البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : الفرق بين التفسير والتأويل    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 محمد 
13 - ديسمبر - 2008
ذكر الذهبي فروقاً بين التفسير والتأويل وهي:

1ً- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنى واحد فهما مترادفان ، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير .

2ً- قال الراغب: التفسير أعم من التأويل ، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ والتأويل في المعاني.

3ً- قال الماتريدي: التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هذا ، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع .

4ً- قال الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً، والتأويل تفسير باطن اللفظ .

5ً- التفسير ما يتعلق بالرواية ، والتأويل ما يتعلق بالدراية .

6ً- التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة والتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة ).اهـ التفسير والمفسرون للذهبي ج1 ص22 .

والنسبة بين هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هي التباين.

رجح الإمام الزركشي أن هناك فرقاً بين التأويل والتفسير وأنهما ليسا بمعنى واحد فقال: الصحيح تغايرهما.اهـ انظر : البرهان ج2 ص14.

قال الذهبي:

والذي تميل إليه النفس من هذه الأقوال هو أن التفسير ما كان راجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية ، وذلك لأن التفسير معناه الكشف والبيان ، والكشف عن مراد الله تعالى لا يجزم به إلا إذا ورد عن رسول الله أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع وخالطوا رسول الله ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن الكريم .

وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل ، والترجيح يعتمد على الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباط المعاني من كل ذلك.
 
قال أبو هلال العسكري في كتابه ( الفروق في اللغة ) بعد ذكره لجميع هذه الأقوال :

أقول: لا يخفى أن غاية ما يتحصل من هذه الاقاويل يتخلص من هذه التفاصيل أن:

التأويل له مزية زائدة على التفسير، ويرشد إليه قوله تعالى: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " حيث حصر سبحانه علم التأويل في جنابه تعالى ومن رسخ في العلم قدمه واستضاء في طريق التحقيق علمه، ووقع على عجائب ما أودع فيه من الاسرار، وأطلع على تفاصيل ما اشتمل عليه من الاحكام والآثار.

وقد دعا النبي صلى الله عليه وآله لابن عباس وقال : " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ".فلو لم يكن للتأويل مزيد فضل لم يكن لتخصيص ابن عباس بذلك مع جلالة قدره، وعظيم شأنه ، مزيد فائدة .اهـ


سبب الاصطلاح في التفرقة بين التأويل والتفسير:

قال الزركشي:

وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل التمييز بين المنقول والمستنبط ، ليحمل على الاعتماد في المنقول وعلى النظر في المستنبط.اهـ البرهان ج2 ص172 .

ويبدو من خلال ما ذكرنا أن التفسير ما كانت دلالته قطعية، وأن التأويل ما كانت دلالته ظنية.

وهنا ينبغي الإشارة إلى نقطة مهمة في الموضوع هي: أن التأويل إذا كان صادراً عن المعصوم فيعود التأويل تفسيراً لأنه يكشف عن مراد الله تعالى في كتابه، وتكون دلالته في هذا الملحظ بالذات دلالة قطعية.


ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه في الآونة الأخيرة خرج إلينا كتاب منسوب لمحمد أمين شيخو(1)، جمعه عبد القادر يحيى الشهير بالديراني ، وأسماه ( تأويل جزء عمَّ ) حوى هذا الكتاب على أغلاط وأخطاء كثيرة ومثيرة ، يغلب عليه التأويل الرمزي، يخالف فيه الأحكام الشرعية والمصطلحات ، ويخالف قواعد اللغة العربية، ومناهج المفسرين وضوابط التفسير .

هؤلاء الناس يحذرون أيضاً من كلمة ( التفسير ) ويتعجبون من الذي أدخل في عقول المفسرين كلمة ( التفسير ) لأن هذا يناقض قول رسول الله حينما دعا لابن عباس رضي الله عنهما : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .

ويقولون :
حذار من التفسير لأنه يعني أن القرآن غامض مبهم، فكلمة فسّر معناها اللغوي كان مبهماً غامضاً فوضحه وأبانه ، والقرآن ليس بمبهم ولا غامض، بل ظاهر بين .

ويقولون : التفسير فقط للكافرين لأنه من الرواية والروايات مبنية على الدسوس، أما التأويل فللمؤمنين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ محمد أمين شيخو ( 1890م ـ 1964م ) : عاش طفولته يتيماً ، فتولت الحكومة العثمانية تربيته ، فدرس على نفقة الحكومة العثمانية ، إلى أن تخرج ضابطاً من الأكاديمية العسكرية التركية ، وعمل كضابط شرطة للعثمانيين، وبعد خروج العثمانيين من سوريا ودخول المستعمر الفرنسي ، عمل ضابطاً عند الفرنسيين ، وعند جلاء الفرنسيين عن سوريا ترك محمد أمين السلك العسكري ، وأصبح يهتم بشكل أساسي بالأمور الدينية ، لم يكتب لأفكاره الانتشار إلا بعد وفاته ، حيث قام بصياغتها وإظهارها كل من : عبد الهادي الباني ، وعبد القادر الديراني ، اللذين كانا تلميذين لمحمد أمين شيخو .اهـ
انظر : أهكذا يكون فهم الإسلام ،دراسة علمية نقدية لأهم أفكار محمد أمين شيخو على ضوء العلم والقرآن ، أحمد إسماعيل راغب ، دار العصماء ، دمشق ، الطبعة الأولى 1423هـ 2002م:8.
 
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جل من لا يسهو    كن أول من يقيّم
 
 " إذا كان للتأويل في القرءان معنى واحدا،...." : أخي العزيز الأستاذ ياسين  : والسهو بالسهو يذكر. ( المؤمن مرآة أخيه).
* أنا أوافقك الرأي.....ويبدو أنّ شيئأ كان في نفس العلامة الشنقيطي ، فجنح لتسمية عنوان موسوعته ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن).
**لعل أخانا المؤدب المهذب الدكتور ( محمد) يسترعي انتباهنا إلى أمور لم نفطن إليها ؛ امتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى: " فاسألوا أهل الذكر...".
*د يحيى
15 - ديسمبر - 2008
فاسألوا أهل الذكر    كن أول من يقيّم
 
" السهو بالسهو يذكر " حلوة منك كثيرا يا أخي العزيز . ومن الناس من يسهو ، أحيانا ، في سجود السهو ، وانا منهم . وما دامت حضرة الدكتور يحيى منيرة دائما بإذن الله ، فلن نخشى الاستمرار في سيرنا في متاهات السهو والغفلة . وما حدث معي اقرب للغفلة أو الوهم منه إلى السهو . 
وعلى هامش النقاش :
" فاسألوا أهل الذكر.." : اعتدنا على استعمالها بمعنى الاستفسار من أهل العلم ؛ ولكن هذا الاستعمال غير دقيق ، إن ابتغينا التمسك بالمعنى الذي جاءت الآية به .
 ففي أكثر من تفسير ،  " الجامع في أحكام القرءان " مثلا ، قال سفيان في تفسير الآية : يعني مؤمني أهل الكتاب . وقيل : المعنى فاسألوا أهل الكتاب فإن لم يؤمنوا فهم معترفون بأن الرسل كانوا من البشر . روي معناه عن ابن عباس ومجاهد . وقال ابن عباس : أهل الذكر أهل القرءان . وقيل : أهل العلم ، والمعنى متقارب .
وفي " الدر المنثور في التفسير بالمأثور" : يعني فاسألوا أهل الذكر والكتب الماضية: أبشر كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة؟
وفي جامع البيان عن تأويل آي القرءان : فاسألوا أهل الذكر وهم الذين قد قرؤوا الكتب من قبلهم : التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنزلها على عباده .
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
15 - ديسمبر - 2008
عودة إلى التفسير والتأويل    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة ،
الفرق بين التفسير والتأويل البحث فيه ليس سهلا لدي على الأقل ، لكثرة ما اعتراه من الخلاف ، لذا ، فقد آثرت أن أرجع إلى كتاب الله الكريم ؛ محاولا فهم معنى التأويل  الذي ورد فيه .
ولم أقتنع كثيرا بالوجه المعتمد عليه للقائلين بأن التفسير هو التأويل عينه ، فهم قد اعتمدوا نظرية لا برهان قاطعا عليها ، وهي ان الترادف في معاني الألفاظ وارد عندهم مع أن غيرهم قال بخلاف ذلك . والناظر في كتاب الله لن يجد كلمة واحدة تسد مسد أخرى في المعنى تماما .
والتفسير معناه التبيين والتوضيح ، وليس أبين ولا أوضح ولا أكثر إقناعا مما نزل على الرسول الكريم من قرءان . قال تعالى : " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " . وليس في الناس الأبيناء من يعدل النبي الأكرم ، ناهيك ان يفوقه ، في البيان والتبيين ، ولا في البيان والتبين . والذي يعجز عن التبين يظل بحاجة إلى من يبين له ما عجز عن تبينه ، وهنا يأتي دور المفسرين ليوضحوا لمن يعجز عن التبين ما عجز عنه . فالذي يشكل عليه فهم أمر ما ، ليس بالضرورة ان يكون أمرا لغويا ، يلجأ في العادة إلى من يفسره ويوضحه له . ومن أدوات المفسر النظر والاستنباط  تعينه عليهما سعة العلم ونباهة الفكر وذكائه . ومن أحسن التفسير ما وهبه الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام من قوة الحجة في تفسير وتوضيح قدرة الله كيف تكون لمن يعجز عن فهمها ، او يدعي ، باطلا ، عدم صوابها ، أو الادعاء بالقدرة على مضاهاتها . قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم : " فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ؛ فبهت الذي كفر.." . ومن التفسير أيضا أن نلجأ للمختص بعلم ما ليفسر لنا ظواهر معينة أغلق علينا فهمها . ففي العلوم الطبيعية مثلا ، يمكننا أن نطلب تفسيرا يوضح لنا كيفية حدوث البرق والرعد ، او الزلازل والبراكين ، او كيف تحدث الانفجارات الذرية... وفي علوم القريض نستفسر عن كيفية معرفة الأوزان الشعرية ..وفي تفسير القرءان نرغب في معرفة معنى " قسورة " مثلا ، وذلك بكلمة أخرى او جملة ، على الأغلب ، تبين لنا ما القسورة.. وهكذا
أما التأويل ، فهو محاولة معرفة أمر مجهول مغيب غيبا مطلقا وغير مقيد بزمن ، وغير مقيد أيضا باستخدام أدوات بلغت من الدقة مهما بلغت . ومن الأمثلة عليه ما قاله العلماء عن الدابة التي تكلم الناس آخر الزمان ، وفتح ياجوج وماجوج ، وكيف هي حقيقة الجنة ...وهكذا
إن سيدنا موسى عليه السلام كان مؤمنا بالغ الإيمان دون ريب ، ولكن اعتراضه على العبد الصالح (في سورة الكهف ) كان نابعا من عدم معرفته بتأويل ، وليس بتفسير ، ما فعله ذلك العبد ، والذي هو نفسه ، أي العبد ، لولا تعليم الله إياه ، لما فعل ما فعل عن أمره هو . قال الله تعالى على لسان العبد الصالح : " وما فعلته عن أمري " ، وقال : " سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " . فالتأويل ، إذن ، محاولة علم المجهول المغيب غيبا مطلقا ، ولا يتم ذلك بأية وسيلة إلا بما يتيحه الله تعالى من علم لبعض الخلق المصطفين . وكون سيدنا موسى من المؤمنين الراسخين في الإيمان ، فإنه يسلم لله تعالى ولا يعصي أوامره دون أن يعرف الحكمة التي من وراء تلك الأوامر الإلهية ، فالراسخ في العلم بربه وقدرته وحكمته تكون هذه الحال حاله. هذا هو الأصل في معنى التأويل ، أما الاستنباط والتدبر والنظر ، والقيام بوضع الفرضيات والنظريات واستخدام العقول والتجارب والبحوث كل ذلك لا علاقة له بالتأويل ولا من بعيد . فأي نظرية أو نتيجة بحث تقطع بتأويل ما فعله العبد الصالح المذكور في سورة الكهف؟! ولو حاول سيدنا موسى مهما حاول ، فلن يعرف على سبيل القطع الحكمة من وراء خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار ، لولا أن جاءه التأويل من الله تعالى بوساطة العبد الصالح . وكذلك أي علم ، او أية أداة ، يمكنها ان تخبرنا بتأويل الأحاديث ؟! ذلك التأويل الذي كان علما منحه ووهبه الله تعالى يوسف عليه السلام . فالذي قال إنه رأى نفسه وهو يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه ، ثم طلب من سيدنا يوسف أن يؤول له ما رآه ، فكان التأويل أن ذلك الرائي سوف يصلب وتأكل الطير من رأسه . وهذا علم علمه الله تعالى سيدنا يوسف ، ولولاه لما كان التأويل صحيحا . فلو كنت أنا المؤوِّل مثلا او أنت ، لقلنا للرجل : سوف يأتيك الخير والرزق الكثير ، وسوف تكون كريما في الإنفاق ، هكذا ، أو ما يشبه ما قلناه ، دون علم ولا بصيرة ، فأين الثرى من الثريا! بل أين الباطل من الحق!
قال تعالى : " ولنعلمه من تأويل الأحاديث " ، وقال ايضا : " وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث " ، وقال : " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث .." ، وقال : " نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين" . ومن الملاحظ ان الآيات السابقة جميعها جاءت بلفظ التأويل وليس بلفظ التفسير . وعلى هذا ، فإن المفسرين الذين سموا كتب تفسيرهم بلفظ التأويل ، قد خلطوا ما بين التأويل والتفسير ، وظنوا الترادف فيهما في المعنى . وسوف أتعرض لهذا في نهاية المقال بإذن الله .
إن ما هو مغيب عنا غيبا مطلقا ، فإننا ، إن كنا عقلاء  وذوي نوايا حسنة ، لا يمكننا نفيه دون برهان مبين نقدمه بين أيدينا ، وإلا كنا مثل الذين قال عنهم الله تعالى : " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله.." ، ولو فرضنا جدلا أننا لم نؤمن بوجود شيء ما ، فلا يحق لنا نفي وجوده عقلا .
وقال تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ..." . في هذه الآية قولان أو ثلاثة كما هو معلوم ، في تعيين محل الوقف ، وهل هو لازم ، فإذا كان الوقف على لفظ الجلالة لازما كان التأويل من علم الله وحده ، وهو ما أنا عليه شخصيا ومقتنع به مثل الكثرة الكاثرة من المسلمين ، وإن كانت " الراسخون " معطوفة على لفظ الجلالة ؛ فيكون الراسخون في العلم لديهم القدرة على التأويل ، ولكن من علم علمهم الله إياه ، مثل العبد الصالح الذي في سورة الكهف ، لا من عند أنفسهم . وهنا يرد تساؤل : كيف لنا ان نعرف الراسخ في العلم من غير الراسخ فيه؟! هناك وسيلة واحدة ووحيدة ، وهي ان يخبرنا الله به . ومن المحتمل ان يكون الرسوخ في العلم يعني الدرجة العظمى من صدق الإيمان والثبات عليه ، والله اعلم .
وقال تعالى : " وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ذلك خير وأحسن تأويلا ." ، فلماذا  "تأويلأ" وليس " تفسيرا "؟
 الخشية من إنقاص الوزن تحدو بالمؤمن أن يحتاط فلا يقع في إنقاص الوزن ، والسبيل إلى ذلك يكون بترجيح كفة الموزون على معيار الوزن عيانا . وما دام الذي يكتال او يكيل لا يعلم على وجه الدقة أن كفتي الميزان قد اتزنتا تماما ، فما عليه إلا الترجيح كما قلنا ، ولوترجيحا قليلا ، حتى يضمن انه أوفى الكيل ، وحتى لا يقع في الحيرة الناتجة عن الجهل ، فيطلب تأويلا لما يجهله مما ليس بمقدوره معرفته . (فمعرفة أن كفتي الميزان متقابلتين ، أو ان الوزنين متساويين تماما غير ممكن أبدا ) . ويشبه ذلك عمل من يكثر من أداء السنن النبوية في الصلاة ، خشية من أن القيام بالفرض وحده ربما يعتريه نقص او خلل ما ؛ فيعوض ذلك النقص المحتمل بثواب أداء السنن . ومقدار النقص في الميزان أو في صحة الصلاة مثلا ، مهم ، مهما كان ضئيلا ، فالتقي يحسب له حسابا ، وفي باله دائما : " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ، ولهذا فالخير وحسن التأويل هما المطلوبان ، فإذا أردت أن تؤوّل ، وليس في مقدورك ذلك ، فما عليك إلا ان تقطع حبل الشك بسيف اليقين ، فترجح الميزان حتى تراه راجحا عيانا . وهنا تضمن انك لم تقع في إثم التطفيف في الموازين من أي نوع كانت ، ومهما كان نوع البضاعة الموزونة .
لماذا سمى بعض المفسرين كتابه بلفظ التأويل بدلا من لفظ التفسير :
أظن ان ذلك يعود ، في الغالب ، لأمرين :
الأول : الظن بأن التأويل والتفسير بمعنى واحد ، وهذا غير صحيح ، إذا اعتمدنا على ان لا ترادف مئة بالمئة بين ألفاظ اللغة ومعانيها ، وبخاصة ما يتعلق بلسان القرءان الكريم ، وأن الترادف التقريبي يفيدنا فقط في التفسير والتبيين والتوضيح . فقولنا " جاء " غير قولنا " أتى " ، فلكل واحدة موقعها المناسب ، ولكننا في سبيل التفسير والتوضيح يمكن ان نستخدم واحدة محل الأخرى .
الثاني : حملهم التأويل على معناه الاصطلاحي والذي يعني : صرف اللفظ عن ظاهر معناه . ويساعدهم على ذلك ما روي من أقوال تعني بأن القرءان الكريم حمال أوجه . إن استنباط وجوه عدة لفهم آية معينة لا ينطبق عليه معنى التأويل الذي جاء به القرءان الكريم ؛ لأن الصواب او الحق ربما يتعدد ويصلح كل معنى لحال ، وأين هذا من التأويل الذي هو معرفة المجهول المطلق! وأن معرفة التأويل هي معرفة الحقيقة المطلقة !
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
15 - ديسمبر - 2008
يا ربّ فرّج همه.    كن أول من يقيّم
 
هذا يعني وجوب البحث عن ( جهينة) الحقيقي عندما نقول المثل السائر : " وعند جهينة الخبر اليقين " ، وسأوجه المربين قائلاً لهم بعد نصحهم مريديهم : إياكم أن أن تقولوا : " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "..... فيه موضوعات معلونة بالأمثال في القرآن يا أخي ياسين .....
*" فمعرفة أن كفتي الميزان متقابلتين ، أو ان الوزنين متساويين تماما غير ممكن أبدا ) : هذه عبارتك : جل من لا يسهو !!! أنا الفقير لله أرى أن يُنعَم النظر في الكتابة غيرَ مرة أفضل....فخبر ( أنّ).....!!
أما العلم اللدني فقد أعطاه ربنا الفتاح بعض خلقه ،وهوسبحانه ، معطيه ، وسيعطيه لمن رق قلبه ، وصدقت نيته..."رب أشعث أغبرذي طمرين يمشي في الأسواق لا يُلقَى له بال لو أقسم على الله لأبره".
أما دعاء سيدنا الحبيب ،صلوات ربي وسلامه عليه، لابن عباس ،رضي الله عنهما ،: " ...وعلّمه التأويل" فأل هاهنا للعهد الذهني الذي استأثر بعلمه رب الأرباب ، ... إن الله تبارك وتعالى هو الأعلم بأسرار كتابه ، وإذا شاء ربنا أن يلهم من يريد إلهامه ، فإنه يفتح عليه ، وذلك يعد كرامة . إن الغيب المطلق لله عز وجل ، وثمة غيب نسبي -حفنة من رمل في صحراء- لمن يرتضيه ربنا من رسل ، ولذلك نرى( تأويلاً) لرسول الله ،صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى : "كلَّ يوم هو في شأن" في صحيح سنن ابن ماجه.....
أخي الأستاذ ياسين : إنّ استعمالك النظارة ما كان عبثاً ، وأنت ترى ما بعد حاجز النظارة ، وهكذا يفسّر الكشف ... وإنني أدعو الله لك أن يكشف عنك غمتك ، ويفرّج عنك كربتك ، سائلاً الله بأسمائه وصفاته أن تشعر بالأمان والطمأنينة كما عهدناك حين تعرفنا عليك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*د يحيى
16 - ديسمبر - 2008
مع الشيخ الشعراوي ، يرحمه الله .    كن أول من يقيّم
 
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
 
" هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ "وآية أخرى يقول فيها الحق:
وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ " [التوبة: 127].
إنهم الذين بدأوا؛ انصرفوا عن الله فصرف الله قلوبهم بعيداً عن الإيمان. وكذلك الذين يتبعون المتشابه يبتغون به الفتنة؛ أي يطلبون الفتنة، ويريدون بذلك فتنة عقول الذين لا يفهمون، وما داموا يريدون فتنة عقول من لا يفهمون فهم ضد المنهج، وما داموا ضد المنهج فهم ليسوا مؤمنين إذن، وماداموا غير مؤمنين فلن يهديهم الله إلى الخير؛ لأن الإيمان يطلب من الإنسان أن يتجه فقط إلى الإيمان بالرب الإله الحكيم، ثم تأتي المعونة بعد ذلك من الله. لكن عندما لا يكون مؤمناً، فكيف يطلب المعونة من الله، إنه سبحانه يقول في الحديث القدسي:
(أنا أغنى الشركاء عن الشرك).
إنهم يبتغون الفتنة بالمتشابه، ويبتغون تأويله، ومعنى التأويل هو الرجوع؛ لأننا نقول: " آل الشيء إلى كذا " ؛ أي رجع الشيء إلى كذا، فكأن شيئاً يرجِع إلى شيء، فمن لهم عقل لا زيغ فيه يحاولون جاهدين أن يؤولوا المُتشَابه ويردوه إلى المُحكم، أو يؤمنوا به كما هو. يقول الحق بعد ذلك: " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ " إن الله لو أراد للمتشابه أن يكون محكماً، لجاء به من المُحكَم، إذن فإرادة الله أن تكون هناك آيات المتشابه ومهمتها أن تحرك العقول، وذلك حتى لا تأتي الأمور بمنتهى الرتابة التي يجمد بها عقل الإنسان عن التفكير والإبداع، والله يريد للعقل أن يتحرك وأن يفكر ويستنبط. وعندما يتحرك العقل في الاستنباط تتكون عند الإنسان الرياضة على الابتكار، والرياضة على البحث، وليجرب كل واحد منا أن يستنبط
المتشابه إلى المحكم، ولسوف يمتلك بالرياضة ناصية الابتكار والبحث، والحاجة هي التي تفتق الحيلة.
إن الحق يريد أن يعطي الإنسان دربة حتى لا يأخذ المسألة برتابة بليدة ، ويتناولها تناول الخامل ويأخذها من الطريق الأسهل، بل عليه أن يستقبلها باستقبالٍ واع وبفكر وتدبر.
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ "[محمد: 24].
*د يحيى
16 - ديسمبر - 2008
مع الشيخ الشعراوي ، يرحمه الله (.02)    كن أول من يقيّم
 
كل ذلك حتى يأخذ العقل القدر الكافي من النشاط ليستقبل العقل العقائد بما يريده الله، ويستقبل الأحكام بما يريده الله، فيريد منك في العقائد أن تؤمن، وفي الأحكام أن تفعل " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ ". والذين في قلوبهم زيغ يحاولون التأويل وتحكمهم أهواؤهم، فلا يصلون إلى الحقيقة. والتأويل الحقيقي لا يعلمه إلا الله.
قد رأينا من يريد أن يعيب على واحد بعض تصرفاته فقال له:
 يا أخي أتَدّعي أنك أحطت بكل علم الله؟ فقال له: لا. قال له: أنا من الذي لا تعلم. وكأنه يرجوه أن ينصرف عنه.
والعلماء لهم وقفات عند قوله الحق: " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ ": بعضهم يقف عندها ويعتبر ما جاء من بعد ذلك وهو قوله الحق:
" وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ " كلاماً مستأنفاً، إنهم يقولون: إن الله وحده الذي يعلم تأويل المتشابه، والمعنى: " وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ " ؛أي الثابتون في العلم، الذين لا تغويهم الأهواء، إنهم: " يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا " وهو ما قاله الرسول، صلى الله عليه وسلم، إن الراسخين في العلم يقولون: إن المحكم من الآيات سيعلمون به، والمتشابه يؤمنون به، وكل من المتشابه والمحكم من عند الله.
أمّا مَن عطف وقرأ القول الحكيم ووقف عند قوله: " وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ " نقول له: إن الراسخين في العلم علموا تأويل المتشابه، وكان نتيجة علمهم قولهم: " آمَنَّا بِهِ ".
إن الأمرين متساويان، سواء أوقفت عند حد علم الله للتأويل أم لم تقف. فالمعنى ينتهي إلى شيء واحد. وحيثية الحكم الإيماني للراسخين في العلم هي قوله الحق على لسانهم: " يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا " فالمحكم من عند ربنا، والمتشابه من عند ربنا، وله حكمة في ذلك؛ لأنه ساعة أن يأمر الأعلى الأدنى بأمر ويبين له علته فيفهم الأدنى ويعمل، وبعد ذلك يلقي الأعلى الأمر آخر ولا يبين علته، فواحد ينفذ الأمر وإن لم يعرف العلة، وواحد آخر يقول: لا، عليك أن توضح لي العلة. فهل الذي آمن آمن بالأمر أو بالعلة؟
إن الحق يريد أن نؤمن به وهو الآمر، ولو أن كل شيء صار مفهوماً، لما صارت هناك قيمةٌ للإيمان. إنما عظمة الإيمان في تنفيذ بعض الأحكام وحكمتُها غائبة عنك؛ لأنك إن قمت بكل شيء وأنت تفهم حكمته فأنت مؤمن بالحكمة، ولست مؤمناً بمن أصدرالأمر.
وعندما نأتي إلى لحم الخنزير الذي حرمه الله من أربعةَ عشرَ قرناً، ويظهر في العصر الحديث أن في أكل لحم الخنزير أضراراً، ويمتنع الناس عن أكله لأن فيه أضراراً، فهل امتناع هؤلاء أمر يثابون عليه؟ طبعاً لا، لكن الثواب يكون لمن امتنع عن أكل لحم الخنزير؛ لأن الله قد حرمه؛ ولأن الأمر قد صدر من الله، حتى دون أن يَعْرِّفنا الحكمة، إن المؤمن بالله يقول: إن الله قد خلقني ولا يمكن ـ وهو الخالق ـ أن يخدعني وأنا العبد الخاضع لمشيئته.
إن العبد الممتنع عن أكل لحم الخنزير وشُرب الخمر؛ امتثالاً لأمر الله، هو الذي ينال الثواب، أما الذي يمتنع خوفاً من اهتراء الكبد أو الإصابة بالمرض فلا ثواب له. وهناك فرق بين الذهاب إلى الحكم بالعلة. وبين الذهاب إلى الحكم بالطاعة للآمر بالحكم.
إذن فالمتشابه من الآيات نزل للإيمان به، والراسخون في العلم يقابلهم من تلويهم الأهواء، والأهواء تلوي إلى مرادات النفس وإلى ابتغاءات غير الحق. ومادامت ابتغاءات غير الحق، فغير الحق هو الباطل، فكل واحد من أهل الباطل يحاول أن يأتي بشيء يتفق مع هواه.
*د يحيى
16 - ديسمبر - 2008
مع الشيخ الشعراوي ، يرحمه الله .(3)    كن أول من يقيّم
 
ولذلك جاء التشريع من الله ليعصم الناس من الأهواء؛ لأن هوى إنسان ما قد يناقض هوى إنسان آخر، والباقون من الناس قد يكون لهم هوى يناقض بقية الأهواء. والحق سبحانه يقول:
وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ " [المؤمنون: 71].
إذن فلا بد أن نتبع في حركتنا ما لا هوى له إلا الحق، والدين إنما جاء ليعصمنا من الأهواء؛ فالأهواء هي التي تميلنا، والذي يدل على أن الأهواء هي التي تميل إلى غير الحق أن صاحب الهوى يهوى حكماً في شيء، ثم تأتي ظروف أخرى تجعله يهوى حكماً مقابلاً، إنه يلوي المسألة على حسب هواه، وإلا فما الذي ألجأ دنيا الناس إلى أن يخرجوا من قانون السماء الأول الذي حكم الأرض عند آدم عليه السلام؟
لقد خرجوا من قانون السماء حينما قام قوم بأمر الدين فأخذوا لهم من هذا سلطة زمنية، وأصبحوا يُخضعون المسائل إلى أهوائهم. ونحن لو نظرنا إلى تاريخ القانون في العالم لوجدنا أن أصل الحكم في القضايا إنما هو لرجال الدين والكهنة والقائمين على أمر المعابد. كان الحكم كله لهم، لأن هؤلاء كانوا هم المتكلمين بمنهج الله.
ولماذا لم يستمر هذا الأمر، وجاءت القوانين الرومانية والإنجليزية والفرنسية وغيرها؟ لأنهم جربوا على القائمين بأمر الدين أنهم خرجوا عن نطاق التوجيه السماوي إلى خدمة أهوائهم، فلاحظ الناس أن هؤلاء الكهنة يحكمون في قضية بحكم ما يختلف عن حكم آخر في قضية متشابهة. إنهم القضاة أنفسهم والقضايا متشابهة متماثلة، لكن حكم الهوى يختلف من قضية إلى أخرى، بل وقد يتناقض مع الحكم الأول، فقال الناس عن هؤلاء الكهنة:
لقد خرجوا عن منطق الدين واتبعوا أهواءهم، ليثبتوا لهم سلطة زمنية، فنحن لم نعد نأمنهم على ذلك. وخرج التقنين والحكم من يد الكهنة ورجال الدين إلى غيرهم من رجال التقنين. لقد كان أمر القضاء بين الكهنة ورجال الدين؛ لأن الناس افترضت فيهم أنهم يأخذون الأحكام من منهج الله، فلما تبين للناس أن الكهنة ورجال الدين لا يأخذون الحكم من منهج الله، ولكن من الهوى البشري، عند ذلك أخذ الناس زمام التقنين لأنفسهم بما يضمن لهم عدالة ما حتى لو كانت قاصرة.

وبمناسبة كلمة الهوى نجد أن هناك ثلاثة ألفاظ:

أولاً: الهواء هو ما بين السماء والأرض، ويراد به الريح ويحرك الأشياء ويميلها وجمعه: الأهوية وهذا أمر حسي.
 ثانياً: الهوَى: وهو ميل النفس، وجمعه: الأهواء، وهو مأخوذ من هَوِي يَهْوَى بمعنى مال.
ثالثاً: الهَوي: بفتح الهاء وضمها وتشديد الياء وهو السقوط مأخوذ من هَوَى يَهْوي: بمعنى سقط. وهذا يدل على أن الذي يتبع هواه لابد أن يسقط، والاشتقاقات اللغوية تعطي هذه المعاني.
إنها متلاقية. إذن الراسخون في العلم يقفون ثابتين عند منهج الله. وأما الذين يتبعون أهواءهم فهم يميلون على حسب ميل الريح. فإن الريح مالت، مالوا حيث تميل.
*د يحيى
16 - ديسمبر - 2008
مع الشيخ الشعراوي ، يرحمه الله .(4)    كن أول من يقيّم
 
 
ويقول الراسخون في العلم في نهاية علمهم: آمنا " وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ". وهنا تلتقي المسألة، فنحن نعرف أن المحكم نزل للعمل به، والمشابه نزل للإيمان به لحكمة يريدها الله سبحانه وتعالى، وهي أن نأخذ الأمر من الآمر لا لحكمة الأمر. وعندما نأخذ الأوامر من الحق فلا نسأل عن علتها؛ لأننا نأخذها من خالق محب حكيم عادل. والإنسان إن لم ينفذ الأمر القادم من الله إلا إذا علم علته وحكمته فإننا نقول لهذا الإنسان: أنت لا تؤمن بالله ولكنك تؤمن بالعلة والحكمة، والمؤمن الحق هو من يؤمن بالأمر وإن لم يفهم.
والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند الله، المحكم من عند ربنا والمتشابه من عند ربنا:
ويضيف سبحانه:
" وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ " و " أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ " أي أصحاب العقول المحفوظة من الهوى؛ لأن آفة الرأي الهوى، والهوى يتمايل به. " وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ " و " اللب " هو: العقل، يخبرنا الله أن العقل يحكم لُبّ الأشياء لا ظواهر الأشياء وعوارضها، فهناك أحكام تأتي للأمر الظاهر، وأحكام للُبّ.
الحق يأمر بقطع يد السارق. وبعد ذلك يأتي من يمثل دور حامي الإنسانية والرحمة ويقول: " هذه وحشية وقسوة "!

هذا ظاهر الفهم، إنما لُبّ الفهم أني أردت أن تُقطع يد السارق حتى أمنعه أن يسرق؛ لأن كل واحد يخاف على ذاته، فيمنعه ذلك أن يسرق. وقد قلنا من قبل إن حادثة سيارة قد ينتج عنها مشوهون قدر من قطعت أيديهم بسبب السرقة في تاريخ الإسلام كله، فلا تفتعل وتدعي أنك رحيم ولا تنظر إلى العقاب حين ينزل بالمذنب، ولكن انظر إلى الجريمة حين تقع منه، فإن الله يريد أن يحمي حركة الحياة للناس بحيث إذا علمت وكددت واجتهدت وعرقت يضمن الله لك حصيلة هذا العمل، فلا يأتي متسلط يتسلط عليك ليأخذ دمه من عرقك أنت.

إذن فهو يحمي حركة الحياة وتحرك كل واحد وهو آمن، هذا " لُبّ " الفهم، ولذلك يقول تعالى:
" وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَاةٌ "، إياكم أن تقولوا: إن هذا القصاص اعتداء على حياة فرد. لا، لأن " وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَاةٌ " إنّ من علم إنه إن قَتل فسيقتل، سيمتنع عن القتل، إذن فقد حمينا نفسه وحمينا الناس منه، وهكذا يكون في القصاص حياة، وذلك هو لُبّ الفهم في الأشياء؛ فالله سبحانه وتعالى يلفتنا وينبهنا ألا نأخذ الأمور بظواهرها، بل نأخذها بلبها، وندع القشور التي يحتكم إليها أناس يريدون أن ينفلتوا من حكم الله. و
 " وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ " حينما فَصلوا في أمر المتشابه دعوا الله بالقول الذي أنزله ـ سبحانه ـ: " رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ ".
*د يحيى
16 - ديسمبر - 2008
النصاب الذي بيض الله وجهه    كن أول من يقيّم
 
   شكرا لكم مرة أخرى عزيزنا ، د.يحيى ، على التصحيح . وما اللحن إلا من العجلة التي وقعت فيها وأنا ارتجل كتابة الموضوع ارتجالا ، وهذه عادتي الغالبة ، وبشكل سريع ، كما افعل ذلك الآن ولكن على شيء من الحذر ، بل إنني في الحقيقة ، من جهة علمي باللغة ، كحاطب ليل ليس فيه نور قمر ، وإنما بصيص نجوم بعيدة متناثرة ، فأنا أقلد ما اقرأ من القرءان الكريم وما أطالعه من كتب الأدب تقليدا اكثر مما أكون مطلعا على النحو والإعراب ؛ لذا ، يظل مثلي عالة على من هم دونكم في العلوم ، ومنها علوم اللغة  . أما ما يخص الكشف ، ورب أشعث اغبر وما في معناهما ، فلا أظن ان هناك من ينكر ذلك حتى على آحاد الناس الذين يمكن ان نظنهم من غير المتقين . والله تعالى أعلم بعباده ، ولا يتخلى ، لفضله وكرمه ورحمته ، عن عبد من عباده لجأ إليه واستعان به . ولقد عرفت رجلا ، رحمه الله ، كان يبدو للناس أنه غير متدين ، بل وكانوا يعدونه (نصابا ) ، إذا استدان منك مبلغا من المال ، يصعب جدا ان تستعيده منه ؛ لأنه كان غالب الوقت من المال مفلسا ، ولكنه كان إذا أقرضك مالا بالغا ما بلغ ، لا يسألك سداد ما اقترضت منه على الإطلاق ، إلا ان تقوم أنت نفسك بالسداد بطيب من خاطرك ، ويكون هو بحاجة إلى المال . وفي مرة من المرات التي كان يتواجد فيها في إحدى المدن حيث كان يعمل هناك ، صادف جماعة من أهل بلده وهم في زيارة إلى المدينة ، فما كان منه إلا ان خجل ؛ فدعاهم إلى مطعم قريب كان يقف عند بابه ، ولم يكن وقتها يملك شيئا من المال أبدا . وفي الوقت الذي كانت الأفواه تمتليء بما لذ وطاب ، فالرجل كان كريما ، كان الرجل يدعو الله ان يخلصه من ورطته . وما كان أقرب من فرج الله فرجا ، فقد دخل إلى المطعم رجل من معارف الذي تورط في الدعوة وهو يحمل في يده خمسة دنانير قائلا : شكرا لك يا فلان ، وهاك التي كنت استدنتها منك ، فقد يسر الله سدادها . لقد كان الرجل ( النصاب ) قد نسي تلك الدنانير ولم يعد يذكر انه اقرضها أحدا ، وكان راتب الموظف في ذلك الحين ، معلم المدرسة مثلا ، لا يزيد عن خمسة عشر دينارا أردنيا شهريا . لقد بيض الله وجه ذلك الرجل ، ولم يتركه يفتضح ، فنعم فضل الله ونعمت رحمته!!إن هذه القصة التي قصصتها الآن عليك لا بد وانك تعرف مثلها وأعجب منها بكثير ؛ ولكني ذكرتها لما جلب انتباهي من كلامك عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه . فإذا كان ( النصاب ) قد تولاه الله بعنايته ، فكيف لا يتولى جابرا الصحابي الأشعث الأغبر! وإذا كان الله عز وجل قد أكرم العبد الصالح المذكور في سورة الكهف 0 وأطلعه على ما لم يطلع عليه سيدنا موسى عليه السلام ، وتلك حكمة الله وذلك فضله ، فكيف بسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم!! لقد ألمحت في مشاركتي السابقة إلى أن الله تعالى يطلع على غيبه من شاء ممن يصطفيهم ، فيمكنهم بذلك من القدرة على التأويل ، وهذا أمر لا جدال فيه . ويظل الناس ممن لم يعلمهم الله التأويل يحاولون التأويل ولكنهم لن يتمكنوا أن يثبتوا ان تأويلهم هو الحقيقة التي لا جدال فيها . وإذا كان التفسير ، والذي نعني به البسط والتوضيح ، ربما يخطئ المفسرون فيه ، او يكون أحدهم ألحن بحجته من الآخر ، وربما يكون بعض التفسير صالحا لزمان دون ان يكون صالحا لزمان آخر ، فإن التأويل ، للذي أمكنه الله تعالى منه ، لن يكون فيه مجال للخطأ أبدا . وعلى هذا ، فإذا كان النبي الأكرم يتأول ، فإن تأوله هو الحق الذي لا ريب فيه .
   وأعود إلى سيدنا عبد الله بن العباس رضي الله عنهما لأقول : لا يمكنني ، ولا يمكن غيري ، أن أنفي قدرة سيدنا بن عباس على التأويل ، ولكن ، وفي ذات الوقت ، لا يمكنني أنا شخصيا إثباتها . والسبب في ذلك ليس عيبا في ابن عباس لا سمح الله ؛ وإنما إن كان عيب فهو في . إن كثرة الروايات المتضاربة التي رويت عنه ، ومنها روايات ثبت بطلانها . وكذلك سيدنا علي كرم الله وجهه ، فقد رويت عنه روايات باطلة تماما هي ما يدفعني إلى القول بما قلت ، بينما التأويل الحق لا باطل فيه . وإذا كان هناك من دليل قاطع او إثبات بين أجهله ، أكون مخطئا في قولي وارجو العفو من الله تعالى .
 
كلمة عن الاستنباط ، وانه غير التأويل :
   إذا كان معنى الاستنباط استخلاص نتيجة من مقدمات سبقتها ، فإن الاستنباط يكون صحيحا وصائبا إذا كانت المقدمات صحيحة وصائبة وكان الربط بينها صائبا . أما التأويل للمتمكن منه فلا يحتاج إلى مقدمات أصلا ، وإنما هو قطع بالحق عن علم لا ريب في صدقه ، وما ذلك العلم إلا من لدن الله يعلمه من يشاء . لقد كنت أظن ان الاستنباط هو التأويل او هو يشبهه ، ولكني عدلت عن ذلك الظن لما تبينت ما حدث مع سيدنا نوح عليه السلام . قال الله تعالى : " ونادى نوح ربه فقال إن ابني من أهلي ، وإن وعدك الحق ، وأنت احكم الحاكمين " .  المقدمات : إني منجيك وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ، وإن وعد الله حق . الاستنتاج المنطقي : نجاة ابن سيدنا نوح لأنه ابن له فهو من أهله ، وإن وعد الله حق . ومع هذا فإن الاستنباط كان خاطئا ، فقد غرق الابن . ولو كان الله تعالى قد أطلع سيدنا نوح على ان الابن سوف يغرق لما كلف سيدنا نوح نفسه أمر الاستنباط أبدا . ولكن استنباطا آخر غاب عن بال سيدنا نوح  بسبب عاطفته على ابنه ، وهو : إني منجيك واهلك إلا من سبق عليه القول منهم ، وإن وعد الله حق ، وغرق الابن . الاستنباط الجديد : النجاة حق ، ووعد الله حق ، وان الابن ليس بالضرورة ان يكون من الأهل ؛ فالمؤمنون هم الأهل ، بمعنى أن الابن غير حقيق بالانتساب ، فهو لم يكن عملا صالحا ، وانه ممن سبق عليهم القول ؛ لذا ، فلا  تساؤل . ولقد وعظ الله تعالى عبده نوحا عليه السلام من ان يكون من الجاهلين . ولو كان سيدنا نوح مطلعا على الحقيقة لما حدث معه ما حدث . ولو سأل سائل سيدنا نوحا عما حدث معه ، لكان من الممكن ان يجيب : لو كنت عالما بتأويل غرق ابني ما تساءلت عن سبب الغرق ، إنما اجتهدت في الاستنباط ولم اكن مصيبا فيه ؛ لأن عاطفتي وشفقتي على ابني أثرتا عليّ .  فالاستنباط أداة هامة من أدوات التفسير ، ولا غنى عن توفيق الله للمفسر ، مع طرحه الهوى جانبا ، ولكن أمر التأويل يظل أمرا آخر . وبالمقابل : يأمر الله تعالى سيدنا وابانا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ان يذبح ابنه ، ورؤيا الأنبياء حق ، فلن يضطر سيدنا ابراهيم إلى تفسير يستخدم الاستنباط حتى يتاكد من معنى امر الله تعالى إياه بالذبح ، وهل يذبح او لا يذبح ، بل هو الحق الذي لا يحتاج إلى تفسير ابدا. فتاويل رؤياه حاضر لديه ، وهو وجوب الذبح مهما كانت الأسباب وكفى . واطاع الذبيح أباه ، واستعان بالله ليمنحه الصبر . وما أدرانا ما الذبيح وما ابو الذبيح وما كانا عليه من الإسلام إلى الله تعالى!! ولكن رحمة الله فوق كل رحمة ، وحكمته تعلو فوق كل حكمة ؛ فكان الفداء . ولكننا اليوم ، ومنذ مئات السنين ، نتساءل عن الذبيح من هو؟ أإسماعيل هو ام إسحق ؟ هل هو الحليم ام هو العليم؟ وهذا ما هو بحاجة إلى تفسير وتوضيح واستنباط . والمفسر الذي لا يدع هواه يسيطر عليه ، ولا يتاثر بالروايات دون أن يمحصها ، ويستنطق الآيات الواردة في القرءان بهذا الشأن ، ويكون واسع العلم سديد التفكير ، لعلم ، على الأغلب ، من هو الذبيح ، ولسوف يجد بان الذبيح هو إسماعيل الحليم . وما أحوج الذبيح إلى ان يكون حليما!  وهذا ما ذهب إليه الأكثرون من العلماء . وعلى فرض أن الذبيح ظل مجهولا ، فلا ضير علينا من ذلك بعد ان استفدنا من العبرة المستقاة من قصة الذبيح أيما فائدة . ولو سمينا ما نقوم به من استنباط تأويلا ،فلن يكون هو التاويل الذي ورد في القرءان الكريم ، ثم ، ما الفائدة من وراء التسمية إذا كنا لا نعلم الحقيقة المطلقة فيمن هو الذبيح؟ ولو علمناها ، لكنا من الذين علمهم الله التأويل . والله تعالى اعلم .
   اللهم تفضل علينا فاهدنا إلى سواء السبيل  ؛ راجيا الدكتور يحيى ان ينبهني باستمرار إلى اخطائي في اللغة او في غيرها ، أو إلى سهوي وتسرعي ، وله الأجر من الله تعالى ، ولي الفائدة والمنفعة .
 
*ياسين الشيخ سليمان
16 - ديسمبر - 2008
شكراً وعذراً على التأخير    كن أول من يقيّم
 
أشكر أخويَّ الدكتور يحيى والأستاذ ياسين الشيخ سليمان على هذا الكلام المستفيض والماتع الرائع حول التفسير والتأويل .
وأفضل هذه الأقوال هو أن التفسير ما كان راجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية ـ كما ذكره الذهبي رحمه الله
والمفسرون الذين سموا كتب تفسيرهم بلفظ التأويل ،لم يخلطوا ما بين التأويل والتفسير
لأن أكثر التفاسير تشتمل على الرواية والدراية معاً لذلك لا بأس بتسميتها تفسيراً أو تأويلاً.
كما سمى البيضاوي ( ت 971 هـ ) كتابه ( أنوار التنزيل وأسرار التأويل )
والنسفي ( ت 710 هـ ) سماه ( مدارك التنزيل وحقائق التأويل )
والخازن (ت 725 هـ ) سماه ( لباب التأويل في معاني التنزيل ).
وإذا نعت الله تعالى كتابه بأنه ( مبين ) في أكثر من موضع كقول الله تعالى :
} قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ { ( سورة المائدة : 15 ).
وقوله جل جلاله :
} الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ { ( سورة الحجر : 1 ).
فأول ما يتبادر إلى الذهن من هذه الآيات ، أن القرآن الكريم جلي لا أثر للغموض فيه ، مما يجعله غنياً عن التفسير لكمال وضوحه ، فكيف نوفق بين هذه الآيات الدالة على وضوح القرآن ، وبين قول الله سبحانه وتعالى:
}وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون{ ( سورة النحل : 44 ).
فمن أين يحسن الاشتغال بتبيين ما هو مبين لا يحتاج إلى بيان ؟
أقول : لا نسلم أبداً أن وصف القرآن الكريم بالبيان والتبيين يقتضي عدم حاجة شيء منه إلى شرح وتأويل ،فلقد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم ، أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض الآيات ففسرها لهم عليه الصلاة والسلام، كما أشكل على عدي ابن حاتم رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى :
} وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ { ( سورة البقرة : 187 ).
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ } حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ { عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ ، فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ : (إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ ) ( رواه البخاري)
ولقد ثبت عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه لما سئل عن هذه الآية وَفَاكِهَةً وَأَبًّا أشكل عليه معنى الأَبّ، فقال: ( أي سماء تظلني؟ وأي أرض تقلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟! ) وفي لفظ: "برأيي" أو "ما لا أعلم".
ولذلك يقولون بأن كتاب الله يحتاج إلى تفسير وتأويل .
 
*محمد
16 - ديسمبر - 2008
 1  2  3  4  5