأزهر وبمكة المشرفة وتزوج بها في بعض مجاوراته ورزق فيها أولادا وتوفي بالقاهرة في ثالث جمادى الأولى . انتهى
وكتابه حياة الحيوان الكبرى لا يخلو من فوائد رتبه على الأحرف الأبجدية حيث يذكر اسم الحيوان وما قد يتعلق به من آيات وأحاديث وحكايات مع ذكر خواص أجزائه لكنه مع ذلك لا يخلو من بعض الطلاسم والجداول وبعض المسائل التي لا دليل عليها .
*محمد
24 - ديسمبر - 2008
 4  5  6